ثم قال عز وجل وهي الجملة السادسة يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم يعلم يعني الله عز وجل والعلم عند الاصوليين هو ادراك الشيء ادراكا جازما مطابقا ادراك مجازما مطابقا ادراك الشيء ادراكا يرحمك الله ادراكا جازما مطابقا فعدم الادراك جهل والادراك على وجه الله جزم فيه شك والادراك على وجه جازم غير مطابق ها؟ لا جاه المركب دهن مركب فالعلم اذا يا اخ ما هو ما هو العلم ها الليلة الليلة السارح يمكن اه العلم هو ادراك الشيء ادراك الشيء ادراكا جازما مطابقا كده طيب لو سألني سائل متى كانت غزوة بدر قلت لا ادري علم ولا جهل؟ هذا جهل وسألني اخر فقال متى كانت غزوة بدر؟ فقلت اما في الثانية او في الثالثة لا ادري وسألني ثالث فقال متى كانت غزوة بدر؟ فقلت في السنة الخامسة جاز لي. هذا ايضا غير علم لكن جاء المركب جهل مركب الله عز وجل يعلم الاشياء علما تاما ليس به جهل بوجه من الوجوه بل ان علمه ليس كعلم العباد ولذلك اسمع يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ما بين ايديهم المستقبل وما خلفهم الماظي ولا يخفى علينا كلمة ما بقول ما بين ايديهم وانها من صيغ العموم فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقا ام جليلا وسواء كان من افعال الله ام من افعال العباد يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم علمه بما بين ايديهم يقتضي انه لا يجهل المستقبل وعلمه لما خلفهم يقتضي انه لا ينسى الماضي ولهذا لما قال فرعون لموسى ما بال القرون الاولى قال علمها عند ربي في كتاب ها لا يضل ربي ولا ينسى لا يضل في المستقبل ولا يشغله عز وجل ولا ينسى الماضي فهو يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم وسيأتي ان شاء الله فوائد الاية لان الاية فيها فوائد عظيمة جدا يتبين انها اعظم ايات في كتاب الله اذا عرفنا فوائدها ان شاء الله تعالى قال ولا يحيطون السابعون ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء لا يحيطون الظمير يعود على ما في السماوات وما في الارض او على ما بين على الهى فيما بين ايديهم وما خلفهم اي لا يحيط هؤلاء الذين علم الله ما بين ايديهم وما خلفهم بالنسبة لهم لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فبين كمال علمه ونقص علمهم انتبه وهكذا يقول الله احيانا بين بين صفته وصفة العباد كل من عليها فان ويبقى وجه ربك يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطني بشيء من علمه فهو عالم باحوالهم الماظية ومستقبله اما هم ايش؟ فانهم لا يحبطون بشيء من علمه الا بما شاء قال بشيء من علمه علم هنا مصدر فهل هو على بابه او هو بمعنى معلوم اي من معلومه اي لا يحيطون بشيء مما يعلمه الله الا بما شاء ان يعلمهم اياه هذا هذا احتمال احتمال ثاني ولا يحيطنا بشيء من علمه اي من علمهم نفس نفسه وصفاته علمهم هم اياه يعني انهم لا يحيطون بشيء يعلمونه في نفس الله او في صفاته الا بما شاء كما قال تعالى في سورة طه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم بعد؟ ولا يحيطون به به هو علما فالاية هنا محتملة للمعنيين جميعا وكلاهما صحيح باعتبار الاية فنحن لا نعلم شيئا من ذات الله او صفاته الا بما شاء بما علمنا به ما الذي يدرينا انه استوى على العرش الله نعم ما الذي يدرينا انه ينزل الى السماء الدنيا الله على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام وهكذا بقية صفاته لا نعلمها الا بما شاءت من عنده هو كذلك ايضا معلوماته التي يعلمها السماوات وفي الارظ ما نعلمه الا بما شاء ما الذي يعلمنا ان هناك ملائكة نعم الله عز وجل وما الذي يعلمنا ان هناك سبع سماوات الله وهكذا بقية المعلومات ما نحيط بها علما الا بما شاء حتى المعلومات التي بين ايدينا يجهلنا كثير منها الا اذا شاء ان نصل الى علمه في الانسان اشياء في جسمه لم يصلوا اليها حتى الان ما وصلوا اليه وكانوا يصلون اليها شيئا فشيئا يعني تقدم الناس الان في العلم بتكوين خلقة الانسان وما في جسمه وجسده لا يزال يترقى شيئا فشيئا الى يومنا هذا وسيترقى مع ان هناك اشياء ما وصلوا اليها حتى الان في جسم الانسان خلايا في جسمه ما يستطيع ما وصلوا اليها الان ولا عرفوا كيف تركيبها وهناك ايضا افات ومعاهات يتصف بها هذا البدن الى الان لم يصل اليها فصارت الاية شاملة للمعنيين جميعا فنحن لا نحيط بشيء مما يعلمه الله حتى فيما يتعلق بنا انفسنا الا ها الا بما شاء كما اننا لا نحيط بشيء مما يتعلق بذاته وصفاته الا بما شاء الا بما شاء قوله الا بما شاء يحتمل اه هو هو استثناء استثناء بدل من قوله شيء لكنه باعادة العامل ولا يحيطني بشيء الا بما شاء فهو اذا بدل لكن باعادة العامل وهي الباء وقوله بما شاء ما يحتمل ان يكون ان تكون مصدرية اي الا بمشيئته ويحتمل ان تكون اسما موصولا اي الا بالذي شاء وعلى التقدير الثاني يكون العائد محذوفا تقديره ها الا بما شاءه فما شاء الله عز وجل ان يعلمه الخلق اعلمهم اياه سواء كان ذلك فيما يتعلق بذاته او باسمائه او صفاته او افعاله او مخلوقاتها التي هي المفعولات او مشروعاته التي اوحاها الله تعالى الى الى رسله ثم قال وسع كرسيه السماوات والارض وسع بمعنى شمل واحاط كما يقول القائل واسعا المكان اي كملني واحاط بي والكرسي هو موضع قدمي الله عز وجل وهو بين يدي العرش كالمقدمة له وقد صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا وهل له حكم الرفع لولا ان ابن عباس رضي الله عنهما ممن قيل عنه انه يأخذ عن الاسرائيليات لقلنا ان له حكم الرفض لان هذا من علم الغيب وعلم الغيب لا مجال للاجتهاد فيه والصحابي اذا قال قولا لا مجال للاجتهاد فيه او فعل فعلا لا مجال للاجتهاد فيه فانه فان له حكم الرفع الا انه اذا كان من باب الاخبار او بالاحرى الا انه اذا كان من باب الاخبار فان الصحابي اذا عرف بالاخذ عن بني اسرائيل فانه لا يحكم له بالراحة لماذا احتمال ان يكون مما تلقاه عن بني اسرائيل والعلماء يتحرون غاية التحري فيما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يحكمون بالشيء الا مع انتفاء جميع الاحتمالات اي لا يحكمون بالرفع الا مع احتمال الا مع انتفاء جميع الاحتمالات التي يمكن ان تحول بينهم وبين الحكم بالرفض على كل اهل السنة والجماعة عامتهم على ان الكرسي موضع قدمه لله عز وجل وبهذا جزم ابن شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من اهل العلم وائمة التحقيق وقد قيل ان الكرسي هو العرش ولكن ليس بصحيح فان العرش اعظم واوسع وابلغ احاطة من الكرسي وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان كرسيه علمه ولكن هذه رواية لا اظنها تصح عن ابن عباس لان ذلك ليس لها ليس معنى لهذه الكلمة في اللغة العربية ولا في اللغات العرفية فهو بعيد جدا من ان يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما الكرسي موضع القدمين وقد جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ما السماوات السبع والاراظون بالنسبة للكرسي الا كحلقة القيت في فلاة من الارض وان فظل العرش على الكرسي كفضل الفلات على تلك الحلقة وهذا يدل على سعة هذه المخلوقات العظيمة التي هي بالنسبة لنا من عالم الغيب ولهذا يقول الله عز وجل افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بينناها ولم يقل افلم ينظروا الى الكرسي او الى العرش لان ذلك ليس مرئيا لنا ولولا ان الله اخبرنا به ما علمنا به وقول السماوات والارض هذا يؤيد ما ذهب اليه شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من المحققين من ان السماوات والاراضين كلها كروية الشكل الشكل كلها كروية الشكل لان هذا امر معلوم بالحس وكذلك معلوم بالخبر وان كان علمه بالخبر قد خفي على كثير من الناس السابقين لكنه في الواقع واضح ان هذه المخلوقات كروية الشكل ودليل ذلك في القرآن قوله تعالى اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت واذا الارض مدت وهذا متى يوم القيامة فقوله اذا الارض مدت يقتضي ان الان غير ممدودة وكذلك اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انها تمد يوم القيامة مد الاديم وهذا من باب التأكيد الاديم عن الجلد يعني كما يمد الجلد فتكون تطحن واحدا ومن الدليل ايضا قوله تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير ومنه ومنه قولنا اكوار العمامة لانها تدور ونحن نعلم ان الليل والنهار يتعاقبان على الارض فاذا كانا يتعاقبان على الارض لزم من ذلك ان تكون الارض كروية لانه لا يكور الشيء الا على كورة وهذا امر مشاهد انها كروية الان اذا كان الكرسي قد وسع السماوات والارض هذا دليل على انه مكور واما العرش فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ان عرشه على سماواته مثل القبة مثل قبة والقبة غير مكورة لكنها غير مسطحة ايضا فانها كقبة الخيمة يكون وسطها مرتفعا