بل مثله شيء مثله شيء اذا عطل كل نص يدل على المماثلة كل نص يدل على نفي المماثلة صح حينئذ صار كل ممثل معطلا والله اعلم. ما هي؟ الشيطان الرجيم سبق ان ناقشنا باية الكرسي واخذنا فوائدها كلها طيب وفيها فوائد ايضا تظهر للمتأمل غير الذي اخذناه من قبل وينبغي ان يتأمل الانسان فيها اكثر كان فيها فوائد تنحت على البال اكثر مما اخذناه. يقول الله عز وجل لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب اوانئ الاعراب لا اكراه في الدين لا نافية للجنس تعمل عمل ان واكراه اسمها وفي الدين خبره وقوله قد تبين الرشد من الغي تبين اي تميز والجملة هنا ترتبط بما قبلها في المعنى في التعليم اي انها كالتليل لما سبق وقوله فمن يكفر بالطاغوت من شرطية ويكفر فعل الشرط مجزوم به انتبه يا احمد فعل الشرط مجزوما بها جملة فقد استمسك جواب الشرط واقترنت الفاء بجواب الشرط لانه لا يصلح ان يكون شرطا وابن مالك رحمه الله يقول في الالفية واقرن بفاء ها؟ حتما جوابا لو جعل شرطا لان او غيرها لم ينجعل فهنا قد لو انك قلت ان قد ما يصلح لهذا وجب اقتران الجواب بالفعل وقد مر علينا بيت ذكرت فيه الجمل التي تقترن بالفائدة كانت جوابا للشرط يقرأه علينا الاخ مصطفى ها وبما وقد وقد وبالتنفيس تسمية طلبية وبجامد وبما لا تلهينكم هذه الاشياء وبما وقد وبلا وبالتنفيس طيب هذه قد وقوله لا انفصام لها اعرابها كما سبق بان لا نافية للجنس وانفصاما اسمها ولها اجر مجرور خبرها فيه ثم نبدأ بالمعاني فيقول الله عز وجل لا اكراه في الدين وهذه الجملة كما نشاهد نفي لكن هل هي بمعنى النهي او ان او انها خبر محض فقيل انها بمعنى النهي اي لا تكرهوا احدا على دين الله وعلى هذا القول قيل انها منسوخة وقيل بل مخصوصة قيل انها منسوخة بايات الجهاد وقيل مخصوصة بايات الجزية والذين قالوا بانها مخصوصة اختلفوا هل هي عامة او في اهل الكتاب فقط هذا على القول بان النفي هنا بمعنى النهي اما اذا قلنا بان النفي خبر محض اي ان الله يخبر بانه لن يكره احد على الدين لانه سيدخل الدين مختارا بدليل قوله قد تبين الرشد من الغيب فالامر واضح والانسان متى النظر في الدين نظرة فاحص بعلم وعدل فانه سيختار الدين دين الاسلام دون غيره وعلى هذا فيكون خبرا محضا مفاده ان الناس لن يدخلوا في دين الله تعالى مكرهين هل سيدخلون مختارين لان الرشد بين والغي بين وكل انسان عاقل فانه سوف يكون في الرشد دون الغيظ لان هذا هو مقتضى العقل ومقتضى الفطرة اي الامرين اولى الظاهر ان الثاني اولى لانه يدل دلالة ناصعة على ان الدين الاسلامي دين الفطرة الذي لا يمكن ان يختاره احد على وجه الاكراه بل لا يختاره الا وهو منقاد له مقتنع مقتنع به نعم اما على الاول فقلت لكم ان العلماء اختلفوا هل الاية منسوخة او محكمة او هي مخصوصة وعلى القول بالتخصيص هل هو خاص باهل الكتاب او عام والذي يظهر من الادلة على القول بانها للنهي انها مخصوصة لان الانسان لان غير المسلمين مجبرون على الاسلام او بذل الجزيرة او المقاتلة قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون عرفتم وما هو دين الحق الذي بعث به الرسول عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق وانما نبهت على ذلك لئلا يقول اهل الكتاب انهم على حق وليسوا على حق بل هم على باطل بعد ان بعث الرسول عليه الصلاة والسلام. طيب اذا نقول الاية عامة لكنها مخصوصة اي اننا نقول اكره الكفار على الاسلام او بذل الجزية ولا بد فان ابوا فانهم يقاتلون وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا امر اميرا على جيش او سرية امره بهذه الخصال الثلاثة الاسلام فان ابوا فالجزية فان ابوا فالقتال ولابد لان الكافر مهما كان اذا بقي على كفره فسيكون ظد الاسلام بقدر ما يستطيع ولا تظن ان كافرا يكون سلما للاسلام ابدا الا خوفا من من الاسلام والا فانه سيسعى بكل جهده على اخراج الناس من النور الى الظلمات مهما كان لان الله سبحانه وتعالى قال انهم اعداء لنا والعدو لا يمكن ان يسعى لصديقه بخير ابدا ما عاش طيب اما على القول الثاني وهو ان هذا الدين لا يمكن ان يدخله احد كارها بل سيدخله مختارا اذا نظر فيه بعدل وانصاف بعدل وعلم اذا نظر فيه بعدل وعلم فانه لن يختار غيره غيره ان يختار غيره فهذا الدين الاسلامي ما امر بالشيء فقال العقل ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء فقال لاقل ليته لم ينه عنه وقوله لا اكراه الاكراه بمعنى الارغام على الشيء الايران على الشيء فان قلت الا يمكن ان تحتمل الاية معنى ثالثا وهو ان ان هذا الدين عفا عما يفعله الانسان مكرها وان معنى الاية لا اثر للاكراه في الدين نعم فالجواب هذا وان كان يحتمله اللفظ من بعد لكن ما بعده يمنعه وهو قوله؟ قد تبينوا قد تبين الرشد من الغيب وقوله في الدين الدين يطلق على العمل ويطلق على الجزع يطلقوا على العمل وعلى الجزاء اما اطلاقه على العمل ففي مثل قوله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا ان الدين عند الله الاسلام واما اطلاقه على الاجتداء فمثل قوله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين؟ اي يوم الجزاء وقد قيل كما تدين تدان يعني كما تعمل تجازى وهنا لا اكراه في الدين المراد به ايش؟ الجزاء ولا العمل؟ العمل. المراد به العمل ثم هل المراد به كل دين او دين الاسلام؟ دين الاسلام بلا شك تألهنا للعهد الذهني في العهد الذهني يعني الدين المفهوم عندكم ايها المؤمنون وهو دين الاسلام وقوله عز وجل لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب تبين هنا ظمنت معنى تميز وكلما جاءت من بعد بعد تبين فانها مظمنة معنى التمييز لان نتبين من حيث المدلول المطلق او من حيث مطلق مدلول انما تدل على الوضوح يدل على الوضوح تبين الصبح تبين الامر وما اشبه ذلك فاتضح لكن عندما تأتي من فانها تتضمن معنى التميز اي تميز هذا نعم قال الله تبارك وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وقد تبين وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون طيب تفرجت هنا بمعنى حسن المسلك وحسن التصرف ان الانسان يتصرف تصرفا يحمد عليه وذلك بان يسلك الطريق الذي به النجاة واما الغي فهو ضد الرشد وهو سوء المسلك بان يسلك الانسان ما لا يحمد عليه لا في الدنيا ولا في الاخرة هذا هو الغيب بماذا تبين تبين الرشد من الغي لعدة طرق اولا بالكتاب فان الله سبحانه وتعالى فرق في هذا الكتاب العظيم بين الحق والباطل والصلاح والفساد والرشد والغيب وانزلنا عليك الكتاب ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء كل شيء فهذا من اقوى طرق البيان تبين ايضا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فان سنة الرسول عليه الصلاة والسلام بينت للقرآن ووظحت ففسرت الفاظه التي تشكل ولا تعرف الا بنص وكذلك وظحت مجملاته ومبهماته وكذلك بينت ما فيه من تكميلات يكون القرآن اشار اليها وتكملها السنة