بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا محمد انا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة الكرام. فما يزال مجلسنا متتابعا منعقدا في كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. نستقبل به هذه الليلة الشريفة ليلة الجمعة بكثرة الصلاة والسلام على سيد الانام نبينا وامامنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة. وما يزال هذا المجلس في مدارسة كتاب الشفا متتابعا بذكر الايات والمعجزات. التي الله بها نبينا صلوات الله وسلامه عليه. ووقف بنا الحديث عند الفصل الذي ساق فيه المصنف رحمه الله اخبارا الرهبان والاحبار وعلماء اهل الكتاب عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفة امته. وان هذا لون من معجزات فريد عجيب ان يكون من دلائل النبوة وعلامات الرسالة ما تواترت به الاخبار وتتابعت به السير الاحبار والرهبان وعلماء اهل الكتاب في ذكر اخبارهم ووصفهم لنبينا صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث بل قبل ان يولد كما في بعض الاخبار. وما جاء في ذكر ذلك من علامات نبوته او مبعثه او ما بجمل من شرائع دينه صلى الله عليه وسلم. مضى في ليلة الجمعة الماضية ذكر ما اشار اليه المصنف رحمه الله في اخباره واشعار الموحدين المتقدمين كتبع والاوس ابن حارثة وكعب بن لؤي وسفيان بن مجاشع قص ابن ساعدة وما ذكر عن سيف ابن ذي يزن وما يزال في الفصل بقية عطف المصنف بعضها على بعض في ذكر اسماء في اعلام اما من الاحبار والرهبان من علماء اهل الكتاب واما من الكهان الذين كانوا يتعاطون الكهانة قبل الاسلام او حتى ممن كان من علماء يهود او النصارى واحبارهم ورهبانهم وما جاء في تفاصيل الروايات التي يذكرها كتب التواريخ والسير عن شأنهم في اخبارهم بنبوة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله الله تعالى فصل في اخبار الرهبان والاحبار وعلماء اهل الكتاب عن صفته وصفة امته صلى الله عليه وسلم الى ان قال وما عرف به من امره زيد ابن عمر ابن نفيل وورقة ابن نوفل هذان من بقايا الحنيفية في قريش قبل الاسلام. زيد بن عمرو بن نفيل وورقة ابن نوفل اما زيد بن عمرو بن نفيل فقد تقدم انه والد الصحابي الجليل سعيد بن زيد احد العشرة المبشرين بالجنة وابن عمي امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن زيد بن عمرو بن نفير انه يبعث امة وحده. وذلك لانه كان يطلب دين ابراهيم عليه السلام. ويكره الشرك واهله. وكان يوحد الله ويقول لقريش ما قومكم على شيء قد اخطأوا دين ابراهيم باوثان لا تضر ولا تنفع. وكان ولا يأكل ذبائحهم. فاجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل نبوته. وتوفي قبل ان يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويذكر من اخباره انه كان يقول شممت اليهودية والنصرانية. يعني خالطتهما وقاربتهما وعرفت اخبارهما. قال فكرهتهما وكنت بالشام فاتيت راهبا. فقصصت عليه فقال اراك تريد دين ابراهيم يا اخا اهل مكة انك لتطلب دينا لا يوجد اليوم وهو دين ابيك ابراهيم فالحق لبلدك فان الله يبعث لك من ياتي بدين ابراهيم الحنيفية وهو اكرم الخلق على الله تعالى. وروى غيرهم ايضا انه راهبا فسأله عن دين ابراهيم فقال له ان كل من رأيت من الاحبار والرهبان في ظلال وانك لتسأل عن دين الله قد خرج في ارضك او هو خارج نبي يدعو اليه فارجع اليه وصدقه فلقيه قبل بعثته فقال يا عم ما لي ارى قد ابغضوك فقال اما والله ان ذلك لغير ثائرة مني اليهم لغير ثائرة مني اليهم ولكني اراهم على ضلالة فخرجت ابتغي هذا الدين ثم اخبره بما عرفه به الراهب من امره صلى الله عليه وسلم. واما ورقة ابن نوفل فهذا الاسم المرتبط بحدث النبوة اوائل نزول الوحي. وتحديدا لما اتى جبريل عليه السلام نبينا صلى الله عليه عليه وسلم وهو في غار حراء يتحنث لله الليالي ذوات العدد فاتاه بمطلع النبوة وصدر الرسالة ونور هذا الكتاب المبين فقال له اقرأ قال ما انا بقارئ حتى انزل عليه قول الحق سبحانه اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق من علق وكلنا يعلم ما الذي اصاب نبينا عليه الصلاة والسلام في تلك الحادثة من الهلع والخوف والرعب الذي ان تابه فاتى داره وزوجه خديجة رضي الله عنها فما كان منها الا ان سكنت من روعه وهدأت منه عليه الصلاة والسلام ثم اصطحبته الى ورقة ابن نوفل وهنا يأتي خبره في هذا السياق احد الذين كانوا على الحق في زمن الفترة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو ورقة ابن اسد ابن عبد العزى ابن قصي وهو ايضا ممن امن النبي عليه الصلاة والسلام حتى ان بعضهم يعده في اول من امن ومن اوائل الصحابة كان شيخا كبيرا يقرأ الكتب يعني كتب اهل الكتاب وكان يعرف العبرانية وقال للنبي صلى الله عليه وسلم لما اخبره بامره قال ابشر فانك الذي بشر به ابن مريم ورآه عليه الصلاة والسلام كما في مستدرك الحاكم رآه في الجنة عليه ثياب خضر وقال قال لا تسبوا ورقة ابن نوفل. وعلى كل حال فمثل هذين عمرو بن نفيل زيد بن عمرو بن نوفيل. وورقة بن نوفل. ما كان من احدهما انه عرف به عليه الصلاة والسلام بعد الوحي ولا ادركه مسلما ما رأى من علامات النبوة لكنه مما وقفوا عليه من اخبار الحق ودلائل رسالته في الكتب السابقة. فكل منهما كان يطلب الحق والدين الصواب كانوا يجفون تماما الوثنية والجاهلية التي كانت عليها قريش قبل الاسلام. فهداهم الله تعالى للحنيفية عليها وتذكر اخبارهم في دلائل نبوته صلى الله عليه واله وسلم. وعثكلان وعلماء يهود وشامول عالمهم صاحب تبع من صفته وخبره عثكلان الحمير نسبة الى حين قبيلة اليمن المعروفة. وكثير من الشراح لم يذكر له قصة ترتبط بدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم وقد ذكر السيوطي رحمه الله ان ابن عساكر اخرج من طريق مان ابن عوف قصة تذكر شأن هذا رجل عسكلان الحميري. وفي القصة يقول عبدالرحمن بن عوف انه سافر الى اليمن قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سلم قال فنزلت على عسكلان ابن عواكن الحميري وكان شيخا كبيرا انزل عليه انزل عليه اذا جئت اليمن. قال فنزلت عليه مرة والذي يحكي القصة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال فنزلت عليه مرة فسألني عن مكة والكعبة وزمزم وقال هل ظهر منكم احد خالف دينكم؟ قلت لا قال ثم قدمت عليه بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ضعف وكبر وثقل سمعه. فنزلت عليه اجتمع عليه ولده وولد ولده واخبروه بمكاني. فشد على عينيه عصابة واستند وقعد وقال لي انتسبوا يا اخا قريش فقلت انا عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة قال حسبك يا اخا زهرة الا ابشرك ببشارة هي خير لك من التجارة؟ قلت بلى. قال انبئك وابشرك ان الله قد بعث في الشهر الاول من قومك نبيا ارتضاه صفيا. وانزل عليه كتابا وجعل له ثوابا. ينهى عن الاصنام ويدعو الى الاسلام. يأمر حقي ويفعله وينهى عن الباطل ويبطله. قلت ممن هو؟ قال لا من الازد ولا ثمالة ولا من السرف ولا تبالى هو من بني هاشم وانتم اخواله يا عبدالرحمن احق الوقع احق الوقعة وعجل الرجعة ثم امضي ووازره واحمل هذه الابيات اشهد بالله ذي المعالي وفالق الليل والصباح انك في السر انك في السرو من قريش فدى من الذباح ارسلت الى يقين ترشد للحق والفلاح اشهد بالله رب موسى انك ارسلت بالبطاح فكن شفيعي الى مليك البرايا الى الفلاح. قال عبدالرحمن فحفظت الابيات وانصرفت. فلما قدمت مكة لقيت ابا بكر رضي الله عنه الخبر فقال هذا محمد قد بعثه الله صلى الله عليه وسلم. قال فاته. قال فلما اتيت بيت خديجة رضي الله عنها رآني صلى الله عليه وسلم فضحك وقال لي ارى وجها خليقا ان ارجو له خيرا فما وراءك؟ قلت فقال ارسلك مرسل برسالة هاتها. قال فاخبرته واسلمت فقال اخا حمير مؤمن مصدق بي وما شاهدني اولئك من اخواني حقا. انتهى الخبر الذي ذكره ابن عساكر. ومثل هذه الاخبار ليست هي على صنعة المحدثين في حفظ السند ورواية الرواة الموثوقين كشأن سائر الاخبار في كتب التواريخ والسير تذكر حوادث انما يستأنس بها في سياق ما يذكر المصنفون رحمه الله تعالى. فهذه قصة عسكلان الحميري. قول المصنف بعدها رحمه الله يهودا وشامول عالمهم صاحب تبع مما ذكروا من صفته وخبره. اراد ان عددا من علماء اليهود كان لهم شأن في العلم بامر نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم المقصودون بمثل قوله تعالى في غير ما اية. الذين الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. وان فريقا منهم لا يكتمون الحق وهم يعلمون. وقال في الاية الاخرى الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون. فاما من حيث العلم فان علماء اليهود والنصارى زمن بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثير منهم يعلم صدق نبوته. لما قرأوا في كتبهم من التوراة والانجيل. وما عرفوا من الاوصاف المنطبقة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الكبر والحسد والمنافسة البغيضة التي حالت بينهم وبين قبول الحق والاذعان كما سيشير المصنف رحمه الله في اخر الفصل. قوله وشامول عالمهم شامول من علماء اليهود. وكان مع تبة اعن وصاحبه فيما ذكرت قصته في ليلة الجمعة الماضية لما سار من اليمن الى يثرب يريد تخريبها على اثر شكوى الاوس والخزرج الى تبع من ايذاء يهود واضطهادهم وظلمهم وعدوانهم عليهم. فلما سار اليهم لقيه وهناك على مداخل يثرب وقد علم انه مخرب لها فقال له شامول اليهودي وكان يومئذ اعلم اليهود قال ايها الملك ان هذه البلدة مهاجر نبي من بني إسماعيل مولده مكة واسمه احمد وهذه دار وهجرته وان منزلك الذي انت به سيكون فيه من القتلى من اصحابه واعدائه امر عظيم. قال تبع ومن يقاتله وهو نبي قال له قومه قال واين قبره؟ قال بهذه البلدة؟ قال واذا قاتل لمن تكون النصرة؟ قال تكون له مرة وعليه اخرى ثم تكون العاقبة له فيظهر حتى لا ينازعه احد فسأله عن صفته فاخبره صفته عليه الصلاة والسلام كما في التوراة. فهذا شامول ايضا من علماء اليهود كان شاهد صدق وامارة نبوة على ما بعث الله به نبينا صلى الله عليه وسلم وما جاء ذلك ايضا كثير في قصصهم ممن اسلم منهم او بقي على دينه نعم وما الفي من ذلك في التوراة والانجيل مما قد جمعه العلماء وبينوه. ما الفي يعني ما وجد من الروايات في التوراة والانجيل. ومما بقي من كلام الله غير المحرف ولا المبدل ولا المزيد فيه ولا المنقص من اخبار جاء فيها وصف النبي صلى الله عليه وسلم فالسؤال من اين وقفنا على تلك الاخبار في التوراة والانجيل؟ قال المصنف مما قد جمعه العلماء وبينوه ونقله وعنهما ثقات من اسلم منهم. هناك من اسلم من احبار اليهود. ومن رهبان النصارى فكانوا بعد اسلامهم كانوا شهداء وامناء حق فاخبروا بما تعلموا في كتبهم وما وقفوا عليه من الروايات في التوراة والانجيل التي تخبر ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم وتحكي الدقيق من اوصافه وعلامات نبوته واوصاف امته بل مهاجره وبلدته طيبة او مولده بمكة او جبال فاران ونحو ذلك من الاوصاف. كانت هذه دلائل يضاف بعضها الى بعض فكان هؤلاء الاحبار والرهبان ايضا مما يشهد بصدق على امر رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم مما قد جمعه العلماء وبينوه ونقله عنهما ثقات من اسلم منهم مثل ابن مثل ابن سلام وبني سعية وابن يامين ومخيريق وكعب واشباههم ممن اسلم من علماء نعم هذه اسماء لبعض علماء يهود ممن اسلم كانوا وكانوا على الحق فهدى الله قلوبهم الى نوره ودينه فامنوا وصدقوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا من خيار يهود جمعوا بين الامامة في دينهم في اليهودية قبل الاسلام. وجمعوا بين شرف الدخول في هذا الدين والايمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا من خيار يهود لانهم حازوا على الدين قبل الاسلام في دينهم الحق ثم على بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمى المصنف هنا رحمه الله بعضا من هؤلاء. منهم عبدالله بن سلام الصحابي الجليل الحبر الامام الذي كان من علماء يهود وسادتهم فاسلم واذعن للحق في اوائل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة تقدم الكلام سابقا على اسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه ولا يزال هذا الصحابي الامام الجليل وعن ومن الاخبار التي حفظت عنه بعض روايات التوراة وما جاء فيها من قول ربنا عز وجل في الكتاب المقدس لما كانوا عليه قبل الاسلام. قول المصنف رحمه الله مثل ابن سلام وبني سعية. وهم جمع وسعية احد رؤساء يهود وبنوه يذكر عنهم انهم اسلموا. قيل عددهم سبعة وقيل اربعة وقيل غير ذلك. المذكور في كتب التواريخ من من اسمائهم ثعلبة واسيد واسد وزيد وغيرهم. قيل هم بنو عم لقريظة من النظير الذين في الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب اسلامهم فيما يذكر في كتب السير انه قدم عليهم رجل من اهل الشام وهم على اليهودية قبل الاسلام. وكان هذا رجل يقال له ابن الهيبان ان قد اقام عندهم وهم عندئذ جيران بالمدينة يساكنونها في طيبة قال فنزل عندهم واقام وكان عالما يتبركون به ويستسقون فيسقون. فلما حضرته الوفاة قال يا معشر يهود انما اقدمني هذه البلدة خروج نبي قد اظل زمانه. وهذه البلدة مهاجره. وقد كنت ان ادركه فاتبعه. فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر الى المدينة وحاصر قريظة قال لهم بنو سعية وهم احداث يعني صغار في السن. قالوا والله انه هو الذي عهد اليكم ابن الهيبان فقالوا ليس به قالوا بل هو هو بصفته فنزلوا من الحصار واسلموا واحرزوا اهلهم واموالهم ودماءهم كما ذكر في دلائل النبوة. اما ابن يامين المذكور في كلام المصنف هنا رحمه الله هو ابن عمير ابن عمر ابن كعب من بني النظير يقال ابن يامين او يقال بنيامين وربما قيل باللام باليمين هو احد الحبرين الذين قدما من اليمن مع تبع في القصة التي تقدمت الاشارة اليها قبل قليل. اذ اراد تخريب على اثر شكوى الاوس والخزرج من ظلم اليهود واضطهادهم. قدم بنيامين في حضرة تبع وصحبته من اليمن وكان معه في قافلته التي سارت ولما قدم ايضا ذكرت له قصة في انه حكى لتبع شأن مبعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في قصة لم يحفل بها المؤرخون ولم تذكر لها تفاصيل. قول المصنف رحمه الله ومخيريق وكعب الههم ممن لما من علماء اليهود اما بو خيريق فكان عالما حبرا من احبار اليهود كان كثير المال والخيل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته التي اخبر عنه في التوراة بها. لكن الف دينه اليهودية غلب عليه. وبقي على كفره وعدم وتصديقه برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء يوم احد وخرج المصطفى صلى الله عليه وسلم مع صحبه المجاهدين الى احد وكان ذاك يوم سبت. فقال مخيريق لقومه يا معشر يهود انكم لتعلمون ان نصر محمد لحق عليكم. يعني على اثر المعاهدة الذي كان بين اليهود وبين رسول الله صلى الله عليه لما قدم المدينة ان يقولوا معه يقاتلون من يقدم المدينة بقتاله ويدافعون عنه كما يدافعون عن انفسهم. فذكرهم بموجب العقد والمعاهدة. فقال يا معشر يهود انكم لتعلمون ان نصر محمد لحق عليكم. فقالوا اليوم يوم السبت وهم يحرمونه ويرونه لا يحل فيه المشاركة. فقال انكم لا سبت لكم. يعني انتم ابعد عن الدين من ان كريم حرمة يوم او زمان او مكان. لكنهم يتلمسون العذر للغدر والتخلي عن المواثيق والعهود. فقال انكم لا سبت لكم ثم اخذ سلاحه وخرج حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وهم باحد وعهد الى قوم ان قتلت هذا اليوم فموالي فاموالي وموالي محمد يصنع بها ما يراه. ثم قاتل حتى قتل فجعل ما له صدقة بالمدينة. وكان صلى الله عليه وسلم يقول مخيريق خير يهود. وهذه منقبة له على صدق اسلامه وحسن اتباعه فختم الله له بالاسلام فمات على الحق وسلم من البقاء على اليهودية والكفر والعناد الذي كان عليه سائر قومه. اما كعب فهو كعب الاحبار. كعب بن مانع التابعي المشهور الذي ادرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم. لكنه لم يظفر بشرف الصحبة لانه ما اسلم الا في خلافة لابي بكر رضي الله عنه وقيل اسلم في خلافة عمر ثم مات رضي الله عنه في خلافة عثمان هو الذي تروى عنه الاثار الكثيرة. كعب الاحبار لا يكاد يخطئك اسمه في كتب التفسير التي يروي فيها كثيرا مفسرون كثيرا من الاسرائيليات يعني من الاخبار الواردة في الكتب السماوية السابقة وغالب النقل فيها عن هذا التابعي الجليل كعب بن مانع او كعب الاحبار تروى عنه ايضا اثار كثيرة في صفة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في التوراة وهو الذي سأله عمر رضي الله عنه عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال ان فيها انه سيد الناس والصفوة من ولد ادم وخاتم النبيين يخرج ومن جبال ثاران وجبال فاران المقصود بها في التوراة مكة تحديدا من الوادي المقدس في ظهر التوحيد والحق ثم ينتقم والى طيبة فتكون حروبه وايامه بها ثم يقبض ويدفن بها الى غير ذلك. قول المصنف الى غيرهم واشباههم ممن اسلم من علماء يهود. هذه نبذة وهو طلب من تلك الاسماء التي حملت اسماؤها تاريخا وروايات وقصصا رواها اهل السير واحتفى بها اهل التواريخ لانها تحمل في طياتها معجزة الهية. ان يكون بين يدي بعثة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم احداث ووقائع وارهاصات وحوادث تحدث هنا وهناك في جنوب الجزيرة عند الملك حنيار ويحصل ايضا عند يهود المدينة ويحصل ايضا عند الاحبار والرهبان ممن اوتي علم الكتاب وتضلع فبلغ في الديانة والامامة في دينه مرتبة عظمى. كل هؤلاء يجتمعون ليس مصادفة ولا عشواء. اجتمعوا على امر تواردوا عليه وهو امر قدره الله جل جلاله ان تكون دلائل بعثة رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة لا يحيط بها الحصر ولا يحصيها العد تجدها في شمال الجزيرة وجنوبها وفي اكناف الحجاز منه وبعيدا عنه والاخبار في هذا كثيرة. ليس يهمنا كثيرا صحة تلك الاخبار في التواريخ. وثبوت نسبتها على صنعة المحدثين لانها باجتماعها تفيد جمعا كثيرا ينشئ شاهدا بان من الاخبار في التواريخ ما على هذا المعنى الكبير نعم وبحيرا ونسطور الحبشة وصاحب بصرى. لما انتهى المصنف من بعض اسماء احبار اليهود انتقل الى اسماء في رهبان النصارى سمى في اليهود من سمعت عبدالله بن سلام وبني سعيا وبنيامين وبخيريقا وكعبا واشباههم ثم انتقل الى رهبان النصارى وعلمائهم فان لهم ايضا من اعلامهم وائمتهم وكبرائهم من نطق بالحق وشهد بالصدق وعلم بصدق بعثة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال بحيرا ونصطور الحبشة. اما بحيرا فهو الراهب المعروف ويضبط اسمه هكذا من علماء اليهود وليس منهم كان نصرانيا وقصته ومشهورة في السير هو راهب كان منقطعا للعبادة بصومعة له عند محل يقال له بصرى. في طريق الشام وكانت قوافل قريش بالعادة تمر عليه فلا يلتفت اليها. ولا يحفل بها ولا يهتم بشأنها. الا المرة التي كانت فيها قافلة قريش يغدو فيها ابو طالب ومعه ابن اخيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن تسع سنين وقيل ابن ثنتي عشرة سنة. فلما اتوا على هذا المحل قرب بصرى حيث صومعة بحيرا الراهب على غير عادة نزل لهم وقال يا معشر قريش اني صنعت لكم طعاما. فاستضافهم على غير عادته فذهبوا وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالهم لصغر سنه انذاك وجعلوه على المتاع يحفظه ورأوا انه لا حاجة لهم باصطحابه في هذه الوليمة التي دعاهم اليها ذلك الراهب. ورأوا انه ايضا يحفظ عليه متاعهم فلما قدموا عليه قال هل بقي احد كانه يفتقده قالوا لا الا ولد صغير فدعاه حتى اتى فسألوه عن سبب سؤاله ولم يكن دأبه فقال اني رأيت غمامة تظلله ولما نزل عند الشجر مالت لجانبه وان مثله لا يكون الا لنبي وانا لنجده في كتابنا وهذه صفته ونظر لخاتم النبوة فيه وقال لابي طالب موصيا احترس عليه من اليهود واقسم عليه ان يرده قيل رده ابو طالب قبل بلوغ القافلة طريقها الى الشام في اسرع سفر عاد به. والقصة في السير وهي ايضا في ما لا يثبت صحة على طريقة المحدثين. اما الاسطور الحبشة وقيده بن اسطور الحبشة احترازا به عن مسخور الشام ونسطور كلمة معربة وقصته مذكورة قريبة من قصة بحير الراهب وانه ايضا ممن كان عند النجاة وادرك المهاجرين الاوائل الى الحبشة وشهد الاسلام فاسلم. قوله وصاحب بصرى هي المدينة الواقعة بين المدينة والشام قيل انها هي حوران اليوم ببلاد الشام في جنوبها. وصاحب بصرة هو الملك والحاكم الذي كان عليها وهو الذي ارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي رضي الله عنه بكتابه وهو الحارث ابن ابي شمر الغساني كما قال الحافظ ابن حجر قيل انه مات عام الفتح وبعضهم لا يذكر له قصة اسلامه. نعم وضواطر واسقف الشام واسقف واسقف في الشام. نعم. اما بغاطر بالظاد والغين المفتوحتين. فهو من كبار الروم واسقف هو مفرد الاساقفة. والاساقفة هم اصحاب الملك والعلم والسيادة عند النصارى ضواطر هذا يذكر في شأنه انه كان من كبار الروم اسلم على يد دحية رضي الله عنه لما ارسله النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقلا غير لباسه واظهر اسلامه فقتل كما ذكر الذهبي رحمه الله وقيل هو الذي ابهمه البخاري رحمه الله في الصحيح في اوله في قصة قيصر لما قال كتب هرقل الى صاحب له برومية كان نظيره في العلم. قيل هو الذي قصده البخاري رحمه الله هنا. وان العلم المشهور به ضغاطر. قال دحية لما خرج عظماء الروم من عنده رقلة ادخلني عليه وارسل الى اسقف كان صاحب امرهم فسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هذا الذي كنا ننتظره وبشرنا به عيسى عليه السلام. اما انا فمصدقه ومتبعه. قال له قيصر ان فعلت ذهب ملكي فقال له الاسقف وبغاطئ خذ هذا الكتاب واذهب به الى صاحبك واقرأ عليه السلام واخبره اني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. واني قد امنت به وصدقته ها هنا بعض الروايات المتعلقة بهذا الحبر الذي اعلن اسلامه بعضها قريب من بعض. وقولهم الاساقفة الاساقفة عندهم مراتب في ديانة النصارى. رئيس دينهم وعالمهم المتعبد المتخشع يقال له اسقف هو مرتبة فوق القسيس ودون المطران. وغاطر كان احدهم ممن بلغ تلك المرتبة. وبعضهم يعده التابعين والعلم عند الله تعالى. قول المصنف رحمه الله تعالى ضغاطر واسقف الشام. اسقف الشام قيل هو ضغاء وقيل هو صاحب بصرى ويذكر في تحديده غير رجل واحد ويعنى بساقفة الشام صاحب ايليا وابن الناطور ممن كانوا على الزعامة والرئاسة عند النصارى زمن بعثة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويذكر في تحديد علمه غير اسم واشار اليه المصنف ابهاما بقوله اسقف الشام نعم والجارود وسلم ان وتميم والنجاشي ونصارى من الحبشة واساقف نجران وغيرهم ممن اسلم من علماء النصارى. ايضا ذكر المصنف في النصارى الذين اسلموا وشهدوا بالحق ذكر الجارود وهو ابن وعمرو بن العلاء او ابن العلاء كنيته ابو غياث او ابو عتاب واسمه بشر. كان سيد عبد القيس وكان على دين نصرانية وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع عرض عليه الاسلام ورغبه فيه فاسلم هو واصحابه. وكان في دينه على الاسلام ثابتا على الحق حتى انه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ادرك الردة ولما ارتد امه دعاهم الى الحق وثبتهم وقال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وكفر من لم يشهد له وكفر من لم يشهد له بالاسلام وله اشعار رويت في السير كقوله شهدت بان الله حق وسامحت بنات فؤادي بالشهادة قوى النهض فابلغ رسول الله عني رسالة باني حنيف حيث كنت من الارض سكن البصرة وقيل بفارس وقيل بنهاوند هي بالجارود لانه غار على بكر ابن وائل فجردهم وهي من القابه المشهورة. وقيل لانه فر بابله وبها الى اخواله بني شيبان ففشى الداء في ابلهم حتى اهلكها. فجارود فاعول من الجرد وهو الاستئصال. اما سلمان الفارس فالصحابي الجليل رضي الله عنه ذكره المصنف في عداد النصارى قبل الاسلام وهو كذلك. فان سلمان رضي الله عنه في رحلة عن الحق والدين كان يلازم رهبان النصارى وعلمائهم ولا يزال يخدمهم ويتقرب بذلك لمعرفة دين الحق وما زال ينتقل من راهب الى اخر كلما حضرت احدهم الوفاة استوصاه باخر فانتقل اليه حتى كان اخرهم وقد دله على طيبة او يثرب فقدم المدينة منتظرا باحثا بصدق عن بعثة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقصته مما تحمل الكثير من العبر. واما تميم الدار فهو الصحابي الجليل رضي الله عنه المكنى بابي رقية. اسلم سنة تسع سكنه المدينة ثم انتقل الى الشام كان تميم رضي الله عنه قبل الاسلام على النصرانية وكان من اهل الكتاب عالما بكتبهم رأى فيها بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم والبشارة به قدم وامن ثم اقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم اراضي بالقدس وله قصص ذكرها بعض من ذكر اخبار الصحابة كابن حجر والسيوط رحمة الله عليهما. اما النجاشي فهو حاكم الحبشة واسمه اصحمة. ملك الحبشة الذي قدم عنده المهاجرون الاوائل فوجدوا النصرة. اسلم النجاشي ملك حبشة ولما مات سنة تسع في شهر رجب صلى عليه نبينا صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب وكان من حسن اسلامه انه قال للقسيسين اشهد انه رسول الله وانه الذي بشر به عيسى ولولا ما انا فيه من الملك لاتيته فكنت احمل نعليه وكان النجاشي من اعلم اهل عصره بالانجيل. يقرأ فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبكي حتى يبل لحيته وله ترجمة قد تقدمت قبل ذلك. قول المصنف رحمه الله تعالى ونصارى من الحبشة هم قوم ممن كانوا بحضرة النجاشي في ملكه. وقد شهدوا هجرة الصحابة الاوائل. وسمعوا ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لهم دين وايمان وشهادة حق وصدق. وكذلك الشأن في اساقفة نجران. اي علماؤهم ورؤساؤهم هم نصارى وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل كانوا ستين راكبا من اشرافهم كان لهم علم بالكتاب واشرفهم ابو حارثة كانوا ملوك النصارى يجلونه لعلمه بالنصرانية. فملكوه وتولوه وبنوا له كنائس اخدموه. قدم هذا ابو حارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه اخوه يسمى كوزا فلما اتى الى النبي عليه الصلاة والسلام وتشاور الرأي في اتباعه والتصديق به وقد تشاور هو واخوهم واضمروا في نفسهم شيئا من التردد لكن ابا حارثة اضمر الاسلام وكان يحدث به حتى اتوا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكان بينه وبينهم الحوار والمناقشة في عرضهم حتى دعاهم الى المباهلة والملاعنة التي ذكر الله في سورة ال عمران فلما تشاوروا قالوا انه ما لاعن نبي قوما الا استأصلوا ثم نزلوا على امره. فاسلم بعضهم وقبل بعضهم بالجزية ارسل معهم ابا عبيدة امين الامة رضي الله عنه ابن الجراح يقضي بينهم ويكون حاكما وفي تفسير اية عمران قصص مطولة في شأنهم. قال المصنف وغيرهم ممن اسلم من علماء النصارى. اذا هذه نبذة من احبار يهود ورهبان النصارى ممن اسلموا فشهدوا الحق وكانوا قبل اسلامهم يعلمون صدق نبوته صلى الله عليه وسلم هذه معجزات انت لا تجد لها ايات في القرآن. الا اشارات مجملة. ولا تجد لها ايضا في السنن النبوية احاديث تشير الى وقائع هؤلاء واعيان قصصهم واحداث وقائع الواحد منهم تلو الواحد. فيما حملته الاخبار من صدق شهادتهم برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم وقد اعترف بذلك هرقل وصاحب رومة عالما علم النصارى ورئياسهم ورئيساهم ورئيساه مثنى رئيس ورئيساهم ومقوقص صاحب مصر والشيخ صاحبه يقول وقد اعترف بذلك بماذا بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء في الكتب السماوية السابقة في التوراة والانجيل اعترف بها هرقل القصة انفا الذي كان يعلم صدق امر النبي عليه الصلاة والسلام. لما قدم عليه بالخطاب يدعوه فيه الى الاسلام. لكنه كما قال ابعضهم احب الملك فحكم بشقائه ما لك الملك اثر ملك الدنيا والبقاء عليه ورفض الاسلام فهلك على غير دين. وصاحب روما المشار اليه في كلام المصنف الله هنا المقصود به قيل هو ضغاطر المتقدم انفا. وقيل هو صاحب روما يعني حاكمها او حارسها الذي كان عليها الذي شاوره هرقل قيل هو الجارود وقيل غيرهم ايا كان اسمه. فالمقصود انه الذي كان هرقل قد ارسل اليه يسأله عن امر قبول الاسلام او رفضه فتردد هرقل وامتنع وقبل صاحبه الاسلام فاعلن اسلامه قد ذكر الذهبي وغيره انه مات مقتولا. قال عالم النصارى فكانا عالمين وكان من اعلم اهل زمانهم بشأن كتاب الانجيل وما فيه وكان على الرئاسة كما قال المصنف ورئيساهم. اما مقوقص صاحب مصر قال والشيخ صاحبه المقوقس حاكم مصر وملكها هو الذي اهدى الى النبي صلى الله عليه وسلم قدحا من قوارير وجاريته مارية القبطية التي انجبت له ابنه ابراهيم ومات صغيرا رضي الله عنه و بعد بعضها بعض العلماء عد المقوقس في الصحابة لكنه من الغلط الذي لم يوافقوا عليه لعدم ملاقاته رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم صحح انه ما زال على النصرانية ولم يسلم قيل اسمه جريج بن مينا كما قاله الدار قطني وقيل هو مقوقص اخر صاحب الاسكندرية وحاكمها انه اسلم وامن بما اجاب به النبي صلى الله عليه وسلم. الشيخ صاحبه لم اذكر له قصة ولا اسم معروف لكنه المقصود به صاحب المقوقس وربما كان بينه وبينه كما كان بين هرقلا وصاحب او صاحب رومة من المشاورة والمكاتبة بما عندهم من علم الكتاب والمباحثة في امر اتباع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والشيخ صاحبه وابن سوريا وابن اخطب واخوه ابن صوريا هو عبد الله بن سوري الاعور اليهودي لم يكن في زمانه اعلم بالتوراة منه. قيل اسلم وقيل اسلم ثم ارتد وبعضهم لم يذكر في شأنه اسلاما لكنه غالب امره انه اما بقي على كفره او اسلم ثم ارتد الى اليهودية والله المستعان. ذكر البغوي رحمه الله في تفسيره انه هو الذي نزل فيه قول الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين. اما ابن اخطب فهو حيي ابن اخطب ابو والد ام المؤمنين صفية رضي الله عنها فهي صفية بنت حيي بن اخطب ابن اخطب حيي واخوه ابو ياسر يهوديان قتلا كافرين في اسارى بني قريظة. كانا يعلمان امر النبي صلى الله عليه وسلم يعلمان صدق نبوته وما في التوراة من صفته ومع ذلك فقد كان من اشد الناس عداوة له كما ذكرت ذلك صفية رضي الله عنها وهي ابنته لما اسلمت وقالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة غدا ابي وعمي ثم جاء بالعشي يعني بعد ملاقاتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام تقول صفية رضي الله عنها فسمعت عمي يقول لابي اهو هو؟ قال نعم. فاقرا بالحق لكنهما تواطأ على الكفر بالله تعالى. نعم وكعب بن اسد والزبير بن باطن والزبير والزبير بن بعطية وغيرهم من علماء اليهود نعم كعب بن اسد من بني قريظة قيل هو صاحب عقدهم وقال لهم لما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر يهود انكم ترون ما نزل بكم من الامر فتعالوا نتابعه ونصدقه. فوالله لقد تبين لكم انه نبي مرسل. وانه الذي تجدون في كتابكم فتأمنوا على نسائكم واموالكم واهليكم. فقالوا لا نفارق حكم التوراة ولا نستبدل به غيره الى اخر القصة وما فيها من نقضهم العهد وقتلهم ويقال ان اسم كعب كتد بفتحتين وكاف واما الزبير ابن بطية فهو ايضا من يهود بني قريظة قتل كافرا في وقعة حصار بني قريظة هو جد عبدالرحمن بن الزبير رضي الله عنه الصحابي الذي تذكر له في بعض الاحاديث قصة شأنه في المطلقة التي تزوجها وارادت العودة الى زوجها كان من اعلم اليهود وكان له ابن يقول اني وجدت اني وجدت سفرا كان ابي يختمه في كان ابي يختمه يعني يقرأه فيه ذكر احمد نبي يخرج صفته كذا وكذا. فتحدث به الزبير بعد ابيه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث. فما هو الا ان سمع بان النبي صلى الله عليه وسلم خرج بمكة فعمد الى السفر فمحاه فعمد الى السفر فمحاه يعني الكتاب الذي كان يقرأ فيه وصف النبي عليه الصلاة والسلام وكتم شأنه وصفته وقال ليس به فهو ايضا ممن كتم الحق وكفر به مع علمه به. قال المصنف وغيرهم من علماء اليهود ممن حمله الحسد والنفاسة على البقاء على الشقاء. يعني اذا كان هناك عندنا من احبار يهود ورهبان النصارى ممن انقاد الى الحق فاسلم وشهد الحق وصدق وامن فان ايضا من علماء اليهود واحبارهم ممن حمله الكبر والعناد على البقاء على الكفر وكتم امر نبوة الرسول صلى الله عليه واله وسلم. قال المصنف كعب بن والزبير نباطي وابن اخطب واخوه وابن صورية ممن حمله الحسد والنفاسة على البقاء على الشقاوة يعني على الكفر والعناد فهلكوا لكن الجامع بينهم وبين من اسلم ان كلا من الصنفين وقف على دلائل النبوة نصوص الكتب المقدسة التي اخبرت ببعثته عليه الصلاة والسلام. ووصفته كانت اذا هذه معجزة ربانية قال المصنف رحمه الله والاخبار في هذا كثيرة لا تنحصر. يعني ما يزال هنا بقية في ذكر هذه الاخبار التي تدل على شأن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يزال في الفصل هذا بقية نأتي عليها تباعا في ليلة جمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. معشر الصائمين تقضون في تتمة نهاركم هذا صيام يوم من ايام هذا الشهر المبارك. وتستقبلون بغروب هذا الشمس ايضا ليلة هي ليلة الجمعة اودع الله فيها من الخيرات والبركات. ما فيها حظ لكل مسلم يحوز لصحيفته واخراه اجرا عظيما ومغنما كبيرا. الا فاعلموا ان من ابرك بركات جمعتكم في ليلتها ويومتها في ليلتها ويوم ان من ابرك بركاتها كثرة الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. صلاة وسلام تجدون بها عشر صلوات من ربكم عليكم. من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. الاكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم منجم الخيرات ومكنز الحسنات ومتنزل البركات. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مجلاة للكروب فعة للهموم واستجابة للدعوات. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ذخر للعبد وهو وفاء وحب وايمان يشهد به المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم. فليكن لكم في يومكم هذا. ليكن لكم في يومكم هذا وليلتكم حظ عظيم من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. فاللهم صل وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه وصل اللهم وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزد علما يا رب العالمين. اللهم بارك لنا في شهرنا واعنا فيه على الصيام والقيام. وصالح العمل الذي يرضيك عنا يا ذا الجلال والاكرام واجعله يا رب شهر خير وبركة وهدى ورحمة تزيدنا بها ايمانا وعملا صالحا وعلما نافعا وبركة في شأننا كله يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. واجعلنا يا رب من خيرة عبادك الصالحين وحزبك المفلحين واوليائك المتقين يا رب العالمين. اللهم من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احفظنا والمسلمين جميعا بحفظك من شر الاشرار. ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم بلغنا اعلى مراتب الجنة ومنازلها واسكنا في الفردوس الاعلى نحن وازواجنا ووالدينا وذرياتنا والمسلمين اجمعين يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك وحبيبك نبينا محمد. وعلى اله به اجمعين والحمد لله رب العالمين