بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى. ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن استن بسنته واقتدى واهتدى الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فهذا المجلس مبارك المنعقد في رحاب بيت الله الحرام في كل ليلة من ليالي الجمعة نستكثر فيها من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونحن نتدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمة الله عليه. وهذا المجلس الذي يجمع بين شرف الزمان وشرف المكان. وشرف العمل استكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. لنرجوا ان يكون من ابرك العمل واكثره وافظله واعظمه اجرا في مثل هذا المكان في مثل هذه الليلة. وقد اخرج احمد في مسنده من حديث عبدالرحمن ابن عوف رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل فبشرني ان الله يقول لك من صلى علي صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه قال فسجدت لله شكرا. فصلى الله عليه واله وسلم وهذا المجلس الذي ابتدأنا فيه قبل جمعتين حديثا في قسم من اقسام هذا الكتاب عظيم. وهو حقوق النبي صلى الله عليه وسلم مضت ليلة الجمعة الماضية في الحديث عن اول ابواب هذا القسم. والفصل كان منعقدا لوجوب الايمان به عليه الصلاة والسلام فانه مبدأ الحقوق واعظمها. واوجب الواجبات المتعلقة بذممنا امة محمد صلى الله عليه وسلم نبينا صلى الله عليه وسلم. فالايمان به مدخل مهم. وباب اساس. ثم ان كل الفروع والحقوق الاخرى تأتي مترتبة على الايمان به عليه الصلاة والسلام ساق المصنف رحمه الله الادلة التي اوجبت على اهل الاسلام الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم. وانه لا طحوا اسلام عبد ولا يدخل دائرة الاسلام حتى ينطق بالشهادتين. وان اعتراف العبد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجب الايمان به صدقا فيما نقل. ويقينا فيما اوحى الله عز وجل اليه. وتصديقا فيما اخبر وامتثالا فيما امر صلوات ربي وسلامه عليه. ثم ان الايمان به يا كرام يستوجب حقوقا عظيمة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. في هذا الفصل الذي سنشرع فيه الليلة يبدأ المصنف رحمه الله بذكر تلك الحقوق اجيبه وسيبدأ بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويورد ما ما جاء في تلك الادلة من النصوص الشرعية التي تبين عظمة هذا الحق العظيم لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر ولشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم. واما وجوب طاعته فاذ فاذا وجب الايمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته. لان ذلك مما اتى به. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله المصنف رحمه الله عطف وجوب طاعته عليه الصلاة والسلام على وجوب الايمان به صلى الله عليه وسلم. ايها الكرام فصل هذه الليلة يتحدث وعن واجب عظيم وعن طاعة مطلقة وعن واجب كبير من الواجبات التي بقيت في رقابنا بني الاسلام حقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان طاعة النبي عليه الصلاة والسلام واجبة. لا خيار فيها للعبد والنصوص وفي هذا كثيرة. والمصنف رحمه الله ابدع في ترتيب فصول هذا الباب. لانه سمى الباب وجوب الايمان طاعتي والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل اول فصول الباب متعلقا بوجوب الايمان به. باعتبار المدخلة المهم والباب الاساس الذي تبدأ به تبدأ منه باقي الحقوق الواجبة. ثم عطف رحمه الله بعد ذلك فصل فيما نحن فيه الليلة في وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم. ثم ثلث بفصل جعل فيه وجوب الاتباع المصنف يرى ان الاتباع اعم من الطاعة وذلك ان الطاعة في صنيع المصنف منحصرة في الامتثال لما امر او نهى عليه الصلاة والسلام. واما الاتباع فبابه اوسع لانه يشمل الطاعة بمعنى الاستجابة للامر والنهي امتثالا وانكفافا ويتجاوز ما وراء ذلك الى الاقتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام. والى رغبة التشبه به في كل الاحوال. صلى الله عليه وسلم. فان هذا داخل في الاتباع وهو ايضا من جنس الطاعة التي امر الله تعالى بها. ثم ثلث المصنف بعد ذلك بفصل بديع. جمع فيه اثارا رائعة عن سلف الامة الكرام رضوان الله عليهم وكيف كانوا احرص الناس قولا وفعلا في بيان طاعتهم واتباعهم المنبثق من حبهم الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وختم هذا الباب رحمه الله بذكر فصل يورد فيه عاقبة من تنكب عن اتباع هديه صلى الله عليه عليه وسلم ومن خالف طاعته وانها بوابة من بوابات الضلال والشقاء والحرمان عياذا بالله كل ذلك في مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله واما وجوب طاعته فاذا وجب الايمان به وتصديقه فيما جاء به. وجبت طاعته لان ذلك مما اتى به الم يجب علينا الايمان بما جاء به؟ فان مما جاء به ان الله امرنا بطاعته. اوليس في القرآن كم كبير من الايات التي يأمرنا الله جل جلاله بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم. فان كنت عبد الله مؤمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا لما جاء به من الوحي فاعلم رعاك الله ان من الوحي الذي جاء به ويجب علينا فيه الايمان ان الله امرنا بطاعته بالله عليكم كم قرأتم وسمعتم في كتاب الله الكريم من الايات التي يقرض الله فيها طاعته سبحانه بطاعة نبي وامة صلى الله عليه وسلم كم في القرآن اطيعوا الله والرسول واطيعوا الله واطيعوا الرسول. كم اقترن كثيرا في كتاب الله الكريم؟ سيسوق المصنف رحمه الله عددا من هذه قوس وابتدأها بهذا النداء لي ولك ولكل عبد مؤمن وامة مؤمنة. يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون. فامر الله بطاعته ونهى عن التولي والاعراض عنه. ونحن امره ونهيه عليه الصلاة والسلام. هذا النداء الكريم في كتاب الله العظيم جاء كثيرا. وبصيغ متعددة سوق المصنف رحمه الله بعضها ويقتبس من مشكاتها ما يدل على المقصود الذي اراد به اثبات وجوب طاعة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. نعم وقال قل اطيعوا الله والرسول واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. في سورة ال عمران واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون جاءت في سياق حديث القرآن عن غزوة احد وما كان فيها واستمر بعدها السياق في ايات متعددة تتجاوز حزب من القرآن في الحديث عن احداث احد. وما اصاب المسلمين فيها. وجاءت هذا بعد قوله تعالى ولقد نصركم الله ببدر انتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون. واستمرت الايات حتى جاء قوله تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون قال بعض المفسرين قيل انها معاتبة لمن عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين امرهم بما امرهم به يوم احد من البقاء على مواقعهم اعني الرماة على الجبل. ولما خالفوا ذلك وفي الايات في سورة ال عمران مزيد اشارة من هذا وبعيدا عن هذا السياق فان الاية عامة. والخطاب لكل اهل الاسلام واطيعوا الله والرسول يقول اهل العلم ان عطف اسم النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الايات دون تكرار الفعل لم يقل اطيعوا الله واطيعوا الرسول على انها جاءت هكذا في بعض المواضع لكن عندما يعطف اسم النبي صلى الله عليه وسلم على لفظ الجلالة ففيه من البلاغة ما يوحي بان طاعته صلى الله عليه وسلم جزء من طاعة الله وهي كذلك من يطع الرسول فقد اطاع الله والنبي عليه الصلاة والسلام يقول من اطاعني فقد اطاع الله فهذا حق وثبتت به الادلة في مواضع اخر. والمعنى اللطيف في الاية تعليق الرحمة بقوله لعلكم ترحمون تعليقها بهذا الامد الالهي. واذا فطاعتنا لربنا عز وجل وطاعتنا لنبينا صلى الله عليه وسلم احد مسالك الرحمة التي ننشدها اهل الاسلام. فاذا ما اردت رحمات الله الواسعة واردت ان تتقلب في اكنافها وان تنعم برحمة ربك تغشاك فتدفع عنك الملمات وتوسع لك ضائق وتيسر لك العسير وتدفع عنك الهموم. تريد رحمة الله لتعيش حياة اسعد وانت تتقلب في اكنافها. اعلم ان واحدا من بوابات هذه الرحمة ما قاله الله هنا اطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. ولعل ليست للترجي الا في كلام البشر. عندما اقول لك لعلك تفعل وكذا ولعلي اتيك بكذا. فانما اريد اخبارا بفعل معلق على الاحتمال. لكنها في حق ربنا جل على لا تفيد الا التحقق والوقوع لعلكم ترحمون. والله عز وجل يخبرنا اذا ان رحمته عز وجل متحققة لمن امتثل فاطاعه واطاعنا نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم وقال وان تطيعوه تهتدوا. وان تطيعوه الضمير يعود الى من الى النبي صلى الله عليه وسلم لان مبدأ الاية قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل يعني النبي صلى الله عليه وسلم. فان تولوا فان ما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا افتح اذنك لها جيدا. هذه والله قاعدة في القرآن وهي في كلمتين وان تطيعوه تهتدوا. من اراد الهداية فليس لها الا باب الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تدري ما معنى الهداية؟ هي الطريق الوحيد الذي نعود به الى مساكننا الاولى في الجنة. من حيث هبط ابونا ادم عليه السلام وان اردت مزيد بيان فاقرأ سورة طه فان الله لما اهبط ابانا ادم وامنا حواء بعد الاكل من الشجرة اعلن لهم ذلك القانون الذي نعيش عليه الى اليوم. قال اهبط منها جميعا بعضكم لبعض عدو يعني ادم وذريته وابليس وذريته فاما يأتينكم مني هدى. هذا الخطاب من ربنا فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى افهمت الان؟ اذا هما طريقان لا ثالث لهما قال فمن قال فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي وقال في الاخرى ومن اعرض عن ذكري. اذا هو اما اتباع الهدى واما الاعراض والهوى واذا اردت ان تمسك بالطريق الاول لتنجو فلا يضل ولا يشقى لا ضلال في الدنيا وغواية ولا شقاء وحرمان في الاخرة. اذا هي السعادة في الدنيا وهي النجاة والفوز في الاخرة. فمن اتبع هداي طيب يا رب واين نجد هداك نجد هدى الله عز وجل الذي جعله طريقا ونورا يعيد البشر الى منازلهم في الجنة جعلها سبحانه في اشياء دل عليها في كتابه الكريم. قال في القرآن ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين فالقرآن واحد من مسالك الهداية وطرقها. والنبي صلى الله عليه وسلم واحد من مسالك الهداية او ما قال الله له وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. فنبينا صلى الله عليه وسلم بما اوحى الله له وبسنته التي جاءنا بها وبهديه الاكمل عليه الصلاة والسلام منبع هداية فمن اخذ بها ومن تمسك بها ومن اكب عليها ومن ابحر فيها والله حق له ان يهتدي باذن الله عز وجل. وهنا يقول ربنا وان تطيعوه تهتدوا فهذه القاعدة التي هي شرط وجزاء. وان تطيعوه تهتدوا ولك ان تفهم ان من لم يطعه عليه الصلاة والسلام لن تتحقق له الهداية بل جاءت باسرح من ذلك في سورة القصص يقول الله عز وجل فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم اي والله يا اخوة والله ما ترك احد سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الا انتقل من هدى الى هوى. فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهوائهم. فهي اما هدى واما هوى والهدى ليس الا في سنته وفي اتباعه. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع اهواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين. يقول الله عز وجل وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين. نعم وقال عز وجل من يطع الرسول فقد اطاع الله. هذه الاية ايضا الموجبة لطاعته ان تبقى الله وسلم واحدة من اعجب ايات القرآن في بيان هذا الحق العظيم. ذلك انها رفعت منزلة الطاعة لرسول الله الله عليه وسلم الى ان تبلغك طاعة ربك ومولاك جل في علاه. من يطع الرسول فقد اطاع الله. تريد وان تكون عبدا مطيعا لربك مستجيبا لخالقك ممتثلا لامر مولاك وسيدك ورب العالمين عز وجل لن يصيب عبد طاعة ربه ولن يحققها في حياته الا اذا اطاع نبيه عليه الصلاة والسلام. وقصة ذلك باختصار ان احدنا معشر العباد ليس نبيا يوحى اليه. ولن يكلمه ربه عز وجل ولن يبلغ علم مراد الله جل جلاله بنفسه. ولا من تلقائه ولا بد له من نبي ووحي. فجعل الله وحيه وكلامه سبحانه مبلغا للعباد عن طريق رسله ومن هنا جاءت الاية من يطع الرسول فقد اطاع الله. ومن اطاع الله حقق المراد وبلغ المرظات ونزل غدا في الجنان من يطع الرسول فقد اطاع الله. وانت تفهم تماما ايظا من مفهوم الاية من لم يحقق طاعته صلى الله عليه وسلم فلن يبلغ قط طاعة ربه عز وجل وسيكون في عداد العصاة بالله وقال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ليس في الاية ها هنا استثناء كل شيء اتانا الله به على يدي رسوله صلى الله عليه وسلم يعني اعطانا. وما اتاكم الرسول فخذوه كل شيء يا رب؟ نعم كل شيء وما نهاكم عنه فانتهوا. كل شيء يا رب اي والله نعم كل شيء نهانا عنه فانتهوا هذا عموم يا كرام ولهذا يقول الامام ابو نعيم رحمة الله عليه في مثل هذه الاية يقول فرظ الله طاعته العالم فرضا مطلقا لا شرط فيه ولا استثناء. فقال وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا قال رحمه الله وان الله اوجب على الناس التأسي به صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا مطلقا بالاستثناء فيه فقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. ولما اوجب الله عز وجل التأسي بخليله ابراهيم عليه السلام استثنى فقال قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما بدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. الا قول لابيه لاستغفرن لك فاخرج هذا من مواضع استثناء اهل الاسلام بالخليل ابراهيم عليه السلام. ولم شيء من امرنا بالتأسي ولا بالطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قف عبد الله هنا هنيهة عند هذه الاية. والقي الى حياتك وصفحة ايامك نظرة فاحصة. احقا نجد فيه يا كرام ان كل شيء امرنا به النبي عليه الصلاة والسلام اخذناه وامتثلناه وفعلناه ام لا يزال عندنا عند احدنا لا تزال بعض القضايا في حياتنا عالقة ونعلم تماما بعض المواضع التي امرنا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يزال في النفوس شيء من التردد والتذبذب او شيء من الحرج وضعف امتثال والتباطؤ يا كرام. والله انها امر عظيم. وما اتاكم الرسول فخذوه. لقد فهمها السلف اتم الفهم فعاشوا حياة عنوانها الطاعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وادركوا تماما انه والله لا خير في الحياة ولا سعادة في العيش ولا شيء مما يرجوه العبد في دنياه او في اخراه لن يجده الا في طاعته لرسول الله صلى الله الله عليه وسلم واصبح لسان حال احدهم لو قال لي مت مت مت مت مت مت مت مت سمعا وطاعة وقلت لداعي الموت اهلا ومرحبا ادركوا تماما انه لا يمكن لاحد ان يجعل نصب عينيه طاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يكون من وراء ذلك شيء من الشقاء او التعاسة او الضلال التي تعود عليه في حياته بغم او هم او نكد او مصاب حاشا والله ما بعثه الله عز وجل الا ليطاع. وما جعل طاعته الا سبيلا من سبل رحمته. ومن اطاعه واتبعه صلى الله عليه وسلم سعد ونجا وتمتع بانعم انواع العيش في الحياة على الاطلاق لا شيء اهنأ ولا اكرم للعبد المسلم من ان يعيش حياته ملؤها حب شاهده الطاعة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما نهاكم عنه فانتهوا. لا شيء يستثنى بهذا. ولهذا قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله ان يكون لهم الخيرة من امرهم. التردد التباطؤ الاحجام عن شيء ثبت عندي وعندك ان هذا امره الصلاة والسلام. هذا يا اخوة شاهد وخلل. خلل حقيقة في النفوس في الايمان في الطاعة. في المحبة. ينبغي ان نكون صرحاء كم عدد القضايا التي اعيشها في حياتي مخالفا فيها؟ هدي حبيبي عليه الصلاة والسلام. كم عدد النواهي التي اعلم انها نهانا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فاذا بها تقع في حياتي مرات ومرات وسع دائرة البحث والفحص والنظر لتدرك ان المسألة تتجاوز العبادات وسننها الى العادات الى الاخلاق الى المعاملات الى معيشة وحياتنا الى تعاملنا مع كل البشر من حولنا في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يعظ ويعلم اصحابه من ميراث النبوة الذي ظفر به بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله. فبلغ ذلك امرأة من بني اسد يقال لها ام يعقوب وكانت تقرأ القرآن يعني امرأة عالمة بالقرآن تقرأه وتحفظه. فاتت اليه فقالت ما حديث بلغني عنك انك لعنت الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله فقال ابن مسعود رضي الله عنه وما لي لا العن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله قالت المرأة لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته ما تقول. فقال لو كنت قرأتيه لقد وجدتيه اوما قرأت وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا جعلها قانونا يفهم به ان اي شيء ثبت في السنة فاعلم ان القرآن امر به من هذه القاعدة العظيمة وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا لما عاش السلف هذا المعنى الكبير في حياتهم بلغوا العلا وتسلموا ذرا المجد وعاشوا حياة كريمة عظيمة بهذا يا كرام فاقوا اجيال الامم. ونالوا الخيرية خيركم قرني. خير الناس قرنه عليه الصلاة والسلام. لما نالوا الخيريين ما نالوها من فراغ وصحبتهم للنبي عليه الصلاة والسلام بكل ما فيها من شرف الا انها كانت مثقلة هذا الامتحان الكبير. ولم نجد في سير الصحابة الكرام رضي الله عنهم شيئا خلاف هذا الامر. وهو المعهود عنهم رضي الله عنهم لن ترى والله في حياتهم الا شواهد الصدق شيء والله يا اخوة يضرب له المثل وتندهش له عجبا تنزل اية تحريم الخمر فيبعث بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه وهم يشربونها حلالا وانما كانوا يجتنبونها اوقات الصلاة لا تقربوا الصلاة تا وانتم سكارى يعيشون هذا المعنى ولا حرج على احدهم ان يشربها ويجتمع الصحابة ذات يوم فتنزل اية الخمر فيبعث بها النبي عليه الصلاة والسلام رسوله ليبلغ التحريم ويعلم الناس فيأتي هذا الرسول المبلغ الى دار ابي طلحة وهم مجتمعون وانس رضي الله عنه يخدمهم ويباشرهم ويسقي الخمر فلما يبلغهم بالاية يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر. ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون والله ما كانوا يحتاجون مزيدا على ان يبلغهم توجيه من النبي عليه الصلاة والسلام بامر الله ووحيه له. قالوا انتهينا انتهينا. اتظن ان بعظهم قال لعله بعد اليوم او ينتهون من مجلسهم ذاك والله ما جرأ احدهم ان يرفع كأس الخمر الى وهي بيده حتى يتركها وفي الصحيح ان ان ازقة المدينة وسككها سالت تجري فيها الخمر التي سكبها اصحابها ما كانوا يحتاجون الى رقيب يتابعهم ولا من يبحث عن امتثالهم او تأخرهم لقد كان مبدأا يعيشونه في الحياة والاعجب من ذلك في قصة تحويل القبلة لما نزلت الاية قد نرى تقلب وجهك في السماء. بعث النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه الى مساجد القرى المحيطة بالمدينة يبلغهم بتحويل القبلة وقد اهل قباء في صلاة الصبح بينما الناس وباء في صلاة الصبح اذ جاءهم ات فقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها يقول الراوي فاستداروا وهم في الصلاة هذا مشهد عجيب والله يا اخوة لهذه الطاعة المبادرة التي لا تعرف التواني. وهذا الامتثال قلت لك لقد قرروه مبدأ عظيما في حياتهم ما قالوا نستقبل القبلة من الصلاة التالية. ما انتظروا حتى يفرغوا من صلاتهم تلك. ويبحث المسألة ومن متكلم على باب المسجد ومتى بلغ ومتى نزل الوحي. كل ذلك لم يكن مهما وقد ادركوا انه كلام حق ويجب له امتثال ومسجد القبلتين ما زال يحمل هذا الاسم الكريم في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم. ليبقى شاهدا للامة الى يوم القيامة ها هنا كان جيل من امتنا كريم عظيم هم جيل الصحابة. ها هنا وهم في الصلاة كانوا جوه جهة بيت المقدس فاستداروا في اثناء الصلاة الى الكعبة لم يحملهم شيء على التأخر عن الطاعة ولا الامتثال ولا المبادرة استداروا وهم في الصلاة ما عرفنا شيئا من التراجع والخور وضعف الايمان في حياتنا الا لما عشنا هذا التراخي في الطاعة والامتثال صدقا والله لك ان تقيس لك ان تقيس قوة الايمان في قلبك وفي في حياة المجتمعات المسلمة ان تقيسه بحجم الطاعة وسرعة المبادرة والامتثال. كلما كان القلب اسرع امتثالا واتم طاعة صدقني هو اقوى ايمانا. وبالعكس فليس شيء من اثار ضعف الايمان باوضح من التباطؤ في الطاعة. تأتي الحرام ونعرف انه حرام ونفرط في الواجب ونعرف انه واجب. ونزهد في السنة ونحن نعلم انها سنة. هذا مكمن خلل صحيح هي مراتب لكنا نتكلم عن هدي كامل وعن حياة مشرقة وعن مبدأ عظيم ينبغي ان نتواصى به. بل والله الكرام حق علي وعليك ان يذكر بعضنا بعضا بهذا الاصل العظيم. الطاعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. نتواصى ولو كنا مقصرين سليم وانا مقصر واعرف فيما قصرت فيه لكن لا يمنعني هذا ان احدث اخوتي واوصيهم ويوصونني بهذا المبدأ الكبير هو حق عظيم لا عذر لنا والله في التفريط فيه او التقصير. وكلنا مقصر. لكن حسبنا ان نزرع في دواخلنا ان هذا المبدأ ينبغي ان يتعاظم في قلوب اهل الاسلام. وان يتربى عليه بنو الاسلام. وان يعرف المسلم انه لا اكرم من هدي النبي عليه الصلاة والسلام يمكن ان يتبع في الحياة وانه متى رمى الخلاص والنجاة للامة؟ ومتى رمى لها السعادة والفلاح فاقصر طريق واقربه والذي بعث نبي بالحق صلى الله عليه وسلم اقصر طريق واقربه هو امتثال هديه وطاعته عليه الصلاة والسلام. نعم. وقال عز وجل ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء طالحين وحسن اولئك رفيقا. هذه الاية الكريمة في النساء جعل فيها الجزاء الموعود الكريم بصحبة نبيين والصديقين والشهداء والصالحين معلقة على هذا الشرط ومن يطع الله والرسول. فمن حقق هذه الطاعة الكريمة لله سبحانه ولنبينا صلى الله نال هذا الشرف بصحبة هذه الثلة ممن انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وفي بعض مرويات السنن وفيها ضعف. يتقوى بعضها ببعض فيما اخرج الطبراني في الصغير وحسن الهيثمي اسناد بعضها وبعضها يتقوى ببعض وحسن السيوطي مجموعها ان بعض الصحابة وجد في نفسه الحزن والاثر فلما سئل او سأله النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انهم يتذكرون يوم الاخرة من الحزن واللوعة على فراق لقياهم للنبي عليه الصلاة والسلام في الاخرة. قالوا يا رسول الله انك اذا بعثت كنت مع النبيين فكيف نراك في الجنة وهذا كان هم يشغل القلوب المحبة لنبيها عليه الصلاة والسلام. وفي بعضها يروى عن ثوبان وعن رجل من الاعراب ان يا رسول الله اذا اليك اتيناك فكيف نفعل في الجنة؟ فنزلت الاية ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. الصحابة وهم صحابة واعينهم مكتحلة بالرؤية وقلوبهم مفعمة بشرف الصحبة يحملون هم الاخرة انا وانت والله اولى بالهم ما رأيناه في دنيانا ونشتاق اليه في اخرانا عليه الصلاة والسلام فاعلم ان الله اقام طاعته صلى الله عليه وسلم مقام الصحبة لتنال شرف رؤيته. والله ما على عبد مسلم اشتاق قلبه الاجتماع بحبيبه عليه الصلاة والسلام الا ان يدخر في دنياه رصيدا من الطاعة وعددا كبيرا من السنن يستوفيها في حياته هذا رصيدك في دنياك عبد الله. فاجمع من طاعتك لربك. ولنبيك صلى الله عليه وسلم ما عسى ان يكرمك الله في الجنة ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. نعم. وقال عز وجل وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فجعل تعالى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعته. وقرن طاع وقرن طاعته بطاعته ووعد على ذلك بجزيل الثواب. واوعد على مخالف على مخالفته بسوء العقاب. واوجب امتثال امره واجتنابا نهيه قال المفسرون والائمة طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في التزام سنته والتسليم لما جاء به وقالوا وما ارسل وما ارسل الله من رسول الا فرض طاعته على من ارسله اليه. وقالوا من يطع الرسول في سنته يطع الله في فرائضه. قال المفسرون طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في التزام سنة والتسليم لما جاء به عليه الصلاة والسلام. وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ارسله ربه الا ليطاع وما امنا به الا لنطيعه عليه الصلاة والسلام. يقول الحافظ ابن كثير اي فرضت طاعته على من ارسله اليهم فطاعته ارض واتباع سنته عليه الصلاة والسلام والاستجابة لامره ونهيه واجب لا خيار فيه. قال مجاهد رحمه الله وما ارسل من رسول الا ليطاع باذن الله. اي لا يطيع احد الا باذني. يعني لا يطيعه الا من وفق لذلك. وهذه لفتة لطيفة ويرى مجاهد رحمه الله ان من دلائل التوفيق الالهي لك عبد الله ان تطيع رسول الله صلى الله وعليه وسلم في الحياة وان تكون صاحب سنة وان يعلم شأنك بالحرص على السنن وتطبيقها. قال وما ارسلنا من رسول الا باذن الله قال لا يطيع احد الا باذني يعني لا يطيعه الا من وفقه لذلك. هذا توفيق اذا وحقنا ان ننشده وان نطلبه وان نسعى اليه حثيثا. يقول المصنف رحمه الله جعل الله طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعته وقرنها بها قارنها في مواضع كثيرة واطيعوا الله واطيعوا الرسول ولما جعل الطاعتين طاعة واحدة قال من اطع الرسول فقد اطاع الله. وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. لا بد ان تقرر في النفوس هذه القضية الكبرى المصطفى صلى الله عليه وسلم حق من وجوه عدة اولا ان الله امر بها وحسبك عبد الله بامر يأمرك الله به. ليس مرة ولا ثنتين ولا عشرا ولا عشرين. مرات كثيرة يأمر الله في القرآن اهل الايمان بطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام وباساليب عدة. ثانيا ان طاعة النبي عليه الصلاة والسلام من لوازم الايمان به اولسنا مؤمنين به نبيا صلى الله عليه وسلم واجب هذا الايمان وتبعته طاعته عليه الصلاة والسلام. وثالثا ان هذا من اصدق دلائل محبته عليه الصلاة والسلام. لا تحدثني عن حبك للحبيب عليه الصلاة والسلام لا بالقصائد ولا بالمدائح. وليس بكتابة القطع ولا الخطب العصماء. حدثني عن حبك عن حبك له صلى الله عليه وسلم حديثا صامتا ليس فيه الا حياة كاملة تنطق بانك عبد محب نبيك عليه الصلاة والسلام تقتفي اثاره وتنهج نهجه وتتبع حثيثا كل شأن من هديه الكريم عليه الصلاة والسلام. ورابعا لان طاعته سبيل هداية ونجاة كما تقدم في قوله سبحانه وتعالى وان تطيعوهم تهتدوا. سادسا انها طريق من الله عز وجل للعبد ينال به محبة ربه ويقابلها انها طريق ليحب الله عز وجل عبده وقد جمع معا في قوله سبحانه قل ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله وسيأتي حديث المصنف عن الاية هذه في الفصول الاتية ان شاء الله. الله المستعان وسئل سهل بن عبدالله عن شرائع الاسلام فقال وما اتاكم الرسول فخذوه. وقال السمرقندي يقال اطيعوا الله في فرائضه والرسول في سنته. وقيل اطيعوا الله فيما حرم عليكم. والرسول في ما بلغكم ويقال اطيعوا الله بالشهادة له بالربوبية والنبي بالشهادة له بالنبوة وكل الجمل التي ساقها المصنف في هذا المعنى صحيحة يكمل بعضها بعضا. والتنوع فيها هنا ليس اختلافا ولا تناقضا لكنه تعبيرات تفاوتت فيها الفاظ السلف رضوان الله عليهم فمنهم من قال اطاعوا الرسول في سنته كما يطاع الله في فرائضه. ومنهم من قال يطاع الله في الفرائض والنبي صلى الله عليه وسلم في السنن والحق ان الله بعث نبيه عليه الصلاة والسلام وكان فيما جاء به من السنن والشرائع التي بلغها للامة ما يؤكد القرآن تارة وما يفسر القرآن تارة وما يوضح مجمل القرآن تارة وما يكمل تشريع القرآن تارة كل ذلك حوته سنته وامرنا بطاعته يشمل ذلك كله بلا استثناء. وتقدم قول الامام ابي نعيم رحمة الله عليه فرض الله طاعته على العالم فرضا مطلقا لا شرط لا شرط فيه ولا استثناء. فقال وما اتاكم الرسول فخذوه يعني كله وما نهاكم عنه فانتهوا. يعني كله ايضا بلا استثناء ولا قيد. فكل شيء ثبت عندك عبدالله ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله او امر به او نهى عنه فليس لك الا ثلاثة اشياء اولها ان يثبت في قلبك صدق ما اخبر به عليه الصلاة والسلام وانه وحي من الله لا ينطق فيه عن الهوى. وثانيها التعظيم لكل شيء يبلغك من هدي نبيك الاكرم صلى الله عليه وسلم. فتجعله على العين والرأس حبا وكرامة وفي قلبي اجلالا وتقديرا وتعظيما. وثالثها ان تمتثل لا خيار لك ولو كنت على خلاف ذلك فيما الفت او عهدت او نشأت او تعلمت طالما بلغك ان هذا طريقه عليه الصلاة والسلام فلا خيار لك والله قط وليس لنا الا اتباع هديه والاستنان بسنته. ولما ابصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من اصحابه وقد نزل ازاره عن منكب عن كعبيه فقال ارفع ازارك والرجل لا يلتفت الى القائل ولم يدري انه نبي الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعتذر بما وجده عليه الصلاة والسلام وعليه فلما التفت اذا بالنبي عليه الصلاة والسلام قائما وهو الذي يحثه على ذلك ولم يكن له جواب سوى من كلمتين قال له اما لك في اسوة هذا سؤال ينتهي عنده الكلام وليس امام القلب المحب للنبي صلى الله عليه وسلم الا ان يقول بلى والله لنا فيه اعظم الاسوة واصدقها واكملها وينبغي ان تمتلئ القلوب بهذا المعنى العظيم في تقريره واثباته ثم العمل به. نعم. قال القاضي عياض حدثنا ابو محمد بن عتاب بقراءتي عليه قال حدثنا حاتم بن محمد قال حدثنا ابو الحسن علي بن محمد بن خلف قال حدثنا محمد بن احمد قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري هذا الامام البخاري صاحب الصحيح رحمه الله يسوق الحديث بسنده والحديث في الصحيحين. نعم. قال حدثنا عبدان قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا يونس عن الزهري قال اخبرني ابو سلمة بن عبدالرحمن انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن اطاع اميري فقد اطاعني ومن اميري فقد عصاني. فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله. اذ الله امر بطاعته. فطاعة امتثال لما امر الله به وطاعة له. نعم. هذه من اصلح الادلة التي تبين منزلة طاعتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان طاعته طاعة لله عز وجل. وان عصيانه والعياذ بالله عصيان الله عز وجل ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه في سرية وامر عليهم اميرا قال لهم هذا الحديث من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن اطاع اميري فقد اطاعني ومن عصى اميري فقد عصاني. فاميره صلى الله عليه وسلم له الطاعة بتأميره عليه الصلاة والسلام عليهم. فطاعته طاعة له وطاعتنا لنبينا صلى الله عليه وسلم طاعة لله لان الله بعثه فما عصى الله من اطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عطاء الله من عصى نبيه صلى الله عليه وسلم. فهما امران لا يفترقان. ان اطعته اطعت الله وان عصيت عصيت الله. لا اجتهاد عبد الله. ولا خيار ولا مناص. فاذا هو اما طاعة لله. متوقفة على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك السعادة والمنجاة والواجب. واما الاخرى عياذا بالله وهي الهلاك والشقاء والغوى فاذا هذا قانون عظيم. وهذا اصل صريح من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله. وهي تمام في معنى قوله سبحانه وتعالى المتقدم انفا من يطع الرسول فقد اطاع الله وقد حكى الله عن الكفار في دركات جهنم يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول فتمنوا طاعته حيث لا ينفعهم التمني. هذه واحدة من وجوه العذاب يوم القيامة اجارنا واجاركم الله وهي حكاية في القرآن على السنتهم. يوم تقلب وجوههم في النار. يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا عن الرسول فيصرح اهل النار في النار والعياذ بالله ان سبب دخولهم تنكبهم لهدي رسول الله الصلاة والسلام وان شئت فقل صرحوا واعترفوا ان معصيتهم لله ومعصيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سببا فيما بلغوه من الشقاء ودخول النار والعياذ بالله فيقولون ماذا؟ يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول يتمنون حيث لا ينفع التمني وهو ومندمة لانهم تنكبوا بابا امروا به. واغلقوا شريعة شرعها الله عز وجل للعباد. وهذا طريق غواية والعياذ بالله يبلغه كل من خالف وعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عليه السلام اذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه. واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. هذا ايضا امر مطلق بطاعته استثناء يقول صلى الله عليه وسلم اذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه. والحديث في الصحيحين اجتنبوا كل شيء نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام وهذا مبدأ ايضا عظيم امة الاسلام. الا نفرق بين نهي ونهي. سواء تعلق النهي بامر في العقائد. كنهي عن الشرك بالله وصرف شيء من العبادة لغير الله او التعلق بغير الله او اعتقاد النفع والضر بيد مخلوق دون ان الله عز وجل او كان ذلك النهي متعلقا بابواب دون ذلك في العبادات. فكل عبادة نهينا عنها وجب اجتنابه واما المعاملات والاداب والاخلاق فسبيلها الوصول الاقوم الى اكمل هدي واسعد حياة ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. اذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه. صيغ العموم في الفاظ هذا الحديث تقتضي انه لا شيء مما ثبت عندنا نهي النبي صلى الله عليه وسلم لنا عن اتيانه الا ويجب فيه شيء واحد فقط فاجتنبوه الاجتناب هو المطلب الوحيد لكل شيء ثبت عندنا يا كرام من نهي النبي عليه الصلاة والسلام. ويقابل ذلك يقول اخر من التشريع وهو الاوامر وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم ولهذا قال العلماء ان النهي اشد من الامر واكد. لم؟ لانه في النهي قال فاجتنبوه مطلقا. واما امر قال ما استطعتم فعلق الامر بالاستطاعة واطلق النهي بلا قيد فلا عذر في ارتكاب نهي لانه لا يحتاج الى قيد. كل نهي ثبت وجب اجتنابه ما الامر فمناط بالقدرة والاستطاعة والعجز فيه عذر لكن لا عذر في اقتحام المنهيات ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم. نعم وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه وعنه عليه السلام كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال صلى الله عليه وسلم من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. لما قال عليه الصلاة والسلام كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى عجب الصحابة هل يعقل ان واحدا من امته عليه الصلاة والسلام تفتح له ابواب الجنة فيابى قال كلكم يدخل الجنة الا الذي لا يريد. من الذي لا يريد؟ سألوا قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى هذا انتباه والله امة الاسلام وتحذير شديد هو اعلان بلسان الحال ان لم يكن بلسان المقال اعلان بلسان الحال يعلنه كل من خالف النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه في شيء من اوامره او نواهيه اعلام بلسان حاله انه لا اريد دخول الجنة انه يأبى انه يمتنع انه يتعذر عليه دخول الجنة. قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى قولوها لكل احد تأخر تباطأ خالف عصى تجرأ اقتحم تساهل فرط في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في امره ونهيه في شريعته في دلالته في الميراث العظيم الذي ورثه لامته. قولوها لكل من فرط فيها. واقتحمه وعصاها وظرب بها عرض الحائط. قولوا له انتبه انت بهذا تعلن عصيانا لا يمثل الا اباء لدخول الجنة والله المستعان. من يأبى يعلن عصيانا يمتنع معه دخول جنة فتح الله لنا ابوابها على يد رسول صلى الله عليه وسلم قال رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات ليخرج الذين امنوا وعملوا الصالحات من الى النور بعثه الله ليخرجنا لندخل جنة عرضها السماوات والارض وحجز لنا في الجنة اوسع المجالس والمراتب والدرجات. وبشرنا باننا الاكثر دخولا للجنة من بين سائر الامم واتنا عليه الصلاة والسلام بما يحملنا على الوصول الى الجنان وتبوء منازلها لكنه تبقى فئة تتأبى دخول الجنة اجارنا واجاركم الله ولا يقول هذا عبد بلسان مقاله قط لكنه بلسان حاله كما قال عليه الصلاة والسلام ومن عصاني فقد ابى وفي الحديث الاخر الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل اتى قوما فقال يا قوم اني رأيت الجيش بعيني واني انا النذير العريان. فالنجاة فاطاعه طائفة من قومه. فادلجوا فانطلقوا على مهل ان فنجوا فنجوا وكذبت طائفة منهم فاصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فاهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من اطاعني واتبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق. هذا من اروع الامثلة التي ظربها النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف امته من الامر الذي جاء به طاعة او معصية قال ما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل اتى قوما. فقال يا قوم اني رأيت الجيش بعيني واني انا النذير والعريان جرت عادة العرب اذا ابصر احد افراد القبيلة رعبا او خوفا او حذرا وجاء يبلغهم يصيح باعلى صوته او يلطم او يشق ثوبه وربما تعرى يتعرى ليلفت الانظار واصبح عرفا ان الرجل اذا جاء يعلن ويصيح ويستنفر وقد تعرى ان المصيبة عظيمة. وان القضية كبيرة. قال فللنذير العريان فالنجاة. يعني التمسوا النجاة عباد الله. قال فاطاعه طائفة من قومه فادلجوا. ادلجوا يعني تحركوا بسرعة وساروا ولو كان الوقت ليلا. ما ينتظرون الصباح. الرجل يقول رأيت الجيش بعيني فاذا انتظروا حتى الصباح ابادهم الجيش واستأصل خضراءهم فلابد من السرعة في النجاة. قال فاطاعه قوم فادلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فاصبحوا مكانهم واما الطائفة الاخرى ممن سمعوا صيحة النذير وتحذيرا هذا الرجل قال وكذبت طائفة منهم فاصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فاهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من اطاعني واتبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق. فهكذا نحن معشر الامة مع نبينا صلى الله عليه وسلم. اما مبادر مطيع فينجو ويسلم. واما متباطئ متخاذل. لم يمتثل ولم يستجب فذاك الذي يخشى ان يأتيه والموت بغتة فيصبح وقد اجتاحه الهلاك والشقاء بتنكبه هدي النبي عليه الصلاة والسلام. اللهم صلي وسلم. وفي الحديث الاخر في بمثله كمثل من بنى دارا وجعل فيها مأدبة. وبعث داعيا. فمن اجاب الداعية دخل الدار. واكل من المأدبة لم يجب الداعية لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة. هذا مثال اخر. قال مثلني ومثل ما بعثني الله به كمثل من بنى دارا وجعل فيها مأدبة يعني اقام وليمة. وبعث داعيا يدعو الناس هلموا الى الطعام. فمن اجاب الداعي دخل الدار واكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي من لم يجيب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة. ثم يفسر النبي عليه الصلاة والسلام اوجه الشبه في هذا المثل. نعم. فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم. صلى الله فمن اطاع محمد فمن اطاع محمدا صلى الله عليه وسلم كلما فقد اطاع الله ومن عصى محمدا صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله ومحمد فرق بين الناس ومحمد فرق بين الناس يفرق الله به بين المؤمن والكافر وبين العبد المطيع الممتثل والاخر المتخاذل الذي ما يزال متنكبا هدي نبيه عليه الصلاة والسلام. هذا باب عظيم في وجوب طاعته تم بها وفصله من حديث المصنف وللباب فصول اخر لها تتمة وتبعات ان شاء الله تعالى. الليلة جمعة كريمة عظيمة شرفها ينال بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما اجمل الجمعة الراء اصباح نور النبوة في اشراقها لاحا. وذكر احمد يسري في دقائقها يزيل هما. ويملأ الكون افراح صلى عليه الهي كلما شرقت شمس لتعلن بعد الليل اصباحا. فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا عدد من صلى عليه المصلون. وعدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا صالحا متقبلا وشفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشفي ارضانا وتقبل صيامنا واجب دعائنا. فانا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين