بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الكرام فهذه ليلة مباركة وهذا بيت الله الحرام. وهذه رحمته سبحانه وتعالى تتنزل وينشر رحمته على العباد. فنحمده سبحانه عز وجل. ونسأله من فيض رحمته وواسع ان يشملنا واياكم والمسلمين جميعا الاحياء منهم والميتين. برحمته وعفوه ومغفرته وهو ارحم الراحمين وهذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة فيها خيرات وبركات حسان. ولعل من اعظم بركاتها وخيراتها حسناتها الاستكثار من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما تملأ الروح حبا وفاء وايمانا صلاة وسلاما تملأ الوقت بركة واجرا وثوابا صلاة وسلاما تقرب العبد من ربه تزيد في اجره ويستكثر منها من صلاة ربه عليه. فصلى الله وسلم وبارك على من جعل الصلاة عليه بعشر صلوات. وصلى الله وسلم وبارك على من جعل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كفاية للهم ومغفرة للذنب صلى الله وسلم وبارك عليه يا اكمل الخلق من بدو ومن حظر يا خير من جاء للدنيا وما فيها صلت عليك قلوب انت وسلم الناس قاصيها ودانيها. وما يزال مجلسنا هذا ايها المباركون في مدارسة كتاب الشفا لتعريف حقوق المصطفى صلى الله الله عليه وسلم للامام القاظي عياظ رحمة الله عليه وما زلنا في مبادئ القسم الثاني من اقسام الكتاب الاربع وهو لب الكتاب كتابي كما تقدم وصلبه واساسه. لانه موضوع للتعريف بحقوق النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام وحقوقه علينا عظيمة. وهذا الباب كبير بل هو صلب الايمان. وعروة من اوثق عراه في قلوب اهل الاسلام. ما الذي يجب علي وعليك وعلى كل مسلم ومسلمة لنبينا صلى الله عليه وسلم من الحقوق. كثيرة هي بوبها المصنف رحمه الله في القسم الثاني فجعل اول الابواب الايمان به عليه الصلاة والسلام وطاعته واتباعه ومحبته. وهذه وهذه بداية الواجبات واساسها ورأسها ومنطلقها. تقدم في الليلتين الماضيتين في الجمعتين السابقتين الحديث عن فصلين من هذا الباب. وتقدم فيه وجوب الايمان به عليه الصلاة والسلام. وتقدم ايضا وجوب طاعته عليه الصلاة والسلام وفصل الليلة في مجلسنا هذه هو الحديث عن فصل وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه عليه هي الصلاة والسلام. تقدم بكم يا كرام ان المصنف رحمه الله يجعل فرقا بين الطاعة والاتباع. ويرى ان الطاعة له صلى الله عليه وسلم تتحقق بالامتثال لما امر او نهى فحيث يوجد امر ونهي فالواجب الطاعة واما الاتباع فباب اوسع المحب لنبيه عليه الصلاة والسلام يتبعه واتباعه درجتان. فاما اتباع امر ونهي فتلك طاعة. وهي واجبة ولا خيار فيها للعبد. لان الله قال وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. وتقدمت الاية الكريمة وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فهذا امر اوجبه الله على العباد. تلك المرتبة الاولى من الاتباع اتباع الامر والنهي والامتثال والوقوف وامتثال ومبدأ سمعنا واطعنا حبا وطاعة واجلالا واكراما لسيد البشر وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. واما المرتبة الثانية فهي المقصودة من هذا الفصل في مجلس الليلة. الاتباع عندما يجد المحب في قلبه شوقا للقرب من حبيبه صلى الله عليه وسلم. فهو لا ينتظر امرا ونهيا بل هو يبحث عن كل خطوة وشبر وموضع يجد فيه اثر حبيبه صلى الله عليه وسلم فتنقاد نفسه حيث يجدها هذه هذه صفحة رائعة من صفحات المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودرجة سامية فيها سلفنا الكرام اروع المثل. عندما ثبتت في قلوبهم اصدق مراتب الحب. لنبينا عليه الصلاة والسلام. هذا الذي اراده المصنف بفصل وجوب الاتباع. وسيرد لك رحمك الله من الادلة في القرآن. وفي السنة ومن اقوال السلف وعبارات ما يشهد لهذا المعنى. بمعنى انه ليس ليس ها هنا حد ينتهي اليه المحب. وليس يقف حيث يجد امرا ونهيا بل كل موضع يجد فيه طريقا سلكه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فثمة وساحة واسعة اتباع لن نقول طاعة لانه لم يأمر بها ولم ينهى. صلى الله عليه وسلم. لكنه يبقى الاسوة الحسنة كما سماه الله ويبقى الانموذج الاكمل لحياة البشر صلى الله عليه وسلم. ويبقى درب السعادة وطريقها الارحم في اتباع نهي حياته صلى الله عليه وسلم وهدي سيرته صلى الله عليه وسلم. فوالله انها اسعد حياة. واهنأ وعيش ان يعيشه العبد في ظلال هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم يتقلب بسنة الى اخرى ويقوم على سنة ويقعد ثانية ينام ويستيقظ يأكل ويشرب يدخل ويخرج يصبح ويمسي بل يحيا ويموت وهمه الاكبر اين يجد فيه هدي محمد صلى الله عليه وسلم يتبعه حيث كان. لا يدخر في ذلك جهدا ولا يألو فيه وسع. ولا يستكثر وفيه شيئا عظيما او قليلا من جهد وحدس واتباع وارتحال يرحل بقلبه قبل بدنه حيث يجد مواضع وخطى وهدى الحبيب صلى الله عليه وسلم. هذا فصل حافل وفيه اشارات وايات واحاديث. وفيه ايضا ركائز عظام تؤسس في قلوب اهل الاسلام ان سبيل طاعته عليه الصلاة والسلام باب كبير ذو صلة وثيقة بايماننا وسيجد المؤمن المحب في هذا فسحة واسعة تنتعش فيها الارواح والقلوب بما يقربها من هدى سيرتي ونهج سيد البشر وامام الانبياء صلى الله عليه وسلم. نعم. الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة والفواء. وسببا للسعادة والفلاح وعوضا عن كل ما فات وراءه والصلاة والسلام على نبينا محمد ذي الشمائل الباطنة والظاهرة والفضائل الباهرة الزاهرة وعلى اله واصحابه هذه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اما بعد فهذا هو مجلسنا السابع والعشرون بعد المائة من المجالس العامرة في هذه البقعة الطاهرة الشريفة وباسانيدكم المتصلة كنيسيم الرياض الى كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله تعالى قال في القسم الثاني فصل في وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله ما وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى قل ان انتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. صدر المصنف رحمه الله هذا الفصل هذه الاية الكريمة وتأملوها رعاكم الله. يقول ربنا عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله ما اعظم هذه الكلمة فاتبعوني اعد مرة اخرى نظرك الى الاية وتأملها. يقول الله عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ما اعظم هذه فاتبعوني وقعت بين يحببكم الله وان كنتم تحبون الله ان كنتم تحبون الله فاتبعوني فاتبعوني يحببكم الله ان اردت ان تثبت لنفسك قبل الاخرين انك عبد محب لربك فاتبعوني وان اردت ان تظفر بما هي اكبر واسمى واشرف والتي تذوب فيها الارواح شوقا ان يحبك الله ايضا فاتبعوني يحببكم الله. هي الطريق الى الاثنين هي واسطة العقد بين هذين الطريقين. ان رمت ان تملأ قلبك بحبك لربك بحبك لربك فهذا طريقها فاتبعوني. وان اردت ان تكون عبدا بين الخلائق احبك ربك فليس لك الا فاتبعوني ايضا. عظيمة هذه الاية. وذكر المفسرون في نزولها بضعة اسباب ذكر الحسن البصري وابن جريج رحمة الله عليهما وغيرهما كما ذكر بعض المفسرين ان الاية نزلت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال اقوام يا محمد انا نحب ربنا. فانزل الله عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. يقول الامام الحسن البصري رحمه الله فجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه وعذاب من خالفه هذا الفهم لنزول الاية وسببها رغم انه قيل في اسباب نزولها ايضا مقولة اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه فنزلت الاية تكذيبا لهم. وان ما هم ما هم عليه من سبيل ومخالفة وتكذيب برسول الله صلى الله عليه وسلم ابعد ما يكون عن تحقيقهم لهذا المزعوم من حبهم لله او حب الله لهم وان السبيل الى ذلك اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولهذا ذكر بعض المفسرين كلاما لطيفا في الاية يدل على عظمة كانت الاتباع لرسولنا عليه الصلاة والسلام. يقول الامام السعدي رحمه الله هذه الاية فيها وجوب محبة الله وعلاماتها او نتيجتها فيها وجوب محبة الله وعلاماتها ونتيجتها وثمراتها. قل ان كنتم تحبون الله اي ادعيتم هذه ثبت العالية والرتبة التي ليس فوقها رتبة اعلى فلا يكفي فيها مجرد الدعوة. بل لا بد من الصدق فيها وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع احواله. لاحظ ليس الاتباع ها هنا مقصورا على الامتثال عندما تجد امرا او نهيا نبويا الدائرة اوسع. يقول في جميع احواله في اقواله وافعاله. في اصول ديني وفروعه في الظاهر والباطن. فمن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم دل على صدق دعواه محبة الله واحبه الله وغفر له ذنبه ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته يقول رحمه الله ومن لم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فليس محبا لله تعالى. لان محبته الهي توجب له اتباع رسوله عليه الصلاة والسلام. فما لم يوجد ذلك دل على عدمها. وانه كاذب ان ادعى مع انها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها يقول وبهذه الاية يوزن جميع الخلق فعلا حسب حظهم من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون ايمانهم وحبهم لله وما نقص من ان ذلك نقص هذا ميزان وصدق رحمه الله. ميزان لي ولك تريد ان تدرك ان تعرف ان تختبر مقدار حبك لربك والله لا ينفعك لو جلست تنطق بها صبح مساء الوف المرات وملأت بها من الارض حتى السماء ان والله اني لاحبك يا رب وعزتك وجلالك ان حبك يملأ قلبي. دعاوى اللسان ان لم يصدقها شواهد الشرع لا اعتبار بها. والشرع دلنا ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. ولهذا فمن لطيف قول بعضهم قال هذه علامات جعلها الله عز وجل للعباد يقول فاستكثر من شواهد المحبة قبل اللقاء. يوما ما ستلقى الله واذا لقيته فردا وحيدا لا اهل ولا مال ولا ولد وكل يقول نفسي نفسي ولقيت ربك وجئت اليه يسألك ويحاسبك. استجمع من هذا الرصيد ما استطعت عبد الله. ما دام في الدنيا متسع. وليكن هذا الجمع هو حثيث لسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم. بقدر ما تستجمع منها في حياتك. وما تستكثر منها في رصيدك فانت تقابل بها ربك غدا وهي الشواهد بين يديه جل وعلا ان كنتم تحبون الله فاتبعوني فرحم الله مسلما ومسلما. جعلوا نصب عينيهم حب الله جل جلاله دليلا وقائدا. وهما اكبر عليه يحيون عليه يموتون فاذا بهم ليس شيء انفع لهم في هذا الباب العظيم المبارك حب الله جل جلاله ليس شيء انفع لهم من تتبع خطى النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. والاستكثار من سننه. لا تقل لكنه ليس واجب لا تقل هذه سنة عادة وتلك سنة عبادة. هذا الباب ينبغي ان يأتي فيه المحب على صغيره وكبيره دقيقه وجليله حيثما وجدت موضعا فيه خطوة فيه اثر فيه رائحة فيه نظر للحبيب المصطفى صلى الله وعليه وسلم ليكن لك منه نصيب وشعبة وقبس خذ منه ما استطعت فهو والله الشاهد لك غدا بين يدي الله انك تحب الله ومن لم يأت بذلك تبقى دعاويه جوفاء ويبقى مهما قال ومهما عبر ومهما زعم يبقى هذا شاهد ولهذا كان السلف يسمون اية ال عمران هذه اية الامتحان لانه كل يدعي انه يحب الله. فجاء هذا الميزان الصادق. اثبت محبتك لربك بحجم اتباعك في حياتك لنبيك صلى الله عليه وسلم هذا شرط ان كنتم تحبون الله؟ والجواب فاتبعوني هذه بتلك من زعم انه يحب الله وتذرف عيناه خشية من الله ويشتاق حبا لله ويستكثر من ذكره الا يجد نفسه لزاما ان ينقاد في هذا الطريق باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسر في ذلك امر يسير وليست ليست سرا غامضا ولا امرا عجيبا تذهل عنه العقول نحن نبحث عن اعظم حب في الحياة حب الله عز وجل واعظم ما يملأ القلب على الاطلاق حب الخالق جل وعلا. واذا اردنا ان نسلك طريقا نحو رب ما رأيناه باعيننا لكننا لكننا نجد من خلقه سبحانه وتعالى من هو اعرف به منا ومن بلغ مرتبة عند ربه لم يبلغها قبله ملك مقرب ولا نبي مرسل. صلوات ربي وسلامه عليه افلا نثق افلا نجزم؟ افلا نوقن ان اقصر طريق واقربه الى كل شيء يرضي ربنا عنا. ويجعلنا نحبه اصدق واكمل واتم. هو اتباع طريق هذا البشر الانسان الرسول صلى الله عليه وسلم والله لانه اعرف الخلق بربه. واكثرهم دلالة على سبيله سبحانه وتعالى وقد بلغ مرتبة عظيمة ومنزلة شريفة عند ربه. فلم الابتعاد عن هديه؟ ولما التعب والنصب في غير سنته ولما الحرص او التوهم ان دربا ما يمكن ان يقربنا من ربنا ليس فيه تعريج على سننه عليه الصلاة والسلام لا والله فلنوفر على انفسنا جهدها وعلى عقولنا تفكيرها وعلى قلوبنا حبها الذي ينزف ان لم يصب في قالب حبه وطاعته واتباعه اي هديه عليه الصلاة والسلام اذا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. وهذا الجزء في الاية هو الشاهد الذي هذا المصنف رحمه الله تعالى الاستدلال بها. في مبيان منزلة الاتباع وانها تثبت لك صدق حبك لربك واما الشطر الاخر من الاية فهو اعظم واجل والله وامامه تذوب القلوب شوقا وحبا لخالقها تدري من انت عبد الله حتى يحبك الله انت ذرة انت ذرة فيها باء. خلق عظيم سوانا معشر البشر. بل والبشر الضعفاء الفقراء وهم ذرة في الكون هم ايضا سلالات عبر القرون واجيال تلو اجيال. ماذا يكون عبد مثلي ومثلك في تاريخ هذا الكون والخلق ماذا يكون؟ وماذا عساه ان يبلغ؟ لكن اتدري ان طريقا وبابا يجعلك انت ايها العبد المخلوق الفقير الحقير الذليل الذي ليس يساوي شيئا في ميزان الخلق في الكون اجمع. يبلغ بك ان تصل مرتبة تنال بها شرفا لا يمكن ان تتخيله ان يحبك الله يحبك الله ولست ملكا من الملائكة المعصومين الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. يحبك الله لست نبيا اصطفاك واجتباك واوحى اليك ولست رسولا بعث اليك بشرع وبلغك وايدك بالمعجزات. ومع ذلك احبك تالله والسبب هو هذا. قال فاتبعوني يحببكم الله فاتبعوني هذا امر وجاء قوله يحببكم الله جوابا لهذا الامر وهو ايضا بصيغة الشرط وبمعناه. يعني ان اتبعتموني نلتم محبة الله لكم ومغفرته لذنوبكم هذه والله التي يستحق ان تصرف فيها الاعمار وان يبذل دونها الغالي والنفيس وكل شيء في الحياة اغمض عينيك ومت الليلة او غدا ان شعرت انك يوما ذلت حب الله لك. يا رجل ان يحبك الله هل تظن انك تعيش شقاء في الحياة ان يحبك الله ان يكلك الى نفسك ان يحبك الله ان يذرك فريسة لشياطين الانس والجن ان يحبك الله اتشقى بين يديه غدا فيصليك نارا تلظى؟ ان يحبك الله ان تجد اسعد انواع الحياة في دنياك فوق ما يدخره لك في اخراك ان تنال محبة الله فاعظم طريق لها فاتبعوني. اتباعه صلى الله عليه وسلم تبلغ بنا تلك الدرجات السامية الشريفة. تلك التي يستحق يا اخوة ان نجعلها هموما. ان نتحدث بها ان نبثها ان عليها اجيالنا ان يقال ثمة شيء في الحياة ارفع واسمى واشرف من كثير من التوافه التي شغلت الرؤوس وملأت العقول وصرفت الافكار ثمة شيء كبير في الحياة يستحق ان يعيش من اجله العبد. ليس معنى هذا انصرافا او عن دنيانا وكسبنا ومعاشينا وحظوظنا مما اباح الله لنا كلا. لكن نتكلم عن هم يستحق ان تمتلئ به الصدور فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. هذا الاتباع له صلى الله عليه وسلم. والاية جاءت خطابا له ابلغهم يا محمد. ابلغ امتك الى يوم القيامة. ان كنتم تحبون الله والخطاب لي ولك. اتحب الله لا تقل بلسانها لا يكفي ان نعم او لا ولست ستقول لا اطلاقا لكن لا يكفي ان تقول نعم اي والله اني احب ربي. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. واما الشطر الاخر فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم عندما تغادر دنياك بعد اربعين سنة او خمسين او ستين او اكثر او اقل غادرها بما شئت من عمل غادرها بما شئت من صحائف سجلت وكتبت عليك حسناتها وسيئاتها. غادر دنياك بقدر ما اكتسبت او فرطت او قدمت او واخرت لكن ان تغادرها وقد حظيت بهذا الشرف وظفرت به فقط لانك عبد بدأ حياته حبا لنبيه الله عليه وسلم وحرصا تاما على اتباع سنته وكنت مضرب المثل في الاستمساك بها يراك الناس فيتعلمون منك من هديك من قولك وفعلك بل حتى من صمتك. فيك هدى النبي صلى الله عليه وسلم. ويرون فيك سننا تتتابع لانك عشت على هذا المبدأ واستقمت عليه ووجدت نفسك في حياتك لا غنى لك ولا خيار لك بل دعني اقول لا تطيق لا تطيق في حياتك ان تسلك دربا او ان تمشي في طريق تبتعد فيه عن خطى نبيك صلى الله عليه وسلم لست اتكلم ها هنا عن الاوامر والنواهي تلك طاعة واجبة. نتكلم عن الاتباع في كل شأن من شؤون الحياة. على حد الامام سفيان الثوري رحمه الله وهو يقول ان استطعت الا تحك رأسك الا باثر فافعل حتى حك الرأس هذا الذي ياتي بداهة ويأتي من غير اختيار وترفع يديك حيث تجد حكة في رأسك. يريد رحمه الله ان نوطن حتى نبلغ درجة تصبح عندنا فيها اتباع السنن والاثار ملكة وبديهة وطبيعة وجبلة في حياتنا ليس كلاما خياليا ولا بعيد المنال لكن والله وجدناه في حياة السلف في اقوالهم وافعالهم وفيما حكي لنا من اخبار وروي لنا من سيرهم واثارهم ولست تستعجب وانت تحاول تفسير تلك المواقف وكيف بلغوها. هم حققوا الشرط فنالوا الجزاء بذلوا السبب فوصلوا الى المراد. ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. يحببكم الله. وصدق الله معهم اتقوا ربهم جل وعلا ومن صدق مع الله وجد ما وعد الله عز وجل فهي لا تزال يا احبة. ايها المؤمنون امة الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم لا يزال في حياتنا بين ايدينا لا يزال بيننا ثروة مباركة هو درب السعادة الارحم وطريقها الاكمل السيرة المضيئة المشرقة لخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم والذي قال لنا ربنا عز وجل عنه وعن حياته وسيرته وشمائله وهديه اجمع لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. وقال لنا عنه صلى الله عليه وسلم وهو يخاطبه قال وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. الا الى الله تصير الامور. هذه الاية التي صدر بها المصنف رحمه الله الله فصل وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه تحمل دلالات ومعاني هذا بعضها. وهذا غيظ من طيب والا فجوفها زاخر وبحرها عميق فيها دلالة على اننا بحاجة امة الاسلام ان ننعطف من جديد لنعود بالحياة ومواقفها وقراراتها وما نصنع في كل شأن من شؤون حياتنا لنعود بها الى درب محمد صلى الله عليه وسلم والى سيرته والى طريق سنته وهي والله ملأى وحافلة وهي ذخيرة عظيمة وتركة مباركة المحمدي اعظم تراث تركه نبي لامته. والارث النبوي بما حفظه الصحب الكرام رضي الله عنهم ونقلوه لمن بعدهم استمرت الرواية والنقل والحفظ الى يوم الناس هذا دلالة باهرة وحفظ كريم من رب عظيم لهدي نبيه الاكرم صلى الله عليه وسلم فبقي بين ايدينا حيا ينبض لا يزال نجد فيه انفاسه عليه الصلاة والسلام ونحن بوسعنا والله يا اخوة كل منا يتولى نفسه ان يفتش في حياته وان يعيدها الى نصاب الحب الصادق الى الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا سيتفاوت الناس حتما. فمن مقل ومن مستكثر. لكنه درب مفتوحة ابواب على الاطلاق ومن استكثر فقد ازداد خيرا. ثم هو لا يفتأ لا يشبع لا يرغب ولا يكتفي بامر ولا اثنين ولا خطوة ولا مئتين ولا يزال يحث الخطى حتى يدركه الاجل فتلتلفظ نفسه تلفظ روحه انفاسها الاخيرة وهي لا زالوا على هدى النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعم الخير الى البيوت والاسر الى الاولاد والذرية الى الناشئة الى المجتمع باكمله ان تحيا فيها سنن النبي صلى الله عليه وسلم وتشرق من جديد وترتفع راياتها ويستظل الناس بافيائها لاحياء سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام. نعم قال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعل لكم تهتدون. تقدمت الاية في ليلة الجمعة الماضية وانها امر علق الله عليه سبحانه وتعالى امرا عظيما هو قرار مصيري في حياتنا معشر البشر وهو الهداية. لان الله لما اهبط ابانا ادم عليه السلام من الجنة الى الدنيا الى الارض كانت اللحظة التي تدب فيها حياة البشر ادم وحواء وهبط معهما ابليس اللعين. قال الله عز وجل قال اهبط منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. فهما طريق وانه لا ثالث لهما وانا وانت وكل عبد اليوم على هذه الحياة يسلك احد الطريقين لا محالة. ليس هناك طريق في المنتصف. فمن اتبع هداي ومن اعرض عن ذكري هذا هذا امر الهي هذه سنة ربانية هذا قرار نعيش عليه مدى الحياة الى ان يرث الله الارض ومن عليها. فيبقى السؤال المهم اين نجد الهدى الذي قال الله عنه فمن اتبع اين هداك يا رب جعل الله هداه في امور ثلاثة احدها نبينا صلى الله عليه وسلم قال هنا في الاية واتبعوه لعلكم تهتدون لعل في كلام الله ليست تحمل على الترجي. ولا على التردد بل هي على اليقين والجزم. اتبعوه تجدون الهداية في اتباعه عليه الصلاة والسلام ويكملها في الدلالة على هذا المعنى اية القصص يستجيب لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم كل من تنكب عن هديه عليه الصلاة والسلام فهو متبع لهواه لا محالة. شاء ام ابى وكتاب ربنا اصدق وكلام ربنا احكم فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. ان الله لا يهدي القوم الظالمين فجعل الله سلوك هدي نبيه صلى الله عليه وسلم درب هداية. هداية يعود بها العبد الى مساكننا الاولى في مساكن ابينا ادم عليه السلام وامنا حواء قال الله عز وجل فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمنوا بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون وقال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون. فلو حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اي ينقدون اي ينقادون لحكمك يقال سلم واستسلم واسلم اذا قاد. فلا وربك لا يقسم ربنا جل جلاله بذاته العلية. فلا وربك والخطاب له عليه الصلاة والسلام. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ان يقبلوا حكمه عليه الصلاة والسلام في الخصومات والنزاع. وما يحتكمون به اليه حتى يحكموك فيما شجر بينهم. السؤال هذا الان واجب عملي الرجوع الى حكمه عليه الصلاة والسلام. والاحتكام الى قضائه وسلم. وامتثال ما يأمر به في القضاء. هذا عملي لكن الاعجب في الاية هو ما بعدها. قال ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ليس قبول القضاء هو الواجب فقط الواجب قبول قضائه عليه الصلاة والسلام قبول امره ونهيه قبول هديه وسنته ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. هذه يا كرام عندما نصفي النفوس تماما ونغربل القلوب من داخلها فلا يبقى في صدرنا ادنى حرج او تلجلج او تذبذب او شيء من الشعور بالانزعاج او التضايق عندما نأتي على شيء من امره او سنته عليه الصلاة والسلام ونحن نتشرف بتطبيقها او بسلوك سبيلها فتش في قلبك جيدا ليس يكفي ان تكون عبدا يستكثر من تطبيق السنن. بل اجعل معها حبا لها من حبك لصاحبها عليه الصلاة والسلام. تطبق السنة وانت فخور بها. رافع بها رأسك. معتزا مفتخرا. ولم لا؟ وانت تتبع هديا وسنة اعظم بشر واكرم رسول صلى الله عليه وسلم ثم لا يزعجنك اطلاقا ربما سخرية بعض السفهاء او تطاول بعض الجهلة عندما يلمزون او ينبزون او يسخرون او يستهزئون اظرب بذلك كله عرض الحائط. واعلم انك وقد اكرمك ربك باتباع سنن نبيه وحبيبك الله عليه وسلم انها عندك بالدنيا وما فيها. وانه لا يجد احدنا في نفسه حرجا ولا انزعاجا لا مضايقة في قليل ولا كثير. بل هو والله بها اسعد. وبتطبيقها افرحا. ثم اذا قيض الله له ان يكون سببا مباركا يستدل به على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. بمعنى قد تكون تاجرا رعاك الله في سوق او معلما في مدرسة او استاذ في حلقة او مهندسا في مصنع او طبيبا في عيادة وان لم يكن شيئا من ذلك فحسبك انك اب في اسرة. وزوج لزوجة واخ في عائلة والله يا كرام ان يوفقك الله في تطبيق السنن في كل مواقع الحياة. فتكون نبراسا ودلالة بقولك وفعلك وهديك وصنيعك وسائر ما تفعل تكون دليلا على السنن يراك الناس. يراك المريض على يديك في العيادة والمراجع لك في المكتب والتلميذ عندك في الحلقة بل الزوجة معك واولادك في بيتك واسرتك كل اولئك سيجدون اثرا ولا بد عندما نعيش هذا المبدأ في الحياة وهو العكوف على السنن والاقبال عليها سنجد اثرا رائعا ولا بد والله عز وجل في مبدأ التقاظي في الخصومات وفض النزاع ليس يقبل سبحانه بمجرد الانقياد. تدري ما وجه ذلك؟ انك فما في مقام الخصومة ستقبل بحكم الشريعة لكنك تقبله على قدر من الانزعاج والضيق لان حظا من حظوظ دنياك قد فات وان شيئا مما تعلقت به نفسك قضى به الشرع بذهابه من يديك. فتأسى نفسك ثم تلهث على دنياك لا يريد ربك عز وجل في مقام الاحتكام الى شريعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ان يبقى شيء من هذا الشعور ارأيت في مقام الاتباع لرسول الله عليه الصلاة والسلام يأبى الله والقرآن الا ان نكون منقادين ظاهرا وباطنا. وان نكون بل محبين بتمام الرضا وان يكون شعور الباطن ثابتا ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. فماذا لو استجاب احدنا للحكم؟ وانقاد للقضاء بشريعة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وانصرف وهو يقول سمعنا واطعنا. لكن النفس لا تزال في حرج. هذا لا يريده الله ثم لا يجد في انفسهم هذا ليس خيارا يا كرام هذا قسم يقسم عليه ربنا عز وجل فلا وربك. لا يؤمنون لن يتحقق هذا الوصف يا كرام يا امة الاسلام لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلم تسليما القبول والرضا والتسليم اذا اجتمعت ثلاثتها هنيئا لك فانت عبد مؤمن لانك اثبتت ظاهرا وباطنا انك محل قبول ورضا وتسليم. لان الله عز وجل لما انزل حكمه في كتابه وما بعث به نبينا صلى الله عليه وسلم بسنته لا يريد منا الا الامتثال والانقياد. وهذا هو حقيقة الاسلام الاستسلام الانقياد والخضوع ظاهرا وباطنا. تلك معان الكرام احبتي تتناولها الايات في اشارات عظام ومعانيها تحملها الايات واضعافها. ومن وراء ذلك باب لا يتسع له المقام. نعم ولرحمه الله تعالى وقال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ذكر الله كثيرا وقال محمد بن علي الترمذي رحمه الله الاسوة في الرسول الاقتداء به. والاتباع لسنته مخالفته في قول او فعل وقال غير واحد من المفسرين بمعناه وقيل هي هو عتاب للمتخلفين عنه عليه الصلاة والسلام. صلى الله عليه وسلم. الاية في سورة الاحزاب في سياق غزوة الخندق وما حصل فيها. وما ابتلي فيها المسلمون على حد قوله سبحانه وتعالى هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا. عقب ما وصفت الاية قبل اذ جاءتكم جنود من فوقكم ومن اسفل منكم اذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون هو ابتلاء. وما اصاب المسلمين يوم الخندق كان شيئا عظيما لم يحصل اقتتال ولا التحام الصفوف لكنه كان اعظم وقعا وكان النصر في الخندق على فارقة ومنعطفا في تاريخ الدعوة وغزواته عليه الصلاة والسلام لما قال الان نغزوهم ولا يغزونا في الخندق نزلت الاية في عقب تلك الايات التي تصف احداث الغزوة قال الله عز وجل في جوف الايات بين قوله سبحانه تعالى ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. في السياق جاءت الاية لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وذكر الله كثيرا يقول المصنف رحمه الله وقيل هو عتاب للمتخلفين عنه في بعض الاشارات الى ان الاية في مناسبة السياق عتاب لاهل النفاق والسلة المريضة قلوبهم بالمدينة ممن اتخذ مندق غزوة الخندق واحداثها فرصة بالمسلمين والتخلف والتماس الاعذار والاستئذان عن المكوث معهم في الخندق والمرابطة والعمل. فنزلت الاية عتابا لمواضع الايمان الحق وبيانه بهذا الميزان لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وسواء كان هذا سبب نزولها او لم يكن فالعبرة بعموم لفظ الاية وانه كما قال الاسوة في الرسول الاقتداء به عليه الصلاة والسلام. والاتباع لسنة وترك مخالفته في قول او فعل تقدم ليلة الجمعة الماضية مقولة الامام ابي نعيم الاصفهاني رحمه الله وهو يقول كلاما لطيفا في الاية لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. يقول رحمه الله وان الله اوجب على الناس التأسي به صلى الله عليه عليه وسلم قولا وفعلا مطلقا جاء فيه فقال لقد كان لكم في رسول الله في كل شيء في رسول الله في ماذا؟ في شخصه في قوله في فعله في حركاته في سكناته في حياته في بيته في عبادته في اخلاقه في عقيدته في تعامله مع ربه في تعامله مع الناس في بيعه وشرائه في طبه ودوائه في كل شيء. قال ما استثنى الله من اية شيئا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. قال رحمه الله واستثنى في التأسي بخليله ابراهيم عليه السلام فقال قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبين انكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك. استثنى الله من امره وتوجيهه سبحانه الى الاقتداء بالخليل ابراهيم عليه السلام استثنى موضعا ليس فيه موضع اقتداء به. وهو دعاؤه لابيه لان الله قال ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى وفي ذلك السياق ذكر الله الخليل عليه السلام وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه الشاهد ان ابراهيم الخليل عليه السلام وهو ابو الانبياء والخليل عليه السلام جعل الله موضعا مستثنى من التأسي به. يقول ابو نعيم فهذه علامة فارقة. بينما امرنا في الائتساء والاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم مطلقا. في كل قول وفعل استثناء فيه. فالاية ايضا يا كرام منهاج حياة. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. ولو قال اسوة لكان لو كان لفظ الاية لقد كان لكم في رسول الله اسوة لكان هذا كافيا ان يجعل الله عز وجل الاسوة في رجل مصطفى من خلقه نبي كريم صلى الله عليه وسلم يكون هذا اعظم دليل على انه اشرف ما يمكن في طريق القدوات والاكتساء هو ما اشار القرآن اليه. فكيف وقد وصف الله الاسوة هنا به بانها اسوة حسنة هي هي خير على خير وجمال فوق جمال وكمال على كمال والله. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة الاسوة القدوة وذلك اننا معشر البشر. مفطورون على النقص والحاجة الى شيء تتعلق به النفوس. هذا امر فطري في البشر كل قلب انسان يحتاج الى موضع قدوة قلبه به فان لم تكن القدوات حقيقة وجديرة والا تعلقت القلوب بقدوات زائفة مهينة. وهذا الواقع في حياة اليوم لما غابت القدوات المثلى حلت محلها القدوات الزائفة صرنا ننعى على جيل من الشباب والفتيات تعلقهم بين قوسين بنجوم زائفة صدرها الاعلام صدرها الفن والتمثيل والغناء والعياذ بالله. تعلقت بها قلوب ناشئة. تعلقت ابصارهم اسماعهم في البداية ثم تعلقت القلوب ثم اكتشفت فجأة انها قدوات بدأت تفرض نفسها على المجتمع. واذا بناشئتنا واجيالنا يتمثلون في اللباس في الهيئة في الشعر في الكلام حتى في المشية وحركات الوجه والتعبيرات ما هذا؟ هذه سنة الله في البشر مفطورون على ان يكون لهم يتحلقون حوله. ويتجهون اليه ويقتدون به. جعل الله القدوة في انبيائه ونحن في امته عليه الصلاة والسلام جعلت الاسوة لنا الكاملة الحسنة والقدوة المثلى في شخصه الكريم عليه الصلاة والسلام. لقد كان لكم في رسول الله الا والله كل من تخلى عنها او ابتعد عنها حتما سيتعلق بغيره ولابد. ولا اظن عاقلا فظلا عن ان يكون مؤمنا محبا سباقا في الخيرات حريصا على حجز مقعده في الجنة لا اظنه يرظى بديلا باحد كائنا من كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحله في قلبه محل القدوة والاسوة. لا والله قط وليس ذلك بالاختيار لي ولك الا بالامتثال. يعني ليس بوسعك ان تقول اقبل او لا اقبل. ارضى او لا ارضى. هو سلوك يا كرام اما ان تسلك دربه فتقتدي به وتجعله اسوتك وقدوتك ودليلك ومثالك ثم تقيس عليه نفسك وتضعه دائما كالمرآة امامك تنظر فيها شخصك ومهما ابتعدت او اقتربت عدت اليه لتزن نفسك بميزانه عليه الصلاة والسلام. ان لم تفعل ذلك وجدت نفسك لا محال منقادا الى غيره. من غيره؟ عظماء ومفكرون وساسة وقادة وربما كان في اقرب اليك ابوك او شيخ قبيلتك او استاذك او شيخك ايا كان في النهاية ان لم يكن شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم بموضع الاسوة والقدوة التي تعتز بها. وتجعلها مثالك وتنصبها في حياتك قدوة تزن بها فاتك واقوالك وافعالك بل حتى مشاعرك واحاسيسك والا فتتخذ قدوة لست باختيارك لكنها فطرة النفوس تتجه لها احالت اليه يقول ربنا الكريم سبحانه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ذكر الله كثيرا. اختم في الاية بالتنبيه الى خاتمتها لمن كان يرجو الله. حقيقة لم ينجح في نصبها هذه القدوة في حياته في موضعها اللائق بها. لتكون قدوته واسوته في شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم الا من حقق هذا الوصف لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. هذه ثلاثة اوصاف يا كرام من كان يرجو الله فلا يتعلق قلبه بمطامع دنيا زائلة ولا بحظوظها الفانية ولم يتشرب قلبه رياء يحترق بها عمله عياذا بالله ويرجو اليوم الاخر يرجو الحسنات ويعرف ان له ميزانا سينصب وحسابا من اجله سيوقف وسيسأل عن للذر فما فوق من جعل هذا مستيقظا في حسه تحقق له هذا المعنى. واما الثالثة وذكر الله كثيرا ذكر الله حياة القلوب. واذا وجدت القلوب حياتها وابصرت طريقها وجدت حقيقة ان محمدا صلى الله عليه وسلم الواجب ان يكون قدوة لا ينازع فيه ولا يزاحم في القلوب ولا في العقول ولا في الافكار اذا ستفهم معي الان ليست القضية محاضرات ان نبثها لوعي المجتمع ولا دروسا نلقيها في اسماع الطلبة والناشئة حتى نقول لهم القدوة في الله صلى الله عليه وسلم فدعوا ما عداه من القدوات واضربوا بها واجعلوه عليه الصلاة والسلام قدوتكم. نعم هذا مطلوب لكنه ليس الحل. الحل هو العمل على احياء تلك المعاني الثلاثة. رجاء الله ورجاء الدار الاخرة واحياء كثرة ذكر الله في القلوب ان وجدت القلوب هذه المعاني وجدت طريقها الى الاقتداء به صلى الله عليه وسلم لا محالة فالمراد ان الاية حوت ايضا من المعاني العظام واللفتات الكريمة والبدائع في الاشارات التي تتضمنها في سياق ما يريد اصنف رحمه الله شيئا عظيما. نعم قال رحمه الله تعالى وقال سهل رحمه الله في قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم قال بمتابعة السنة فامرهم تعالى بذلك ووعدهم الاقتداء باتباعه. لان الله تعالى ارسله بالهدى ودين الحق ليزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم الى صراط مستقيم. ووعدهم محبته تعالى في الاية الاخرى ومغفرته اذا اتبعوه واثروه على اهوائهم وما وما تجنح اليه نفوسهم. وان صحة ايمانهم بانقيادهم ورضاهم بحكمه وترك الاعتراض عليه انت في كل ركعة في الصلاة تقول اهدنا الصراط المستقيم. تسأل ربك الهداية. فان لم تكن اماما او منفردا وكنت مأموما ولست القارئ لها فانك تؤمن بعد امامك امين. اذا انت تسأل الله هذا المطلب في كل ركعة. وهي اقل ما تكون سبع عشرة مرة في اليوم والليلة بعدد ركعات الصلوات المفروضة فان تنفلت وصليت السنن الرواتب وغيرها من النوافل زاد معك العدد. والمراد المراد انه اعظم مطلوب لنا في حياتنا نسأله ربنا منذ ان نصلي حتى نلقى الله هو سؤاله الهداية. لاحظ معي اننا ما نقول يا رب اهدنا نحن نقيد الهداية التي نسألها ونطلبها وندعو الله بها ان تكون هداية خاصة. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم والذين انعم الله عليهم ذكرهم في اية النساء قال ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا واعظم النبيين خاتمهم صلى الله عليه وسلم فانت تسأل الله ان يهديك صراط الذين انعم عليهم وامامهم وقائدهم محمد عليه الصلاة والسلام. يقول سهل رحمه الله صراط الذين انعمت عليهم اما تسأل ربك ان يهديك اليه؟ قال بمتابعة السنة كانك تقول يا رب اهدني لسنته فالحق به فاتبعه فاكون داخلا في عداد الذين انعمت عليهم قد لا تستشعر انت هذا المعنى لكنها دلالته انت تقول يا رب اهدني صراط نبيك والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين فكأنك تقول بلسان حالك يا رب اهدني لاتباع سنته ووفقني لسلوكها واجعلني عبدا مهتديا بهداها فانك ان فعلت واستجاب الله لك وحقق لك ما سألت وفتح لك ابواب هذه الهداية باتباع سنته ادركت قال بمتابعة السنة فامرهم تعالى بذلك. امرك لما تدعو بها في كل صلاة. ووعدهم الاهتداء باتباعه لان ان الله ارسله بالهدى ودين الحق ليزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم الى صراط مستقيم. ثم قال ووعد محبته تعالى لهم الله وفي الاية الاخرى ومغفرته اذا اتبعوه. اي اية يقصد فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. قال اذا اتبعوه واثروه على اهوائهم. وما تجنح اليه نفوسهم. وان صحة ايمانهم بانقيادهم له ورضاهم بحكمه وترك الاعتراض عليه. هذه المعاني الكرام انظر كيف وقف عليها الاسلاف. ووجدوا انها تتضمن من الاشارة بشارات ما تجعلنا اقرب الى التمسك بهذا الاصل العظيم. لانه فعلا اصل كبير في الحياة ان ننهجه معشر العباد وهو ان تكون سنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم راية خفاقة ومعلما بارزا وعلما ينبغي ان نستظل بظلاله في مسيرتنا الحياة ثم لا نفرق في حياتنا بين العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق نحن في كل ذلك نحث الخطى يجعل احد هنا نصب عينيه اتباع هديه صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله وروي عن الحسن رحمه الله ان اقواما قالوا يا رسول الله انا نحب الله فانزل الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. نعم تقدم اثر الحسن البصري رحمه الله وان كان مرسلا وذكره عامة المفسرين ومنه سميت الاية باية المحنة او اية الامتحان او الابتلاء لاجل هذا المعنى. والسياق في العموم في الاية يشهد له نعم. وروي ان الاية نزلت في كعب بن الاشرف وغيره. وانهم قالوا نحن ابناء الله واحباؤه نحن اشد حبا لله فانزل الله الاية. نعم وذكر ايضا في سبب نزول الاية مقولة اليهود والنصارى هذه وقيل في وفد ناسنا خاصة لان صدر سورة ال عمران تناولتهم في اية المباهلة فكان هذا مناسبا لقدومهم وتعدد اقوال المفسرين في سبب نزول الاية والعلم عند الله. وقال الزجاج رحمه الله معناه ان كنتم تحبون الله ان تقصد طاعته فافعلوا ما امركم به. اذ محبة العبد لله والرسول طاعته لهما ورضاه بما امر ومحبة الله لهم عفوه عنهم وانعامه عليهم برحمته ويقال الحب من الله عصمة وتوفيق ومن العباد طاعة كما قال القائل تعصي الاله وانت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع ويقال محبة محبة العبد لله تعظيمه له وهيبته منه ومحبة الله له وارادته الجميلة له. وتكون بمعنى مدحه والثناء والثناء عليه قال القشيري رحمه الله فاذا كان بمعنى الرحمة والارادة والمدح كان من صفات الذات وسيأتي بعد في ذكر محبة العبد غير هذا بحول الله تعالى شرع المصنف في سياق الايات رحمه الله وهو يتكلم عن ان الاتباع له عليه الصلاة والسلام يورث محبة الله ويورث حب العبد لله. هذا المعنى تطرق اليه المصنف استطرادا في بيان معنى المحبة. ان كنتم تحبون الله يعني ان كنتم تقصدون طاعته وسيأتي فصل افرد فيه المصنف معنى المحبة له صلى الله عليه وسلم وبيانها واثار السلف حولها لكن لسنا نختلف ايها المباركون ان المحبة عند البشر عمل قلب وهي صفحة من صفحات المشاعر وكما يقول ابن القيم رحمه الله وهو يعرض لتعريف الحب والمحبة وذكر عبارات شتى للائمة المتقدمين يقول وكل هذه الحدود لا تزيدها الا غموضا. فان الحب اعرف من ان يعرف لا تحتاج ان تعرف لانسان معنى الحب. حب القلب هو شعور تدركه وتعيشه وتشعر به ولست بحاجة الى ان تعرفه بالفاظ وحدود مصطلحات الحب الذي في قلبي وقلبك وقلب كل انسان نبض مشاعر اتحب زوجتك؟ تحب ابنك وابنتك؟ وتحب المال والبيت الذي تسكنه وتحب كل شيء يخصك وتعلق قلبك به. لو سألتك ما معنى ان تحب شيئا قد احببته قد تعسر بك العبارة عندما ندرك ان معنى الحب شيء من الشعور يسيطر على القلب. فيفرض هيمنته عليه ويجعله منقادا لمن ندرك تماما ان حب الله عز وجل في اعلى تلك المراتب واسماها. ان تحب الله يعني ان يمتلئ قلبك بهذه المعاني القلبية والنفسية حبا لربك ومنه ايضا حب نبينا صلى الله عليه وسلم غير ان حب ربنا حب خالق وحب نبينا صلى الله عليه وسلم حب مخلوق يسعنا في التعبير عن حبه صلى الله عليه وسلم ان نقول اننا نحبه لجمال خلقته وبهائ طلعته عليه الصلاة والسلام. ونحبه لجمال اخلاقه. وسمو صفاته صلى الله عليه وسلم. ويسعنا ان نقول نحبه لكريم احسانه الينا باخراجنا به من الظلمات الى النور. هذه تقولها في امر انسان بشر لان امرا محسوما يمكن ان تعبر عنه بالمحبة. اما في مقام الحب لله جل جلاله فانت تعبر بالفاظ شتى وعبارات متنوعة جماع انقياد القلب وذوابا بين يدي خالقه. ان يمتلئ القلب حبا لله يعني شعورا لا يوصف بان شيئا عظيما في دنياك يملأ عليك فؤادك محبة ليس يدانيها شيء فضلا عن ان يسبقها شيء. حب الله الذي خلقك من عدم الله الذي تولاك برعايته ونعمه ورزقه حب الله الذي ما زال يغزوك ويلحقك ويحيط بك حتى ساعتك حب الله الذي قادك الى ان تعرفه جل جلاله حب الله الذي جعلك عبدا من عباده تركع له وتسجد وهكذا في معاني شتى يضيق المقام عن حصرها. قال الزجاج رحمه الله ان كنتم تحبون الله يعني ان تقصدوا طاعته فافعلوا ما امروا به اذ محبة العبد لله والرسول صلى الله عليه وسلم طاعته لهما. ورضاه بما امر. وهذا حق. فانها من زميل محبة اما المحبة ذاتها فشعور قلب وخفق فؤاد ونبض صدر اذا امتلأت المحبة قادت صاحبها الى طاعة لا محالة. ولهذا انشد المصنف رحمه الله تعصي الاله. وانت تظهر حبه هذا لعمري. في القياس لو كان حبك صادقا لاطعته. ان المحب لمن يحب مطيع. ويقال الحب من الله عصمة وتوفيق شرع المصنف رحمه الله يصف معنى حب الله لعبده. ما معنى ان يحبك الله؟ ان يعصمك؟ ان يوفقك. قال ومن العباد طاعة ويقال محبة العبد لله تعظيمه وهيبته ومحبة الله للعبد رحمته له وارادته الجميل وتكون بمعنى مدحه وثنائه عليه كل ذلك معان لا يزال في سياق الفصل تتمة لها نأتي عليها ان شاء الله تعالى نسأل الله ان يكرمنا جميعا واياكم بحبه ورحمته وعفوه ومغفرته. وما يزال في ليلتكم هذه بقية ايضا. لمتسع ومزيد من كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم قلبي بحبك يا محمد قد نشى وهواك يسري في الفؤاد وفي الحشاء. يا من ازلت عن القلوب حجابها. يا من هواه بمهجتي قد عشعشا. فاض الحنين واليك زاد تشوقي والقلب مشتاق اليك تعطشا. يا خير من وطأ الثرى يا خير من وطأ التراب ومن مشى. يا من صلى عليك على المدى فاللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا صالحا متقبلا وشفاء من كل داء يا رب العالمين اللهم اكرمنا والمسلمين جميعا برحمتك وعفوك ومغفرتك ورضوانك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعلنا من خيرة عبادك الصالحين بك المفلحين واوليائك المتقين يا رب العالمين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا. اللهم ادم علينا نعمة متى الامن والايمان والسلامة والاسلام. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك