بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته الهدى ونجوم السما ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة الكرام فهذه الليلة ليلة الجمعة وقد ندبنا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه في هذه الليلة الشريفة المباركة فيزداد خيرها وبركتها بازديادنا من الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. رسول الله يا علم الهداة ويا عذب الشمائل والصفات يصلي المسلمون عليك حبا ويلتمسون قربك بالصلاة وعدت المكثرين لها بخير ووعدك يا رسول الله اتي. فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد افضل صلاة واتم تسليم. كما تحب ان يصلى ويسلم عليه صلى الله عليه وسلم. وان نحسب ايها الكرام ان مجلسنا هذا الذي نتدارس فيه كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه نحسب انه سبب يحملنا على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كلما مر اسمه وذكر خبره وشيء يتعلق بعظيم قدره وحقه عليه الصلاة سلام فاجعلوا مجلسكم هذا عامرا بكثرة صلاة وسلام عليه صلى الله عليه وسلم. مستشعرين انغماركم في من رحمات الله وانتم تتقلبون في صلوات تتنزل عليكم من ربكم بعشرة اضعاف صلاتكم على نبيكم صلى الله الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. صلى الله عليه وسلم. وقد وقف بنا الحديث وليلة الجمعة الماضية في هذا الباب من وجوب الايمان به ومحبته وطاعته صلى الله عليه وسلم. مرت بنا ايها الكرام ذكر فيها المصنف رحمه الله ادلة عظيمة كثيرة متظافرة من كتاب الله الكريم ومن النبوية الشريفة يؤكد كلها ومنفردا هذا الحق العظيم لنبينا عليه الصلاة والسلام الا وهو الايمان به وطاعته والاقتداء به ولزوم سنته عليه الصلاة والسلام. خص رحمه الله في فصل وجوب طاعته مطلقة عليه الصلاة والسلام والامتثال لامره ونهيه عليه الصلاة والسلام ثم خص في فصل يليه الاتباع المطلق له في بكامل شأنه في دقيقه وجليله وامره ونهيه وسائر احواله عليه الصلاة والسلام وفي ذلك من النصوص ما يملأ القلوب رظا وحبا وطاعة واقتداء ورغبة في القرب من الحبيب صلى الله عليه وسلم قربا حسا ومعنى اما القرب حسا وانت تتقلد هديه وتقتفي اثره وتختط خطاه عليه الصلاة والسلام في ذكر واما معنى فما ينال احدنا بكثرة الاتباع وصدق الاستنان والحرص على الاهتداء ما يناله في حياته من عظيم الاجر والمثوبة والتشبه به عليه الصلاة والسلام. فصل مجلس الليلة في ذكر اثار عن سلف الامة الكرام رحمة الله عليهم من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم مما يؤكد هذا المعنى هو فصل عظيم والله يحكي منهجا عظيما جليلا عليه اسلافنا يا امة الاسلام. وهو يعرض ويصف صفحة مشرقة عظيمة من تعظيم السنة. وانما عظموا لعظمة قدر نبينا صلى الله عليه وسلم في نفوسهم. اي والله عظم قدره في قلوبهم صلى الله عليه وسلم عظموا سنته. ولما عظموا سنته لم يجدوا بدا من الاستمساك بها. حرص عليها والتنقيب والتحري ثم اما الحث على الاستمساك ونشرها في الافاق ودعوة الناس اليها. فقد كانوا يتمسكون بالسنة لعلمهم انها سنة واحبوها لانها سنة وعظموها ووضعوها فوق العيون والرؤوس والقلوب حبا واكراما واجلالا لصاحب السنة عليه الصلاة والسلام. فصل هذا المجلس فيه من جلال تعظيم السلف لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وانهم ما كانوا يجرؤون على تجاوزها ولا القدرة على اغفالها او التهاون بشأنها. ستمر بكم يا كرام جمل عبارات مشرقة الدرر المضيئة فيها قواعد ومنهج لحياة السلف رحمة الله عليهم وهم يعيشون مقتفين متتبعين النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم في هذا الفصل مواقف هي مبادئ للعيش على السنة. تكشف لنا ان ما مضى من النصوص لم يكن تنظيرا مجردا لكنه انقلب في واقع اسلافنا الى حياة الى منهج الى عمل. هذا يعني شيئا مهما لي ولك انه بوسعنا اليوم ان نتقفى اثارهم وهم سلفنا الكرام. وان نعيش كما عاشوا وان نفعل كما فعلوا. وان يكون لنا قدر كبير وان يكون لنا نصيب عظيم وحظ وافر من ان تنعكس هذه السنن في حياتنا فتضيء وتشرق وبوسع احدنا ان يفعل كما فعلوا ليس شيئا مستحيلا ولا صعبا. مهما بعد حظ احدنا من الطاعة او قل نصيبه من الاجتهاد في العبادة. الا ان باب السنن يمكن الترقي فيه والاخذ فيه شيئا فشيئا. هذا فصل فيه جمل من تلك المعاني. نمضي عليها في مجلس التي ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل فيما ورد عن السلف والائمة من اتباع سنته والاقتداء بهديه وسيرته صلى الله عليه وسلم. واما ما ورد عن السلف والائمة من اتباع سنته والاقتداء بهديه وسيرته فحدثنا الشيخ ابو عمران موسى بن عبدالرحمن بن ابي تليد الفقيه سماعا عليه قال حدثنا ابو عمر الحافظ قال حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن اصبغ ووهب بن مسرة قال حدثنا محمد بن وضاح قال ابن عمر يحيى ابن يحيى قال حدثنا مالك عن ابن شهاب عن رجل من خالد بن اسيد انه سأل عبدالله بن عمر عبدالله بن عمر رضي الله عنه فقال يا ابا عبد عثمان انا نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر في القرآن. ولا نجد صلاة السفر. فقال ابن عمر يا اخي ان الله بعث الينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فانما نفعل كما رأيناه يفعل قال صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث الذي اخرج الامام مالك في موطئه رحمه الله. ومن طريقه اسند المصنف هذا الحديث وقد اخرجه من اصحاب السنن ايضا النسائي وابن ماجة وغيرهما. فيه ان رجلا قال لابن عمر وهو يسأل صحابيا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن مسألة يريد ان يجد دليلها. فقال يا ابا عبد الرحمن انا نجد صلاة الخوف وصلاة الحظر في القرآن. ولا نجد صلاة السفر يقصد ان الاية في سورة النساء وفي البقرة تصف احوال الصلوات التي تتعلق بالمكلفين عند اختلاف الاحوال صلاة الخوف فاذا اطمأننتم فاقيموا الصلاة التي جاء في مطلعها واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا اسلحتهم الى اخر الاية قال اما الصلاة في الحضر فموجودة. واما صلاة الخوف فموجودة. قال ولا نجد صلاة السفر يقصد به السفر في حال الامان وليس سفر الخوف لان سفر الخوف موجود في اية النساء وقوله تعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ففهموا كما هم الذين فهم بعض الصحابة ان السفر المذكور في اية النساء الذي يرخص فيه بالقصر هو المقيد بقوله تعالى ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا. ولذلك قال بعضهم قد امنا فماذا نفعل بها فاجاب ابن عمر رضي الله عنهما بجواب يقصد منه يا ابن اخي الحكم الذي لا تجده في القرآن يكفي ان تجد في السنة ليكون عبادة مشروعة يلزمنا الاقتداء بها والاخذ بها. ما لم يرد في القرآن سنجد تشريعه في هذا هو الجواب الذي اراد ابن عمر رضي الله عنهما بيانه للسائل لكن ننظر كيف اجاب السائل يربيه على منهج يبين له انهم تربوا فيه على يدي رسول الله الله عليه وسلم والقرآن يربيهم والوحي ينزل في صحبتهم له صلى الله قال يا ابن اخي ان الله بعث الينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا يعني لا ندري من احكام الدين والشريعة شيئا فانما نفعل كما رأيناه يفعل نقطة وانتهى الجواب لا تسألني نجده في القرآن ولا نجده كانك تريد ان تفصل بين الاحكام التي نصت عليها ايات القرآن والتي تفردت بها قال يا ابن اخي بعثه الله الينا ولا نعلم شيئا. فانما نفعل كما رأيناه يفعل. وفي رواية اخرى لهذا الحديث قال ابن يا ابن اخي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاص وانتهى الكلام طالما ثبت عندنا انه عليه الصلاة والسلام كان يقصر في السفر وصحبناه ورأيناه يقصر وقصرنا معه. هذا القدر كاف البيان ان مبدأ الانقياد والطاعة والامتثال التام للنبي صلى الله عليه وسلم يكفي ان يستقر في النفوس الى هذا الحد حرص المصنف على ايراد هذا الحديث وان كان في ظاهره مسألة فقهية تتناول قصر الصلاة في السفر وما دليلها في القرآن؟ وكيف نجيب عن اشكال الاية ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا وهل القيد هنا يعمل به؟ وينبني عليه عدم جواز القصر عند زوال الخوف؟ هذا كله شأن فقهي بحت يبحثه العلماء او يقرره الفقهاء. لكن المصنف رحمه الله اراد به ان يلفت الانظار الى طريقة ابن عمر رضي الله عنهما في الجواب وهو مبدأ نحتاج الى تأسيسه اليوم احيائه في النفوس. ليكون شعارا لنا امة الاسلام. دعنا نقول ان احد اعظم مداخل التهاون في السنن في حياة الناس اليوم هو ضعف قدر السنة في النفوس. ووالله لو استشعر المتهاون في السنن لازم ذلك لاختلف حاله. لا يستهين بالسنة من عرف قدر صاحبها صلى الله عليه وسلم لا يتهاون بها ولا يزهد فيها شخص عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم في حياته. يا اخوة بعيدا عن مسألة انها سنة وليست بواجبة. وانه يلحقك بها اثم بتركها او لا يلحقك. نحن نتكلم عن قلبك عندما يمتلئ حبا لنبيه صلى الله عليه وسلم فانه والله لا يطيق ان يترك سنة علم ان حبيبه صلى الله عليه وسلم كان يفعلها. ان كان في صلاة وان كان في وضوء وان كان في ذكر وان كان في طواف. وان كان في معاشرة للزوجة والاهل والاولاد وان كان في التجارة والبيع والشراء في كل احوال الحياة متى عظم قدر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفس المسلم عظمت سنته في حياته ثم كانت حياته ممتلئة بتطبيق السنن يمنة ويسرة لا يقوم ولا يقعد ولا يأكل ولا يشرب. ولا يدخل ولا يخرج الا باحثا عن سنة يفعلوها وعن هدي نبوي يهتدي فيه حذو حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم. هذا مبدأ كما قلت لك هو بعيدا عن مسألة هل هو واجب يلزمنا الاخذ به؟ واثم يلحقنا اذا تركناه؟ ليس الحديث هنا الحديث عن شأن عظيم داخل القلب هو بذرة ينبغي ان تبذر. وهو ميزان ينبغي ان نزن به حبنا الصادق لرسول الله صلى الله عليه عليه وسلم لنكتشف بعد ان قدرا كبيرا من السنن التي نعلم انها سنن وتركناها بحجة انها سنن هي في الحقيقة ما هي الا زيف في دعوى محبة كثيرا ما تغنينا بها وهي ايضا تكشف هشاشة في قدر عظيم ينبغي ان يتوفر في القلوب المسلمة عندما تعمر بحب رسولها صلى الله عليه وسلم وتدرك انه لا خيار لها ولا سبيل ولا منهج اسعد ولا امتع ولا اعذب لها في الحياة من ان تقتفي اثر نبيها صلى الله عليه وسلم. ابن عمر رضي الله عنهما كان يكفيه ان يقول له في الجواب. لان النبي صلى الله عليه وسلم قد سافر مرارا وصحبناه ورأيناه يقصر في الصلاة. وكان ينبغي ان يقول له ايضا لان الله امرنا باتباعه. قال وما اتاكم الرسول فخذوه وقد علمنا القصر في الصلاة فقصرنا معه. لكنه اراد الاشارة الى تربية النفوس المسلمة على هذا المبدأ يا مسلم يا عبد الله انا وانت في هذه الامة من بين البشرية قوم اكرمنا الله بهذا الدين. ومعنى ان الله ان اختارنا لنكون في امة كتابها القرآن. ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الكرامة التي نفخر بها ونعتز ونشرف ونفرح ونسأل الله ان يميتنا عليها وان يحيينا عليها. هذه الكرامة كيف يمكن ان تنعكس في الا ان نكون اكثر استمساكا بشيء نعترف انه فخرنا. اننا من امة محمد صلى الله عليه وسلم. فاذا كنت حفيا بهذا فرحا به مغتبطا مسرورا تشعر انك حزت بين البشرية اليوم شرفا حرمه الله كثيرين من الخلائق اليوم على ظهر هذه الارض. فانظر كيف تعبر عن فرحتك بهذه النعمة وعن شكرك لربك. ولا يراك الله الا فرحا بانتمائك الى امة محمد صلى الله عليه وسلم. واذا حياتك كلها ناطقة بانك امرؤ من امته حريص على سنته مكتف لاثره وهديه وشمائله وسيرته صلى الله عليه وسلم. نعم وقال عمر ابن عبد العزيز سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر بعده سننا. الاخذ بها تصديق بكتاب الله واستعمال لطاعة الله وقوة وقوة على دين الله ليس لاحد تغييرها ولا تبديل ولا النظر في رأي من خالفها. من اقتدى بها فهو مهتد. ومن انتصر بها فهو منصور. ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى. واصلاه جهنم وساءت مصيرا. هذا الخليفة الراشد الزاهد عمر ابن عبد العزيز رحمه الله وكلامه ايضا هو في عداد كلام سلف الامة الذي يضيء ويشرق بنور الهداية والحكمة. يقول رضي الله عنه ورحمه سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر بعده سننا الاخذ بها تصديق بكتاب الله واستعمال لطاعة الله وقوة على دين الله. هذه هي السنن استعمالها تمسك وتصديق بالقرآن. وامتثال لطاعة الله وثبات على الدين. ليس لاحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها من اقتدى بها فهو مهتد. ومن انتصر بها منصور. ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا هكذا هي كانت الرؤية واضحة عند القوم كان الصحابة والتابعون ومن بعدهم يرونها مشرقة لا غبش فيها حياتنا امة الاسلام ينبغي ان يكون طريقا مبتسما سنن النبي صلى الله عليه وسلم في سياستنا واقتصادنا ومعاشنا وتجارتنا وبيعنا وشرائنا وتعليمنا وطبنا وهندستنا. نعم نختط هذه الحياة ننافس الامم على الريادة والصدارة والسب وقيادة ركب الحضارة البشرية اليوم وليس لنا نبذ شيء من الشريعة واعظمه ورأسه سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمفهومها العام الشامل مبدأه منهج طريقته في الحياة عليه الصلاة والسلام. نعم وقال الحسن بن ابي الحسن عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة مضت وتقدمت معنا الامام الحسن البصري رحمه الله هذه ويرويها بعضهم مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وفيها ارسال لانه طبيعي ما ادرك زمن النبوة. يقول رحمه الله عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة يعني ان تقتصر او تكون مقصرا في الطاعة. لكنك على السنة ما خرجت عنها. خير من ان تكون مجتهدا مستكثرا خيرا من العمل لكنه مع الاسف واقع في عداد البدع والمحدثات ليست العبرة في العبادات بالكثرة انما العبرة بالاتباع فرب عمل صالح قليل قليل العدد قليل الزمن قليل التكرار لكنه وفق السنة. هذا اعظم واكثر بركة لسبب واحد ان الله لا يقبله الا كذلك ولما نص اهل العلم على ان لكل عبادة ركنا ينبغي الاحتكام اليه اخلاص لوجه الله الكريم. اتباع لسنة نبيه العظيم الله عليه وسلم كان تأكيدا على هذا المعنى. وعندئذ لا يغرنك من الرجل كثرة عبادة ولا الاجتهاد في الطاعة ما لم يكن على عمله هذا اثارة من النبوة ما لم يكن على طريق السنة المشروعة. الكثرة هنا ليست معتبرة. رب اقوام ملأوا اوقاتهم وليلهم ونهارهم قطاعات والوان من العبادات بين قوسين يظنونها قربات. واذا بها لا شيء في الميزان في الشريعة. ايظا لسبب ذاته ان انها ليست من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن رام التعبد والتقرب يريد القرب من الله فليس له الا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا تظن انك في مثلا وفي صلاتك وفي وردك واذكارك وفي قرآنك ودعائك وفي صومك وصدقتك وقيام الليل لا تظن في اي باب من ابواب العبادات انك يمكن ان تأتي بصفة في العبادة تظن فيها اجتهادا ومشقة واكثارا لم النبي صلى الله عليه وسلم فتظن انك على سواء السبيل. كلا والله تريد ان تقوم الليل تريد ان تجتهد في طاعة وعبادة تريد ان يعمر قلبك بذكر الله جل جلاله تريد ان يشرق وجهك بالطاعة ان تمتلئ حياتك كبركة ان تعيش سعيدا بين البشر باختصار شديد ليست الا سنة رسول الله. صلى الله عليه وسلم. هذا ميزان عمل قليل في سنة. خير من كثير في بدعة مرة اخرى ساقول يغتر اقوام بحال اناس يرون في حياتهم قدرا من والاكثار والنشاط والبذل والعطاء. ليست العبرة بالكثرة. العبرة بالموافقة للسنة. فان كانت تلك كثرة على سنة وهدى فالحمد لله. فذلك غاية المرتجى. والا فلا يغرنك من المرء كثرة ما يعمل من عمل او يظنه قربات وهو على غير سنة بالله عليكم ما حظ امرئ من صدقة لم يرد بها وجه الله؟ او من ذبح وتقرب وقع فيه في شيء من مصائد الشيطان وحباله. او صدقة او احسان او بر. واذا به على غير طريق السنة هوى في بدعة او شرك او ضلالة ليست العبرة بالكثرة وانت اذا قست هذا باصحاب الملل والاديان المنحرفة والعبادات التي ما انزل الله بها من سلطان. في غير ديانة المسلمين. في اديان اهل الارض ايا كانت ملتهم ودينهم ونحلتهم تأسف عندما ترى امواجا من البشر يمارسون طقوسا من العبادات فتقول مساكين والله يظنون انهم بهذا يتعبدون لله فاذا هم حول وثن او صنم واذا بهم يمارسون طقوسا فيها مشقة وفيها عنت تأسف عندما ترى ان هذا الانسان يظنوا انه قد صرف من حياته عشرين سنة وخمسين سنة وبذل وفعل انه لا شيء له عند الله هو كذلك تماما مثل المسلم الذي يجتهد في طاعة وعبادة ثم ينحرف به الشيطان عن طريق السنة الى البدعة ويصرفه ايضا عن طريق الاخلاص الى الشرك والرياء. تأسف والله عندما ترى هذا الرصيد من العمل والاجتهاد في الطاعة لا وزن له في سريعة يقول الحسن عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة. ليست دعوة الى التقلل من العمل والى البطالة والكسل لا لكنها موازنة بين نوعين اجتهاد وكثرة في غير سنة او اقتصاد وقلة في سنة لا شك ان ما كان على السنة اعظم واولى واقرب الى الصواب وان كان خلافه اكثر اضعاف اضعاف نعم وقال ابن شهاب بلغنا عن رجال من اهل العلم قالوا الاعتصام بالسنة نجاة. يقول الامام الزهري رحمه الله بلغنا عن رجال من اهل العلم. في بعض الالفاظ كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة. الاعتصام بالسنة يعني التمسك بها. يعني اللجوء اليها يعني الاخذ بها وعدم العدول عنها. نجاة نجاة من ايش نجاة من ماذا نجاة من الشرك لانه لا يمكن ان تقودك سنة الى بعد عن الله نجاة من الانحراف والغواية لان السنة تمام الهداية نجاة من البدع والضلالة والمحدثات لان السنة طريق الانبياء. نجاة من العقاب في الاخرة وعذاب الله وسخطه لان الله جعل الجنة والرحمة في طريق نبيه صلى الله عليه وسلم نجاة من كل ما يمكن ان يخشاه الانسان في دنياه واخراه من سوء العاقبة في العاجل والاجل الاعتصام بالسنة نجا. من تمسك بالسنة نجا لم يغرق في بحر الشهوات ولا الشبهات. من تمسك بالسنة نجا فلا يمكن ان يكون فريسة سهلة. يصطاده شيطان شياطين الانس وشياطين الجن. الاعتصام بالسنة نجا. من حكم السنة واحتكم اليها واستمسك بها عض عليها بالنواجذ فقد اغلق والله دونه كل ابواب الغرق والضلال والانحراف. فلا يمكن ان يتسلط عليه شيطانه انس ولا شيطان جان. اصحاب السنن اصحاب عقول الراجحة. ومواقف ثابتة. اصحاب السنة اهدى الناس قلبا. واسلمهم واسعدهم عاقبة لانها سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم هي ليست مقولة ابن شهاب الزهري وحده رحمه الله ولو كانت عبارته لكان يجدر بك ان تورزها وتبرزها وتوردها وان تظهر انها كلام لاماء من ائمة المسلمين لكن الزهري ينسبها الى جيل جيل يقول بلغنا عن رجال من اهل العلم وفي رواية اخرى يقول كان من مضى من علمائنا يقول وليت شعري تدري من الذي مضى من علماء زمن الزهري؟ الصحابة والتابعون الكبار يقول كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة. هي ايضا شعار ينبغي احياؤه اليوم في النفوس يا امة الاسلام والله الذي لا اله الا هو ان رمى النجاة للامة اليوم ونحن نراها تتخبط وتغرق في كثير من المداخل والمخارج ويستحوذ عليها شياطين الانس والجن. ويتمالأ عليها ويتواطأ عليها. اعداء الاسلام من هنا وهناك. الاعتصام نجاة عندما نروم تخطيطا لمجتمعات المسلمين. وبناء وحضارة واشراقا وتقدما وازدهارا. عندما نروم لها علما نافعا ومجدا تليدا عندما نبحث لامتنا عن موقع في الصدارة بين الامم في كل مناحي الحياة الاعتصام بالسنة نجاة مخطئ من ظن ان المقصود بالسنن هنا هو ما تفعله في وضوئك وعبادتك فقط. لا تظن ان السنة يمكن ان تقتصر على باب دون باب السنة منهج النبي عليه الصلاة والسلام في الحياة. اما قاد امة؟ اما حكم دولة عليه الصلاة والسلام؟ اما حرك الجيوش والعساكر اما قاد الحروب؟ اما اصطلح مع الملل مع اليهود والمنافقين؟ اما حكم شريعة الله؟ اما خاطب الملوك والعظماء والامراء؟ ام اتقى بكل الامم هذا دين. وهو في معناه الكامل الشامل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم منهاج حياة. الاعتصام فيها بالسنة نجاة وانت تفهم من ضد العبارة ونقيضها ان تنكب السنن ونبذها عياذا بالله لن يكون الا هلاكا لن يكون الا غرقا لن يكون الا تلفا. ثم سيكون الندم من لم يعتصم بالسنة وتخلى عنها فقد تخلى عن طوق النجاة ومن تخلى عن طوق النجاة غرق وتلف لا محالة. الاعتصام بالسنة نجاة هي ايضا لون مشرق من عبارات تفوه بها السلف فكانت جملا مشرقة تصلح ان تنبعث اليوم في الامة لتحيي منهجا عظيما ينبغي ان يقرر وان ترفع راياته وان تشيد معالمه وكتب عمر ابن وكتب عمر ابن الخطاب الى عماله قريب يا اخوة من عبارة الزهري لما قال كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة. الاثر الصحيح الوارد عن خليفة النبي صلى الله عليه وسلم والرجل الاول في الامة بعد نبينا عليه الصلاة والسلام الصديق ابو بكر رضي الله عنه يقول لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به الا عملت به. بهذه العبارة. يقول لست تاركا شيئا. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل به الا عملت به اني اخشى ان تركت شيئا من امره ان ازيغ ابو بكر الذي لو وزن ايمانه في كفة وايمان الامة كلها في كفة يقول اخشى لو تركت شيئا من سنته ان ازيغ. ابو بكر يخشى الزيغ ويخاف ان يناله الزيغ من هذا الباب لو تخلى عن شيء من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم هل عرفت بماذا وصل ابو بكر رظي الله عنه؟ هل تدري كيف ثقل ايمانه في الكفة حتى رجح على الامة هي هذه القناعات. هذا المبدأ في الحياة عندئذ ستثقل موازيننا بايماننا بعقائدنا بما سنلقى به ربنا غدا بمثل تلك المبادئ والقناة ساعات بمثل تلك القواعد التي ينبغي ان نرسيها في الحياة يقول اني اخشى ان تركت شيئا من سنته ان ازيغ شيئا من امره ان ازيغ. اذا توقن انه رضي الله عنه كان يرى ان ترك شيء من امر النبي صلى الله عليه وسلم لم لنقود الا الى زيغ الى ضلال الى انحراف الى شقاء الى هلاك. هو كذلك والله وبهذا وصل ابو بكر وبهذا ابو بكر بهذا نال ما نال ابو بكر رضي الله عنه. لما ابصر المنهج واستمسك به ثم ها هو ذا يقولها للناس ويعلمها للامة وبين لنا مسلكا عظيما ارتقى به رضي الله عنه الى ذلك الامر العظيم. نعم وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى عماله بتعلم السنة والفرائض واللحن اي اللغة. وقال انا ناسا يجادلونكم يعني بالقرآن فخذوهم بالسنن فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى عماله. المقصود بالعمال هنا عمال الخليفة. وهم امراؤه ومن يبعثهم لتولي بعض المهام والاعمال. فكانوا يسمون عمال الخليفة وليس المقصود به عاملا يعمل باجرة مهمة ما وينصرف. فمن كان مبعوثا من قبل الخليفة سواء كان واليا على منطقة او مكلفا بمهمة يسمى عاملا لامير المؤمنين. كتب لهم وهذا فيما كان يصنعه الفاروق رضي الله عنه في سياسة الدولة والخلافة التي تبوأها بعد الصديق رضي الله عنهم جميعا. كان يتعاهد امراءه والحكام والولاة والقضاة الذين كان يبعثهم الى الامصار خصوصا وان دولة الاسلام اتسعت في زمنه رضي الله عنه فشملت ارض العراق الكوفة والبصرة وارض الشام وشملت ايضا مناطق عدة ودخلت في ابعاد لم تكن عليها في زمن ابي بكر رضي الله عنه. فكان يتعاهد تلك الامصار الجديدة التي دخلت في الاسلام ويوجه ولاته لقيادة رشيدة يعملون فيها بما يأمر الله جل جلاله. كتب الى ما له بتعلم السنة والفرائض واللحن يعني اللغة. كان يرى ان هذه قواعد يحكم بها بلاد الاسلام وهذه الامور بالتعليم لتكون مما يعطي شعارا لامة الاسلام في مجتمعات المسلمين. تعلم السنة والفرائض واللحم يعني اللغة سواء قلت الفرائض علم المواريث وهو الذي يتبادر هنا او المعنى الاعم الواجبات في الشريعة وان يكون مما يفشو علمه بين المجتمعات المسلمة معرفة الواجب من الحرام. معرفة الفرائض التي لا يجوز التقصير فيها ولا التراخي عنها. قال والسنة كذلك. فجعل السنة بمثابة الفرض في وجوب تعلمه وبث بثه ونشره وتعليم الناس له. اذا هذا منهاج تعليم. كان الفاروق عمر رضي الله عنه يأمر به. ويرعاه ويخطط له ويوجه امراءه وحكامه للعمل به. يقول كتب بتعلم السنة والفرائض واللحن عن اللغة. اما اللغة فلان امصارا من غير بلاد العرب دخلت في بلاد الاسلام. فحرص رضي الله عنه الا تبقى العجمة حاجزا بين تلك الجموع المسلمة وبين دينها بين كتاب ربها العربي وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم باللسان عربي وحق الامم المسلمة ان كانت غير عربية ان تعلم اللسان العربي ليكون جسرها الذي يقودها الى فهم الدين والى معرفة كلام ربها وكلام نبيها عليه الصلاة والسلام وقال ايضا والاثر عند الدارمي في مسنده وغيره ان ناسا يجادلونكم يعني بالقرآن فخذوهم بالسنن لا يزال وتوجه الخطاب والتعليمات والتوجيهات الى امرائه الى عماله. يقول ان ناسا يجادلونكم يعني بالقرآن. في لفظ عند ان ناسا يجادلونكم بشبهات القرآن. وهي تبين معنى الرواية هنا. فخذوهم بالسنن. فان اصحاب كونني اعلم بكتاب الله يعني ان القرآن فيه مشتبهات كما قال الله عز وجل منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات في القرآن متشابه. السبيل في ذلك ان يعمل بالمحكم وان يؤمن بالمتشابه. ويرد تشابه منه الى المحكم. فما كان من المتشابه كالمجمل الذي لا بيان له الا في السنة. قال ان ناسا يجادلونكم القرآن يعني يأتي باية فيظنها معارضة لاية. وبمكان من القرآن في سورة فيظنه يخالف موضعا اخر. عليه سواء كان اشتباها عن حسن قصد ما فهم به صاحبه او اشتباها مغرضا كان صاحبه مثلا زنديقا او خصما دودا للاسلام يريد زعزعة الثوابت وتشكيك الناس في القرآن ايا كان. قال ان ناسا يجادلونكم يعني بالقرآن او بشبهات القرآن. ما العمل مع مثل هذا الصنف؟ قال فخذوهم بالسنن فان السنن بيان وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. ولما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم والله نؤمن وتؤمنون جميعا انه ما مات عليه الصلاة والسلام وفي دين الله امر او حكم او اية الا بينه الامة نعم والله وقد استشهد الامة واستنطقها في حجة الوداع. الا هل قد بلغت فيقولون نعم فيقول اللهم فاشهد يرفع اصبعه الى السماء وينكتها الى الناس ثلاثا استشهدهم امام الله انه بلغ الرسالة وادى الامانة. ونشهد اليوم ويشهد كل مسلم الى يوم القيامة انه صلوات ربي وسلامه عليه ما اتى وطائر يقلب جناحيه في السماء الا علمنا منه علما. ما مات صلى الله عليه وسلم ولا ترك للامة باب خير الا دلنا عليه ولا باب شر الا حذرنا منه. لا والله ما تركنا في عماية ولا ضلالة ولا جهة ابان لنا وقد ادى الرسالة على اتم وجهه وبلغ الوحي وقد برأت ذمته صلوات ربي وسلامه عليه نوقن بذلك ونشهد له عليه الصلاة والسلام. يقول فخذوهم بالسنن. فاذا السبيل الى فض المتشابه. ورد الشبهات ودحضها هو التمسك بالسنن فان فيها بيانا. فان فيها جلاء فان الرد اليها شفاء وكفاية وغناء وبها ان يحكم تلك المواضع من الشريعة. قال فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله. لان كتاب الله فيه المجمل مبين وفيه العام والخاص وفيه المطلق والمقيد وفيه الناسخ والمنسوخ. ولم يكتمل لمسلم فقيه ناظر في الشريعة المتعلم لن يكتمل لها العلم بالقرآن الا اذا علم معها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي خبره حين صلى بذي الحليفة ركعتين فقال اصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع جاء عمر رضي الله عنه والحديث عند مسلم في الصحيح اتى ذا الحليفة فصلى ركعتين عند احرامه في الميقات وقال اصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا منهج الاقتداء حتى لو لم تدرك لم ولم تعرف الحكمة ولا تدري ماذا يشرع لك ان تفعل هذا هنا وذاك هناك؟ اليس هو عمر رضي الله عنه الذي جاء الى الحجر الاسود وقال والله اني لاعلم انك حجر لا تضروا ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. هو منهج يا كرام عندما يثبت عندك هذا الشيء انه سنة فخذه مغمضا عينيك غير محتاج الى البحث عن شيء اخر من حقك ان تبحث عما يزيد ايمانك ويرسخ قناعتك لكن ليس الى حد الاحتكام الى القناعات فان اخذت والا تركت الاقتداء هنا منهج يقول اصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع. رأيته صلى في ذي الحليفة ركعتين ساصلي ركعة هذا ابنه عبد الله عمر وسيأتيك بعد قليل ماذا كان يفعل ابنه عبد الله ابن عمر؟ المنهج واحد التربية واحدة عاشوا مع النبي صلى الله الله عليه وسلم عشر سنوات بالمدينة ومن كان من الاوائل ادرك معها ثلاث عشرة سنة بمكة قلت او كثرت كلها او بعضها تربوا على شيء عظيم حيث يرون نبيهم صلى الله عليه وسلم يفعل الشيء طفقوا يفعلون واذا رأوه ترك الشيء تركوه واذا امرهم بشيء ابتدروه. واذا نهاهم عن شيء وقفوا عنده كان عمر رضي الله عنه حديد الرأي صلب صعب القناعة ولا يمكن ان يناجده احد ما لم يقتنع بشيء. ثم يقول الواصف وكان وقافا عند القرآن مع شدة صلابته في رأيه وصعوبة قناعته لكن متى جاء الامر قرآنا وسنة وقف وترك كل شيء تلك الصلابة الى ليونة وانقياد سلس لانه ربى نفسه رضي الله عنه. على هذا المبدأ العظيم اي مبدأ مبدأ الانقياد هذا والاقتداء وينبغي الوقوف. يا اخوة هذا معنى الاسلام. ليس معنى الاسلام ان تأخذي من الدين ما اعجبك وتترك ما لم اوافق هواك ليس معنى السنة ان تأخذ منها ما تحب. ويعجبك ويناسبك. ثم اذا ما اعجبك منها شيء تركته قلت هي سنة ليس هكذا الاقتداء والاقتصار على التسليم والاخذ به وتربية النفوس عليه منهج كبير عظيم. وتربى النفوس عليه بهذا المعنى لا عمر ولا ابن عمر ولا ابو بكر ولا ابن مسعود ولا انس ولا ابو هريرة ولا غيرهم جميعا. رضي الله عنهم ما كانوا يعيشون الا هذا المنهج في حياء حتى المواقف التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد حملهم فيها على امر فانما يلجأ الى هذا المنهج لعلمه صلى الله عليه وسلم انهم لا يتباطؤون في ذي الحديبية في الحديبية في الصلح لما جاءوا محرمين ومنعتهم قريش من دخول مكة امرهم عليه الصلاة والسلام بالتحلل من الاحرام. كيف نتحلل وما دخلنا الحرم وما اعتمرنا ولا طفنا ولا سعينا امرهم ان يتحللوا وكانوا محصرين وان ينحروا هديهم وان يرجعوا المدينة ثم سيعودون للعمرة من العام القادم على مقتضى شروط الصلح مع قريش تباطأ الصحابة شق على نفوسهم عز عليهم خصوصا المهاجرون منهم من تركوا مكة وقلوبهم تحن شوقا الى ديارهم بل الى بيت الا قبل بيوتهم ولما جاء الوقت ووصلوا حد الحرم تمنعهم قريش ظلما وعدوانا واشرا وبطرا لما امرهم ان يتحللوا شق عليهم ولا والله ما يرفضون لنبيهم امرا صلى الله عليه وسلم. لكنها النفوس البشرية. فلما وجد في نفسه عليه الصلاة والسلام دلته امه اسامة رضي الله عنها على ما علمته من شأن اصحابه. قالت اخرج اليهم فاحلق رأسك امامهم كانت تعلم انهم اذا ابصروه يفعل شيئا والله ما يتأخرون. وهكذا كان خرج فحلق رأسه امامهم عليه الصلاة والسلام. فاذا بهم يتبادرون يتسابقون. يقول حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما اتفقوا يحلقون لبعضهم انتهى كل شيء حتى المواقف الطبيعية البشرية التي يمر بها الانسان في حزن في ردة فعل في ضيق في مصيبة في كربة كانوا يحتكمون فيها الى المنهج نبوي هو منهج يا كرام نعيش عليه في الحياة نربي عليه نفوسنا واجيالنا واهل بيوتنا بل نربي عليه الامة المسلمة في مجتمعاتها كافة ان المنهج النبوي ينبغي ان يكون اقتداء يصلي بذي الحليفة امير المؤمنين عمر رضي الله وعنه ركعتين ويقول اصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع وعن علي رضي الله عنه حين قرن فقال له عثمان رضي الله عنه ترى اني انهى الناس عنه وتفعله قال لم اكن ادع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول احد من الناس. في خلافة عثمان رضي الله عنه حدثت هذه المسألة وكانت محل خلاف بين الصحابة نهى عثمان رضي الله عنه عن المتعة يعني عن التمتع في الحج. وانه لا يحرم احد بعمرة متمتعا بها الى الحج. لمسألة الكلام فيها عند الفقهاء ليس هذا موضعها. لكن بعض الصحابة الكبار كعلي هنا رضي الله عنه قرن يعني جمع في احرامه بين الحج والعمرة فقال له عثمان وهو امير المؤمنين وخليفة المسلمين ترى اني انهى الناس عنه وتفعله؟ يعني ما مثلك يا علي ينبغي ان يتعمد المخالف لفت وانت تراني اميرا للمؤمنين وخليفة المسلمين وانت اولى من يقتدى به فينظر الناس اليك. وعليك ان تكون اولاهم واولهم في مسألة الامتثال لامر الخليفة. فيقول علي رضي الله عنه لم اكن ادع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول احد من الناس كانه يقول اما احترامك وتقديرك وسمعك وطاعتك فهذه محفوظة موفورة لا اخرمها ولا انقص منها شيئا. لكن متى صار الامر الى ان اقدم قول احد خليفة كان او ابا او معلما او شيخا او استاذا او محترما ان اقدمه على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا هذا الذي لا يقبله هو ايضا منهج للموازنة. انه لا ينبغي تقديم قول احد كائنا من كان على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا جزء من دلالة الاية الكريمة. يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله لا تقدم شيئا لا امرا ولا نهيا ولا عملا ولا خبرا لا تقدم بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم وعنه رضي الله عنه الا اني لست بنبي ولا يوحى الي ولكن اعمل بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه سلم ما استطعت. الا اني لست بنبي. يقول امير المؤمنين علي رضي الله عنه. ولا يوحى الي. يعني لم انل شرف النبوة. ولا العصمة ولا نزل علي الوحي لكن ان حرمت هذا الشرف لان الله ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم. فيبقى لي ولك شرف اخر نتنافس فيه. ليست النبوة فلن يؤتاها احد بعده عليه الصلاة والسلام. لكن تدري ما الشرف الحقيقي الذي تنال به وراثة مناصب النبوة قال ولكن اعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت عش على هذا عش على هذا عملا بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت ثم والله لا عليك ان تبالي متى تموت اين تموت بل عليك ان تفخر بانك ان مت هذه الميتة فانت والله على خير وانت على فضل واجر عظيم. بل انت موعود بامر كريم. وكرامة عند رب عظيم اذا اقبلت عليه. قال ولا لكن اعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت. فاذا اجتهدت في حياتك عبد الله على العمل بكتاب الله تطبيق سنة نبيه عليه الصلاة والسلام في كل ما تستطيع ثم انت معذور فيما شق عليك وما تعذر عليك وما لم تستطعه فلا يكلف الله نفسا الا وسعها واتقوا الله ما استطعتم. هذا كله لا يدخله حرج. فما استطعت تفعله. وما عجزت عنه او شق عليك او لحقك به ظرر فان الشريعة تدفع ذلك عنك. عش على هذا فانك على خير عظيم وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة هي تماما كعبارة الحسن البصري رحمه الله الله الانفة قبل قليل لما قال عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة. وسيأتينا لابي ابن كعب كعبارة ابن مسعود هذه. يقول القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة. القصد معناها التوسط والتقلل والاعتدال الاخذ بقدر معتدل من السنة خير من اضعافه اجتهادا وبذلا وعناء ان كان في غير بل كان على البدعة هذا المعنى هو معنى صحيح لما يذكر هنا عن ابن مسعود وسيأتي عن ابي ابن كعب وسبق عن الحسن البصري ويروى مرفوعا ولا يصح لكنه وفق القواعد الشرعية المضطربة انه لا عبرة بالعمل كما تقدم ليست العبرة في العمل بالكثرة ليست العبرة في العبادة بكثرتها ولا بعددها بل بموافقتها لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة وقال ابن عمر صلاة السفر ركعتان من خالف السنة كفر صلاة السفر ركعتان هذا ايضا يساق في النقاش الفقهي بين الفقهاء. هل صلاة القصر؟ هل القصر في صلاة السفر واجبة؟ لا يجوز مخالفة ومن زاد عليها بطلت صلاته كما هو مذهب بعض اهل العلم ام هي رخصة ويجوز اتمام الصلاة في السفر؟ يقول صلاة السفر عتان يعني هكذا سن النبي صلى الله عليه وسلم ومثله ايضا ثبت عن عائشة رضي الله عنها ان الصلاة اول ما فرضت ركعتان قالت فاقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر. فصلاة السفر ركعتان يعني الرباعية فالظهر والعصر والعشاء تصلى ركعتين. والفجر على اصلها ركعتان. ويبقى المغرب على ثلاث ركعات. صلاة السفر ركعتان من خالف السنة كفر لا تظن انه يقصد انه من لم يقصر في الصلاة كفر لا يقصد المخالفة يعني الرفظ لسنة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان رفظ السنة عدوان عليها والاعتداء على السنة كفر والعياذ بالله رفظ السنة جحدها اي باء العمل بها ردها لهوى كل ذلك غير مقبول في الشريعة وعبارته رضي الله عنه محمولة على التشديد في مسألة العناية بالسنة والاخذ بها. وعدم جواز رفضها او عدم قبولها لاي سبب كان ان ثبت عند المسلمين انها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابي ابن كعب عليكم بالسبيل والسنة فانهما على الارض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله في ففاضت عيناه من خشية ربه فيعذبه الله ابدا. يقول عليكم بالسبيل والسنة عموما طنبيل الطريق ماذا يقصد به الاسلام عموما طريق الاسلام عليكم بالسبيل والسنة عليكم بطريق الاسلام جملة وتفصيلا فرضا ونفلا عبادات واخلاق في كل جوانب الحياة. والسنة لانها معيار ذلك وميزانه. قال فانهما على الارض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه ففاضت عيناه من خشية ربه فيعذبه الله ابدا. هذا ضمان والعبارة لابي ابن كعب رضي الله عنه في السياق مما يذكر فيه الوعيد او الوعد او الاجر او العقاب. ما لم يكن عن اجتهاد فهو في حكم المرفوع كما يقرره اهل العلم. نعم وما على الارض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه. فاقشعر جلده من خشية الله الا كان مثل الا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي اذ اصابتها ريح شديدة عنها ورقها الا حط الله عنها خطاياه كما تحادت كما تحات عن الشجرة ورقها. ارأيت الشجرة اليابسة التي جفت اوراقها فانها لادنى حركة اذا هزتها ريح سقطت اوراقها. يقول هذا مثل العبد اذا وفقه الله للزوم السبيل والسنة الاسلام والهداية فانه متى ذكر الله فاقشعر جلده من خشية الله كان كمثل تلك الشجرة تكون خشية الله تحط عنه خطاياه فلا يبقى منه شيء وانما كانت خشية الله في قلبه بهذه المثابة لانه على السبيل والسنة فان فان اقتصادا في سبيل فان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف في خلاف سبيل وسنة وموافقة بدعته. هذه كعبارة ابن مسعود السابقة القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة وهنا يقول ابي رضي الله عنه فان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة وموافقة بدعة وانظروا ان يكون عملكم ان كان اجتهادا واقتصادا ان يكون على منهاج الانبياء وسنته. نعم هذا المعيار. هذه العبرة ليست بالكثرة ولا بالقلة هي بالموافقة لمنهج الانبياء والرسل عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وكتب بعض عمال عمر بن عبدالعزيز الى عمر بحال بلده وكثرة لصوصه هل يأخذهم بالظن هل يأخذهم بالظنة او يحملهم على البينة؟ وما جرت عليه السنة فكتب اليه عمر خذ بالبينة وما جرت عليه السنة. فان لم يصلحهم الحق فلا اصلحهم الله كتب بعض عمال عمر بن عبدالعزيز الى عمر بحال بلده. هذا ايضا اشارة الى بعض ولاة امير المؤمنين عمر قالوا له يحيى الغساني كتب اليه يشكو حال البلد وقد كان اميرا على الموصل في العراق وشكى اليه بعض احوال اهل البلد فكتب اليه بشأن ما غلب على اهل بلده في الموصل من الجرأة على حرمة الاموال والتهاون في السرقة وانه اعياه ظبط الناس هناك واراد ان يردعهم وان يعمد الى اسلوب فيه من الزجر وفيه من الحزم ما يمكن ان يسد هذا الباب من الشر والفساد الذي تمادوا فيه. كتب اليه يصف حال بلده وكثرة لصوصه هل يأخذهم بالظنة؟ يعني بمجرد التهمة ليكون هذا من باب الردع والحزم. هل يكفي مجرد التهمة فتعاقب ننكل حتى يرتدع الناس ويكفون عن الحرام وعن السرقات وعن التلصص او يحملهم على البينة وما جرت عليه السنة الان هذا حاكم هذا امير. يريد ان يصلح فساد بلد. تجرأوا فيه على السرقة واللصوصية. فقال هل يكفي بمجرد التهمة ان اردعهم بحيث كل من اتهمته وظننت به اخذته فعاقبته ونكلت به. وبالتالي ستنحسم ابواب الفساد او سألجأ الى المحاكمة بالبينة كما هي السنة يعني لابد من اثباتها بشهادة وقرائن واثباتات والا فلا طبعا هو لو اخذ بالاول كان اضبط لمجتمع يراه متفلتا ولو اخذ بالثاني سيطول به الامد. قال عمر خذهم بالبينة وما جرت عليه السنة يعني ولو كان ذلك ابعد في استصلاحهم ثم قال فان من لم يصلحهم الحق فلا اصلحهم الله الاخذ بالسنة منهج اصلاح في المجتمعات المسلمة ولا يظن ان طريقة او منهجا يمكن ان يصلح المجتمعات المسلمة ويكف فسادها ويستصلح ما فيها من وافات اعظم من حملهم على السنن وبث المنهج النبوي ونشره وبثه في المجتمعات فانه والله اصلح قال ان لم يصلحهم الحق فلا اصلحهم الله. لا يزال في الفصل بقية ناتي عليه ان شاء الله في مجلس ليلة الجمعة المقبلة. كما ان انه لا يزال في الليلة ويوم الجمعة غدا مزيد متسع لمزيد من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. رسول الحب في ذكراك قربى وتحت لواك اطواق النجاة عتيد. تلك صلاة ربك ما تجلى ضياء واعتلى صوت الهدى فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا صالحا متقبلا وشفاء من كل داء يا رب العالمين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهد ضالنا وتقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك تحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك يا رب العالمين. اللهم احينا على الاسلام والسنة وامتنا على الاسلام وثبت اقدامنا على الاسلام والسنة واحشرنا في زمرة صاحب السنة صلى الله عليه وسلم. وارزقنا يا رب شفاعته وردنا حوضه واكرمنا بلحاقه في الرفيق الاعلى يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين