بسم الله الرحمن الرحيم. حمدا لله المبدئ المعيد. الفعال لما يريد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. سبحانه عز من اله وجل من رب معبود كريم دينه ومظهره على الدين كله ولو كره المشركون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم الحساب يثقل بها الميزان وتبيض بها الصحائف وترتفع بها الدرجات على رسول الله كلما قال المصلي في صلاته السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. سلاما يتكرر رسول الله صلى الله عليه وسلم على لسان كل مسلم ومسلمة في كل صلاة فرض ونافلة. سلاما محفوفا بصلاة زكية طيبة عطرة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وخصوصا بمثل هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة. وربنا عز وجل قد ندب اهل الايمان الى الصلاة والسلام على رسول الله فقال يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فيا كل مؤمن اطع ربك وصل وسلم على نبيك صلى الله عليه واله وسلم. هذه ليلة الجمعة ايها المباركون يا من تحب محمدا اعليه تبخل بالصلاة مقياس حبك ذكره حتى تفيض به الشفاء يا رب صل على الذي رد الحياة الى الحياة. فصلاة الله وسلامه الاتمان المباركان على رسول الامة هو نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه. ليلة الجمعة نحن مندوبون فيها. الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه صلوات الله وسلامه عليه. وقد قال بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيه فان صلاتكم معروضة علي فالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة عمل شريف وطاعة مباركة وما مجلسنا هذا ايها الكرام الا مجلس نستكثر فيه من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. نستكثر صلاة وسلاما عليه ونحن نتصفح شمائله ونحن نقرأ اخباره ونحن نطلع على عظيم قدره وشريف منزلته وما خصه الله تعالى به ما نحن فيه ايها الكرام زيادة ايمان ما نحن فيه غرس لعرى وثائق الدين في قلوب المؤمنين في معرفة حق الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم وصولا الى تعظيمه الى محبته الى رفع راية سنته الى سلوك سبيله الى الثبات على دينه وملته الى الشرف بالانتساب الى امته صلى الله عليه واله وسلم ما يزال مجلسنا هذا في كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. للامام القاضي عياض ابن موسى رحمة الله عليه وما زلنا في فصول ثاني اقسام الكتاب. وقد بدأ المصنف في ذكر تلك الاوصاف والخصائل والسمات التي كان له بها عليه الصلاة والسلام عظيم الشرف. ورفيع القدر عند ربه سبحانه وتعالى. اعلى الله مكانته ورفع منزلته وبين للامة هذا الشرف من اجل ان تحله في القلوب عليه الصلاة والسلام محله اللائق به من المحبة والتقدير والاعزاز والوفاء. مضى في فصل سبق كيف انه عليه الصلاة والسلام فيما جبل عليه البشر من الطعام والمنام كان قليل الحظ في هذا الباب. لان الكمال البشري في قلة مثل هذه الاوصاف. قلة المنام نوع من العالية والنشاط وشرف النفس في السعي لمصالح الحياة. قلة الطعام دلالة على علو الهمة. ايضا وكرامة النفس لانها لا تركنوا الى شهوات البطون ولا تغرقوا فيها حد الاذان قلة الطعام والمنام كان لونا من الشرف ورفيع القدر وجميل الوصف لرسول الله عليه الصلاة والسلام نشرع الليلة ايها الاحبة في فصل اخر. المدح فيه بكثرته لا بقلته. والوصف الجليل لرسول الله عليه الصلاة والسلام هو عظيم حظه من تلك الاوصاف وفصل اخر فيما كان لا يضطرد فيه المدح بكثرة ولا بقلة انما هو بحسب ما للانسان فيه من حظ او نصيب. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل فيما التمدح بكثرته والضرب الثاني هو ما يتفق التمدح بكثرته. والفخر بوفوره كالنكاح والجاه. هذان امران ما يزال عند الناس في عرفهم مستقرا انه كل من اعطي في هذا الباب حظا اكبر كان له من الثناء نصيب اوفى ما هو قال النكاح والجاه؟ اما الجاه فسيأتي في ذكر مال الانسان من منزلة من شرف من حسب من مكانة رفيعة من سمعة طيبة هذا هو الجاه. وكلما اتسع جاه الانسان كان دليلا على عظيم قدره ورفيع منزلته قال وكذلك النكاح فان التوسع فيه ايضا دلالة على ما يمدح به الانسان وسيرد لكم طرفا من اثار ونصوص ومعان في هذا الباب. نعم. كالنكاح والجاه. فاما النكاح فمتفق فيه شرعا وعادة. فانه دليل ما لي وصحة الذكورية. ولم يزل التفاخر بكثرته عادة معروفة. والتمادح به سيرة ماضية. واما في الشرع فسنة مأثورة. وقد قال ابن عباس افضل هذه الامة اكثرها نساء. مشيرا اليه صلى الله عليه وسلم. نعم اخرج البخاري رحمه الله في الصحيح اثر ابن عباس رضي الله عنهما هذا وهو يقول افضل هذه الامة اكثرها نساء اليه صلى الله عليه وسلم والمقصد ها هنا الالماح الى عبارة ابن عباس لانه يمكن ان تقول اما كان شيء زاد فيه النبي عليه الصلاة والسلام على امته سوى النكاح؟ الجواب بلى. كان الامة عبادا كان اكثرها قرآنا كان اكثرها صياما عليه الصلاة والسلام كان اكثرها تقوى لله وبرا للطاعة وخشية الله ومعرفة عظيم قدر الله. كل ذلك ثابت له عليه الصلاة والسلام. ففي اثر ابن عباس رضي الله عنهما الماحة الى هذا النوع من التفاخر وانه عندما يمدح احد فان هذا من نواحي المدح فيه. قال افضل هذه الامة اكثرها نساء يقصده عليه الصلاة والسلام. اذا هذا يدل على قناعة وعرف جرى واستقر عند الناس ان التوسل وقع في النكاح مما يمدح فيه صاحبه. سواء بتعدد الزوجات او كان في الحرص على التبكير في النكاح. وعدم التأخر عنه او ديمومة النكاح والا يبقى فترة من فترات حياته في عزوبة بلا نكاح عندما يكون طلاق او وفاة ونحو ذلك هذا ما يقصده المصنف رحمه الله بالسعة في هذا المعنى وما لنبينا عليه الصلاة والسلام من حظ كبير في هذا المعنى فاذ ينال فيه مدحا نال فيه القدح المعلى صلوات الله وسلامه عليه وقد قال عليه السلام تناكحوا تناسلوا فاني مباه بكم الامم يوم القيامة. مباه بكم الامم يعني مفاخر من المباهاة وهي المفاخرة. الحديث بهذا اللفظ ضعيف السند وفيه ضعف ذكره اهل العلم. لكنه فيما صححه عدد من اهل العلم قوله عليه الصلاة والسلام تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم. فالمعنى ثابت اذا حثوا على النكاح هذا ثابت شرعا. بل قال الله عز وجل عن انبيائه عليهم السلام. ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية. فانظر كيف مدح الانبياء عليهم السلام بالزوجات والذريات. فلو كان غير مدح ان ما سيق لهم مساق الكرم والفخر والثناء عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. اذا فمستقر شرعا يا كرام. حث الاسلام على النكاح والترغيب فيه والنصوص في هذا كثيرة وفيرة. فاي امر جاء الترغيب فيه شرعا فان الاقبال عليه دلالة على تحقيق المقصود الشرعي اولا. وعلى اصابة مراد الله عز وجل ثانيا. وعلى كون صاحبه يتحقق فيه المدح لانه اصاب شيئا حث الشرع عليه. قال تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم صلوات الله وسلامه عليه. نعم ونهى عن التبتل مع ما فيه من قمع الشهوة وغض البصر الذين نبه عليهما صلى الله عليه وسلم بقوله من كان ذا قول فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج حتى لم يره العلماء مما يقدح في الزهد مع حث الشريعة على النكاح جاء النهي عن التبتل ما التبتل ما التبتل التبتل الانقطاع الانقطاع عن الدنيا والنساء يعني العزوف عن النكاح والاقبال على العبادة بمعزل عن الزواج والنكاح. الان اليس التبتل بهذا المعنى هو امعان في العبودية لله والتقرب لله والتقلل من مشاغل الحياة بلا زوجة وبلا اولاد؟ بلى. ومع ذلك نهى الشرع عنه. لتفهم ان النكاح شرعي عظيم ما اذن النبي عليه الصلاة والسلام وقد استأذن بعض الصحابة ان يختصي فنهى عن التبتل قال ولو اذن له لاختصينا. ما اذن عليه الصلاة والسلام. ولما جاء بعض الصحابة وسألوا عن هديه في العبادة ووجد يجعل حياته بين حظ الدنيا وحظ الاخرة قالوا هذا رسول الله وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فحملتهم همم عالية على مزيد من الطاعة والاقبال على العبادة. فقال احدهم اما انا فلا اتزوج النساء يريد الاجتهاد في العبادة. يريد الاقبال وعدم الانشغال بشيء من صوارف الحياة. فجاء التوجيه النبوي الكريم قال فمن رغب عن سنتي فليس مني فالنكاح سنن الانبياء والمرسلين. وهدي سيد الانبياء والمرسلين عليهم جميعا افضل الصلاة واتم التسليم. نهى عن وامر بالنكاح فلما نهى عن التبتل وامر بالنكاح ذكر فائدتين عظيمتين للنكاح قال فانه اغض مصر واحصن للفرج مع ان في التبتل قمعا للشهوة كما قال المصنف. لكن الشرع لا يريد اجتثاث الشهوة بل يريد ضبطها استمتاع المسلم بها بالحلال كما اراد الله عز وجل. وجعل النكاح سبيلا الى قمع تلك النزوات. غض البصر تحصين الفرج يتحصل بالنكاح. قال في الحديث من كان ذا طور فليتزوج ذا سعة وقدرة ونفقة ومال فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج. وحديث الصحيحين لفظه يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج. قال ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. بقيت ها هنا جملة قال المصنف رحمه الله حتى لم يره العلماء مما يقدح في الزهد بمعنى ان من اقبل على النكاح هل يعد هذا اقلالا من الزهد في الحياة. السؤال بمعنى اخر هل الزهد مناف للنكاح والتوسع فيه؟ ما الزهد الزهد التقلل من الدنيا التقشف في العيش قلة الطعام والشراب وعدم الاعتناء بالاموال والتجارات ولا التوسع في الحياة الزهد عزوف عن الدنيا استقلال منها رغبة عنها الى الاخرة. فهل النكاح يناقض الزهد او ينافيه؟ قال ابدا بل ان علماء الاسلام لم يروا في النكاح شيئا يقدح في الزهد بمعنى ان ازهد الزهاد واعظم العباد يتوسعون في باب النكاح فيكون لاحدهم الزوجات والايماء والسراري كل ذلك دلالة على ان الدخول في هذا الباب ليس من الاغراق في الحياة الذي ينافي الزهد ولا ادل على ذلك من امام الزهاد وسيد العباد صلوات الله وسلامه عليه. فقد وسع له في باب واوتي ما لم يؤت احدا من احد من الامة. ولم يكن عليه الصلاة والسلام كما يعلم كل مسلم لم يكن بالذي يركن الى الدنيا ولا المستغرق في شهواتها ولذائذها ومتاعها. فاذا يريد المصنف رحمه الله ان يقول ان الشرع حث على ونهى عن التبتل وجعل النكاح طريقا شرعيا يحفظ للمرء فطرته التي خلقه الله عليها. وفي قابل فليس من الاغراق في الحياة. ولا المناقضة للزهد الذي حثت الشريعة عليه. وسيسرد الان جملا من عبارات سلف للدلالة على هذا المعنى قال سهل ابن عبد الله قد حببنا الى سيد المرسلين. فكيف يزهد فيهن؟ ونحوه لابن عيينة. قد حببنا الى سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام من هن النساء ما الدليل حبب الي من دنياكم النساء والطيب سيأتي بعد قليل. قال حببن الى سيد المرسلين. فكيف يزهد فيهن؟ شيء محبوب او حبب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام ووسع له فيه. اتظن ان سلوك طريقه يناقض الزهد الذي عاش عليه امام الزهاد صلوات الله وسلامه عليه. بل اسمع الى عبارات السلف واحوالهم في هذا الباب يدلك على ان الزهد ابدا انما هو في سلوك هذا الطريق والمشي فيه. نعم. وقد كان زهاد الصحابة كثيري الزوجات والسراري كثيري النكاح جمع سرية هي الامة الجارية وكلكم يعلم ان الله عز وجل لما خلق الانسان وجعل في داخله غريزة النكاح وشهوة الفرج جعل ذلك من فطر الخليقة والسعي في تحصيلها فطرة. فالبحث عن شهوة النكاح تماما كما هو البحث عن شهوة الطعام والشراب يسعى اليها الانسان لانه جبل هكذا. ولا يعزف عن ذلك الا من كان على خلاف الفطرة. فاذا سعى الانسان في تحصيل امر فطر عليه لن يكون ذلك مخالفا لشريعة الله. انما فتح الاسلام بابا واحدا فقط هو النكاح. وبه الشهوة الحلال. والباب له هي الجواري. التسري بهن. والوطء بملك اليمين. قال الله عز وجل في موضعين من كتابه. والذين هم لفروجهم هم حافظون يقصد اهل الايمان الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم هذان بابان للشهوة الحلال لا ثالث لهما الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم الزوجات معروف حكمه. وملك اليمين المقصود به الجواري يطأه ان السيد بملك اليمين. فاذا كان النكاح محدودا باربع نسوة فان التسري والوطأ بملك اليمين ليس له عدد قال الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك من تجاوز النكاح والوطأ بملك اليمين فقد تجاوز الحد. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. هذا تعدي لحدود الله وسواء كان بالزنا او باللواط او بالاستمناء باليد ونحو ذلك من استفراغ الشهوة بغير الطريقين اللذين ذكرهما القرآن كل هذا تأصيل لهذا الباب الشرعي في الاسلام. فقد كان عليه الصلاة والسلام ويبين لامته هذا الباب وجعل هذا النكاح بابا فجاء زهاد الصحابة كما قال المصنف كثير الزوجات والسراري كثير النكاح مع انهم زهاد وكان حالهم في الحياة رغبة وعزوفا وانصرافا فلن تفسر اقبالهم على النكاح الا اتيان لهذا الباب عظيم في الاسلام فهو عبادة وتحصين وغض للبصر وتحقيق لمصالح ومقاصد عظيمة جدا في الاسلام. فاذا ليس منافاة للزهد واسمع ايضا الى بعض اخبارهم وحكي في ذلك عن علي والحسن وابن عمر وغيرهم غير شيء حكي عن علي والحسن وابن عمر وغيرهم غير شيء اوجز المصنف رحمه الله وما اثر عن هؤلاء. علي ابن ابي طالب امير المؤمنين رضي الله عنه. وابنه الحسن بن علي رضي الله عنهما وابن عمر رضي الله عنهما فانهم كانوا ممن توسع في النكاح. واستكثر من النساء ولهم من الجواري غير الزوجات عدد كثير ولهم من الذرية ايضا عدد كبير. نعم عاش علي بن ابي طالب رضي الله عنه زوجا لفاطمة الزهراء بنت سيد الانبياء وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنها. عاش معها طيلة حياتها. ما تزوج عليها اخرى قط فلما لحقت بالرفيق الاعلى وادركت اباها عليه الصلاة والسلام بعد وفاته بستة اشهر تزوج علي رضي الله عنه واتسع له ابو النكاح وتزوج عددا غير قليل من النساء ورزق عددا كبيرا من الذرية رضي الله عنه وكذلك الشأن في ابنه الحسن وابن عمر وكثير من الصحابة والتابعين الملفت للنظر انهم جميعا ترى في احوالهم شدة الزهد والتقشف في العبادة والتقلل في الحياة في ظهر لك ان التوسع في النكاح لم يكن منافيا في فقههم وعلمهم وسيرتهم لم يكن كن منافيا للزهد الذي عاشوه رضي الله عنهم اجمعين وقد كره غير واحد ان يلقى الله عزبا. عزبا يعني بلا زوجة. بل ان بعض السلف كان حتى اذا بلغ به الكبر ومرض وماتت زوجته يطلب النكاح يرجو بذلك ان يبقى ولو بقي له ثلاثة ايام من حياته ان يكون على زواج. الرغبة في ذلك اقتنان بالسنة ليس بحثا عن الشهوة واحد قد بلغ من الكبر عتيا. لكنه هذا الباب العظيم كما اسلفت قبل قليل فان قلت كيف يكون النكاح وكثرته من الفضائل؟ وهذا يحيى ابن زكريا عليه السلام قد اثنى الله تعالى عليه انه كان فكيف يثني الله بالعجز عما تعده فضيلة وهذا عيسى ابن مريم عليه السلام تبتل من تبتل من النساء. ولو كان كما قررته لنكح. نعم. يريد ها هنا ان يعرض اشكالا هل النكاح فضيلة؟ قلتم قبل قليل نعم. يقول فان كان النكاح فضيلة. فكيف مدح الله بعض انبيائه؟ وهم يحيى عليه السلام وعيسى عليه السلام كيف مدحهم الله واثنى عليهم بترك النكاح ماذا قال في يحيى عليه السلام؟ قال وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. حصورا في عبارة كثير من المفسرين انه الممتنع عن الزواج العاجز عن النكاح. الحصور الممتنع الذي لا يقوى على النكاح. اما لعجز في خلقته وليس لهما للرجال من شهوة ورغبة في النساء او لضعف فيه يقول ان كان هذا مدحا فهل يمدح الانبياء بخلافه وهل يكون عجزا في الانبياء ويذكره الله مقام المدح والثناء وعيسى عليه السلام يذكر انه كان متبتلا فما تزوج فما الجواب؟ يقول ان كان النكاح فضيلا فهذا يحيى عليه السلام اثنى الله عليه انه كان حصورا فهل يعد العجز منقبة وثناء وهذا عيسى عليه السلام تبتل ولو كان النكاح فضيلة لنكح الانبياء عليهم السلام. الجواب عن هذا شيئان. الاول ان شأن الانبياء عليهم السلام في الجملة هو النكاح. والدليل اية الرعد ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذريات فشأن الانبياء عليهم السلام في الجملة هو النكاح واتيانه وما شرعه الله تعالى لهم فيه. اما الجواب الاخر فهو التفصيل بشأن ما ذكر عن يحيى عليه السلام وعن عيسى عليه السلام الان فيما سيريده المصنف رحمه الله. نعم فاعلم ان ثناء الله تعالى على يحيى عليه السلام بانه حصور ليس ليس كما قال بعضهم. انه كان هيوبا هيوبا يعني جبان في النكاح ضعيف لا يقوى على ما يقوى عليه الرجال. يقول ليس كما قال بعض مفسرين ان معنى حصورا يعني كان هيوبا يتهيب النكاح ويجبن عنه. نعم او لا ذكر له بل قد انكر هذا حذاق المفسرين ونقاد العلماء وقالوا هذه نقيصة وعيب ولا تليق بالانبياء وانه وانما معناه انه معصوم من الذنوب. اي لا يأتيها كانه حصر عنها وقيل مانع نفسه من الشهوات. وقيل ليست له شهوة في النساء. يا احبة اثر عن الصحابة ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وعن بعض ائمة التابعين كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ان الذي لا يأتي النساء هو تفسير معنى حصورا وسيدا وحصورا. فسروا حصورا بانه الذي لا يأتي النساء فالسؤال هل هو عدم اتيان النساء لعجز وضعف ام لامتناع وتملك للشهوة مع القدرة عليها هذان طريقان فما الذي مدح به يحيى عليه السلام؟ ذكر هذا المعنى في كتب التفسير وذكر الاخر يقول الامام الطبري رحمه الله حصور بمعنى ممتنع من جماع النساء. يقول الطبري من قولهم حصر فلان في قراءتي اذا امتنع من القراءة فلم يقدر عليها. وكذلك حصر العدو حبسهم الناس ومنعهم اياهم من التصرف اذا كلمة حصورة جاءت من الفعل حصر وحصر وهو المنع فاذا كان هذا هو المنع فان المقصود ان يحيى عليه السلام كان ممنوعا من النكاح. طيب ممنوعا من النكاح لعجز وضعف وعدم بقدرة او لا ذكر له كما قال بعضهم ام هو القدرة على النكاح مع الامتناع؟ يقول ابن كثير رحمه الله تعالى انه مدح يحيى عليه السلام بانه حصور ليس انه لا يأتي النساء بل معناه انه معصوم عن الفواحش والقاذورات. ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال. وغشيانهن وايلادهن. يقول ابن كثير بل قد يفهم وجود النسل له من دعاء زكريا عليه السلام قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة. كيف؟ لن تكون الذرية الا اذا ويحيى هو ولد زكريا عليه السلام. فاستجاب الله دعاء زكريا فيلزم من ذلك فهما ان تستمر سلالة زكريا عليه ولا يكون ذلك الا بالولادة ليحيى وان يكون له نسل. قال رحمه الله كانه قال ربي هب لي من لدنك ولدا له ذرية ونسل وعقب والله اعلم. الامام القرطبي ايضا رحمه الله اورد كلام المفسرين ثم فقال ذكر معنى انه لا يأتي النساء للعجز خلقة وذكر معنى انه ينكف عن النساء مع القدرة. قال وهذا اصح لوجهين. الاول انه مدح وثناء على يحيى عليه السلام. والثناء انما يكون عن الفعل المكتسب دون الجبلة في الغالب ثانيا ان فعولي التي هي وزن حصور تأتي في اللغة من صنع الفاعلين فالمعنى انه يحصر نفسه ولم يحصر فاذا كان يحصر نفسه فالمعنى عن الشهوات. ومن اجل ذلك قال القاضي عياض. قيل معناه معصوم من الذنوب. فحملوا معنا ليس على الامتناع عن النكاح بل الامتناع عن المعاصي والشهوات وقيلمان عن نفسه من الشهوة وقيل ليست له شهوة في النساء نعم فقد بان لك من هذا ان عدم القدرة على النكاح نقص. وانما الفضل في كونها موجودة. ثم قمعها اما بمجاهدة كعيسى عليه السلام او بكفاية من الله كيحيى عليه السلام. فضيلة زائدة لكونها شاغلة في كثير الاوقات. حاطت الى الدنيا ثم هي حق ثم هي في حق من اقدر عليها وملكها وقام بالواجب فيها ولم تشغله عن ربه درجة عليا وهي درجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المعدة هو يقول ان النكاح فضيلة افضل وابرك واولى من ترك النكاح. واستقرت على ذلك الادلة الشرعية اذا كان عيسى عليه السلام قد تملك نفسه بالشهوة وانقطع عن النكاح فهذا دلال على كمال نفس وقوة ارادة وصدق في الاقبال على الطاعة وعبادة الله. نعم او يكون مصروفا على النكاح كما في يحيى عليه السلام. يقول ايا كان فما كان فيه يحيى وعيسى عليهما السلام فهو فظل ودلالة على نوع من الكمال البشري. لانهم طوعوا شهواتهم وتملكوا انفسهم وقادوها نحو عبادة لله لا تصرفهم عن تلك صوارف الشهوات ولو بالحلال يقول اذا فهمت هذا فافهم ان من اوتي الشهوة وتملكها ثم استعملها في المباح والحلال ومع ذلك استطاع الا تصرفه عن عبودية الله وطاعة الله كان افضل واعظم لانه جمع بين الامرين. بين تحصيل فضيلة النكاح وبين عدم جعلها شغلا ولا صارفا عن صدق الاقبال على الله وطاعته جل في علاه. يا جماعة كم كان لنبينا عليه الصلاة والسلام من الزوجات تسع عشر احدى عشرة نسوة وكان يطوف عليهن في الليلة الواحدة كما سيأتيكم بذلك الاحاديث. وربما جمع بين اكثر من زوجة يطوف عليها في الليلة الواحدة. تعددت النساء واتسع في النكاح الان اجبني كم مرة ترك قيام الليل بسبب الانشغال بالنساء ما في واحدنا بزوجة واحدة ولا يكاد يقوم خمس دقائق من الليل دل يا كرام على ان توسعه عليه الصلاة والسلام في النكاح باتساع في المباح وما احل الله ما كان ليشغله عن طاعة الله. بالله اليست درجة عليا هذه يا قوم لرسول الا عليه الصلاة والسلام عندما يوسع له في المباح والحلال ومع ذلك يضرب عليه الصلاة والسلام تحمل اوفر في طاعة الله وعبادة الله. والاجتهاد له يصوم نهارا ويقوم ليلا. فاي معنى اذا كان له في اتساع في امر النكاح وعدد الزوجات ابدا والله ليس الركون الى اللذائذ ولا الاستغراق في الشهوات ابدا. انما كان لمعنى اخر اخر ستأتي الاشارة اليه بعد قليل وتقدمت ايضا الماحة اليه. ما كان الا لمقاصد اعظم لامور اكبر مؤسف ان يكون النكاح في افهام بعض الناس هو شهوة وشهوة لا غير. النكاح امور عظيمة في شريعة الاسلام. بناء تربية ذرية رفع لراية الدين استكثار في الامة نوع من الجهاد في طاعة الله واستخلاف الامة في هذا الدين وعمارة الارض. النكاح رسالة سامية فوق انه استجابة بفطرة بشرية مغروزة في النفوس. فما كان من شأن يحيى عليه السلام. وعيسى عليه السلام كان فظا ولا شك. لكن ما كان عليه نبينا عليه الصلاة والسلام فضل اسمى ودرجة عظمى واكبر. ولهذا قال المصنف رحمه الله ثم هي يعني شهوة النكاح في حق من اقدر عليها وملكها وقام بالواجب فيها ولم تشغله عن ربه هي درجة عليا. وهي درجة محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم تشغله كثرتهن عن عبادة ربه بل زاده ذلك عبادة. عجيب والله يا قوم ثم هي همسة لان لا يبقى لاحدنا عذر اذا توانى عن الطاعة وقصر في العبادة الا نتعذر بانشغال بزوجات وباولاد ابدا والله ما كان هذا عذرا في حياة الصادقين في السير الى الله. بل ربما كان وجود النساء والزوجات والذرية عونا للعبد على طاعة الله. انما المسألة عائدة الى صدق ما يقوم بقلب الواحد منا في مسيره الكبير الى الله اه ففرق بين من يتخذ الزواج والنكاح والذرية والنساء من يتخذه متاعا يتوسع فيه يستغرق في افراط شهوة فعندئذ لن يصيب منه الا حظه مما قصد ومن جعل النكاح بابا اكبر كانت همته اعلى وهكذا. هذا شأن نبينا عليه الصلاة والسلام. ولما مدح بالكثرة فيه تفهم ما وجهه المدح وما بابه الذي وصل اليه صلى الله عليه واله وسلم. نعم وهي درجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم تشق لم تشغله كثرتهن عن عبادة ربه بل زاده ذلك عبادة لتحصينهن وقيامه بحقوقهن واكتسابه لهن وهدايته اياهن. بل صرح انها ليست من دنياه هو وان كانت من حضوض دنيا غيره. نعم انظر كيف توسعت له في التوسع في النكاح المقاصد العظيمة التي عليه الصلاة والسلام بالاكثار من الزوجات في النكاح. لان السم الذي نفثه بعض المستشرقين الحاقدين وتلقفه بعض ابناء المسلمين فيما قرأوا ودرسوا من كتب انه عليه الصلاة والسلام كان يتوسع في النكاح تلبية لشهوة وانه كان يرغب في ذلك ولم يعلم او علموا وكتموا حقدا وحسدا انه عليه الصلاة والسلام في نسائه اللاتي معهن نكاحه بهن ما نكح بكرا سوى عائشة رضي الله عنها. بالله عليكم اباحث عن الشهوة من يكثر الزواج ثم يكون زوجاته كلهن ثيبات ايبحث عن الشهوة في النكاح؟ من يتسع فيتزوج امرأة ذات ايتام؟ فيقول لها عيالك علي؟ ايتوسع في النكاح شهوة من يرغب في تنويع قبائل النساء فيتزوج القرشية والمخزومية ويتجوز ويتزوج عليه الصلاة والسلام الهلالية ويتزوج من مجموع القبائل اذا كانت مقاصد اكبر اتساعه عليه الصلاة والسلام. في الاتصال برحم من مجموعة قبائل كان توثيقا لعلاقات النبوة بامم العرب اتساعه في العدد كان يحقق معاني اخر عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال الامام السبكي رحمه الله تعالى السر باباحة اكثر من اربع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى اراد نقل بواطن الشريعة وظواهرها اراد نقل بواطن الشريعة وظواهرها وما يستحيا من ذكره وما لا يستحيى منه بامور البيت والزواج وامور الفراش. اتريد ان يخرج عليه الصلاة والسلام على المنبر ويجمع الصحابة فيقول لهم ليصنع احدكم كذا مع زوجته وليفعل كذا واذا حصل كذا فليفعل كذا. ما السبيل الاكرم والاليق بمكارم النبوة لنقل تفاصيل هذا الدين التي لا لا تكون الا تحت الستار وفي الخفاء. هو هذا الشأن عن طريق الزوجات. عندما يحصل لهن هذا فيسألن فيجبن او يرشدنا ويذللنا فيكون نقلا لبواطن الشريعة وخفائها. هذا النقل الدقيق تحصل بهذه الحكمة العظيمة الى ان قال الامام السبكي رحمه الله ولم يكن ذلك لشهوة منه في النكاح ولا كان يحب الوطأ للذة البشرية معاذ الله. وانما حبب اليه النساء لينقلن عنه ما يستحي هو من امعاني في التلفظ به فاحبهن لما فيهن من الاعانة على نقل الشريعة وسبحان الله وكم روت عائشة وام سلمة وغيرهما من امهات المؤمنين رضي الله عنهن اجمعين. كم نقلن خفايا ما حصل في امور الزوجية والفراش والنكاح وما يكون. ما هذا يا قوم؟ هذا حكمة الهية عظيمة. تنقل في احكام الشريعة ما لا يذكر على المنابر ولا في مجامع الرجال وامام الناس. هذه حكم عظيمة ليس هذا الا طرفا منها. لم يكن المقصود هنا الان ان نقرر شيئا من اجل ان نزداد ايمانا وقناعة بشأن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعظيم ما قدر الله له جل في علاه لكنه اخراس لافواه حاقدة. وتصحيح لافهام ايضا تشوهت وتشككت وترددت. نحن امة ليس لنا في شأن نبينا الا كل الشرف نرفع به الرؤوس عزا وفخرا. هذا نبي عظيم كريم. اعلى الله وقدره ورفع منزلته ونحن انما نتشرف بالانتساب الى امته وملته وبعثته ولسنا نرجو والله الا حشرة في زمرته يوم القيامة عليه الصلاة والسلام. فحق لنا اذا مع هذا الفخر والشرف الذي يحيط بنا في نبوته بنا بامته الصلاة والسلام حق لنا ان نكون اعظم معرفة وعلما وادراكا بشأنه العظيم عليه الصلاة والسلام. ومعرفة ما اتاه الله به وما خصه به من الحفاوة من الكرم من المنزلة الرفيعة ثم لا يبقى علينا مدخل لاحد يريد بنا سوءا او شماتة او اساءة نحن امة ليس في ديننا ولا في شريعتنا شيء نستحي من ذكره. فضلا عن ان يكون في شأن نبينا عليه الصلاة والسلام لا والله ليس فيه شيء يستحى بل ليس الا الفخر ورفع الرؤوس والشرف والاعتزاز. يبقى فقط ان تعلم مثل هذا الباب وان نتقن فيه الجواب وان نعرف ما الذي اتاه الله لرسوله عليه الصلاة والسلام؟ نعم بل صرح بل صرح انها ليست من حظوظ دنياه هو. وان كانت من حظوظ دنيا غيره دنيا غيره. دنيا غيره فقال صلى الله عليه وسلم حبب الي من دنياكم. لاحظ حتى لما اراد ان يشير الى وقوع الحب في قلبه. قال حبب الي من دنياكم فيريد ان يقول ليست ليست دنياه هو التي يعيشها عليه الصلاة والسلام. السؤال اليست حياتنا الدنيا التي هي قبل يوم القيامة اهي حياة الدنيا لكل البشر؟ وهي دنياه ايضا عليه الصلاة والسلام؟ بلى. لكنه يريد ان يلفت انظارنا الى معنى. دنيانا التي احب فيها ما نحب لاجل الدنيا ليست بابا يدخل هو منه الى الدنيا عليه الصلاة والسلام. حبب لاحظ لم يقل احب فاشار الى انه امر جعل في قلبه عليه الصلاة والسلام. هذه واحدة. والثانية انه قال من دنياكم. ولم يقل من دنياي. دنياه تدري ما هي؟ والله دنياه في البعثة والرسالة دنياه هم عظيم حمله على عاتقه فبلغ دين الله دنياه وحي يأتيه ليل نهار دنياه قيام ونصب يتعب فيه في مناجاة الله. دنياه هم اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور. دنياه ان اكون انا وانت اليوم مسلمين نقول اللهم صلي وسلم على رسول الله. هذه دنياه التي عاشها عليه الصلاة والسلام. فاذا قال الي من دنياكم فاعرف ان دنيانا والله لا تقاس بدنيا سيد الانبياء. دنياه شأن اخر حياة اخرى. نعم كان يأكل ويشرب وله زوجات ونساء لكنه والله ما سلك في طريق الحياة بلذائذها ومتعها كما نسلك نحن. نعم نحن نركن ونحن هنا نستلذ ونتعب ونستمتع بالحياة لكن ليس على النحو الذي عاشه عليه الصلاة والسلام. كل ذلك اختزل في الاشارة ضائعتي في لفظ بيانه الكبير وهو يقول حبب الي من دنياكم. نعم فدل على ان حبه لما ذكر من النساء والطيب الذين هما من امر دنيا غيره. واستعماله لذلك ليس لدنياه بل لاخرته للفوائد التي ذكرناها في التزويج. وللقاء الملائكة في الطيب. ولانه ايضا مما يحض على الجماع ويعين عليه ويحرك اسبابه. يقصد تتمة الحديث. حبب الي من دنياكم النساء والطيب. وجعلت قرة عيني في الصلاة فالمحبب اليه شيئان النساء في النكاح والطيب فقد مر معكم كثيرا كيف كان عليه الصلاة والسلام طيب البدن طيب مالريح والعرق طيب الكلام طيب المنظر حلو الهيئة طيب المجالسة طيب العشرة طابت حياته ظاهرا وباطنا صلوات الله وسلامه عليه وطابت حياتنا بذكره والصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه واله وسلم. يقول حبب الي من دنياكم فاشار المصنف الى ان حب النساء لما فيه من مقاصد النكاح والتزويج التي مضت الاشارة اليها. اما حب الطيب فلما فيه من العون على النكاح والجماع ولملاقاة الانبياء عليه الملاقاة ملاقاة الملائكة عليهم السلام. فان الملائكة ايضا خلق كريم من خلق الله فانما يستحب لهم طيب الروائح وطيب الاماكن وطيب الاحوال. فكذلك كان الشأن في استطابة بدني والريح لاجل هذا المعنى. وهذا مظمن في قوله عليه الصلاة والسلام لما امتنع عن اكل البصل فهاب بعض الصحابة ان يكون حراما فقال له كل فاني اناجي من لا تناجي. يعني انا اتكلم واحدث الملائكة وهذا لا يحصل لك فكم تهيب عليه الصلاة والسلام وتطيب لملاقاة الملائكة. فكان حرصه على الطيب ايضا ليس لذة جوية خالصة لكنها لمعان اخر جاءت اليها الاشارات في عدد من المعاني في النصوص. نعم. وكان حبه لهاتين الخصلتين لاجل يعني النساء والطيب وقمع شهوته وكان حبه الحقيقي المختص بذاته المختص بذاته في مشاهدة جبروت مولاه ومناجاة ولذلك ميز بين الحبين وفصل بين الحالين فقال وجعلت قرة عيني في الصلاة عجيب. تأمل الحديث مرة اخرى. يقول حبب الي من دنياكم النساء والطيب. فهمت كيف انا حبب الي من دنياكم. فلم يحبها هو بل حببت اليه. فوجدها في نفسه عليه الصلاة والسلام هكذا من الله ثم قال من دنياكم وليست في دنياه هو. ولما احبها لم تكن لغرض دنيوي بل لامر عظيم اخروي. لكن لما اراد ان يصف فشيئا يحبه هو وتعلق قلبه هو واراد ان يحدث عن متعته هو والحديث عن الصلاة قال وجعلت قرة عيني في الصلاة يقول احبها لا قرة العين اعلى درجات الحب والتعلق فانظر كيف ان الحب الذي امتلك قلبه شيء اخر بعيد تماما عن متع الحياة ولذائذ الحياة وشهوات الحياة الحديث عن لذة والله تتوارى امامها كل اللذائذ. اي لذة هي تدري لذة مناجاة الله الوقوف بين يدي الله استشعار عظمة الله. والافتقار اليه والتلذذ بالسجود بين يديه. هذه الصلاة اسرارها معانيها روائعها بدائعها سر عجيب في حياة العباد. تعلق بها قلب المصطفى عليه الصلاة والسلام الصلاة بها يبدأ حياة يومه وبها يختتم. الصلاة في السفر وفي الحضر. الصلاة في شأنه كله عليه الصلاة والسلام. قال وجعل قرة عيني في الصلاة ادركت اي حب تعلق به قلبه عليه الصلاة والسلام في هذه الدنيا اياك ان تظن انه احب يوما طعاما او شرابا او لباسا او نكاحا بمعنى انه امتلك قلبه في الاستمتاع بلذته ابدا والله. ان استغرق في المتعة بشيء فهو بالصلاة. وان تعلق قلبه في هذه الحياة بشيء فهو في الصلاة وان استغرق حتى ملك حسه وقلبه وفؤاده وفي هذه الدنيا شيء فهو في الصلاة قارن بين هذا المقام النبوي الكريم وبين حالنا المؤسف اليوم جاءت الصلاة فلم تمتلك من حظوظ متاعنا. وتلذذنا الا الحد الادنى. واستغرقنا في مقابل ذلك في الاستمتاع اي والتلذذ بمتع الحياة الاخرى. ليس تحريما لما احل الله لكن دعوة الى الموازنة التي تسمو بصاحبها الى درجات برر الى درجات الولاية الى الشرف الى القرب الكبير من الرب الكبير. يا قوم هذا باب فوق اننا نتلمس فيه عظمة المصطفى عليه الصلاة والسلام نحن والله نسمو بذواتنا. نحن نسمو بقلوبنا بايماننا. نحن نتشرف باقتفاء الخطى الحبيب عليه الصلاة والسلام. نلتمس في دربه في اثار سيره. في حياته وهديه. نلتمس فيه عز الحياة وشرف فالعبودية لله نحن في تلمس اخباره ودقائق حياته وجوانب عظمته نلتمس الكمال. لانه ما كمل الله بشرا مثل ما كمل به انبياؤه عليهم السلام. فمن رام الشرف والكمال والعز والفخاء فليقتفي خطى الانبياء وهذا هدي للمرسلين عليه الصلاة والسلام. نعم فقد ساوى يحيى وعيسى في كفاية فتنتهن. وزاد فضيلة بالقيام بهن وكان صلى الله عليه وسلم ممن اقدر على القوة في هذا واعطي الكثير منه. ولهذا ابيح له من عدد الحرائر ما لم يبح لغيره وقد روينا عن انس عن انس بن مالك رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة من الليل في الساعة من الليل والنهار وهن احدى عشرة. قال انس وكنا نتحدث انه اعطي قوة ثلاثين رجلا خرجه النسائي يعني في النكاح نعم وروي نحوه عن ابي رافع وعن طاووس انه اعطي عليه السلام قوة اربعين رجلا في الجماع ومثله عن صفوان ابن سليم وقالت سلمى مولاته طاف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة على نسائه التسع وتطهر من كل واحدة قبل ان يأتي الاخرى وقال هذا اطيب واطهر. اخرج البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة هذا مقام كبير هذا قوة في النكاح وسعة فيها. هذا الذي نقول مع ما اوتي فيها من الكمال هو جانب مدح وثناء ومع ذلك ما شغله عن عبادة الله ولا لذيذ مناجاته في القيام. واللفظ عند مسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد يعني اذا انتهى من جماعهن واتيانهن جميعا اغتسلا في اخر ذلك. واما حديث سلمى امرأة ابي رافع قال قالت طاف عليه الصلاة والسلام ليلة على نسائه التسع وتطهر من كل واحدة قبل ان يأتي الاخرى فيفصل بين كل جماع وجماع بطهر وغسل عليه الصلاة والسلام. وقال هذا اطيب واطهر. فدل هذا على انه حصل له ذلك مرة وذلك مرة وكل الشأنين كمال له صلوات الله وسلامه عليه. نعم. وقد قال سليمان عليه السلام لاطوفن الليلة على مائة على مائة امرأة او تسعا وتسعين وانه فعل ذلك قال ابن عباس كان في ظهر سليمان ماء مئة رجل او تسعا وتسعين وكانت له ثلاثمئة امرأة وثلاث مائة ثرية سرية وثلاثمائة ذرية يعني جارية يطؤها بملك اليمين. نعم وحكى النقاش وغيره سبعمائة امرأة وثلاثمائة سرية وقد كان لداوود عليه السلام على زهده واكله من عمل يده تسع وتسعون امرأة وتمت بزوج اورية مائة وقد نبه على ذلك في الكتاب العزيز بقوله تعالى ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة. نعم. فيما يتعلق بقصة داوود عليه السلام واوري التي هي زوجة احد قواده في الجيش ليس فيها خبر ثابت بل فيها اسرائيليات فيها حط وشناء بقدر نبي الله داود عليه السلام لا يصح ذكرها ولا يثبت ايرادها في مقام نبي الله داود عليه السلام. انما ما ذكر عن داوود في اتساع الزوجات او ابنه سليمان عليهما السلام كل ذلك دلالة على كمال البشري. وقد اوتي عليه الصلاة والسلام من ذلك حظا وافرا اه نعم وفي حديث انس عنه عليه السلام قال فضلت على الناس باربع بالسخاء والشجاعة وكثرة الجماع وقوة البطش هذا الحديث ضعيف اورده الامام ابن الجوزي رحمه الله في العلل المتناهية والذهبي ايضا ذكر انه منكر وحكم الامام الالباني رحمه الله بانه موضوع وفي موضع قال هو باطل. وما يقوم في الصحيح يدل على معنى هذا الحديث ويغني عنه نعم واما واما الجاه فمحمود عند العقلاء. فرغ المصنف رحمه الله من الحديث عن النكاح. وانه مما يحمد فيه بالاتساع والكثرة وقد ثبت لنبينا عليه الصلاة والسلام له في هذا الباب ما ليس لاحد في الامة على الاطلاق. والان جاء ينتقل للحديث عن السمعة المكانة الذكر الحسن. كل ذلك ايضا اتسع له عليه الصلاة والسلام. نعم. واما الجاه فمحمود عند العقلاء عادة وبقدر جاهه عظمه في القلوب. وقد قال الله تعالى في صفة عيسى عليه السلام وجيها في الدنيا والاخرة لكن افاته كثيرة فهو مضر ببعض الناس لعقب الاخرة. فلذلك ذمه من ذمه ومدح ضده. يعني ماذا ترون في والجاه هل المحمود فيها الانتشار والعلو وحديث الناس وسعة القول؟ ام هذا باب من الفخر والخيلاء والكبر يحمل على الغرور والعجب ويحمل على الترفع والتكبر على الناس الجاه في ذاته اذا اتسع للانسان وعظم قدره واتسع شأنه وتسامع الناس به وتحدثت الالسنة عنه ذلك كدلالة على محمدة والا ما اتسع ذكره على السنة الناس. متى يكون مذموما؟ اذا كان سبيلا الى شيء مما لا احسنوا شرعا اذا كان سببا في التكبر والعجب والخيلاء اذا كان طريقا الى الترفع على الاخرين واحتقار الخلق اذا كان سببا تؤذي به المرء من هو اضعف منه ويظلم ويبطش نعم هذا جاه مذموم اما عيسى عليه السلام فقد قال الله تعالى في البشارة به وجيها في الدنيا والاخرة. فاذا الجاه محمود للانبياء انه ليس الا جاها حسنا محمودا كريما طيبا. فكم هو عظيم الجاه لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ابدا والله اعظم الجاهي في الامة جاه رسول الله عليه الصلاة والسلام على ذكره وطاب شأنه وتحدثت البشرية ماضيها وحاضرها بشأن طفى عليه الصلاة والسلام وكل شأنه حسن ممدوح وكل شأنه طيب كريم يتحدث الناس فينهلون من سيرته كل شيء حميد ويتعلمون من خبره كل خلق كريم. ما تعالى جاهه الا بعظيم قدره. ولم يؤثر مع ذلك كله في ساعة الجاه موقف فيه تكبر او عظمة مذمومة او خيلاء. وحاشاه عليه الصلاة والسلام وورد في الشرع مدح الخمول وذم العلو في الارض وكان صلى الله عليه وسلم قد رزق من الحشمة والمكانة في القلوب. والعظمة قبل النبوة عند الجاهلية وبعدها. وهم يكذبون ويؤذون اصحابه ويقصدون اذاه في نفسه خفية حتى واجههم حتى اذا حتى اذا واجههم اعظموا امره وقضوا حاجته. واخبار واخباره في ذلك معروفة سيأتي بعضها رزق عليه الصلاة والسلام من الحشمة والمكانة في القلوب والعظمة قبل النبوة عند الجاهلية وبعد النبوة. كل هذا معروف. اما كان يعرف بالصادق الامين؟ اليس جاها هذا وعظمة في القلوب باي شيء سمي بالصادق الامين بصدقه وامانته. ما جرب عليه كذب ولا عرف عنه اساءة ولا تسامع الناس بخبر يقدح في كرمه وشرفه وعدالته صلوات الله وسلامه عليه. فكان له الجاه الكبير في الجاهلية وهم كفار. وبعد النبوة زاد جاهه عليه الصلاة والسلام. كمله ربه عصمه اعطاه اتاه لا ذكره فاكتسب من الجاهل مكانة الاسمى. عليه الصلاة والسلام. نحن ونحن ما ادركناه. ولا رأيناه ولا سمعنا باذاننا لذيذ خطابه عليه الصلاة والسلام لكن انظر كم له في قلوبنا من عظمة. فما ظنكم بصحب تكحلت وهم برؤيته ورأوا جليل مواقفه واستمتعوا بلذيذ عباراته وخطابه. لا تعجب اذا استحل في قلوب اصحابه مكانة اعظم من مكانة الملوك والكبراء والعظماء. اما قال وافد قريش والله يا قوم ان وفدت على الملوك وكسرى وقيصر لا والله ما رأيت احدا يعظم احدا مثلما يعظم اصحاب محمد محمدا. صلوات الله وسلامه عليه. هذا التعظيم جاء من جاه عظيم الجاه العظيم جعله الله لنبيه الكريم عليه الصلاة والسلام. ومر بكم في فصول متعددة كيف عظم الله شأن نبيه عليه الصلاة والسلام. بل جعلنا يا امة الاسلام مأمورين بتعظيمه وتعزيره وتوقيره. وجعل هذا في مقاصد البعثة انا شاهدا ومبشرا ونذيرا. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. نحن مأمورون بتعزيره توقيره اي باحترامه وتعظيمه وتقديره اجلاله ومهابته هو نحن مأمورون كما امرنا بالايمان به هذا احد مقاصد النبوة والرسالة والبعثة. اذا تعظيم الجاه ليحل في القلوب محله اللائق. من التعظيم والاجلال التعظيم هذا ما مؤداه؟ يعني ما الغرض؟ ما الهدف؟ ما المراد؟ من تعظيمنا لرسول الله عليه الصلاة والسلام؟ امور عدة اولها قوة الايمان به. ثانيها شدة الحب له. لانك كلما عظمت احدا اكثر احببته اكثر ثالثا يدعوك التعظيم الى الاقتراب ممن عظمته في قلبك. تقترب منه حسا ومعنى. فاذا عظمته حقيقة اقتربت تماما من سيرته واحببت في حياتك اذا ومما يحمل على تعظيم قدره عليه الصلاة والسلام في القلوب هو صدق الطاعة والاتباع. فمن عظم نبي الله صلى الله عليه وسلم انما حق والله ما رضي لنفسه الا ان يكون صاحب حظ من هذه العظمة بالاقتراب منها بالاقتداء بسيرة صاحبها الاستنان بسنته عليه الصلاة والسلام. كل ذلك فرع عن تعظيم الله لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقد اوتي من عظيم القدر والجاه والمكانة النصيب الاعظم صلوات الله وسلامه عليه. نعم وقد كان يبهت ويفرق من رؤيته من لم يره. يبهت يعني يخاف ويفرق يعني يصيبه الوجل ويرتجف. اذا رآه احد ما كان قد رآه من قبل فمن رآه لاول مرة اصابه من عظيم الجاه والمنزلة والهيبة يصيبه الخوف والفرق والرعب ليست هيبة الجبابرة ليست هيبة الظلمة ليست هيبة الملوك والرؤساء التي تكتسب بسعة الحاشية والحشم والخدم والمواكب لا كان يرى عليه الصلاة والسلام جالسا في المسجد. كان يرى ماشيا بين اصحابه وليس شيء من امارات الفخامة ولا شيء من امارات الهيئة باديا عليه لا في لباسه ولا في جلسته. فاي هيبة كانت تقع في قلوب الناظرين هيبة المكانة عظيم ما اودع الله لرسول الله عليه الصلاة والسلام من هيبة في القلوب. والدليل حتى الذي يراه لاول مرة تصيبه ذلك الوجل والهيبة كما يذكر ها هنا في روايتين. نعم كما روي عن قيلة انها لما انها لما رأته اوعدت من الفرق فقال يا مسكينة عليك السكينة هذه قيل بنت مخرمة اتت في قدومها مع وفد من الصحابة ادركت صلاة الفجر دخلت المسجد وهو يصلي فلما فرغت الصلاة قالت فجعلت اتطلع. تقول فلما ابصرته اصابها الفرق والرعدة ومن الخوف والهلع ثم ابصر عليه الصلاة والسلام شأنها فاراد ان يسكن فؤادها فقال يا مسكينة عليك السكينة. قالت فلما قال ذلك تجلى عني ما اصابني ونزلت عليه السكينة فاطمئن قلبي. الحديث قال الهيثمي رجاله ثقات وحسن الحافظ ابن حجر اسناده وقال لا بأس به. نعم. وفي ابي مسعود ان رجلا قام بين يديه فارعد. ارعد يعني خاف وارتعد. نعم. فقال له صلى الله عليه وسلم هون عليك فاني لست بملك الحديث وتتمته قال انما انا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد. يعني انا انسان عادي ورجل وامي امرأة بسيطة كانت تأكل القديد اللحم المجفف قالها يريد ان يهون على الرجل ويذهب عنه الهيبة والرعب والخوف والقلق. السؤال هو في حديث عقبة تهادى ابي مسعود وحديث قيلة السابق ما هذا؟ هذه هيبة كانت تقع في النظرة الاولى لمن لم يكن قد رآه عليه الصلاة والسلام لكن صدقني ما كانت هيبة الخوف والرعب من الجبابرة والظلمة ابدا. كانت هيبة التعظيم والاجلال. ومع ذلك كان يسعى عليه الصلاة والسلام الى تسكين افئدتهم والتخفيف عنهم في ذلك كله. نعم. فاما عظيم قدره بالنبوة وشريف منزلته بالرسالة انافة رتبته بالاصطفاء والكرامة في الدنيا فامر هو مبلغ النهاية. ثم هو في الاخرة سيد ولد ادم. وعلى ما معنى هذا الفصل نظمنا هذا القسم باسره نعم فصلوا وسلموا على العظيم الذي عظم الله شأنه من البشر صلوات الله عليه هي ليلة شريفة مباركة افتتحتموها بكثرة الصلاة والسلام عليه فاختتموها بمثل ذلك يا اكمل الخلق من بدو ومن حظر يا خير من جاء للدنيا وما فيها صلت عليك قلوب انت تسكنها وسلم الناس قاصيها وداني فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما ترضى بها عنا. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه كما تحب. ان يصلى ويسلم يا اكرم الاكرمين. اللهم اكتب لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ارحم يا ربي الاباء والامهات الاحياء منهم والميتين وارزقنا ابره في الحياة وبعد الممات يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. ربنا اتنا في حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على النبي المصطفى والرسول المجتبى. امام الهدى وسيد الورى محمد ابن