بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اخواتنا المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم اليومي نور على الدرب يجيب على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنزة. مرحبا بكم يا شيخ محمد. مرحبا هذه رسالة من احمد ابو سيل السودان يقول في رسالته عندنا في السودان شيخ مات وله قبة يزورها الجميع جمع غفير من الناس والغريب ان الناس يأتون بالمجانين والمرظى لهذه القبة ويمكثون اياما عديدة اه باعتقادهم ان هذا الشيخ يشفي هؤلاء المرضى وهؤلاء المجانين. ما حكم هذا العمل وفقكم الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الجواب على هذا السؤال ان هذا العمل عمل محرم بلا شك وهو ما وهو مع تحريمه شرعا سفه عقلا لان هؤلاء الذين يأتون الى هذه القبة المضروبة على هذا القبر لمن اصيبوا بالجنون او بالمرض من اجل استشفائهم بحضورهم الى هذا المكان السفهاء في العقول سفهاء في العقول وذلك لان هذا الميت ميت. جماد وقد نأى الله سبحانه وتعالى على المشركين الذين يلون الاصنام بقوله والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون اموات غير احياء وما يسعون اين يبعثون الميت لا ينفع نفسه ولا ينفع غيره. حتى انه قد انقطع عمله كما ثبت به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له فاذا كان هذا الميت لا ينفع نفسه بعمل فكيف ينفع غيره ثم اننا نقول اذا كان هؤلاء الجماعة الذين يأتون بمجانينهم ومرضاهم الى هذا المكان يعتقدون ان هذا الميت يشفيهم بنفسه فان هذا شرك اكبر لانه لا يشفي من المرض الا الله عز وجل كما قال الله تعالى عن ابراهيم امام الحلفاء وخليل الرحمن واذا مرضت فهو يشفين والادوية التي يكون بها الشفاء ما هي الا اسباب جعلها الله تعالى اسبابا فالشفاء بها من شفاء الله عز وجل فاذا اعتقد هؤلاء الذين يحظرون الى هذا القبر بان صاحب القبر يشفيهم بنفسه فانه شرك اكبر مخرج عن ملة لانهم اعتقدوا ان مع الله تعالى خالقا وشافيا وهذا شرك في ربوبية الله سبحانه وتعالى وقد بين الله تعالى في غير اية من كتاب الله ان اولئك الذين يدعون من دون الله لا ينفعونهم فقال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منه من ظهير ولا تنفع الشفات عنده الا لمن اذن له وقال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يرزقك بخير فلا راد لفظله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم فنصيحتي لهؤلاء ان يلجأوا الى ربهم سبحانه وتعالى لانه هو الذي بيده ملكوت السماوات والارض وهو القادر على شفائهم ولا ولا بأس ان يفعلوا الاسباب التي اذن الله بها سواء كانت ادعية شرعية او ادوية مباحة او غير ذلك مما جعله الله تعالى سببا للشفاء من هذا المرض واخيرا اقول ان هذه القبة التي بنيت على القبر الذي ذكره السائل يجب ان تهدم لان النبي صلى الله عليه وسلم لها عن البناء على القبور فكل بناية على قبر فانه يجب على المسلمين ان يهدموها لانها من وسائل الشرك والواجب على المسلمين عامة ان يقضوا على وسائل الشرك للبرهان وهو الدليل من الكتاب والسنة او بالسلطان وهو تغيير ذلك باليد لقول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وانني انصح اخواني المسلمين في مشارق الارض ومغاربها انصحهم من مثل هذه الاعمال التي ابتلي بها كثير من الناس حيث يتعلقون بمن دون الله عز وجل يعلقون امالهم به يدعونه لكشف الضر وجلب النفع مع ان الامر كله لله عز وجل ودعاؤهم هذا لهؤلاء المخلوقين شرك بالله قال الله تبارك وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فجعل الله تعالى الدعاء عبادة وصرف شيء من العبادة لغير الله كفر وشرك ولا فلاح له معه. قال الله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون اسأل الله لنا ولهم الهداية شكر الله لكم اه هذه رسالة وصلتنا من المستمع عبد الحليم سليمان اه جدة يقول في رسالته ما حكم اذا كشفت المرأة وجهها اثناء قراءة القرآن الكريم. افيدونا بارك الله فيكم لا بأس على المرأة اذا كانت تقرأ القرآن ان تكشف وجهها ولا حرج عليها في ذلك الا اذا كان حولها رجال غير محارمنا لها فانه في هذه الحال يجب عليها ان تغطي وجهها وذلك لان المرأة لا يحل لها ان تكشف وجهها الا لزوجها ولمن كان من محارمها. والمحارم هم الذين نكاحهم اياها بنسب او سبب مباح. فكل من تحرم عليه تحريما مؤبدا بنسب او سبب مباح فهم من محارمها مثل بل نقولها على سبيل الحصر وهم اباؤها وان علوا سواء كان من قبل الاب او من قبل الام وابناؤها وان نزلوا سواء كانوا ابناء ابناء او ابناء بنات واخوتها وابناؤهم وان نزلوا سواء كانوا اخوة من الام او اخوة من الاب او اخوتنا اشقاء وسواء كان الابناء الذين تفرغوا منهم من ابنائهم او ابناء ابنائهم او ابناء بناتهم والاعمام دون ابنائهم والاخوال دون ابنائهم وكذلك ابو زوجها ابو زوجها من النسب واباؤه وان علوا سواء كان اباؤه من قبل الاب ام من قبل الام؟ وكذلك ابناء زوجها وان نزلوا سواء كانوا ابناء بناته او ابناء ابنائه هؤلاء هم محارم للزوجة. واما ابناء العم وابناء الاخ واما ابناء العم وابناء الخال اخو الزوج واقاربه سوى ابائه وابنائه فانهم غير محارم للزوجة فيجب عليها ان تستر وجهها عنهم وخلاصة الجواب انه يجوز للمرأة ان تقرأ القرآن وهي كاشفة وجهها ولا حرج عليها في ذلك الا اذا تنطق حولها رجال ليسوا بمحارم لها فيجب عليها ستر وجهها. اه هذه رسالة وصلتنا من يحيى عبده اه جمهورية اليمن الشمالية تعز يقول في رسالته زوج طلق زوجته وهو بغير شعور الا انه عندما شعر بنفسه اخبروه اهله بانه تلفظ بالفاظ الطلاق عدة مرات والان هو حائر ماذا يعمل بل يعتبر طلق زوجته ام ماذا يريد اجابة لهذا السؤال بارك الله فيكم اذا كان فقد شعوره من شرب خمر وهو ما يعبر عنه بطلاق السكران فان اهل العلم اختلفوا في وقوع الطلاق منه فمن اهل العلم من يقول ان طلاق السكران واقع عقوبة له على سكره لان السكر والعياذ بالله محرم بالكتاب والسنة واجماع المسلمين قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسك حرام واجمع المسلمون على تحريم الخمر وقال اهل العلم من اعتقد اباحة الخمر وهو ممن قد عاش بين المسلمين فانه يكون كافرا لاستحلاله محرما اجمع المسلمون على تحريمه فيكون لذلك كافرا ويرى بعض اهل العلم لشدة جرم شارب المسكر يرى انه من تمام عقوبته ان نؤاخذه بكل اقواله ومنها الطلاق. فاذا طلق وهو سكران وقع الطلاق منه ويرى اخرون من اهل العلم انطلاق السكران لا يقع لانه بغير شروره وبغير ارادته والاصل بقاء النكاح وعقوبة السكران انما تكون بضربه لا لا بمؤاخذته باقوال لا يقصدها ولا يريدها ثم اننا اذا عاقبناه بوقوع الطلاق فقد يكون عقوبة له ولاهله ايضا لان الطلاق يتعلق لشخص اخر غير المطلقة غير مطلق وربما يكون له اولاد من هذه الزوجة فيحصل بذلك تفريق الاولاد وتشتيت العائلة وهذا القول هو الراجح انطلاق السكران لا يقع وقد نص الامام احمد رحمه الله على رجوعه عن القول بطلاق السكران واخبر ان سبب رجوعه لانه اذا قال بوقوع طلاق السكران اتى خصلتين حرمها على زوجها واحلها لرجل اخر واذا قال بعدم وقوع طلاق سكران لم يأتي الا خصلة واحدة وهو انه احلها لهذا الزوج السكران ولكن مع ذلك فانه لو حكم حاكم من حكام المسلمين اي من قضاة المسلمين بوقوع طلاق السكران فان حكمه لا ينقض ونصيحتي لاخواننا المسلمين ان يتجنبوا مثل هذه السفاسف التي لا يستفيدون منها سوى تلاعب الشيطان بهم وبعقولهم وقد ثبت من حيث الواقع ان السكر يؤدي الى مفاسد كثيرة لانهم مفتاح كل شر كثير من السكارى والعياذ بالله يحملهم السكر على ان يقتلوا انفسهم او يقتلوا احدا من اهلهم وربما يحمله السكر على ان يفجر بامه او باحد من محارمه نسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين العافية اه هذه رسالة من المستمعة ام هيفا العراق بغداد تقول في رسالتها انا متزوجة ولبنت وواحدة عمرها اثنعشر سنة والدتي امرأة كبيرة في السن. واخواتي لم يعتنوا بها وتريد البقاء عندي وزوجي لم يقبل ان تبقى عندي وهي وهي تريد ان تسكن عندي ولانها ترتاح فمعي وزوجي لا يوافق ماذا اعمل؟ هل اترك زوجي وابنتي واتفرغ لرعايتها ام ماذا علما بان اخوتي قد تزوجوا افيدوني بارك الله فيكم من المعلوم ان البيت الذي تعيشين فيه مع زوجك هو بيت لزوجه وان له ان يمنع من شاء وان يأذن لمن شاء في دخوله وسكناه فاذا كان زوجك يمنع من ان تأتي امك عندك في بيته فان له الحق في ذلك ولكني انصح بان يكون مرنا وان يأذن لان تعيش امك عندك البيت لما في ذلك من الاحسان الى امك والاحسان اليك وقد ندب الله تعالى الى الاحسان واخبر انه يحب المحسنين وقال واحسنوا ان الله يحب المحسنين فاملي ان ينظر زوجك الى امك واليك ايضا بعين العطف والرحمة وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء فاذا كان عيش والدتك عندك اطيب من عيشها عند احد تواكب الواجب الذي ينبغي ان يأذن الزوج بسكناها في بيته بارك الله فيكم. ايضا اه تقول في رسالتها اه لنا لنا جار رجل مسن وعاجز لا يصوم ولا يصلي قبل العجز. وحتى الان وهو رجل شرير عدى على الناس ويتكلم عليهم بكلمات سيئة. علما بان عقله سليم. ويطلب منا ومن الاخرين ان ويطلب منهم الطعام. هل علينا ان نعطيه ام ماذا علما بانه لا يقبل النصيحة افيدونا بارك الله فيكم اذا كان هذا الرجل كما وصفته السائلة لا يصلي ولا يصوم فانه لا حرمة له ولا ينبغي ان يعينه بشيء يطلبه من اكل او شرب او لباس او غير ذلك لان المرتد عن الاسلام حكمه ان يدعى الى الاسلام فان اجاب وتاب الى الله عز وجل من ردته قبل منه وصار لهما للمسلمين وعليهما على المسلمين وان امتنع واستمر على ردته فانه يجب ان يقتل وفي حال قتله على الردة لا يجوز ان يغسل ولا ان يكفن ولا ان يصلى عليه ولا ان يقبر مع المسلمين ولا ان يجعله بالرحمة والمغفرة لانه ليس من اهل الرحمة والمغفرة فان الله تعالى يقول ومن يرتدي منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اما اذا كان هذا الرجل شريرا ولا عدوان على الناس لكنه لم يحصل منه ما يوجب الردة فانه ينظر الى المصلحة فان اقتضت المصلحة ان يعان بشيء من الامور اسبوعين وان لم تقتض المصلحة ذلك فانه لا يعاني ويجب على ولاة الامور ان يردعوا اهل الشر والفساد عن بشرهم وفسادهم حتى تستقيم امور الناس ولا تحصل الفوضى في مجتمعه شكر الله لكم. اه هذا الهادي محمد من السودان هذا الهادي محمد من اليمن الشمالي مقيم في اليمن الشمالي لواء تعز يقول في رسالته احتلمت في ليلة شديدة البرودة يتعذر فيها الاستحمام. فقمت لصلاة الصبح وتيممت وصليت الصبح وجاء الظهر فنسيت الجنابة وتوضيت وصليت اماما وجاء العصر فتذكرت الجنابة فقمت واغتسلت واعدت صلاة الصبح والظهر ولكن الجماعة تفرقوا. ارجو ان تفيدوني عن هذا العمل وان صلاة جماعة آآ حكمها بارك الله فيكم يقصد وعن مصير صلاة الجماعة. نعم اما صلاتك الصبح التي صليتها بالتيمم نظرا لانه لا يمكنك استعمال الماء لشدة برودته فان كان عندك شيء يمكنك ان تسخر الماء فيه او ان تسخن الماء به فان تيممك لا يصح لانه يمكنك ان تسخن الماء وتغتسل به ثم تصلي وان لم يكن عندك ما تسخن به الماء وخفت على نفسك من البرد وتيممت فان صلاتك الصبح صحيحة بالتيمم ولا حاجة الى اعادتها واما صلاة الظهر التي نسيتها ان تغتسل عن الجنابة لها فانها غير صحيحة ويجب عليك ان تعيدها واما الجماعة الذين صلوا خلفك فانه لا اعادة عليهم ذلك لانهم لا يعلمون عن جنابتك شيئا وكل امام فعل مفسدا في الصلاة لا يعلم عنه المأموم فان صلاة المأموم لا تتأثر بفساد صلاته حتى ان الامام لو دخل في الصلاة ناس ياللي حدث ثم ذكر في اثناء الصلاة فان صلاة المأمومين لا تبطل بذلك بل في هذه الحال اذا تذكر انه على غير طهارة في اثناء صلاته يجب عليه ان ينصرف من الصلاة واما بالنسبة للمأمومين فانه يقول لاحد منهم تقدم يا فلان فاتم بهم الصلاة فان لم يفعل ذلك فلهم ان يتموها فرادى ولهم ان يقدموا احدهم يتم بهم الصلاة وصلاتهم صحيحة على كل حال بارك الله فيكم هذه رسالة من ميم الف عين من السودان يقول اذا صلى الانسان خلف امام وهذا الامام له بعض العقائد الباطلة وعنده بعض البدع فما حكم صلاة من صلى خلفه؟ افيدونا بارك الله فيكم الصلاة خلف مبتدأ لا تخلو من حالين الاولى ان يكون ان تكون البدعة موجبة للكفر. نعم ففي هذه الحال لا تصح الصلاة خلف من اعتنق هذه البدعة لكن من كان جاهلا لا يدري عنه حتى انتهت صلاته فان صلاته خلفه صحيحة لانه معذور بالجهل والحالة الثانية ان تكون البدعة غير مكفرة فالمفسقة فالصلاة خلفه مبنية على صحة الصلاة خلف الفاسق وفيها قولان لاهل العلم والصحيح ان الصلاة خلف الفاسق صحيحة لان صلاته هو بنفسه صحيحة فتكون صلاة من اتم به صحيحة ايضا ولكن لا شك انه ينبغي للانسان ان يتحرى الامام الذي يكون عدلا ايديه موثوقا في امانته بارك الله فيكم اخوتنا المستمعين الكرام اجاب على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة. نشكركم لحسن المتابعة ونتمنى ان نلتقي في الغد ان شاء الله تعالى وانتم بخير وعافية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته