بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وطابت اوقاتكم بكل خير اهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة تجمعنا بكم من برنامج نور على الدرب. يصحبكم في الرد على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة. في بداية هذه الحلقة نرحب بالشيخ محمد فاهلا مرحبا بكم يا فضيلة الشيخ اهلا ومرحبا بكم وحياكم الله اولى رسائل هذه الحلقة وصلت من المستمع من العراق يقول في رسالته سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه انه انه صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها ووجدها قد وضعت سترا على الجدار وهو ما يسمى بالستائر في عصرنا الحالي. فقال لها نحن قوم لم نؤمر بتغطية او الجدران او الجدار فهل يفهم من هذا الحديث الشريف انه يجب ان تكون اه مثل هذه الستائر على قدر فتحة النافذة؟ ام يجوز ان تكون بعرض الحائط التي توجد بها النافذة اي ان تكون اه الستائر على جانبي النافذة افيدونا بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الحديث الذي اشار اليه السائل في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى هذا الستر على الباب فظهر ذلك في وجهه ثم قال صلى الله عليه وسلم ان الله لم يأمرنا النكس والحجارة والطين ثم هتكه القطعة ففي هذا الحديث دليل على انه لا ينبغي للانسان ان تصل به الحال الى ان يكسو جدران بيته بهذه الاكسية التي كرهها النبي صلى الله عليه وسلم وبان ذلك في وجهه واخبر ان الله لم يأمرنا بذلك واما الستائر التي توضع الان فان كانت لغرض صحيح سوى الستر كما لو اراد الانسان بها ان يستر وجه النافذة عن الشمس او نحو ذلك فان هذا لا بأس به لان لانه ليس كسوة للحجارة والطين ولكنه للتوقي من اذى يترقبه او لمصلحة يرجوها بهذه الكسوة فاما مجرد الزينة اي مجرد تزيين الجدار بهذه الكسوة فان هذا داخل في الحديث ولا ينبغي ان نفعله نعم بارك الله فيكم اه هذا مستمع من اه السودان عوض الله ومقيم بجدة يقول في رسالته اه هل يجوز تناول الطعام مع تارك الصلاة؟ والافضل ان يكون الجواب بالتفصيل تارك الصلاة كما قدمنا مرارا اختلف العلماء في حكمه فمنهم من قال انه فاسق ويقتل حدا ومنهم من قال انه كافر كفرا مخرجا عن الملة يستتاب فان تاب والا قتل وهذا القول والراجح الذي تدل عليه نصوص الكتاب والسنة والاثار الواردة عن الصحابة وقد بينا هذه الادلة في حلقات سابقة وبينا ان انه ليس هناك ما يعارضها وان الاحاديث التي استدل بها من يقول بان تارك الصلاة ليس بكافر لا تخلو من احدى حالات اربعة اما الا يكون فيها دلالة اصلا واما ان تكون مقيدة بقيد لا يمكن معه ترك الصلاة واما ان تكون واردة في حال يعذر فيها الانسان بترك الصلاة لكون العلم قد اندرس واما ان تكون عامة ونصوصكم في تارك الصلاة خاصة والمعلوم عند اهل العلم ان العام تخصص بالخاص ستكون هذه الادلة العامة كاملة لما لمن سوى تارك الصلاة واذا كان تارك صلاتي مرتدا كافرا فانه لا يجوز لا يجوز لاحد ان يسكن معه بل يجب هجره الا ان يلاقيه الانسان من اجل دعوته الى الحق والى الاسلام فهذا شيء ومجالسته والانس به والاطمئنان اليه شيء اخر وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون فلا تجلس الى تارك الصلاة ولا تسلم عليه ولا تطمئن تطمئن اليه الا اذا كنت تريد بذلك دعوته الى الاسلام لعل الله تعالى يهديه على يدك فان من هدى الله انسانا على يده فهو خير له من حمل النعم نعم اه بارك الله فيكم اه رسالة من اه الجزائر من اه المستمع البوعشري الصحبي. يقول في رسالته رجل قال لزوجته عندما اشتد بينهما الخصام اخرجي او اذهبي او اني بريء منك عند الغضب ينوي بها الطلاق ثم عدل عن هذا ويقول بان هذا عن جهل اه ولم يعلم بان فيه تحريم او لغو ودائما يقول هذا مرارا ما حكم الشرع في هذا بارك الله فيكم قبل ان اجيب على سؤال السائل احب ان انبه على انه ينبغي للسائل اذا وجه السؤال الى عالم من العلماء ان يقيد مثل هذه الكلمة اعني قوله ما حكم الشرع فيقول ما حكم الشرع في رأيك او في نظرك او عندك او ما اشبه ذلك وذلك لان هذا العالم الذي يجيب بما يرى انه هو الشرع قد يوافق الشرع وقد لا يوافقه كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اذا حكم الحاكم فاجتهد فاصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر فان هذا الحديث يدل على ان الانسان المجتهد للوصول الى حكم الله قد يصيبه وقد يخطئ فاذا اخطأ وهو قد قال في جوابه او قد قيل له في السؤال الموجه اليه ما حكم الشرع فمقتضى ذلك ان يكون الخطأ في الشرع فارجو الانتباه لمثل هذا واما الجواب على سؤاله فان هذا الرجل يقول انه في حال الغضب والخصوم مع زوجته يقول لها اخرجي اذهبي وما اشبه ذلك من الكلمات يريد بها الطلاق وهو اذا قال ذلك مريدا به الطلاق فان الطلاق يقع وذلك لان الطلاق ليس له لفظ تعبدنا الشارع به بحيث لا نتجاوزه فالطلاق هو فراق الزوجة وهو حاصل باي لفظ كان اذا نواه الانسان وعليه فنقول ان الطلاق يقع عليه بهذه الكلمات اذا كان نوى به الطلاق اذا كان نوى بها الطلاق لانها كلمات تدل على الفراق وقد نواه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فهذه الكلمات تدل بلا شك على الفراق بنيته لان اللفظ يحتمله وقد قسم العلماء رحمهم الله الفاظ الطلاق الى قسمين صريح وكناية فالصريح ما لا يحتمل سوى الطلاق مثل انت طالق او قد طلقتك او انت مطلقة او ما اشبه ذلك والكناية ما يحتمل الطلاق وغيره وهذا لا يقع به الطلاق الا اذا نواه لانه لما كان محتملا للطلاق وغيره فاننا لا نلزمه بشيء يكون فيه الاحتمال الا اذا نوى احد المحتملين فاذا نوى احد المحتملين فله ما نوى للحديث الذي اشرنا اليه انفا بالمناسبة اود ان احذر اخواني المسلمين من الغضب لان الغضب له اثار سيئة يندم عليها الانسان حين لا ينفع الندم وقد ثبت في صحيح البخاري ان رجلا قال يا رسول الله اوصني قال لا تعرض تردد مرارا قال لا تغضب فاذا احس الانسان بالغضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم وان كان قائما فليقعد وان كان قاعدا فليضطجع فان اشتد به الغضب فليتوضأ فان ذلك مما يزيله وكم من انسان غضب فطلق زوجته او غضب فضرب اولاده ضربا مبرحا او غضب فاتلف شيئا من ماله فحصل بذلك الندم حين لا ينفعه الندم فعلى الانسان ان يكون مالكا في اعصابه قويا في ارادته وعزيمته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالسرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب نعم اثابكم الله فضيلة الشيخ اه رسالة وصلت من العراق محافظة نينوى من احد من اه المستمع محمد نذير احمد يقول في رسالته ارجو من فضيلة الشيخ توضيح كيفية صلاة المسافر. حيث البعض يقول بان صلاة المسافر تبدأ عند الشروع بالسفر آآ من البيت ارجو توضيح هذا بارك الله فيكم صلاة المسافر الرباعية مقصورة الى ركعتين كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها قالت اول ما فجرت في الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فزيت في صلاة الحضر واقرت صلاة السفر الظهر والعصر والعشاء هذه الصلوات الثلاث رباعية تقصر في السفر الى ركعتين ولا يحل القصر ولا الترخص برخصه الا اذا خرج الانسان من قريته اي من بلده اما ما دام في بلده فانه ليس بمسافر لان السفر لا يحصل الا بتحققه دون العزم عليه حتى لو ارتحل وركب فما دام في البلد فانه لا يقصر الصلاة وليعلم ان المسافر اذا تم بمن يتم الصلاة فانه يجب عليه ان يتم ولا يحل له قصر حينئذ لان صلاته ارتبطت بصلاة امامه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا فهذا الذي دخل مع امام يصلي اربعا ان دخل معه في اول الصلاة سلم معه وان دخل معه في اثناء الصلاة فانه يصلي ما ادرك ويقضي ما فاته ان يتموا على ما ادركه مع امامه وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه المسألة ان المسافر يصلي ركعتين فاذا كان مع الامام يعني في الحضر هم صلى اربعا فقال تلك هي السنة حتى لو ادرك مع الامام ركعتين من الرباعية فانه لا يجوز له ان يسلم معه بل عليه ان يتم الصلاة بالحديث الذي اشرنا اليه وهذا عكس ما اذا كان الامام هو المسافر فانه اذا كان الامام هو المسافرا فانه فانه يصلي ركعتين ويتم المقيمون الذين يصلون وراءه اربعا فان هذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة كان يصلي باهل مكة ركعتين ويتم اهل مكة اربعا نعم اه ايضا المستمع يسأل ويقول هل يجوز الصلاة بالحذاء دائما ام له اوقات مخصصة؟ مع بيان الدليل وارجو افادة بذلك الصلاة في النعال جائزة بل هي من السنة فقد ثبت في الصحيحين عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه سئل اكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه فقال نعم وفي السنن عنه عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يصلي باصحابه ذات يوم عليه فخلع نعاله فخلع الناس نعاله فلما انصرف من صلاته سألهم لماذا خلعوا نعالهم؟ فقالوا يا رسول الله رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا فقال ان جبريل اتاني فقال ان فيهما اذى او قدرا فخلعتهما وهذا يدل على ان الصلاة في النعل سنة للامام والمأمومين ولكن هذا اذا كان لابسا نعليه اما اذا لم يكن لابسا نعليه فانه يصلي حافيا وما كان عافيا فالانسان لا ينبغي له اذا اراد ان يدخل المسجد ان يخلع نعليه الا اذا كان هناك سبب يقتضي ذلك واعلم ان السنة اذا ترتب عليها اذية فان الاولى ترك هذه الارية فاذا كانت النعال عالم قاسية من ذوات الجلود القاسية وانت مأموم وصار بصلاتك فيها غدا لمن يصلون الى جنبك من الناس فان دفع الاذية اولى من فعل السنة ويمكنك ان تأتي بالسنة اذا كنت تصلي وحدك اما في البيت او في المسجد تحية المسجد مثلا وها هنا امر يخطئ فيه كثير من الناس يدخلون من الشارع الى المسجد في نعالهم بدون ان ينظروا فيها نعم وهذا خلاف امر النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم امر داخل المسجد ان ينظر في نعليه اولا فاذا رأى فيهما اذى او قدرا ازاله والا دخل وصلى فيهما والا دخل وصلى بهما نعم اه اثابكم الله فضيلة الشيخ رسالة وصلت الى البرنامج من اه المستمع اه من جمهورية مصر العربية رجائي محمد عبد السلام في العراق يقول في رسالته اه انا احد مستمعي برنامج نورة نور على الدرب وحريص على سماعه كل يوم. لما اجد فيه من كل فوائد تنفعنا في الدين والدنيا واتمنى لبرنامجكم مزيدا من النجاح وارجو من اصحاب الفضيلة ان يردوا على اسئلة سؤاله الاول يقول ما حكم الشرع في في الحلف على المصحف ما هو جزاء من حلف على المصحف ووقع يمينه؟ وما هي الكفارة الحلف وهو اليمين والقسم لا يجوز الا بالله تعالى او صفة من صفاته الا بالله او صفة من صفاته ونعني بالله الحلف بكل اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت ولقوله من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك فلا يجوز الحلف بالنبي ولا بالكعبة ولا بجبريل ولا بميكائيل ولا لمن دون النبي من الصالحين والائمة وغيرهم فمن فعل ذلك فليستغفر الله وليتب اليه ولا ولا يعد واذا حلف بالله سبحانه وتعالى فانه لا حاجة الى ان يأتي بالمصحف فيحلف عليه الحلف على المصحف امر لم يكن عند السلف الصالح لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة حتى بعد تدوين المصحف لم يكونوا يحلفون على المصحف بل يحلف الانسان بالله سبحانه وتعالى بدون ان يكون ذلك على المصحف نعم اه ايضا من اسئلته يقول اه ما حكم الاسلام في نظركم في لبس الرجل للذهب ان كان في حالة خطبة للمرأة لبس الرجل الذهب محرم. نعم كقول النبي صلى الله عليه وسلم بالذهب والحرير انهما حلال لاناث امته حرام على ذكورها ورأى رجلا عليه خاتم من ذهب اخرجه النبي صلى الله عليه وسلم منه فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم من يده ورمى به وقال يعمد احدكم الى جمرة من نار فيضعها في يده فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قيل للرجل خذ خاتمك انتفع به فقال والله لا اخذ خاتما رمى به النبي صلى الله عليه وسلم وتركه الرجل ترك خاتمه فلا يحل للرجل ان يلبس خاتما من الذهب ولا اصرارا من الذهب ولا قلادة من الذهب سواء لبسه لبسا دائما او لبسه لمناسبة خطبة امرأة او لغير ذلك والرجل رجل برجولتهم لا بما يتحلى به وانما التي تحتاج الى التحلي هي المرأة كما قال الله تعالى او من نشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين بعد قوله واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ضل وجهه مسودا وهو كظيم او من ينشأ في الحلية وهو في الاخصام غير مبين يعني لا يستوي هذا وهذا فنصيحتي اخواني المسلمين ان يدعو لبس الذهب سواء كان ذلك بمناسبة او غير مناسبة ومن كان عنده شيء من ذلك فليبعه لمن يلبسه من النساء او يهديه الى اهله من زوجة او قريبة نعم بارك الله فيكم اه ايها الاخوة المستمعون الكرام في نهاية هذه الحلقة نشكر الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة في هذه الحلقة استعرضنا رسائل السادة المستمع من العراق الذي رمز لاسمه بهذا الاسم ورسالة ابتعث بها المستمع وظل سوداني ومقيم في جدة ورسالة اه بعث بها المستمع من الجزائر البوعشري الصحبي. ورسالة بعث بها المستمع آآ السائل محمد نذير احمد من العراق محافظة نينوى واخيرا رسالة المستمع من جمهورية مصر العربية مقيم في العراق اه رجائي محمد عبدالسلام اه نشكر الاخوة على حسن المتابعة ونتمنى ان نلتقي بكم في الغد ونحن واياكم بخير وعافية باذن الله تعالى اه نعتذر لبعض الاخوة في عدم عرض رسائلهم على اصحاب الفضيلة نظرا لسوء الخط نرجو ان تكتبوا الى البرنامج بخط واضح كي يتسنى لنا ان نعرض ما يردنا من اسئلة واستفسارات على اصحاب الفضيلة العلماء وسلام الله ورحمته وبركاته