بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته طابت اوقاتكم بكل خير واهلا ومرحبا بكم الى لقاء جديد من برنامج نور على الدرب يصحبكم في هذه الحلقة ليرد على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة في بداية هذا اللقاء نرحب بالشيخ محمد فاهلا ومرحبا بكم يا فضيلة الشيخ مرحبا بكم واهلا اولى رسائل هذه الحلقة وصلت من احد الاخوة المستمعين للبرنامج يقول في سؤاله لقد تناقشت انا واحد الائمة في مسجد قريب منا حول قضاء الصلوات وهو ما يعرف بقضاء الفوائت ولقد اكد لي هذا الشيخ انه لا وجه للدلالة على وجود ما سبق ذكره قضاء الفوائت واكد لي ذلك بطلبه مني دليلا على ما تناقشنا حوله من الكتاب والسنة فلم اجبه لذلك فما هو رأي الشرع في نظركم يا شيخ محمد مرفقا بالدليل؟ اثابكم الله وجزاكم الله عنا خير الجزاء الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذا السائل لم يفصح بما حصل بينهم بينه وبين صاحبه من النقاش ولكن يبدو لي انه اي النقاش الذي دار بينهما حول وجوب قضاء ما فات من الصلوات فان كان الامر هكذا فان وجوب قضاء ما دل فان وجوب قضاء ما فات الانسان من الصلوات قد دل عليه صحيح السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها لا كفارة لها الا ذلك وتلا قوله تعالى واقم الصلاة لذكري وتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية اشهادا بها واستدلالا على حكم المسألة تدل على ان ذلك اعني قضاء الفوائت ثابت بالكتاب والسنة وكما انه ثابت بالكتاب والسنة فهو مقتضى النظر الصحيح لانك اذا لم تصلي بقيت الصلاة دايما بذمتك والدين يجب قضاؤه كما في صيام رمظان اذا تركه الانسان ليكرم من مرظ او سفر فانه يلزمه قضاؤه عدة من ايام اخر وليعلم ان هذا الحكم اعني قضاء ما فات من الصلوات في من لم يصلها لعذر من نسيان او نوم او نحوهما واما من تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها فان القول الصحيح انه لا يلزمه القضاء لا تسهيل عليه ولكن لانه لم يأتي بها على الشرط الذي شرفه الله عز وجل في قوله ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فقد اخرها عن وقتها متعمدا بلا عذر فاذا فاذا صلاها بعده كان قد صلاها على غير امر الله ورسوله وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولكن على من اخر الصلاة عن وقتها متعمدا ان يتوب الى الله عز وجل ويصلح عمله فاذا تاب الى الله واصلح العمل فان الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين ويتوب على من تاب نعم بارك الله فيكم المستمع ابراهيم محمد من السودان الفاشر آآ يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول احاط المسلمون بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. صلي وسلم عليه ببعض الخوارق والمعجزات انا اسأل واقول ما مدى صحة هذه المعجزات؟ وهل وردت في احاديث كثيرة ثم الا ترون ان هذه المعجزات تنزهه عن ادميته نرجو منكم افادة بارك الله فيكم المعجزة عند اهل العلم هي امر خارق للعادة يظهره الله سبحانه وتعالى على يد الرسول تأييدا له وقد سماها اكثر اهل العلم بالمعجزات والاولى ان تسمى بالايات التي هي العلامات على صدق الرسول وصحة ما جاء به كما سماها الله عز وجل لذلك وهي ابين واظهر من المعجزات اي من هذا اللفظ فالاولى ان نسمي معجزات الانبياء بايات الانبياء والايات التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ايات كثيرة ومعنوية ارضية وافقية اخلاقية وعملية فهي متنوعة واعظمها وابينها كتاب الله عز وجل كما قال الله تعالى وقالوا لولا انزل عليه اية من ربه قل انما الايات عند الله وانما انا نذير مبين او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ومن ايات الرسول عليه الصلاة والسلام الافقية ان رجلا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا قال انس وهو راوي الحديث وما والله في السماء انسحاب ولا قزعة اي قطعة اي قطعة غيم وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار وسلع وصلع جبل معروف في المدينة تخرج من نحوه السحب قال انس فخرجت من من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ورعدت وبرقت ثم امطرت كما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره الا والمطر يتحاذر من لحيته اللهم صل وبقي المطر ينزل اسبوعا كاملا وفي الجمعة الثانية دخل رجل او الرجل الاول فقال يا رسول الله غرق المال وتهدم البناء فادعوا الله ان يمسكوها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكام والضراب وبطون الاودية ومنابت الشجر وجعل يشير صلى الله عليه وسلم الى النواحي كما اشار الى ناحية الا انفرجت فخرج الناس يمشون في الشمس ومن اراد المزيد من ذلك فليرجع الى ما كتبه الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية واذا ما ذكره من قبله شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الجواب الصحيح الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وكتب غيرهما كثير من اهل العلم في هذه الناحية وايات الانبياء فيها ثلاثة ثلاثة فوائد الاول الدلالة على ما تقتضيه من صفات الله عز وجل من القدرة والحكمة والرحمة وغير ذلك تاني الثانية تأييد الرسل عليهم الصلاة والسلام وبيان انهم صادقون فيما جاءوا به والثالثة رحمة الخلق فان الخلق دول يشاهدوا هذه الايات من الانبياء لانكروا وكذبوا فتأتي هذه الايات ليزدادوا طمأنينة ويقبل ما جاءت به الرسل ويذعنه وينقادوا له والله عليم حكيم واما قول السائل افلا تكون هذه الايات مجردة له ان الاحوال البشرية فاننا نقول له لا هذه الايات لا تخرجه عن كونه بشرا ولهذا لما سهى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته قال قال لهم انما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فبين النبي صلى الله عليه وسلم انه بشر وانه يلحقه ما يلحق البشر من النسيان وغير الانسان ايضا الا انه صلى الله عليه وسلم تميز عن البشر بالوحي الذي اوحاه الله اليه وبما جبره الله عليه تعالى من مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال من الصبر والكرم والجود والشجاعة وغير ذلك مما كان به اهلا للرسالة والله اعلم حيث يجعل رسالته وليعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك ذلك لغيره ايضا فقد قال الله له قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي وقال الله له قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ولن اجد من دونه متحدا الا بلاغا من الله ورسالاته وبهذا يتبين ان من دعا الرسول صلى الله عليه وسلم واستنجد به بعد وفاته واستغاث به فانه على ضلال مبين قد صرف الامر الى غير اهله فان الاهل لذلك اي للدعاء والاستغاثة هو رب العالمين عز وجل قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وقال تعالى ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وقال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فيا اخي المسلم لا تدعوا غير الله فما بك من نعمة فمن الله عز وجل واذا مسك الظر فلا تجأر الا الى الله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله لا والله لا اله الا الله الذي يكشف السوء ويوجب المضطر اذا دعاه ويجعل من شاء من عباده خلفاء الارض فاتق الله في نفسك وضع الحق في نصابه ولا تغلو في دينك غير الحق فتكون مشابها لاهل الكتاب من اليهود والنصارى اثابكم الله يا شيخ محمد المستمع عبد العظيم الحاج الخرطوم من السودان يقول ما معنى قوله تعالى ثمانية ازواج من الضأن نعم هذه الاية وما بعدها يبين الله تعالى فيها اصناف الانعام التي احلها لنا يبين سبحانه وتعالى انها ثمانية اصناف ذكر وانثى من الظأن وذكر وانثى من الماعز وذكروا وانثى من الابل وذكر وانثى من البقر ثم يقول عز وجل قل الذكرين حرما ام الانثيين اما اشتملت عليه ارحام الانثيين يرد بذلك على المشركين الذين حرموا من هذه الاصناف ما شاءوا واباحوا ما شاءوا فقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا وان يكن ميتة فهم فيه شركاء وتشير الاية الكريمة الى انه لا يحل لاحد ان يحلل او يحرم شيئا الا باذن الله عز وجل فان التحليل والتحريم والايجاب والاستحباب كله الى الله عز وجل ليس لاحد ان يتقدم فيه بين يدي الله ورسوله ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب وبهذه المناسبة اود ان اذكر المستمع الى قاعدتين هامتين دل عليهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع المسلمون عليهما القاعدة الاولى ان الاصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل على المشروعية والقاعدة الثانية ان الاصل فيما سوى ذلك الحل والاباحة حتى يقوم دليل على المنع دليل القاعدة الاولى قوله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وقول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي لفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ودليل الثانية قوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وقوله تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه وقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن اشياء رحمة بكم فلا تبحثوا عنها وقال صلى الله عليه وسلم ما سكت عنه فهو عفو وعلى هذا فكل من تعبد لله تعالى بشيء من الاقوال او الافعال او العقائد ولم يكن له دليل من كتاب او سنة فان تعبده هذا مردود عليه بل هو اثم به قال النبي عليه الصلاة والسلام كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وكل من حرم شيئا قوى العبادات فاننا نقول له هات الدليل على ما قلت والا فقد قلت ما ليس لك به علم نعم بارك الله فيكم هذا الجندي رمز لاسمه بسين قاف لام منفوحة المملكة العربية السعودية الرياض الرسالة طويلة يا فضيلة الشيخ يبدأها ببسم الله الرحمن الرحيم وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الحقيقة انني معجب ببرنامج نور على الدرب لما فيه من فوائد عظيمة تفيد المسلمين في امور دينهم ودنياهم. فجزاكم الله عنا خير الجزاء واثاب الله مشائخنا الكرام حدث بيني وبين زوجتي خلاف تركت على اثره البيت مع طفلتي واخذت معها جميع امتعتها. وفي اليوم التالي كتبت كتبت رسالة الى اخيها ذكرت لها فيه ان امرها بيد وكنت اعني الطلاق لاني قرأت في كتاب الفقه انه تجوز التقنية في هذه الامور. ومرت ايام وآآ مزقت بعدها الخطاب ولم يصل الى احد. وبعد مرور اكثر من عام راجعت زوجتي. والتي كانت تتمنى الرجوع وايضا اهلها راجعوا بذلك انفسهم ولكني اصبحت في شك من امري هل يعتبر ذلك طلاقا نافذا؟ لانه حسب علمي اه انه اذا مرت اكثر من ثلاث شهور تراجع الزوجة بعقد جديد ارجو من فضيلتكم ابداء الرأي وهل انا مذنب شرعا فيما فعلته؟ وان كنت كذلك فماذا اعمل لكي اصحح الخطأ؟ انصحوني بارك الله فيكم قبل ان يجيب على هذا السؤال اود ان انبه الاخ السائل وغيره من المستمعين الى ان امر الطلاق ليس بالامر الهين الذي يحصل بالكلمة او بعدم انفعال وان المشروع في حق الزوج ان يكون قادرا على نفسه كاظما لغيره مالكا في غضبه وان لا يتسرع في الطلاق فكم من انسان تسرع في الطلاق ثم ندم هو وزوجته وليعلم ان زوجته ناقصة عقل ودين لانها امرأة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهبا للب الرجل الحازم من احداكن وانها اي الزوجة طبيعة الانفعال لكنها تريعة الندم لان تصرفها ناتج عن نقصان في عقلها ودينها هذا هو طبيعة المرأة من حيث العموم فلا ينقضي الرجل الى ما تمليه عليه زوجته في مثل هذه المسائل لانه رجل وهو القوام على المرأة وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان النساء اعوان عند ازواجهن اي بمنزلة الاسيرات فهو المالك لها كما قال تعالى بوصف الزوج والف يا سيدها لدى الباب واذا كان كذلك فان عليه الا يخظع لثورة غضبها وسوء تصرفها بل يتصرفوا تصرفا حكيما ويعالج المشاكل بالتي هي احسن والرجل العاقل المؤمن يعرف كيف يتصرف واذا اراد الانسان ان يطلق فلينظر هل المرأة في حال تسمح لوقوع الطلاق عليها ام لا والحالة التي يمكن ايقاع الطلاق على الزوجة فيها هي ان تكون حاملا او ان تكون طاهرا طهرا لم يجامعها فيه فان كانت حائضا فلا يطلقها وان كانت طاهرا طهرا قد جمعها فيه فلا يطلقها اما اذا كانت حاملا واراد طلاقها فليطلقها ويقع طلاق الحامل الى فلافا لما يفهمه كثير من العامة الذين يظنون ان الحامل لا يقع طلاقها ويجوز للانسان ان يطلق الزوجة بنفسه وان يوكل من يطلقها سواء وكلها هي او وكل غيرها ومن صيغ التوكيل ان يقول لها امرك بيدك فاذا قال لها امرك بيدك وقبلت ذلك وطلقت نفسها طلقت اما اذا قال ذلك ولم يبلغها هذا القول ثم عدل عنه فانها فانه لا طلاق لانها وكالة لم تبلغ الموكل الموكل ثم انه فسخ قبل ان تبلغ الموكل وعلى هذا فاطمئن على اهلك ولا يكن في قلبك حرج الزوجة زوجتك ولم يقع عليها طلاق بارك الله فيكم شيخ محمد اه المستمع عبد العظيم اه الحاج من الخرطوم من السودان يقول ارجو من فضيلة الشيخ اه ان يورد قصة لسيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ والجن والهدهد لانني دائما اقرأ هذا في القرآن وينقصني بعض الشيء عن هذه القصة هذه القصة ذكرها الله تعالى مطولة مبسوطة في سورة النمل وكثير من قراء القرآن الكريم يعرفها بمجرد ان يقرأها ومن اشكل عليه شيء منها فعليه ان يرجع الى التفاسير كتاب سرير ابن كثير رحمه الله او غيره اه كتب التفسير الموثوق بها وانا احيل السامع بل احيل السائل على تفسير ابن كثير فليرجع اليه نعم بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم اخوتنا المستمعين الكرام كنتم بصحبة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة والذي اجاب على اسئلتكم واستفساراتكم لهذه الحلقة شكرا لكم انتم ايها السادة على حسن المتابعة ولنا لقاء في الغد ونحن واياكم بخير وعافية باذن الله تعالى. نعتذر لبعض الاخوة في عدم عرض رسائلهم نظرا لسوء الخط نرجو منكم ان تكتبوا الى البرنامج بخط واضح كي نتمكن من عرض رسائلكم على اصحاب الفضيلة العلماء الى الملتقى سلام الله عليكم رحمته وبركاته