بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته حياكم الله الى لقاء جديد يجمعنا بكم من برنامج نور على الدرب يصحبكم في الرد على استفساراتكم فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة في بداية هذا اللقاء نرحب بالشيخ محمد فاهلا ومرحبا بكم يا شيخ. اهلا ومرحبا بكم يا اخ عبد الكريم في بداية هذه الحلقة وصلت الى البرنامج رسالة من آآ المستمع آآ سوداني مقيم باليمن الشوم الشمالي محمد مسعد الفرح يقول لقد قرأت حديثا للصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال ما تعدون الشهيد فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال ان شهداء امتي اذا لقليل. قالوا فمن هم يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد. ومن مات في سبيل الله فهو شهيد. ومن مات في الطاعون فهو شهيد. ومن مات في فهو شهيد والغريق شهيد رواه مسلم. السؤال هل من مات غريقا وهو السكران تكتب له الشهادة؟ علما بان الغريق يعد شهيدا حسب نص الحديث نرجو من فضيلة الشيخ محمد افادة بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد قبل الاجابة على هذا السؤال اود ان انبه الى اننا في عصرنا هذا اصبح اسم الشهيد رخيصا عند كثير من الناس حتى كانوا يصفون به من ليس اهلا للشهادة وهذا امر محرم فلا يجوز لاحد ان يشهد لشخص بشهادة الا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم والشهادة وشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة تنقسم الى قسمين احدهما ان يشهد لشخص معين لانه شهيد كما في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد وحودا ومعه ابو بكر وعمر وعثمان فارتج الجبل بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اثبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة بعينه شهدنا له بانه شهيد تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعا له في ذلك والقسم الثاني ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة ان يشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة على وجه العموم كما في الحديث الذي اشار اليه السائل في ان من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد والغريق شهيد الى غير ذلك من الشهداء الذين ورد الحديث بالشهادة العامة من غير تخصيص رجل بعينه وهذا القسم لا يجوز ان نطبقه على شخص بعينه وانما نقول من اتصف بكذا وكذا فهو شهيد ولا نخص بذلك رجلا بعينه لان الشهادة بالوصف غير الشهادة بالعين وقد ترجم البخاري رحمه الله لهذه المسألة في صحيحه فقال باب لا يقال فلان شهيد واستدل له كقول النبي صلى الله عليه وسلم الله اعلم بمن يجاهد في سبيله وقوله اي قول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الله اعلم بمن يكرم في سبيله اي بمن يجرح وساق تحت هذا العنوان الحديث الطويل المشهور قصة الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة وكان شجاعا مقداما مقداما لا يدع للعدو شادة ولا فاذة الا اتبعها يضربها بسيفه فامتدحه الصحابة امام النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساق البخاري رحمه الله الحديث بطوله وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل لا يعمل لا يعمل عمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار وهذا الاستدلال الذي استدل به البخاري رحمه الله على الترجمة واضح لان قوله صلى الله عليه وسلم الله اعلم بمن يجاهد في سبيله او بمن يكلم في سبيله يدل على ان الظاهر قد يكون قد يكون الباطن مخالفا له والاحكام الاخروية تجرى على الباطن لا على الظاهر وقصة الرجل الذي ساقها البخاري رحمه الله تحت هذا العنوان ظاهرة جدا فان الصحابة رضي الله عنهم اثنوا على هذا الرجل بمقتضى ظاهر حاله ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم انه من اهل النار فاتبعه رجل من الصحابة رضي الله عنهم ولزم فكان اخر ام لهذا الرجل ان قتل نفسه بسيفه فنحن لا نحكم بالاحكام الاخروية على الناس بظاهر حالهم وانما نأتي بالنصوص على عمومها والله اعلم هل تنطبق على هذا الرجل الذي ظاهره لنا انه متصف بهذا الوصف الذي علق عليه الحكم وقد ذكر صاحب الفتح يعني فتح الباري وهو شرح صحيح البخاري المشهور ذكر ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه خطب فقال انكم تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيدا ولعله قد يكون قد اوقر راحلته الا لا تقول ذلك ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في سبيل الله او قتل فهو شهيد قال في الفتح وهو حديث حسن وعلى هذا فنحن نشهد بالشهادة على صفة ما جاء بها النص ان كانت لشخص معين شهدنا بها لشخص معين للشخص الذي عينه النبي صلى الله عليه وسلم وان كانت على سبيل العموم شهدنا بها على سبيل العموم ولا نطبقها على شخص بعينه لان احكام الاحكام الاخروية تتعلق بالباطن لا بالظاهر نسأل الله تعالى ان يثبتنا جميعا بالقول الثابت وان يصلح قلوبنا واعمالنا وبناء على هذا فان قول السائل لو غرق الانسان وهو سكران فهل يكون من الشهداء فاننا نقول لن نشهد لهذا الاغريق بعينه انه شهيد سواء كان قد شرب الخمر وسكر منها ثم غرق حال سكنه ام لم يشربها ثم انه بمناسبة ذكر السكر يجب ان نعلم ان شرب الخمر من كبائر الذنوب وان الواجب على كل مسلم عاقل ان يدعها وان يجتنب ان يجتنبها كما امره بذلك ربه عز وجل فقال تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ومن شربها حتى سكر فانه يعاقب بالجلد فان عاد تولد مرة اخرى فان عاد ولد مرة ثالثة فان عاد الرابعة فان من اهل العلم من قال يقتل لحديث ورد بذلك ومنهم من قال انه لا يقتل وان الحديث منسوخ ومنهم من فصل كشيخ الاسلام ابن تيمية فقال انه يقتل اذا جلد ثلاثا او اربعا ولم ينتهي قال شيخ الاسلام انه يقتل اذا لم ينتهي الناس بدون القتل يعني بحيث انتشر شرب الخمر في الناس ولم ينتهوا عنه بعد تكرر العقوبة عليهم فاذا لم ينته الا بالقتل فانهم فانه يقتل وعلى كل حال فان الواجب على على المؤمن اجتناب ذلك وان نسعى جميعا الى الحيلولة دون انتشاره بكل وسيلة والله الموفق بارك الله فيكم هذه رسالة وصلت من احدى الاخوات المستمعات تعمل في دولة الامارات العربية المتحدة الرسالة طويلة اه وسأقوم ان شاء الله تعالى باختصارها تقول اريد ان استشيركم في امر يخصني وافراد اسرتي من البنات. الا وهو اه اني واخواتي البنات كتب علينا ان نظل بلا زواج هذا لاننا قد تخطينا سن الزواج الى ما بعده بكثير جدا جدا. ان لم يكن اقتربنا من سن اليأس بالفعل هذا مع العلم ولله الحمد على ما اقول شهيد. فنحن على درجة من الاخلاق اه مع العلم اننا ولله الحمد قد حصلنا على شهادات جامعية جميعنا اه ايضا تقول ولكن هذا هو نصيبنا والحمد لله. نسأل الله سبحانه وتعالى الصبر والايمان والتقوى. ولكن الناحية المادية هي التي لا تشجع احد لان يتزوجنا لان ظروف الزواج وخاصة في بلدنا يقوم على المشاركة بين الزوجين باعتبار ما سيكون في المستقبل. والان وبعد ان تعديت سن الزواج وفقني الله عز وجل الى العمل بالامارات العربية المتحدة. الا انني سمعت توفي برنامجكم المفضل نور على الدرب عن آآ حرمانية هذا السفر اتباعا لسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وقررت بمشيئة الله ان اقدم استقالتي للرجوع الى بلدي مرة اخرى. هذا لانه ليس هناك لدي من تسمح ظروفه طري معي والان اسأل اسألكم يا فضيلة الشيخ كيف نقي آآ نعم انفسنا شر الالم الذي قدر لنا وكيف نحمي انفسنا من كثرة الاسئلة التي توجه الينا من الناس جميعا عن السبب في لعدم زواجنا لقد اصبح اختلاطنا بالناس امر محال بسبب هذا الامر. ذلك حتى نتجنب الاسئلة الكثيرة عن سبب عدم من ازدواجنا وانا اعلم ان الصبر والصلاة والاستعانة بالله جل شأنه هو السبيل. ولكن لا شك في ان في هذا الامر مشقة على النفس ارجو من نصيحة وتوجيه لي نيابة عن اخواتي اسأل الله لي ولهن الخير. بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ ولي بعد ذلك قد نأتي اليها النصيحة التي يوجهها الى مثل هؤلاء النساء اللاتي تأخرن عن الزواج هي كما اشارت اليه السائلة ان يلجأنا الى الله عز وجل بالدعاء والتضرع اليه بان يهيئ لهن من يرضى دينه وخلقه واذا صدق الانسان العزيمة في التوجه الى الله واللجوء اليه واتى باداب الدعاء وتخلى عن موانع الاجابة فان الله تعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ترتب سبحانه وتعالى الاجابة على الدعاء بعد ان يستجيب المرء لله ويؤمن ويؤمن به فلا ارى شيئا اقوى من اللجوء الى الله عز وجل ودعائه والتضرع اليه وانتظار الفرج وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا واسأل الله تعالى لهن ولامثالهم ان ييسر لهم من الامر وان يهيئ لهن الرجال الصالحين الذين يعينهم يعينهن على صلاح الدين والدنيا نعم اللهم امين نقطة فضيلة الشيخ تقول في المستمعة هل عدم اه زواجنا هذا لما يسببه لنا من الم فيه تكفير لذنوبنا؟ فهل هذا الحرمان ينطبق على حالنا؟ ام هو نصيب ومكتوب فقط ولا شك ان هذا الذي حصل نصيب ومكتوب فان الله سبحانه وتعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن الى يوم القيامة وكتب على العبد اجله وعمله ورزقه وشقي ام سعيد وقد اشار الله تعالى الى ذلك في قوله ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم ومع كونه مكتوبا مقدرا من الله عز وجل فان الله تعالى يثيب المرء عليه اذا صبر واحتسب فاذا صبر الانسان واحتسب على المصيبة كان في ذلك تكفير لسيئاته ورفعة لدرجاته وتكثير لثوابه قال الله تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون وقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب نعم اه النقطة التي تلي هذه النقاط تقول هل والدنا الفاضل اعطاه الله الصحة واياكم اه ان شاء الله تعالى يمكن ان يسأل عن ذلك الامر يوم دين والدكم لا يسأل عن ذلك يوم الدين الا اذا كان سبب التأخير منه مثل ان يأتي الخطاب الذين ترضى اما الذين يرضى دينهم وخلقهم ثم يردهم نظرا لما يحصل منكن من مادة له بهذه الوظائف فاذا كان الامر كذلك اي انه يرد الخطاب من اجل مصلحة مادية تعود عليه فلا شك انه اثم بذلك وانه لم يقم بواجب الامانة فعليه ان يتوب الى الله ويستغفره من هذا العمل وان يبادر بتزويجكن من حين ان يأتي الخاطب الذي يرظى دينه وخلقه نعم هذا سؤال من احد الاخوة المستمعين السليمان من قرية المخروبة بجمهورية مصر العربية. يقول في قريتنا البعض من الناس يذكرون الله بصوت مرتفع وهو موقوف ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويفعلون ذلك في ليلة الاثنين والجمعة نصحتهم بذلك وقلت لهم بان هذه بدعة في الدين سخروا مني وقالوا لي اننا على صواب وانت الذي على خطأ واني رفضت هذا الكلام ولا ابالي. الرجاء من فضيلتكم النصح لمثل هؤلاء لأن نصيحتنا لمثل هؤلاء ان يتقوا الله عز وجل في انفسهم وان يعرفوا قدر انفسهم وان يعلموا انه لا يحل لهم ان يتقدموا بين يدي الله ورسوله وانه ليس لهم الحق ان يشرعوا في دين الله ما ليس منه الدين دين الله عز وجل وهو الذي يشرع لعباده ما تقضيه حكمته مما فيهم مصلحتهم في الحاضر والمستقبل وهم يعلمون شاءوا ام ابوا ان الدين دين الله وان الشرع شرعه ولكني اريد منهم ان يطبقوا مقتضى هذا العلم بحيث لا يتجاوزون شرع الله فيتعبدون لهم بما لم يشرع وليعلم هؤلاء ان كل عمل قولي او فعلي او عقدي يقومون به تقربا الى الله عز وجل فانه لا يزيده من الله الا بعدا اذا لم يكن مشروعا بكتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الجمعة اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث الذي يعلنه في خطبة الجمعة اخبرنا بان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فما خالف هديه فهو شرط واخبرنا ايضا ان كل بدعة في دين الله ضلالة وان كل ضلالة وان كل ضلالة في النار فليعلم هؤلاء ان هذا العمل عناء وعقاب عناء في الدنيا ومشقة وتعب ونصب وعقاب يوم القيامة ولا اخص هؤلاء بما ابتدعوه من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الكيفية التي ذكرها السائل ولكني اتكلم على بدعتهم هذه وعلى جميع ما ابتدأ في دين الله تعالى من عقيدة او قول او عمل فعلى المرء ان يكون عبدا لله عز وجل بمعنى هذه العبودية فلا يتقدم بين يديه ولا يدخل في دينه ما لم يشرعه بارك الله فيكم في نهاية هذا اللقاء اه نشكر الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة والذي اجاب على اسئلتكم واستفساراتكم لهذه الحلقة شكرا لكم انتم اخواتنا المستمعين الكرام على حسن المتابعة ولنا لقاء باذن الله تعالى في الغد ونحن واياكم بخير وعافية باذن الله تعالى نعتذر لبعض الاخوة في عدم عرض رسائلهم نظرا لسوء الخط نرجو منكم اخوتنا المستمعين الكرام ان تكتبوا الى البرنامج بخط واضح كي نتمكن من عرض رسائلكم على اصحاب الفضيلة العلماء الى الملتقى سلام الله عليكم ورحمته وبركاته