بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فما يزال مجلسنا هذا ايها الاخوة الكرام متتابعا في ذكر ما يتعلق بحقوق نبينا صلوات الله وسلامه عليه ونحن نتدارس الفصول المتتابعة من هذا السفر العظيم كتاب الشفا. بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه اله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه. وما زال حديثنا متتابعا في الباب الثاني في الفصول التي قصها المصنف رحمه الله لذكر ما يتعلق بصفات واخلاق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا الباب يا ما زلنا نقول مرارا اننا بامس الحاجة اليه. معشر امة محمد صلى الله عليه وسلم. ما زلنا محتاجين امس الى تعزيز ايماننا وشهادتنا التي ننطق بها كل يوم مرات ومرات. شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تستوجب الايمان الصادق به والحب العظيم له والاتباع الكامل لسنته صلوات الله وسلامه عليه وكل ذلك يا كرام انما يقوم على بنيان عظيم اساسه المعرفة التامة بشأن المصطفى عليه الصلاة والسلام والدراية الكافية باحواله وسننه وشأنه كله صلى الله عليه واله وسلم. من هنا كان الحديث عما يجب له من الحقوق بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. علي وعليك وعلى كل مسلم مسلمة في الامة هذا الحق العظيم الذي اعطاه الله للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام من اجل ان نكون اتم ايمانا به واصدق اتباعا لسنته واشد تمسكا بهديه عليه الصلاة والسلام. فان الله انما بعثه يخرجنا من الظلمات الى النور. ولنأتسي بشأنه عليه الصلاة والسلام. وليكون لنا حظ عظيم من اتباع سنته وسلوك بدربه والاهتداء بهديه عليه الصلاة والسلام. الا فاعلموا رعاكم الله ان كل ما من شأنه ان ينمي الحب ويعظمه وفي قلب المؤمن لرسول الله عليه الصلاة والسلام فان حقا عليه ان يسلكه. ولهذا جاءت النصوص في كتاب الله وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام تحكي هذا الواجب العظيم. وتدل المسلمين عليه وتأمرهم بالاخذ به فانه باب من ايماني عظيم يا كرام سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وسيرته العطرة وشمائله النضرة باب عظيم من الايمان باب كبير من العلم. باب عظيم من الادب من الحب مما يجب علينا له عليه الصلاة والسلام من الوفاء بحقه الكبير صلوات ربي وسلامه عليه. وقف بنا الحديث في الفصول التي جاء بها المصنف رحمه الله في الباب الثاني فيما يتعلق باخلاقه الحميدة عليه الصلاة والسلام عند حسن عشرته وادبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم مع اصناف الخلق نعم. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللحاضرين وجميع المسلمين فصل في حسن عشرته وادبه وبسط خلقه وبسط خلقه مع اصناف الخلق واما حسن عشرته وادبه وبسط وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم مع اصناف الخلق فبحيث انتشرت به الاخبار الصحيحة. قال علي رضي الله عنه في وصفه صلى الله عليه وسلم كان اوسع الناس صدرا. واصدق الناس لهجة والينهم عريكة واكرمهم عشرة. هذا وصف عام بخلق رسول الله عليه الصلاة سلام انه كان حسن العشرة عظيم الادب صلى الله عليه وسلم وكان ايضا يبسط خلقه مع اصناف الخلق. والمقصود ببسط الخلق. حسن التعامل ولين العريكة وسهولة المأخذ ويسر ويسر العيش معه عليه الصلاة والسلام من كل احد قريب او بعيد. يقول المصنف رحمه الله واما حسن عشرته وادبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم مع اصناف الخلق ويقصد باصناف الخلق ايا كان موقع احدهم مؤمنا او كافرا والمؤمنون ايضا ايا كان موقع احدهم من الصحابة المقربين او من الاباعد والمرتحلين او من الاعراب او من الارحام والجيران. كل ذلك عنده سواء عليه الصلاة والسلام في بسط الخلق. ولكم قلنا مرارا يا قوم لا يستطيع احد ان يحصي في اثر صحيح او ضعيف اطلاقا انه فاه صلى الله عليه وسلم بكلمة سوء. ولو مع كافر او انه خرج منه فحش وحاشاه صلى الله عليه وسلم فانه ما كان فاحشا ولا متفحشا. ومع ذلك فقد عاش وتعرض في حياته عليه الصلاة والسلام لعداوة الاعداء وبغض المبغضين ونفاق المنافقين وعداوة اليهود كل ذلك كان حاضرا في حياته عليه الصلاة والسلام. لكن العجيب والله ان اصناف الخلق هؤلاء مع تنوعهم وتفاوت علاقاتهم وقربهم وبعدهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام الا انه ما اساء الى احد قط ولا حفظ عنه احد اي ان يجرحوا المشاعر او يسيءوا في التعامل صلوات الله وسلامه عليه. لقد تربع على عرش الاخلاق وحسبكم قول ربكم وانك لعلى خلق عظيم. عظمة الاخلاق انما تجلت في خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام. في كل باب من ابوابها الحلم الكرم التواضع الصدق الوفاء الامانة كل ذلك وغيره اضعاف اضعاف انت تجده متمثلا في رسول الله عليه الصلاة والسلام. وللمرة الالف سنضطر الى القول اننا معشر البشر نتجمل بالاخلاق ونتزين بها اذا اتصف بها احدنا لكن الاخلاق والله تجملت هي بتخلق رسول الله عليه الصلاة والسلام بها فاصبح لا يعرف جودة الكرم ولا روعة الوفاء ولا جمال التواضع الا لما تمثلت في حياته عليه الصلاة والسلام فعرفنا جمال الكرم والتواضع والوفاء والصدق والامانة لما رأيناها شاهدة في حياته عليه الصلاة والسلام. عاشها قبل النبوة وبعدها في مكة قبل الهجرة وفي المدينة بعدها. كل ذلك كان عليه الصلاة والسلام رغم اختلاف الاحوال التي مرت به والامور التي عاشها والاحوال التي اكتنفت دعوته وسيرته الا ان اخلاقه ما تبدلت عليه الصلاة والسلام. الا حسن خلقه وطيب معشره صلى الله عليه وسلم ظل علما شامخا يراه المؤمنون الى يوم القيامة اسرت اخلاقه قلوب الناس في عهده عليه الصلاة والسلام. اسلم بها الكافر وازداد بها المؤمن ايمانا واحبه الناس كلهم ونحن والله اولى اليوم ان تأسيرنا اخلاقه عليه الصلاة والسلام فتزيدنا له حبا. وتزيدنا له طاعة باعا وصدقا في الاستمساك بسنته والتشرف في الانتماء الى ملته. نرفع راية السنة ملؤنا الشرف والفخر اننا من امة محمد عليه الصلاة والسلام يسلك احدنا درب السنة ويطبقها رافعا بها رأسه بها شموخ ايمانه انه على درب المصطفى الهادي عليه الصلاة والسلام. قال علي رضي الله عنه في وصفه كان اوسع الناس صدرا واصدق الناس لهجة والينهم عريكة واكرمهم عشرة. في الصحيحين ايضا عن انس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا بهذا الاطلاق ولم يرضى انس رضي الله عنه ولا غيره من الصحابة ان يجعل مع النبي صلى الله عليه وسلم في المفاضلة في حسن الخلق الا يجعلوا معه احدا. ولا يقارن باحد عليه الصلاة والسلام. وانما يطلق حسن الخلق له جودة وكمال وحسنا كان احسن الناس خلقا. لقد اوجزوا في هذه العبارة شيئا عظيما من المواقف بل حياة ممتدة عاشوها سنين عددا في صحبته عليه الصلاة والسلام فرأوا من جميل الاخلاق وحميد الصفات ما يعجز احدهم لو اراد ان يحصيه فالوصف وما يتعب احدهم لو اراد ان يحصي المواقف واحدا واحدا فرأوا ان من ما يوجز الكلام ان يقول احدهم كان احسن الناس خلقا عليه الصلاة والسلام. هذا علي رضي الله عنه يقول كان اوسع الناس صدرا. وتعجب ايضا لالفاظ الصحابة رضي الله عنهم في وصف هذا الخلق العظيم. سعة صدره عليه الصلاة والسلام بحيث لا يمل. ولا يضجر مما يرد عليه مع خلاف الاحوال والمقامات والاشخاص وتفاوت المواقف. وهو كان عرظة عليه الصلاة والسلام ان يلقى المؤذي والمعاند مستفز وان يلقى ايضا جافي الطبع. ومن لم يتأدب بادب النبوة والصحبة. كل ذلك كان واردا. لكنه كان اوسع الناس صدرا. سعة صدره عليه الصلاة والسلام احتمل بها امته. احتمل بها الجميع. وما اراد عليه الصلاة والسلام السلام الا ان تسعهم رحمة الله فيدخل بهم جنة عضها السماوات والارض. سعة صدره تلك التي جاء طرف من معناها في قول الله له الم نشرح لك صدرك؟ لقد شرح الله صدره. فكان مشروحا عليه الصلاة والسلام. ولذلك استوعب واحتوى الاصناف والخلائق من امته. كان فيهم المؤذي والمعاند كما اسلفت. كان فيهم المتربص بالسوء. كان فيهم اعلن ايضا باساءته في حضرته وبين يديه عليه الصلاة والسلام. فلا والله ما جفا مع احد ولا اساء القول الى احد ولا رد تهمة وسبة وشتيمة ولا عامل سوءا بسوء قط. فكان ذلك اعظم في اثبات حسن خلقه عليه الصلاة والسلام. نعم. قال رحمه الله حدثنا ابو الحسن علي بن مشرف. اي مشرف الانماطي. ابن الانماطي فيما اجازني وقرأته على غيره قال حدثنا ابو اسحاق الحبال حدثنا ابو محمد حدثنا ابن الاعرابي حدثنا ابو داوود قال قبل حدثنا تقول قال حدثنا نعم قال حدثنا ابن الاعرابي قال حدثنا ابو داوود ابو داوود هذا الامام صاحب السنن السجستاني رحمة الله عليه والمصنف يسوق الحديث بسنده اليه. نعم قال حدثنا هشام ابو مروان ومحمد ابن المثنى قال حدثنا الوليد بن الوليد بن مسلم قال حدثنا الاوزاعي سمعت يحيى ابن ابي كثير يقول حدثني محمد ابن عبد الرحمن ابن اسعد ابن زرارة عن قيس ابن سعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر قصة قصة في اخرها فلما اراد الانصراف قرب له سعد حمار ووطأ عليه بقطيفة وعقب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال سعد يا قيس اسحب اسحب رسول صلى الله عليه وسلم قال قيس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب فابيت فقال اما ان مركبة واما ان تنصرف فانصرفت. وفي رواية اخرى اركب امامي فصاحب الدابة اولى بمقدمها. بمقدمها مقدمها هذا يا احبة شاهد من شواهد حسن الادب ولين المعشر وطيب التعامل منه عليه الصلاة والسلام مع قل لاحد هذا قيس ابن سعد ابن عبادة رضي الله عنه وعن ابيه. احد سادات الانصار من سادات الخزرج احد النقباء يوم البيعة هؤلاء يحكون موقفا زارهم فيه النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. كما كان يتعاهد اصحابه بالزيارة والتودد والملاطفة زارهم عليه الصلاة والسلام فلما اراد الانصراف قرب له سعد يعني سعد بن عبادة قرب له حمارا يعني ليركب عليه في وذلك انه اتى اليهم ماشيا. وهذا لون اخر من التواضع والتبسط وعدم التكلف في التعامل. اتى اليهم ماشيا يزورهم عليه الصلاة والسلام. فلما فرغ من زيارته ارادوا اكرامه وان يعود راكبا عليه الصلاة والسلام فقرب له مارا ووطأ عليه بقطيفة يعني جعل على ظهر الحمار قطيفة يركب عليها النبي عليه الصلاة والسلام عليها لتكون اطيب له وتوطئة لجلوسه على ظهر الحمار. قال فركب النبي عليه الصلاة والسلام. ثم قال سعد ابن ابن عبادة لابنه قيس يا قيس اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يفعل احدنا مع بنيه اذا اراد توديع ضيف فيأمر كبير ابنائه بمرافقة الضيف الى حيث المغادرة او ايصاله اذا اراد ان يوصله. فقال يا قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قيس فقال النبي صلى الله عليه وسلم اركب اين يركب معه على الحمار قال اركب قال قيس فابيت لماذا ابا قيس ان يركب ادبا مع النبي عليه الصلاة والسلام. فما يريد ان يزاحمه في الركوب على ظهر حمار قال اركب فابيت فقال اما ان تركب واما ان تنصرفا لماذا اصر عليه الصلاة والسلام على ركوب قيس معه على الحمار توددا وتلطفا وهذا الذي نقوله في حسن العشرة والادب وبسط الخلق مع الكل. كان عليه الصلاة والسلام في مقام اكرامهم له يأبى عليه الصلاة والسلام الا ان تلوح ملامح حسن الخلق والادب العظيم. اتعجب بعد ذلك فاسر قلوب صحابته حبا له عليه الصلاة والسلام. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام في مقام الاصرار اما ان تركب واما ان تنصرف يعني يرفض عليه الصلاة والسلام ان يظل راكبا على الحمار وقيس يصحبه ماشيا الى جواره ويرى عليه الصلاة والسلام ان في هذا من مظاهر العظمة والتكبر مما لا يحب ان يظهر به صلوات الله وسلامه عليه. ان يركب ويسايره صاحبه ماشيا الى جواره فقال اما ان تركب واما ان تنصرف. فاختار قيس الاليق له بمقام الادب وهو ان ينصرف ما يحب ان يركب مع النبي عليه الصلاة والسلام. وفي رواية قال اركب قال اركب امامي فصاحب الدابة اولى بمقدميها. ان ايضا في الامام وليس في الخلف اما اردافه عليه الصلاة والسلام لبعض اصحابه في جملة من المواقف فحصل غير ما مر. اردف خلفه ابن عباس واردف خلفه الفضل وعددا من الصحابة في المدينة وفي حجة الوداع كان يركب بعض اصحابه خلفه على دابة يركبها اناسا لمن يصحبه وتلطفا وتواضعا عظيما منه صلوات الله وسلامه عليه. ولو شئنا ان نمثل هذا يا احبة بمثل شاهد معاصر نعيشه اليوم لو كان احدنا ذا منصب وجاه ومنزلة ومكانة ولن اقول مقام امراء وكبراء ووزراء فلا شيء يقارن بمقام النبوة اطلاقا والله. ان يكون انسان على وجه الارض نبي يوحى اليه. رسول من الله صلوات الله وسلامه عليه. فاذا كان احدنا ذا منصب وجاه ومكانة كبيرة. ثم اراد احد البسطاء واحد اسر من الناس وعامتهم اراد ان يصحبه. فاذا ما فتح له باب سيارته ليركب معه. كان ذلك في غاية الاكرام لمن صاحبه لمن يجالسه لمن يرافقه. فكيف ونبينا صلوات الله وسلامه عليه؟ انما يركب دابة من الدواب التي تركب ابو انذاك ثم يفسح لاصحابه معه في الركوب ليرافقوه في ممشاه في ذهابه في مجيئه او في عبادته كما في الحج صلوات الله وسلامه عليه. ترى في القصة شيئا عظيما من التواضع البساطة قلة التكلف حسن العشرة مع ما يزرع في قلوب الناس عليه الصلاة والسلام من عظيم الحب والاحترام والادب ها نحن والله ونحن نقرأ القصة اليوم ولم نعشها ولم نشهدها لكن نقرأها فتورث في في قلوبنا شيئا عظيما من الحب والاحترام والادب والاجلال لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فما ظنكم بالاثر في قلب من عاش هذا الموقف؟ ومن شهده ومن تعامل معه النبي عليه الصلاة والسلام فقال له ذلك الكلام او تعامل معه بتلك المعاملة صلى الله عليه واله وسلم. نعم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويل من كل ويكرم يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم. ويحذر الناس ويحترس منهم. من غير ان يطوي عن احد منهم بشرا ولا خلقه ويتفقد اصحابه ويعطي كل جلسائه نصيبه. لا لا يحسب لا يحسب جليسه ان احدا اكرم عليه منه من جالسه او قاربه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه. ومن سأله لم يرده الا بها او او بميسور او بميسور من القول. قد وسع الناس بسطه وخلقه قد وسع الناس الناس بسطه وخلقه. فصار لهم ابا وصاروا عنده في الحق سواء. بهذا وصفه ابن ابي هالة. قال وكان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ولا ولا يوأس منه. صلوات الله وسلامه عليه. هذه عبارات وجمل لو اردنا ان نحصي لها المجالس في بسطها وبيان مرادها لطالت بنا المجالس وتعددت. انت تصف خلق نبيك كريم عليه الصلاة والسلام. انت تبرز ملامح من عظمة الاخلاق التي عاشها الصحابة على مدى ثلاث وعشرين عشرين سنة في صحبته نبيا كريما عليه الصلاة والسلام. اختصروا لك المواقف ليست بالشهور ولا بالسنوات ولا بالايام بل في كل ساعة وموقف يشهدون خلقا عظيما منه عليه الصلاة والسلام. اذا ما علمهم اذا ما ام بهم اذا ما خطبهم اذا ما قاد الجيوش اذا ما اصلح بين المتخاصمين اذا ما عدل بين في القسمة في القضاء في كل المواقف التي عاشها الصلاة والسلام كانوا يجدون والله في كل موقف من حياته. في كل موضع شبر من سيرته يجدون فيه عظمة اخلاق التي قال الله عنها وانك لعلى خلق عظيم. هذا هند ابن ابي هالة. وقد سأله الحسن والحسين عن وصف النبي عليه الصلاة والسلام وكان امرأ وصافا وهو خال لهما. فذكر شيئا من الاوصاف مع ما في سند الحديث من ضعف لكن الجمل الواردة فيه صحيحة ثابتة من وجوه متعددة. الا ان وصفه اجمل في العبارة واكثر سبكا ودلالة على المقصود. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤلفهم. ولا ينفرهم. يقصد الصحابة. والمقصود بتأليفهم اجتماع القلوب عليه صلى الله عليه وسلم. وانهم احبوه وانما يكون ذلك بقدر عظيم من بشاشة الخلق ولين الجانب وحسن التعامل والاكرام والبذل والعطاء. والله عبد الله لن قلوب الناس حبا لك الا بعظيم عطاء وليس بالضرورة ان يكون عطاء مال. هذا واحد من وجوه العطاء. ونبينا عليه الصلاة والسلام اعطى المال. نعم. مع قلة ذات يده لكنه اذا اتاه المال وكثر بين يديه وسع على الناس من حوله. اعطى المال ولم يكن المال اعظم عطاءاته عليه الصلاة والسلام بل كان اعظم ما يعطي لامته نور الهداية ووحي النبوة والدين الذي بعثه الله عز وجل به. اعطى علم الجاهل وصبر على جهله وتحمل اذاه وعلم الناس وبلغ الوحي وصبر على كل ما وجد من اذى عليه الصلاة والسلام في عطاء عظيم ما عرف الكلل ولا الملل حتى لقي الله. لقي الله وقد اشهد الامة جمعاء. يوم عرفة الا هل بلغت وهم ينطقون جميعهم بلى وهو يرفع اصبعه الى السماء ثم ينكتها اليه فيقول اللهم فاشهد. اشهد الله عز وجل في اخر ايامه صلوات الله وسلامه عليه على انه بلغ الامانة. وادى الرسالة فكان عطاء عظيما. هذا العطاء وسع الناس عليه الصلاة والسلام وامتلك به القلوب واسر به الافئدة صلوات الله وسلامه عليه. اعطى المال اعطى الوحي والنبوة اعطى العلم وكان يعطي مع ذلك عطاء عظيما في بسط الخلق وحسن التعامل ويسر الاسلوب ولين الجانب هذا عطاء عظيم ايضا يا كرام. قد لا تملكوا مالا وقد لا تملك علما. وقد لا تملك كلمة ولا قلما ولا لسانا ولا منبرا لكن حسبك والله ان تملك وجها بشوشا وابتسامة صادقة ولينا في التعامل انت عظيم العطاء للناس من حولك ربما خرج احدنا ذات يوم من داره يقصد المسجد او سوقه او مكانا ما فلقي مسلمين في طريقه ذهابا وايابا وليس صاحب علم ولا مال كما قلت لكنه ظل يسلم ويؤانس ويبسط الوجه والبسمة في وجوه من ومن يدبر عنهم ومن يقبل اليهم هذا عطاء عظيم يا قوم. نبينا عليه الصلاة والسلام وسع الله له في العطاء فاعطى في كل لوجوه العطاء بلا استثناء كان يؤلف الناس بذلك. فتألف القلوب نعم. من يريد المال تألف قلبه بالمال. ومن كان بل لصحبته تألف ايضا بحسن صحبته. كلنا كل ذلك وجدناه في حياته صلى الله عليه واله وسلم. قال رضي الله عنه ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم. هذا في اكرام الكرام. الحفاظ على منازل الناس والابقاء على ما لهم من الهيبة والاحترام. يكرم كريم القوم ويوليه عليهم. يعني يبقيه اميرا عظيما كبيرا مسئولا عنهم اذا ما جاءت الوفود مسلمة واذا ما ارسل اليهم الرسل لتبليغ الدين واقراء القرآن. قال ويحذر الناس ويحترس منهم من غير ان يطوي عن احد منهم بشره ولا خلقه. في مقام الحذر كان حذرا عليه الصلاة والسلام. ان الطيبة يا ولين الجانب وحسن التعامل لا يعني الغفلة والسذاجة كما يظن بعض الناس. بعض الناس يظن ان تكون طيبا بمعنى ان تكون انسانا يطأ الناس على عنقك ويهينون كرامتك ولا يحترمك احد ولا يقدرك احد وتنطلي عليك ويؤذيك القريب والبعيد وهذا خطأ. من قال لك ان حسن الخلق يعني السذاجة والغفلة والبلاءة. كان نبينا عليه الصلاة والسلام احسن الناس خلقا. وجد القريب والبعيد طيب التعامل ودين العريكة وقرب المأخذ. يا رجل كانت الامة تأتي فتأخذ بيده وتنصرف. كانوا الصبيان يأتون فيسلمون عليه. صلى الله عليه وسلم. هل يوجد اقل من الصبيان والاماء ليصل في تعامله المباشر مع النبي عليه الصلاة والسلام فما يرد احدا ولا يبتعد عن احد ولا يجافي احدا فما بالك بمن دونه في المجتمع انذاك الكل والله كان حظيا بالتعامل المباشر معه عليه الصلاة والسلام. وحسبكم بهذا فرحة لقلوبهم وانسا في صدورهم ان يكونوا ارباب علاقة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. يأنسون به يسلمون عليه يتكلمون معه يجلسون في الحديث الذي يحتاج اليه احدهم. كل ذلك كان موجودا. لكن هذا لا يعني نفي الحذر وعدم المبالاة بكيد كائد وعدوي وعداوة المعتدي. قال كان يحذر الناس او يحذر الناس ويحترس منهم. مقام الحذر في اعلى مقامات الفطنة وحسن الخلق لا ينافي ذلك كما اسلفت. الاحتراس والحذر لا يعني ان يكون غضوبا ولا متجهما. ولا مسيئا في خلقه ولا عبوسا اسمع يقول يحترس من الناس يعني في من يجب عليه الحذر منهم لكن من غير ان يطوي عن احد منهم بشره ولا خلقه. هذه الصعبة والله ان تعرف ان انسانا ما ذو سوء ان تعرفه ذا سوء ذا كيد ذا عداوة لم تعد مضمرة ولا باطنة هو يعلنها فكيف لك بالتعامل مع مثل هذا الصنف اظن ان اوسعنا صدرا واعظمنا حلما سيحرص في التعامل مع مثل هذا الصنف من الناس مع امتداد العداوة واشتداد الاذى ان يظهر صلابة الموقف وجفاف التعامل ويرى ان الاقتصار على هذا هو في غاية الاكرام لامثال هؤلاء. نعم لن يتلفظ بلفظة سوء ولن يعتدي بكلام ولا فعال لكن يرى ان ادنى الاحسان في التعامل مع هؤلاء هو الاعراض عنهم. نبينا صلى الله عليه وسلم تجاوز ذلك بك يا قوم حتى مع اصحاب الاساءة والعدوان والاذى ما كان ليسيء نعم لكن ما كان ليحتجب ولا ليعرض عنهم عليه الصلاة والسلام بل وسع الناس كما قال خلقه عليه الصلاة والسلام وعظيم تعامله وادبه عليه الصلاة والسلام. تدري لم؟ لانه صاحب رسالة عليه الصلاة والسلام وهمه ان تبلغ دعوته رسالته لكل هؤلاء وعلى رأسهم اولئك المعاندون. والمكذبون والذين يبادلونه العداوة والاذى والاساءة على الدوام من غير ما ملل ولا كلل لكنه عليه الصلاة والسلام صاحب هم صاحب دعوة صاحب رسالة لا يطوي عن احد ولا خلقه. ان منطق بعض الناس يا احبة وللصراحة نقول ان بعض الناس يرى ان من تمام العدل والانصاف ان تعامل المسيء باساءة كما اساء وان تعامل الجاف والغليظ بغلظة وجفاء. ايضا كما يعاملك. وانه متى اساء اليك في موقف فمن حقك ان تحتفظ بانتصار تارك لنفسك كل هذا حق. والله عز وجل قد قال وجزاء سيئة سيئة مثلها. لكن مقامات الكمال ان ترتفع فوق ذلك وتترفع عليه. لانها ترفع ذال ترفع صاحبها الى منزلة اكمل. في مقابلة الاساءة باحسان وفي مقابلة الهجران باقبال. وفي مقابلة العدوان بصفح بل واحسان ايضا نعم هي صعبة ولذلك هي اخلاق الكبار والكبار فقط. ولا يقوى عليها كل الناس ولا يحتملها كل احد ان تعامل الناس لا باخلاقهم لكن باخلاقك انت. كان نبينا عليه الصلاة والسلام هكذا يعامل الناس بخلقه لا باخلاقهم فاذا ما واجه ذا الاساءة والعدوان والاذى والسوء والفحش ما كان ليقابل احدا منهم بسوء عليه الصلاة والسلام لان السوء ليس من اخلاقه ولا بفحش لان الفحش ليس من طباعه عليه الصلاة والسلام. ولا يقبل لنفسه عليه الصلاة والسلام ان يحفظ عنه في مثل ذلك موقف يسيء الى شخصه او الى دعوته فوسع الناس خلقه صلوات الله وسلامه عليه. قال ايضا يتفقد اصحابه يزورهم يسأل عنهم يعود مريضهم ويعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه ان احدا اكرم عليه منه يبلغ شعور اصحابه من حوله من شدة الحفاوة والاعتناء والتفقد والسؤال وحسن الصحبة يبلغ واحدهم شعوره في نفسه انه المفضل عند رسول الله عليه الصلاة والسلام لاحظ معي انت تتكلم عن نبي كريم عليه الصلاة والسلام بمعنى انه لا يتقيد في علاقته باسرة ولا الى ولا بجيرة ولا قرابة هو متعدد العلاقات مع كل افراد الامة مؤمنها وكافرها رجالها ونسائها عربها وعجمها صغارها كبارها الكل وانتم تعلمون تماما ما معنى ان تتسع دائرة العلاقات لاحد منا؟ فانها متعبة والله مهلكة لانها تستنزف الجهد والوقت وهي ايضا تستنزف حتى المشاعر. ستظل تعطي الى كم والى حدود من؟ اتساع العلاقات مرهق خصوصا اذا كان الاتساع هذا يستوجب امتدادا في التعامل واستمرارا في المقابلة والبذل والعطاء سهل سهل يا احبة ان يكون لاحدنا دائرة من العلاقات يتحرك فيها. في وسط قراباته واسرته وجيرانه وارحامه وثلة من اصدقائه. لكن والله كلما اتسعت الدائرة وصار لزاما عليك مع سعة الدائرة ان تبد علاقة التعامل والكلام والمواجهة كل ذلك يتطلب جهدا وعناء كبيرا. اضف الى ذلك هذا التوسع في العلاقات سيفضي الى التعامل مع عشرائح متعددة متفاوتة الافكار الثقافات العقليات المفاهيم الادراكات انى لك ان تحسن في درجة يشعر بها الجميع انك ما ابعدت احدا واقصيته ولا ادنيت اخر دونه يقول يحسب يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه ان احدا اكرم عليه منه. هذا الذي جعل صحابيا كعمر بن العاص رضي الله يأتي وقد ملأ هذا الشعور صدره انه مفضل انه محبوب عند رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا وهو ومتأخر الاسلام لكنه ظن من شدة ما لقي من حسن التعامل والبسمة الدائمة وبالبشاشة اكرام والحفاوة ظن رظي الله عنه انه فاق الصحابة اجمعين في حبه في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام. فجرأه على السؤال ذات يوم فسأل فقال يا رسول الله من احب الناس اليك فكان الجواب صريحا لا مواراة فيه. قال النبي صلى الله عليه وسلم عائشة. هي احب الناس اليه. زوجته صاحبته رضي الله عنها وعن ابيها. قال عائشة احب الناس اليه. مع مفاجأة عمرو بن العاص بالجواب الذي ما كان ويظن ان اسمه سيكون مذكورا لكنه وجد فرصة لما جاء الجواب عن امرأة فلا يزال في متسع للعودة مرة اخرى بسؤال عله يطمئن بالجواب. قال يا رسول الله فمن الرجال اذا كانت عائشة هي احب الناس الي. فمن من الرجال؟ فقال عليه الصلاة والسلام ابوها ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه. دعك من الجواب انا لا زلت ابحث في صدر عمرو بن العاص عن دافعه لهذا السؤال واعجب والله ان يكون صحابي تأخر اسلامه لم يشهد لم يشهد سابقة الاسلام ولا الهجرة ولا النصرة في بدايات اسلام ولا الغزوات الاول في تاريخ الاسلام ولم يشهد مع النبي عليه الصلاة والسلام مواقف السبق وثبوت الايمان كيف بلغ به الشعور رغم ذلك كله ان يكون ذا حفاوة وحظوة في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام. الشأن الشأن في تعامل نبي الكريم عليه الصلاة والسلام الذي جعل احد هؤلاء يشعر انه كامل الحفاوة والحب والاحترام. لم يخبرنا عمرو لسنا ندري ما الذي وجده من المواقف؟ ما الذي سمعه من العبارات؟ جعلته يشعر انه المفضل المحبوب عند رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى جاء فسأل احتفظ بمشاعره لما جاء يسأل كان يبحث عما يروي قلبه من هذا الحب الكبير لرسول الامة عليه الصلاة والسلام فلما سمع الجواب يا عائشة اولا في ابي بكر ثانيا رضي الله عنه لما ثلث قال ثم من قال عمر احجم عمر فسكت ولم يتتابع في السؤال. ايضا كان ذكاء ودهاء من عمرو ابن العاص. احتفظ ببقية الاسئلة ولم يشأ ان يتتابع في الجواب يريد ان يحتفظ بمكانة يحسبها لا زالت مرتفعة في قلب النبي عليه الصلاة والسلام. يبقى الجواب في قلب النبي عليه الصلاة والسلام عمر محتفظا بهذا الشعور انه لا يزال في اوائل الناس حبا في صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام. اي نبي كريم هذا الله وسلامه عليه وسع الناس بحسن خلقه وامدهم بطيب معشره واسر القلوب له حبا وطاعة واقتداء صلى الله عليه واله وسلم قال رضي الله عنه من جالسه او قاربه لحاجة وفي رواية في الفاظ اخرى في الرواية او قاومه او اقام لحاجة. يعني من جاء يجلس او اقام النبي عليه الصلاة والسلام معه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرده الا بها او بميسور من القول. من جاء يسأل يعطيه سؤاله. وقد مضى معنا فصل في كرمه وجوده وعطائه عليه الصلاة والسلام قريبا قبل نحو مجلسين. ولسنا بحاجة الى اعادة تلك الشواهد. التي اثبتت انه يتضائل كرم الكرماء عند كرم محمد صلى الله عليه وسلم. واذا ما اردنا ان نضرب المثل بعظمة الجود والعطاء كرم فلا تقل لي عن كرم الاموال والدنانير ولا ذبح النوق والابقار والاغنام لاكرام الضيفان كل ذلك حق وكرم لكن الكرم الحقيقي والعطاء هو اعطاء الاعمار وبذل الانفاس. لقد بذل عليه الصلاة والسلام واعطى الامة جهد حياته ونوم عينيه وراحة بدنه فهذا اعظم عطاء من كل العطاءات. ومع ذلك اضاف اليه عطاء الاموال وعطاء الهداية عطاء الكرم في الاخلاق كل ذلك وسع به الامة صلوات الله وسلامه عليه. قال اذا وجد الحاجة اعطاه او رده بميسور من القول حتى لو لم يجد شيئا يرد بدعوة صادقة. جاء الرجل الذي قال اني اريد سفرا فزودني. قال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك. قال زدني. قال ويسر لك الخير حيثما كنت. لا يرد سائلا. وقد قال انس ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا؟ فقال لا. وفي رواية ما سئل عن الاسلام شيئا الا اعطاه. عليه الصلاة والسلام قال قد وسع الناس بسطه وخلقه. يعني سرور ظاهره وطيب باطنه عليه الصلاة والسلام. فصار لهم ابى وصاروا عنده في الحق سواء صار لهم ابد حقيقة وهو القائل ايضا في رواية صحيحة انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم. بعث نبيا عليه الصلاة والسلام لكن الرأفة والحنان والشفقة التي كان يتعامل بها مع اصحابه كانت تمثله مقام الوالد مع بنيه صلى الله عليه اله وسلم قال وكان دائما البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ. كل ذلك ما ابغى شرحه مستوفا في فصول سابقة. ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب. ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه المقصود لا لم يكن مبالغا ولا ذا غلو عليه الصلاة والسلام لا مدحا ولا عيبا. لا يكيل المدح اذا مدح ولا يتهم اجرحوا اذا عاب او اتهم احدا وحاشاه صلى الله عليه وسلم يتغافل عما لا يشتهي ولا يحرص على تتبع مواضع العثرات قال ولا يؤيس منه يعني لا يمكن ان يصل اليأس في قلب احد من التعامل منه حال الاقبال عليه صلوات الله وسلامه عليه نعم وقال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. وقال تعالى ادفع بالتي هي احسن السيئة. نحن نحن اعلم بما يصفون. هاتان ايتان تمثل لها النبي عليه الصلاة والسلام في عداد ايات عظيمة من كتاب الله الكريم. كانت ترشد الى حسن الاخلاق. فبما رحمة من الله لنت لهم. نعم كان لينا الا ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولي. وقال تعالى ادفع بالتي هي احسن السيئة نحن اعلم بما يصفون. وقد امتثل عليه الصلاة والسلام نعم وكان يجيب من دعاه ويقبل الهدية ولو كانت قراعا ويكافئ عليها. هذه جملة نختم بها مجلس اليوم. كان يجيب من ما دعاه احد الى اكرام او وليمة الا اجاب عليه الصلاة والسلام. وفي هذا من التواضع من جهة ومن اكرام والاحتفاء بهم من جهة اخرى. كان من تواضعه الا يرد دعوة احد يدعوه. مع ان من اصحابه الفقراء والمعدمين ذات اليد لكنه يكرمهم بزيارتهم. وباجابة دعوتهم عليه الصلاة والسلام. تقول عائشة كما في البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها. وما الهدايا؟ الهدايا بما تيسرت. فكان يقبلها وفي قبول الهدية ايضا جبر لخاطر المهدي وادخال الفرحة عليه وابداله السرور بسرور منه صلى الله عليه وسلم. وعن ابي هريرة ايضا كما في البخاري قال عليه الصلاة والسلام ولو اهدي الي ذراع او كراع لقبلت. ذراع ذراع الشاة. وهو مثال لليسير والكراع اقل منه وهو مستدق الساق. الذي لا لحم عليه من البقر والغنم. اسفل الساق وهو العظمة اذا اصبحت دقيقة نحيفة ولا عظم عليها. قال ولو اهدي الي ذراع او كراع لقبلت. لم يرد هدية مهد صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال ويقبل الهدية ولو كانت قراعا ويكافئ عليها. مكافأة الهدية معاودة باهدائه مرة اخرى فيستمر في ذلك عليه الصلاة والسلام في رسائل الود والحب بينه وبين اصحابه وابقاء اه ايه سفن هذه الملاطفة تبحر في علاقته بينه وبين امته صلوات الله وسلامه عليه. لا يزال في الفصل هذا باقية مرجئها للمجلس المقبل ان شاء الله تعالى. ايها الاحبة الكرام دقائق تفصلكم عن مغرب اليوم. والليلة ليلة شريفة هي ليلة الجمعة ونحن مندوبون فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم فاجعلوا لكم حظا وافرا ونصيبا عاطرا ليلتكم هذه وغدكم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وانتم تستشعرون قوله بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. الاكثار من الصلاة والسلام عليه مزيد حسنات. الاكثار من الصلاة والسلام عليه اغتراف من البركات. الاكثار من الصلاة والسلام عليه استنزال لصلاة ربنا من فوق سبع سماوات. فرحم الله عبدا اودع في صحيفته كل ليلة جمعة ويوم صلاة وسلاما وافرين على من ملأ القلوب حبا صلوات الله وسلامه عليه. واسر امته بكريم خلقه وحسن الشره وطيب صفاته وسجاياه صلى الله عليه واله وسلم. اللهم فصل وسلم وبارك على النبي المصطفى. صلاة كلاما دائمين ابدا صلي يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم ارزقنا صلاة وسلاما عليهم. ويسرها لنا صلاة وسلاما تبلغنا بها اعلى المقام وتفرج عنا بها الكربات وترحم الاموات وتقضي الحاجات. يا سميع يا قريب يا مجيب الدعوات. اللهم اجعل لنا ولامة اسلامي جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. ومن كل بلاء عافية. اللهم اجعل شهرنا هذا شهر خير وبركة عز ونصر وفرج قريب وتمكين لدينك وعبادك المؤمنين فوق كل ارض وتحت كل سماء. اله الحق يا سميع دعاء اللهم احفظ وانصر اخوتنا المرابطين على الحدود. اللهم سدد رميهم وثبت اقدامهم. وافرغ عليهم صبرا. وانصرهم على عدوك وعدوهم يا ذا الجلال والاكرام. الهنا وفق عبدك خادم الحرمين. لكل ما فيه خير وصلاح ورشاد وسداد اللهم اصلح له النية والبطانة والقول والعمل يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم. واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصل يا رب وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى محمد وعلى اله