بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وحياكم الله الى لقاء متجدد من برنامج نور على الدرب. ضيف اللقاء هو فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة في بداية حلقة هذا اليوم نرحب بالشيخ محمد فاهلا ومرحبا بكم فضيلة الشيخ. مرحبا بكم واهلا وسهلا على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة من اه المستمع امين سلمي نسر الجنسية. يقول بانه اقترض مبلغا من البنك عمل مشروع مزرعة دواجن وهذا المبلغ بفائدة سنوية بضمان ارض ملك وعمل المشروع حيث انه لم يكن الربح مجزي. يقول وعملت المشروع حيث انه لم يكن الربح مجزي لسداد هذا الدين حتى اضطررت الى حضور للمملكة للعمل لكي اقوم بالسداد سؤالي هل هذا المبلغ يعتبر ربا؟ وما هي الزكاة التي تدفع عن هذا المشروع؟ افيدونا لكي اريح ضميري وقلبي جزاكم الله خيرا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذا السؤال تضمن مسألتين المسألة الاولى اقتراض الرجل من البنك بفائدة وهذا ربا بلا شك وذلك لان بيع النقد بالنقد نسيئة لا يجوز فانضاف الى ذلك ربح تجعل على كل سنة سارة جامعا بين نوعي الربا وهما ربا الفضل وربا النسيئة والربا ليس بالامر هين بل هو من كبائر الذنوب العظيمة التي قال الله تعالى فيها يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون واخبر عز وجل انه حرم الربا فقال واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ولعن النبي صلى الله عليه وسلم اكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال هم سواء اي في اللعنة والعياذ بالله وقال عليه الصلاة والسلام الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد واخبر ان من زاد او استداد فقد اربى وقال فاذا اختلفت هذه الاصناف فبيعوا كيف شئتم اذا كان يدا بيد فاذا استقربت من شخص مالا بفائدة فليس هذا بقرن في الحقيقة ولكنه بيع لان القرض يقصد به الارفاق والاحسان وهذا الذي يرى بينكما لا يقصد به الانفاق والاحسان وانما يقصد به المعاوضة والربح والتكسب فهو ربا وعليك ان تتوب الى الله عز وجل من ذلك والا تعود لمثله واما وجوب الزكاة في هذا المشروع فكل ما كان مهيأ للبيع من هذا المشروع فان فيه الزكاة اما الالات والادوات الباقية فان التي تستعمل للانتاج فانها ليست فانه ليس فيها زكاة لانها ليست عروظ تجارة لانها معدة للاستعمال وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ليس على المؤمن في عبده ولا فرسه صدقة نعم بارك الله فيكم هذه رسالة وصلت من محمد احمد سوداني المستمع يقول في في سؤاله الاول هل تجوز الموعظة بعد الدفن بعد دفن الميت فنشاهد بعض الاخوان يقومون اه بالحديث او بتقديم موعظة بعد اه الانتهاء من الدفن علما ان النبي صلى الله عليه وسلم اه وهل ثبت يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم الموعظة قبل الدفن او بعد الدفن نرجو بهذا افادة لا اعلم في هذا سنة ان الرسول عليه الصلاة والسلام انه كان اذا دفن الميت قام يعظ الناس ولكنه صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من دفنه وقف عليه وقال استغفروا لاخيكم واسألوا له التثبيت فانه الان يسأل هذا هو الذي ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام وغاية ما ورد في نساء الموعظة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم في جنازة رجل من الانصار انتهوا الى القبر ولما يلحد يعني لم يتم لحده فجلس الناس وجلس النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه حوله وجعل يمكث بعود بيده الارظ ثم حدثهم عليه الصلاة والسلام عن حال الانسان عند احتضاره فهذا هو وما سمعت من الموعظة ومن المعلوم ان هذه ليست موعظة مقصودة لذاتها وانما لما كانوا جالسين ينتظرون له القبر وعظهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس معهم موعظة جالس كالمتحدث وليس قائما يعظ بصوت مرتفع كانه خطيب وهنا فرق بين هذا وهذا وفرق بين الشيء العارض وبين الشيء الدائم المستمر قد يقول قائل ان الناس في هذه الحال عند دفن هذا الميت وفي المقبرة اقرب الى لين القلب وقبول الموعظة فينبغي ان نستغل هذا الموقف فيقال هذا طيب ولكن ما دمنا لم نجد سلفا لنا في هذه المسألة من النبي صلى الله عليه وسلم ولا من اصحابه وهم احرص الناس على بذل النصيحة وعلى تحري المواقف التي تكون فيها النصيحة انفع وانجى فان فانه لا ينبغي لنا ان نتقدم بمثل هذا فالمهم اننا نعرف الفرق بين الشيء الراتب العارض لسبب ما ما بين الشيء الراتب الذي يقوم الانسان كأنه خطيب بين الناس قائما يعظ ويتكلم وبين الشيء العارض الذي يتحدث فيه الانسان التحدث الجالس ولهذا نقول لو ان الناس جلسوا ينتظرون لحد القبر واصلاحه وما اشبه ذلك فتكلم احد بكلام لمن حوله بما يلين القلب فان هذا بلا شك لا بأس به فيجب التفريق بين الشيء العارض والشيء الدائم والشيء الذي يكون بصفة خطيب واعظ والشيء الذي يكون بصفة متحدث يتحدث الى من حوله حديث الجالس الى جلسائه. نعم. بارك الله فيكم. اه امتداد للسؤال الاول ايضا يقول الموعظة اه في المآتم عندنا في السودان يجتمع الناس في صنوان ويقصدهم من يريد التعزية. هل الموعظة ايضا في هذه الحالة تجوز هذه هذه المآتم التي يصنعها اهل الميت بعد موته من البدع التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وفيها من المفاسد ان هؤلاء الذين يجتمعون قد يحصل عندهم ندب ونياحة والنياحة من من الامور المنكرة بل هي من كبائر الذنوب لان النبي صلى الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة ولهذا كره اهل العلم ان يجتمع اهل البيت لتلقي المعزين لان لا يحصل مثل هذه المفاسد والذي ينبغي في هذه الحال ان تبقى الامور على ما هي عليه بدون تغيير ومن اه لاقى المصاب بالميت عزاه في السوق او في المسجد او في ايام كان اخر اما ان يتهيأ الناس ويؤدوا انفسهم وبيوتهم لاستقبال المعزين فان هذا امر لا ينبغي وقد كرهه وقد صرح بعض اهل العلم بكراهته نعم رسالة وصلت من الرياض المستمعة رمزت لاسمها بهاء ميم تسأل وتقول في رسالتها سؤالها الاول اختلفت الاراء في الاجزاء التي تظهرها المخطوبة امام خطيبها ومن هذه الاراء آآ اظهار ومن هذه الاراء انها تظهر وجهها وكفيها وعنقها فقط فما الحكم يا فضيلة الشيخ فيما لو اظهرت المقطوبة شعرها لمن اراد خطبتها؟ وما هو الافضل في نظركم لا حرج على المخطوبة ان تظهر من زينتها ما يدعو الى الرغبة في بزواجها فتظهر الشعر والوجه والكفين والقدمين ولكن لا تتجمل لهذا الخاطب لانها لم تكن زوجة له بعد ولانها اذا تجملت او زينت وجهها بشيء من الزينة ثم حصل النكاح وبدت للمرء غير ما هي عليه عند رؤيته اياها في الخطبة فان رغبته فيها قد تهبط هبوطا يخشى منه الانفصام لا سيما وان نظر الخاطب غير رضا للزوج الذي تملك ووثق من حصولها فلهذا اقول انه يجوز للرجل اذا خطب امرأة ان ننظر منها ما يدعوه الى الرغبة بنكاحها من الوجه والكفين والرأس والشعر والقدمين ولكن بشرط الا يكون ذلك في خلوة بينه وبينها لابد ان يحضرها ان يحظرهما محرم لها لان الخلوة بالمرأة الاجنبية محرم لقول النبي عليه الصلاة والسلام لا يخلون رجل بامرأة الا مع ذي محرم نعم ايضا المستمعة تقول ما حكم الشرع في نظركم الشيخ محمد في خروج المرأة الى السوق لقضاء حاجتها وتكون في حجاب يظهر منها شيء ولا تذهب في اوقات ازدحام الرجال آآ نظري في هذا انه لا بأس ان تخرج المرأة الى السوق وهي متحجبة غير متبرجة بزينة ولا متطيبة وتكون بعيدة عن مواقع الفتنة ثم ترجع الى بيتها من حين انقضاء حاجتها رسالة وصلت من اه احد الاخوة المستمعين المستمع عمر ثابت عبدالله يماني لواء ذمار مقيم بجدة المستمع يقول برسالته نرجو من فضيلتكم التكرم بالاجابة على سؤالي وهو انه يوجد لدينا مسجد ويصلي فيه الجمعة ونصلي فيه الجمعة ولكن رأيت فيه عادات لم اراها في غيره وهي ان الامام يقوم الصلاة الابراهيمية هو وجميع من في المسجد وبصوت عالي وبشكل جماعي وذلك قبل الخطبة. فهل هذا جائز ام لا؟ ثانيا يقرأون اية الكرسي ويسبحون ويهللون بصوت عالي وبشكل آآ وبشكل جماعي ايضا ويختمون بالفاتحة الى رح النبي صلى الله عليه وسلم. وقد نصحتهم وقلت لهم ان هذا لا يجوز. فقال لي امام المسجد انها سنة او مستحبة طلبت منه الدليل ولكنه رفض ذلك فنرجو منكم يا فضيلة الشيخ الاجابة الشافية والتوضيح لنا ولهم مع العلم بانني ولله الحمد مستقيم ومتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن الخرافات والاعتقادات الباطلة نرجو اجابتكم يا فضيلة الشيخ هذا السؤال تضمن عدة مسائل المسألة الاولى الصلاة الابراهيمية قبل الخطبة من الامام ومن في المسجد بصوت جماعي والصلاة الابراهيمية هي اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وهذه الصلاة الابراهيمية اذا اتى بها الانسان كما وصف السائل قبل الخطبة بصوت جماعي فقد فعل بدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام محذرا امته اياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والمشهور لاهل المسجد قبل مجيء الامام ان يشتغلوا بالصلاة وقراءة القرآن والذكر كل على انفراده بدون ان يجتمعوا على ذلك واما الامام المشروع في حقه اذا دخل ان يسلم اول ما يدخل على من حول الباب ثم يصعد المنبر ويتوجه الى الناس ويسلم عليهم عامة ثم يجلس الى فراغ الاذان ثم يقوم فيخطب الخطبة الاولى ثم يجلس ثم يخطب الخطبة الثانية ثم ينزل فيصلي بالناس هذا هو المشروع للامام في يوم الجمعة ولا ينبغي للامام ان يتقدم الى المسجد قبل حلول وقت الخطبة والصلاة كما يفعله بعض الناس المحبين للخير الذين يرغبون في في السبق الى الطاعات وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل هذا لم يكن يتقدم الى المسجد في يوم الجمعة لينتظر الخطبة والصلاة وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي ينبغي للانسان ان يكون متحريا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه خير الهدي اما الجماعة الذين ينتظرون الامام فانهم كلما تقدموا الى الجمعة كان ذلك افضل كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ان من راح في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنه ومن راح في الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الثالثة فكأنما قرب كبشا اقرن ومن راح في الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الخامسة فكأنما قرب بيضة واما المسألة الثانية مما تضمنه هذا السؤال فهي قراءة الفاتحة والذكر بعد الصلاة وقراءة اية الكرسي بصوت مرتفع جماعي وهذا ايضا من البدع فان المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه انهم بعد الصلاة يذكرون الله تعالى بصوت مرتفع ولكن كل واحد منهم يذكر الله تعالى على انفرادهم دون ان يشتركوا فرفع الصوت بالذكر بعد الصلاة صلاة الجمعة او غيرها من الصلوات المرفوظة سنة كما صح ذلك في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم واما قراءة الفاتحة سواء كان ذلك سرا او جهرا فلا اعلم فيه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما ورد الحديث بقراءة اية الكرسي وقل هو الله احد والمعوذتين فقط نعم بارك الله فيكم يا شيخ محمد اه المستمع اخوكم في الله ابراهيم آآ يسأل ويقول عن معنى الحديث الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. يقول ما معنى هذا الحديث معنى هذا الحديث ان الدنيا مهما عظم نعيمها وطابت ايامها وزهت لساكنها فانها للمؤمن بمنزلة السجن لان المؤمن يتطلع الى نعيم افضل واكمل واعلى واما بالنسبة للكافر فانها جنته لانه ينعم فيها وينسى الاخرة ويكون كما قال الله تعالى فيهم والذين كفروا ويتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام والنار مثوى لهم والكافر اذا مات لم يجد امامه الا النار والعياذ بالله وويل لاهل النار ولهذا كانت الدنيا على ما فيها من التنغيص والكدر والهموم والغموم كانت بالنسبة للكافر جنة لانه ينتقل منها الى عذاب الى عذاب النار والعياذ بالله فكانت له بمنزلة الجنة ويذكر عن ابن حجر العسقلاني رحمه الله صاحب فتح الباري وكان هو اه قاضي قضاة مصر بوقته كان يمر بالسوق على العربة بموكب فاستوقفه ذات يوم قاتلوا من اليهود وقال له ان نبيكم يقول ان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وكيف ذلك وانت في هذا تراه والاحتفاء وهو يعني نفسه يقولها اليهودي في غاية ما يكون من الفقر والذل فكيف ذلك فقال له ابن حجر رحمه الله انا وان كنت فيما ترى للاحتفاء والخدم فهو بالنسبة لما يحصل للمؤمن من نعيم الجنة كالسجن وانت فيما انت فيه من هذا الفقر والذل بالنسبة لما يلقاه الكافر في النار بمنزلة الجنة فاعجب اليهودي هذا اليهودي هذا الكلام وشهد شهادة حق قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله نعم في نهاية هذا اللقاء نشكر الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين والذي اجاب على اسئلتكم لحلقة هذا اليوم نشكركم انتم اخوتنا الاكارم على حسن المتابعة ونتمنى من الله سبحانه وتعالى ان نلتقي في الغد ونحن واياكم بخير العافية بحول الله وقوته. الان نترككم في رعاية الله وعنايته. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته