بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اخوتنا المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. اهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج نور على الدرب. ضيف اللقاء ما هو فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين؟ الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب وامام الجامع الكبير بمدينة عنيزة في بداية هذا اللقاء نرحب بكم يا شيخ محمد اهلا ومرحبا. اهلا ومرحبا نعود الى رسالة وصلت من العراق من المستمع آآ عزة يوسف طه محافظة داهوك السؤال الاخير في رسالته يقول فيه يقول الله تبارك وتعالى ادعوني استجب لكم فضيلة الشيخ نحن ندعو كثيرا وندعوا الله ولم يستجيب لدعائنا ترى ما الاسباب في ذلك الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين واسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين توفيق للصواب اللهم امين عقيدة وقولا وعملا. اللهم امين يقول الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ويقول السائل انه دعا الله عز وجل ولم يستجب الله له فيستشكل هذا الواقع مع هذه الاية الكريمة التي وعد الله تعالى فيها من دعاه بان يستجيب له والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد. سبحانه والجواب على ذلك ان للاجابة شروطا لابد ان تتحقق وهي الاخلاص لله عز وجل بان يخلص الانسان في دعائه فيتجه الى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللجوء اليه عالم بانه عز وجل قادر على اجابة الدعوة مؤمل الاجابة من الله سبحانه وتعالى الشرط الثاني ان يشعر الانسان حال دعائه بانه في امس الحاجة بل بامس الضرورة الى الله سبحانه وتعالى وان الله تعالى وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر اذا دعاه ويكشف السوء اما ان يدعو الله عز وجل وهو يشعر بانه مستغنى عن الله سبحانه وتعالى وليس في ضرورة اليه وانما يسأل هكذا عادة فقط فان هذا ليس بحري بالاجابة بل فان هذا ليس بحري بالاجابة الشرط الثالث ان يكون متجنبا لاكل الحرام فان اكل الحرام حائل بين الانسان والاجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى يا ايها يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر يمد يديه الى الى الله يمد يديه الى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام قال النبي صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم ان يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالاسباب الظاهرة التي بها تستجلب الاجابة وهي رفع اليدين الى السماء اي الى الله عز وجل لانه تعالى في السماء فوق العرش و مد اليد الى الله عز وجل من اسباب الاجابة كما جاء في الحديث الذي رواه احمد في المسند ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا ثانيا هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب يا رب يا رب والتوسل الى الله تعالى بهذا الاسم من اسباب الاجابة لان الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الامور فبيده مقاليد السماوات والارض ولهذا تجد اكثر الدعاء اكثر تجد اكثر الدعاء الوارد في القرآن بهذا الاسم ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عام منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض الى اخر الاية فالتوسل الى الله تعالى بهذا الاسم من اسباب الاجابة ثالثا هذا الرجل كان مسافرا والسفر غالبا من اسباب الاجابة لان الانسان في السفر يشعر بالحاجة الى الله عز وجل والظرورة اليه اكثر مما اذا كان مقيما في اهله واشعث اغبر كانه غير معني بنفسه فان اهم شيء عنده ان يلتجأ الى الله ويدعوه على اي حال كان هو سواء كان عشعث اغبر ام مترفا والشعث والغبر له اثر في الاجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا عشية عرفة تباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول اتوني شعثا غبرا طاحيين من كل فج عميق هذه الاسباب الاربعة لاجابة الدعاء لم تجد شيئا لكون مطعمه حراما وملبثه حراما وغذي بالحرام قال النبي عليه الصلاة والسلام فانى يستجاب لذلك هذه الشروط لاجابة الدعاء اذا لم تتوفر فان الاجابة تبدو بعيدة فاذا توفرت ولم يستجيب الله تعالى للداعي فانما ذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل ولا يعلمها هذا الداعي فعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم واذا تمت هذه الشروط ولم يستجيب الله عز وجل فانه اما ان اما ان يدفع عنه من السوء ما هو اعظم واما ان يدخر ان يدخرها له يوم القيامة فيوفيه الاجر اكثر واكثر لان هذا الداعي الذي دعا الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو اعظم يكون قد فعل الاسباب ومنع الجواب لحكمة فيعطى الاجر مرتين مرة على دعائه ومرة على مصيبته بعدم الاجابة فيدخر له عند الله عز وجل ما هو اعظم واكمل ثم ان من المهم ايضا ان لا يستطيع الانسان الاجابة فان هذا من اسباب منع الاجابة ايضا كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام يستجاب لاحدكم ما لم يعجل قالوا كيف يعجل يا رسول الله؟ قال يقول دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي فلا ينبغي للانسان ان يستطيع الاجابة ليستحسر عن الدعاء ويدع الدعاء بل يلح في الدعاء فان كل دعوة تدعو بها الله عز وجل فانها عبادة تقربك الى الله سبحانه وتعالى وتزيدك اجرا فعليك يا اخي بدعاء الله سبحانه وتعالى في كل امورك العامة والخاصة الشديدة واليسيرة لو لم يكن من الدعاء الا انه عبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديرا بالمرء ان يحرص عليه نعم بارك الله فيكم يقول في رسالته انني اتمنى لبرنامجكم المزيد من التوفيق فقد نفع الله به المسلمين وهدى ضالهم وانني اشكر جميع العلماء جزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء يقول هل يجوز للفتاة ان تكشف وجهها للاعمى اه والقراءة عليه حيث انه مدرس متوسط نرجو بهذا افادة الجواب ان العلماء رحمهم الله اختلفوا في جواد نظر المرأة الى الرجل فمنهم من قال انه لا يجوز لعموم قوله تعالى وقل للمؤمنات يغضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن الى اخر الاية ولحديث ابن سلمة رضي الله عنها انها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم هي وحفصة فدخل ابن ام مكتوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجب منه وقالت انه ضرير اعمى لا يبصرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم افعميا وان انتما ومن العلماء من قال انه يجوز للمرأة ان تنظر الى الرجل بشرط الا يكون نظرها لشهوة ولا لتمتع وهذا القول هو الراجح لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس اعتدي في بيت ابن ام مكتوم فانه رجل اعمى تضعين ثيابك عنده وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستر عائشة وهي تنظر الى الحبشة في المسجد وكذلك كان اذا خطب الرجال في يوم العيد نزل الى النساء فخطبهم ولا شك انه اذا كان يخطبهن سينظرن اليه وكان معه بلال رضي الله عنه واما الاية التي استدل بها من منع نظر المرأة الى الرجل فان الله تعالى يقول فيها قل للمؤمنين وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ومن للتبعيض وهي صادقة بما اذا منعنا من النظر الى الرجل لشهوة او لتمتع فانه في هذه الحال يجب عليها غض البصر ويبقى ما عدا ذلك على ما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم واما الحديث حديث ابن سلمة فان في صحته نظرا لان راويه عن ام سلمة وهو مولاها نبهان قال فيه ابن عبدالبر انه رجل مجهول وحديث تكون درجته هكذا لا يمكن ان يعارض الاحاديث صحيحة الواضحة بجواز نظر المرأة الى الرجل لكن يجب كما اسفنا الا يكون نظرها اليه نظر الشهوة او نظرة تمتع فان ذلك لا يجوز والله اعلم اه السؤال الاخير في رسالة المستمع ابو فيصل من الرياض يقول رجل نذر ان يصوم عشرة ايام في بداية شهر ما فلم يستطع ان جميعا فاخر بعضها الى الشهر الثاني هل عليه كفارة في هذه الحالة اولا نحن من هذا المنبر منبر نور الدرب نكرر النهي عن عن النذر اخذين بقول بنهي النبي صلى الله عليه وسلم اخذين بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل وما اكثر السائلين الذين يسألون عن نذور نذروها ثم لوقوعهم في ضيق فينظرون ان نجاهم الله منه ان يتصدقوا او يصوموا واما لمريظ كان عندهم ينظرون ان شفاه الله ان يتصدقوا او يصوموا واما لحصول الذرية ينظرون ان الله رزقهم ينظرون ان رزقهم الله اولادا ان يفعلوا كذا وكذا من العبادات كأن الله عز وجل لا يمن عليهم بنعمه الا اذا شرطوا له هذا النذر وانني من هذا المكان احذر اخواني المسلمين عن النذر وانقل اليهم نهي النبي صلى الله وسلم عنه لانهم دائما ينظرون فيندمون وربما ينذرون ولا يوفون وما اعظم عقوبة من نذر لله سبحانه وتعالى ولم يوفي فلنستمع الى قول الله تعالى ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فظله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فظله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ثمان النذر اقسام منه ما يجب الوفاء به ومنه ما لا يجب الوفاء به لكونه جاريا مجرى اليمين فاذا نذر الانسان عبادة سواء كان نذرا مطلقا او معلقا قاصدا فعل تلك العبادة وجب عليه ان يأتي بهذه العبادة مثال ذلك قال رجل لله علي نذر ان اصلي ركعتين هذا نذر عبادة مطلق فيجب عليه ان يصلي فورا ما لم يقيدها بزمن او مكان فان قيدها بزمن لم يجب عليه ان يصلي حتى يأتي هذاك الزمن وان قيدها بمكان لم يلزمه ان يصلي الا في ذلك المكان الذي نذره ما لم يكن فيه محظور شرعي لكن يجوز له ان يصليها في في مكان اخر الا اذا كان المكان الذي عينه له مذية فضل فانه لا يجوز له ان يصليها في مكان ليس فيه ذلك الفضل مثل لو نذر الصلاة في المسجد الحرام لم تجزئه الصلاة في فيما سواه من المساجد ولو نذر الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اجزأه ان يصلي في المسجد الحرام بدلا عن ونذرها في المسجد الاقصى اجزاؤها المصلية في المسجد النبوي وفي المسجد الحرام ايضا فاذا نذر الاعلى لم تجزى الصلاة فيما دونه وان النذر الادنى اجزأ فيما هو اعلى منه المهم النذر العبادة يجب الوفاء به سواء كان مطلقا كما مثلنا او معلقا كما لو قال ان شفى الله مريضي فلله علي نذر ان اصوم شهرا او قال ان نجحت في الامتحان فلله علي نذر ان اصوم ثلاثة ايام او ان اصوم يوم الاثنين والخميس من الشهر الفلاني او ما اشبه ذلك فيجب عليه الوفاء بذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه اما اذا كان النذر جاريا مجرى اليمين اي لا يقصد تعبد الله تعالى بهذه العبادة المعينة وانما يقصد النادر ان يمتنع من فعل معين او ان يلتزم بفعل معين مثل ان يقول بالله علي نذر الا البس هذا الثوب هذا يخير بين لبسه وكفارة اليمين او يقول ان لبستوا هذا الثوب فالله علي نذر ان اصوم طهرا فهنا اذا لبس الثوب لم يلزمه ان يصوم شهرا بل ان شاء صام شهرا وان شاء وان شاء كفر عن نذره كفارة يمين لان كل نذر يقصد به المنع او الحث او التصديق او التكذيب فانه يكون جاريا مجرى اليمين بعد هذا نرجع الى جواب السؤال الذي تقدم به السائل وهو انه نذر ان يصوم عشرة ايام من شهر ما ثم لم يصمها في ذلك الشهر وصامها في الشهر الثاني فنقول له ان عليك كفارة يمين لان نذرك تضمن شيئين تضمن صيام عشرة ايام وان تكون في هذا الشهر المعين فلما فاتك ان تكون في هذا الشهر المعين لزمتك كفارة اليمين لفوات الصفة واما الايام فقد صنتها واخيرا ارجو من اخواني المسلمين الا ينظروا الا يكلفوا انفسهم بهذه النزول الا يلزموها بما لم بما لم يلزمهم الله به الا يفعلوا شيئا يندمون عليه وربما لا يوفون به فا يقع عليهم ما وقع على من عاهد الله اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلف الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون اخشى ان يقع الانسان اذا نذر لله نذرا هذا الذي ذكره الله عز وجل ثم لم يوفي به ان يعقبه الله تعالى نفاقا في قلبه الى الممات انني ارجو كرر رجائي ان ينتبه اخواني المسلمون الى هذه المسألة وان ينتهوا عن النذر فما نهاهم عنه نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم الله المستعان الله المستعان. اه بارك الله فيكم شيخ محمد وعظم الله مثوبتكم على ما قدمتم لنا وللاخوة المستمعين الكرام اه اخوتنا المستمعين الكرام اه كان ضيفنا في هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم قيم وخطيب وامام الجامع بمدينة عنيزة نشكركم لحسن المتابعة ونتمنى ان نلتقي في الغد ونحن واياكم بخير وعافية الى الملتقى سلام الله عليكم ورحمته وبركاته