بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما تحب ربنا وترضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين صلى الله الله وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام فلا يزال مجلسنا هذا يتتابع بفضل الله وكرمه ومنته وتوفيقه سبحانه وبحمده في ليلة كل جمعة من الاسبوع ونحن نستقبل ليلة عظيمة شريفة فانا نستفتحها بكثرة الصلاة والسلام على سيد الانام صلى الله عليه واله ونحن نطالع اخباره ونقرأ سيرته ونتصفح صفحات مشرقة من شمائله العطرة عليه الصلاة والسلام ما زال مجلسنا هذا متتابعا في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. للامام القاضي ابن موسى ليحصوا بي رحمة الله عليه. وقد وقف بنا الحديث في ليلة الجمعة الماضية عند الباب الثاني الذي خصه المصنف رحمه الله بما حبى الله تعالى به نبينا عليه الصلاة والسلام واكمل له المحبة وجمله بجميل الطباع والصفات والاخلاق الفصل الذي ابتدأناه في المجلس المنصرم هو الفصل المتعلق بحسن عشرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. وكمال ادبه خلقه صلى الله عليه وسلم مع اصناف الخلق اجمعين وهذا الباب وغيره يا كرام لم يزل مرآة ننصبها نطالع فيها اخلاقنا ونحن ننظر اخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام فانا نبصر فيها جوانب النقص في صفاتنا وجوانب الضعف التي تحتاج الى علاج. اخلاق رسولنا عليه الصلاة والسلام ميزان يجب ان نزن به الاخلاق. في لانفسنا ومجتمعاتنا فان الله عز وجل ما بعثه عليه الصلاة والسلام الا لهذا المقام العظيم ليصلح الله عال به الامة ويخرجها به من الظلمات الى النور. ويقودها به عليه الصلاة والسلام الى جنة عرضها السماوات والارض فكل صلاح وخير وسعادة يريدها العبد في حياته فانما يطرقها من باب المصطفى عليه الصلاة والسلام وكل كمال بشري وكل نجاة وفلاح فانما يسلكها العبد من درب المصطفى عليه الصلاة والسلام قضى ايها الكرام في المجلس المنصرم في فصل حسن عشرته حسن عشرته عليه الصلاة والسلام انه صلى الله عليه وسلم حباه الله من التواضع وكمال الادب وبسط الخلق مع الناس اجمعين. حظي بشريف خلقه الصغير والكبير استمتع بجمال صحبته وروعة مجالسته عليه الصلاة والسلام الرجل والمرأة والغني والفقير القريب والبعيد الصاحب والزائر الكل كان سواء في حضرته في حظوته بكمال خلق المصطفى عليه الصلاة والسلام هو باب عظيم ما زلنا نرتشف منه ونحن نغترف يوما بعد يوم وقرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل تتروى به الامة في اخلاقها وتسقي جذور القيم والمبادئ من معين المصطفى عليه الصلاة والسلام حسبكم قول ربكم سبحانه وانك لعلى خلق عظيم نواصل ما وقفنا عنده في ليلة الجمعة الماضية في هذا الفصل الذي جعله المصنف لهذا المعنى العظيم من كمال خلق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في حسن عشرته وادبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم مع اصناف الخلق وعن عائشة رضي الله عنها ما كان احد قال انس قال انس رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين. فما قال لي فما قال لي اف قط وما قال لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته ولا لشيء تركته ولا لشيء تركته لما تركته؟ نعم الحديث في الصحيحين وفيه جملة من الاداب وعظمة الاخلاق يا كرام هذا انس رضي الله عنه اتت به امه صبيا الى النبي عليه الصلاة والسلام في مبدأ قدومه المدينة وهجرته اليها اتت به صبيا صغيرا فقدمته الى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليحظى بشرف الصحبة والخدمة للنبي عليه الصلاة والسلام ظفر انس بهذا الشرف الكبير بهذا المنصب العظيم. انه خدمة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو اذ ذاك صبي صغير له مال الصبيان من الحرص على سن الطفولة ومرحها ولهو لكنه حظي بهذا الشرف لكمال عقل امه رضي الله عنها. فظفر انس رضي الله عنه بخدمة المصطفى عليه الصلاة والسلام فلا والله ما عرفت البشرية خادما اشرف منه ولا مخدوما اشرف من رسول الله عليه الصلاة والسلام. فانعم به رضي الله عنه وارضاه انه يحكي لست اقول صفحة من التاريخ. احكي قطعة من زمن عمره عاشها في صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. واوجز ذلك في كلمتين سطرين لنبحر نحن اليوم في معناها ما شاء الله لنا ان نبحر. انس رضي الله عنه يحكي صحبته عشر سنوات ليست يوما يا قوم ولا يومين ولا شهرا ولا سنة انها عشر سنوات يقول رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين. وكان مبدأ عمره في اللحاق بهذه الخدمة الشريفة وعمره عشر سنة رضي الله عنه وارضاه. فانه لما بلغت النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة بلغ انس رضي الله عنه العشرين من عمره فادرك ما بين العاشرة الى العشرين من عمره في صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام والشرف بخدمته. يقول رضي الله عنه فما قال لي اف قط. وما قال لي شيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لما تركته قلت لك هما سطران والله تبحر في معناها اختزل فيها رضي الله عنه مشاهد الايام وحوادث الشهور ومواقف عشر سنوات فيها من المواقف والحوارات والاحاديث فيها من خطاب النبي عليه الصلاة والسلام له ومراجعته فيها كثير من القصص والاخبار والحوادث والوقائع اختصرها انس في سطرين قال ما قال لي اف قط واف هي ادنى درجات الانتهار والانزعاج وعدم الرضا. ان تخرجها بحرفين اف فتنفس بها شيئا من نفتة الصدر وتخفف بها من كظم الغيظ. هذا انس خادم صبي صغير والنبي عليه الصلاة والسلام نبي الامة وقائدها ورسول رب العالمين عليه افضل الصلاة واتم التسليم. لك ان تتخيل هل لك خادم في البيت عفوا هل لك زوجة هل لك رفيق يؤانسك في غرفتك في في مسكنك؟ السؤال هو مهما كان الذي يعيش بصحبتك زوجة او خادم او ابن او صديق رفيق فانه حتما لا بد ان تقود المواقف الى شيء من الاختلاف لاننا بشر ولا يتأتى الاثنين التوافق المتطابق من جميع الجهات اطلاقا هذا الاختلاف الذي ينشأ عبر الايام يوما واثنين وثلاثة من شأنه اذا طالت الصحبة ان يتراكم. فاذا تراكم تكونت مع الايام جملة من الرواسب تحتد معها المواقف لادنى سبب. وهذا طبعي يا قوم لاننا بشر العجيب في هذا المقام ان النبي عليه الصلاة والسلام فيما يحكي انس في ايجاز يختصر فيه صحبة العشر السنوات يقول فما قال لي اف قط. السؤال هو هل لانه لم يجد منه عليه الصلاة والسلام يعني من انس طيلة العشر السنوات ما يستدعي عدم الموافقة الغضب المخالفة لامره التأخر التباطؤ هل كان انس رضي الله عنه على الدوام لم يتأخر لم يخطئ لم لم يوفي بالمطلوب لم يعمل ما قاله له النبي عليه الصلاة والسلام ابدا هذا لن يكون لانه بشر العجيب اذا في موقفه عليه الصلاة والسلام ان انسا رضي الله عنه على طول صحبته ومهما تعددت منه مواقف القصور او الخطأ غير المقصود فانه ما سمعت اذناه يوما تأففا من فم المصطفى عليه الصلاة والسلام ثق تماما والله ان وراء ذلك صدرا عظيما وقلبا كبيرا بابي وامه عليه الصلاة والسلام. من سعة يستوعب المواقف فيتجاوزوها. من عظمته لا يقف عند القضايا من عظيم خلقه وكمال ادبه ان يرعى كالصحبة وحق الخدمة. هذا الخادم كم احسن؟ كم اصاب كم فعل كم اجاب؟ كم لبى فمن حقه على مخدومه ان يتجاوز عنه اذا هفا اذا زل اذا اخطأ اذا تأخر اذا ابطأ عظمة الاخلاق هذه لا تتأتى الا عند عظام النفوس واعظمهم نفس محمد عليه الصلاة والسلام. يعلمنا والله درسا نظل نتأمله مليا في التعامل مع خدمنا. مع زوجاتنا من باب اولى. مع اولادنا من حولنا. عندما يخطئ احدهم عندما يقصر الطير عندما يخالف عندما يعاند عندما لا يستجيب عندما تحتد المواقف استصحب فورا ما بينك وبينه من مواقف سابقة في حسن وتوافق وتلاطف واتفاق فامسح هذه بتلك واجعلها غافرة لها وتجاوز. انت بذلك تكسب مزيدا من الود. من الانس انت تجسر جسرا عظيما من الملاطفة المتينة التي لا يمكن ان تتصدع عبر السنين هذا انس رضي الله عنه يحكي يقول ما قال لي اف قط. وفينا اليوم ليس من يتأفف من ينتهي من يخاصم من يسب او يشتم فظلا عن من يمد يده ليضرب ولا والله ما مد نبينا عليه الصلاة والسلام يده ليضرب امرأة ولا خادما قط ما غضب عليه الصلاة والسلام رغم ما في مواقف الحياة من شيء من الاختلاف وعدم التوافق شيء من الغضب الذي يحصل للبشر الجبلة والطبيعة الانسانية فاين كان يذهب عليه الصلاة والسلام بتلك المواقف المستفزة التي تستدعي غضبا التي تستدعي مخالفة التي تستدعي شيئا من اظهار الموقف لقد كان يحتويها عليه الصلاة والسلام بل ان شئت فقل لقد كانت تذوب رغم كثرتها كانت تذوب والله في ذلك القلب الكبير عليه الصلاة والسلام. كانت تتلاشى ومن وراء ذلك سر يا كرام. كان في قلبه وحياته وفؤاده عليه الصلاة والسلام. قضايا اكبر من ذلك بكثير كانت قضية الدين هم الدعوة تبليغ الوحي الحرص على الامة اخراجها من الظلمات الى النور. تبليغ دين لا اخراج الناس من من الضلال الى الهداية من الظلمات الى النور من النار الى الجنة. كان هما اكبر عنده عليه الصلاة والسلام فما كانت نفسه العظيمة الشريفة الابية لتقف عند سفاسف الامور وبنيات الطريق. هذه قضايا لا تسترعي عند كبار النفوس وعظائم الهمم لا تسترعي عندهم توقفا ولا اهتماما ولا حيزا كبيرا من مشاعر القلب ولا من اهتمامات العقل ولا من تصرفات واقف كان عليه الصلاة والسلام صاحب قضية اعظم. وكانت هذه المواقف مما يخدم حياته عليه الصلاة والسلام في امتلاك هذه القلوب اي والله لقد اسرها حبا له عليه الصلاة والسلام وذابت بين يديه طواعية او كرها عليه الصلاة والسلام كانت تجد في عظمة الخلق المحمدي ظلال الرحمة والرأفة الشفقة والاحسان. قولوا لكل رجل عندما تسيء هي زوجته او تغضبه او تعانده او تخالفه. استصحب جميل مواقفها وحسن صنيعها. بل لا والله عفوا استصحب حديث انس في خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام يهون عليك والله كل ما تلقاه. يقول انس رضي الله عنه ما قال لي شيء صنعته لم صنعته ولا لشيء تركته لم تركته. عدم التعقيب المتتابع والتدقيق الذي يقود الى مزيد من التوتر والاحتدام في المواقف وشيء مما يصحب بالنكد وتضييق النفوس وتغييرها لم يكن ليفعلها عليه الصلاة والسلام. نحن سنقف حائرين. صدقا والله حيرة امام هذا الخلق الكبير من رسول الله عليه الصلاة والسلام. امام هذا القلب العظيم لكن لا بأس. دعونا نتعلم شيئا فشيئا. دعونا نلهم انفسنا نرتشف شيئا من عظمة في هذه الاخلاق عل نفوسنا الابية ان تستجيب. عل نفوسنا الصعبة ان تتذلل. علنا والله ان نرطب قلوبنا بخلق المصطفى عليه الصلاة والسلام. دعونا نتجمل باخلاقه. نتحسن في ذواتنا. انصبوا هديه عليه الصلاة والسلام السلام يا احبة انصبوها مرآة لنا في الحياة. نبصر فيها افعالنا تصرفاتنا اخلاقنا هيئاتنا كل في حياتنا ثم نزنه بميزان المصطفى عليه الصلاة والسلام. فما وافق امضيناه ما خالف استدركناه. ما تأخر رجعنا اليه وهكذا على الدوام هي سعادة الحياة. وكمال البشرية في خلق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. نعم عن عائشة رضي الله عنها ما كان احد احسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما دعاه احد من اصحاب لا به ولا اهل بيته الا قال لبيك. الحديث مع ضعف سنده لكنه يشير الى ادب. ولو لم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام فالثابت عنه اعظم من ذلك. تقول العرب لبيك اشارة الى اجابة المنادي اذا ناداك احد باسمك ففلك ان تقول نعم في الاجابة ولك ان تقول لبيك. الاجابة بلبيك فيها مزيد ادب. فيها تواضع فيها احترام فيها وتلطف لبيك عند العرب معناها اجبتك مرة بعد مرة. فتعلن للقيادة والاستجابة السريعة والمتتابعة هذا من الادب يفعله في مقام الادب عند العرب الولد مع ابيه. العبد مع سيده الزوجان الاولاد مع ابائهم الطالب مع شيخه واستاذه كل ذلك يقال في النداء في الاجابة يقال لبيك ولو لم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام الا ان الثابت من لين جانبه وكريم خلقه وتوطئة اكنافه عليه الصلاة والسلام للناس اجمعين كان يقوم مقام ذلك وابلغ بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. وقال جرير بن عبدالله ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت. ولا رآني الا تبسم. جرير رضي الله عنه سيد شريف في قومه مطاع كبير من الكبراء. كان عمر الفاروق رضي الله عنه يسميه يوسف هذه الامة. جمع الله له بين جمال الخلقة وجلال بالمنصب والمهابة. اوتي شرفا وسيادا. اسلم متأخرا رضي الله عنه وارضاه. لكنه يحكي ايضا في صحبته القصيرة النبي عليه الصلاة والسلام صفحة من جميل المشاعر في الاخلاق ما حكى هدايا اهديت اليه. لاحظ ولا ذكر مناصب تبوأها. ولا ذكر غزوات شهدها. لم يشهد مواقف عظيمة في الحياة لكنه حكى شيئين كانت تعدل عنده ذلك كله. يقول ما حجبني منذ اسلمت والحجابة ان يمنع الرجل الدخول اليه الا ببواب او حاجب او استئذان. يقول ما اتيته الا دخلت اليه مباشرة. وحيث ما اردته وجدته وعندما اريد الدخول عليه لا يحجبون عنه احد. واما الاخرى فقال ولا رآني الا تبسما هذه البسمة التي هي مرسال الود التي هي مفتاح القلوب. هذه الابتسامة التي تزيل بها كثيرا من الحواجز يقتصر بها المسافات وتقوم مقام العبارات. الابتسامة التي لا تحوجك الى لغة تترجم بينك وبين من لا يفهم لغتك. الابتسامة التي تؤدي الاعتذار ان اردت ان تعتذر والترحيب ان اردت ان ترحب والاستدراك ان اردت ان تستدرك والملاطفة وقل ما شئت من المعاني. هذه الابتسامة الصماء تقوم مقام الف خطبة عصماء. هذه الابتسامة التي لا حرف فيها لكنها تأسر القلوب تفتحها تلينها تقربها كان هديه عليه الصلاة والسلام التبسم فعله وندبنا فقال وتبسمك في وجه اخيك صدقة. تبسم رعاك الله انت تتصدق. انت تفتح القلوب انت تعلن ملاطفتها وودك لاخوانك من حولك. يقول جرير ما رأني رسول الله عليه الصلاة والسلام الا تبسم. السؤال هو ما الذي اوصلته ابتسامة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام الى قلب جرير. انها رسائل والله تعجز ان تحصرها في مثل هذا المقام. ما الذي قرأه جرير في ابتسامته عليه الصلاة والسلام قرأ الملاطفة والاحترام والادب قرأ الحفاوة والحب الكبير له في قلبه عليه الصلاة والسلام كذا نحن نفعل بابتساماتنا هذا جانب عظيم من حسن الاخلاق لا يكلف جهدا ولا مالا ولا وقتا ولا شيئا من الامور هي ابتسامة كان عليه الصلاة والسلام يرسلها لاصحابه والناس من حوله. فانهم يرون فيه الملاطفة والبشر حسن النفس اللينة الهينة. هذا كلام يا احبة اسهل ما نقول في مثل هذه المجالس. واسهل ما نقولها في ونرشد اليها الناس من حولنا. لكنك عندما تعيشها واقعا وتريد ان تعيش بابتسامة في محياك. تستقبل بها عن يمناك وعن يسراك فثق تماما انك قد تجد نفسك في مواقف لا تقوى عليها اما لضيق النفس في موقف ما ويوم ما او صعوبة في العيش او شدة وقل ما شئت من ظروف الحياة. لا والله لن يكون احد منا في حياته في مواقف في حياته اشد بأسا من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا اعظم هما وقد حمل هم الدين ولا اشد تبعة وقد تحمل تبليغ الرسالة عليه الصلاة والسلام فكم يقوم في قلبه العظيم من معاني التبعة والامانة والهم العظيم ومع ذلك ما حال ذلك كله بينه وبين ابتسامته اللطيفة المشرقة الاسرة عليه الصلاة والسلام لقد كان يملك القلوب كل سبيل عليه الصلاة والسلام بقوله بفعله بتصرفاته بمواقفه بحلمه بل حتى بابتسامته صلوات ربي وسلامه عليه وكان يمازح اصحابه ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره دعوة الحر والعبد والامة والمسكين. ويعود المرضى في اقصى المدينة. ويقبل عذر المعتذر هذه اختلاف فئات المجتمع الصغير والكبير الحر والعبد المرأة الامة الحرة الرجل الصبيان الصحابة المريض المسافر الكل كان يحظى بجميل خلقه عليه الصلاة والسلام. تلك صعبة اشرت اليها في المجلس المنصرم. عندما تتسع دائرة العلاقات وعندما يكثر الناس من حولك من يعرفك ومن يقصدك ومن يخاطبك سواء عرفته انت او ما عرفته. عليك ان تعلم انه بقدر ما يتعرف الناس اليك. ويوجهون نظرهم اليك ويعلقون ابصارهم بك فاعلم تماما انها تبعات تتراكم. وانه بعدد ابصار هؤلاء واشخاصهم اعيانهم يلزمك ان تكون في بذلك الود كما بذلوا لك. وان تكون لهم في مقام الانبساط والاريحية ولين وبسط الكف والوجه بقدر ما يفعلونهم معك. اعلم تماما انه كلما كبرت الدائرة زاد العدد عظمت مسألة وازدادت تبعة وثقلا هذه لا يقوى عليها كل احد نعم كان الجميع ينظر اليه عليه الصلاة والسلام. تكتحل اعينهم برؤيته وبصره عليه الصلاة والسلام. تتشنف اذانهم بلذيذ وجميل حديثه عليه الصلاة والسلام كانت قلوبهم تخفق حبا وتنبض وفاء وصدقا وايمانا به عليه الصلاة والسلام لكن انى لك انت في مثل مقام المصطفى عليه الصلاة والسلام ان تستوعب الجميع هؤلاء بهذه الالوان من التعامل المداعب الممازحة الملاطفة ثم تلبية الحاجات ثم الملاطفة بالقول والفعل يمازح اصحابه المخالطة مداعبة الصبيان اجلاسهم في حجره. اجابة دعوة الحر والعبد والامة والمسكين. عيادة المرظى في اقصى المدينة قبول اعذار المعتذرين واعذارهم وعدم التدقيق ولا التتبع لعثراتهم. هذه عظمة يا قوم الواحدة منها لو افردتها لوجدت انها تحتاج الى جهاد نفس عظيم. وتوطنة للنفوس على هذه المعاني العظام كيف اذا اجتمعت هي والله مرهقة ولا تقوى عليها الا النفوس الكبار واكبرها نفس رسول الله عليه الصلاة والسلام لكننا لا زلنا نتعلم نقرأ العبارات والجمل نستصحبها في مواقف الحياة نوطن انفسنا نهذبها يربيها نعم نزكيها في ظلال اخلاقه عليه الصلاة والسلام. قال انس بن مالك ما التقم احد اذن النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه. وما اخذ احد بيده فيرسل يده حتى يرسلها حتى يرسلها الاخر ولم يرم قد ولا ولم يرى مقدما ركبتيه بين يدي جليس له. نعم. صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه واله وسلم. الحديث عند ابي داود والترمذي وقال حديث غريب وصححه ابن حبان رحم الله الجميع. يقول انس رضي الله عنه ما التقم احد اذن النبي صلى الله عليه وسلم. المقصود بالتقام الاذن تقريب الفم من الاذن للاصرار فيها بكلام خاص يقال التقم اذنه معناه اقترب منه وجعل يسر في اذنه بكلام لا يحب ان يسمعه غيره. يقول ما التقى ما ادن اذن النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه. لا يبعد رأسه عن فم المتحدث. حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه هذا ماذا يعني لك ماذا يعني هذا عندما يأتي شخص ليسر اليه يبقي رأسه بقرب فمه حتى يفرغ من حديثه فيبتعد هو وليس هو الذي يبعد رأسه الصلاة والسلام. هذا ماذا يعني هذا يعني انصات هذا يعني تقدير للمتحدث؟ نعم هذا يعني تواضعا كبيرا وتنزلا بين يدي اصحابه عليه الصلاة السلام هذا سهل لكن الصعب ما هو؟ ان هؤلاء ليسوا واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا خمسة. كم تستطيع ان تعطي اذنك رعاك الله لقريب جاء يسر اليك لو كنت مسؤولا مديرا وزيرا اميرا كبيرا والناس على بابك كل ذو حاجة فجعلت ستعطي هذا دقيقتين وهذا دقيقتين والثاني خمسة والثالث وهكذا. كم سيستغرق الوقت الجهد؟ كم ستقوى رعاك الله على ان ان تكون هكذا باذلا اذنك خافضا رأسك لمن اتى اليك وانت تعلم انك تحملت تبعة مثل هذا لا والله ليس باليسير ولا بالسهل. يقول انس رضي الله عنه وما اخذ احد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الاخر اذا امسك احد بيده اما ليماشيه او ليحدثه او ليوحى او ليحاكيه في امر ما كان يسحب يده عليه الصلاة والسلام. قال ولم يرى مقدما ركبتيه بين يدي جليس له. اذا جلس احد بحضرته عليه الصلاة والسلام لا يحرص على البروز ولا التقدم في المجلس ولا بالصدر ولا حتى بالركبتين عند الجلوس اظهارا للتواظع واحتراما للجليس. صلوات ربي وسلامه عليه وكان يبدأ من لقي من لقيه بالسلام ويبدأ اصحابه بالمصافحة ولم يرى قط ماد الرجليه بين حتى يضيق بهما على احد يكرم من يدخل عليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه في الجلوس عليها ان ابى ويكني اصحابه ويدعوهم باحب اسمائهم تكرمة لهم ولا يقطع على احد حديثه حتى يتجوز فيقطعه بنهي او قيام. ويروى بانتهاء او قيام. عليه الصلاة والسلام هذه جمل متتابعة في كل واحدة منها مظهر من مظاهر عظمة الخلق المحمدي. كان يبدأ من لقيه بالسلام اذا التقيت باخ لك فسلمت انت او سلم هو خيركم الذي يبدأ بالسلام واكثركما حيازة للاجر والكل فائز اجري السلام او رده لكن بدؤه عليه الصلاة والسلام بالسلام عند لقاء اصحابه فيه امور ثلاثة فيها حيازة اجري باستباق السلام والمبادرة. فيها حيازة الود والحب لقلوب اصحابه عليه الصلاة والسلام. فيها عظيم التواضع الكريم من نبي الامة عليه الصلاة والسلام. عادة يا احبة اذا التقى الصغير بالكبير في مجلس او في طريق او في مجمع او الابن بابيه او التقى الصديق بمن هو اكبر منه او الطالب والتلميذ بشيخه واستاذه. عادة يبدأ بالسلام الى الاعلى يبدأ الابن اباه يبدأ التلميذ استاذه وشيخه يبدأ الصغير الكبير بالسلام لكن ان يبدأ هو عليه الصلاة والسلام لقد كان مدهشا والله يلفت النظر يأسر القلوب. كان حقهم ان يبدأوه فيسبقهم عليه الصلاة والسلام بالقاء السلام قال ويبدأ اصحابه بالمصافحة بمد اليد ولم يرى قط مادا رجليه بين اصحابه حتى يضيق بهما على احد معهم في المسجد وهم حوله جلوس. فمن تمام الادب الا تمد الارجل. ما فعلها عليه الصلاة والسلام تواضعا وادبا واحتراما لجلاسه قال يكرم من يدخل عليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته. هكذا صنع عليه الصلاة والسلام كما حصل مع وائل ابن حجر رظي الله عنه لما قدم اليه ووفد عليه فانه اكرمه واحتفى به ولما دخل عليه اه بدأه عليه الصلاة والسلام بالملاطفة بسط له الثوب قدم له الوسادة. هكذا يفعل انزالا لهم منازلهم. وتقديرا لضيفه واكراما داخل عليه صلى الله عليه وسلم. قال يؤثره بالوسادة التي تحته. ويعزم عليه في الجلوس عليها الا ويعزم عليه في الجلوس عليها ان ابى يصر فيعطيه مجلسه ووسادته التي يجلس عليه. ويكني اصحابه. يا ابا بكر يا ابا عمير يا ابا تراب وهكذا فالكنية عند العرب اكرام للمنادى. وهو عليه الصلاة والسلام مع كونه الاعلى منزلة والاكبر سنا والاعظم قدرا ولا حاجة بك الى المقارنة بينه عليه الصلاة والسلام وبين احد في الامة. فكونه ينادي اصحابه بالكنى فيه غاية التكريم والاحترام والتقدير هو من وجهه الاخر عظمة التواضع منه عليه الصلاة والسلام ويدعوهم باحب اسمائهم تكرمة لهم قال في اخر هذه الجمل ولا يقطع على احد حديثه اذا ابتدى احد حديثا لا يقطعه حتى يتجوز يعني حتى يجتاز المتحدث بحديثه ويفرغ منه فيقطعه بنهي او قيام. ويروى بانتهاء او قيام. فاذا انتهى المتحدث او قام وقطع حديثه يتحدث هو عليه الصلاة والسلام. انه كان لا يجلس اليه احد وهو يصلي الا خفف صلاته وسأل عن حاجته فاذا فرغ عاد الى صلاته. نعم. عادة ما يصدر القاضي عياض رحمه الله ما لا يصح عنده بقوله وروي. وهذا منها فانه لا يعرف له اصل في السند انه كان لا يجلس اليه احد وهو يصلي الا خفف صلاته وسأله عن حاجته. فاذا فرغ عاد الى صلاته. ولكم قلنا في الثابت الصحيح غنية عما لا وفيه دلالة اعظم وفيه ايضا معان اجل واكبر. احبتي الكرام هذه الجمل التي سبقت ابتداء السلام والمصافحة فحاول احسانه الى الجليس واكرام الضيف وقل ما شئت. نحن عادة ما نستعظم مواقف التواضع من العظماء ونجلها في اعيننا جدا. يعني اذا قدر لك ان تلتقي بكبير ملك او وزير او امير او رئيس ونحو ذلك من قادات البشر وسادات المجتمع فانك تستعجب لبعض مواقف التواضع التي يلحظها بصره فتقول سبحان الله كيف تبسم؟ كيف تلطف؟ كيف تواضع؟ كيف قال كذا؟ نعم نعظم جدا تواضع الكبراء العظماء لان حال العظماء عادة تهيئهم تهيئهم عادة لمواطن الترفع. والعلو والسيادة فيما يعيشون. جليس العظماء نستكثر منه مواقف التواضع. والامراء والكبراء ايضا نستكثر من اذا ما رأينا مواقف التواضع والتقلل وعدم التكلف. نقول هذا في العظماء والكبراء وجلسائهم. يا رجل فكيف بجليس الملائكة الكرام عليهم السلام؟ كيف بالمؤتمن على وحي الله من فوق سبع سماوات؟ كيف بانسان اصطفاه الله واختاره وجعله نبيا للامة الى اخر الزمان. عندما تحكي تواضع النبي عليه الصلاة والسلام. عليك والله ان كل مواقف التواضع التي يندهش الناس لها وتأسرهم روعتها. كل ذلك يتوارى في عظمة العظيم المصطفى عليه الصلاة والسلام في تواضعه الكريم الذي ما كان تكلفا ولا كان تزينا ولا تجملا ولا تكثرا لا والله ما كانت يقصدها العدسات ولا تتحدث عنها الصحف ولا المجلات ولا القنوات كان يفعل فعلا جبل عليه صلى الله عليه وسلم كان ضعوا كسبا للقلوب كان لا يتكلف في معيشته في اقواله في افعاله في تعامله مع الناس من حوله وهذا سر اقبال القلوب عليه صلى الله عليه واله وسلم. نعم. وكان اكثر الناس تبسما واطيبهم نفسا ما لم ينزل عليه قرآن او يعظ او يخطب قال عبدالله بن الحارث ما رأيت احدا اكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. نعم كان ترى الناس تبسما واطيبهم نفسا وقد مر بك قول جرير ما رآني عليه الصلاة والسلام الا تبسما. كثرة تبسمه وحسن تودده وكثرة ملاطفته عليه الصلاة والسلام كانت تعطي عنوانا. لهذا القلب الكبير العظيم عليه الصلاة والسلام. الذي ملئ رأفة رحمة بامته عليه الصلاة والسلام. لكنه في مقام الوعظ والوحي والتبليغ للدين لم يكن كذلك. يقول ما لم انزل عليه قرآن او يعظ او يخطب. نعم فلكل مقام مقال ولكل موقف ما يناسبه وقد كان عليه الصلاة والسلام اذا على المنبر ليخطب في الناس تحمر عيناه ويرتفع صوته كأنه منذر قوم يصبحهم او يمسيهم. هذا اختلاف المقامات. ليس تغير احوال منه عليه والسلام ولا تكدر خاطر ابدا والله. ولا تغير قلب على اصحابه. لكنه لكنه توظيف للمقام بحسب بما يتسع له الموقف مواقف الوعظ والتذكير والخطابة تحتاج الى نبرة في الصوت والى ملمح في هيئة الوجه تعبيراته غير تلك التي يقابل بها اصحابه اذا جلس اذا صافح اذا استقبل واستظاف فلكل مقام مقال وقد كان من حرص في هذا الوصف ان يبينوا ما يروا ما يرونه منه عليه الصلاة والسلام في اختلاف الاحوال. نعم. وعن انس بن مالك رضي الله عنه انا خدم المدينة يأتون النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى الغداة بانيتهم فيها الماء فما يؤتى بانية الا غمس يده فيها. وربما كان ذلك في الغداة الباردة. يريدون به تبرك صلى الله عليه وسلم. الحديث في صحيح مسلم رحمه الله كان خدم المدينة يأتون النبي صلى الله عليه كلما اذا صلى الغداة يعني الفجر الصبح بانيتهم فيها الماء. فما يؤتى بانية الا رمى سيده فيها لم؟ قال يريدون التبرك وما المشكلة في ذلك؟ قال ربما كان ذلك في الغداة الباردة. يعني في صبيحة يوم من الشتاء البارد ووضع اليد في مما يشق وقد كان بوسعه ان يعتذر عليه الصلاة والسلام وقد كان بوسعه ان يطلب منهم اتيانه في وقت الظهيرة او الضحى حين ترتفع الشمس فيدفأ الماء لكنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يوما ليراعي حظ نفسه عليه الصلاة والسلام في مقابل امته صلوات ربي وسلامه عليه. لقد انا والله يرجو لنا النجاة والسلامة وجنة عرضها السماوات والارض. فما اعظم حقه علينا والله عليه الصلاة والسلام وما اجل قدره في قلوبنا وما اعظم منزلته التي يجب ان تتبوأها في القلوب يا قوم. والله لا يجب ان يحتل احد في القلوب مكانة اسمى في البشر من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولان نجعل في الحب والاحترام والتبجيل والتعزير والتوقير كما قال الله احد من البشر فوق رسول الله عليه الصلاة والسلام. لاحظ معي اننا نجد في قلوبنا في بنا شيئا عظيما من الامتنان لمن احسن الينا تصور ان انسانا اهدى لك يوما ما طيبا ويوما مالا ويوما اهدى لك شيئا من اثاث البيت وثالثة ورابعة فما زالت هداياه تتتابع اليك انظر كم يفعل فعله بهداياه تلك في اسر قلبك حبا واحتراما له. فماذا لو تتابعت هداياه لك وتعاظمت فصارت كل واحدة اعظم من التي قبلها. ستعيش حياتك والله مأسورا لهذا الانسان خجلا حييا كيف تؤدي حقه؟ كيف ترد احسانه؟ كيف تعبر عن عظيم حبك وامتنانك في الوقت الذي لا ينتظر منك جزاء ولا شكورا وليس بحاجة اليك ولا راغبا في شيء مما بين يديك. فيزداد والله عظمة احسانه في اسر قلبك يا رجل اي انسان في الامة اعظم احسانا من رسول الله عليه الصلاة والسلام ايهم اعطى لك عطية واهدى هدية اجل واعظم مما حبانا الله تعالى به من الهداية على يدي هذا النبي الكريم قد انزل الله اليكم ذكرا فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلوا وعليكم ايات الله مبينات ليخرج الذين امنوا وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور. الله يمتن علينا من فوق سبع سماوات لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين يذكرنا القرآن على الدوام بعظمة نعمة الله علينا برسول الله عليه الصلاة والسلام. كل ذلك استذكارا لهذا الحق العظيم ووفاء بمقامه الكريم عليه الصلاة والسلام ليبقى مثل هذا شامخا في القلب لا يتغير. يدموا مع الايام ويربوا معها ويزداد مع السنوات فنزداد حبا له عليه الصلاة والسلام. لقد جاءكم رسول من انفسكم. عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم بالله عليك ما سألت نفسك ربنا لم يخاطبنا بهذه الاية؟ ما مراده جل جلاله عندما يقول لقد جاءكم رسول من انفسكم. ثم يحكي اوصافه العائدة الينا في الحقيقة. عزيز عليه ما حريص عليكم نعم هي اوصافه لكننا المعنيين بها والله. هي اخلاقه سجاياه لكنها العائدة الينا. نحن الحظيون بها الفائزون المستمتعون بتلك الصفات. ماذا يريد الله؟ يريد الله ان نقيم لنبيه عليه الصلاة والسلام في القلوب مقامه اللائق به تعظيما واحتراما ايمانا وتصديقا استنانا واتباعا حبا ووفاء. واعلموا ان فيكم رسولا الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم. ولكن الله حبب اليكم الايمان. وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر الفسوق والعصيان. ايات تتتابع في كتاب الله. يريد الله بها ان يكون لنا في قلوبنا تعظيم عظيم لنبي عليه الصلاة والسلام تعظيم ليس ذاك الذي يقتصر على مقامات ومناسبات واحتفالات وابتهالات لكنها بالمقام الاكبر الحقيق هي حياة تقوم على هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. وقد اسست في القلوب بنيان المحبة الصادقة له. تلك المحبة التي غذيت قطرة قطرة بمعرفة صفاته وشمائله وهديه العظيم عليه الصلاة والسلام. هؤلاء خدم ايماء يأتون بانية الماء الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. فما يقف لا يتردد لا يتراجع يجيبهم يجبر خواطرهم يحقق مناهم في اليس معصية ولا تجاوزا لحدود الله؟ هذا التبرك برسول الله عليه الصلاة والسلام ببدنه الشريف بجزء من اجزاء جسده كما هو بعرقه او بشعره عليه الصلاة والسلام صحيح ثابت مشروع عمله عليه الصلاة والسلام وانتفع به اصحابه ونحن ولا ننكر ذلك في التبرك ببدنه ولا بجزء من جسده المنفصل عنه عليه الصلاة والسلام كالشعر والعرق لكن ان الشأن فيما بقي من اثاره عليه الصلاة والسلام. وقد كان انس رضي الله عنه يحتفظ بشعرات من رأسه عليه الصلاة والسلام عنده في بيته وقد قال عبيدة السلماني اخرج الينا انس شعرات من شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم يقول عبيدا فوالله لان تكون عندي شعرة من تلك احب الي من الدنيا وما فيها. كما اخرج البخاري. انما الشأن يا كرام. في التثبت من ما ينسب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام في متاحف بالشرق والغرب واماكن هنا وهناك. فيقال هذه ظفيرة شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام وتلك خصلات من شعره التثبت في هذا المقام حتى لا تنجرف الاقدام. ولا تباع الاوهام ولا تعلق قائد بشيء من الخرافة التي لا اساس لها ولا بنيان. ينتهي المجلس ولا ينتهي الحديث عن عظمة خلق رسولنا عليه الصلاة والسلام. دقائق يا كرام تفصلنا عن مغيب شمس يوم الخميس وكلما غابت شمس الخميس ليلة الجمعة اشرقت معها شمس المحبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وهم يتتابعون استباقا في كثرة الصلاة والسلام عليه يحدوهم في ذلك قول حبيبهم عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فكلما اشتغل لسانك ونبض قلبك بالصلاة والسلام عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة فلا يزال يحدوك الى ازيدي قوله اكثروا فانت لا تزال باحثا عن هذه الكثرة راغبا في الاجر ونصب عينيك صلوات ربك المتنزلة من لسبع سماوات. فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. فيا فرحة عبد والله ويا غنمه ويا سعداه على نبيك عليه الصلاة والسلام فيصلي عليك ربك يصلي عليك ربك وعشر مرات والله لكم قلنا مرارا لو كانت المسألة بالعكس لكانت مغنما ومرحبا مربحا كبيرا. لو قيل لك صلي على النبي عليه الصلاة والسلام عشر مرات لتفوز بصلاة و واحدة من ربك لكان الربح العظيم ولكان الفوز المبين فكيف وهي بالعكس؟ كيف لك بالصلاة عشرة اضعاف فهذا باب كبير يا احبة من الخير والبركات والاجر والصلوات من رب العلا سبحانه وتعالى. فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين ابدا. اللهم صل وسلم وبارك عليه كما تحب ان يصلى ويسلم مبارك عليه يا اكرم الاكرمين. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. نسألك يا رب باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان ترزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم. وان تلزمنا يا رب اتباع سنته والتمسك بهديه ورفع رايته يا اكرم الاكرمين. اللهم اجعلنا متبعين لسنته رافعين غايته واحشرنا في زمرته يا اكرم الاكرمين. اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين. والحقنا يا رب بالصالحين اللهم اختم لنا شهرنا بخير واجعل عواقب امورنا الى خير. اللهم اجعلنا ممن صام ايمانا واحتسابا وقام ايمانا واحتسابا وادرك ليلة القدر ايمانا واحتسابا فغفرت له يا ربي ما تقدم من ذنبه وانت الغفور الكريم. اللهم انا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى اللهم وفق عبدك خادم الحرمين للخير والهدى والسداد والرشاد. اصلح يا ربي له النية والبطانة والقول والعمل. بارك له في جهده وقوله وعمله واجعله موفقا مسددا يا اكرم الاكرمين. اللهم احفظ وانصر اخوتنا وابنائنا المرابطين في الحدود والثغور. اللهم ثم ثبت اقدامهم وسدد رميهم وافرغ عليهم صبرا واخلفهم في اهليهم بخير يا قوي يا عزيز. اللهم عليك باعداء الملة الذين تواطؤوا لحرب دينك وعبادك المؤمنين. اللهم خالف بين كلمتهم وفرق جمعهم. ونكس رايتهم. واجعل بأسهم بينهم واكفناهم بما شئت يا حي يا قيوم. اللهم انا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اجعل شهرنا هذا شهر خير وبركة وفرج قريب ونصر عاجل لدينك وعبادك المؤمنين يا ذا الجلال والاكرام يا فاطر الارض والسماء يا رب العالمين ويا اله الاولين والاخرين نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ان تغفر لنا وتصلح قلوبنا وتتوب علينا وان تهدينا سواء السبيل. اللهم اغفر لنا ولوالدينا جميع المسلمين اللهم اغفر لابائنا وامهاتنا يا ارحم الراحمين. اللهم ارفع درجاتهم في عليين. واخلفهم في عقبهم في الغاب واكرمنا يا رب بصحبتهم وزوجاتنا وزوجاتنا وذرياتنا في جناتك جنات النعيم انت ولي ذلك والقادر عليه اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد