بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قوتنا المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلا ومرحبا بكم الى لقاء جديد من برنامج نور على الدرب. ضيف اللقاء وفضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب وامام الجامع الكبير بمدينة عنيزة. في بداية هذا اللقاء نرحب بفضيلة الشيخ فاهلا ومرحبا بكم. مرحبا بكم واهلا على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من المستمع سيف الدين الطاهر من السودان. يقول في هذا السؤال هل يعتبر التحاكم الى غير والا كفر مع العلم بانه يعتقد اعتقادا منافيا للشك بان احكام الشريعة الاسلامية هي افضل من الاحكام الوضعية نرجو بهذا التوجيه مأجورين الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الجواب على هذا السؤال يتبين بالاتي اولا ان الله سبحانه وتعالى انما خلق الخلق لعبادته خلق الجن والانس ليعبدوه كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وعبادة الله سبحانه وتعالى يتذلل له حبا وتعظيما باقامة شرائعه القلبية واللفظية والعملية ثانيا يقول الله عز وجل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله فلا حاكم بين العباد الا الله سبحانه وتعالى ولا يحل لاحد ان يصف هذه القضية اما وجهنا الله اليها عن ما وجهنا الله فيه نحوها وما اختلف به من شيء فحكمه الى الله لا الى غيره ثالثا يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويله فتأمل هذه الاية الكريمة تجد ان طاعة ولاة الامور تابع لطاعة الله ورسوله ليس مستقلا ولهذا قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ولهذا قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ولم يقل واطيعوا اولي الامر وهذا يدل دلالة ظاهرة على ان طاعته ولاة الامور تابع لطاعة الله ولا يمكن ان يكون مستقلا ثمان الله يقول فان تنازعتم في شيء وردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر لم يقل ردوه للقانون الفلاني او القانون الفلاني او الرأي الفلاني او النظرية الفلانية او ما اشبه ذلك بل لا مرد الا الى الله ورسوله الى الله الى كتابه والى رسوله الى سنته صلى الله عليه وسلم فان كان حيا فاليه نفسه وان كان ميتا فالى ما حفظ من سنته صلى الله عليه وسلم رابعا قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلم تسليما فاقسم الله سبحانه وتعالى بربوبيته لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهي ربوبية خاصة لا تساويها اي ربوبية بالنسبة للعباد لانه كلما كان الانسان اعبد لله كانت حبوبية الله له اخص ومن المعلوم ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم اعبد الناس لله وعلى هذا فان الله اقسم بهذه الربوبية الخاصة المضافة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا يؤمن احد الا بهذه الشروط الدرك الاول حتى يحكموك فيما شجر بينهم لا يحكم غيرك والشرط الثاني ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت بل تتسع صدورهم لذلك وتنشرح صدورهم به فلا يجد حرجا وضيقا مما قضيت والثالث ويسلموا تسليما من قادوا زيادا تاما ولهذا اكد هذا الفعل بالمصدر لقوله ويسلموا تسليما اذا عرفت هذه الامور الاربعة تبين لك اما خروج الانسان عن التحاكم الى الله ورسوله الخلاف ما خلق الله العباد من اجله وخلاف ما ارشد الله ان يكون التحاكم اليه وخلاف ما جعل الله تعالى لولاة الامور من الطاعة وخلاف تحكيم الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون اي نعم بارك الله فيكم اه من السودان ايضا مستمع للبرنامج اه الصلاح مصطفى من السودان. يقول في هذا السؤال الحقيقة ما هي اهمية الجماعة في وهل يشترط على المسلم ان ينتمي الى جماعة معينة نعم الجماعة في الاسلام هي الاجتماع على شريعة الله عز وجل التي قال فيها الرسول عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضره من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك هذه هي الجماعة التي يجب على الانسان ان ينتمي اليها اما جماعة الحزبية التي لا تريد الا انتصار رأيها سواء كان بحق ام بباطل فانه لا يجوز الانتماء اليها لان ذلك متضمن للبراءة يا جماعة الاسلامية والولاية للجماعة الحزبية التي فيها التفرق والاختلاف وقد قال الله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله وقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وقال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وهذه الجماعات الاسلامية التي تنتمي الى الاسلام وهدفها انتصار الاسلام يجب عليها الا تتفرغ يجب عليها ان تنحصر لطائفة واحدة طائفة الجماعة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي وهذه الجماعات فرقت الامة نعم وشتاتتهم والقت بينهم العداوة اتصل الواحد منهم ينظر الى الثاني نظر العدو البعيد مع ان كل مع ان الكل منهم مسلم ينتمي الى الاسلام ويريد ان ينتصر الاسلام به ولكن انا وقد تفرغوا هذا التفرق وتمزقوا هذا التمزق الذي اوجه اخواني اليه من هذا المنبر منبري نون على الدرب من اذاعة المملكة العربية السعودية ان يجتمعوا على الحق وان ينظروا اوجه الاختلاف بينهم فيزيلوها بالرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحقيقة ان هذا التفرق باريس راحت فريسته بل اصبح فريسته هذا الوعي الذي نشاهده في الشباب الاسلامي فان هذا الشباب بتفرق هذه الجماعات صار كل طائفة منهم تنتمي الى جامعة الى جماعة ترى كل واحد منهم كل واحد منهم ينتمي الى جماعة من هذه الجماعات وتفرقوا وصار بعضهم يسب بعضا ويطعنوا في بعض وهذه ضربة قاسية عاصمة للظهر لهذه الصحوة التي بدأت ولله الحمد تظهر اثارها في شباب المسلمين المهم انني انا انصح بعدم التفرق ولو في ضمن هذه الجماعات وارى ان تكون امة الاسلامية امة واحدة لا تختلف ولا تتسمى كل واحدة منها باسم ترى انها ند للجماعة الاخرى بارك الله فيكم هذا المستمع اخوكم في الله محمد ابو زهرة مصري يعمل في بيشة. يقول في هذا السؤال فنرى بعض الاخوان اثناء السنة يغيرون من اماكنهم ما الحكمة في هذا؟ نرجو بهذا افادة الحكمة من تغيير المكان عند الراتبة هو ان الرسول عليه الصلاة والسلام امر الا توصل صلاتهم بصلاة حتى يخرج الانسان او يتكلم فترى كثيرا من الناس لا يتسنى له ان يخرج لان الصفوف خلفه متراصة وليس في قبلي المسجد باب يخرج منه تضطر الى ان يصلي الراتبة في مكانه الذي صلى فيه الفريضة فيرى ان ينتقل منه الى المكان الذي بجنبه ليحقق بذلك الفرق او التفريق بين الفرض وسنته. نعم. ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله يسن التفريق بين الفرض وسنته بكلام او انتقال من موضعه ولكن هذا ليس على سبيل الوجوب. نعم ان تيسرت والا فلا حرج ان يصلي في مكانه الذي صلى فيه الفريضة. طيب وافضل من ذلك واولى ان يصلي النافلة في بيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة ولانه صلى الله عليه وسلم كان يصلي الراتبة وقيام الليل يصليها في بيته صلوات الله وسلامه عليه القولية والفعلية على ان فعل النوافل في البيت افضل من فعلها في المسجد قول بعض العامة يا شيخ محمد ان التغيير هذا من محل الى محل اثناء السنة انه يشهد له موضعه يوم القيامة صحة هذا هذا لا اعلم له اصلا بخصوصه طيب ولكن هناك اية في القرآن تدل على ان الارض تحدث اخبارها. الله اكبر اي بما عمل عليها من خير وشر طيب نعم المستمع ايضا محمد ابو زهرة مصري يقول آآ في هذا الحديث عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ قال وقلب القرآن ياسين لا يقرأها رجل يريد الله والدار الاخرة الا غفر الله له. اقرأوها على موتاكم صحة هذا الحديث فضيلة الشيخ نعم هذا الحديث ضعيف نعم لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم سورة ياسين تحب بعض العلماء قراءتها على المحتضر لحديث اخر ورد في ذلك وفيه ايضا نظر وهو قول الرسول عليه الصلاة والسلام اقرأوا على موتاكم يا سيدي ومن المعلوم ان الفضائل فضائل الاعمال سواء كانت من سواء كانت من القرآن او من غيره لا يمكن ان يثبت بها حكم شرعي لان نعم لا لا يمكن ان يثبت بها حكم شرعي بدليل صحيح. نعم وان كان بعض العلماء رحمهم الله وعفا عنهم يرخص في الاحاديث الواردة في فضائل الاعمال او في الترهيب ولا يشدد فيها لكن الاولى ان يقتصر على ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيبا وترهيبا والذين اجازوا يدفعوا فضائل اشترطوا اول الذين ذكروا اثبات الفضائل بالاحاديث الضعيفة تركوا ثلاثة شروط الا يكون الطرف شديدا والا يعتقد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وان وان يكون لهذا العمل الذي رتب عليه هذا الفضل اصل ثابت بطريق صحيح قالوا فهذا فقالوا فهذه الشروط تسوق ذكرى فضيلة العمل ان كان مطلوبا او الترهيب منه ان كان منهيا عنه لانه لم يثبت فيه حكم شرعي غاية ما فيه ان النفس ترجو في الفضائل وتحذر من المساوئ نعم بارك الله فيكم هذا مستمع للبرنامج رمضان حسين علي من العراق محافظة التأميم له اه سؤالان. يقول في السؤال الاول اه بانه كثير النسيان حيث انني عندما احفظ سورة من القرآن الكريم بعد يوم او يومين انساها او انسى جملة او كلمة وغالبا ما اتخطى هذه الكلمة الى الكلمة التي بعدها. فبماذا تنصحون مأتورين لكي لا انسى اه هذه السور المباركات جزاكم الله خيرا الذي ننصحك به ما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم من تعهد القرآن وكثرة تلاوته وتذكره فان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بذلك وقالوا وقال تعاهدوا هذا اتعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده له اشد تفصيا من الابل في عقلها فاكثر من تلاوة القرآن واعرض عن المشاغل التي تشغل ذهنك و توجب نسيانك ثم احرص ايضا على ان يكون تذكرك لكتاب الله مقرونا بالاستعانة بالله عز وجل لان الاستعانة مقرونة بالعبادة كما قال تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقال تعالى فاعبده وتوكل عليه فاذا استعنت بالله وقوت الامر الى الله وحرصت على تعهد القرآن وصار هو طولك شاغل فابشر بانك سوف لا تنساه ان شاء الله تعالى نعم والمستمع ايضا يقول اه ما رأيكم فضيلة الشيخ في هذه الكتب كتاب الاذكار وكتاب الجواب الكافي لمن سأل عن عن الدواء شافي وايضا كتاب رياض الصالحين وكتاب خزينة الاسرار وكتاب تعليم الصلاة اه اما كتاب الاذكار ورياض الصالحين فهما للنووي رحمه الله ولا شك ان فيهما فائدة عظيمة. طيب كبيرة لكن لا لا يخلوان من بعض الاحاديث الضعيفة ولا سيما كتاب الاذكار الا ان اهل العلم قد بينوا ذلك ولله الحمد لكنها احاديث قليلة جدا وارى ان يقرأ بهم الانسان لما فيهما من من الفوائد الكثيرة وبامكانه ان يسأل عن الاحاديث التي يستنكرها يسأل يسأل عنها اهل العلم بالحديث واما جواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي فهو لابن القيم احد تلاميذ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو كتاب جيد فيه مواعظ عظيمة لكن في اخره اشياء يظهر ان المؤلف رحمه الله كتبها لان هذا الكتاب كان لشخص معين ابتلي ببلية ترى ان المؤلف رحمه الله ان من المناسب ما ذكره في اخر الكتاب واما كتاب خزينة الاسرار فلا فلا ادري عنه ولم اطلع عليه طيب اه هذه رسالة وصلت من عبد الصمد عبدالله العراق مدينة داهوك كمستمع يقول في هذا السؤال ما هو المقدار الجائز شرعا في الربح عندما يتاجر شخص بنوع من السلع هل هو نصف رأس المال او الربع او الثلث او اكثر الربح في البيع والشراء ليس له ليس له تقدير شرعا فقد يربح الانسان اكثر من رأس المال مرات عديدة. نعم حسب نشاط السوق وارتفاع الاسعار فكم من اناس اشتروا الشيء بثمن ثم باعوه باضعافه وقد يربح دون ذلك وقد لا يربح شيئا وقد يخسر نعم فالامر في هذا راجع الى قوة العرض والطلب والاسعار بيد الله عز وجل فهو المسعر القابض الباص كراسة لكن المحظور هو ان يرفع الانسان السعر عما جرى به العرف او عما كانت عليه السلعة في السوق ويخدع بها الجاهل كما لو كان الناس يبيعون هذه السلعة بعشرة فباعها هو بخمسة عشر او اكثر على انسان جاهل فان هذا لا يجوز لما فيه من الخديعة والغش وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام من غش فليس منا واذا كان الانسان لا يرضى ان احدا يعامله بهذه المعاملة فكيف يرظى ان يعامل غيره بها اما لو كان الذوق قد ارتفع مثل ان يفسد هذه السلعة بعشرة ثم تزداد السلع حتى تصل الى ثلاثين او اربعين فلا حرج ان يبيع بهذا تعرف لانه سائر الناس واما الحديث الذي اشار اليه نعم تاء الباغي رضي الله عنه فقد اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دينارا يشتري به اضحية فاشترى تأتيني بالدينار ثم باع احداهما بدينار واتى باظحية ودينار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في بيعه فكان لو اشترى ترابا لربحت. الله اكبر وهذا لا يدل على ما ذكره السائل لانه من الجائز ان يكون الذي باع الشاتين بدينار واحد قد عرف ان ان هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل من السعر وقد يكون عجلا يريد ان يذهب الى اهله تبعهم الرخص وقد يكون السعر زاد في هذه الساعة التي وقع فيها البيض الذي التي وقع فيها الشراء ثم البيع بعد ذلك على كل حال في احتمالات نعم ولكن القاعدة الاصيلة انه لا يجوز للانسان ان يغلب غيره غلبة لا يقتضيها ارتفاع السعر هذا هو الضابط بارك الله فيكم اه شكر الله لكم شيخ محمد وعظم الله مثوبتكم على ما بينتم لنا وللاخوة المستمعين الكرام اه اخوتنا الاكارم اجاب على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيبه وامام الجامع بمدينة عنيزة شكر الله لفضيلته وشكرا لكم انتم وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته