بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام. وعلمنا الحكمة والقرآن. احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمد محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فلا يزال مجلسنا هذا موصولا متتابعا بفضل الله تعالى وله الحمد والنعمة وله الفضل والثناء الحسن. وهذا المجلس المتتابع في كل ليلة من ليالي الجمعة. نجد فيه فرصة ومتسعا لاغتنام حظ اوفر من رحمة ربنا الكبير المتعال. والاستباق في باب كبير عظيم من ابواب الخير والفضائل والاجور ذلكم هو فضل نيل الرحمة الالهية. والتقلب في بركات ما يناله احدنا بالصلاة والسلام على سيد الورى وامام الهدى نبينا محمد بن عبد الله. فاننا في مجلس نتدارس فيه سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونقلب صفحات من عظيم حقوقه على امته صلى الله عليه وسلم فان احدنا لا ينفك في مجلس كهذا من ان يستكثر من الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. كلما ذكر اسمه عليه الصلاة والسلام او جاء الحديث عن وصفه عليه الصلاة والسلام او ذكر حق من حقوقه الا وقد نال من صلاته على نبيه عليه الصلاة والسلام قدرا عظيما وخيرا وفيرا. وبقدر ما يصيب منها فانه يصيب من صلاة ربه عليه اضعافا اضعافا. وقد قال عليه الصلاة والسلام فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. يا كرام الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عبادة جليلة وباب عظيم من ابواب الخير والفضل والاجر. تقدم في مجالس عدة طرف من هذا الفضل الكبير. الذي يناله بصلاته وسلامه على نبيه عليه الصلاة والسلام. حسبك انك كلما سلمت عليه رد عليك سلامك صلى الله عليه وسلم وهو القائل ان الله عز وجل اذن لي او قال ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي فارد عليه السلام وانت كلما صليت عليه صلى الله عليه وسلم صلى ربك عليك عشر صلوات بصلاتك عليه عليه الصلاة الصلاة والسلام. فهذا الباب من الخير في صلاتنا على نبينا عليه الصلاة والسلام يتضاعف ويجد المسلم غبنا اذا ما جاء وقتها ففات عليه اجرها. كل عبادة يا احبة لها فضلها واجرها. فاذا جاء وقتها المخصص لها او التي هي اكدوا به كان الاستكثار منها اعظم. وافضل. وهكذا الصلاة على نبينا عليه الصلاة والسلام في ليلة الجمعة. وفي يوم الجمعة فانها مشروعة في كل وقت. فاذا كانت ليلة الجمعة كليلتكم هذه او يوم الجمعة كيوم غد ان شاء الله فان الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام تكون اكد. واعظم وافضل لا لشيء الا لانه هو عليه الصلاة والسلام الذي قال فاكثروا علي من الصلاة علي فيه يعني في يوم الجمعة. فما هذا المجلس يا احبة؟ ولا غيره الا سبب. يجعل احدنا فوق ما يجد من العلم والفائدة والادب يستكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كلما ذكر اسمه او وصفه او شيء يتعلق به بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. ثم اعلموا رعاكم الله ان مجلسنا ما زال يقلب صفحات في فصول الباب الثاني من كتاب الشفا. بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم لمصنفه الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى هذا الباب الذي كانت كل فصوله تتناول اخلاقه العظيمة عليه الصلاة والسلام وصفاته الحميدة عليه الصلاة والسلام وقدره العظيم عند ربه عليه الصلاة والسلام. من اجل ان نتعلم تمام العلم وان نعرف حق المعرفة اي قدر عظيم ناله المصطفى عليه الصلاة والسلام. ثم نتعلم ثانيا كيف يبنى الحب العظيم على معرفة عظيمة تلك هذه تليق به عليه الصلاة والسلام. ثم نتعلم ثالثا كيف يسلك احدنا بنفسه سبيل الرقي بالخلق والادب وتقويم النفس وتهذيبها اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. كل ذلك ما زلنا نغترفه من فصول الباب الثاني من كتاب الفصل الذي وقف فيه حديثنا ليلة الجمعة الماضية يا كرام كان حديثا عن عبادة المصطفى عليه الصلاة والسلام عن خشوعه عن علاقته بربه عن تضرعه وافتقاره وصدق اتصاله بالله جل جلاله وتلك كانت واحدة من البوابات العظمى التي عظم بها شأن المصطفى عليه الصلاة والسلام. عظيم تعلقه بربه سبحانه وتعالى. عظيم اليه شدة عبادته وخضوعه وتلذذه بالقرب من ربه الكريم سبحانه وتعالى. بقي لنا في الفصل قبل ان ننتقل الى ما يليه رواية عن علي رضي الله عنه وقف بنا الحديث دونها ليلة الجمعة الماضية فنمر بها ثم نشرع في الفصل الذي نتناوله الليلة ان شاء الله. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال قال المصنف رحمه الله تعالى وعن علي رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سنته فقال المعرفة رأس مالي والعقل اصل ديني والحب اساسي والشوق مركبي وذكر الله انيسي والثقة كنزي والحسن والحسن رفيقي والعلم سلاحي والصبر والرضا غنيمتي والفخر والفقر فخري والزهد حرفتي واليقين قوتي والصدق شفيعي واليقين قوتي. واليقين قوتي والصدق شفيعي. والطاعة حسبي. والطاعة حسبي والجهاد خلقي وقرة عيني في الصلاة. وفي حديث اخر وثمرة فؤادي في ذكره غني لاجل امتي وشوقي الى ربي صلوات ربي وسلامه عليه. الرواية التي ختم بها المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل فيما يتعلق بعبادة نبينا عليه الصلاة والسلام واتصاله بربه جل وعلا. وما تقدم من وجوه فيه صدق الطاعة وشدة العبادة والخوف من الله في شأنه عليه الصلاة والسلام ختم به المصنف رحمه الله بالرواية التي سمعت وفي اسنادها ضعف شديد بل انكر بعض اهل العلم ثبوتها باسناد يصح به نسبة هذا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عن الحديث لا اصل له. وكأن المصنف رحمه الله جعله في اخر الفصل رؤيا شيئا من الاستشعار ضعفه وعدم ثبوته. بينما قدم فيما تقدم معنا من اول الفصل. الروايات الصحاح التي لتغني وكم قلت مرارا ان كثيرا من الجمل في بعض المرويات التي لا يصح سندها ولا يثبت ان بعض معانيها ان بعض معانيها ثابت بكثير من النصوص الصحيحة. بما يغني عن الاستشهاد بالضعيف. وفي الصحيح الثابت من السنة المروية. في شأن المصطفى فعليه الصلاة والسلام غنية وكفاية ووفاء والحمد لله. نعم. فصل في صفات الانبياء والرسل من كمال الخلق وحسن الخلق وشرف النسب. هذا فصل جديد سنتناوله في مجلس الليلة ان شاء الله. بعدما عدد رحمه الله فصولا عديدة متتابعة. جعل في كل فصل تقريبا خلقا او خلقين. من اخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام وتناولها ببسط وشيء من الشواهد والاثار في حياته عليه الصلاة والسلام. كما فعل في الرحمة والعدل زهد والامانة والصدق والحياء والجود والسخاء الى اخر ما مر بنا في فصول هذا الباب. جاء رحمه الله في ختام هذا الباب فجعل منها فصولا منها هذا الفصل وجعله كالخاتمة وجعل الحديث فيه عن خلق الانبياء كرام جميعا عليهم الصلاة والسلام. وكيف ان الله عز وجل لما اصطفى من البشر انبياء ورسلا فانه اصطفى على قدر من جميل الاخ خلال ومن عظيم الاخلاق ومن رفيع الاقدار التي اصطفي بها الانبياء عليهم السلام وكان اهذه قاعدة لكل نبي يبعث في قومه ان يكون فيه من الصفات ما يوجب الاحترام والتعظيم والتقدير ومن تم الطاعة والاتباع. هذا ليس مخصوصا بنبينا عليه الصلاة والسلام. بل هو في شأن كل انبياء الله عليهم السلام الا ان نبينا عليه الصلاة والسلام تبوأ من ذلك القدر الاعلى صلوات ربي وسلامه عليه. وكان له في كل باب المعلى وكان له في كل شأن شرف به الانبياء والرسل عليهم السلام كان له حظ ونصيب وافر فجاءت شمائله واخلاقه وعظيم صفاته عليه الصلاة والسلام على القدر الاوفى والاكمل كما سيشرع المصنف رحمه الله فيسوق في هذا الفصل نصوص الكتاب والسنة. التي فيها اشادة بشأن الانبياء عليهم السلام. فيها الحفاوة فيها رفعة اقدارهم من اجل ان تحل في قلوبنا مكانة الانبياء عليهم السلام حبا واحتراما واجلالا. هذا اولا ومن اجل ان نعرف انهم عليهم الصلاة والسلام كانوا اخوة جعل الله لهم من جميل الاخلاق وعظيم الصفات ما رفع الله به اقدارهم عن باقي الامم ثم لنتبين ثالثا انه رغم ما حبا الله به الانبياء والرسل عليهم السلام الا ان نبينا صلى الله عليه وسلم تمام بما ثبت له من نصوص الكتاب والسنة الصحيحة كان له من الحفاوة والاشادة ورفعة القدر ما نفرح به لنبي الامة صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال المؤلف رحمه الله اعلم وفقنا الله واياك ان صفات جميع الانبياء والرسل صلوات الله عليهم من كمال الخلق وحسن الصورة وشرف النسب وحسن الخلق وجميع المحاسن هي هذه الصفة. لانها صفات الكمال المال والتمام البشري والفضل الجميع لهم. صلوات الله عليهم اذ رتبتهم اشرف الرتب. ودرجاتهم ارفع الدرجات ولكن فضل الله بعضهم على بعض. قال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. وقال ولقد اخترناهم على علم على علم على العالمين. نعم. هذا مدخل مهم يا كرام في الحديث عن مكانة الانبياء عليهم السلام. ان ان الله جل وعلا جعل من ملائكته في اهل السماء خلقا مختارا. وجعل من البشر في الارض ايضا خلقا مختارا. وذلك على ما مضت سنة الله وربك يخلق ما يشاء ويختار. فاختار الله بعض البشر فاصطفاهم. وبعض الملائكة فاصطفاهم وبعض الامكنة ففظلها وبعظ الزمان ففظله. وربك يخلق ما يشاء ويختار. وقال سبحانه الله اصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فاصطفى من الملائكة جبريل وميكال واسرافيل عليهم السلام. واصطفى من الرسل واصطفى من الناس رسلا وهم انبياؤه ورسله عليهم السلام. فربك يخلق ما يشاء ويختار. فاذا اصطفى الله عز وجل للرسل كانوا ارفع قدرا ممن سواهم. ثم اذا جئت الى الرسل فان الرسل انفسهم عليهم السلام يتفاوتون فيما بينهم لهم من الفضل وذلك صريح قول الله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. وقد تقدم بنا في فصل سابق كيف يجمع بين مثل هذا النص وبين نهيه عليه الصلاة والسلام عن التفضيل بين الانبياء. وسيأتي ايضا مزيد بيان لهذا لاحقا المقصود ان نعلم الان ان الله كما اصطفى من البشر رسلا فضلهم فقد اصطفى بعض الانبياء على بعض ومن هنا تفهم فضيلة اولي العزم من الرسل الانبياء على غيرهم. وتفهم فضيلة ادم عليه السلام وفضيلة ابراهيم عليه السلام وادم وموسى وعيسى ثم فضيلة محمد صلى الله عليه وسلم على سائرهم عليهم الصلاة والسلام. وذلك لك ايضا في الاية الاخرى التي ساقها المصنف قول الله سبحانه ولقد اخترناهم على علم على العالمين الظمير في قوله اخترناهم يعود الى بني اسرائيل في سورة الدخان والمعنى ان الله جعل بني اسرائيل مفظلين على عالم زمانهم. ولقد اخترناهم على علم على عالمين وما سبب اختيار بني اسرائيل وتفضيلهم الا انهم خصوا بثلة من الانبياء والرسل ففظلوا لكثرة الانبياء فانظر كيف ان امة من الامم يكون فظلها الزائد على غيرها من الامم بسبب كثرة الانبياء فيهم فنالت الامة اعني بني اسرائيل شرفا بين امم زمانهم لكثرة انبيائهم. فما ظنك بفضيلة الانبياء انفسهم عليهم السلام الذين بهم تشرف الامم وتعلوا اقدارها. فهذا ايضا يدل على رتبة الانبياء عليهم سلام فظلا وشرفا على سائر البشر. نعم. وقد قال صلى الله عليه وسلم ان اول زمرة يدخلون الجنة على صورة بالقمر ليلة البدر قال اخر الحديث على خلق رجل واحد على صورة ابيهم ادم صلى الله عليه وسلم. طوله ستون ذراعا في السماء. نعم من ها هنا سيسري المصنف رحمه الله عددا من النصوص ايات واحاديث. فيها الثناء على الانبياء. فيها المناقب فيها الخصال فيها المدح فيها الثناء فيها صفات الكمال فيها صفات الجلال فيها صفات الجمال. هذا الحديث الذي اخرجه الشيخان في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفيه ذكر وصف اهل الجنة. فلما يذكر اهل الجنة بالجمال في الخلقة والكمال في الهيئة يشبهون بادم عليه السلام. وهذا ان دل فانما يدل على جلاله وكماله وجمال صورته عليه السلام. ان اول زمرة ان يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر. ثم قال في تمام الحديث على خلق رجل واحد على صورة ابيهم ادم عليه السلام طوله ستون ذراعا في السماء. فلو لم يكن في خلقة ادم عليه السلام من الجمال والكمال روعة المظهر والهيئة لما كان نعيما لاهل الجنة يخلقون على هيئتها. نعم. وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال رأيتم موسى فاذا هو رجل رجل ضرب رجل اقنع كأنه من الرجال شنوءة ورأيت عيسى فاذا هو رجل ربعة كثير خيلان الوجه احمر كأنما خرج من ديماس وفي حديث اخر مبطن مثل السيف قال وانا اشبه ولدي ابراهيم به. نعم هذه احاديث اخر في وصف موسى وعيسى عليهما السلام. في حديث ابي هريرة وهو ايضا في الصحيحين قال رأيت موسى واما المقصود ملاقاته في قصة الاسراء وقد تقدمت واما المقصود رؤيته في المنام وكلا ايا كان من المعنيين فهي رؤيا حق لان رؤيا الانبياء حق في المنام. قال عليه الصلاة والسلام رأيت موسى فاذا هو رجل ضرب رجل اقنى. رجل ظرب يعني هو متوسط البنية في الجسم بين الجسم ونحيفه فهو متوسط اللحم وسط في البنية. رجل يعني ان شعر رأسه عليه السلام دهون مسترسل ليس بالخشن ولا بالسائب الناعم. قال اقنى والمقصود باقنى هو وصف الانف انه طويل الانف عظيم عظمه ومستدق وفي اثنائه انحناء. وهو من صفات الجمال ايضا في وجه الانسان كانه من رجال شنواءة وشنوء قبيلة من قبائل اليمن ترجع اليها جملة من انساب العرب. قال ورأيت عيسى عليه السلام اذا هو رجل ربعة متوسط في الطول بين طويل الرجال وقصيرهم كثير خيلان الوجه والخيلان جمع خال وهو الشامة التي تكون في الوجه وقليله مستحسن ومعدود في صفات الجمال. اذا كان في الوجه قال كأنما خرج من ديماس تقول العرب في وصف اللون في البشرة احمر اذا كان شديد البياض او اذا كان فيه قدر من السمرة موصوفا بجمال وحلاوة في المظهر والهيئة. وقوله كانما خرج من ديماس يعني في نظارة الوجه ورطوبته وعذوبة منظره كأنه لم يجف من من اشعة الشمس ولم يرى شيئا يجف معه ماء وجهه ولا نضارته عليه السلام. قال وفي حديث اخر مبطن مثل السيف. مبطن يعني ان بطنه وصدره على السواء. ليس فيه بدانة ولا امتلاء. مثل السيف يعني في ضيائه وصفائه. وقال وانا فهو ولد ابراهيم به يعني بعيسى عليه السلام. وفي رواية عند الترمذي في الشمائل قال فاذا اقرب من رأيت شبها به ابن مسعود الثقفي رضي الله عنه وارضاه. نعم. وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفي حديث اخر في صفة موسى وفي حديث اخر في صفة موسى كاحسن ما انت راء من ادمي الرجال. يعني وصف موسى عليه السلام بانه على احسن ما يمكن ان تقع عليه عيناك من ادم الرجال يعني من الرجال السمر. لان ادم جمع ادم وهو اسمر البشر والمقصود ان موسى عليه السلام لم يكن موصوفا بالبياض الشديد. لكنه بالسمرة ومع ذلك كما قال كاحسن ما انت راء كاجمل ما يمكن ان تقع عليه عيناك وتراه من الرجال الموصوفين بالاذن وهو السمرة نعم. وفي حديث لابي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله تعالى من بعد لوط نبيا الا في ذروة من قومه ويروى في ثروة من في ثروة اي كثرة ومنعت. نعم. في حديث ابي هريرة رضي الله عنه وقد اخرجه الترمذي. قال عليه الصلاة والسلام ما بعث الله تعالى من بعد لوط نبيا الا في ذروة من قومه او في ذروة من قومه وذروة الشيء اعلاها وايضا في رواية في ثروة والمقصود من اللفظين ان الله ما بعث نبيا بعد لوط عليه السلام الا اختاره في وفي جماعة وعشيرة يكون له فيها عزة ومنعة وكثرة تنصره. يعني من قبيلته ومن خيرته ومن عصبته من اجل ان يكون له جناب يحتمي به. ومن اجل ان تكون له هيبة في قومه وعدم تجرأ سفهاء ولا تطاول للاوغاد على مقام الانبياء عليهم السلام ولماذا قال في الرواية من بعد لوط لانه كما جاء في سورة هود لما استخف به قومه قال لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد. وقد قالوا صراحة ان نراك فينا ضعيفا كما قالوا لشعيب عليه السلام ولولا رهطك لرجمناك. فجاء هذا تعزيزا للانبياء واعزازا لمكانتهم فما بعث الله نبيا الا اعزه بقومه وعشيرته فيختار في الذروة او في ثروة ليكون حوله من من يحميه وينصره ينصره ويدفع عنه اذى الجهال والسفهاء والاوغاد. لاحظ معي كما ان هذا من كمال الانبياء عليهم السلام فهو من تمام تهيئة الله عز وجل له واختيار الاصلح لهم واظفاء العصمة والصيانة من اجل ان تحتل عليهم السلام في قلوب البشر مكانة ورفعة قدر واحترام عليهم جميعا وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وحكى الترمذي عن قتادة ورواه الدارقطني من حديث قتادة عن انس رضي الله عنه قال ما بعث الله نبيا الا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم وعلى صلى الله عليه وسلم احسنهم وجها واحسنهم صوتا. حكاه الترمذي الترمذي عن قتادة يعني مرسلا غير مرفوع. فما ذكر فيه الرواية عن انس رضي الله عنه بينما اخرجه الدار قطني فاسنده عن انس بهذا اللفظ الذي سمعت ما بعث الله نبيا الا حسن وجه حسن الصوت وكان نبيكم احسنهم وجها واحسنهم صوتا عليه الصلاة والسلام. الحديث لا يصح اسنادا وهو مرسل ضعيف وان كان المعنى في الجملة كما اسلفت فيه قدر من الصحة. وما زالت الناس تربط بين حسن مظهر الانسان وجليل قدر ومكانته وايضا اذا تحلى مع ذلك بجمال الهيئة على قول القائل يدل على معروفه حسن وجهه وما زال حسن اهدى الدلائل نعم وفي حديثه رق وسألتك عن نسبه فذكرت انه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في قومها نعم هذا تقدم مرارا حديث ابي سفيان رضي الله عنه لما قدم على هرقل اثناء صلح الحديبية لما وقف القتال فقدمت قافلة لقريش الى الشام فيها ابو سفيان. وقد بعث النبي عليه الصلاة والسلام خطاباته وكتبه الى الملوك والعظماء والرؤساء يدعوهم الى الاسلام. فوافق وصول الكتاب الى هر قل مع تواجد ابي سفيان في الشام فبعث اليه فاتى واستخبره عن جملة من الاسئلة كان فيها ان سأل هرقل عن النبي عليه الصلاة والسلام وما سؤاله عن النسب الا لعلمه بما يعلمه اهل الكتاب من هذه القاعدة وهذا اصل ان الله اذا اراد ان يختار نبيا ليبعثه. واذا اصطفى انسانا في امته فانه من امارات ذلك وجوده في نسب عريق شريف جليل. فهذا الذي استدعى هرقل ان يسأل ابا سفيان. فكان جواب سفيان؟ قال نعم لما فقال اكان ذو نسب فيكم؟ فاثبت ابو سفيان ان نعم. فعلق على ذلك هرقل قائلا فكذلك الرسل تبعث في انساب قومها اذا هذا كان متقررا في علم اهل الكتاب عند اليهود والنصارى وان هذا من تمام اصطفاء الله للرسل عليهم السلام نعم وقال تعالى في ايوب انا وجدناه صابرا. نعم العبد انه اواب. وقال تعالى يا يحيى خذ الكتاب قوة واتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا. وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. وقال ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. يا احبة نحن في هذه الحياة يحب احدنا المدح والثناء ولا شك ولا يكابر في ذلك احد كلنا يحب ان يمدح وان يثنى عليه وان يذكر بخير. وكلنا ايضا يزعجه الذم والقدح والاساءة والانتقاص هذا لاننا بشر ومثل هذا لا يستنكر وقد خلقنا على هذا النحو وفينا من يحب ان يمدح ولو زاد المدح عن حقه. ويكره ان يذم ولو كان الذم صادقا فيه. هذا ايضا لاننا بشر ان المؤمن يجاهد نفسه في ان يقبل ما هو حق. وان يتحمل ايضا من الذم ما هو حق كل ذلك حاصل لكننا مما لا ننكره ايضا ان فرحنا بالمدح والثناء يعظم اذا عظم هذا الكلام من عظيم القائل به. لا شك فرق ان يمدحك صديق وزميل لك ويثني عليك. وان يمدحك استاذ لك علمك وشيخ لك رباك. فالثاني اعظم قدرا والنفس تفرح به اكثر. ثم ما تزال الرتب تعلو حتى اذا اجاك المدح اذا اتاك المدح والثناء من عظيم من ملك من رئيس فصاغ لك خطابا وارسل اليك رسالة واعلن على ملأ او قال كلمة تسامعتها الاذان وتناقلتها الافواه ان فلانا فيه كذا وكذا من صفات المدح والثناء. سيعظم ذلك عندك جدا وتطير به فرحا. بالله عليك كيف يمكن ان تصف مدحا وثناء من رب البشر سبحانه وتعالى في احد من خلقه. ذاك والله الذي تعجز العبارة عن وصفه وبيان عظيم اثره. عندما ندرك ان ان فئة من البشر بشر مثلي ومثلك يأكلون ويشربون ويمشون في الاسواق ولهم ازواج وذرية لهم عينان واذنان وفم وانف ويتحركون وينامون وكل اوصاف البشر تنطبق عليهم لكنهم بازاء ذلك يأتيهم مدح من خالقهم ويثني عليهم ربهم. بالله امتع سمعك والله عز وجل يقول عن ايوب انا وجدناه صابرا نعم العبد بالله عليك تخيل انها قيلت فيك وان الله اثنى بها عليك ليقول ربك للبشرية خليقة عنك نعم العبد. يا اخي اي مدح وثناء؟ فهذا قد تحقق في حق الانبياء عليهم السلام. يقول الله عن ايوب نعم العبد انه اواب. يقول عن يحيى واتيناه الحكم صبيا. منذ الصبا وقد اوتي الحكمة ولم يكن ابدا في حياته منذ الصبا ما كان في جهالة ولا في شقاوة ولا في سفاهة ولا في شطط فكيف به بعد البلوغ والرشد قال وحنانا من لدنا. اما حنانا ناله من الله ورحمة وشفقة او منه على والديه. وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه. يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. اي انسان هذا يصفه ربه ويمدحه ويثني عليه بعظيم هذه الاوصاف. ويقول ايضا سبحانه وتعالى مبشرا زكريا بابنه يحيى عليهما السلام قبل ان يرزقا ثم يقول ان الله يبشرك بيحيى بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. هذه اوصاف تقال لبشر لكنها تأتي مدحا وثناء من رب البشر سبحانه وتعالى. هذا فوق انه يوقفنا على عظمة قدر الانبياء كما ستأتي تباعا الان فانه والله يا اخوة يحقر في اعيننا في اسماعنا في ابصارنا اي مدح يمكن ان يأتينا من لانك تدرك ان الانسان يبقى انسانا ناقصا قد يبالغ في العبارة قد يصفوك بما ليس فيك قد يبالغ في مضحكة او في ذمك ايا كان. فمثل هذا ليس هو الذي يقضي له الانسان شأن حياته فرحا او هما وغما. نعم نحن كما قلت ولا ننكر ان نتأثر بمثل هذا. وان يكون هذا شيئا من عوامل الحياة. لكنها مفارقة عجيبة لما الى مدح الخالق سبحانه وتعالى وثناءه على احد من خلقه كما سيأتي بعد قليل وكما مرت بك النصوص فأمتع معاك باجمل ما يمكن ان يقال في حق انسان. ويأتي في كلام الله جل وعلا مدحا وثناء لهؤلاء الرسل الكرام. نعم وقال تعالى ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين. ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. هذا لم يعد الان مدحا على الاشخاص بل على الاسر وال ابراهيم وال عمران. اسر تشرف وينالها الثناء من الله هو وال بيته زوجته واهل بيته هذا مزيد في المدح والثناء. عندما يصل هؤلاء الى الدرجات العلى. فلما تفتحوا عينيك اكثر فاذا هم ال ابراهيم وال عمران. وحسبك بابراهيم وال بيته ان كانت هاجروا امسارا وفيهما الشأن العظيم وهما ايضا من امهات الانبياء والرسل عليهم السلام. وحسبك في ال عمران الاسرة التي كان فيها قصة في كتاب الله تتلى الى يوم القيامة ارتباطها بالصلاة ارتباطها بالمناجاة بكرامات الله جل وعلا حتى ساق الله لها من الخيرات والثناء ما كانت له اهلا في مثل هذه الاية وقال في نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا. وقال ان الله يبشرك بكلمة يبشرك وقال ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة. ومن المقربين ويكلم الناس بالمهد وكهلا ومن الصالحين وقال تعالى اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة والزكاة ما دمت حيا. نعم يقول الله عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا. وشكور يعني كثير الشكر ربه جل وعلا ويقول في شأن عيسى عليه السلام مبشرا مبشرا امه مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة. وجاه تبوأها ورفعة وسيادة في هذه الدنيا وفي الاخرة ثم يزيد المدح والثناء ومن المقربين يعني عند الله ويكلم الناس كرامة واية معجزة ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين. وقال في سورة مريم قال اني عبد الله اتاني تاب لما انطق الله عيسى عليه السلام صبيا في المهد نطق بهذه الجمل. قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت. واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. احدنا اليوم يسأل الله وتضرع ان يجعله الله مباركا. ثم يتذكر عبارة عيسى عليه السلام فيسأل الله ان يوفقه اياها. فيقول اللهم اجعلني مباركا اينما كنت ويدعو بها الولد الوالد لاولاده جعلك الله مباركا اينما كنت. هذه مطالب نحن نحن نشتاق للوصول اليه ونسأل ربنا ان يبلغنا اياها فيما يخبر عيسى عليه السلام انه قد تحققت له قال وجعلني على الاخبار وجعلني مباركا اينما كنت. هؤلاء يا قوم تبوءوا منازل اصبحت اليوم هي مطالب للبشر. يسألون الله ان يبلغهم اياها فلما يكون في في فئة البشر ومن جنس البشر اقوام رفع الله اقدارهم. ورقى بهم الى منازل العلا ينجيك هذا عن عظيم ما وصلوا اليه جميعا عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا كونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا. وكان عند الله وجيها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلا حييا ستيرا ما يرى من جسده شيء استحياء الحديث وقال تعالى عنه فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين. هذا موسى عليه السلام والخطاب للامة يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى بلغ بلغ مقام موسى عليه السلام عند ربه ان يكون لنا مثلا امة الاسلام اياكم ان تكونوا في تعاملكم انبيكم محمد صلى الله عليه وسلم كحال ما فعل قوم موسى مع موسى وبئس ما فعلوا. لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها. ثم ذكر الحديث وله ارتباط بالاية كان موسى رجلا حييا ستيرا يعني كثير الحياء عظيم العناية بستر بدنه وعورته. قال ما يرى من جسده شيء استحياء. وكان مما يجوز لبني اسرائيل كشف العورات ولم يكن محرما. فكانوا اذا اغتسلوا في الانهار او في المياه امام بعضهم ولا يعدون ذلك قبحا ولا امرا منكرا. لكن موسى عليه السلام من عظيم ما كمله الله به كان قعوا عن ذلك وكان ينأى عن ان يكشف عورته مع انها لم تكن محرمة. لكنه كمال شأن الانبياء عليهم السلام فتكلم قوم موسى كما في الحديث الذي اختصره المصنف رحمه الله. قالوا هذا لا يستتر ولا يتعمد كشف جسده الا لعيب في وانه لا يريد اظهاره. فاراد الله عز وجل اظهار كذبهم. فاغتسل عليه السلام ذات يوم وظع ثيابه على الحجر عن الانظار فلما خرج يريد ملابسه تحرك الحجر فسعى بثيابه فجعل موسى عليه السلام يجري خلفه يسعى وهو في ثوب حجر ثوبي حجر يعني رد الي ثوبي. فما يزال يجري خلف الحجر يحاول اللحاق بثيابه حتى مرأ من قومه فابصروه كاحسن ما خلق الله من اجساد الرجال جمالا وكمالا في الهيئة والمنظر. فعرفوا كذب شأنهم وكان هذا اية من الله كما قال الله فبرأه الله مما قالوا. وكان عند الله وجيها. وقال تعالى عنه فوهب بل يا ربي حكما في مقام مجادلته لفرعون وملأه كما في سورة الشعراء. فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين. نعم وقال في وصف جماعة منهم اني لكم رسول امين. وقال تعالى ان خير من استأجرت القوي الامين وقال تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. اذا الصبر والقوة والامانة هي جملة من الاوصاف المشتركة بين الانبياء عليهم السلام. نعم. ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا. ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون. وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين اسماعيل واليزع ويونس ولوط وكلا فضلنا على العالمين محسنين وصالحين وفضلنا على العالمين. كل هذا عقب سرد اسمائهم عليهم السلام. تأتي جملة اسماء داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون ثم يوصفون وكذلك نجزي المحسنين. ثم اتي زكريا ويحيى وعيسى والياس في ذكر الله في وصفهم كل من الصالحين. ثم يأتي ذكر اسماعيل يسع ويونس ولوط في ذكر الله رفعة اقدارهم وكلا فضلنا على العالمين. نعم. ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما بها بكافرين. اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي. نعم فوصفهم باوصاف جمة من الصلاح والهدى والاجتباء والحكم والنبوة. وقال فبشرناه بغلام وقال لقد فتنا بشرناه بغلام حليم نعم قال عليم وحليم يشير الى الايتين فبشرناه بغلام عليم فبشرناه بغلام حليم. فبشرناه الظمير يعود الى من الى ابراهيم عليه السلام فبشرناه بغلام عليم او حليم. من هو الغلام الذي بشر به ابراهيم عليه السلام وبشر باثنين اسحاق واسماعيل وهو في الاية هنا على اختلاف. ايهما المقصود بشر بيعقوب وبإسماعيل باسماعيل واسحاق. قال هنا فبشرناه غلام حليم في سورة الصافات واختلف كثيرا في المعنى لانه ترتب عليه قصة الذبح فقيل هو اسماعيل وقيل اسحاق والخلاف بينهما في تحديد المراد خلاف قديم بين السلف ولا يزال بين اهل العلم. وفي سورة الذاريات قال فبشرناه بغلام عليم. وايا كان فانظر كيف وصف الله اولاد ابراهيم عليه السلام عند البشارة بهم بالعلم والحلم. وان الله يرزقهم من الذرية من يوصف بمثل هذه الاوصاف. نعم وقال تعالى ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم. ان ابدوا الي عباد الله اني لكم رسول امين. والمقصود هنا موسى عليه السلام وصفه الله فقال رسول كريم. وقال رسول امين نعم وقال تعالى ستجدني ان شاء الله من الصابرين. هذا في قصة اسماعيل عليه السلام وان قيل اسحاق لما اجاب اباه ابراهيم الخليل عليه السلام وهو يأمره بالذبح قال ستجدني ان شاء الله من الصابرين فالطواعية والتسليم لامر الله والصبر على اما كتب الله في اعلى المقامات التي وصف الله بها الرسل عليهم السلام. نعم. وقال تعالى في اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا. وقال في موسى انه كان مخلصا وفي سليمان نعم العبد انه اواب. نعم. هذا مثل الذي قلت لك والله تستمتع اذنك بثناء على هؤلاء الانبياء وانت تسمعه ثناء من رب الارض والسماء. على بشر لكنهم ارتفعوا وعلت اقدارهم فكيف بك اذا كان هذا الوصف ينالني او ينالك؟ كيف الفرحة؟ كيف الفرح بعظيم ما حبا الله به اولئك؟ لما يقول الله عز وجل عن اسماعيل انه كان صادق الوعد. وكان رسولا نبيا وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة كان عند ربه مرضيا. حسبك بهذه انه عند ربه مرضي نال الرضا وحل عليه القبول الرظوان من الله عز وجل هذا الذي ما زلت انت تسأل الله ليل نهار وتدعو به قائما وقاعدا في وترك وصلاتك وسائر اوقاتك وتلتمس اوقات الاجابة تسأل الله العفو والعافية. وتطلبه ان يرضى عنك. فاذا بها تتحقق يقينا وكان عند ربه مرضيا ويقول زكريا عليه السلام ولم اكن بدعائك ربي شقيا وهو يحكي انه حتى في حال الحياة والسؤال حتى لما ضاقت به الدنيا وتأخر له الولد. وسأل الله على حين كبر وعقم من زوجه وورق عظمه لكنه ما زال معلقا امله بالله. ثم يفصح في دعائه فيقول ولم اكن بدعائك ربي وابراهيم عليه السلام وهو يخبر عما حصل له وماذا عانى في دعوته وتأبي ابيه ازر عن اجابة دعوته وقبول الاسلام لكنه مع ذلك يدعو ويسأل الله عز وجل مستشعرا هذا المعنى الكبير ليقول انه كان بي حفيا ان تكون حفاوة ينالها العبد من ربه سبحانه وتعالى فتلك المقامات يا قوم التي لا يصفها انسان. لما لما الله ان فئة من عباده وصلوا الى هذه المقامات. ينبغي ان نعرف لهم اقدارهم. وان نقيم في القلوب ما يجب لهم من الحب والاحترام والتعظيم والاجلال. ثم يرنوا احدنا بنفسه للوصول الى تلك المطالب ويسلك سبيلها ويسأل الله تعالى بلوغها. نعم. وقال تعالى واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار. هذا ابراهيم وبنوه عليهم السلام. ابراهيم اسحاق ويعقوب يقول الله اولي الايدي والابصار وللقوة والشدة والامانة والابصار البصائر النيرة التي تبصر الحق وتعرف الهداية. انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. فخصوا من الله بمثل هذا وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار فاختارهم الله ووصفهم بالخيرية والاصطفاء. نعم. وفي داوود عليه السلام قال انه اواب. ثم قال وشددنا ملكه واتيناه الحكم واتيناه الحكمة وفصل الخطاب وقال عن يوسف اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم وفي موسى عليه السلام ستجدني ان شاء الله صابرا. وقال تعالى عن شعيب عليه السلام ستجدني ان شاء الله من الصالحين. وقال وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه. ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وقال ولوطا اتيناه حكمه وعلما. وقال انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. وكانوا لنا خاشعين. قال سفيان هو الحزن الدائم. اي في كثيرة في اية كثيرة. اي في اي كثيرة. ذكر فيها من ابصارهم ومحاسن اخلاقهم الدالة على كمالهم. نعم. قال في موسى عليه السلام ستجدني ان شاء الله صابرا. وذلك في صحبة للخضر كما في سورة الكهف وانه يثبت من قدرته على التحمل ما اخبر به. وقال عن شعيب وهو يعرض على موسى عليه هي السلام الزواج باحدى ابنتيه قال ذلك بيني وبينك ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل. قال ستجد ان شاء الله من الصالحين. وقالوا وما اريد ان اخالفكم شعيب عليه السلام. ما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه. ان اريد الاصلاح ما استطعت فصدق نيات الانبياء وعزائمهم وارتفاع هممهم عليهم السلام. وقال سبحانه ولوطا اتيناه حكما وعلما. فانظر كيف تكررت اوصاف مشتركة. منها الصبر. ومنها الامانة ومنها العلم ومنها الحكم او الحكمة التي اختص الله تعالى بها الانبياء. وقال انهم كانوا يسارعون في الخيرات. ويدعوننا رغبا ورهبا. يعني يجمعون في دعائهم بين الخوف والرجاء. بين الطمع والخوف من الله. يدعوننا رغبا يعني يرغبون ويطمعون ورهب يعني خشية ويخافون وكانوا لنا خاشعين. قال سفيان في تفسير الاية الخشوع هو الحزن الدائم. يعني من خشية الله جل جلاله قال المصنف بعد سرد هذه الايات العديدة وليست الا قطرة. من عظيم ما جاء في كتاب الله فلا تظن ان ما سمعت من الايات هي كل ما في كتاب الله في شأن الانبياء ابدا. ان سورا في القرآن تسمت باسمائهم. سورة هود سورة يوسف سورة يونس وسورة تسمى بسورة الانبياء. فظلا عن كثير من القصص التي تتخلل سور القرآن الكريم وما جاء به المصنف لا يعدو الا ان يكون نبذة يسيرة وقبسا من عظيم ما جاء في كتاب الله لهذا قال المصنف اخيرا في اية كثيرة ذكر فيها من خصالهم ومحاسن اخلاقهم الدالة على كمالها نعم. وجاء من ذلك في الاحاديث كثير. كقوله صلى الله عليه وسلم انما الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم نبي ابن نبي ابن نبي نبي ابن نبي. نعم. قال عليه الصلاة والسلام يصف شأن نبي الله يوسف عليه السلام. وهو من سلالة كريمة تتصل بالانبياء انما الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم وهو يقصد كما قال يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم. فهو وابوه وجده وابو جده كلهم انبياء. ولذلك قال نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي. اي شرف بالله في النسب اعظم من هذا واي دلالة ينتسب اليها انسان ان تكون له في في في عراقة النسب انبياء يتوارثون النبوة واحدا بعد واحد هذا اصطفاء ليست ارث مال وليست مناصب يمكن تنتقل من الاب الى ابنه وبالعكس. لكنه شرف وعندما يعم الشرف اسرة فينال الاب ثم ولده وحفيده وابن حفيده من بعده فذلك غاية الاصطفاء والشرف. ولهذا وصفه النبي النبي صلى الله عليه وسلم بالكرم فقال انما الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم هذا كرم ولا شك مناسب كرم وشرف واصطفاء كرم رسالة ونبوة حباهم الله تعالى بها. نعم. وفي حديث انس بن مالك رضي الله عنه وكذلك الانبياء تنام اعينهم ولا تنام قلوبهم. وهذا ايضا شيء من كمال الانبياء عليهم السلام انهم عند نوم احد ليس كنوم سائر البشر انقطاعا عن الحياة وانعداما في الاحاسيس ومغادرة مؤقتة للدنيا لا تبقى قلوبهم يقظة ولهذا يتنزل عليهم الوحي حال المنام فلو لم يكونوا على حال من الكمال ما كانت رؤاهم ما كانت رؤاهم مناماتهم ما كانت وحيا. لكن الله عز وجل جعل الكمال لهم حتى في المنام. فكيف بهم حال اليقظة عليهم الصلاة والسلام وروي ان سليمان كان مع ما اعطي من الملك لا يرفع بصره الى السماء تخشعا وتواضعا لله تعالى وكان يطعم الناس لذائذ الاطعمة ويأكل خبز الشعير واوحى الله اليه يا رأس العابدين وابن محجة وابن محجة الزاهدين وكانت العجوز تعترضه وهو على الريح في جنوده فيأمر الريح فتقف فينظر في حاجتها ويمضي. نعم. هذا عما سيأتي من بعض الروايات عن انبياء بني اسرائيل كسليمان وداوود وموسى وعيسى عليهم جميعا صلاة الله وسلامه هو من المرويات في كتب الزهد التي صنفها بعض الائمة كاسحاق واحمد وغيرهم تروى فيها هذه الاخبار. وهي من الاسرائيليات التي ليس لها في صحيح السنة النبوية ما يدل على احاد قصصها. لكنها تذكر عن بعض علماء بني اسرائيل مثل كعب الاحبار وعبدالله بن سلام ممن اسلم من يهود المدينة زمن النبوة او بعدها. فانهم يحكون شيئا مما يذكرونه في كتب السابقين منها ما ذكر هنا عن سليمان عليه السلام كان لا يرفع بصره الى السماء تخشعا وتواضعا لله. هذا الذي قال هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب فاستجاب الله له فانظر ماذا قال فسخرنا له الريح. تجري بامره رخاء حيث اصاب والشياطين كل بناء وغواص واخرين مقرنين في الاصفاد. هذا ملك عظيم. سخر الله له الريح جن وسائر الخلق فكان هذا اية في الملك اوتيها سليمان عليه السلام. ثم يقول كان مع كل ذلك لا يرفع بصره الى السماء تواضعا لله تخشعا وانكسارا لعظمة الله جل جلاله. قال وكان يطعم الناس لذائذ الاطعمة ويأكل هو خبز الشعير اوحى الله اليه يا رأس العابدين وابن محجة الزاهدين. لانه ابن داوود عليه السلام. قال وكانت العجوز تعترظه وهو على الريح في جلوده يعني وهو وهو معتل على الريح تنقله لان الله قال فسخرنا له الريح فربما عجوز يعني وقفت له تريده في حاجة فيأمر الريح فتقف فينظر في حاجتها ثم يمضي عليه السلام. نعم وقيل ليوسف عليه السلام ما لك تجوع وانت على خزائن الارض؟ قال اخاف ان اشبع فانسى الجائع. لما تولى يوسف عليه سلام في مرحلة من مراحل حياته في مصر بعد ان نجاه الله من السجن وخرج من المحنة فاعتلى عرش وكان الوزير على خزائنها كما قال الله. قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فكانت خزائن الارض بيده بمعنى ان الادخار والاستثمار والاطعمة وكان كل ذلك يصرف بامره ومع ذلك كان ينتابه الجوع ويصيبه فسئل عليه السلام ما لك تجوع وانت على خزائن الارض؟ ومن كان على خزائن الارض ما مثله يجوع. فقال اخاف ان اشبع انسى الجائعة عندما يعلم هذا المسؤول ومن يعتلي امر الناس ان شأنا ما قد يصيب العامة فيحس به ادراكا لشأنهم ومعرفة بما يصيبهم فيكون ذلك اعون له على اداء الامانة والقيام بحق المناصب. نعم. وروى ابو هريرة رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال خفف على داوود القرآن. فكان يأمر بدوابه فتسرج. فيقرأ القرآن قبل ان تسرج ولا يأكل الا من عمل يده. قال تعالى والنا له الحديد. ان اعمل سابغات وقدر في السقف. نعم هذا داوود عليه السلام والحديث عند البخاري قال نبينا صلى الله عليه وسلم خفف على داوود القرآن يقصد به زبور داوود وليس قرآننا لانه ما كان قد انزل بعد لكنه يعني كلام الله الذي انزل على داوود عليه السلام. وانتم تعلمون شأن داوود عليه السلام في الترنم بكلام الله وكان حسن الصوت حتى ان الطير لتقف تستمع لتلاوته. وكان كل شيء يسكن من عذب صوته عليه السلام فقد يضرب به المثل ولم لما سمع وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم قراءة ابي موسى رضي الله عنه فعجب لقراءته في جمالها وحسنها فقال مادحا له اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود. فكان داوود عليه السلام مضرب المثل في حسن الصوت تغني بكلام الله وكثرة العناية به وترداده وتلاوته. فالحديث الذي اخرج البخاري هنا هو من هذا الباب. قال خفف على داوود القرآن يعني اصبح سلسا يجري على لسانه عذبا منسابا وكان يكثر منه. قال كان يأمر بدوابه فتسرج يعني يوضع عليها السرج وتهيأ للركوب. فيقرأ القرآن قبل ان تسرج يعني له حظ من نيل كتاب الله وقراءته قبل ان يتم الخادم او العامل المأمور تجهيز سرج الدابة. وهذا اية اوتيها داوود عليه السلام قال ولا يأكل الا من عمل يده. وقال تعالى في سورة سبأ والنا له الحديد انعم سابغات وقدر في السرد فالان الله الحديد لداود عليه السلام. قيل فكان الحديد بين يديه كالعجين. يعجنه فيصنع منه ما يشاء. فكان يصنع الدروع التي يلبسها المقاتل يتقي بها في الحرب فكان يصنع الدروع فاوحى الله اليه ان اعمل سابغات. يعني ان اعمل من الحديد دروعا سابغة؟ يعني واسعة تسع اللابس لا تضيق عليه وقدر في السرد. يعني اجعله على قدر الحاجة في النساجة. فليس بالضيق الذي لا يسع لابسه. وليس الذي ينفذ منه سهام المقاتل او اذى المحارب الى لابس هذه الدروع نعم وكان سأل ربه ان يرزقه عملا بيده يغنيه عن بيت المال وقال صلى الله عليه وسلم احب الصلاة الى الله صلاة داوود واحب الصيام الى الله صيام داوود. كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما. نعم. هذا ثناء ومدح من رسول الله عليه الصلاة والسلام على عبادة نبي الله داود عليه السلام نال اعلى المراتب في الصيام وفي الصلاة يعني النفلة والتطوع. فاحبوا الصيام الى الله صيام داوود. يصوم يوما ويفطر يوما واحب الصلاة يعني في الليل صلاة داوود عليه السلام قسم الليل ثلاثة اقسام. ينام نصفه الاول ثم يقوم ثلثه الاوسط وينام سدسه الاخير فهذا التقسيم يجمع بين حظ النفس من النوم وراحة البدن والنشاط وبين اصابة جوف الليل بالقيام بين يدي الله دعاء والسؤال حال النزول الالهي الكريم وفتح ابواب السماء لاجابة الدعاء وكان يلبس الصوف ويفترش الشعر ويأكل خبز الشعير بالملح والرماد. ويمزج شرابه بالدموع ولم يرى ضاحكا بعد بطيئة ولا شاخصا ولا شاخصا ببصره الى السماء حياء من ربه. ولم يزل باكيا حياته كلها. نعم ما يزال في الباب وفي الفصل بقية في شأن داوود عليه السلام وباقي الانبياء نجعله في مجلس الليلة المقبلة ان شاء الله تعالى. يا كرام اعظم الترغيب ان يخبرك الله بانه يفعل شيئا ثم يأمرك انت بفعله فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي ثم وجه لنا النداء فقال يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك عليه. هذا والله من اعظم ما يرغب وبه العبد لفعل امر عظيم. فكيف به في ليلة عظيمة هي ليلة الجمعة. وقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فنحن في هذا المقام يوصي بعضنا بعضا. بان تكون ليلتنا عامرة بالصلاة والسلام على رسوله الله وان تكون مجالسنا وبيوتنا بل افواهنا تكون عاطرة بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه اله وسلم ارجو الاله بمنه ان نرتوي من حوضه وان نراه وننظر صلى عليك الله في عليائه ما العبد المطيع وكبر فاغتنموا ليلتكم وغدكم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهد ضال لنا. وتقبل منا يا ذا الجلال الجلال والاكرام. اللهم اكفنا شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. ربنا اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم من فرج ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي