بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. جل جلاله وتقدست اسماؤه له النعمة وله المنة والفضل والثناء الحسن. سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانبياء وخاتم المرسلين وقرة عيون المحبين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد عبد الله فهلم وتعال واقبل رعاك الله. فالليلة ليلة الجمعة ودونك من الحديث مجلسا يجعلك الليلة في عداد المكثرين من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ارعني سمعك وافتح ابواب قلبك وفقك الله. ثم امتع فؤادك بلذيذ فيما جاء في وصف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وذكر جميل خلقه العظيم صلوات ربي وسلامه عليه وجميل خلقته وبهي طلعته ونور محياه صلوات ربي وسلامه عليه. ها هنا مجلس تسمع فيه حفظك الله من عظمة وجلال شأن المصطفى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هديه كله في مدخله ومخرجه في مجلسه ومنطقه في حياته في بيته واسرته في خارج البيت مع صحابته هو حديث هند ابن ابي هالة رضي الله عنه وارضاه الذي ما زلنا نقرأ جمله من مجالس ها هنا نتفيأ من العظمة ظلالا في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم اخلاقه. ونقطف ايضا من جمال الحياة ازهارا من روائع سنته صلى الله عليه واله وسلم. ونحن ايضا نشبع الفؤاد في مجلس كهذا حبا وتوقيرا وتعظيما واجلالا لنبي الامة صلى الله عليه واله وسلم. ونحن نستعرض جميل وراء عسيرته صلى الله عليه واله وسلم. مثل ذلك حري بنا. ان يحدو الواحد منا في مجلس كهذا وفي ليلة كهذه ان يكون احد الذين ظفروا بندب النبي عليه الصلاة والسلام وتوجيهه لامته اكثروا من علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. يا كرام حديثنا لم يزل موصولا فيما جاء في رواية هند بن ابي هالة رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي ساقه المصنف الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابه العظيم الشفاء بتأليف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وقد مضى من الحديث في هذه الرواية مجلسان ذكر الحديث في اوله وصفا مجملا لجمال خلقة رسولنا صلى الله عليه وسلم. وحلاوة ملامح الوجه عالم الخلقة البهية التي حباه الله تعالى بها. ثم كان مجلس ثان في الحديث عن منطق رسول الله عليه الصلاة سلام ووقف بنا الحديث عند مطلع الرواية التي سأل فيها الحسين اباه عليا رضي الله عنهما عن دخول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اي ما يتعلق ببيته اذا دخل وعن هديه داخل بيته مع اهله وفي خاصة نفسه صلوات ربي وسلامه عليه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. هذا هو المجلس الرابع والخمسون من مجالس تدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام وباسانيدكم المتصلة الى الامام القاضي العلامة ابي الفضل عياض بن موسى الي رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال رحمه الله قال الحسين سألت ابي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فكان اذا اوى الى منزله جزأ دخوله ثلاثة اجزاء جزءا لله تعالى وجزءا لاهله. وجزءا لنفسه ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس. فيرد ذلك على العامة بالخاصة. ولا يدخر عنهم شيئا. نعم مضى هذا القدر من مصدر الرواية او من صدر الرواية في نهاية مجلسنا الماظي. وحتى يكون الكلام مرتبطا فيه السابق بالله نقول سأل الحسين اباه علي رضي الله عنهما عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم ان كلا من الحسن والحسين رضي الله عنهما ادركا من حياة النبي عليه الصلاة والسلام قدرا يسيرا وذلك انه مات وهما صغيران رضي الله عنهما. ومع ذلك فما زالت نفس احدهما تتطلع. وتشتاق وتبحث حب ولهفة عن شيء يتعلق به القلب برسول الله عليه الصلاة والسلام لانه الواجب ان يكون كذلك في قلب كل مسلم محب لنبيه عليه الصلاة والسلام فكان هذا السؤال بحثا وتنقيبا وتفتيشا عن الامور الخفية التي لا يراها عامة الناس. ويسأل علي رضي الله عنه ليس باعتباره ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام فحسب لا بل هو زوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهو القريب فاذا هو ابو احفاد رسول الله عليه الصلاة والسلام وزوج ابنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وقبل ذلك هو ابن عمه المقرب اليه الذي تربى معه في بيته فكان من اوائل المسلمين في بداية النبوة وزمن الرسالة اجاب علي رضي الله عنه جواب الخبير العارف باحوال رسول الله عليه الصلاة والسلام الملازم له في صحبته وحياته قبل النبوة وبعدها كان معه في بيته وكان يغشى حجرته وكان يعرف ما يكون في امره الخاص عليه الصلاة والسلام. فكانت هذه التي تتفوه بها امير المؤمنين علي رضي الله عنه تصف جانبا من العظمة. فتعالى عبد الله وها هنا تدخل في بيت النبوة لترى كيف كانت حياة سيد العظماء عليه الصلاة والسلام في بيته. لندرك سويا مدارج العظمة كيف يصل اليها لان لا تظن ايضا ان عظمة البشر من ذوي الجاه والسلطان والمال والمناصب لا تظن انها شيئا من بهرجي في الحياة الذي يمارسونه فيما يظهر للناس داخل البيوت شأن خاص. وما يحصل للرجل مع زوجه واهله في خاصة نفسه ذاك القدر الذي تثبت به حقيقة العظمة عند العظماء حقيقة. يقول رضي الله عنه كان النبي عليه الصلاة والسلام دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك. وتقدم ان المراد انه لا يدخل الا عن اذن فيستأذن قبل دخوله بيته عليه الصلاة والسلام. وهذا ادب عظيم وجه اليه الاسلام. والله عز وجل امرنا بالاستئذان قال لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها. فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة. هذا التوجيه القرآني هو ثابت ايضا في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والمعنى الاخر مأذونا له في ذلك اي ان الله عز وجل اباح له ان يكون من يومه جزء يختص به لنفسه فيتفرغوا لخاصة امره ويأتي بيته لحاجته. قال فكان اذا اوى الى منزله جزأ دخوله ثلاثة اجزاء جزءا لله تعالى يعني للعبادة والدعاء والخلوة وقراءة القرآن والصلاة وقيام الليل ونوافل النهار والليل. قال وجزءا لاهله في عشرتهم وصحبتهم والجلوس معهم وقضاء حوائجهم. وذاك ايضا باب كبير قال وجزءا لنفسه. والمقصود بجزء النفس ها هنا حاجة الانسان من راحة البدن والطعام والشراب والحاجة هو وضع اللباس البحث عن راحة البدن داخل البيوت وعلى الفرش وفي ما يفعل الانسان لنفسه عادة ها هنا بعد ان تمت لك القسمة بثلاثة اجزاء. وهو الغالب ما يصنعه الانسان لنفسه. ان اذا دخل بيته فجزءا كان لنفسه وجزء لاهله واذا وجد من نفسه طاعة وعبادة لله كان ذلك الجزء ايضا مما يصرفه لربه. قال ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس وقد تقدم معكم انه عليه الصلاة والسلام كانت تدركه حاجات الناس حتى في بيته. ويصل اليه السائلون في حجرته اتأتيه المرأة المجادلة لزوجها او المجادلة؟ وتأتيه الخصومات ويبحث عنه السائلون ويأتيه الناس يطرقون الباب فينادون دونه من وراء الحجرات كما جاء في سورة الحجرات. كل ذلك لم يكن موفورا له في تقسيم هذا الوقت كما اراد عليه الصلاة والسلام فاتضح انه لم يتم له قسمة وقته داخل بيته على هذه الانحاء الثلاثة هو هكذا كان يريد ان يكون ان يكون وقته بين ما يجعله لربه وما يجعله لاهله وما يجعله لنفسه. غير ان اتيان الناس للبيت والبحث عنه عليه الصلاة والسلام والوصول الى ابواب الحجرات وطرقها بحثا عنه صلى الله عليه وسلم لحاجة ولرغبة ولايمان واستهزاء وواستهداء وما الى ذلك كل ذلك جعل الطلب يصل الى باب بيته. فكان ولابد ان يكون شيء من ذلك مزاحما للوقت الذي جعله عليه الصلاة والسلام هكذا فهو بين خيارين اما ان يرد الناس ويعتذر بالانشغال لنفسه واهله وبعبادته لربه وذلك حق له لو فعل عليه الصلاة والسلام كما هو حق كل انسان ان يكون له من وقته جزء يختص به على الاقل يبحث فيها عن راحة البدن. يبحث فيها عن نشاط الجسم. يبحث فيها عن استئناف للخروج من جديد. بنشاط وراحة واداء على ما يريد ومع ذلك فلم يكن يفعل عليه الصلاة والسلام هذا الخيار واثر الخيار الاخر ما هو؟ هو مزاحمة هذا الغرض وهذا حاجة الناس بهذا الجزء الخاص من وقته عليه الصلاة والسلام ثم انظر كيف انه لما قرر ان يجعل هذا مزاحما لوقته الخاص به جاء الى الاجزاء الثلاثة فلم يأتي على الوقت الذي جعله جزءا لله ولا على الجزء الذي جعله لاهله بل جاء على الجزء الذي جعله لنفسه عليه الصلاة والسلام. اتدرك يا رجل انه ما زال بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام يحمل عناء فوق عناء. ويزداد من تحمل الاعباء. من اجل القيام والنهوض برسالة الله التي بعثه الله بها. دعني اقول من اجلي واجلك واجل امته عليه الصلاة والسلام كان يمكن ان يدع وقتا يستريح فيه. او ينام فيه او يبحث فيه عن طعام يسد جوعته. او نومة تريح بدنه لكن انه ترك ذلك كلما طرق الباب طارق. واتى الباب سائل ووقف عند باب حجرته رجل يريده او امرأة يبحثون عنه عليه الصلاة والسلام. فكانت المزاحمة في الجزء الذي جعله لنفسه. فحدثني الان ما الوقت الذي بقي له عليه الصلاة والسلام فيه في بيته ويأنس فيه ايلام شيء يبحث عنه البدن من الدعة والراحة للعودة من جديد الى النشاط لك ان تتصور عبد الله انه عليه الصلاة والسلام عاش حياته تضحية وبذلا وفداء فاياك ان تظن ان التضحية في سيرته عليه الصلاة والسلام هي الوقت الذي كان يقضيه على المنابر او في المجلس معهم في في المسجد والدروس والتعليم او في ميادين الجهاد. كل ذلك كان عنده تضحية وفداء. لكن جزءا من التضحية العظيمة التي بذلها لامته عليه الصلاة والسلام هو هذا الباب. ان يزاحم في وقته الذي يخصه صلوات ربي وسلامه عليه فيبذله لامته بلا تردد غير مبال عليه الصلاة والسلام. فماذا كانت النتيجة كانت النتيجة كما قلت عناء متراكما. وتعبا متتابعا. يجد فيه صلوات الله وسلامه عليه. من جهد دعوتي وعنائها ومن مشقة الرسالة واعبائها ما يستعين فيه بربه جل جلاله. فينتصب قائما بين يديه يلتمس العون والسداد والرشاد. ما جعله عليه الصلاة والسلام يدرك من اعباء الكبر وتقدم العمر مع سنده التي ما جاوزت الستين الا قليلا. يعجز عليه الصلاة والسلام عن صلاة القيام في الليل اخر حياته الا جالسا عائشة رضي الله عنها بعدما حطمه الناس ان هذا الحطيم الذي حصل هو من كثرة ما يتردد ويغشاه ويأتي عليه من حوائج الناس. هذا جزء عظيم يا كرام في معاني عظمة حياة بني ادم. عندما يعيش احدهم لا لنفسه بل للناس من حوله. وعندما يكون وقته ليس حصرا على ذاته. وغرضه المختص به. بل عندما يبذل من اجل ان ينتفع الاخرون ويتهدي الحائرون ويستفيد الناس من حوله اجمعون يقول رضي الله عنه ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة يعني يرد ذلك الباب الذي يصل فيه اليه الناس يرده على العامة. يعني يبذل هذا الجزء الذي جعله لنفسه ثم قسمه بينه وبين الناس يرده على عامة الناس وليس المعنى ان العامة كانوا يأتون فيجتمعون في بيته ويدخلون عليه لا. قال بالخاصة يرد هذا الجزء من الوقت على العامة يجعله لهم عن طريق الخاصة. والمقصود بالخاصة خواص اصحابه. المقربون الكبار كابي ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين. وكأسامة بن زيد وابيه زيد رضي الله عنهما. والخواص كانس ممن كان في خدمته رضي الله عنهم اجمعين فاولئك بان لهم خصوصية فيأتون اليه في اوقات لا يصل فيها غيرهم. ويؤذن لهم بما لا يؤذن لغيرهم. ويتاح مثلهم ما لا يتاح لغيرهم. فكان ما يرد على هؤلاء وما يصل الى هؤلاء من العلم والوحي والايمان كان ذلك سبيلا الى ان يصل اليه العامة عن طريق هؤلاء. وهذا معنى قوله فيرد ذلك على العامة بالخاصة. اي بواسطتهم وعن ثم قال رحمه الله تعالى في الرواية عن علي رضي الله عنه ولا يدخر عنهم شيئا لم يكن يدخر عن امته عامتهم وخاصتهم شيئا. وشيئا هكذا على اطلاقها لا من طعام ولا من شراب ولا من لباس اعظم من وقت وجهد وعناء وراحة بدن ونوم عينين. كل ذلك كان مبذولا ما كان عليه الصلاة والسلام يرد احد وما وجد شيئا الا اعطاه ما كان يرد سائلا قط ان وجد اعطى وان لم يجد صرف بدعاء حسن وتطيب خاطر او بوعد جميل كل ذلك كان بذلا عظيما. البذل ها هنا اوسع من ان يكون مالا. او يكون عطاء محوسا. قد يكون مالا نعم وطعاما ولباسا. وقد يكون وعدا حسنا الى حين. وقد يكون كلمة طيبة وابتسامة واعتذارا صادقا. هذا من عظيم بذله صلوات الله وسلامه عليه. ثم قال ولا يدخر عنهم شيئا وقد مرت بك الرواية لما اوتي عليه الصلاة والسلام منسوجة صنعتها له امرأة من الانصار. وقال تحب ان تلبسها. فخرج صلى الله عليه وسلم الى اصحابه. وان لباسه فنظر اليه رجل من الانصار فقال ما اجملها يا رسول الله! اكسونيها قال نعم فسكت عليه الصلاة والسلام ثم ما لبث قليلا حتى انصرف الى حجرته فنزعها فطواها فبعث بها اليه فقال الناس للرجل ما احسنت سألته وعلمت انه لا يرد سائلا. انظر كيف تقرر في نفوسهم ان هذا شيء معهود عنه عليه الصلاة والسلام ولو كان اللباس الذي فوق جسده لا يدخر عنهم شيئا قالوا له ما احسنت سألته وعلمت انه لا يرد سائلا. فقال الرجل والله ما سألته لالبسها. ولكن الته لتكون كفني. قال ابو سهل فكانت كفنه لما مات رضي الله عنه. هذه عظمة العطاء في حياة رسوله الا صلى الله عليه واله وسلم. نعم قال رحمه الله فكان من سيرته في جزء الامة ايثار اهل الفضل باذنه وقسمه على قدر وقسمه على على قدر فضلهم في الدين منهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما اصلحهم والامة من مسألته عنهم واخبارهم بالذي ينبغي لهم اقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وابلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغ حاجته فانه من ابلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع ابلاغها. ثبت الله قدميه يوم القيامة ولا يذكر عنده الا ذلك ولا يقبل من احد غيره. نعم قال رضي الله عنه فكان من فكان من سيرته في جزء الامة ايثار اهل الفضل هذه سياسة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا كرام في التعامل مع الناس من حوله وستأتي ها هنا جمل وافرة في التعامل القيادة ماذا كان يصنع صلى الله عليه وسلم كيف ادار الامة وكيف امتلك القلوب من حوله. يقول رضي الله عنه فكان من سيرته في جزء الامة يعني في الجزء من وقته الذي جعله للامة والذي كان فيه يجالسه ويعايشهم ويخالطهم ويزورهم ويعود مريضهم ويشهد جنازتهم ويحضر مصلاهم ويخطب معهم في الجمعة ويغشى مجالسهم وحضر مناسباتهم. هذا جزء كبير عام. ما كان عليه الصلاة والسلام يتعامل برسميات. ما كان يحضر لقاءات خاصة ثم يحتجب عن الناس ما كان يحضر في دعوات دون اخرى كان يعيش بينهم يغشى مجالسهم يزور مريضهم ويحظر ويشهد جنازة ميتهم. كل ذلك كان يعيشه كواحد منهم صلوات ربي وسلامه عليه. فانظر كيف كان يتعامل مع عهؤلاء ما المبادئ التي ارساها في مد جسور العلاقات مع الناس من حولهم يقول فكان من سيرته في جزء الامة ايثار اهل الفضل باذنه وقسمه على قدر فظلهم في الدين الايثار يعني التقديم. والاولوية لاهل الفضل. باذنه يعني ان يكون ذلك من اجل ان يقرر عندهم صلوات الله وسلامه عليه ان اهل الفضل يقدر فضلهم وان ذوي المكانة ومن له قدر عظيم ينبغي ان يحترم ديننا يا كرام دين ادب وقيم واخلاق واحترام. ديننا يعلمنا كيف نكون في تعاملاتنا. في مجالس سيناء في مجتمعاتنا نقدر لذوي الاقدار اقدارهم. ونعرف لذوي المكانة مكانتهم. ونؤثرهم بما لهم من بحق وفضل. يقول رضي الله عنه وقسمه على قدر فظلهم في الدين. ان كان يقسم من الوقت والجهد والعناية اهتمام ويسع الجميع فضله عليه الصلاة والسلام لكنه ولا شك كان يعطي لذلك قدرا اكثر من غيره لمن هو افضل في دينه والميزان في ذلك ميزان الله. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. فكان الاتقى والافضل دينا والاصلب في دينه والاعظم حظا في سبيل الله كان اعظم حظا في نظر رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول رضي الله عنه منهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج. نعم لا شك والناس في علاقتهم ببعضهم كذلك تربطك بواحد علاقتك معه وثيقة. وثان اقل وثالث دون ذلك. فقال فيتشاغل بهم يعني يقضي شغلهم ويسعى في امورهم وحاجاتهم. ويشغلهم فيما اصلحهم والامة. يعني ايضا يجعل من اشتغاله ان يشغلهم معه فيما يعود عليهم بصلاح دينهم او دنياهم. او ما يصلحون به الناس من حولهم. رسالة الاصلاح كان يبثها عليه الصلاة والسلام في نفوس اصحابه. ولم يزل يتعاهدهم حتى كان مبدأا يعيشون عليه ان يسعى احدهم في صلاح نفسه ثم يتربى ويتشرب على البحث والعناية باصلاح المجتمع من حوله. ما كانت النظرة اطلاقا عند احدهم ان يبحث عن نجاة نفسه فحسب ولا هداية بيته واسرته فقط كانت القضية قضية دين ورسالة اصلاح للمجتمع مجتمعات المسلمين هي كما وصف القرآن الكريم والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. هي الخيرية التي جعلها الله منوطة بامة محمد عليه الصلاة والسلام واسمع رعاك الله كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ان هذا المبدأ هو مبدأ الخيرية وهذا هو مناط فضل الامة وشرفها متى ما تراخت الامة فيه او او تكاسلت. صدقوني لقد تنازلت عن شرف الولاية. وقد تخلت عن عرش السيادة والخيرية التي تبوأت اياه بشرف هذه الرسالة. كان النبي عليه الصلاة والسلام كما قال هنا يتشاغل بهم ويشغلهم فيما اصلحهم والامة من مسألته عنهم. واخبارهم بالذي ينبغي لهم. هكذا هو الامر. التعاهد الذي يتعاهدهم به على الصراط المستقيم. يحرص فيه على بقاء احدهم سويا. قوي الايمان. مستقيم الحال صالح الظاهر والباطن قريبا من رحمة ربه. وكلما ابتعد به الشيطان فذل وظل وغوى وابتعد اواه وقربه وحرص عليه الصلاة والسلام ان يعود به من جديد. هذه النظرة نظرة اصلاح والحرص على هداية الناس مبدأ نبوي عظيم يقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب وابلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته مبدأ التبليغ ونشر الخير وتعليم الناس ومن تعلم شيئا علمه ومن استدل على خير دل الناس عليه ومن قاده الله الى نور بعث به قبسا الى الناس من حوله هكذا هي رسالة الاصلاح والهداية للناس. يقول وابلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته فان من ابلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع ابلاغها. ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده الا ذلك ولا يقبل من احد غيره. هل ادركت الان ان مجالس رسول الله عليه الصلاة والسلام كانت خالية من اللغو من اللغط من العبث من هزء القول والفعل من سفاسف الامور من الدنايا من التوافه والمحقرات اجل هذه حقيقة عظمة الحياة. انظر كيف فاض من عظمة المصطفى عليه الصلاة والسلام عظمة مجلسه وجلاسه فكان المجلس عظيما. وكان الجلساء عظماء بهذه المعاني. انظر كيف تغشاهم الرحمة؟ كيف تنزل بهم الخيرات والبركات كيف يجلسون في مجلس النبوة اعظم مجالس الارض شرفا وفخرا ومكانة وهم بهذه المعاني التي سمعت اوصافها قبل قليل. نعم وقال رحمه الله تعالى وقال في حديث سفيان بن وكيع يدخلون روادا ولا يتفرقون الا عن ذواب ويخرجون ادلة يعني فقهاء. هذه زيادة في الرواية جاءت في بعض الطرق كما قال في حديث سفيان بن وكيع يصف حال الصحابة اذا ما غشي احدهم مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام واسمع حفظك الله قال يدخلون روادا ولا يتفرقون الا عن ذواق ويخرجون ادلة. ما العبارة قال يدخلون روادا جمع رائد والرائد هو الطالب للشيء الباحث عن حاجة يقول فلانا يرتاد الماء لاهله يعني يبحث لهم عن ماء يأتيهم به ولذلك فالرائد جمعه رواد. قال يدخلون روادا اذا ما اتى الصحابة الى النبي عليه الصلاة والسلام فاتوا اليه في المسجد في البيت ولحقوه في مكان فانهم روادا يرتادون ماذا؟ يبحثون عن ماذا ها تبحثون عن العلم؟ نعم عن الوحي نعم عن الايمان نعم عن الادب والحكمة نعم كل ذلك مقصود. فكانوا روادا رضي الله عنهم هم يرتادون العلم والدين بحضرة رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا مدخلهم فاسمع قال ولا يتفرقون الا اعن ذواق اذا ما حضروا وانسوا بالمجلس وادركوا الفضل وما ارتادوا المجلس لاجله تفرقوا بعدما ينقضي المجلس تفرقوا عن ذواق اما ان تحمل اللفظ على ظاهره والمقصود انهم كلما اتوا ظفروا بضيافة وحفاوة يتذوقون فيه ما تيسر ومن طعام او شراب واما ان تحمله على المعنى الا بعد وهو مراد في السياق. والمقصود ليس مذاق الطعام والشراب بل مذاق الغرض الذي لاجله جاؤوا يبحثون عن الوحي عن العلم عن الادب عن الايمان عن حضور القلب عن رقة الفؤاد عن العلم بالله علم اليقين فاذا ما اتوا لذلك ما تفرقوا الا وقد ذاق احدهم حلاوة الايمان. ووجدوا هذا المعنى الذي قدموا لاجله مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم. الا فلا والله ما اعظم مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ويخرجون ادلة جمع دليل انظر كيف جاء باحثا وخرج خرج دليلا جاء يبحث عن العلم والوحي. فاذا ما ظفر به واصابه خرج به دليلا يدل الناس. يا اخوة العنصر في في وصف الصحابة رضي الله عنهم احد المعاني التي تبوأوا بها شرف الامة وخيريتها بلا نزاع هذا المعنى الكبير الذي قام في نفس الواحد منهم ان العلم الذي يجد والايمان الذي يصيب والهداية التي يكرمه الله تعالى بها ما يراها لنفسه حظا خاصا. كان احدهم اذا وجد شيئا من ذلك انطلق على الفور يبحث عن اداء زكاة هذا الدين والعلم والامانة. بحث عن موضع يؤدي فيه هذا المعنى الذي اصاب. فيعلم زوجته واهله يعلم جاره وقريبه يعلم من وراءه هكذا هم سفراء الدعوة والدين والعلم هكذا هم صحابة رسول لا صلى الله عليه وسلم فكلما ابصرت مسلما يتصف بذلك فبشره بخير وانه على درب الصحابة الكرام رضي الله عنهم يسير واثق الخطى رافع الرأس. فهنيئا له والله. يقول رضي الله عنهم يدخلون رواد ولا يتفرقون الا عن دواق ويخرجون ادلة قال يعني فقهاء هذه بركات مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدخل الداخل باحثا فيخرج دليلا قائدا فقيها معلما. بركات مجلسه عليه الصلاة والسلام تعود بالخير والنفع العام يا احبة اذا كان هذا وصف مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم المجلس الحقيقي الحسي الذي ادرك شرفه الصحب الكرام رضي الله عنهم فاعلم رعاك الله ان كل مجلس يعقد لامر وعلمي وسنتي وشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهكذا ينبغي ان تكون. ان تكون عميمة بالخير. ان تكون مليئة بالبركة يدخلها الداخل باحثا عن علم وادب وايمان وفقه وعقيدة وصفاء قلب وحضور قلب وخشية وحضوري دمعة فيخرج من ذلك المجلس الذي يكون محتواه ومعقله ومحوره ومنصب الحديث فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اقاويله افعاله احاديثه لا ينصرف احد الا وهو كذلك. قد وجد بغيته وملأ فؤاده واشبع روحه فاذا خرج خرج يقطر بهذه المعاني. خرج مصباحا يضيء يقتبس الناس من نور هداه. هكذا هو وبركة مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام في سنته وسيرته العطرة وشأنه العظيم. ولا رحمه الله تعالى قلت فاخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخذل لسانه الا فيما يعنيهم ويؤلفهم ولا يفرقهم يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير ان يطوي عن احد بشره وخلقه ويتفقد اصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويصوبه ويقبح القبيح ويوهنه ويهونه ويوهنه ويوهنه معتدل الامر غير مختلف لا يغفل مخافة ان يغفل او يمل لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه الى غيره الذين يلونه من الناس خيارهم وافضلهم عنده اعمهم نصيحة واعظمهم عنده منزلة احسنهم ومؤازرة هذه فقرة يا كرام فيها الحديث كما سمعت في السؤال قال فاخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه اذا سأل اولا عن دخول رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعلمت ان المراد دخوله بيته والجزء الجانب من الحياة ذلك الذي يكون فيه الرجل بعيدا عن العامة وانظار الناس. هنا سؤال عن مخرجه اذا خرج الى الناس كيف كان يصنع؟ ما زلت اقول افتح اذنيك جيدا وتعلم ها هنا مسالك كل عظمة في حياة العظماء. هكذا تكون مطالب القيادة والريادة والسيادة حشمة ووقار ورفعة شأن حمل الهم والسعي لمصالح الناس وايصال الخير والنفع والهداية اليهم هذه جمل تحكي شأن المصطفى الصلاة والسلام في الاعم الاغلب. يقول رضي الله عنه كان عليه الصلاة والسلام يخزن لسانه الا فيما يعنيهم يعني كان قليل الكلام. يخزن لسانه ان يحفظه. ويصونه ولا يتكلم به كثيرا. وكان لا يتكلم الا فيما يعنيهم ان ينفعهم. واذا تكلم فمن اجل ما ينفع الناس. اما في امر دينهم او امر دنياهم. وكل ذلك كان حاصلا في شأنه وحياته معهم صلوات ربي وسلامه عليه. يقول ويؤلفهم ولا يفرقهم. هذه احد المقاصد الكبار في الاسلام. وهذه ايضا من محكمات الشريعة الغراء. الحرص على تأليف القلوب. الحرص وعلى اجتماعها وفي سبيل ذلك تبذل المطالب العلا وتصرف الجهود الكبيرة العظيمة لتبقى القلوب وعلى ائتلاف ومحبة ووداد وصفاء انتبه رعاك الله ما كان مجتمع الصحابة مجتمعا ملائكيا؟ لا كان مجتمعا بشريا تعرف ماذا اقصد؟ يعني كان يحصل بينهم في مجتمعهم ما يحصل بين البشر في اي مجتمع بمعنى انه تكون الخصومات وتكون المخالفات وتكون ايضا شيء من ضغائن النفوس وايغار الصدور ومكائد الشيطان كان ولابد وتدرك ايضا انهم بشر يغضب احدهم يصيب ويخطئ يزل ربما اعتدى احد على احد كل ذلك كان حرام صلة ما كان مجتمعا ملائكيا تتصور فيه انهم يعبدون الله ليل نهار ولا يعصون الله قط ابدا ما كانوا كذلك واذا كان الامر كما فهمت اذا فحصول الزلة وارد وحصول الخطأ والتجاوز وارد وشيء مما يقع بينهم باعتبارهم بشرا ايضا وارد. السؤال كيف فعل عليه الصلاة والسلام من اجل الا تبقى في مجتمع الصحابة فرقة او شتات او اختلاف لماذا مما تفتت المجتمع لاحظ معي قدم المدينة وفيه فئتان من سكانها. الاوس والخزرج وكل منهم كان له عشيرته وجماعته وقبائله فالف بينهم الاسلام فسموا بالانصار ثم قدم المدينة ايضا رهط المهاجرين. القرشيون ومن كان في مكة فأووا الى المدينة. فاجتمعت المدينة الانصار من اهل فيها والمهاجرون اليها من غيرها. فاجتمعت فئات كونت نسيجا لم يكن على خط سواء. وكانت بين لحمة عظيمة عجيبة. انظر كيف فعل في اول ما ارسى في بدايات هجرته صلى الله عليه وسلم دعائم اه واخى بين المهاجرين والانصار فازال تلك الحواجز واذابت تلك الفوارق عليه الصلاة والسلام. كان امرا مقصودا. وعالجه منذ بدايات الهجرة لتكون في اول ما يصنع لارساء معنى كبير هو الاخاء. وازالة تلك الحواجز والرواسب. ولم يزل صلوات الله وسلامه عليه. يتعاهد هذا المعنى ويزيل اي شيء يمكن ان يعتبر طريق هذا الاخاء. في غزوة بني المصطلق لما ازدحم المهاجرين والانصاري على الماء وكانوا من الموالي يعني من العبيد. فنادى المهاجرين يا للمهاجرين. ونادى الانصاري يا للانصار فاجتمعوا ووجدوا النزاع على الماء وكادت ان تنشب بينهم فتنة. فغضب صلوات ربي وسلامه عليه واتى اليهم وهم مجتمعون فنادى فيهم وصرخ وعتب وامر بانهاء الموقف على الحال ليقول عليه الصلاة والسلام ما هذا؟ ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم دعوها فانها منتنة كان يقطع دابر الفرقة والاختلاف. ولو كان على سبيل الانتساب الى عشيرة يمكن ان تحدث شرخا فلا نعم ولا كرامة ولو كان على حساب انتساب الى حزب او مذهب وانتماء لطائفة يمكن ان تكون شرخا في لحمة نسيج المجتمع النبوي كان يرفضه عليه الصلاة والسلام هو سماكم المسلمين من قبل. فزالت التسميات نعم تحفظ الانساب وتبقى فالرجل الى من ينتسب لكن لم تكن انتسابا يعتز به ويفتخر ثم ينشئ بعد ذلك شيئا من من الفرقة والاختلاف التحزب على تلك المسميات. كان يتعهد هذا المبدأ العظيم. وكم تقرأ في كتاب الله من تأسيس هذا المعنى العظيم لما يقول ربنا سبحانه واذكروا نعمة الله عليكم. اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. ويقول سبحانه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ويقول سبحانه ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وفي نصوص السنة ايضا شيء كثير. وكونوا عباد الله اخوانا. اذا هذا منهج كبير يا رجل هذه سياسة عامة كان يسعى فيها صلوات الله وسلامه عليه على تأليف القلوب هذا يعطينا للوهلة الاولى اضاءة ممتدة البصر الى ما لا حد له انه ما من عمل او طريق او درب او مشروع يمكن ان يلتمس فيه الناس خيرا. لا يمكن ان يكون فيه خير اذا كانت من اثاره انشقاق الصف وفرقة المجتمع والاختلاف والتصنيف وتحزيب الناس في دواء وابعادهم عن بعضهم بحجة الانتماء الى مذهب او طائفة او حزب او فرقة كل ذلك يأبه الاسلام اجتماع الذي يسعى اليه دين الله جل وعلا. كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسعى في تأسيسه في مجتمع الصحابة يؤلفهم ولا يفرقهم. نعم ويبحث عن الجامع الذي تأتلف عليه القلوب. صفاء المعتقد ووحدة التلقي والرجوع الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. يقول رضي الله عنه في معلم اخر من معالم هذا التعامل والمنهج النبوي يكرم كل يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم. وامرنا ان ان ننزل الناس منازلهم اكرام الكرام مطلب يا كرام. واحترام العظماء مطلب. اذا وجدت في المجتمع كبيرا ذابت سنه يوقر لكبر سنه وصغيرا يرحم ووجيها يحترم لوجاهته مهما كانت الاعتبارات الاخر فيبقى ان مما تقبله النفوس بل تصر عليه وتراه من مطالب الكرامة الاحتفاظ باصحاب المنازل بمنازلهم وتقدير ذوي الهيئات في هيئاتهم ايا كانت الاعتبارات الاخر كما اسلفت. بل قال ويوليه عليهم. اذا ما جاء الوفد مسلما كما جاءت القبيلة واتت اليه وافدة يحرص عليه الصلاة والسلام على ان تكون الولاية والمناصب في اولئك الكرام في اقوامهم وما المقدمين من بينهم؟ قال ويحذر الناس يعني يدلهم على ما يحذرون. وفي رواية ويحذر الناس وهو جزء من من دلالة قول الله تعالى واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك قال ويحترس منهم من غير ان يطوي عن احد بشره وخلقه. الاحتراس مطلب فلم يكن عليه الصلاة والسلام منالا للمنافقين ذوي الدسائس ولليهود ذوي الضغائن. كان عليه الصلاة والسلام لك ان تقول كان قريبا متواضعا لين الجانب في غير مهانة وحاشاه صلى الله عليه وسلم. كان عزيز ازا وقورا مهابا صلوات ربي وسلامه عليه في غير تكبر ولا اعتلاء او تجبر. هذه معادلة ليست باليسيرة. ان يحتفظ الرجل بوقاره وحشمته واحترام الناس له. من غير ان مستعليا متكبرا متعجرفا وان يكون قريب المنال سهل التعامل من غير ان يكون موطئ الاقدام وموضع المذلة قوى المهانة. كان عليه الصلاة والسلام يحترس منهم من غير ان يطوي عن احد بشره وخلقه. يعني بشاشة الوجه وحسن التعامل. قال ويتفقد اصحابه ويسأل الناس عما في الناس. ويحسن الحسن ويصوبه ويقبح في القبيح ويوهنه. كل ذلك منهاج نبوي عظيم. كان معلما كان داعيا كان اماما كان خطيبا واعظا كان طبيب القلوب والابدان صلوات ربي وسلامه عليه. يسأل الناس عما في الناس ماذا حدث لهم؟ ما الذي يهمه هم ما الذي يعنيهم؟ ليست داعية الحصيف العاقل الحكيم. بالذي يترفع عن قضايا المجتمع او ينقطع عن دنيا الناس من حوله. ليس العالم الذي يعتكف في في مكتبته ولا العابد المنقطع في محرابه وصومعته. ليسوا اولئك بذوي التأثير في مجتمعاتهم اذا انعزلوا وانحجزوا عن دنيا الناس الاختلاط بالناس ومعاشرتهم ومعرفة احوالهم ومقاسمتهم لذيذ الحياة وحلوها ومرها صعبها وهينها يجعل من ارباب العلم والدعوة من خلفاء الانبياء والرسل قريبين من الناس ذوي تأثير مقبولين الكلمة متقبلين في الرأي والنصح والتوجيه هكذا كان صلوات الله وسلامه عليه كما يتفقد اصحابه يسأل الناس عما في الناس يحسن الحسن ويصوبه يقبح القبيح ويوهنه حتى في حدود في المجتمعات وما يجدهم يتعاملون به. قدم المدينة فوجدهم يلعبون فقال ما هذا؟ فاخبروه عن عيد يلعبون فيه. فقال قد ابدلكم الله بها خيرا منهما يومين. عيد الفطر وعيد الاضحى. كان يعالج حتى دمعات الناس واحوالهم وانماط المعيشة وعاداتهم الاجتماعية. كل ذلك يا احبة يقوم في ميزان الاسلام انه لن يتأتى للدعاة والعلماء والناصحين الا بالمخالطة والمعايشة للمجتمعات الا بغشيان المجالس والاحتكاك وان يكون احدهم فردا في المجتمع يعيش عيشهم ويأكل طعامهم ويشرب شرابهم ويعاني معاناتهم ليدرك حقيقة معنى الحياة يقول رضي الله عنه معتدل الامر غير مختلف. يقصد هنا استقامة شأنه. فلم يكن عليه الصلاة والسلام اذا فرح يشتط بالفرح. ولا اذا غضب يشتد في الغضب كان معتدل الامر في غضبه ورضاه في مزحه وهزله وجده على السواء امره على الاعتدال دوما ربي وسلامه عليه لا يغفل مخافة ان يغفلوا او يملوا. يعني لم يكن تصيبه الغفلة عن شأنهم ولا متابعة امرهم وانت تدرك ان من وراء ذلك عناء والله ليس باليسير. احدنا يا كرام يتعب وينصب ويجتهد اذا كان ذوي الاهتمام في تربية الاولاد. واذا رزق ببنين وبنات فتجاوزوا الثلاثة والاربعة والخمسة وبلغوا العشرة او اكثر او اقل. يشعر ان قدرا عظيما من عناء التربية وتعب المتابعة ونصب الجهاد في الحياة اصابه بسبب خمسة او سبعة او عشرة فما ظنك بنبي عليه الصلاة والسلام يرعى امة كاملة يهتم بشأنها وهو يقول هنا لا يغفل فتى ان يغفل او يمل. فكان شأنهم عنده عليه الصلاة والسلام على الحرص على الدوام. والرعاية على الدوام والنصح والتوجيه والارشاد على الدوام فصلى الله على ذلك القلب الكريم والنبي العظيم وسلم تسليما كثيرا. يقول رضي الله عنه وارضاه لكل حال عنده عتاد هذه الجملة تعني انه عليه الصلاة والسلام قد اعد لكل حال ما يصلح لها. فحال الحرب والجهاد مثلا له عنده عتاد له سياسة ومنهج وتعامل. وحال السلم والرخاء. حال الحلف مع اليهود. حال الاجلاء والحصار حال الفرح والعيد حال العبادة والقيام والتهجد حال القرآن حال الوحي حال الخلوة بالبيت والانس بالاهل والعشرة للازواج لكل حال عنده عتاد. ما كان يخلط شأنا بشأن ولا يدخل امرا على امر. بعضنا اذا اصابه كرب من تعب الوظيفة وعناء الحياة خارج البيت دخل وهم هذا يعيش معه في بيته فيحضر معه هذا الهم على سفرة طعامه مع اهله او ربما على فراشه معهم. لكل حال عنده عتاد فحاله عليه الصلاة والسلام في البيت غير حاله على المنبر. حاله حال المزاح غير حاله عندما يكون الجد حاله في الميادين والغزوات والجهاد غير حاله في باقي الاماكن لكل حال عنده عتاد. هذا يعطيك امرا كبيرا يتعلق بعظمة شخصيته عليه الصلاة والسلام. فيها الاتزان فيها بعد النظر فيها امتلاك الامور من كل فيها حسن الادارة للقضايا في الحياة. فيها فن التعامل في المواقف. فيها التعامل مع ما يقتضيه المقام فيها الحكمة البالغة فيها النظر السوي فيها السداد الرباني فيها العنصر الذي لم ينفك عن حياة البشرية ما كان هكذا عليه الصلاة والسلام بمنطق النبوة مع تأييد الله الا مع بشريته صلوات الله وسلامه عليه. اقصدوا اقصدوا انه كان بشرا يغضب اذا ما كان موقف يستدعي الغضب ويفرح اذا ما اتاه خبر يسره ويفرح به لكنه مع ذلك بكل حال عنده عتاد. فلا يطغى شعور على شعور. ولا حال موقف على موقف يعطي للمواقف حظها. ويزن بميزانها. فاذا كان في موقف يستدعي شأنا لا يعتذر عن الامر بسبب اشتغاله بمقام اخر وحال اخر اخر وهذا لا يتأتى الا من النفوس الكبيرة والهمم العظيمة واولى الناس بهذا الوصف العظيم نبي الامة الكريم صلى الله عليه واله وسلم قال رضي الله عنه لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه الى غيره وهذا من اعتداله. قال الذين يلونه من الناس خيار اقرب الناس اليه خيارهم. من خيارهم؟ من افضل الصحابة؟ قال وافضلهم عنده اعمهم نصبا طيحة اكثرهم اجتهادا في النصيحة لله ولدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم هم الافضل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. واعظمهم عنده منزلة احسنهم مواساة ومؤازرة من يواسي الناس ومن يسعى في مؤازرة المحتاج والمكروب والملهوف ونجدة المستغيث وقضاء حاجة ذوي الحوائج هؤلاء افضل الناس منزلة واعظمهم في نظر رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا يقودنا الى سؤال ماذا عني وعنك ما ميزان افضلية الناس في تعاملاتنا قائمة العلاقات في حياتك تشملك باسما اخي الكريم كم هي حدود علاقاتك؟ مئات الوف من قابلت من الناس؟ على من تعرفت في نطاق العمل والدراسة والجيرة والاقارب والرحلات والزيارات ومن لقيت من الناس في الحياة الى اليوم اقرب لك الصورة قائمة الاسماء في هاتفك. كم اسما تحتوي مئات او الوف هؤلاء ولا شك في علاقتهم معك يتفاوتون. فمنهم الصديق الوفي الخالص. ومنهم القريب توأم الروح سواء بسواء ومنهم البعيد الذي لقيته مرة ومنهم الذي حتى اذا قرأت اسمه نسيت كيف جاء واين جاء ومتى عرفته ومنهم دون ذلك والوسط وكلنا كذلك لو سألتك هذا السؤال مرة اخرى كيف نقيس الناس وكيف نفاضل بينهم؟ يعني اخبرني عن اقربهم الى قلبك واعظمهم منزلة عندك وافضلهم حفاوة في فؤادك تفرح به وتهتم لشأنه. انا اجزم على الاقل عندي انا الميزان يعود الى الامور الشخصية والاعتبارات الذاتية. فاحبهم الي اقربهم مودة الي. الذي بيني وبينه من المودة والملاطفة ما يعود علي انا بالنفع اولا وفي علاقتي انا شخصيا بيني وبينه من الود والملاطفة ما نشترك فيه في الطعام الشراب والرحلات والاسفار والزمالة والوظيفة والعمل والدراسة وما الى ذلك. كل هذا يعود الى مربع واحد هو اعتباراته الشخصية هو الامور الذاتية. اما نبي الامة صلوات الله وسلامه عليه. فكان معيار التفاضل عنده في بالناس من حوله كما سمعت افضلهم عنده اعمهم نصيحة التجرد التام عن الذات ما قال افضلهم عنده اقربهم له مجلسا واكثرهم غشيانا لبيته واعظمهم قربا من قلبه واكثرهم اهداء له واكثرهم تعاهدا في المناسبات ونحو ذلك التجرد التام عن الذاتية هنا معيار عظمة. افضلهم عنده اعمهم نصيحة. افضلهم عنده احسنهم مؤازرة ومواساة للناس نعم يعظم عنده صلى الله عليه وسلم ذاك الرجل الذي يراه يسعى في شأن الارامل والايتام والمساكين. يعظم في قلب النبي عليه الصلاة والسلام اولئك الذين نذروا انفسهم لمساعدة الاخرين وقضاء الحوائج وتفريج الكربات. يعظم عنده صلى الله عليه وسلم من رآه قد جند نفسه لادخال السرور على مسلم وتفريج كربة وتيسير عسير وقضاء دين والسعي في بذل جاه او مال او معروف. هؤلاء عظماء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن بحاجة الى ان نعيد الموازين مرة اخرى فاذا نظرت اولا الى نفسك فالتمس لذاتك موضعا تحظى فيه بعظمة في ميزان رسول الله عليه الصلاة والسلام. عرفت ماذا اقصد هب لو لو افترظت انك تعود صحابيا. ولو قدر لك ان تكون صحابيا. اعلم انك لن تظفرا في ميزان رسول الله عليه الصلاة والسلام بافضلية ولا مكانة ولا عظمة الا اذا كان لك من هذا الباب نصيب. النصيحة الدلالة على الخير تقريب الهداية للناس. السعي في قضاء الحوائج المؤازرة المواساة. الوقوف مع المكروبين السعي في اغاثة المحتاجين طيب لسنا صحابة ولن يقدر لنا ذلك وقد فات الزمان وانقضى. اريد ان اقول اذا اردت ان تظفر لنفسك بشرف دخروه فتقيده في صحيفتك. ترجو ان تحشر به فتجتمع مع نبيك صلى الله عليه وسلم. وفي صحيفة عمله وما قدمت في حياتك شيء يسرك ان يكون فخرا لك فقد عرفت الباب فالزم. وامر اخر هكذا هي علاقاتنا بالناس من حولنا ينبغي ان تقوم فيها ان تقوم فيها التقييمات والموازين والاعتبارات على مبدأ النفع العام على مبدأ اثر الناس في من حولنا. نعم والله نحب العلماء والقادة العظماء والمصلحين في الامة. ومن اجرى الله على ايديهم خيرا ومن رد الله بهم سوءا نحب هؤلاء وان لم ينل احدنا شيء بسببه لنفسه. ولم يحصل على نفع لذاته لكن نحب ذلك ويعظمون في اعيننا ويقدرون قدرهم في نفوسنا من اجل ما كان للواحد من هؤلاء من خير عظيم كتبه الله لهذا الدين. من نصرة كما قلت او دفع كربة او قضاء حاجة. هكذا هي الموازين في حياتنا نعم نحن ننظر الى هديه عليه الصلاة والسلام فنلتمس منها الطريق. هكذا كانت حياته عليه الصلاة والسلام. وان شئت فقل الله اكبر وان شئت فقل انما كانت حياته عليه الصلاة والسلام تتقاطر عظمة لاجل هذه المعاني العظام من رام العظمة في حياته التمسها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسلك سبيلها واختط خطاها واقتفى تراها في حياة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه. نعم نتفاوت في تحقيق هذه المعاني. في مقادير حياتنا لكن اعلموا ان اكرمنا عظمة واجلانا في تحقيقها هو اوفرنا حظا بالحياة العظيمة التي حياها التي عاشها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ما زال في حديث هند ابن ابي هالة رضي الله عنه قدر لم ينتهي بعد سنأتي عليه في المجالس المقبلة وقد سأل الحسين اباه علي رضي الله عنه عن مجلسه ماذا كان يصنع فيه كما سأله ايضا عن سيرته في جلسائه صلى الله عليه وسلم للحديث بقية ناتي عليها تباعا باذن الله تعالى في مجالس ليالي الجمعة المقبلة ان شاء شاء الله سبحانه وتعالى. احبتي الكرام هذه الليلة الشريفة لا يفوتنكم شرفها. ولا يذهبن عنكم خيرها وفي جوفها الصلاة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. استكثروا منها فانما تستكثرون خيرا ورحمة وبركة. استكثروا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم لتزدادوا رحمكم الله من صلاة ربكم كن من فوق سبع سماوات يقول الامام ابن الجوزي رحمه الله تعالى وهو يذكر شيئا من عظمة الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام وفضلها قائلها واعلموا رحمكم الله ان في الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عشر كرامات. احداهن صلاة الملك الجبار يعني ان يصلي الله عليك والثانية شفاعة النبي المختار صلى الله عليه وسلم. والثالثة الاقتداء بالملائكة الابرار. اما قال الله ان الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم. قال والرابعة مخالفة المنافقين والكفار. فهل رأيت منافقا او كافرا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم قال والخامسة محو الخطايا والاوزار. وهي تستحصل بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال لابي اذا يغفر ذنبك ويقضى همك. قال والسادسة قضاء الحوائج اوتار وقال اذا تكفى همك صلوات ربي وسلامه عليه. قال والسابعة تنوير تنوير الظواهر والاسرار ضاعوا لك ظاهرك وباطنك بصلاتك على نبيك صلى الله عليه وسلم. قال والثامنة النجاة من عذاب النار دار البوار قال والتاسعة دخول دار الرحمة والقرار والعاشرة سلام الملك الغفار صلى الله عليه واله وسلم تسليما كثيرا. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدنا يا رب سواء السبيل اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم اسلك بنا سواء السبيل. وارفع درجاتنا في عليين. واغفر لنا ولجميع المسلمين يا اكرم الاكرمين. اللهم انصر من نصر الدين اللهم خذل من خذله وكاد له يا رب العالمين. اللهم فرج عن اخوتنا المسلمين همهم فوق كل ارض وتحت كل سماء فرج يا ربي هم المهمومين وارحم المستضعفين رحماك ربنا انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه