بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ملء السماوات وملء الارض وملئ ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. حبيب رب العالمين امام الانبياء وخاتم المرسلين وقرة عيون المحبين صلوات ربي وسلامه عليه. وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فما يزال مجلسنا هذا بحمد الله منعقدا متتابعا. والفضل لله وحده في هذه الليلة الشريفة في كل اسبوع من ليالي الجمع نجتمع في رحاب بيت الله الحرام. نتذكر شمائل وحقوق النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. نزداد علما ونتأدب ادب ونؤسس ايمانا راسخا ومحبة صادقة في القلوب. التي ينبغي ان تحمل اوفر الحب واعظمه الهدى ونبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه. ما زال بنا الحديث ونحن نتصفح كتاب الشفا بتعريف في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي عياض بن موسى الاحصوبي رحمة الله عليه. وقد تم بنا الحديث في ليلة الماضية مع ليال قبلها في حديث هند بن ابي هالة رضي الله عنه. الذي يعد في كتب الشمائل والسير اوسع الاحاديث حديثي واطولها واوعبها فيما جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم في خلقته وفي خلقه وفي شأنه وهديه في بيته وخارج بيته. كل ذلك جاء مطولا في حديث هند بن ابي هالة. والحديث وان لم يصح سنده على صنعة المحدثين رحمة الله عليهم الا انه لم يخلو منه كتاب من كتب السير ولا الهدي النبوي ولا الشمائل المحمدية فان كل ما جاء فيه من جمل ومن اوصاف فانها قد ثبت مثلها باصح من اسانيدها في عموم ما ورد في شأننا نبينا صلى الله عليه وسلم وصفته وهديه اجمع. بالاضافة الى ان حديث هند فيه من جميل العبارة ودقيق الوصف لما كان عليه هند بن ابي هالة رضي الله عنه من حسن الوصف وجماله ودقة عبارته. لما تم الحديث في مجالس متعددة جعل المصنف الامام القاظي عياظ رحمه الله فصلا عقب الفصل الذي اورد فيه الحديث بطوله وجعله مخصصا شرح غريب الفاظ الحديث والعبارات التي تحتاج الى شرح فسردها على نسق في فصل مستقل. وبه ختم المصنف الباب الثاني الذي عنون له بما جاء في ما كمل الله به نبينا عليه الصلاة والسلام في خلقته وفي اخلاقه وقد قضينا فيه مجالس متعددة بفضل الله تعالى. فهذا الفصل هو تتمة لحديث هند بن ابي هالة. وهو في الوقت ذاته خاتمة الباب الثاني من ابواب كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام العلامة القاضي ابي عياض ابي موسى الي حصبي رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللسامعين فصل في تفسير غريب هذا الحديث ومشكله. قوله المشذب اي البائن الطول في وهو مثل قوله في الحديث الاخر ليس بالطويل الممغط يشير رحمه الله تعالى الى ما جاء في عبارة الحديث في صدره لما كان لما كان يصف طول النبي عليه الصلاة والسلام فقال هند اطول من المربوع واقصر من المشذب فشرح المشذب هنا بقوله اي لبائنا الطول في نحافة. فالطويل شديد الطول اذا تجاوز حد الوسط معنا افة في الجسم يقال له طويل مشذب. فوصف النبي عليه الصلاة والسلام بقوله اطول من المربوع. يعني اطول من متوسط الرجال عادة لكنه ليس الطول الممتد. ولهذا قال واقصر من المشذب. وهذا مثل قوله في الحديث اخر ويشير به الى حديث علي رضي الله عنه. وقد تقدم معنا سابقا ليس بالطويل الممغط. ليس بالطويل الممتد في طوله صلوات الله وسلامه عليه. نعم والشعر الرجل الذي كانه مشط فتكسر قليلا ليس بسبط ولا جعب. نعم. قال هناك في الرواية رجل الشعري وقد تقدم معكم ان الشعور توصف باوصاف ثلاثة طرفان ووسط. فمن الشعر ما يكون خشنا شديد الالتفاف والانسناء. ومنه ما يكون ناعما شديد النعومة حتى ينساب. فوصف شعر النبي عليه الصلاة والسلام الوسط بين الشديد النعومة والشديد الخشونة. فقال رجل الشعر فسره المصنف هنا قال الذي كانه مشط فتكسر قليلا. لو جئت الى شعر ملتف خشن فاجريت عليه المشط فانفرد شيئا ما فلم يعد هو بالمنثن الملتف الخشن ولم يصبح ايضا بتمشيطه ناعما سائبا. فقال رحمه الله الذي كانه مشط فتكسر قليلا ليس بسبط ولا جعد. ليس بناعم منساح سائب وليس بملتف شديد التواء خشن. نعم والعقيقة شعر الرأس اراد ان انفرقت من ذات نفسها فرقها والا تركها معقوصة ويروى عقيقته. جاء في روايتي هناك ان انفرقت عقيقته فرقا. ان انفرقت عقيقته. وفي رواية ان انفرقت عقيقته قال هنا العقيقة شعر الرأس والمراد انه عليه الصلاة والسلام كان في شعره طول كما تعلمون. فربما بلغ طول شعره عليه الصلاة والسلام شحمة اذنه وربما بلغ منكبيه. فطول شعره عليه الصلاة والسلام كيف كان يفعل به؟ هل كان يجعله منقسما يفرقه ام كان يجعله ظفائرا؟ يقول ان انفرقت عقيقته يعني شعر رأسه ان انفرقت من ذات نفسها فرقها والا تركها معقوصة وقد تقدم بكم قول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى انه كان اولا يسدل شعره ثم فرقا كان في بادئ امره عليه الصلاة والسلام يحب موافقة اهل الكتاب فيما لم ينزل عليه وحي ويفارق به شأن المشركين لان ان اهل الكتاب اقرب الى الدين الحق من عقيدة الوثنية فهم اهل دين سماوي. يقول كان يسدل شعره ثم فرق المقصود بالفرق ان يجعل شعره فرقتين كل فرقة ذؤابة. واستدلوا معناه ان يسدله من ورائه ولا يجعله فرقتين. هذا معنى قول المصنف رحمه الله في الرواية ان انفرقت عقيقته فرقا. نعم. وازهر اللون نيره وقيل ازهر ومنه زهرة الحياة الدنيا اي زينتها وهذا كما قال في الحديث الاخر ليس بالابيض الامهق ولا بالادم. والامهق نعم والامهق والامهق هو الناصع البياض والادم الاسمر اللون ومثله في الحديث الاخر ابيض مشربا اي فيه حمرة. نعم جاء في الرواية هناك في وصف لون بشرة النبي عليه الصلاة والسلام يا جماعة هل كان نبيكم عليه الصلاة والسلام ابيض او اسمر او بينهما؟ الالفاظ التي وصفت لونه عليه الصلاة والسلام جاءت بعبارات متعددة لكنها متقاربة. في حديث هند هنا قال كان ازهر اللون. ما معنى ازهر اللون قال هنا رحمه الله ازهر اللون يعني نير اللون. والمقصود ان في لون بشرته نورا وضياء. قال ومعنى ازهر قيل معناه حسن اللون حسن لون البشرة. ومنه قوله تعالى زهرة الحياة الدنيا. فمعنى زهرة اي زينة. فاذا قيل ازهر اللون يعني لون منير فيه زينة. قال وهذا كما قال في الحديث الاخر ليس بالابيض الامهق ولا ادم ما امهق وما ادم؟ البياض الامهق شديد البياض. والادم الاسمر. فلم يكن عليه الصلاة والسلام في لون بشرته شديد السمرة ولا كان شديد البياض. ومع ذلك فجاء في الروايات الاخر قال كان ابيض مشربا اي بحمرة. فبياضه عليه الصلاة والسلام ليس بالبياض الشديد. الذي عليه لون بعض البشر وليس هو ايضا بالاسمر شديد السمرة بل كان بينهما. وان كان بياضه يميل الى الازهار واللون المشرق بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. بياضه مشرب بحمرة. وهذا ناحية من نواحي الجمال التي يتمدح فيها العرب في لون البشرة قد اعطاها الله لنبينا صلوات الله وسلامه عليه والحاجب الازج المقوس الطويل الوافر الشعر. قال الحاجب الازج المقوس الطويل الوافر والشعر اذا كان شعر الحاجب مقوسا وطويلا وشعره وافرا يقال فيه ازج الحواجب. وهكذا وصف هند بن ابي هالة نبينا صلى الله عليه سلم لما قال ازج الحواجب سوابغ من غير قرن. ازج الحواجب هو كما سمعت. حاجب مقوس طويل وافر الشعر ومنه قول جميل بثينة وهو يصف ويتمدح اذا ما الغانيات برزن يوما وزجنا الحواجب العيون وهذا من اجمل ما يكون في حاجب العينين في جماله وتقوسه وطوله ووفرة شعره. نعم والاقنى السائل الانف المرتفع وسطه. والاشم الطويل قصبة الانف. قال هنا في الرواية يصف انف رسول الله عليه الصلاة الصلاة والسلام. قال اقنى العرنين له نور يعلوه ويحسبه من لم يتأمله اشما العرنين العرنين الانف. فما معنى اقنى الانف؟ قال هنا في الشرح الاقنى السائل الانف المرتفع وسطه يعني طويل الانف ووسطه فيه ارتفاع. قال يحسبه من لم يتأمله اشما الاشم طويل قصبة الانف لمسة في ارتفاع الاقناع. يشير الى ان انف نبينا عليه الصلاة والسلام كان فيه ارتفاع ووسط فيه علو وارتفاع وارنبة انفه كذلك. يحسبه من لم يتأمله. يعني من لم يدقق النظر يحسبه طويل الانف جدا او ممن يوصف بهذا لكنه لم يبلغ ذلك الطول الاكثر مما وصفه به هنا في الرواية. نعم والقرن اتصال شعر الحاجبين وضده البلج. ووقع في حديث ام معبد وصفه بالقرن. نعم. قال هنا لما طفى الحواجب قال ازج الحواجب سوابغ من غير قرن. ذكرنا معنى ازج الحواجب قال هنا سوابغ يعني وشعر الحاجب وفير سابغ من غير قرن من غير ان يقترن الحاجبان في المنتصف فوق الانف مع طولها وتقوسها ووفرة شعرها لم يصل الحد الى اقتران الحاجبين بوفرة الشعر. ولهذا وصف فقال بينهما عرق يدر الغضب ينتفخ فيعرفون منه غضبه عليه الصلاة والسلام. هذا معنى قوله من غير قرن وضده البلج يقال ابلج الحاجبين جاء في حديث ام معبد وقد تقدم منه بعض الالفاظ فيما سبق انها وصفت النبي عليه الصلاة والسلام انه كان كان مقترن الحاجبين. فكيف تجمع بين الروايتين الجمع بينهما انه من شدة اقتراب الحاجبين ببعضهما جاء الوصف على المبالغة انها قالت انه كان اقرن حاجبين والا فالادق انه لم يكن كذلك عليه الصلاة والسلام. وحديث ام معبد من الاحاديث التي جاء فيها وصف نبينا عليه الصلاة والسلام ضعيف السند في روايته لكن كما قال الحافظ ابن كثير اسانيده يصل مجموعها الى الحسن. ومن جميل في وصف النبي عليه الصلاة والسلام ان قالت اجمل الناس من بعيد واحلاه واحسنه من قريب. وام معبد هي تلك المرأة صاحبة الخيمة التي مر بها نبينا صلى الله عليه وسلم بصحبة الصديق ابي بكر رضي الله عنه في قصة الهجرة من مكة الى نعم والادعج الشديد سواد الحدقة وفي الحديث الاخر اشكل العين اشكل العين واسجر العين وهو الذي في بياضها حمرة. نعم جاء ايضا هنا في وصف حديث هند قال ادعج سهل الخدين. قال معنى ادعج شديد سواد الحدقة. والمقصود به بؤبؤ العين الذي به هي مادة الابصار وفي حديث اخر اشكل العين او اسجر العين والمقصود واسجر ان بياض العين فيه شيء من الحمرة. فكان فكان في عين رسول الله عليه الصلاة والسلام اتساع وفيه شدة سواد الحدقة مع البياض الذي يشرب بحمرة في قولهم اشكل واسجر العين. وهذا ايضا من الجمال في بوصف العينين الذي فيه شدة سواد العين وشدة بياض ماء عينيها. نعم والضليع الواسع والشنب رونق الاسنان وماؤها. وقيل رقتها وتحزيز فيها كما يوجد في اسنان الشباب والفلج فرق بين الثنايا. نعم هذه العبارات الثلاث في وصف فم نبينا عليه الصلاة والسلام. قال هند في حديثه ضليع الفم اشنب مثلج الاسنان هذا فم رسول الله عليه الصلاة والسلام كما وصفه هند بن ابي هالة مرة اخرى قال كان ضليع الفم اشنب الاسنان هذه ثلاث عبارات. معنى ضليع الفم واسع الفم. اي كبير الفم ومعنى اشنب كما قال هنا رونق الاسنان وماؤها وقيل رقتها وتحزيز كما يوجد في اسنان الشباب يقال اشنب الفم اذا كانت الاسنان فيها امتصاص واصطفاف مع حسن في المنظر وجمال في بياضها شيء من التفرق بينها ومسافات يسيرة بين السن والسن في فك الاسنان. وهذا معنى قوله الفلكي قال هنا ضليع الفم اشنب مثلج الاسنان. ومعنى مثلج هناك فرق بين الثنايا بين الثنية والتي بجوارها ارق يسير وهو من علامات الحسن والجمال الذي تتمدح به العرب نعم ودقيق المسربة خيط الشعر الذي بين الصدر والسرة. نعم وهذا قد تقدم فيما سبق لما وصف النبي عليه الصلاة والسلام بقوله كان دقيق المسروبة والمقصود بالمسروبة خط الشعر في الصدر الذي يربط بين النحر في اعلى الصدر الى السرة فخط الشعر هذا الذي يجري في وسط الصدر يقال له مسروبا فوصف هذا الخط من الشعر او هذا الخيط من الشعر بانه دقيق. يعني لم يكن عليه الصلاة والسلام ذا شعر منتشر على ثدييه او في صدره وسائر بدنه الا بحد ما جاءت به الرواية هنا باد ذو لحم ومتماسك معتدل الخلق يمسك بعضه بعضا. مثل قوله في الحديث الاخر لم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم اي ليس بمسترخي اللحم والمكلثم القصير الذقن وسواء البطن والصدر اي مستويهما. نعم. هذا في وصف بدن النبي عليه الصلاة والسلام في الجملة جسده الشريف صلوات الله عليه عليه الصلاة والسلام. هل كان عليه الصلاة والسلام بدينا ام كان نحيفا ام كان بينهما جاءت عدة عبارات تصف هذه الهيئة المجملة لبدن رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكان في عبارات حديثهن قال بادنا متماسكا سواء البطن والصدر. بادي معناه كما قال هنا ذو لحم. اذا لم يكن كن نحيفا لم يكن جسده عليه الصلاة والسلام اقرب الى النحافة وبروز العظام في الجسم. لا. قال كان بادنا يعني ذا لحم لكنه مع ذلك ليس اللحم بمعنى امتلاء الجسد وانتفاخ البطن قال مظهرا هذا المعنى متماسكا بادنا متماسكا. معنى المتماسك ان جسده عليه الصلاة والسلام معتدل الخلقة يمسك بعضه بعضا كما قال في الحديث الاخر لم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم يعني لم يكن عليه الصلاة والسلام مسترخيا اللحم ولا فيه انثناء في البطن ولا فيه بروز في بعض اجزاء بطنه او صدره. وفي المقابل قال ولم يكن بالمكلث والمكلث تدوير الوجه الذي يزول معه قصر الذقن فاذا استدار الوجه زال قصر الذقن فلم يكن كذلك عليه الصلاة والسلام بل كان وسط كن بين هذا وذاك ثم زادت العبارة الثالثة ايضاحا فقال سواء البطن والصدر. فلم يكن داخل البطن بحيث يبرز ولا بارز البطن بحيث يظهر ايضا من وراء الثياب بل كان مستويا بطنه وصدره على حد سواء وهذا يفسر لك قوله سابقا بادنا متماسكا نعم ومشيح الصدر ان صحت هذه اللفظة فتكون من الاقبال. وهو احد معاني اشاحة. اي انه كان بادي الصدر ولم كن في صدره طعس وهو تطامن فيه. وبه يتضح قوله قبل سواء البطن والصدر. اي ليس بمتقاعس الصدر ولا مفاضل البطن ولعل اللفظة مسيحة بالسين وفتح الميم بمعنى عريض. كما وقع في الرواية الاخرى وحكاه ابن نعم ايضا جاء في وصف حديث هند هنا قوله رضي الله عنه وارضاه في وصف النبي عليه الصلاة والسلام لما قال سواء البطن وصفا مشيح الصدر. يعني لا يبرز بطنه على صدره ولا العكس. قال هنا المصنف مشيح الصدر ان صحت هذه اللفظة فتكون من الاقبال وهو احد معاني اشاحا. يقال اشاح بوجهه اي اقبل به او اعرض فاحد معانيه الاقبال فيكون معنى مشيح الصدر ان صدره مقبل بالنسبة الى من يراه. وبالتالي يعد هذا ظهورا في صدره عليه الصلاة والسلام في هيئة بدنه العامة. يعني انه كان بادي الصدر ولم يكن في صدره قعس وهو التطامن الثناء الذي تتكون معه طبقات ينثني بعضها فوق بعض. قال وبه يتضح قوله قبل سواء البطن والصدر يعني ليس تقاعس الصدر ولا مفاضي البطن. ثم قال المصنف ولعل اللفظة ليست مشيح الصدر بل بالسين وفتح الميم. كان مسيح الصدر ومعنى مسيح الصدر يعني عريض الصدر وهذا يتفق مع ما جاء في مجمل الروايات من عظم خلقته عليه الصلاة والسلام كان عظيم الهامة كما قال في صدر الرواية كان فخما مفخما. ضخم الكرانيس كما سيأتي بعد قليل. عظيم مفاصل الجسد عظيم الكفين والقدم فتأتي العبارة ان جاءت الرواية بلفظ مسيح الصدر يعني عريض الصدر كما قال في الرواية الاخرى وحكاه ابن دريد نعم والكراديس رؤوس العظام وهو مثل قوله في الحديث الاخر جليل المشاش والكتد. والمشاش رؤوس المناكب والكتب مجتمع الكتفين وشفن الكفين والقدمين لحيمهما. نعم هذه يا اخوة فوق انها الفاظ نتعرف بها وصف هيئة وبدن وشكل رسول الله عليه الصلاة والسلام فانها ايضا الفاظ عربية نكتسب بها معانيها ومعنى الفاظها ونظيف فيه ايضا علما الى علم. يصف هنا في بعض عباراته في حديث هند نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله كان ضخم الكراديس ما الكراديس الرؤوس العظام فهذا رأس عظمة الذراع وهذا رأس عظم الساق وهذا رأس عظم الفخذ. ضخم الكراديس ضخم رؤوس العظام ايا كان موضعها في جسد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا ينسى احدكم يا كرام ما تقدم مرارا ان الضخامة في وصف رسول الله عليه الصلاة والسلام التي اشتملت عليها معظم نواحي جسده وصف بالضخامة في الرأس في الفم في العين في الكفين والقدمين في العظام والمفاصل في الصدر والمنكبين يقال بعيد ما بين المنكبين ومر بك مسيح الصدر او مشيح الصدر. هذه الضخامة ليست هي العملقة. التي يوصف بها العمالقة فيكون شيئا عظيما فوق المعتاد في خلقة البشر لا كان بدنه عليه الصلاة والسلام وسطا. لكن العظم في الخلقة هو نوع من الهيبة التي تلقي بظلالها في عين الناظر اليها صلوات ربي وسلامه عليه. فلما كان الضخامة وفخامة وكانت مع ذلك حسنا في ملامح الوجه وسائر وصف بدنه عليه الصلاة والسلام كان جمالا ممتزجا بهيبة. ولهذا قال هند كان فخما مفخم فليس الجمال الناعم اللطيف الرقيق كما هو الممدوح في شأن النساء. وليس هو ايضا الضخامة النشاز التي تشمئز منها الابصار وتنفر عنها العينان. لا بل كان وسطا بين ذلك وهو اجمل واجل ما يكون في اوصاف الرجال الممتزج كما قلت بين الجمال والملاحة والحسن في الصورة وبين الضخامة والفخامة التي جمعت لرسولنا صلوات الله وسلامه عليه. قال هنا الكراديس رؤوس العظام وضخم الكراديس مثل قوله في الحديث الاخر. ويشير ها هنا الى حديث في لفظ علي رضي الله عنه. علي لما وصف النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال؟ قال كان جليل المشاش والكتد ما المشاش؟ رؤوس المناكب والمنكب يراد به طرف البدن يمنة ويسرة. والكتد ما اجتمع المجتمع الكتفين فمجتمع الكتفين من الخلف الذي يلي الرقبة من اسفلها وهو ايضا كما قال في المشاش اطراف الكتفين فاطراف الكتفين وملتقاهما من الوسط فيه ضخامة قال علي كان جليل المشاش والكتد. وجاء ايضا في الرواية ضخم الزندين او طويل الزندين. والمقصود بالزندين هنا كما قال عظم الذراعين وشتم الكفين والقدمين لحيمهما الكف كانت شفنة والقدمان كانت شثنة ايضا معنى شثم عظيم اللحم فيها فهي ممتلئة بضخامة كما اشار. نعم والزندان عظم الذراعين. وسائل الاطراف اي طويل الاصابع. وذكر ابن الانباري انه روي سائل الاطراف وقال بالنون قال وهما بمعنى تبدل اللام من النون ان صحت الرواية لها. نعم واما الرواية واما الرواية الاخرى وسائر الاطراف فاشارة الى فخامة جوارحه كما وقعت مفصلة في الحديث. نعم قال هند في الرواية يصف نبينا عليه الصلاة والسلام. قال شتن الكفين والقدمين. وقد مر بك معنى شتم يعني ضخم عظيم اللحم في كفيه وفي قدميه عليه الصلاة والسلام سائل الاطراف ما سيولة الاطراف؟ المقصود بالاطراف اليدان والقدمان وكيف يكون سائل الاطراف؟ يقول طويل الاصابع. فتكون اطرافه سائلة اي طويلة اصابع القدمين واليدين. وذكر ابن الانباري ان ان الرواية جاءت سائل الاطراف وقال جاءت بالنون ساين الاطراف. قال وهما بمعنى واحد فسائل الاطراف وسائر الاطراف تأتي بلفظين على معنى واحد ان صحت الرواية لها. وجاء في رواية اخرى لحديث هند يقول وسائر الاطراف بعد ان وصف الضخامة في جملة من خلقة رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال قبل ذلك ضخم الكراديس طويل الزندين رحب الراحة شتم الكفين والقدمين. الان وصف الضخامة في الكتف وفي الكاهن ورؤوس المفاصل والكدمين والكفين. قال وسائر الاطراف يعني ان الضخامة كانت ايضا في سائر بدنه عليه الصلاة والسلام ورحب الراحة اي واسعها. وقيل كنا بها عن سعة العطاء والجود الراحة هي هذه وسط الكف هذه راحة اليد والرحابة السعة فلما يقول هند بن ابي هالة كان نبينا عليه الصلاة والسلام رحب الراحة ماذا تفهم تفهموا احد معنيين الاول ان في كفه سعة في يده فاذا ما صافحته او نظرت الى كفه كانت في راحة كفه سعة فيقال نرحب بالراحة وهوى وهذا متسق مع ما وصفت به باقي اجزاء البدن من الضخامة والسعة والمعنى الاخر مجازي يقال رحب راخا ارحب الراحة كما يقال طويل اليد. يعني كثير العطاء كريم سخي فيوصف الكرام بطول اليد ويوصفون ايضا بسعة اليد فلك ان تحملها على انه لما قال رحب الراحة انه اراد كثرة العطاء والجود والسخاء الذي عرف بعرف به نبينا عليه الصلاة والسلام. وان كان المعنى الاول هو المتبادر. لان حديث هند رضي الله عنه كان في جملته يصف خلقة النبي عليه الصلاة والسلام وخمصان الاخمصين اي متجافي اخمص القدم. وهو الموضع الذي لا تناله الارض من وسط القدم. مسيح القدمين اي املسهما ولهذا قال ينبو عنهما الماء. وفي حديث ابي هريرة خلاف هذا. قال فيه اذا وطأ بقدمه بكلها ليس له اخمص. وهذا يوافق معنى قوله مسيح القدمين. وبه قالوا سمي المسيح عيسى ابن مريم اي انه لم يكن له اخمص. وقيل مسيح لا لحم عليهما. وهذا ايضا يخالف قوله شثن القدمين. نعم هذا وصف قدمي رسول الله عليه الصلاة والسلام اشرف قدم وطأت الثرى ومشت دعوة في دين الله عز وجل وتبليغا لرسالة الاسلام قدما رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولما وصفها الصحابة تدرك ان اعينهم تلك التي رصدت الجمال المحمدي ما ترك شعرا ولا عينا ولا انفا ولا يدا ولا قدما. وصفت نبينا عليه الصلاة والسلام من اعلى شعر رأسه الى اخر اطراف قدميه عليه الصلاة والسلام يقول في الرواية كان مسيح القدمين وحتى تفهم مسيح القدمين شرح المصنف بالعبارة التي سمعت قبل قليل. مسيح القدمين يعني املس القدمين ولهذا قال ينبو عنهما الماء. يعني اذا اتاها الماء في وضوء او سكب عليها الماء لغسلها فان الماء لا يستقر فوقها لان القدم مسيحة فما ان ينساب عليها الماء حتى ينزل من فوقها قال رضي الله عنه وفي حديث ابي هريرة او نحتاج قبلها ان تفهم لما قال خمسان الاخمصين يقال في المثل من اعلى رأسه الى اخمص قدميه. ما الاخمص الاخمص هو وسط باطن القدم. انتم اذا وقفت على الارض فانك تقف بقدمك ولقدمك مقدم وهو الاصابع وهو مؤخر القدم الذي تقف عليه فانت بين بين اطراف الاصابع وبين مؤخر القدم ثمة منطقة وسطى في القدم مقوسة الباطن. وانت اذا وقفت تجد ان المنطقة التي في الوسط لا تصل الارض ولا تمسها، وهذا في عامة الناس. وبعض الناس ترى قدمه طبقة واحدة فاذا وقف وطئ الارض بجميع قدمه. كان نبينا عليه الصلاة والسلام خمصان الاخمصي. يعني شديد الانثناء في وسط باطن القدم بحيث اذا وقف ظهر بجلاء تجوف وسط باطن القدم فانها لم تكن كن ايضا بالمنبسطة على طبقة واحدة يقف على جميعها. قال المصنف وفي حديث ابي هريرة خلاف هذا لما قال وطأ بقدمه وطأ بكلها ليس له اخمصا. الحديث هذا ذكره الامام البيهقي وفي دلائل النبوة قال وهذا يوافق معنى قوله مسيح القدمين وبه قالوا سمي المسيح عيسى عليه السلام اي انه لم يكن له اخمص يعني لم يكن له انثناء كن في باطن القدم في وسطها وقيل مسيح معناه لا لحم عليهما. ففسرت بمعنيين اما ان تقول ان مسيح القدم معناه انه كان على حد سواء اول القدم واخره وبطنه في الوسط لكنه يخالف معنى قوله خنفسان الاخمصين ولعل هذا اصح لانه يوافق ما جاء في مجموع الروايات. نعم والتطلع هو رفع الرجلين بقوة. والتكفؤ الميل الى سنن المشي وقصده. والهون الرفق والوقار نعم قال في وصفي مشية النبي عليه الصلاة والسلام بعدما وصف القدم وصف المشية بتلك القدم قال اذا زال زال تقلعا ويخطو تكفؤا اذا زال يعني اذا مشى فازال قدمه الشريفة عن موضعها من الارض ليخطو بها خطوة الى الامام او اليمين او الشمال قال اذا ازال زال تقلع يرفع رجله بقوة ارأيت لو كنت واقفا في طين او في وحل ثم غاصت القدم في ذلك الطين كيف ترفعها انت تنزعها نزعة فنزعها هذا يقال فيه ازال تقلع كان عامة مشية رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يكن يسحب قدميه في الخطى سحبا بل كان يرفع قدمه رفعا على خلاف ما يعمله بعض الناس اذا مشى فانه يسحب قدميه في الارض ويخط بهما فاذا كان يمشي فوق تم رمل او تربة او في مكان مغبر فانك ترى اثار المشي ليس اثار القدمين بل خطوطا متصلة لانه يمسح بقدميه الارض وهو يجرها جرا وهذا اشبه ما يكون بالمشية العسكرية. فان افراد الجند يرفعون اقدامهم رفعا. وان كان الرفع ذاك فيه قدر من المبالغة. يقول اذا لا زال زال تقلعا واذا مشى قال ويخطو تكفؤا ويمشي هونا. يخطو تكفؤا قال الميل الى سنن المشي وقصده قال اذا خطا تكفأ يعني تكون خطواته متتابعة يرفع قدمه بالكلية ويخطو بها خطوة قال ويمشي هون الرفق والوقار وهذا لا يتعارض مع وصف بعض الصحابة ان مشية رسول الله عليه الصلاة والسلام كان فيها ميل الى الاسراع او بمعنى ادق انهم كانوا يمشون فيجهدون انفسهم للحاق به عليه الصلاة والسلام وهو انما يتقدمهم انما الارض تطوى له يسرعون ويجهدون انفسهم وانه لغير مكترث عليه الصلاة والسلام نعم والذريع الواسع الخطو اي ان مشيه كان يرفع فيه رجليه بسرعة ويمد خطوه خلاف مشية المختال ويقصد وكل ذلك برفق وتثبت دون عجلة. كما قال كانما ينحط من صبب. نعم ايضا جاء في وصف المشي هنا ذريع المشية اذا مشى كأنما ينحط من صبب ذريع المشية واسع الخطوة اذا مشى. يرفع قدمه كما عرفت الان. ثم ينتقل بها خطوة الى الامام. فيكون مشيا واسع الخطى يرفع رجليه بسرعة ويمد خطوه. خلاف مشية المختال. المختال يمشي بتبختر وافتخار وتكبر وعلو وهذا خلاف ما مدح الله عز وجل به عباد الرحمن. قال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض اونى وذم سبحانه وتعالى مشية التكبر ومشية التبختر. قال ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. فكانت مشية رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يصف هنا السمتة. وقد قلت لك قبل ان احد صفاتي وسمات شخصيتك يمكن ان يراها الناس من مشيتك وانت ترى اصحاب المشية فتستطيع ان ترى لاول وهلة وخصوصا ارباب الفراسة. فيرون في مشية الرجل فيقولون هذا جاد وهذا كسول وهذا صاحب همة والاخر بخلاف ذلك. ليس هذا من التخرص ولا الرجم بالغيب. لكنها شيء من سمات الانسان في شخصيته ووقاره وهديه يظهر حتى في مشيته قال هنا يقصد سمت النبي عليه الصلاة والسلام وكل ذلك برفق وتثبت. الان لما قال واسع الخطو هل كان معناه انه يجري ويسرع ويتسارع في الخطى بمعنى الهرولة والمشي السريع. قال لا كل ذلك كان دون تكلف. ولهذا فسر فقال ان ما ينحط من صبب. ارأيت اذا كنت نازلا من مرتفع وتتجه من علو الى سفل كأن يكون بيتك او مكانا نزلت فيه من اعلى تلة او اعلى جبل او مكان مرتفع فجئت نازلا كيف ترى نفسك تميل الى طع وانت تمسكها فكلما امسكت ترى خطوك مسرعا متتابعا هكذا كانت مشية رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ان ما ينحط من صبب يعني من مكان في علو مرتفع. نعم وقوله يفتتح الكلام ويختمه باشداقه اي لسعة فمه. والعرب تتمادح بهذا وتذم بصغر الفم. نعم هذا واضح قال في وصف الكلام وهو مرتبط بالفم يفتتح الكلام ويختمه باشداقه والشدقان طرف طرفا الفم يمنة ويسرى. يقال يفتتح الكلام ويختمه باشداقه يعني لسعة فمه عليه الصلاة والسلام اذا تكلم ما كان يطبق شفتيه في الكلام ما كان يتمتم ولا يهمس همسا فلا تتحرك الا وسط الشفا. كان اذا تكلم فتح فمه. وتكلم بكل فمه. فكانت الفصاحة هو اضواء الكلام ونور الهداية التي تنساق من بين شفتيه عليه الصلاة والسلام. هذا معنى قوله يفتتح الكلام ويختم باشداقه يعني اشارة الى سعة الفم والى التكلم بملئ فيه عليه الصلاة والسلام. قال والعرب تتمادح بهذا وتذم بصغر الفم. نعم. واشاح ما لو انقبض وحب الغمام البرد وقوله فيرد ذلك بالخاصة على العامة قوله هنا اشاح يشير الى هديه عليه الصلاة والسلام عندما يقف على شأن لا يحبه ولا يرتاح اليه. لما قال واذا غضب اعرض واشاه ما معنى اشاح اذا غضب من موقف اعرض واشاح قال معنى اشاح مال وانقبض الانقباض والميل شيء من الاعراض والالتفات عن الموقف الذي اثار فيه الموقف غضب النبي عليه الصلاة والسلام قال قال وحب الغمام لما وصف ضحكتا وبسمة رسول الله عليه الصلاة والسلام. جل ضحكه التبسم عن مثل حب الغمام. الغمام الغمام ما هو؟ السحاب وهل للسحاب حب قال حب الغمام هل للسحاب حب نعم حبه ليس قمحا ولا شعيرا ولا ارز. حب الغمام حبات البرد التي تنزل مع المطر يقول اذا ضحك عليه الصلاة والسلام او ابتسم انفرجت شفتاه عن اجمل ما يكون خلفها من اسنان في بياض ولمعة وصفاء وبريق كانما يفتر عن مثل حب الغمام. اذا تبسم ابصرت من وراء الشفتين اسنانا فيها بياض ولمعان وبريق كانما تبصر بردا من برد المطر. الموصوف بهذا. وهذا من جمال وصف هند ابن ابي هالة رضي الله عنه لنبينا عليه الصلاة والسلام وقوله فيرد ذلك بالخاصة على العامة اي جعل من جزء نفسه ما يوصل الخاصة ما يوصل الخاصة اليه يوصل عنه للعامة وقيل يجعل منه للخاصة ثم يبدلها في جزء اخر بالعامة. نعم. هذا ايضا يا كرام. في جزء اخر من حديث هند او في روايته لما قال الحسن بعد ما استفسر من خاله هند بن ابي هالة عن نبينا عليه الصلاة والسلام. قال الحسن فكتمتها الحسين بن علي زمانا. يعني الرواية عن هنده عن عن خاله هند بن ابي هالة. قال ثم حدثته فوجدته قد سبقني اليه فسأل اباه عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخرجه ومجلسه وشكله الجزء الاخر هذا الان كما مر بكم في مجالس سبقت هي من رواية علي ابن ابي طالب رضي الله عنه من سؤال ابنه فلما سأله عن مدخل او دخول رسول الله عليه الصلاة والسلام يعني الى بيته وكيف كان يصنع؟ كان الجواب كان دخوله بنفسه مأذونا له في ذلك اذا اوى الى منزله جزأ دخوله ثلاثة اجزاء جزءا لله تعالى وجزءا لاهله وجزءا لنفسه. وكل ذلك قد تقدم بكم شرحه وبيانه. قال هناك ثم جزءه بينه وبين الناس كيف قال فيرد ذلك على العامة بالخاصة يرد ذلك بالخاصة. يرد ذلك بالخاصة على العامة. ما معنى ان الجزء من وقته الخاص به في بيته عليه الصلاة والسلام يرده على العامة وكيف يرده؟ قال يرده بالخاصة. من الخاصة ومن العامة الخاصة خواص اصحابه الكبار المقربون كابي بكر كعلي كعمر او من المقربين منهم للخدمة كالموالي وكالصحابة الملازمين كانس قال يرد الجزء الذي اشرك فيه الناس في وقته عليه الصلاة والسلام يرده على العامة بواسطة هؤلاء الخاصة كيف يرده العامة اذا بدا لهم حاجة او سؤال او مطلبة الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعرفوا انه في هذا الوقت في جزئه الخاص به كيف يفعلون؟ يأتون الى اولئك الخاصة. يأتون الى ابي بكر الى انس الى عمر الى كبار الصحابة الخواص والمقربين والموالي الذين كانوا بين يديه عليه الصلاة والسلام. فيعرظون حاجتهم فيدخل هؤلاء الخاصة بحاجاتهم وسؤالاتهم ومطالبهم الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. فيكون قد بذل من وقته المخصص لنفسه للعامة. لكن ليس ليس بفتح الباب واستقبالهم والجلوس اليهم والخروج من داره. بل بواسطة خاصة. قال رحمه الله تعالى اي جعل من جزء نفسه ما يوصل الخاصة اليه فتوصل عنه للعامة. وقيل يجعل منه للخاصة ثم يبدلها في جزء اخر بالعامة نعم ويدخلون روادا اي محتاجين اليه وطالبين لما عنده ولا يتفرقون الا عن ذواق. قيل عن علم يتعلمونه ويشبه ان يكون على ظاهره. اي في الغالب والاكثر. نعم هذا ايضا في وصف في مجلس وصحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام في رواية سفيان ابن وكيع يدخلون روادا ولا يتفرقون الا عن ويخرجون ادلة يدخلون رواد الرواد جمع رائد والرائد هو الذي يذهب فيسأل يطلب الحاجة ويستفسر عن الطريق. يدخلون روادا اي طالبين باحثين عن ماذا الصحابة يدخلون مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام روادا باحثين طالبين عن ماذا ها؟ عن العلم عن الايمان الوحي القرآن عن صحبته عليه الصلاة والسلام والافادة من مجلسه يدخلون وملء قلوبهم الحاجة الى مجالسته وسماع كلامه ورؤية وجهه والاستمتاع بصحبته يدخلون محتاجين روادا وطالبين لما عنده قال ولا يتفرقون الا عن ذواق دخلوا فاجتمعوا وافادوا وملأوا اسماعهم وابصارهم وارواحهم من صحبته عليه الصلاة والسلام. فاذا تفرقوا قال لا يتفرقون الا عن ذواق الذواق المذاق هل معنى هذا انه كان يتحف مجلسه فيملأه بالطعام والشراب والقهوة والشاهي والحليب والضيافة والحلوى والعصيرات هذا يحتمل ولا يتفرقون الا عن ذواق يكرم رواد مجلسه بما تيسر من الضيافة ان كان ماء او تمرا او لبنا يكرمهم فلا ينصرفون الا عن ذواق. وهذا ظاهر اللفظ. وان كان المعنى المتبادر هو المعنى المعنوي والمجازي الذواق هنا ليس ذواق الفم بل ذواق الايمان والعلم ذواق الارواح. ذواق العقول وغذاؤها الالباب والافكار والارواح تذوق اطيب ما يكون في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام. لم لا يا احبة ومجلسه يتغشاه الوحي ومجلسه ينزل فيه القرآن ومجلسه يتحدث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. افلا يتفرقون وينصرفون من مجلسه وقد ذاقت ارواحهم اطعم واطيب والذ ما يكون من غذاء الارواح والقلوب والعقول والافكار. قال ولا ايتفرقون الا عن ذواق اي عن علم يتعلمونه. قال القاضي عياض ويشبه ان يكون على ظاهره. يعني الذواق المطعوم المحسوس اي في الغالب والاكثر نعم والعتاد العدة والشيء الحاضر المعد قال لكل حال عنده عتاد كل حال يهيئ له النبي صلى الله عليه وسلم ما يناسبه وما يصلح له. ان كانت الحال حال جد ومسألة مهمة كان العتاد عنده يعني الشيء الحاضر المعد ما يناسب ذلك المقام. وان كان الحال عنده حالة مزاحم وملاطفة كان المعد له من الكلام والفعال ما يناسب ذلك الحال. وان كان الحال جلوسا مع الاهل واختلاء بالزوجات. وتفرغا لاهل البيت كان له حال يناسبه كذلك. لكل حال عنده عتاد ان المروءة يا كرام والرجاحة وعلو المنزل والسؤدد بين البشر في ان يعد المرء لكل حال ما اصلحوا له فلا تتداخلوا عنده الاحوال. ولا يطغى عنده حال على حال. ولا يحمل حالا حمل حال اخر لا يتأتى بيسر ولا يقوى عليه كل الناس. انما يتأتى لارباب العزائم والنفوس الكبيرة واشرفها واسماها نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم. والموازرة المعاونة وقوله لا يوطن الاماكن. طيب. قوله المؤازرة المعاونة لما قال في الرواية اعظمهم عنده يعني اعظم اصحابه عنده احسنهم مواساة وموازرة كان يتمدح الناس عنده ويتفاضلون عنده وتتعالى اقدارهم في نظرته عليه الصلاة والسلام ليس بما يعود عليه هو شخصيا بالنفع حاشا. بل بما يراهم فيه انفع لامتهم ومجتمعهم. عندما يحملون في قلوبهم نفوسا سخية اعطي وتبذل فتواسي المحتاج وتنجد المكروب وتلهف المستغيث. كان عليه الصلاة والسلام يعلو عنده اقدار هؤلاء قال اعظمهم عنده احسنهم مواساة ومؤازرة. قال معنى المؤازرة المعاونة يعني للاخرين من اصحابه عليه الصلاة سلام وقوله لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لمصلاه موضعا معلوما. وقد ورد نهيه عن هذا مفسرا في غير هذا الحديث. نعم هنا وصفه انه لا يوطن الاماكن يعني لا يخصص مكانا يوطنه ان يعتاده ويلزمه للصلاة فيه دون غيره من الاماكن وجاء ايضا هذا في نهي في حديث اخرجه ابو داوود والحاكم. النهي كان عليه الصلاة والسلام ينهى عن ايطان الاماكن. يعني اتخاذها كان المخصص وهو كما يعتاد بعض الناس فيحجز مكانا خاصا به في المسجد في المصلى في وسط الصف او في يمنته او في يسرته ان سبق اليه فاعتاد فينبغي الا يكون هذا ديددا متتابعا لا يجاوزه في الصلاة الى غيره وقد مر بكم ان هذا النهي جاء توجيهه عند العلماء لاكثر من معنى. اولها الا يحمله ذلك على الرياء. ثانيها الا ايظن ان الصلاة لا تصلح في غير هذا المكان وان العبادة لا يستقيم له شأنها في غير هذا الموضع الذي اعتاد. ثالثها الا يظن انه احق من غيره بهذا الموضع ولو سبق اليه غيره. وكل تلك المعاني مقصودة. فلما جاء النهي عن ايطان الاماكن مع الالتفات تأتي الى معنى اخر وهو ان يتخذ المرء لنفسه من مواضع الارض عدة شواهد تشهد لصلاته وعبادته فيستكثر منها ولا ينحجز في مكان بعينه دون غيره. قال وقد ورد النهي مفسرا في غير هذا الحديث. نعم وصابره اي حبس نفسه على ما يريد صاحبه. يريد هنا ايضا شرح العبارة التي قال فيها يعطي كل جلسائه نصيبه ان قال من جالسه او قاومه لحاجة صابره. كلما جاء انسان الى النبي عليه الصلاة والسلام يريده في سؤال في فتوى في مسألة في حاجة في نفسه وهؤلاء كثيرون ليسوا واحدا ولا اثنين. قال من صاب من جالسه او قاومه لحاجة صابره. ما معنى صابره قال معنى صابره حبس نفسه على ما يريد صاحبه. يصبر عليه حتى يفرغ من حاجته حتى ينتهي من مسألته وهذا يا اخوة من اشق ما يكون على الذين تجتمع حولهم الناس. لكثرة هؤلاء وعدم انتهاء حوائجهم وتتابعهم في السؤال. وقد مر بكم انه ما عرف في الرواية انه عليه الصلاة والسلام اتاه انسان رجل او امرأة صحابي كبير او امة وقد جاء احدهم يطلبه في حاجة او يريده لشخصه عليه الصلاة والسلام ما حفظ والله انه اعتذر الى احد او قال تأتيني فيما بعد او كلف به احدا اخر من اصحابه. ما قال اذهبي الى ابي بكر ولا قال للاخر انظر يا عمر ماذا يريد كان يتولى بنفسه لان الشأن عند من قصده انه يريده عليه الصلاة والسلام. وفي هذا من التعب وانشغال الوقت وامتلاء الهمة بقضاء حوائج الناس ما الله به عليم. لكنها هي هكذا النفوس الكبار. اذا فلت همما عظيمة ولا اعظم من هم الدين وتبليغ الوحي والرسالة. فقط لتعلموا يا قوم ان لنا نبيا عظيم الشأن عليه الصلاة والسلام. ما ادخر والله دون امته شيئا ولو كان على حساب وقته ونفسه وراحة بدنه عليه الصلاة والسلام. ما كان ابدا يصرف احدا اتى اليه يسأله يستفسره يتعلم منه او ايمانا او وحيا او علما. هذا الشأن العظيم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام يستوجب ايمانا عظيما وحبا صادقا ووفاء راسخا. عندما نقف على مثل هذه المعاني في حياة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ينبغي ان تمتلئ النفوس بازاءها لذلك الى المعاني العظيمة والحقوق الشريفة لنبي الامة عليه الصلاة والسلام ولا تؤبن فيه الحرم اي الحرم الحرم اي لا يذكرن فيه بسوء ولا تنثى فلتاته اي لا يتحدث بها اي لم تكن فيه فلتة وان كان من احد سترت نعم يشير هنا يا كرام الى ما وصف به الراوي مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام وجلساءه. وتقدم بكم ايضا فيما سبق ان عظمته عليه الصلاة والسلام القت بظلالها على مجلسه. فتفيأ الجلساء من فيئ تلك العظمة غدوا عظماء كان مجلسه يعظم فيه الداخل اليه ويكتسب من عظمة المجلس عظمة في اخلاقه واقواله ماله وهديه لان المجلس عظيم الحشمة والوقار وهذا مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام. فيلقي بظلاله ادبا ووقارا وحشمة على الجالسين فيه. فكان من ادب الجلساء في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام ان قال مجلسه مجلس وحياء وصبر وامانة لا ترفع فيه الاصوات تدري لما لانهم بحضرة رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال ولا تؤبن فيه الحرم. ما معناه؟ كل شيء محترم. وله مكانة او من التي يجب سترها لا تؤبن في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام. يعني لا يمكن ان يتحدث بهتك عورة ولا نداء على حرمات ولا هتك للاستار في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال ولا تنثى فلتاته الفلتات زلة اللسان. الكلمات الساقطة العبارات غير المحسوبة هذه لا تنسى يعني لا تشاع ولا تذاع فلتات من وزلة لسان من لك ان تحملها على معنيين كما سبق الاول ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يسمع منه جليس له في مجلسه قط عبارة فيها زلة او فلتة لسان فخلت مجالسه من الفلتات التي لم يمكن ان توجد حتى تشاع او تذاع. والمعنى الاخر ان فلتات الجلساء وان حصل فزل لسان احدهم او قال عبارة ما ينبغي ان تقال فان من ادب الجلساء دفن تلك العبارة في المجلس وعدم نشرها واذاعتها حشمة لمجلس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وايا كان المعنى الاول او الثاني ان فيه من جلال وهيبة مجالس الصحابة بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعلمك كيف نرتقي بمجالسنا ادبا وحشمة وحياء. نعم ويرفضون يعينون والسخاب يرفدون لما قال يرفدون الغريب او يرفدون ذا الحاجة من الرفد وهو اعطاء المعونة والوقوف سندا فاذا جاء ذو الحاجة ارفدوه بما يعينه ومعنى يرفدون يعينون. نعم والسخاب الكثير الصياح. نعم هذا ايضا جاء في وصفه عليه الصلاة والسلام ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب. ويروى ايظا بالصاد ولا صخر خاب وهو ايضا في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. نعم حتى في التوراة اه في زمن موسى عليه السلام جاء وصف نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. فكانت الاوصاف التي تعلمها اليهود والنصارى يعرفونها عن نبينا قبل ان يولد وقبل ان يبعث وقبل ان يحين زمنه عليه الصلاة والسلام انه كان رحيما كريما ليس بفظل ولا غليظ ولا سخاب يعني لم يكن صياحا ولا رفيع الصوت يصيح في الاسواق كما هو شأن العامة والدهماء بل هو اجل قدرا من ذلك صلوات ربي وسلامه عليه وقوله ولا يقبل الثناء الا من مكافئ قيل مقتصد في ثنائه مقتصد في ثنائه ومدحه وقيل الا من وقيل الا من مكافئ على يد سبقت من النبي صلى الله عليه وسلم له نعم. قال في الرواية ولا يقبل الثناء الا من مكافئ. الثناء المدح ما كان يقبل احدا يمدحه ويثني عليه شعرا او نثرا الا من مكافئ. المكافئ المساوي مكافئ لماذا؟ قال معناه المقتصد في الثناء والمدح. يعني يكون قوله مقتصدا وعدلا ووسطا. لا يغلو ولا تشتط به العبارة ولما حصل ان بعضا ممن مدح نبينا عليه الصلاة والسلام حاول ان يعيده الى الوسط والقصد اعتدال كما مر بكم في غير ما موضع. وحتى الرواية انه عليه الصلاة والسلام كان لا يقبل الاسترسال في المديح ولا المبالغة. لما قال للقائل وهو يصفه قائلا انت سيدنا وابن سيدنا. قال قولوا بقولكم او ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان. هذا معنى قوله لا يقبل الثناء الا من مكافئ يعني مقتصد في المدح والثناء معتدل ان في العبارة يقول مقالا يليق بنبينا عليه الصلاة والسلام. وقيل المكافئ هو المسلم فلا يكافئ نبينا عليه الصلاة والسلام في دينه الا من امن برسالته. وقيل معنى لا يقبل الثناء الا من مكافئ يعني رجل يرد جميلا ثناء للنبي عليه الصلاة والسلام فيكون مكافئا في رد الجميل يعني على يد سبقت له من نبينا عليه الصلاة والسلام. نعم ويستفزه يستخفه. نعم لا يستفزه الغضب عليه الصلاة والسلام. لم يكن ليحمله شيء من المواقف على طيش. وحاشاه ولا خفة ولا تهور وعجلة وحاشاه عليه الصلاة والسلام ما عرف الا بالوقار والجلال وعظمة الرأي والقول والفعل صلوات ربي وسلامه عليه وفي حديث اخر في وصفه منهوس العقب اي قليل لحمها العقب المقصود به مؤخر القدم ومنهوس العقب يعني قليل لحم العقب في قدمه عليه الصلاة والسلام واهدب الاشفار اي طويل شعرها. انتهى والله حسبنا. اهدب الاشفار. المقصود به شعر رمش العين ادب الاشفار طويل رمش العين مع انثناء يسير فيه. وهذا غاية ما يكون في جمال العينين. قال المصنف القاضي انتهى والله حسبنا. والله حسبنا وحسبه وحسب جميع المسلمين. تم بهذا الفصل الذي شرح به المصنف رحمه الله غريبة الفاظ حديث هند بن ابي هالة الذي قضينا فيه مجالس ممتعة في اسابيع متتابعة. وبه تم الباب الثاني من الكتابة الذي عنونه المصنف بقوله في تكميل الله له المحاسن خلقا وخلقا وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيوية فيه نسقا ليكون مطلع درسنا في الاسبوع المقبل ان شاء الله في افتتاح الباب الثالث من الكتاب الذي سنأتي عليه. يا احبة تمت الروايات بالفاظ وفصول متعددة متتابعة في وصف كمال رسول الله عليه الصلاة والسلام. احد جوانب هذا الكمال مال خلقته وجمال خلقته داعية الى عظيم حبه عليه الصلاة والسلام. فاجعلوا من هذا الحب جسرا يقود والى صدق الاتباع وكمال الاستنان وصدق البحث والتحري عن سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام. صدقوني اكثرنا صدقا في اتباعه هو اعظمنا حبا له عليه الصلاة والسلام. ومن اجل ان تزيد رصيد الحب في قلبك فالتمسه من كل مدخل يقودك الى مزيد حب واعلم ان احد مداخل الحب في القلب لرسول الله عليه الصلاة والسلام جمال اخلاقه وجمال صورته وخلقته وكمال احسانه عليه الصلاة والسلام. وثلاثتها قد اجتمعت له في اكمل المراتب. فاستحق اعظم الحب واكمله صلوات ربي وسلامه عليه ليلتكم هذه عاطرة بذكر الله شريفة مباركة هي ليلة الجمعة. فاضيئوها بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام وانتم تستشعرون حثه وندبه لنا. اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فاكثر ما شاء الله لك. فان بلغت المئين والالوف وكلما بلغت حدا وانت تسمع اكثروا من الصلاة علي. فلا ذلك عندك الا رغبة في الاستكثار لتفوز هذه الليلة مع الفائزين وتنساق في ركاب المحبين. فصلوات ربي وسلامه عليهما تتابع الليل والنهار وعلى اله وصحبه المهاجرين والانصار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين ونسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. والحمد لله في البدء والختام. وصلى الله وسلم وبارك على النبي