بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمده تعالى واشكره وهو للثناء والشكر والحمد اهل واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله. امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين. صلوات ربي سلامه عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين. ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى الدين هذه ليلة الجمعة قد اقبلت. فيا بشرى قلوب المحبين التي تهفو في مثل هذه الليلة للصلاة والسلام على سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم. ليلة الغنم والانس والرحمة والبركات التي يتفيأ فيها اهل الايمان ظلال المحبة بالصلاة والسلام على سيد الانام. صلوات ربي وسلامه عليه يستكثرون من الصلاة عليه لعلمهم ان الله يحب الصلاة عليه. ويستكثرون من الصلاة عليه لعلمهم ان الله يرزق احدهم بكل صلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم عشر صلوات من لدنه سبحانه وتعالى ويسلمون عليه تسليما لشرفهم بسلامه صلوات الله وسلامه عليه ورده السلام على من سلم عليه انها الصلاة والسلام يا كرام على سيد الانام عليه افضل الصلاة واتم السلام. في ليلة شريفة كليلة تزدان بها ليالي المحبين وتشرق بها هذه الامسيات بكل خير ورحمة وبركات. اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. انه صاحب الصلاة ينشدنا صلى الله عليه وسلم. ويندبنا صلوات ربي وسلامه عليه لان نستكثر من الفضل والرحمة والخير والبركة. فمن استكثر فلنفسه ومن بخل فعليها ومن على هذا المنجم من الخيرات والرحمات في جوف الصلاة والسلام على سيد البرية عليه الصلاة والسلام فهو فهو الرابع فهو الغانم فهو الفائز بكل ما سلف من الخير والرحمة والاجر والبركة. وفي رحاب بيت الله الحرام هذا ينعقد ويتجدد في كل ليلة من ليالي الجمعة. يصيب في احد مغانمه الاستكثار من الصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه واله وسلم. ثم يمضي قدما في تقليب الصفحات. في هذا السفر المبارك كتاب الشفاء حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه. هذا الكتاب الذي يأخذوا بايدي اهل الايمان على جوانب نصوص الشريعة في الكتاب والسنة. وفقهها ويزيدها ايمانا علما وهي تؤسس معاني الايمان الصادق والحب العظيم والوفاء الكامل لاعظم بشر يجب له الحب في قلوب بشر واعظم انسان يجب ان يوفى له الحق من بني الانسان محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه. وقف بنا حديث يا كرام في ليلة الجمعة الماضية في مطلع الباب الثالث من ابواب الكتاب في قسمه الاول والذي عنون له المصنف الامام عياض رحمه الله بقوله فيما ورد من صحيح الاخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته وما خصه به في الدارين من كرامته عليه الصلاة والسلام ولم نزل في اول فصول هذا الباب الثالث فيما جاء من توصي بمكانته عند الله واصطفاء الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ورفعة ذكره وتفضيله حتى تبوأ والسيادة ولد ادم وكيف خصه الله بجليل الرتب ورفيع القدر صلوات ربي وسلامه عليه نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مسد النعم. ثم الصلاة والسلام على صاحب الجود والكرم. وعلى اله وصحبه خيرة الامم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمن احب الحرم. قال المصنف رحمه الله تعالى الباب الثالث فيما ورد من صحيح الاخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته. وما خصه به في الدارين من كرامته عليه السلام الى ان قال وعن عقبة بن عامر انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني فرط وانا شهيد عليكم واني والله لانظر الى حوضي الان واني قد اعطيت مفاتيح خزائن الارض وان والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي. ولكني اخاف عليكم ان تنافسوا فيها. الحديث اخرجه الشيخان الامامان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في كتابيهما اللذين هما اصح الكتب بعد كتاب الله جل وعلا. يقول نبيك صلى الله عليه وسلم وافتح اذنيك عبد الله في حديث هو طرف من شرفه العظيم صلى الله عليه وسلم. في حديث هو احد افراد مقامه الكبير الجليل عند ربه صلوات الله وسلامه عليه. في حديث يتضمن البشارة ايضا لكل اتباعه من امته عليه الصلاة والسلام. يقول بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام اني فرط لكم يعني سابق لكم ومتقدم الى اين الى الجنة فانه امامنا في الدنيا وامامنا في الاخرة عليه الصلاة والسلام. وبما انه امام هذه الامة وقائدها ودليلها في هذه الدار اخرجها الله تعالى به من الظلمات الى النور. فهو ايضا قائدها في الجنان لها يفتح الابواب اليها او بايديها يأخذها الى مقاعد الجنان عليه الصلاة والسلام. يقول اني فرط لكم. فرط صدق وسابق ومتقدم عليه الصلاة والسلام لامته. وانا شهيد عليكم. يعني بالخير والثناء واجابة الدعوة. كما تقدم في ذلك مرارا في مثل قوله تعالى انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. فهو شاهد عليه الصلاة والسلام على امته بالتصديق والثناء والذكر الحسن. قال واني والله لانظر الى حوضي الان واني قد اعطيت مفاتيح خزائن الارض هاتان جملتان فيهما عظيم قدر المصطفى عليه الصلاة والسلام. ان الله اتاه الحوض وهذه كرامة ولا شك ما اعطاها الله لنبي قبله ولا لملك لملك مقرب. فان يخص الله جل جلاله من بين خلقه من اهل سمائه وارضه يخص محمدا عليه الصلاة والسلام بهذه الاعطية تعرفون ما الحو؟ ذاك الماء العذب الزلال المتفجر في انهار الذي يستقي منه اهل الجنة ماء حلوا اطيب من العسل وابيض من اللبن. وعدد انيته كنجوم السماء يتوافد عليه الصادقون من امته. اهل الايمان المؤمنون به عليه الصلاة والسلام. هذه الكرامة هي بشارة لي ولك ولكل ام ولكل مصدق من امته مؤمن برسالته عليه الصلاة والسلام. وقد قلنا مرارا ان الكرامة له عليه الصلاة والسلام شرف لامته. وان رفعة القدر له عليه الصلاة والسلام ايضا هو نيل الحظوظ امته ومن هذا الباب فاي مدخل فيه شرف لمقام المصطفى عليه الصلاة والسلام. فانا والله نرفع به الرؤوس ونفرح به ونتشبث به افتخارا بنبي ننتسب الى دينه ودعوته وامته اولا. وان لنا نبيا قيما عظيما نفخر به بين الامم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الانبياء والمرسلين. ونحن ثانيا نفرح بكل بباب فيه فخر وكرامة وشرف لمقام المصطفى عليه الصلاة والسلام لعلمنا يقينا انه والله ما اتاه الله بابا من الفخر والكرامة والشرف والحظوة الا كان حرصه عليه الصلاة والسلام ان تنال امته من هذا الباب خيرا عادة ورفعة ورفقا في دنياها واخراها. افلا يحق لنا يا كرام ان نبحث عن مواطن الشرف ورفعة القدر لنبينا عليه الصلاة والسلام واننا فوق ذلك لنزداد ايمانا نحتاج الى تأسيسه في ركائز القلوب. ونبحث عن حب عظيم ندفنه هناك بعيدا في جذور القلب وحنايا الفؤاد. لاعظم من يجب ان يحمل القلب له حبا من البشر عليه الصلاة والسلام لا والله لا نقدم عليه حب ام ولا اب. ولا زوجة ولا ولد ولا انسان مهما كان. انه النبي الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه. هذه الفضائل واطراف الشرف وفرائد المناقب ينبغي ان تزيد هذا المعنى في قلوبنا اهل الايمان والا نستأثر بموضع من القلب بحب لاحد سوى رسول الله عليه الصلاة والسلام. زاحم بحب قلبك من شئت من البشر وافسح داخل قلبك في ثنايا صدرك وحنايا فؤادك مواضع لمن تحب من البشر وافعل ما بدا لك لكن حذاري ان يتبوأ عرش الحب العظيم في قلبك الصغير هذا احد اعظم من رسول الله عليه الصلاة السلام من بني الانسان لانه اعظم من يجب ان يحب. وله من الخصال والمناقب والمكارم والشرف. ما ليس لاحد من بني ادم ادم صلوات الله وسلامه عليه. يقول ايضا صلوات ربي وسلامه عليه في الجملة الثانية. واني قد اعطيت مفاتيح دائن الارض ومرت بنا هذه الجملة في منتهى درس الجمعة الماضية اني اوتيت او اعطيت مفاتيح خزائن الارض. يشير الى دخول الارض شرقها وغربها في دينه. واتباع رسالته وانتشار الاسلام وان يسري بين الانام وان تكون هذه بشارة رغم تقدم الزمان ان الله عز وجل يأذن بالقبول قل لدعوته ولانتشار لرسالته لا تذهب بعيدا ها انت الان هنا في رحاب بيت الله الحرام التفت يمنة ويسرة في جلوسك الان لترى من اخوتك في الملة من الابيض والاسود والاحمر والاصفر. ومن العرب والعجم من لم يكن احد انذاك لما بعث عليه الصلاة والسلام ثم ضويق في مكة حتى هاجر وخرج الى المدينة يبحث عن مأوى ويبحث عن نصرة من كان يتصور ان تأتي الوفود المسلمة من الصين واطراف الارض شرقا وبلاد الغرب في اطراف في الارض غربا ان يأتي من يأتي الى بيت الله الحرام يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الانتشار العجيب هذا القبول لدينه ورسالته ودعوته اية والله اخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام منذ ذلك الزمان المبكر وان يوما ما سيأتي يسيح فيه الاسلام فينتشر في شرق الارض وغربها. لم يحن بعد ذاك الوقت ولم تأتي تلك الايام التي ينتشر فيها نداء الاسلام فيضلل اهل الارض جميعا. لكنا نرى بوادر لمثل ذلك. وما نقول رغم الاسى ورغم الصعاب ورغم المحن والشدائد والكربات التي ما زال يصطلي بنارها بنو الاسلام في مواضع عدة اليوم ومن تواطؤ اعداء الدين. ومن مكر الجبار والتآمر والجبروت الذي ما زال يسوم بني الاسلام سوء العذاب الا اننا والله نحمل في صدورنا يقينا عظيما. وتفاؤلا ملؤه البشارة هذا الوعد الصادق من الله عز وجل ان يأذن لدينه بالبقاء والانتشار والتمام ولو كره الكافرون. وما به المصطفى عليه الصلاة والسلام ان دين الاسلام سيبلغ ما بلغ الليل والنهار. وانه سينتشر ويسيح في الارض شرقا وغربا لكنها لكنها دول. وهي هكذا امواج الحياة في بحرها المتلاطم. تعلو بمركب الاسلام تارة وتنخفض تارة ثم لا يزال يصيب اهل المركب من العناء والتعب والغثاء ما ينبغي الصبر عليه والاحتمال مع بقاء هذا اليقين في الصدور ان الله جل جلاله كتب لهذا الدين العزة والبقاء والانتشار. هي بشارة ايضا تتضمن في جوف التي اعطاها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. هي منقبة له لكنها في الوقت ذاته بشارة لامته عليه الصلاة والسلام قال في اخر هذا الحديث واني والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي ولكني اخاف عليكم ان تنافسوا فيها. يعني وهي كذلك زينة ومطمع ولها يسيل اللعاب. ومن اجلها يتنافس البشر ويتراكبون. كالوحوش في الغار. كل يريد حظه من هذه الحياة ويغيب عن مفهوم الفطر ومستقر العقول السوية المستضيئة بنور الشرع ان الله تكفل بارزاق العباد. وانه لن يزيد فسعي العبد في رزقه شيئا فوق ما كتب الله. ولن يغيب عنه من رزقه بتوانيه عن طلبه ايضا شيء مما كتب الله لكنها سعرة الحياة ولهثتها وغفلتها التي يهيم فيها الناس فيتنافسون ويتراكضون فخذوها وصية من رسول الله عليه الصلاة والسلام اني والله ما اخاف عليكم ان تشركوا بعدي ولكني اخاف عليكم ان تنافسوا فيها خذ حظك واسعى في طلب الرزق. كل ذلك متاح وابتغي الحلال فيما كتب الله. كل ذلك مشروع لكن لا ينقلبن ذلك لا شيء يحتمل على الصراع يتنافس عليه الناس في قطع ذو الرحم رحمه ويهجر الاخ اخاه ثم تبلغ بعلاقات الرحم والاخوة والقرابة والجيرة. تلك العلائق ان تبلغ ان تبلغ ابواب المحاكم. فضلا عن مواطن الصراع او النزاع او العدوان على الحرمات وعلى الانفس وعلى اراقة الدماء. هذا الذي حذر منه المصطفى عليه الصلاة والسلام وعن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا محمد النبي الامي لا نبي بعدي جوامع الكلم وخواتمه وعلمت خزنة النار وحملة العرش. يقول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وقد تقدمت جمله في احاديث صحاح سواها كثير. لكن الحديث الذي سمعتم في سنده عبدالله بن لهيعة وفيه ضعف. وان صحح الحديث بعض المتأخرين يقول عليه الصلاة والسلام انا محمد النبي الامي لا نبي بعدي. وقد تقدم وختم بي النبيون وقال ربنا ولكن رسول الله وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام قال اوتيت جوامع الكلم وخواتيمه وقد تقدم ايضا انها من الخصال الخمس او الست التي اعطيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعطهن احد من الانبياء قبله وفي خصالها جوامع الكلم. قال وعلمت خزنة النار وحملتها العرش وفي لفظ ضعفه الالباني وعلمت كم خزنة النار وحملته العرش؟ يشير الى الملائك الكرام الذين جعلهم الله الله عز وجل خزنة لجهنم او حراسا لابواب الجنة كل ذلك قد تقدم في نصوص اخر يغني عن الحديث ينضع فسنده نعم. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة بعثت بين يدي الساعة طرف من حديث اشتمل على جمل اربع يقول فيها النبي عليه الصلاة والسلام بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا يشرك به شيء. وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف امري ومن تشبه بقوم فهو منهم. الحديث بجمله الاربع اخرج البخاري بعضها تعليقا. وحسنها الحافظ ابن حجر وصحح الذهبي ايضا جمله الاولى ومنها بعثت بين يدي الساعة. وضعف يسير في سند الحديث يتقوى ببعض طرقه. ولاجله حسن الالباني الحديث رحم الله الجميع. بعثت بين يدي الساعة يشير الى ختمه للنبوة اولا عليه الصلاة والسلام. فان كانت نبوته وبعثته قريبا من الساعة فانها لا تسع نبيا بعده يبعثه الله بشر ويشير الحديث ثانيا الى انه عليه الصلاة والسلام كانت نبوته في اخر الزمان. وهي ايضا اعطي ان يكون اخر النبيين في هذه الدنيا وهو مقدمهم عليه الصلاة والسلام. بعثت بين يدي الساعة جملة وجيزة تحتوي معاني عظيمة فيما يشهد لها هنا في السياق في هذا الفصل انها ايضا اعطي خص الله تعالى بها نبينا عليه الصلاة والسلام ان يكون مقدم الانبياء وامامهم والمفضل صلوات ربي وسلامه عليه على اخوته من انبياء عليهم السلام ان يكون ترتيبه في البعثة في الدنيا والرسالة الى الامم ان يكون اخرهم بعثا في الحياة لا لشيء الا لان تكون دعوته خاتمة جامعة. فيجمع الله عز وجل لدعوته مم الارض جميعا يبعث الى قومه خاصة بل بعث الى الناس كافة كما تقدم من قبل ومن رواية ابن وهب انه صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى سل يا محمد فقلت ما اسأل يا رب اتخذت ابراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما واصطفيت نوحا واعطيت سليمان ملكا لا ينبغي لاحد من بعده. فقال الله تعالى ما اعطيتك خير من ذلك. اعطيتك الكوثر فعلت اسمك مع اسمي ينادى به في جوف السماء. وجعلت الارض طهورا لك ولامتك. وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فانت تمشي في الناس مغفورا لك ولم اصنع ذلك لاحد قبلك. وجعلت قلوب امتك مصاحفها وخبأتم لك شفاعتك ولم اخبئها لنبي غيرك. ولم اخبئها ولم اخبأها لنبي غيره غيرك. الحديث تقدم جملة منه في مجلس ليلة الجمعة الماضية وتقدم انه جزء يروى في حديث الاسراء الطويل. وما له من حوار مع ربه جل وعلا ومع بعض الانبياء. حديث الاسراء طويل متعدد الروايات كثير الالفاظ اصله في الصحيح اين وقد خص له المصنف في هذا الباب فصلا باكمله يأتينا تفصيلا ان شاء الله. لكن الرواية هذه ضعيفة. وقد تقدم ان الامام ابن الجوزي جعله في العلل المتناهية وحكم عليه بالظعف وعدم الصحة وفي الحديث من الجمل ما تقرر وصح في كثير من الاحاديث الصحاح التي تغني عن مثل هذا الحديث ان لم يثبت سندا اعطيتك الكوثر وجعلت اسمك مع اسمي ينادى به في جوف السماء. بل لم يزل اسمه عليه الصلاة والسلام يتردد في المآذن مع كل اذان ويشهد به اهل الاسلام صبح مساء ويلقنه اياه الصغار والكبار ولا يدخل داخل في الاسلام الا بنطقها ولا يفارق الحياة مغادرا بالشهادتين الا بنطقها. كل ذلك متقرر معلوم. وهو جزء من دلالة الاية ورفعنا لك ذكرك. قال وجعلت لك الارض طهورا لك ولامتك. وتقدم هذا في مجلس الجمعة الماضية. وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر على ما جاء في اية الفتح وغيرها. قال فانت تمشي في الناس مغفورا لك ولم اصنع ذلك احد قبلك وجعلت قلوب امتك مصاحفها وخبأت لك شفاعتك ولم اخبأها لنبي غيرك عليه الصلاة والسلام وفي حديث اخر رواه حذيفة بشرني يعني ربه اول من يدخل الجنة من امتي سبعون الفا مع كل الف سبعون سبعون الفا ليس عليهم حساب واعطاني الا تجوع امتي ولا تغلب. واعطاني النصر والعزة والرعب يسعى بين يدي امتي شهرا. وطيب لي ولامتي واحل لنا كثيرا مما شدد على مما شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج. نعم الحديث اخرجه وغيره وفي اسناده ايضا عبدالله بن لهيعة وفيه ضعف لكنه صحيح المعنى تماما. وكل جملة سمعتها قبل قليل في هذا الحديث ثابتة في القرآن وفي السنة. فكل معانيه صحيحة ثابتة كونه قد اعطي من امته سبعين الفا يدخلون الجنة بلا حساب وان الله بشره بالنصر والعزة وان الله اتاه الرعب مسيرة شهر في لقائه بالعدو وان الله احل له المغانم ولامته وان الله وضع عنه الاصرار والاغلال والاوزار التي كانت على الامم قبلنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج. كل جملة مما سبق اما فيها اية صريحة في كتاب الله. واما فيها حديث صحيح ثابت في رسول الله صلى الله عليه وسلم فان لم يصح الحديث سندا فهو صحيح معنى قطعا بما تقرر من الجمل الثابتة في الكتاب والسنة وعن ابي هريرة وعن ابي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم ما من نبي من الانبياء الا وقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحى الله الي. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. عليه الصلاة والسلام. نعم معنى هذا عند المحققين بقاء معجزاته ما بقيت الدنيا وسائر معجزات الانبياء ذهبت للحين. ولم يشاهدها الحاضر لها ومعجزة القرآن يقف عليها قرن بعد قرن. عيانا لا خبرا الى يوم القيامة. وفيه كلام يطول هذا نخبته وقد بسطنا القول فيه وفيما ذكر فيه سوى هذا اخر باب المعجزات اخر باب المعجزات اخر المعجزات. نعم الحديث هذا الذي سمعت وقد اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما يقول رسول الامة عليه الصلاة والسلام ما من نبي من الانبياء الا وقد اعطي من الايات يعني من المعجزات يقول ما من نبي من الانبياء الا وقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر. ان الله عز وجل اعطى كل نبي من الدلائل على نبوته وصدق رسالته. ومن المعجزات التي تقع على يديه بمرأى ومسمع من افراد امته ما يحملهم على الايمان ويقودهم الى التصديق برسالته. هذا شأن الانبياء. فما بعث الله نبيا الا اتاه معجزة والمعجزة التي يعطاها كل نبي لابد ان يكون لها من الاثر ما يحمل الناس على تصديقه واتباع بدعوته يقول ما من نبي من الانبياء الا وقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر اوليس لنبينا يا امة محمد عليه الصلاة والسلام معجزات اوتيها في حياته؟ الجواب بلى. وهي كثيرة. انشقاق القمر نبع الماء من بين اصابعه تكثير الطعام وجزء كبير من المعجزات. لكن اسمع ما الذي خصه النبي عليه الصلاة والسلام من تلك المعجزات في سياق هذا الحديث. قالوا وانما كان الذي اوتيت يعني من الايات التي اعطاها الله للانبياء لتكون معجزة تحمل الناس على الايمان. قالوا وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحى الله الله الي يريد القرآن قال فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. وقد حقق الله رجاءه. واجاب دعوته وبشره بما به عليه الصلاة والسلام ان امته اكثر الامم في الجنان بحمد الله. واننا السابقون الاخرون الاخرون في الدنيا سابقون يوم القيامة وان الجنة تفتح لامتنا لا لاحد قبلنا ولنبينا لا لاحد قبله عليه الصلاة والسلام فيدخل يقود امته في الجنة كما قادها في الدنيا عليه الصلاة والسلام. يقول فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. في هذا الحديث احدى المناقب العظام والكرامات الجسام لنبي الاسلام عليه الصلاة والسلام. انها معجزة القرآن. اعطاه الله انواع من المعجزات وايات شتى في رسالته ودعوته بمكة قبل الهجرة وفي المدينة بعدها ولم تزل المعجزات ومر بنا في هذا الكتاب طرف كبير منها. بل سيخص المصنف رحمه الله. فصلا لهذا الباب من المعجزات يسوقها ويحكيها ويأتي باسانيدها لاثباتها. انما المراد هنا ان تدرك رعاك الله. انه عندما يكون الحديث عن معجزات لنبي الاسلام عليه الصلاة والسلام فاعلم ان المعجزة العظمى هي هذا الوحي المبارك. هي هذا القرآن كريم وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحاه الله الي اوحى الله الي. هذا الوحي هو المعجزة الخالدة تعال وانظر معي تلك المعجزات التي تبلغ العشرات في حياته عليه الصلاة والسلام كثر الطعام بين يديه وسلم الحجر ونبع الماء من بين اصابعه وانشق له القمر واسري به الى بيت المقدس ثم عرج به الى السماء الجنان ورأى النار وحكى لامته من شيء من اخبار الامم السابقة وما يكون في الدار الاخرة. كل تلك معجزات اجبني على هذا السؤال ما الذي بقي من معجزاته عليه الصلاة والسلام يشهدها افراد امته يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل الى اليوم والى غد والى قيام الساعة ليس الا القرآن انشقاق القمر رآه من حضره وحكوه لنا. نبع الماء تكفير الطعام تسليم الحصى. وكل تلك المعجزات عندما رآها وسمعها وحضرها من كان حيا ذاك الوقت ومن عاصرها انذاك لكننا نؤمن بها تصديقا صحت بها الرواية وثبت بها السند او تواترت او ثبتت في كتاب الله انا نؤمن بها ونتلقاها ونجزم بوقوعها. لكنها والله لا تبلغ مبلغ معجزة لا زلت تشهدها انت. هذا كتاب الله فان والله نجزم يقينا انه يقرأ اليوم ويتلى ويحفظ وتسمعه في الصلوات وخلف ائمة ويقرأه الصغار والكبار هو هو بلفظه وحرفه وسوره واياته. كما قرأه عليه الصلاة والسلام كما قرأه الصحابة كما صلوا به خلفه كما استمتعوا بتلاوته كما تأثروا باياته ومواعظه كما شرح الله به للاسلام هو ذا القرآن فانظر كيف كان وجه الاعجاز في كونه المعجزة الخالدة على مر الزمان لن اقول فنية المعجزات لكنه كما قال المصنف رحمه الله سائر معجزات الانبياء ذهبت للحين في وقتها. قال وبقاء معجزاته ما بقيت الدنيا فالفرق بينه وبين الانبياء الكرام عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام. انه ليس ليست معجزة لنبي من الانبياء حفظ الله بقاءها وامتداد اثرها. لكن الله جعل في معجزات نبيه عليه الصلاة والسلام معجزة كتب لها الخلود الى قيام الساعة. هي هذا القرآن. فكانت من هذا الوجه خصوصية وكرامة وميزة شرف الله بها نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام على سائر الانبياء فتأمل كيف اشتركوا في المعجزات وكيف كتب الله لجميعهم من الايات ما يحمل البشر على الايمان والتصديق. لكن الله جعل لنبينا عليه الصلاة سلام في هذا الباب الذي اشتركوا فيه جميعا جعل له مزية وكرامة وفضلا فوق سائر الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهو بقاء معجزته. ما بقاء القرآن؟ ما خلوده؟ بقاء حرفه ولفظه سوره واياته فهو محفوظ بحفظ الله واليوم يتلوه الصغير قبل قبل الكبير. ويحفظه الاعجمي قبل العربي. وتتسابق الامة ذكورا واناث ثلاثا صغارا وكبارا بل متعلمين وجهالا بحفظ القرآن واستظهاره والتنافس في ظبطه واتقانه كم دمعت الاعين لمرأة صبية صغار وفتيات كالزهور يقرأن كتاب الله باصوات ندية غظ طريا كما انزل كم سمعنا وشهدنا وحضرنا ورأينا من التسابق والتنافس الشريف الجليل في حفظ كتاب الله يحفظون فيه الصفا والصور والاجزاء لا يحرمون منه حرفا. ولا يسقطون منه حركة ولا يخطئون في حرف مكان حرف او كلمة مكان كلمة ما هذا يا قوم الا معجزة اعطاها الله لنبينا عليه الصلاة والسلام فهي تتحقق في افراد امته جيلا بعد جيل الى قيام الساعة وتبقى ايضا في اعجاز القرآن في بقائه وحفظه امر اخر. ما انزل الله القرآن افحاما للفصاحة انذاك فحسب نعم هذا القدر من الاعجاز تحقق وتحداهم الله ان ياتوا بعشر سور وبسورة وبشيء منه قل اوكثوا. فما تجرأ احد ومن تجرأ كمسيلمة بقي مسخرة الى يوم القيامة. يتضحك منه الناس ويتندرون على ما ابتلاه الله تعالى به لكن اتظن ان اعجاز القرآن كان فقط لافحام العرب الفصحاء البلغاء في ايام نزول القرآن نعم حصل هذا لكن ليس هذا هو اثر القرآن فقط. والله ان للقرآن سطوة في نفوس البشر لا يستأذن على القلوب ليدخلها فيتسلل اليها من اعماقها وجذورها. ليبث نور الهداية. كم ممن سمع القرآن شرح الله صدره فاهتدى. بل قل كم من كافر وقع صوت القرآن في سمعه ففتح الله اقفال قلبه فاسلم ما هذا يا قوم؟ هل هو الا معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كتب الله لها الخلود والبقاء. خلود بقاء حفظ في لفظه واياته وسوره وخلود بقاء واستمرار على الدوام لاثره وعظيم صنعه في قلوب البشر والى اليوم ما زال اهل الاسلام يقرأون القرآن فتتحرك منه القلوب خشية وتدمع منه الاعين وتبحر العقول والالباب في تدبر اياته واستنباط معانيه واستلهام العبر. هذا اعجاز واي اعجاز حدثني عن معجزة لنبي من الانبياء بقيت بعد مماته ما زال اثرها يجلب الناس على التصديق برسالته ويقودهم على الايمان بدعوته لكن القرآن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيت ذات اثر عظيم عجيب لن اتحدث عن تجدد معجزات القرآن عبر الزمان حسا ومعنى. اما حس فالمقصود ما ما تتابعت به الاحداث الناطقة بصدق ايات القرآن. ليس في اكتشاف الاطباء فحسب ولا في علماء الكون والفضاء ايضا. ولا في تحليل الناس في مجريات الحياة لانطباق ما نطق به القرآن على كثير مما ثبت يقينا لدى الناس اليوم لكنه كل ذلك وفوق ذلك مما يشهد الحس باعجاز القرآن اديه وصحته وحيا يتلى الى يوم القيامة. واما بقاؤه معنى فما اشرت اليه من قيادة النفوس الى الهند بداية من سطوة القرآن باياته وحروفه وسوره. هنا فقط تفهم في مثل معنى قوله تعالى. ولو ان قرآنا به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا وتقدير الجواب اي لكان هذا القرآن. لو ان وحيا جعله الله لنبي من الانبياء يبلغ به الاثر تكليم الاموات فيسمع وتحريك الجبال الراسية فتسير وتقطيع الارض الصلبة فتتقطع وتتمزق لو كان لشيء من وحي الله الذي انزله على الانبياء هذا الاثر لكان لهذا القرآن هذا الاثر العظيم لكتاب الله معجزة رسول الله عليه الصلاة والسلام. بهامش هذا الحديث ودلالته على كرامة رسول الله عليه الصلاة والسلام عند الله ان خصه الله بهذه المعجزة ذات الخلود والبقاء وامتداد الاثر. الشاهد بصدق رسالته القائد الى اتباع دعوته الى يوم القيامة بهامش هذا. نسأل سؤالا كبيرا لا بد ان نصب الاعين على الدوام فما حالنا يا امة القرآن مع هذا القرآن؟ احل في قلوبنا من التعظيم والاجلال اللائق به كما اراد الله اما يزال في حياتنا في ثقله ووزنه واهميته وسيطرته على شؤون حياتنا بالاقبال عليه. والانكباب على قراءته وحفظه وتدبر اياته. ما هو جدير به فعلا كما اراد الله ان يكون معجزة خالدة الى مر الزمان هي دعوة لان ننظر الى القرآن بهذا الموضع عظيم من التقدير والاجلال واثره العظيم الذي به تحيا الامة حقيقة وتدب فيها الارواح ايضا على حد ما ذكر الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا فهذا الروح هو الوحي وبه تحيا الامة وبها تدب فيها الحياة وتعيش الحياة الصادقة من جديد انه وحي الله لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعن علي رضي الله عنه كل نبي اعطي سبعة نجباء من امتي. واعطي نبيكم صلى الله عليه وسلم اربعة عشر نجيبا منهم ابو بكر وعمر وابن مسعود وعمار الحديث موقوف على امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه ويروى مرفوعا لكنه لا يصح يعني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول فيها ابو الحسن رضي الله عنه كل نبي ان اعطي سبعة نجباء من امته. المقصود بالنجباء في الامة الكرام السابقون الاصفياء من اتباع الانبياء والرسل. وان الله عز وجل سخر لكل نبي في قومه من هو اقرب الناس اليه يؤمن بدعوته ويشاركه هم رسالته. ويكون من الاصفياء من صحابته. هكذا شأن الانبياء جميعا نصرة من من الله لانبيائه عليهم السلام. في خصوصية رسولنا عليه الصلاة والسلام يقول علي رضي الله عنه كل نبي اعطي سبعة مجاباة واعطي نبيكم صلى الله عليه وسلم اربعة عشر نجيبا يعني ان الله اعطاه ضعف ما اعطى سائر الانبياء قال منهم ابو بكر وعمر وابن مسعود وعمار ومنهم علي ذاته رضي الله عنه راوي هذا الحديث الشريف وعثمان ذو النورين رضي الله عن الجميع نعم كان لنبينا نجباء ليسوا واحدا ولا اثنين ولا عشرة ولا عشرين. كانوا كواكب كانوا نجوما اضاءت سماء الدعوة في رسالته عليه الصلاة والسلام شاركوه حمل الدين وهم تبليغه ونصروه ايما نصرة وابلوا بلاء حسنا شهد به القرآن ونطق لهم بالرضوان لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. نعم اليس في امته عليه الصلاة والسلام السادة العشرة المبشرون بالجنة انهم نجباء في امته. اليس في امته سيدا شباب اهل الجنة؟ هم من نجباء امته. اليس في امته عليه الصلاة والسلام سيدة نساء العالمين. بلى هذا فضل اتاه الله لنبينا عليه الصلاة والسلام ما زلت اقول المناقب والكرامة له عليه الصلاة والسلام هي قلائد شرف لامته لي ولك نفخر بها نعتز بها نرفع بها الرؤوس بين الامم ليس افتخارا وتعاليا وكبرا لكنه اعتزاز بالانتماء الى الاسلام. وثبات ورسوخ لا يتيح التراجع ولا الانهزام ثبات ورسوخ وشموخ مهما قويت الفتن واشتدت الاعاصير وامتدت ايادي المحن الاعتزاز بالانتساب الى هذا الدين لا يبقي للتخاذل موضع شبر في الحياة. ولا يسمح بالتردد قيل انملة. نحن نعتز بديننا بنبينا عليه الصلاة والسلام وقال صلى الله عليه وسلم ان الله قد حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وانها لم تحل لاحد بعدي وانما احلت لي ساعة من نهار. هذا الحديث تكلم به نبينا عليه الصلاة والسلام يوم في مكة وتحديدا لما دخلها وقد فتح الله تعالى له ابوابها. فدخل اهلها في الاسلام وانهى بذلك معاناة مرت احدى وعشرين سنة في سجاد مع قريش في صولات وجولات في حرب واعتداء حتى فتح الله قلوبها فانقادت يوم فتح مكة دخلها عليه الصلاة والسلام واصحابه يحملون السلاح. والله ما اراد قتالا ولا سفك دماء اراد الاسلام اراد فتح قلوب استعصت على الهداية طواعية. اراد عليه الصلاة والسلام ادخال اولى الناس به انهم عشيرته انهم قومه اراد ادخالهم في هذا الدين والا يغادر الدنيا الا وقد اكرمه الله بالاستجابة لدينه. فما كان من حمل السلاح وقد امنهم وامر اصحابه بالانكفاف عن القتال الا من اصر على قتالهم ليحصر في اضيق الدوائر ما يمكن ان يراق به دم في حرم الله. وهنا كانت الاية وهنا المعجزة وهنا هذه الخصوصية والمنقبة والكرامة قام في بلد حرمه الله يوم خلق السموات والارض. ولم يحرمها الناس كما قال عليه الصلاة والسلام. فهي حرامه في الله الى يوم القيامة امنها الله فقال ومن دخله كان امنا. امن الله في هذا البلد الحرام الانسان ان يراق دمه وامن الحيوان ان يصطاد وامن النبات ان يعضد ويقطع ويختلى. وامن الجماد الساقط من متاع ومال في اللقطة ان تلتقط فامن كل خلق الله في رحاب حرم الله. انسانا وحيوانا ونباتا ومالا ومتاعا هذا التحريم الالهي الازلي الابدي لمكة بلد الله الحرام بقي محفوظا محترما لا يخرقه شيء ولا يتعداه شيء وقد قال الله ومن دخله كان امنا. لكن الخصوصية هنا يوم فتح مكة هي ساعة من نهار اذن الله لنبيه بما لم يأذن به لاحد من البشر ان الله اهلك اصحاب الفيل. لما قدم ابرهة متعديا متجبرا على حرمة الحرم. فكان عبرة واية الى قيام الساعة لكن الله اذن لنبيه عليه الصلاة والسلام. وهذا هو جانب الخصوصية والكرامة. لما قال عليه الصلاة والسلام ان الله قد حبس عن مكة الفيلة وسلط عليها رسوله والمؤمنين وانها لم تحل لاحد بعدي وانما احلت ساعة من نهار فان قال قائل لكنا نجد في التاريخ من الاباطرة والجبابرة من تعدى على حرمة الحرم وهكذا فعل القرامطة. اخزاهم الله. لما دخلوا الحرم فقتلوا الحجيج. وارقوا الدماء والقوا بالجثث في بئر زمزم بل واقتلعوا الحجر الاسود واقتادوه فخربوا وعاثوا فسادا فاين حرمة الحرام وكذلك لكل ما يقال فيما فعله بعض الولاة الظلمة ايام فتنة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وحصار والقتال فيها ورمي الكعبة بالمنجنيق وامثال ذلك فالجواب بكل يسر ان تقول كل ما فعله هؤلاء وما يفعله سواهم وما نسأل الله ان يعصم به هذا البلد الحرام من فتنة من بعدهم الى قيام الساعة انما هو انهماك في الحرام واختراق للحرمات وليس شيء يفعلونه باذن ولا اباحة ولا حل. لكن الخصوصية فيما فعله النبي عليه الصلاة والسلام هي اباحة هي رفع لغطاء الحرمة وحجاب التحريم لنبيه عليه الصلاة والسلام. فالذي فعل لو كان اذنا واباحا بل امرا ووحيا من الله وهذا القدر الذي لا يمكن ان يشترك فيه احد مهما صنع برسول الله عليه الصلاة والسلام لما دخل مكة. انه دخلها له ومع ما ومع ذلك فانه حرص غاية الحرص على على حصن النفوس وعلى حفظ الحرمات وعلى صون الاعراض والدماء ان تراق في رحاب بيت الله الحرام تعظيما لحرمة الحرام. اما انه دخل مكة فاتحا لكنه يطأطأ رأسه يكاد ذقنه يمس رحله عليه الصلاة والسلام. رغم الفرح والانتصار رغم التمكين رغم نشوة الاعزاز لكنه كان لم تزل تتغشاه هيبة بلد الله الحرام. وتعظيم هذه الكعبة المعظمة فكانت هيبتها لا تزيده عليه الصلاة والسلام الا توقيرا واحتراما وهيبة واجلالا. فهذا باب لا يمكن ان يعترض في او ان يستشهد فيه بصنيع الجبابرة والطغاة ومن تعدى على حرمة الحرم بل هي كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام منذ ذلك اليوم الذي وطأ ارض الحرم فاتحا وانها لم تحل لاحد بعدي. وانما احلت لي ساعة منا عليه الصلاة والسلام وعن العرباض ابن سارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني عبد الله وخاتم النبيين وان ادم جدل في طينته منجدل لمنجدل في طينته وعدة ابي ابراهيم وعدة ابي ابراهيم. وعدة ابي ابراهيم. وبشارة عيسى ابن مريم. نعم. هذا الحديث طرقه ضعيفة يسيرة الضعف. ولهذا يتقوى بعضها ببعض. ومن هنا صحح بعض العلماء الحديث لاجتماع طرقه يقول حبيبي وحبيبك عليه الصلاة والسلام. في بيان بعض ما خصه الله تعالى به. وهو يخبر بذلك لامر ما. لما يقول عبد الله وخاتم النبيين وكذا وكذا. ماذا يريد عليه الصلاة والسلام هو كما سمعت ليس يأمرنا بعبادة ولا طاعة ولا صدقة ولا صلاة ما الذي يقع في حسك وانت تسمع هذا الاخبار من شفتيه عن ذاته عليه الصلاة والسلام انه يريد ان يقول لي ولك علك تعرف قدري ليقع له عليه الصلاة والسلام من الحب والاحترام والوقار ما هو حقيق به عليه الصلاة والسلام ام هو نبي وحسبك بها حسبك ان يكون نبيا لك ورسولا من عند الله لك ليكون له الايمان والحب والطاعة عليه الصلاة والسلام انه فوق ذلك يخبرك بمزيد من الدوافع والمحامل التي تزيدك طاعة وايمانا وحبا واحتراما له عليه الصلاة والسلام فيقول اني عبد الله مهما بلغ في درجة النبوة لكنه ما زال يتشرف بعبوديته لله. لتعلم انك مهما رفع الله قدرك لا والله لن تبلغ النبوة ولا نصفها ولا ربعها ولا عشر معشارها. فاعلم ان مناط الشرف الذي رفع الله به اقدار الانبياء منعقد هناك على اعتاب العبودية. فالزمها عبد الله. تريد الشرف؟ انه هناك مرتكز في عبوديتك هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقول اني عبد الله فاولى بي وبك ان نعيش هذا المعنى في الشرف بالعبودية لله. يقول وخاتم النبيين وان ادم لمنجدل في طينته. يعني منذ ان كان ادم عليه السلام ترابا وطينا على الارض بعد لم يخلق. ولم يسوى. فكيف كان رسولنا عليه الصلاة والسلام نبيا وعبدا لله بل وخاتم النبيين قبل خلقة ادم؟ الجواب في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق الله الخليقة منذ ان قدر الله المقادير فان الله عز وجل جعل لنبينا ذاك المقام العظيم. يقول اني عبد الله وخاتم النبيين ان ادم والواو للحال. يعني والحال ان ادم لم يزل بعد لم يخلق بشرا سويا لمنجدل في يقول وعيدة ابي ابراهيم. يقول عدته يعني وعد. يعني انا وعد ابي ابراهيم عليه السلام. ان ابراهيم عليه السلام وعد به بل دعا به ماذا قال ابو الانبياء الخليل ابراهيم عليه السلام عندما بنى الكعبة؟ اما قال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم فقد اجاب الله دعوته. وكان هذا ايضا من مناطق وفي لنبينا عليه الصلاة والسلام وعدة ابي ابراهيم قال وبشارة عيسى ابن مريم فانه عليه السلام لم يزل يبشر به اتباعه من امته كما جاء في اية الصف. واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة يعني في موسى عليه السلام مما سبق. ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد. فكان مصداق ما جاء في بعثة الانبياء والرسل وبشارة عيسى عليه السلام. وكان وعد ابي الانبياء ودعوة الخليل ابراهيم عليه السلام هل عرفت من هو نبيك عبدالله؟ هل عرفت من هو خاتم النبيين ووعد الخليل وبشارة عيسى عليهم السلام انه محمد صلى الله عليه وسلم فاعرف له قدره. واحبه كما يجب ان يكون الحب له. واملأ قلبك من الايمان به والتصديق برسالته واتباع سنته والوفاء بحقه العظيم ما يفي بقدره العظيم عليه الصلاة والسلام. نحن يا بشر نحب من البشر ونفي لهم من القدر والتعامل والاحترام بقدر ما لاحدهم من المنازل والمراتب في نفوسنا وفي الحياة هكذا هو ميزاننا فان كان كذلك فاعظم البشر قدرا نبينا عليه الصلاة والسلام واشرفهم رتبة نبينا عليه الصلاة والسلام. واعلاهم قدرا عند الله وفي دين الله وعند الناس نبينا عليه الصلاة والسلام فان كنت تحمل في قلبك وفاء لانسان. وان كان قلبك يحتفظ بحب لانسان. وان كان في قلبك قدر من الاحترام والوقار لانسان فينبغي ان يكون القدر الاعظم من كل ذلك لمحمد رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه وتأخذ بيديك عبد الله الى معاني تؤسس فيها تلك الحقوق الواجبة. ولهذا سمى القاضي عياض كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى عليه الصلاة والسلام. حقه الحب. حقه الايمان حقه الوفاء. حقه الطاعة. حقه الاتباع حقه التمسك بسنته حقه التشرف بالانتساب الى ملته حقه نصرته ونصرة دينه ورفع راية سنته بين الاناء حقه ان نعرف به بين امم الارض اليوم على حد سواء. والله ان من اعظم ما قصرت به الامة اليوم في هذه المرحلة المعاصرة في الحياة. هو هو التقصير العظيم في تعريف البشرية بقدر النبي العظيم عليه الصلاة والسلام. والله لو عرفوه ما اساؤوا اليه ولو عرفوا قدره الشريف لم يتجرأ الا طغمة من السفهاء الذين لم يزل التاريخ يرمي بهم الى مزابله في الرواية والحياة لكنه لا يزال القطاع العريض من البشر الهائمين في شرق الارض وغربها ما عرفوا الله اكبر فالمقصود ان احد مقاصد مثل هذا الذي نتعلمه ونقرره من عظيم قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام من وراء ذلك هدفان وقصدان عظيم ان احدهما لنا بني الاسلام وهو ملء القلوب بحقه العظيم عليه الصلاة والسلام. وما يجب له من الايمان والحب من الطاعة والاتباع من الاستنان والاقتداء. من الذب عن سنته ونصرة دينه وشريعته من الحرص على ذلك غاية الحرص. هذا نابع من عظيم ما تمتلئ به الصدور من القدر العظيم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام. والهدف الاخر العظيم المنشود من وراء ذلك. ان تقوم الامة بواجبها. ان تقوم بدورها المناط بها في تعريف امم الارض في البشرية اليوم بهذا القدر العظيم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام. هذا واجب تتحمله الامة. هي ينبغي القيام بها وتبليغها للاجيال لسنا مكلفين بتبليغ ديننا وحمل رسالتنا لابنائنا لاجيال فحسب بل ديننا دين البشرية والرحمة المتضمنة في جوف هذا الدين جعلها الله للعالمين. قال وما ارسلناك الا للعالمين. فاتباع الصادقون في امته وحملة رسالته. ومن شرفهم الله بخلافة مناصب النبوة من اولي العلم والدعاء بل والمسلمين كلهم على حد سواء هم مكلفون شركاء في نقل رحمة رسالته عليه الصلاة والسلام للبشرية جمعاء. والله لان عرفوه لاحبوه. ولئن احبوه لامنوا برسالته. واهتدوا بنور دعوته هو واجب تحمله الامة وتتشارك وتتواصى في القيام بهم ما يزال في هذا الفصل بقية ناتي عليها تباعا ان شاء الله تعالى هذه الليلة ليلة شريفة كريمة. يا من تريدون الجزاء جنانا صلوا على من بالرشاد اتانا. صلوا عليه واكثروا من ذكره بل ذكروا الاحباب والاخوان. هذه ليلة يتسابق فيها المحبون بقدر ما يستبقون بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فاللهم صل وسلم وبارك كما تحب ان يصلى عليه. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. اللهم الزمنا سنته ارزقنا حبه وحب شريعته. اللهم املأ قلوبنا بحبك واجلالك يا ذا الجلال والاكرام. وبحب نبيك واتباع سنته عليه الصلاة سلام. نسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا. وشفاء من كل داء. اللهم اصلح احوالنا. واهدي قلوبنا ويسر امورنا وارحم يا رب موتانا واشف اللهم مرضانا واهدنا سواء السبيل. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم من فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا رحمن يا رحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي