بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. حمدا يملأ الارظ والسماء وما بينهما وما شاء ربنا من شيء بعد. الفضل له وحده سبحانه وبحمده له النعمة وله الفضل وله الثناء ابو الحسن سبحانه لا نحصي ثناء عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. رب الارباب الارض والسماء واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. امام الانبياء وخاتم المرسلين رب العالمين وقرة عيون المحبين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الكرام فان المؤمن لم يزل له في كل شأن من شئون حياته. مع نبيه عليه الصلاة السلام له به عناية عظيمة واهتمام كبير وحفاوة بالغة. لما لا وهو النبي المصطفى والرسول المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه. من بعثه الله لي ولك اسوة وقدوة ودليلا. ومن اصطفاه ربه واجتباه وبعثه رحمة للعالمين. ومن جعل الله عز وجل نبوته فرجا ونصرا وعزا لهذه صلوات الله وسلامه عليه. لم يزل المؤمنون الصادقون في ايمانهم. المتبعون لسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام لم يزالوا ذوي عناية وحفاوة. بسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهديه وشأنه العظيم. لادراك تمام الادراك ان لا فلاح ولا نجاة ولا سعادة لهم في دنياهم واخراهم الا باتباع ما جاء به عليه الصلاة وسلوك الدرب الذي سلك عليه الصلاة والسلام واقتفاء الاثر الذي تركه لامته عليه الصلاة والسلام. ايا امة محمد صلى الله عليه وسلم في طريق الطاعة والاتباع لنبي الامة عليه الصلاة والسلام يلزمنا امر عظيم قبل ان تبحث عن سنة لتتبعها. وقبل ان تهتم بشأن عبادة تقتدي فيها بنبيك المصطفى عليه الصلاة والسلام ثمة امر ينبغي البدء به قبل غيره. الا وهو ملء القلوب حبا له عليه الصلاة والسلام. ومعرفة بقدر به العظيم الواجب له عليه الصلاة والسلام. وهذا ما حدا بالائمة الكرام رحمة الله عليهم الى تدوين المؤلفات طير الدواوين في بيان عظيم حقوق النبي عليه الصلاة والسلام على امته. الا وان كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه من اعظم واعجب واكبر ما الف في الباب وما زالت مجالسنا هذه في كل ليلة من ليالي الجمع نتعاقب فيها تتابع القراءة والدرس في فصول وابواب في هذا السفر العظيم ثم هي ليلة مباركة. الليلة ليلة عظيمة. رفع الله شأنها وخصها بفضل ليس من سائر الليالي ولو فتشت في اثناء فضائل هذه الليلة ويوم الجمعة لوجدت ان الاقبال على الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة وليلتها احد تلك المغانم. والفضائل التي ينشدها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون فاجعلوا من مجلسكم هذا وبقية ليلتكم ويوم جمعتكم اجعلوها منجما تستكثرون فيه من الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام وانتم تذكرون على الدوام قوله لنا صلوات ربي وسلامه عليه ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيه. فاللهم صل وسلم وبارك عليه. ما زال حديثنا متتابعا احبتي الكرام في الفصل الاول من الباب الثالث الذي جعله القاضي عياض رحمه الله فيما ورد من صحيح الاخبار ومشهورها بعظيم قدر النبي عليه الصلاة والسلام عند ربه ومنزلته وما خصه به تعالى في الدارين من كرامته صلى الله عليه وسلم وما زلنا في اثار واحاديث اول فصول هذا الباب. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين جميع المسلمين. هذا هو المجلس التاسع والخمسون من مجالس تدارس كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام. وباسانيدكم المتصلة الى القاضي العلامة ابي الفضل ابن موسى ليحصد رحمه الله تعالى قال في الباب الثالث وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على اهل السماء وعلى الانبياء صلوات الله عليهم قال فما فضله على اهل السماء؟ قالوا فما فضله على اهل السماء؟ قال ان الله تعالى قال لاهل ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم. كذلك كنجزي الظالمين. وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال فما فضله على الانبياء؟ قال ان الله الله تعالى قال وما ارسلناك وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم وما ارسلناك الا كافة للناس نعم ساق المصنف رحمه الله هذا الاثر عن حبر الامة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. والسياق كما تعلمون منذ ان شرعنا في هذا الباب وفي هذا الفصل تحديدا هو في سياق الاثار والاحاديث التي تدل على ما افظل الله به نبينا صلى الله عليه وسلم؟ على غيره من الانبياء الكرام عليهم السلام. مع اقرار فظلهم جميعا واصطفائهم على باقي البشر صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين. قال ابن عباس رضي الله عنهما ان الله فضلهم محمدا صلى الله عليه وسلم على اهل السماء وعلى الانبياء. لم هذه المفاضلة بين نبينا عليه الصلاة والسلام من جهة وبين الانبياء والملائكة عليهم السلام من جهة. الجواب لان الملائكة هم خيرة اهل السماء ولان الانبياء هم خيرة اهل الارض. فعقد المقارنة رضي الله عنه بين نبينا عليه الصلاة والسلام من جهة وبين افضل خلق الله في السماء من جهة وافضل خلق الله في الارض من جهة. فقال رضي الله عنهما ان الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على الانبياء وعلى اهل السماء قالوا فما فضله؟ على اهل السماء فشرع رضي الله عنه يستدل بما انتهى اليه من التفظيل فقال ان الله قال لاهل السماء ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم. كذلك نجزي الظالمين. والاية جاءت بعد قوله سبحانه قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم والكلام كله عن عن الملائكة عليهم السلام. ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم يعني من الملائكة اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم. قال ابن عباس وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما. ماذا قصد رضي الله عنه؟ قصد ان يعقد المقارنة بين اسلوب الخطاب الذي توجه الى الملائكة الكرام عليهم السلام والمتوجه الى نبينا عليه الصلاة والسلام فانت ترى من ذلك وجه التفضيل الذي فيه مخاطبة نبينا عليه الصلاة والسلام على قدر عظيم من الملاطفة والتودد والاكرام والحفاوة بما تقدم تفصيلا في فصول الباب الاول في مطلع هذا الكتاب. ليس معنى هذا يا ان تغليظا او انتقاصا او اهانة في الاية للملائكة عليهم السلام. وذلك ان قول الله ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم ليس تكبيتا ليس تبيتا للانبياء وليس انتقاصا وليس ايضا اهانة لهم عليهم السلام لكنه الوعيد الشديد على من نزع الله سبحانه وتعالى في شيء من خصائص ربوبيته او الوهيته وهذا المقام انت ترى فيه من ايات القرآن ما يأذن الله عز وجل فيه بالوعيد لمن تعدى هذا الحد في بعبودية الخلق للخالق ونازع الله جل جلاله في شيء من كبريائه وعظمته وتفرده وربوبيته والوهيته هو تماما كمثل قول الله سبحانه وتعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. ليس هذا غلظة في الخطاب مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومثله ايضا تماما في هذا السياق قول الله جل جلاله في بيان عظمة شأنه سبحانه وعدم رضاه جل جلاله ان ينازعه احد في امر دينه وشريعته لما ذكر سبحانه وتعالى قوله عز اسمه ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين. هذا الخطاب ليس يشعر بقليل ولا كثير الى شيء من حطي قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام وحاشاه بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم. لكنها رسالة للخلق ونداء للعالمين ان من نازع الله في شيء من امر دينه وشريعته في شيء من خصائص ربوبيته والوهيته فان الوعيد الشديد لا احدا من خلق الله فاذا كانت الملائكة عليهم السلام والانبياء عليهم السلام ممن لم يؤذن لهم في تعدي شيء من ذلك وهم الصفوة والخيرة من خلق الله في ارضه وسمائه. فمن باب اولى باقي الخليقة. اذا ما تجرأ احدهم على تلك الحدود التي جعلها الله عز وجل حدودا لدينه وشريعته وما اذن به سبحانه فيما اختص به لنفسه سبحانه وتعالى ثم شرع رضي الله عنه يبين وجه المقارنة الاخرى بين نبينا صلى الله عليه وسلم والانبياء الاخرين قالوا فما فضله على الانبياء قال ان الله تعالى قال وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم يعني وبين لمن؟ لقومه خاصة وقد مر بكم في اكثر من مجلس في خصائصه عليه الصلاة والسلام قال وكان كل نبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس كافة. فهذا وجه تفظيل صحيح مسلم ان فظله عليه الصلاة والسلام فيما رفع الله به شأنه على باقي اخوته من الانبياء عليهم السلام هو هذا الباب عموم الرسالة عموم البلاغ بان يكون نبيا للامة في عربها وعجمها وابيضها واسودها الى قيام الساعة وهذا وجه عظيم من التفضيل لرسول الله عليه الصلاة والسلام. من عدة جوانب فانه لما تتعدد الامم والقرون كانوا ممتد في من يتبع رسالته وينتمي الى شريعته يكون في زيادة الايمان زيادة في اتباعه من امته عليه الصلاة والسلام وكلما امتد الزمان وتعاقبت الاجيال وكثر المؤمنون برسالته المصدقون بدعوته كان هذا زيادة في رصيد امته صلوات الله وسلامه عليه. وبه عوضه الله عز وجل عن قصر اعمال الامة. وبه عوضه الله عز وجل عن تأخر بعثته بين الانبياء الى اخرهم في هذه الدار. وبه عوضه الله عز وجل قلة امته في بالقياس الى باقي الامم لكنها حظية كما مر مرارا بما خصها الله به من الفضل وسكن الجنان جمع الله واياكم في اعاليها قال رحمه الله تعالى وحتى وعن خالد بن معدان رضي الله عنه ان نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هذه وحتى من صنيع المحقق يشير الى ان الاثار الوالدة من هذا الرقم الى ذاك الرقم هو من رواية خالد ابن معدن. نعم. ان نفرا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قالوا يا رسول الله اخبرنا عن نفسك. وقد روي نحوه عن ابي ذر وشداد ابن اوس وانس ابن مالك رضي الله عنهم فقال نعم ها هنا يشير الى رواية جمع فيها المصنف رحمه الله عددا من الاسانيد روايات في سياق واحد وراوي هذا السياق في معظمه خالد بن معدان على ان بعض هذه الالفاظ رويت عن ابي ذر كما اخرج الدارمي وغيره وعن شداد ابن اوس فيما اخرج ابو نعيم وعن انس ابن مالك فيما اخرج اصله الشيخان في البخاري ومسلم فهذه الرواية الطويلة التي ستسمعون الان هي جزء مما يشهد لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما خصه الله تعالى به وما اجتباه وما حباه وما رفع به قدره عليه الصلاة والسلام في رواية ذات طول تعددت الالفاظ تحكي صفحة من سيرته في طفولته قبل نبوته صلى الله عليه واله وسلم. نعم فقال نعم انا دعوة ابي ابراهيم عليه السلام يعني قوله ربنا وابعث فيهم رسولا منهم وبشرى عيسى عليه السلام ورأت امي حين حملت بي انه خرج منها نور اضاء له قصور ببصرى من ارض الشام. واسترضعت في بني سعد بن بكر. فبين انا مع اخ لي خلف بيوتنا ترعى وهما لنا اذ جاءني رجلان عليهما ثياب بيض. وفي حديث اخر ثلاثة رجال بتسط من ذهب مملوءة ثلجا فاخذاني فشقا بطني. قال في غير هذا الحديث من نحر الى مراقب بطني ثم استخرج منه قلبي فشقاه فاستخرج منه علقة سوداء فطرحاه ثم غسل قلبي وبطني بذلك الثلج حتى انقياه. قال في حديث اخر ثم تناول احدهما شيئا فاذا بخاتم في يده من نور من نور يحار الناظر دونه. فختم به قلب فامتلأ ايمانا وحكمة ثم اعاده مكانه. وامر الاخر يده على مفرق فالتأم. وفي رواية ان جبريل قال قلب وكيع اي شديد. فيه عينان تبصران واذ تسمعان ثم قال احدهما لصاحبه زنه بعشرة من امته. فوزنني فرجحتهم ثم قال زنه بمائة من امته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بالف من امته وزنني بهم فوزنتهم ثم قال دعه عنك. فلو وزنته بامته لوزنها صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم. واي والله لو وزن بالامة لوزنها عليه الصلاة والسلام. بكل ما افي الامة من صالحيها وعبادها وعلمائها وكل اهل الخير فيها. لم لا يزنهم عليه الصلاة والسلام وهو نبي الله وحبيبه ورسوله ومصطفاه. وكل ما في موازين عباد الامة وعلمائها وصالحيها من حسنات وخيرات واجور وصالحات وطاعات فانما هي بفضل الله جاءتهم على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو وزن بالامة جميعا لرجحهم. صلوات ربي وسلامه عليه. الحديث كما سمعتم يا كرام فيه رواية جاء في اولها ان دعوة ابي ابراهيم وبشرى عيسى. وقد تقدم هذا في مجلس ليلة الجمعة الماضية. دعوة ابراهيم لما بنى الكعبة فقال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم فاجاب الله دعوته. فكان النبي المبعوث منهم هو محمد بن عبد لا صلى الله عليه واله وسلم. واما قوله وبشرى عيسى فما جاء ايضا في سورة الصف. واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه احمد فهو دعوة ابراهيم وبشرى عيسى عليهم السلام جميعا هذا الحد لا ينبغي ان تقف عنده بلفظ هذا النص. فتقول نعم هو دعوة ابراهيم والمقصود تلك الاية وبشرى عيسى مقصود تلك الاية المعنى اكبر من هذا. المعنى انه عليه الصلاة والسلام بلغت بلغ شأنه عند ربه عز وجل ان تتصل به دعوات الانبياء ورسالات الرسل عليهم السلام. على امتداد الزمان وتباعد القرون. كم بين عيسى عليه السلام وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة قرون قرابة ستة قرون ومع ذلك يبشر به لانه بشارة للكون للبشرية جمعاء فتتقدم البشارة به قبل مولده بمئات السنين عليه الصلاة والسلام. كم بينه وبين ابراهيم عليه السلام اجيال وقرون متباعدة. فلما يكون دعوة ابراهيم عليه السلام وهو خليل الله. فقط لتعلم من هو رسولنا صلى الله عليه وسلم فيمتلئ قلبك والله تعظيما لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفرحة العظيم وفرحة لك انت بانتسابك الى امته وانك من اتباع دينه وشريعته وانه نبي امتك عليه والسلام. ثم جاء في تتمة الحديث الجزء الذي ساق المصنف رحمه الله تلك الروايات عن خالد وانس وشداد وابي ذر في بيان وجه الفضل في في المرحلة التي سبقت نبوته بل في مبادئ طفولته وصباه. قال عليه الصلاة والسلام ورأت امي حين حملت بي انه خرج منها نور اضاء له قصور بصرى وبصرى في جنوب الشام. واسترظعت في سعد بن بكر فبين انا مع اخ لي. من اخوته من الرضاع من ابناء حليمة السعدية. خلف بيوتنا ارعى بهما لنا يعني شياها اذ جاءني رجلان عليهما ثياب بيظ. يشير الى حادثة شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم واتيان الملكين اليه في تلك المرحلة من طفولته وصباه وحادثة شق الصدر التي من خافت حليمة ووجلت واشفقت فاعادته الى امه خشية ان يصيبه مكروه وهو في حضنها وفي رظاعها فحكى عليه الصلاة والسلام تلك الحادثة قال وفي حديث اخر ثلاثة رجال جاؤوه بقسط وهو الاناء الذي تغسل فيه الملابس ونحوها من ذهب مملوءة ثلجا فاخذاني فشقا بطني. قال في غير هذا الحديث من نحري الى مراقب بطني. يعني ابتدأ الشق من اعلى صدره عليه الصلاة والسلام. الى مراق بطنه الى جلدة البطن ولحمه فشق الصدر بطوله الى البطن نحو الاسفل. قال ثم استخرج منه قلبي. فشقاه فاستخرج منه علقة سوداء فطرحاها. وجاء في رواية في الصحيح قال فهذا حظ الشيطان منه فنزع منه منذ طفولته صلوات الله وسلامه عليه. قال ثم غسل قلبي وبطني. بذلك الثلج حتى انقياه يعني حتى جعلاه نقيا. قال في حديث اخر ثم تناول احدهما شيئا اخذ نحو شيء بيده قال فاذا هو بخاتم في يده من نور يحار الناظر دونه يعني يحتار الناظر اليه من ضيائه ونوره قال فختم به قلبي فامتلأ ايمانا وحكمة ثم اعاده مكانه وامر الاخرين يده على مفرق صدري فالتأم. يعني التأم موضع الشق فلم يبقى له اثر ولم يعد منه عليه الصلاة والسلام ما يخشى منه وفي رواية ان جبريل قال قلب وكيع يعني شديد والمقصود بالشدة قوته وصلابته وثباته. قال قلب وكيع يعني شديد فيه عينان تبصران واذنان تسمعان. ثم قال احدهما لصاحبه زنه بعشرة من امته. يعني ضعه في كفة في الميزان وضع في الكفة الاخرى عشرة رجال من امته. ففعل قال فوزنني فرجحتهم ثم قال زنه بمائة من امته. قال فوزنني بهم فوزنتهم. يعني ثقل وزنه في الميزان على مئة من امته عليه الصلاة والسلام قال الملك ثم زن ثم قال زنه بالف من امته. قال فوزنني بهم فوزنتهم. فقال الملك لصاحبه دعه عنك فلو وزنته بامته لوزنها صلوات ربي وسلامه عليه. وقد تقدم ذلك. الحديث بروايته اخرجه ابن اسحاق في سيرته والحافظ ابن كثير وجود اسناده وهو بعض الفاظه مخرجة في الصحيحين. كما من رواية انس وبعضها عند ابن حبانة واحمد وابي يعلى وغيرهم من اهل الحديث رحمة الله عليهم اجمعين. لكن الحديث بمجموع رواياته وسياقة لفظه الذي سمعته صححه الحاكم في المستدرك ووفى وافقه الذهبي وقد سمعت من حكى من اهل العلم صحة الحديث بمجموع الفاظ نعم قال رحمه الله تعالى قال في الحديث الاخر ثم ضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني يعني يعني بعد ان انتهوا من غسل قلبه عليه الصلاة والسلام واعادته ثم التئام شق صدره عليه الصلاة السلام قال ثم ضموني الى صدورهم نعم قال في الحديث الاخر ثم ضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وما ان عيني ثم قالوا يا حبيب لم ترع. انك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك وفي بقية هذا الحديث من قولهم ما اكرمك على الله ان الله معك وملائكته قال في حديث ابي ذر فما هو الا ان وليا عني فكأنما ارى الامر معاينة نعم بعدما حكى القصة قال ثم ضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني ثم قالوا يا حبيب لم ترع قبلت الملائكة رأسه وبين عينيه عليه الصلاة والسلام ولو كان بين ايدينا والله لقبلنا رأسه ويديه وما بين عينيه هذه ملائكة الله عليهم السلام عرفت قدره عليه الصلاة والسلام فقالوا يا حبيب لم ترع يعني لم تخف وليس في شيء مما حصل يدعو الى الفزع لكنه التهيئة لامر عظيم. ارهاص لحادث جليل. الاصطفاء البعثة والرسالة النبوة وشمسها التي ستشرق على الكون. قالوا يا حبيب لم ترع انك لو ما يراد بك من الخير لقرت عينك. ما اكرمك على الله. ان الله معك وملائكته. ثم قال في حديث ابي اذا فما هو الا ان وليا عني فكأنما ارى الامر معاينة. يعني هو بين الحلم واليقظة لكنه يحكي ذلك حتى يراه رأي عين فلم يكن خيالا مر به عليه الصلاة والسلام ولا طائف من منام لكنه رآه رأي معاينة ثم كانت القضايا التي حصلت في بعثته ومبادئ نبوته حتى انزل الله عليه الوحي بغار حراء. اقرأ باسم ربك الذي خلق. نعم ثم قال رحمه الله وحكى ابو محمد مكي وابو الليث السمرقندي وغيرهما رحمهم الله ان ادم عند معصيته قال اللهم بحق محمد اغفر لي خطيئتي ويروى تقبل توبتي فقال الله فقال له الله من اين عرفت محمدا؟ قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله. ويروى محمد عبدي ورسولي. فعلمت انه اكرم خلقك عليك فتاب الله عليه وغفر له. وهذا عند قائله تأويل قوله تعالى فتلقى ادم ربه كلمات فتاب عليه. وفي رواية الاجر قال فقال ادم لم فقال ادم علي السلام لم خلقتني؟ لما خلقتني؟ لما خلقتني رفعت رأسي الى عرشك فاذا مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله. فعلمت انه ليس احد اعظم قدرا عندك مما جعلت اسمه مع اسمك فاوحى الله اليه. وعزتي وجلالي انه لاخر النبيين من ولولاهما خلقتك. قال وكان ادم يكنى بابي محمد. وقيل بابي البشر. نعم هذه الاثار التي ساقها المصنف رحمه الله عن بعض اهل العلم كمكي وابي الليث السمرقندي لم يسق المصنف لها اسنادا وهذه الاثار لا يعول على شيء منها لانها من الغيبيات. والغيب متوقف علمه على الوحي فما كان غيبا من شأن الانبياء السابقين والامم الخالية او شأن السماء وما يحدث فيها او علم الاخرة كل ذلك متوقف كن على ثبوته بخبر الوحي اما بآية في كتاب الله او بحديث في سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اما انه قلنا مرارا ان نبينا عليه الصلاة والسلام عظيم القدر. ومن تمام تعظيمه عليه الصلاة والسلام نقف عند حدود ما بين لنا فيما يتعلق بشأنه وعظيم قدره. وتجاوز ذلك الى ما لم يثبت به دليل من التي لا يرضاها هو عليه الصلاة والسلام. وتعظيمنا الصادق له يقتضي الوقوف عند حدود ما اذن لنا عليه الصلاة والسلام وما بينه لنا من حفاوة ربه به وجليل قدره عنده عليه الصلاة والسلام. في هذا الاثر ان ادم فلما عصى الله عندما اكل من الشجرة عليه السلام قال اللهم بحق محمد اغفر لي خطيئتي او تقبل توبتي فقال الله له من اين عرفت محمدا؟ قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله. وفي رواية محمد عبدي ورسولي قال ادم فعلمت انه اكرم خلقك عليه فتاب الله عليه وغفر له. قال القاضي عياض وهذا عند قائله هو تفسير قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه. والصحيح والراجح الذي عليه المفسرون وجماهير اهل العلم ان الكلمات المقصودة في قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه هو ما ذكر الله في الاية الاخرى قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين هذه الكلمات التي الهمها الله ابانا ادم عليه السلام. فاستغفر بها الله فغفر الله له ومحى عنه خطيئته وعفا انه زلته وعصيانه. قال وفي رواية الاجري في رواية الاجردي فقال ادم لما خلقتني يعني لما سأله الله كيف عرفت محمدا قال رفعت رأسي الى عرشك فاذا مكتوب فيه لا اله الا الله الى اخر الرواية وفيها ولولاه ما خلقتك مثل هذا يا كرام في اثبات نسبته كلاما الى رب العزة والجلال يحتاج الى توقف على نص صحيح اما اية كتاب الله او حديث صحيح النسبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والا فلا يسعنا والله ان نجترئ في نسبة قول الى رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يثبت عندنا انه قاله فكيف بنسبة قول الى ربنا سبحانه وتعالى في حديث قدسي لم يثبت عندنا قوله فما توقف على ذلك توقفنا عنده والعلم عند الله. نعم قال رحمه الله تعالى وروي عن سريج ابن يونس رحمه الله انه قال ان لله ملائكة سياحين عيادتها كل دار فيها احمد او محمد اكراما منهم لمحمد صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم وبارك عليه. هذا ايضا من ذاك القبيل. هذا اثر يروى عن بعض اهل العلم عن سريج بن يونس انه قال ان لله ملائكة سياحين يعني تنتشر في ارض الله يبعثها الله عز وجل. لتقضي امرا من اوامر الله جل جلاله. قال عيادتها وفي نسخة ان عبادتها كل دار فيها احمد او محمد. اكراما منهم لمحمد صلى الله عليه وسلم. والمعنى ان الله وكل بعظ ملائكته الكرام عليهم السلام لاتيان البيوت التي يوجد من اولادها وابنائها واهلها من تسمى باحمد او بمحمد فيخصونهم بعناية واكرام ورعاية وحفظ بامر الله جل جلاله اكراما لهذا الاسم لان صاحبه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا ليس حديثا مرفوعا لنبني عليه حكما شرعيا وثانيا ليس له سند كما رأيت انما هو من كلام بعض اهل العلم وربما كان مأخوذا من شيء من الاثار التي لا تصح نسبتها الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. والصحيح يا كرام ان حفظ الله لا يتعلق بالاسماء اذا اراد الله ان يحفظ عبدا ويسوق له من اسباب التوفيق وفتح الابواب ما تقر به عينه وينشرح وترفرف السعادة على حياته فليست باسم يتسمى به او يسمي به اولاده بالله عليكم ماذا ينفع الرجل ان يتسمى هو او يسمي ولده بمحمد او باحمد ثم هو بعيد عن هديه عليه الصلاة والسلام. بل ربما كان مفرطا في جنب الله غارقا في الفواحش والكبائر والاثام. بالله عليكم ايغني عنه اسمه بمحمد صلى الله على نبينا ايغني عنه تقصيره وبعده وتفريطه في جنب الله ابدا بل دلت نصوص الشريعة وقواعدها الغراء ان الله عز وجل من حكمته وعدله ورحمته بخلقه ان جعلهم موكولين الى اعمالهم. اليس هو القائل جل جلاله في الحديث القدسي يا عبادي انما هي اعمالكم. احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. انما هي اعمالكم ولم يقل اسماؤكم قال فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. لسنا ننكر يا كرام انه ما زال المسلمون يحبون في تسمية اولادهم التسمية بمحمد واحمد تبركا وتشرفا وفرحة بهذا الاسم لارتباطه برسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا الحب عظيم مقدر في النفوس وما من شك ان الاب او الام الذين يسمون ولدهم بمحمد حبا في هذا الاسم ورغبة انهم في طيلة ايام تربيته ونشأته في البيت ينادونه يا محمد خذ يا محمد تعال يا محمد اذهب فيكثر على السنتهم بين شفتيهم ذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبطا باسم ولد يعيش معهم في البيت. لا شك ان هذا معنى لطيف انه ليس هو المعول كما اسلفت. جميل يا قوم ان نحب الاسم. جميل ان نسمي به اولادنا لكن الاعظم والاوجب ان نربي اولادنا على خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام. ان ننشئهم على سنة هذا الحبيب عليه الصلاة سلام ان نزرع في قلوبهم حبه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام ان يترعرع احدهم وينشأ ناشئهم قد امتلأ سمعه وبصره وفؤاده من ذكر الحبيب عليه الصلاة والسلام في بيته. وفيما يرى من احوال امه وابيه واخوته وفيما يرى من الحرص على تطبيق السنن وتعاهدها والدعوة اليها واجلال السنة والحرص على تطبيقها ودعوة الناس اليها هذا اعظم والا فانه ليس يخلو قلب مسلم من حب رسول الله عليه الصلاة والسلام وحب اسمه والتسمي به او تسمية الاولاد باسمه كل ذلك عظيم لطيف لكن الاوجب والاعظم والاكثر اثرا هو ما اشرت اليه. نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابن قانع القاضي عن ابي الحمراء رحمهم الله قال قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم لما اسري بي الى السماء ده مكتوب اذا على العرش مكتوب لا اله الا الا الله محمد رسول الله. ايدته بعلي. نعم هذا حديث لا يصح سندا ولا يثبت. بل قال شيخ الاسلام هو كذب الموضوع. وقال الحافظ ابن حجر هو موظوع. وكذا قال الامام الذهبي هو مختلق. وقد وضعه بعظ غلاة الشيعة في لرفع شأن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقد جاء في اخره محمد رسول الله ايدته بعلي لا شك انه مؤيد بالصحابة الكرام بابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عن الجميع. لكن اثبات حديث ننسبه قولا لرسول الله عليه الصلاة سلام فانا نستحضر فيه الوعيد الشديد من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار صلى الله عليه واله وسلم قال رحمه الله وفي التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وكان تحته كنز لهما قال لوح من ذهب فيه مكتوب عجبت لمن ايقن بالقدر كيف ينصب! عجبت لمن ايقن انا بالنار كيف يضحك عجبا لمن يرى النار وتقلبها باهل. الدنيا عجبا لمن يرى الدنيا وتقلبها باهلها كيف يطمئن اليها. انا الله لا اله الا انا. محمد عبدي ورسولي نعم هذا ايضا من قبيل تلك الاسرائيليات التي تروى في قصة موسى عليه السلام مع الخضر. فلما اتيا الى جدار الايتام وكان تحته كنز لهما. جاء في تفسير هذا الكنز ما سمعت. قال لوح من ذهب فيه العبارة التي سمعت قبل قليل وفي اخرها انا الله لا اله الا انا محمد عبدي ورسولي عليه الصلاة والسلام. نعم قال وعن ابن عباس رضي الله عنهما على باب الجنة مكتوب اني انا الله لا اله الا انا محمد رسول الله لا اعذب من قالها. هذا ايضا يحتاج الى اثبات سند عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد ذكر بعض من اعتنى بالكتاب انه لم يقف على اسناد نعم. وذكر انه وجد على الحجارة القديمة مكتوب محمد تقي مصلح وسيد وفي نسخة على الحجارة القديمة مكتوب محمد نقي تقي. مصلح وسيد امين. هذا ايضا من قبيل الاخبار والقصص والحكايات ذكر انه وجد على بعض الحجارة القديمة مكتوبة هذه العبارة. وهب انها رواية صحيحة وقصة ثابتة. لكننا والله بعدما ثبت في كلام الله جل جلاله هو اعظم عندنا من كتابة نجدها منقوشة على حجر قديم. او في اثار الامم السابقة شيء يحكي قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا يعدل من ذلك شيء ابدا ما اثبت الله بوحيه في كتابه ايات تتلى الى يوم يوم القيامة وسورا تتتابع اياتها في عظيم قدر المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ولرحمه الله وذكر السمنطاري انه شاهد في بعض بلاد خراسان مولودا ولد على احد جنبيه مكتوب لا اله الا الله وعلى الاخر مكتوب محمد رسول الله. صلى الله عليه وسلم. وذكر اخباريون ان ببلاد الهند ببلاد الهند ببلاد الهند وردا احمر مكتوب مكتوبا عليه بالابيض لا اله الا الله محمد رسول الله اه. نعم. هذا ذكره بعض الاخباريين كما سمعت. بعض من ارتحل واتى البلدان فوصل الى خراسان. او في الهند اسمعت انه وجدوا وردا من لون احمر مكتوب عليه بالابيض لا اله الا الله محمد رسول الله. او ان مولودا ولد مكتوب على جنبه لا اله الا الله وعلى الاخر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول الملا علي رحمه الله يقول اذا ثبت ما سبق من كونه مكتوبا على العرش يعني في قصة ادم عليه السلام التي سبقت قبل لما سئل من اين عرفت محمدا؟ قال وجدت في ارجاء الجنة مكتوب. وفي رواية قال وجدته في العرش. يقول الملا علي رحمه الله يقول اذا ثبت ما سبق من كونه مكتوبا على العرش وغيره. بروايات معتبرة فلا يحتاج الى مثل هذه الرواية التي يحتمل ان تكون متعمدا. وصدق رحمه الله. يقول اذا ثبت فكيف اذا لم تثبت تلك الرواية فيما نسب الى العرش مكتوبا او في ارجاء الجنان. ما زلنا نقول عظيم قدر المصطفى عليه الصلاة والسلام. ثابت بما يستغني عن مثل هذه الروايات التي لا زمام لها ولا خطاب. والتي تحكى على افواه القصاص والاخباريين والرحالة ومثل لا نحكي عنهم دينا ولا نروي عنهم اثرا يتعلق بموقف شاهدوه او بقصة حضروها. فكل ذلك ساقه المصلي القاضي عياض لم؟ ساقه استئناسا ساقه بعد ان ذكر لك الايات والاحاديث والاثار فلا بأس ان يورد شيئا من ذلك على سبيل التلطف والاستئناس لا على سبيل الاحتجاج فان القاضي عياض رحمه الله اعلى قدرا وانبه الى مثل هذه القضايا التي تمت الاشارة اليها مرارا. نعم قال رحمه الله وروي عن جعفر بن محمد عن ابيه انه اذا عن ابيه اذا كان يوم القيامة نادى مناد الا ليقم من اسمه محمد. فليدخل الجنة لكرامة اسمه عليه السلام. نعم وروى وروى ابن القاسم في سماعه وابن وهب في جامعه عن مالك قال سمعت اهل مكة يقولون ما من بيت فيه اسم محمد صلى الله عليه وسلم الا نما الا نما ورزقوا. نعم وعنه وعنه عليه السلام ما ضر احدكم ان يكون في بيته محمد ومحمدان وثلاثة. كيف يكون في بيت محمد ومحمدان وثلاثة تسمي اولادك الاول محمد والثاني؟ محمد الثاني محمد والثالث؟ محمد الثالث. فاذا قلت يا محمد جاؤوك ثلاثتهم. الا ان تميزهم الاول او الثاني او الثالث. الحديث لا يصح. قوله ما ضر احدكم ان يكون في بيته محمد ومحمدان ظعفه الالباني رحمه الله وغيره من اهل العلم لعدم ثبوت سنده. لكن الاشارة الى ما ساقه قبل القاظي رحمه الله هنا عن الامام ما لك وعن آآ محمد ايضا آآ نعم عن محمد الباقر اذا كان يوم القيامة نادى مناد الا ليقم من اسمه محمد فليدخل الجنة بكرامة اسمه عليه السلام ابدا هذا يتعارض تماما يعني هذا ليس حديثا مرفوعا اولا. فان كان منقولا عن احد اهل العلم وعن احد من يؤخذ عنه الفتيا ونحوه فان هذا القول مرجوح. والراجح ما ذكره وقرره رسولنا عليه الصلاة والسلام. وهو القائل من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. هذا اذا كان النسب عريقا شريفا ينتمي ولو الى اليه عليه الصلاة السلام فكيف بمجرد الاسم لم يكون هذا معيار مفاضلة ولا كرامة بل ولا دخول الجنان. انما المعول عليه بعد صدق الايمان صلاح العمل. قال من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ومر بك قبل قليل. الحديث القدسي يا عبادي انما هي اعمال احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. والا فليس الظن بالله ان عبدا فرط وجنى واقترف واساء يدخل الجنة لمجرد اسم ليس له فيه اختيار سماه ابوه او سمته امه كل ذلك لا علاقة له بعمل يوزن به المرء ويحاسب عليه ثم ساق اثرا عن الامام مالك رحمه الله رواه بعض اصحابه الكبار الائمة ابن القاسم وابن وهب قال مالك وليس يروي الامام ممارك هنا حديثا وليس يروي فضيلة ولا منقبا. لكن يحكي تاريخا. قال سمعت اهل مكة يقولون ما من بيت فيه اسم محمد الا نمى ورزقوا. يعني يبارك لهم. وفي رواية اخرى في في عبارة ما لك رحمه الله ما من فيه اسم محمد الا رزقوا ورزق جيرانهم. يشير الى ان الاسم ببركته يرزق اهل البيت. لاحظ معي هو ليس اروي فظيلة للاسم هو يحكي واقعا ان اهل مكة يعتادون ذلك ويظنون ان للاسم بركة في تسمية اولاد ويعمدون الى مثل هذا. فلعله منذ زمن ما لك رحمه الله ولا يزال اهل مكة يحبون اسم محمد صلى الله عليه وسلم وهو المولود في ارضهم وديارهم وهو المبعوث فوق ثرى مكة عليه الصلاة والسلام. فهم احرى الامة واولاها بالحبيب عليه الصلاة والسلام. هم من اولى الامة تعلقا بسيرته وتعلقا ليس باسمه فقط بشأنه كله. اهل مكة هم اهل احرى واولى لانها ارضه عليه الصلاة والسلام. ويرون في مكة فوق كل شبر من ثراها. وفوق كل موضع من ارضها وتحت كل بقعة من سمائها يجدون فيها اثرا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. يستشعرون اذا ما ترددت خطواتهم حول وفي جنبات مكة فوق ارضها وتحت سمائها انها طرقات مشى عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم الى اكثر من خمسين سنة من عمره يتردد بين ارجاعها. فكم نزل الوحي؟ وكم ترددت ايات القرآن في هذا البلد الحرام؟ وكم عظم الله شأن هذا البلد فكل من اتى البلد الحرام ولد فيه وعاش ونشأ حق له ان يكون قلبه متعلقا بالدين جملة وبسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام خاصة باسمه بهديه بشأنه بسنته هذا الشأن والذي ينبغي ان يتواصى به اهل مكة ويعظ نواجدهم عليها واهل المدينة كذلك ذوو حظ عظيم بشأنه وسيرته صلوات ربي وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان الله نظر الى قلوب العباد فاختار منها قلب محمد عليه السلام فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته. هذا اثر ابن مسعود رضي الله عنه وقد قدم الحديث المرفوع بهذا المعنى هو تحقق الاصطفاء والاختيار والاجتباء نعم اختار الله قلب محمد صلى الله عليه وسلم من بين قلوب العباد واصطفاه من بين البشر وجعله صفوة وجعله عليه الصلاة والسلام حظيا وهو الحفي عليه الصلاة والسلام وربه عز وجل قد اعلى قدره ومكانته. قال ان الله نظر الى قلوب العباد فاختار منها قلب محمد عليه الصلاة والسلام فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته. والان اذا سمعت مثل هذا الاثر وتلك الروايات في اصطفاء الله لنبيه. والله غني عن خلقه. لكنه والله يدفعك دفعا الى ان تحب من احب الله وان يعلو في قلبك قدر انسان اصطفاه الله هذا الله جل جلاله خالق الخلق يصطفي واحدا من خلقه ويعلي شأنه فكيف هو في قلبي وقلبك عليه الصلاة والسلام؟ ما الواجب في قلوبنا معشر المؤمنين؟ وقد زادنا الله شرفا فجعلنا في امته. ورزقنا حبه واتباع سنته. ما شأننا؟ حقنا والله ان نكون اعظم البشر فرحا برسول الله عليه الصلاة والسلام. واحتفاء بشأنه وحبا له واتباعا لسنته وتمسكا بل وعظا بالنواجذ. هذا المعنى ينبغي ان ينبعث كلما وقفنا على جملة او عبارة في اية او حديث او اثر يشير الى هذا معنى في الاصطفاء والاختيار والرفعة على باقي الخلق وعلو القدر عند ربه جل جلاله فانما يعني هذا ان تني بهذا الباب وان نفسح في قلوبنا وعقولنا وافئدتنا متسعا لتعظيم قدر المصطفى صلى الله عليه وسلم حدا يتجاوز مجرد تطبيق السنة واتباعه واقتفاء اثره واتباع هديه في العبادة على نحو الذي صنع نفعل ذلك نعم ونحرص عليه نعم لكن نتجاوز ذلك الى تأسيس امر عظيم في القلوب هو مادة هذا الاتباع هو ركيزة ذلك الاستنان. هو منشأ ذلك الحرص على تطبيق السنة هو التوقير العظيم. هو الحب الجليل هو الوفاء التام لنبي الامة صلوات الله وسلامه عليه. قال رحمه الله تعالى وحكى النقاش رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما. قام خطيبا فقال يا معشر اهل الايمان ان الله قال تعالى فضلني عليكم تفضيلا وفضل نسائي على نسائكم تفضيلا الحديث. نعم والحديث ايضا اه ليس له سند يعزى اليه ليحكم عليه بصحة او ضعف. والحكاية هنا مرسلة حكى النقاش ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك. والاية المذكورة في سورة الاحزاب وهي ان الله عز وجل قال يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه. الى ان قال سبحانه وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا. ان ذلكم كان عند الله عظيما. فاشتمل اخر الاية على قدره عليه الصلاة والسلام وتعظيم قدر ازواجه رضي الله عنهن اجمعين امهات المؤمنين. وما كان قم ان تؤذوا رسول الله يعني في نفسه. ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا. امهات المؤمنين واحترام اقدارهن عظيم الاهتمام بشأنهن وحبهن رضي الله عنهن. فاشتملت الاية في سورة الاحزاب على عظيم قدره عليه الصلاة والسلام وعظيم قدر ازواجه رضي الله عنهن اجمعين. فساق القاضي عياض هنا عن النقاش هذا الحديث وان كان لا يصح سندا الا معناه صحيح. لما قال يا معشر اهل الايمان ان الله فضلني عليكم تفضيلا. وهذا صحيح. قال وفضل نسائي على يكون تفضيلا وحسب امهات المؤمنين من الفضل زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بهن. وحسبهن من الفضل امهات المؤمنين وحسبهن من الفضل رضى الله عز وجل للواحدة منهن ان تكون زوجة حبيبه صلى الله عليه وسلم حبيب الله وان تكون الواحدة منهن رفيقته في درب النبوة والبلاغ والرسالة. الا فشؤم لكل من تعدى على قدر واحدة من امهات المؤمنين. او انتقص اقدارهن ولا راعى حرمتهن فلا اقر الله عينا ولا ابقى الله نفسا تهنأ بحياة تتعدى على حرمات رسول الله عليه الصلاة والسلام. فتهزأ او تسخر او تحط من قدر اي واحدة من امهات المؤمنين. فساءت تلك الاقلام وشاهت الوجوه وخسئت الافواه وانكسرت الاقلام ويبقى عظيم قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام بعظيم ما حباه الله به وعظيم قدر من اتصل به من زوجة او صاحبة او ولد لعظيم شأنه عند ربه صلى الله عليه واله وسلم تم لنا هذا الفصل الاول من الباب الثالث وسنأتي تباعا على بقية فصول الكتاب بعون الله سبحانه وتعالى. هذه الليلة الشريفة حقها ان نغشاها بما ابتدأ الله لنا بها هذه الليلة من كثرة الصلاة والسلام على النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام نلهج به ليلتنا نحيي بها هذا المساء ولا وتنعش بها الارواح وتزهر بها البيوت والمنازل وتعمنا بها الرحمة وتغشانا النفحة ونصيب قدرا كبيرا من الخيرات والحسنات. ونحن نستشعر فضله العظيم وقدره الجليل عند ربه عليه الصلاة والسلام عدد الخلائق والنسائم والمدى صلى عليك الله يا علم الهدى يا خير من وطئ الثرى متواضعا ميمون الطليعة مرشدا. وكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم تؤتى بكل صيغة تجمع فيها بين الصلاة السلام عليه وافضل ذلك واعظمه الصلاة الابراهيمية التي نقولها في صلواتنا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى على ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم ارحم موتانا رحمة تغنيها بهم عن رحمة من سواك. اللهم اشفي مرضانا وعافي مبتلانا. اللهم انصرنا على من عادت وبغى علينا يا حي يا قيوم. اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله. واليك يرجع الامر كله. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. والحمدلله