واسأل الله تعالى ان ينفعنا به ومن كتبه او سمعه او قرأه او حفظه او نظر فيه جزاه الله خيرا سؤال للنفع واسعة يقول من ان ينفعه هو به وهذا ان شاء الله حاصل لان تأليفه اياه من من الدلالة على الهدى ومن دل على هدى فله مثل اجر فاعله ومن كتبه حتى الكاتب وظهروا قوله حتى من كتبه باجرة فانه فانه تناله دعوة هذا المؤلف المرجوة في الاجابة المرجوة الاجابة او سمع يعني وان لم يحفظه او قرأ او حفظه او نظر فيه ولو نظرة وهذا يدل على محبته لنفع المسلمين يعني بلغت الحال الى ان الذي ينظر في هذا الكتاب ولو نظرا نظرا يشمله دعاء مؤلف وان يجعله خالصا لوجهه الكريم موجبا للفوز لديه في جنات النعيم وهذا من من اخطر الاشياء واهمها وهو الاخلاص الاخلاص لا تظنوا انه سهل الاخلاص من اشق الاشياء على النفوس ولهذا كان من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة لكن اتدرون ان الاخلاص يستلزم ان يقوم الانسان بما توجبه هذه الكلمة العظيمة قال بعض السلف ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الاخلاص اين منا من يقوم يتكلم في الناس بمحاضرة او خطبة ويكون قلبه بريئا من ان يريد بذلك ان يبجله الناس وان يعرفوا علمه وان يعرفوا فضله قل من يكون كذلك بعض الناس يتكلم بالمحاضرات والخطب وما اشبه ذلك من اجل ان يعرف ويبرز وهذا مخلص ولا غير مخلص غير مخطط فالمسألة خطيرة للغاية ولهذا يجب علينا ان نفتش عن قلوبنا هل نحن مخلصون في اعمالنا في عباداتنا في طلبنا للعلم في كل احوالنا يجب فالمؤلف رحمه الله سأل الله عز وجل ان يجعل هذا الكتاب وجمعه في الصحيحين من او لبعض ما فيهما من احكام خالصا لوجهه الكريم موجبا للفوز لديه في جنات النعيم موجبا للفوز هل هناك عمل يوجب الفوز على الله بجنات النعيم الجواب نعم فيه بايجاب الله ذلك على نفسه كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم القرآن الكريم كلما تدبرته تعجبت كتب على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة الجهالة غير الجهل لان من فعل سوءا بجهل فلا اثم عليه اصلا لكن المراد بالجهالة السفاهة وكل من عمل سوءا فهو سفيه ومن يرى عن ملة ابراهيم الا ما شفع نفسه ودليل هذا قوله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بايش؟ بجهالة ثم يتوبون من قريب والمراد بالقرب هنا ما قبل الموت طيب يقول عز وجل ان من من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح كانه غفور رحيم اعطانا الله تعالى رجاء ولم ولم يعطنا جزما لهذا الذي تاب وعمل الصالح بمعنى انه لم يقل فاني اغفر له قال فان الله فان ربك غفور نعم فانه غفور رحيم وهذا الوصف لا شك ان من عمل سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح يدخل فيه لكن الله عز وجل لم يذكره بالعين لان لا يأخذ الانسان طمع لا يغتر ويعجب بنفسه ويقول خاصة يعني غفر لي يعني امنت لاني تبت وعملت صالحا وهذي من بلاغة القرآن نسأل الله ان يغفر لنا ولكم جميعا يقول ابن القيم يقول الشاعر قبل ابن القيم ما للعباد عليه حق واجب الا ولا عمل لديه ضائع ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع لكن ابن القيم رحمه الله اتى بها بهذين البيتين في النونية وادخل فيهما شرطا مهما فقال ما للعباد عليه حق واجب هو اوجب الاجر العظيم الشامل يعني ما هو لسنا نحن الذين نوجب على الله بل هو الذي اوجب ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله والفضل للمنان قبله كلا ولا عمل كلا ولا عمل لديه ضائع ان كان بالاخلاص والاحسان الاحسان المتابعة ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله والفضل المنان طيب يلا في واحد اخذها من الرياض ايه نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء واله وصحبه اجمعين. قال ابن معاذ رحمه الله تعالى كتاب الصحابة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات والرواية بالنية وانما لكل امرئ ما نوى. ومن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته والى دنيا يسركم اعوذ بالله يتزوجها فهجرته الى ما خرج والديه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احبب حتى يتوضأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ الان القراءة في متن عمدة الاحكام الذي جمعه الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله مما اتفق عليه البخاري ومسلم وليعلم ان المستدل بالسنة يحتاج الى امرين الامر الاول هبوط السنة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن ثم احتاج العلماء الى معرفة الرجال ومعرفة المصطلح او وضع المصطلح لاجل ذلك والامر الثاني دلالة النص على الحكم فلا بد من امرين الامر الاول ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم والامر الثاني دلالة النصر على الحكم اما القرآن الكريم فلا يحتاج الى الاول لانه ثابت بالتواتر لكنه يحتاج الى الثاني وهو وهو دلالة الاية على الحكم قال المؤلف رحمه الله تعالى اكثر الطهارة الطهارة يراد بها طهارة القلب وطهارة البدن وتكلمنا عليها فيما سبق وبدأ المؤلف رحمه الله بحديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اقتداء بالبخاري رحمه الله حيث بدأ بهذا الكتاب واستشعارا بتصحيح النية في من بدأ بعمل وتنبيها للقارئ على حسن النية والاخلاص فهذه ثلاثة امور لاحظها والله اعلم فان لم يكن لاحظها فهي ملاحظة الاول اقتداء بامام المحدثين البخاري رحمه الله. الثاني الاستشعار باخلاص النية عند بدء العمل تذكير القارئ او الحافظ لهذا الكتاب بان يخلص النية لله عز وجل قال عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وفي رواية بالنية الاعمال بالنيات جمع مقابل بجمع والرواية الثانية انما الاعمال بالنية جمع مقابل بمفرد وفائدة اتيان المؤلف بالرواية الثانية والاشارة الى ان كل عمل بنية فيكون معنى انما الاعمال بالنيات يعني انما كل عمل بنية فهذا وجه اتيان المؤلف في الرواية الثانية في الافراد الرواية الاولى قلنا مقابلة ايش كم بجنب والثاني مقابل الجمع بمفرد اشارة الى ان هذا المفرد لابد ان يوجد بكل مفرد من افراد الجمع وقالوا بالنية النية هي القصد فما معنى قوله انما الاعمال بالنيات؟ هل المعنى انه لا عمل الا بنية او المعنى انما صحة الاعمال بالنيات او المعنى انما ثواب الاعمال بالنيات الجواب ان اللفظ على ظاهره انما الاعمال بالنيات يعني لا عمل الا بنية وذلك لان كل انسان كل انسان عاقل مختار يعمل عملا فلابد ان يكون مصحوبا بنية. هذا هو معنى الجملة الاولى كل انسان عاقل يعمل عملا على وجه الاختيار فانه لابد ان يكون عمله مقرونا بالنية ولابد ولا يمكن ان يعمل انسان عاقل عملا باختياره بدون نية اطلاقا ولهذا قال بعض العلماء لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق وصدق رحمه الله واذا قررنا هذا الاساس تبين ان ما يتوهمه بعض الموسوسين انهم يعملون اعمالا دون ان ينهوا فهو وهم لا حقيقة له ثم ثم بين عليه الصلاة والسلام ان لكل امرئ ما نوى وهذا هو الذي يحصل به التمييز انما لكل امرئ ما نوى الاول قلنا انه امر واقعي ضروري لا عمل الا بنية. الثاني هو الذي يترتب عليه الاحكام وهو ماذا تنوي ما ما الذي تنويه قد يعمل الرجل الرجل ان عملا واحدا وتختلف نيتهما فيه كما سيأتي في المثال الجملة الاخيرة هي التي عليها المدار ماذا نويت؟ ولهذا قال وانما لكل امرئ ما نوى يعني ما لكل امرئ الا ما نوى من خير او شر او دنيا او اخرى وبهذا نعرف ان الجملتين ليستا جملة واحدة في المعنى لماذا لان الاولى لبيان الواقع انه لا عمل الا ابني والثاني لبيان القصد وان الناس يختلفون فيه ولكل امرئ ولكل امرئ ما نوى ثم ضرب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مثلا بالهجرة فقال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله الهجرة من الهجر وهو الترك والمراد بها الانتقال من من البلد من بلد الانسان الى بلد اخر وعرفها بعضهم بما هو اخص فقال هي الانتقال من بلد الكفر الى بلد الاسلام وقد حصلت الهجرة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام من مكة الى المدينة ثلاث مرات او مرة واحدة ثلاث مرات من مكة الى المدينة من لا من مكة الى غير مكة الى غير مكة. ثلاث مرات الهجرة الى الحبشة مرتين والهجرة الى المدينة الثالثة اما الهجرة الى المدينة فهي مرة واحدة المهاجرون يختلفون منهم من يهاجر الى الله ورسوله وهي وهي الهجرة الى دين الله ولهذا اتى بالواو الدالة على الاشتراك الى الله ورسوله لان الهجرة الى الله ورسوله الى الدين والدين كان من الله ورسوله لانه من عند الله عز وجل والرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ له وربما يأتي بشرع يعني شيء جديد يقره الله عليه فهجرته الى الله ورسوله يعني فقد بلغ المقصود وحصل له ما يريد ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها وهذه الشهوة البطن او امرأة يتزوجها وهذه شهوة الفرج فهجرته الى ما هاجر اليه ولم يقل اذا الدنيا او المرأة بل قال الى ما هاجر اليه فاتى به مبهما قال اهل العلم وانما اتى به مبهما اشارة الى انحطاطه وانه ليس اهلا لان يذكر وهذا معنى لا بأس به معنى مناسب قسم النبي عليه الصلاة والسلام الهجرة الى قسمين باعتبار ايش النية القصد هجرة الى الله ورسوله وهجرة الى دنيا او امرأة وذلك بالقصد والا فالعمل واحد وهكذا يقال في بقية الاعمال فمن طلب العلم من طلب العلم لاقامة شريعة الله فهذا ينال الثواب ومن طلب العلم ليماري به السفهاء ويجاري به العلماء فليتبوأ مقعده من النار