بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وامام الانبياء وخاتم المرسلين. وحبيب رب العالمين وقرة عيون المؤمنين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته ومن تبعهم من الصحب والال والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الكرام فهذه ليلة الجمعة قد اقبلت. واقبل معها باب من التنافس والاسراع نحو الاستكثار مما ندبنا اليه صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فما ان تقبل ليلة الجمعة حتى تسابق المحبون من امته عليه الصلاة والسلام والصادقون في اتباع سنته والفائزون بهذا الحظ الكبير من الاجر والبركات وهم يستكثرون من الصلاة والسلام على امام الهدى وسيد الورى صلى الله عليه واله وسلم. ثم مجلسنا هذا لم يزل بفضل الله تعالى متتابعا منعقدا في مثل هذه الليلة من كل اسبوع نجد فيه متسعا في ذكر وشمائل وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. فيجد احدنا حظ فيجد احدنا حظا وافرا من الصلاة والسلام عليه في ليلة شريفة كهذه وفي مكان عظيم هو بيت الله الحرام وجوار كعبته المعظمة. احبتي الكرام هذا الباب الثالث الذي استفتحناه منذ ليال وقد خصه المصنف الامام القاضي عياض رحمة الله عليه بما ورد من صحيح الاخبار ومشهورها بعظيم قدر نبينا صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند ربه جل وعلا. وما خصه به في الدارين من الكرامة بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. انتهى فصل هذا الباب الاول وسنشرع في ما يعقبه من فصول الليلة ايها الكرام في باب من ابواب الكرامة وعظيم القدر للنبي المصطفى عليه الصلاة والسلام جعل له المصنف القاضي عياض فصلا باكمله يتحدث فيه عن كرامة الاسراء والمعراج. باعتبار انها من اعظم الكرامات التي ثبتت بها السنة ودل عليها القرآن الكريم. وجاءت تفاصيل احداثها في روايات متعددة الالفاظ كثيرة الطرق مختلفة العبارات لكنها تحكي حدثا عظيما. ساقه رب العزة والجلال لنبي الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام. اما ان المصنف القاضي عياض رحمه الله كان في غاية الحسن والترتيب البديع في كتابه لما جاء في هذا الباب فجعل اول فصوله التي تتحدث عن تلك الاخبار والروايات التي اشتهرت وتكاثرت طرقها وصحت لتحكي شيئا من عظيم القدر والمكانة لنبينا عليه الصلاة والسلام ان صدر ذلك بحادثة الاسراء فجعل لها فصلا يتحدث فيه عن الفاظ هذا الحديث. ورواياته وعباراته وما اشتملت عليه من عظيم القدر ولمكانتي لنبينا صلى الله عليه واله وسلم. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق السبع الطباق وحمل نبيه على دابة البراق. والصلاة والسلام على متمم مكارم الاخلاق. وعلى اله وصحبه ومن فاثرهم الى يوم التلاق. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه والمسلمين والاحبة والرفاق. قال مصنف رحمه الله تعالى فصل في تفضيله بما تضمنه كرامة تضمنته كرامة الاسراء من المناجاة والرؤية وامامة الانبياء والعروج به الى سدرة المنتهى. وما رأى من ايات ربه الكبرى. ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم قصة الاسراء وما انطوت عليه من درجات الرفعة مما نبه عليه الكتاب العزيز وشرحته صحاح الاخبار قال تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله. لنريه من انه هو السميع البصير. نعم. هذا هو بداية ما ساقه المصنف رحمه الله وفي هذا الفصل الذي جعله كما اسلفت مخصصا لحادثة الاسراء. وقد اشار رحمه الله تعالى الى ان قصة الاسراء نبه عليها الكتاب العزيز وشرحته صحاح الاخبار. وهو كذلك. فان الذي جاء في القرآن الكريم ليس هو تفاصيل حادثة الاسراء والمعراج وما حصل فيها لكنها الاشارة اليها اجمالا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا. لكن كيف كان الاسراء؟ وماذا حدث في هذه الرحلة العجيبة وما الذي تضمنه العروج الى سابع سماء؟ كل ذلك تكفلت ببيانه. روايات السنة الصحيحة التي سيسوقها المصنف رحمه الله قريبا. وجاء ايضا في سورة النجم كما سيأتي ذكره بعد قليل. لما يقول ربنا سبحانه وتعالى افتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى اذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من ايات ربه الكبرى صلوات ربي وسلامه عليه. احبتي الكرام امة محمد عليه الصلاة والسلام. وانتسابنا الى امته واتباع شريعته والتصديق بدعوته يستلزم المؤمن بما جاء به الا وان مما اخبر به عليه الصلاة والسلام ودل الامة عليه وحدثهم به من علم الغيب الذي ليس لنا الا قبوله وتصديقه قصة الاسراء. وما حدث فيها فانها حدث عظيم جليل. يا كرام قصة الاسراء تثبت صدق نبوته عليه الصلاة والسلام فانها معجزة. واية عظيمة باهرة. هذا اولا واما ثانيا فان حادثة الاسراء حادثة تكريم واجلال وتشريف لنبينا عليه الصلاة والسلام وكيف ذاك؟ لو كانت مجرد معجزة لكان يكفي فيها ان يسرع به عليه الصلاة والسلام في ساعات من ليلة من مكة الى المسجد الاقصى ثم يعود. وهذا وحده معجزة باهرة ان يبلغ ما يبلغه المسافر انذاك في ايام وليالي متتابعات يبلغه في اثناء ليلة ويعود عليه الصلاة والسلام. لو كانت مجرد معجزة تثبت صدق نبوته لكان هذا القدر كافيا. لكن اخبرني ما الذي اشتمل عليه العروج من هناك الى سابع سماء لقاء الانبياء وتفتح ابواب السماء والترحاب به بين كل سماء وسماء ثم العروج الى مبلغ ما وصل اليه قبله ملك مقرب ولا نبي مرسل ليناجيه ربه فيحدثه ويشرع له فريضة الصلاة هذه وهذا هو حقيقة مناط التكريم الالهي لنبينا عليه الصلاة والسلام في قصة الاسراء والمعراج. اذا هي ليست مجرد معجزة واية باهرة فحسب بل هي فوق ذلك كرامة عظيمة والله لنبينا عليه الصلاة والسلام جليل ورفعة قدر وعظمة تربع على عرشها نبينا عليه الصلاة والسلام بما حباه الله به في قصة الاسراء والمعراج. حادثة الاسراء ثالثا ايضا هي تشريع لنا امة الاسلام حيث شرعت فيها اعظم فرائض واجل اركانه وهي الصلاة. انها فريضة السماء التي ما شرعت لا في مكة ولا المدينة. لا في بيت ولا مسجد ولا طريق ولا رؤية في منام. بل كانت وحيا اوحاه الله جل وعلا الى نبيه عليه الصلاة والسلام. هناك فوق سابع سماء فكانت حادثة الاسراء في معناها الثالث تشريع شريف جليل لنا امة الاسلام في شريعتنا نفخر به اعتز ان لنا في ديننا من العبادات والفرائض ما كلف الله تعالى به امة الاسلام ليس فوق الارض التي يمشي عليها ايها البشر بل هناك عند السماوات التي ينتظر فيها موعد اهل الصلاة بدخول الجنان. حادثة الاسراء رابعا صعود مبكر الى السماء لنبي الامة عليه افضل الصلاة واتم السلام. اما ان الحياة هنا على الارض يوشك ان تنتهي يوما ما ولما هبط ابونا ادم عليه السلام وامنا حواء بامر الاله قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ومنذ تلك اللحظة انتقلت حياة بني الانسان على هذا الصعيد على الارض وما زالت البشرية تتعاقب جيلا بعد جيل الارض وهم يتعاقبون عليها. ولن يعود ابن ادم الى السماء ولن يورث الجنان الا اذا اذن الله لهذه الدنيا بالفناء والزوال لكن صعود نبينا عليه الصلاة والسلام في حادثة الاسراء والمعراج كان صعودا مبكرا قبل ان يحين ذلك الرحيل والعودة الى المساكن الاولى. انه صعود يستفتح لنا به عليه الصلاة والسلام ابواب الجنان. وهي وفأل عظيم تحيا به قلوب اهل الاسلام ان نبينا عليه الصلاة والسلام قد سبقنا في حياته قبل الممات صعد الى السماء واطلع من الايات الكبرى كما حكى القرآن على ما يمكن ان تثلج به صدور اهل الاسلام. وهم يرون في قصة اسراء والمعراج معاني اكبر من كونها اية. ومعجزة باهرة هي بازاء ذلك امور عظيمة متعددة ومن هنا كانت حادثة الاسراء حدثا عظيما في تاريخ الاسلام. ويعتني بها المسلمون فيعلمونها اجيالهم ويقفون على ما ورد فيها ويملأون بها عقائد قلوبهم ويعيشون عليها وحيا وشريعة ودينا عظيما. قصة الاسراء كما سيورد المصنف رحمه الله بعض طرقها والفاظها. وقال تعالى والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى. علمه شديد القوى. ذو فاستوى وهو بالافق الاعلى. ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين او ادنى. فاوحى الى عبدي بهما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. افتمارونه على ما يرى؟ ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. اذ يغشى السدرة ما يغشى. ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من ايات ربه الكبرى. حادثة الاسراء يا امة الاسلام. فيها شاهد لكرامة رسول الله صلى الله عليه سلم عند الله وفيها دلالة على عظيم قدره عند خاطر الارض والسماء. اسمع قول الله عز وجل ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. فخلد القرآن حادثة الاسراء في هاتين الايتين مع ما سبق في اية سورة الاسراء. وهذا موضع الشاهد ها هنا في ايات النجم. لكن حسبك ان تتأمل في سياق ايات النجم ما تقدم ذكره تفصيلا في الباب الاول من هذا الكتاب المبارك الشفاء. بتعريف حقوق المصطفى عليه الصلاة والسلام. فان المصنف هناك اورد هذه المواضع من الايات واطنب في بيان موضع الشرف والكرامة فيها لرسول الله عليه الصلاة والسلام لكن الذي اريد ان تقف عنده الان. قبل ان يحكي القرآن هذه الكرامة الالهية. ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى كان ما يسبقها من الايات وما يلحقها ثناء عظيما وتزكية عاطرة واجلال والله لنبينا عليه الصلاة والسلام يقسم ربنا والنجم اذا هوى. فيكون جواب القسم ما ظل صاحبكم وما غوى انه محمد عليه الصلاة والسلام. وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. هذا اثبات صدقه وتزكية خبره عليه الصلاة والسلام ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى يعني جبريل عليه سلام ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى. ثم تأتي الايات عقب حادثة الاسراء ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من ايات ربه الكبرى كانت حادثة الاسراء كانت حادثة الاسراء بحق اكراما لرسول الله عليه الصلاة والسلام ورفعة لقدره ثم فيها هذا الثناء الالهي العاطر. والتزكية الشريفة العظيمة التي ما كانت عبارة تقال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطويها الزمن كلا بل يخلدها القرآن. فتقرأها اجيال وتحفظها الصدور وتتلوها الافواه وتسمعها الاذان وتتردد اصداؤها في المحاريب والمنابر ويقرأ المسلمون جيلا بعد جيل عبر هذه القرون قول الله جل وعلا لقد رأى من ايات ربه الكبرى قول ربنا جل وعلا ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى. هذه قصة الاسراء تختلف بين ثنايا احداثه فيها تزكية وجلالا ورفعة قدر لنبينا عليه الصلاة والسلام فهي اذا ليست مجرد معجزة المعجزات التي يراد بها صدق نبوته عليه الصلاة والسلام. واثبات انه انه نبي يوحى اليه من رب الارض سماء بل هي مع ذلك كله في المعاني التي اشرت اليها. قال القاضي عياض حدثنا القاضي الشهيد ابو علي فلا خلاف فلا خلاف بين المسلمين في صحة الاسراء به صلى الله عليه وسلم. اذ هو نص القرآن وجاءت بتفصيله وشرح عجائبه وخواص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فيه احاديث كثيرة منتشرة. رأينا ان نقدم اكملها ونشير الى زيادة من غيره من غيره يجب ذكرها. قال القاضي عياض حدثنا القاضي الشهيد ابو علي والفقيه ابو بحر بسماع عليهما والقاضي ابو عبد الله التميمي وغير واحد من شيوخنا قالوا حدثنا ابو العباس العذري قالوا حدثنا قال حدثنا ابو العباس الرازي قال حدثنا ابو احمد الجنودي قال حدثنا ابن سفيان قال حدثنا مسلم ابن الحجاج مسلم هذا هو الامام صاحب الصحيح رحمه الله والمصنف يسوق هذا الحديث بسنده الى الامام مسلم والحديث مخرج في صحيح مسلم من رواية انس رضي الله عنه. نعم. قال حدثنا شيبان ابن فروخ قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اوتيت بالبراق وهو دابة ابيض طويل فوق الحمار ودون البغل. يضع حافره على على انتهى طرفي حافره عند يضع حافره عند منتهى طرف طرف طرفه يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى اتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الانبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين. ثم خرجت فجاءني جبريل باناء باناء من خمر واناء من لبن فاخترت اللبن. فقال جبريل اخترت الفطرة. ثم عرج بنا الى السماء. نعم. اذا حادثة الاسراء والمعراج كما يعلم الجميع ذات مرحلتين. المحراة الاولى هي الاسراء به عليه الصلاة والسلام من مكة. ومن هنا من جوار الكعبة المعظمة تحديدا كما قال الله من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. هذه المرحلة الاولى اسراء عجيب عظيم. من مكة الى بيت المقدس. وهو كما سمعتم في هذه المرحلة قال اوتيت بالبراء وهو دابة ابيظ طويل فوق الحمار ودون البغل. يقصد في حجمه وعظمة جسمه هو اكبر من الحمار واصغر من البغل. يضع حافره عند منتهى طرفه. يعني حيث يبلغ بصره هذا هو موضع خطوة من خطواته. يضع حافره عند منتهى طرفه. فلا غرو اذا ان يقطع عليه الصلاة والسلام هذه المسافة الشاسعة بالاف الاميال والامتار بين مكة وبيت المقدس في جزء يسير من الزمن قال يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى اتيت بيت المقدس فربطته حلقة التي يربط بها الانبياء كما جرت العدة ان يربط الراكب دابته بشيء حتى لا تذهب عليه. قال فربطته بالحلقة التي يربط بها الانبياء دوابهم. وذلك ان بيت المقدس ارض الانبياء عليهم السلام. قال ثم دخلت دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل باناء من خمر واناء من لبن. يخيره بينهما. قال فاخترت اللبن فقال جبريل عليه السلام اخترت الفطرة وفي هذا ايضا دلالة على صدق ما جبل الله عليه نبينا عليه الصلاة والسلام من سواء السبيل. والهداية والحق الذي جعل الله قلب نبينا عليه الصلاة والسلام مفطورا عليه من قبل البعثة حتى تهيأ للوحي والرسالة. قال ثم عرج بنا الى السماء. وهذه ثاني المرحلتين في حادثة الاسراء والمعراج. وهي العروج به من هناك من بيت المقدس الى السماء. ولهذا تسمى الحادثة حادثة الاسراء والمعراج. فالاسراء من مكة الى بيت المقدس. والمعراج من بيت المقدس الى السماء ذهابا وايابا وفيها من الاحداث والتفاصيل في الرواية ما يسوق المصنف الان طرفا منها ثم يأتي على بعض الروايات الاخر التي زادت عليها فيذكرها رحمه الله. ثم عرج بنا الى السماء فاستفتح جبريل فقيل من انت؟ قال جبريل. قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث اليه؟ قال قد بعث الي. ففتح لنا فاذا انا بادم صلى الله عليه وسلم فرحب بي ودعا لي بخير. ثم عرج بنا الى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من انت؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد. قيل وقد بعث اليه؟ قال قد بعث الي. ففتح لنا اذا انا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى ابن زكريا صلى الله عليهما فرحبا بي ودعوا لي بخير. ثم عرج بنا الى السماء الثالثة فذكرت مثل فذكر مثل الاول. ففتح لنا فاذا انا ابو يوسف عليه صلى الله الله عليه وسلم واذا هو قد اعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير. ثم عرج بنا الى السماء الرابعة وذكر مثله فاذا انا بادريس فرحب بي ودعا لي بخير. قال تعالى ورفعناه مكانا عليا. ثم عرج بنا الى السماء الخامسة فذكر مثله. فاذا انا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير. ثم عرج بنا الى السماء فذكر مثله فاذا انا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير. ثم عرج بنا الى السماء السابعة فذكر مثله فاذا انا بابراهيم مسند ظهره الى البيت المعمور. واذا هو يدخله كل يوم سبعون الف ملك ايعودون اليه؟ نعم. هذه قصة مروره بالسماوات السبع عبر ابوابها صلوات ربي وسلامه عليه يا قوم هذا نبينا عليه الصلاة والسلام رفعه الله الى السماوات السبع الطباق. وما زال جبريل عليه السلام يعبر به سماء بعد سماء. وهو يرى في كل سماء من الانبياء الكرام عليهم السلام من يتعرف عليه ويرحب به ويستبشر ببعثته صلوات ربي وسلامه عليه. وها هنا وقفات اولها جرت العادة في استضافة الكبراء والاحتفاء بهم ان يرافقهم ويصحبهم اعلى القوم قدرا. دلالة على رفعة قدر ومكانته ومنزلته وتشريفا له فهذا امين الوحي وروح القدس وسيد اهل السماء جبريل عليه السلام هو رفيق رسولنا صلى الله عليه وسلم في قصة الاسراء والمعراج. وفي هذا من التشريف والتكريم نبينا عليه الصلاة والسلام ما لا يخفى على احد. الوقفة الثانية هذه الطباق من السماوات السبع وقد وبها عليه الصلاة والسلام كما سمعتم سماء بعد سماء. وفي كل سماء يلقى بعض الانبياء. لقي في السماء الاولى ادم ابانا عليه السلام ثم لقي في الثانية عيسى ويحيى عليهما السلام. ثم في الثالثة يوسف عليه السلام ثم في الرابعة ادريس وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسى عليهم السلام ثم في السابعة ابو الانبياء خليل الله ابراهيم عليه السلام. فيما في اختلاف الروايات وسيشير اليه المصنف رحمه الله قريبا. اختلاف في ترتيب هؤلاء الانبياء في تحديد اماكنهم في هذه السماوات السبع وهذا الاختلاف ليس من القادح في صحة الرواية في ثبوت الاسراء. لان هذا الاختلاف وارد مثله من الرواة رحمهم الله لكنك تعلم ان لقاءه بالانبياء عليهم السلام حدث في قصة الاسراء والتقى به عندما استفتح جبريل عليه السلام ابواب السماء. الوقفة الثالثة سمعت قبل قليل ان جبريل عليه السلام ما ان اتى سماء من السماوات السبع وهو يستفتح فيقال من انت؟ يقول جبريل. قيل ومن معك؟ قال محمد عليه الصلاة والسلام هذه ملائكة السماء تسأل جبريل عليه السلام وهو يستفتح بابا بعد باب في كل سماء بعد السماء من انت من معك؟ فلما يخبرهم انه جبريل عليه السلام وان في معيته محمدا صلى الله عليه وسلم تكون المفاجأة لدى اهل السماء الكرام عليهم السلام. وقد بعث اليه فيقال نعم قد بعث اليه. فيفتحون مرحبين به عليه الصلاة والسلام اما شعرتم ان اسم محمد صلى الله عليه وسلم مذكور في السماء قبل ان يعرفه واهل الارض واذا بملائكة السماء تستبشر ببعثته ورسالته ودعوته في قصة الاسراء في وقت انا بعض البشر من سفهاء مكة وصناديدها يزعم تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم. ويرد دعوته ويحتقر رسالته بل ويؤذيه بقول ساقط في نحو شاعر وكذاب وساحر ومجنون ويترصدون به الاذى ويسومون اصحابه سوء العذاب. في اللحظة التي يعيش فيها بعض هؤلاء المنتكسين من البشر واعراظا عن دعوة هذا النبي العظيم. اذا بملائكة السماء تستبشر بدعوته ومن معك. فيقال محمد وقد بعث بعث اليه فيرحمون ويستبشرون لتعلموا ان له عليه الصلاة والسلام من عظيم القدر والمكانة ما القى الله جل وعلا في قلوب اهل الارض من صالح اتباعه ومؤمني رسالته والمتبعين لدعوته وما في قلوب ذلك الخلق الكريم من اهل السماء عليهم السلام وهم يفرحون ويرحبون ويستبشرون ببعثة محمد صلى الله عليه واله وسلم الوقفة الخامسة ها هنا وهي كثيرة طويلة وحسبنا بعضها انه عليه الصلاة والسلام ما ان صعد سماء بعد سماء الا ويلقى بعض الانبياء عليهم السلام. وسمعت قبل قليل هذه الحفاوة هذا الترحاب هذا الفرح هذا السرور. يقول فاذا ادم فرحب بي ودعا لي بخير. يقول فاذا انا بابني الخالة عيسى ويحيى فرحب بي ودعا لي بخير. فاذا انا وصفاء بادريس بهارون بموسى والجميع كما جاء في الرواية يرحبون ويدعون له بخير. يرحبون به عليه الصلاة سلام. يا اخوة هذا هو فرح الانبياء. هذا حبهم لبعضهم. هذا اجلالهم وتقديرهم فيما بينهم ذا صنف كريم من البشر هم اعلى البشر قدرا. انبياء الله عليهم السلام. هم اطهر قلوب بني ادم. واعظمها اشرفها قدرا. انظر كيف تحمل لبعضها حبا واحتراما واجلالا وتقديرا. ما رآه ولا عاصرهم ولا صحيبهم اللقاء الاول يلقاهم في حادثة الاسراء والمعراج ويستقبلونه بين كل سماء وسماء لكن حسبهم التعرف عليه باسمه فاذا هذا الحب والمودة والملاطفة. انها جزء من عقيدتنا يا اهل الاسلام. ان نؤمن بجميع الانبياء عليهم والسلام ونحمل لهم في قلوبنا من عظيم التوقير وصدق الرسالة والحب والاجلال ومعرفة اقدارهم الى الذي ربما ما وصل اليه بعض ملأهم وقومهم ممن كذب رسالتهم واستنكف عن دعوتهم. هذا يحملنا على حبهم والايمان بهم جميعا عليهم صلاة الله وسلامه. قال في السماء السابعة فاذا انا بابراهيم عليه السلام اذا ظهره الى البيت المعمور والبيت المعمور كما تعلمون. هو الذي يقابل الكعبة في الارض في مثلها في السماء السابعة. هي كعبة اهل السماء قال واذا هو يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه. تعجب من العدد تعجب ومن خلقة الملائكة عليهم السلام تعجب من كثرة عددهم تعجب من ملئهم لسماوات سبع لا يدري عددهم الا الذي خلقهم فاملأ صدرك تعظيما وتسبيحا للذي خلقهم. والذي اوجدهم والذي يأتمرون بامره ولا يعصون ما ويفعلون ما يؤمرون فسبحان خالق الملائكة عليهم السلام وسبحان ذي العزة والعظمة والكبرياء والجبروت سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه. ثم ذهب بي الى سدرة المنتهى فاذا ورقها كاذان الفيلة واذا ثمرها كالقلال. قال فلما غشيها من امر الله ما غشي تغيرت. فما احد من خلق الله يستطيع ان اتها من حسنها فاوحى الله الي ما اوحى. نعم. قال ثم ذهب بي الى سدرة المنتهى. يعني جبريل عليه السلام. في مرافقة الشريفة العظيمة لنبينا عليه الصلاة والسلام. هذا والله يا قوم اكرم مرافقة واعظم ايفاد ضيف كريم انها رحلة الاسراء والمعراج. انها استضافة نبينا عليه الصلاة والسلام هناك فوق سبع سماوات. ومرافقة جبريل عليه السلام هذه الحفاوة الكريمة ذهب به الى سدرة المنتهى المذكورة في سورة النجم فيما سمعتم قبل قليل ولقد نزلة اخرى عند سدرة المنتهى. هذه احدى خلق الجنة وعظيم نعيمها. شجرة عظيمة سدرة المنتهى قيل سميت بسدرة المنتهى لانها ينتهي عندها علم الخلق فلا يعرفون بعدها وراءها مما استأثر الله تعالى بعلمه فينتهي عندها علم الخلق ولا يعلمون شيئا من امر الله فيما ووراء سدرة المنتهى وقيل انتهى اليها الحسن والعظمة وجمال الخلقة وكمالها. جاء وصفها هنا قال فاذا طرقوها كاذان الفيلة. الورقة من ورق شجرة سدرة المنتهى كاذن الفيل. في اتساعها وكبرها اذا كان هذا ورقها فكيف بثمرتها؟ قال واذا ثمروها كالقلال. القلال جمع قلة ويجرة التي يستقى فيها الماء ويحمل فيها من الابار والجداول والانهار الى المنازل والبيوت وحيث الاستعمال. قال ما غشيها من امر الله ما غشي تغيرت. ما الذي غشيها؟ الوحي الالهي وامر الله جل جلاله. قال فما احد من خلق الله يستطيع ان ينعتها من حسنها. هذا الجمال هذا الجلال هذا خلق السماء عظمة الخالق رب الارض والسماء سبحانه وتعالى. قال فاوحى الله الي ما اوحى. في هذا المقام كان ذلك الوحي هذا القرب هذه الحفاوة هذا القدر العظيم للنبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم. نعم علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة. فنزلت الى موسى فقال ما فرض ربك على امتك؟ قلت خمسين صلاة قال ارجع الى ربك فاسأله التخفيف. فان امتك لا يطيقون ذلك. فاني قد بلوت بني اسرائيل وخبرتهم قال فرجعت الى ربي فقلت يا رب خفف عن امتي فحط عني خمسا فرجعت فرجعت الى موسى قال فحط عني خمسا يعني كم بقي؟ خمس واربعون. نعم. فرجعت الى موسى فقلت حط عني خمسا. قال ان امتك لا يطيقون ذلك فارجع الى ربك فاسأله التخفيف. قال فلم ازل ارجع بين ربي تعالى وبين موسى حتى قال يا محمد انهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة. ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا. ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فان عملها كتبت سيئة واحدة. قلت فنزلت حتى انتهيت الى موسى فاخبرته فقال ارجع الى ربك فاسأله التخفيف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجعت الى ربي حتى حتى احييت منه نعم. سمعتم هذه القصة في فرض الصلاة واوحى الله الى نبيه عليه الصلاة والسلام اذا هي خمسون صلاة. فلما رجع ومر بموسى عليه السلام. وموسى في اي سماء كان؟ في السادسة. اذا هو ما عدا ان نزل سماء بعدما فرضت عليه الخمسون صلاة. ما ان نزل من السماء السابعة الى السادسة فلقي موسى عليه السلام فكان هذا الحوار سأله موسى عليه السلام ما فرض ربك على امتك السؤال ايهما اقتدروا بالحديث مع الاخر. اموسى عليه السلام سأل نبينا ام نبينا عليه الصلاة والسلام بادره بالحديث موسى عليه السلام هو الذي سأل. احفظ هذه الان. قال فسأله موسى ما فرض ربك على امتك؟ السؤال كيف علم موسى ان وحيا سيكون فيه فرض عبادة حمله على السؤال فيقول ما فرض ربك على امتك؟ معرفته السلام وتجربته في النبوة وما علمه من الوحي الذي فيه تكليف. ولربما علم عليه السلام ان هذه الكرامة والاصطفاء والرفعة والقربى في قصة المعراج تحمل امرا عظيما من اجله اتى الله بنبيه عليه الصلاة والسلام من الارض الى السماء. قال ما فرض ربك على امتك؟ قال نبينا عليه الصلاة والسلام قلت صلاة قال ارجع الى ربك فاسأله التخفيف فان امتك لا يطيقون ذلك. كيف عرف موسى عليه السلام ان لا تطيق خمسين صلاة كيف عرف؟ قال فاني قد بلوت بني اسرائيل وخبرتهم. يقول انا جربت الدعوة واعرف البشر ومدى تحملهم تكاليف الشريعة ارجع الى ربك واطلب التخفيف وانا قد جربت في الدعوة وخبرتهم يعني عرفت شأنهم. السؤال الان موسى عليه السلام ما الذي يحمله على هذا الحوار مع نبينا عليه الصلاة والسلام. ولما عرض عليه الرجوع وطلب التخفيف؟ ما العائد اليه عليه السلام او الى امته الجواب لا شيء بعثته قد انتهت وعمره قد انقضى وامته قد طويت صفحتها. الامر يتعلق بامة عليه الصلاة والسلام. فما الذي يحمل موسى عليه السلام على هذا التفاوض وكأن شيء يتعلق بدينه وبعثته وامته والله ليس هو الا النصح الكريم من هذا النبي الكريم عليه السلام. اراد ان يكون ناصحا امينا وفعل عليه الصلاة والسلام. قال ارجع الى ربك. فرجع نبينا عليه الصلاة والسلام. كما سمعتم فقلت يا ربي خفف عن امتي. فحط عني فرجعت الى موسى فقلت حط عني خمسا فقال ان امتك لا يطيقون ذلك. فارجع الى ربك فاسأله التخفيف. قال فلم ازل ارجع بين ربي تعالى وبين موسى حتى قال يا محمد انهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر. فتلك خمسون صلاة. يعني خمس في العدد وخمسون. الاجر. في الاجر. هي خمس في ادب وخمسون في الاجر يا امة الاسلام قولوا لكل اهل الصلاة في امة الاسلام ها هي خمس صلوات قد خففت من خمسين صلاة. بالله عليكم ايليق ان يقصر فيها مسلم بعد ذلك ايليق بمسلم ان يضيع منها فرضا او يؤخره عن وقته. ان تكون هذه الخمسون صلاة تنزل الى خمس والله لو لم يكن ايمان قوي ولا رغبة صادقة ولا خوف من الله حسبنا ان يكون حياء يحمل العبد على تقصير في عبادة قد خفف الله عن الامة من خمسين الى خمس. يا رجل ان احدنا اذا اشترى سلعة من السوق من بائع بشر مثله يسوم عليها بالثمن بين قليل وكثير. ثم ينزل فيه بالمماكسة المساومة والمفاوضة من مبلغ الى نصفه او ثلثه او ربعه او عشره ليستحي ان يكلمه بعد ذلك فاذا اخذ سلعته على ما كان يريد من بخس الثمن ونقص قيمته يستحي والله ان يعود مرة اخرى او يتكلم فكيف بعبادة جعلها الله عز وجل وهي كما سمعت خمس في العدد وخمسون في الاجر؟ تالله ما عظم الغبن الذي اصاب مسلما ضاع حظه من الصلاة. او تأخر عنها او اخرها عن وقتها او استهان بشأنها لا والله ليس هذا شأن الصلاة في الاسلام يا اهل الصلاة. قولوها لكل ابناء المسلمين وبناتنا قولوها للشباب والفتيات للصغار والكبار ان صلاتنا موئل عزنا وشرفنا وفخرنا صلاتنا اعظم اركان ديننا صلاتنا فريضة السماء. صلاتنا تعني امرا عظيما من اجله. حمل الله نبينا عليه الصلاة والسلام ليوحي اليه فرها هناك فوق سبع سماوات. من اجل ان نعرف قدر هذه الصلاة. وان نزرع في في قلوب البنين والبنات عظمة هذا القدر للصلاة. من اجل ان تعود المساجد حافلة. والاذان تصدح في المنابر والمآذن بحي على الصلاة. فيؤمها الرجال الى بيوت الله. ويؤديها النساء حاضرات في الوقت غير متأخرين متأخرات صدقوني ان عودتنا الى العناية بالصلاة لا ينبثق في خطوته الاولى من ان نزرع في تعظيم قدر هذه الفريضة العظيمة. والعناية بشأنها ومعرفة قصة فرضيتها. وكيف اكتنفها هذا الجلال هذا الوقار هذه العظمة التي ينبغي ان تكون نصب الاعين. فاذا ما جئنا نأمر اولادنا بالصلاة او نعلمهم عليها او ببنين والبنات او نذكر بها اهل البيوت من النساء والزوجات علينا ان نستصحب تماما. هذا المعنى الكبير. فنبثه في اذان ونلقيه في الافئدة ونزرعه في القلوب. ان الصلاة ليست مجرد عبادة يقال للواحد فينا صلي حتى لا يعاقبك الله او صلي حتى لا يحاسبك على تركها. انها قضية اكبر من هذا المقام بكثير. هي ليست مجرد فريضة الفرائض ولا واجبا كسائر الواجبات. يبعث نبينا عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل رضي الله عنه الى اليمن معلما داعيا وسفيرا ليقول له فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا مفتاح الاسلام. ثم يتلوه مباشرة فانهم اجابوك لذلك فاعلمهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات كل يوم وليلة. انها الخطوة الاولى التي لا يتم بها صلاح المجتمعات. ولا اصلاح الا باصلاحها في حياتهم. والله لن ينجح مشروع ولا دعوة ولا منهج ولا اي باب من ابواب وبالخير يراد للامة فيه صلاح وهداية لا يجعل الصلاة في اول اولوياته. ولا يجعل الصلاة في اعظم المشروعات التي يدعى الى التنادي بالحفاظ عليها واحيائها. لن اتحدث في هذا المقام عن هجران المساجد. وعن تأخير وعن التساهل في ادائها وعن ما وقع في بعض القلوب مع الاسف من استهانة بقدرها. حسبنا ان نقول معشر محبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام. حسبكم ان تحبوا ما احب. وهو القائل وجعلت قرة عيني في الصلاة. حسبكم ان تعظموا ما عظم وقد كانت الصلاة عظيمة عنده والله عليه الصلاة والسلام. حسبكم ان تعلموا ان عرسا سماويا واحتفالا بهيجا كان فوق سبع سماوات في قصة عجيبة هي الاسراء والمعراج انتهت في وحيها الالهي فرض الصلاة على امام الانبياء وخاتم المرسلين. صلوات ربي وسلامه عليه. قال صلى الله عليه وسلم فنزلت حتى انتهيت الى موسى فاخبرته فقال ارجع الى ربك فاسأله التخفيف. يعني لا زال موسى عليه السلام حتى بعد مصير صلوات الخمسين الى خمس ما زال ناصحا بالتخفيف. وهو يرى ان الشرائع والتكاليف والفرائض كلما خففت عن الامم كان ادعى الى تحملها. والى الانقياد لها والى الامتثال والاستجابة اليها. هذا باب عظيم. هذا فقه الانبياء والمرسلين عليهم السلام. ثم وجد موسى عليه السلام انها فرصة. ما زال الباب مفتوحا وما زال محمد صلى الله عليه وسلم يعاود التكرار والمراجعة الى رب العزة والجلال فلعله يظفر بمزيد من التخفيف الذي حمل موسى عليه السلام مع هذه الفرصة السانحة هو عظيم طمع في كرم الله ورحمة الله جل جلاله. لان انه رأى ان محاولات ثمان او تسع قبلها قد ادت نتيجتها وظفرت بمطلوبها فكلما رجع نقصت عنه خمس صلوات فلما بلغ الخمس الاخيرات قال ارجع الى ربك فاسأله التخفيف. فيقول نبينا صلى الله عليه وسلم قد رجعنا الى ربي حتى استحييت منه. فاللهم صل وسلم وبارك عليه. والحمد لله جل جلاله الذي فرض علينا هذه الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة. وصلاة الله وسلامه على موسى الكليم عليه السلام. فكم كان ناصحا والله لنا امتنا ولنبينا عليه الصلاة والسلام. وان موسى عليه السلام له من الذكر في القرآن ما ليس لغيره من الانبياء بيننا وبين انبياء الله عليهم السلام علاقة وثيقة قوامها الايمان بهم وحبهم والايمان برسالتهم يمتد هذا بنا الى يوم القيامة لنكون شهداء لهم. على اممهم بانهم بلغوا رسالات الله. ونصحوا اممهم وادوا افترض الله عليهم فصلوات الله وسلامه على سائر الانبياء والمرسلين وعلى نبينا افضل صلاة واتم تسليم قال قد رجعت الى ربي حتى استحييت منه. الا والله ما احرانا ان نقدر حق هذا الحياء من رسول الله عليه الصلاة والسلام. استحى ان يراجع بعد خمس صلوات. الا نستحي ان ننقص الخمس هذه مزيدا فوق هذا النقصان. فينقص احدنا من صلاته ركعة وفريضة ويؤخر واحدة ويهمل في غيرها. والله حق المؤمن الصادق المحب قير لرسول الله عليه الصلاة والسلام ان يحفظ له حياءه في هذا المقام. هذا نبيك قد استحى عليه الصلاة والسلام ان يرجع الى ربه فيسأله التخفيف. نحن والله اولى ان نكون اشد حياء ان نخذله في الاستجابة لدعوته. والامتثال بحفاظ على هذه الصلاة التي ما زال يراجع ربه صلوات ربي وسلامه عليه حتى استحيا من مزيد في طلب التخفيف فاقدروا لنبيكم قدره عليه الصلاة والسلام. واحفظوا له مقامه في هذا الحياء من ربه فوق سبع سماوات واحفظوه في هذه الفريضة بالحفاظ عليها. واحفظوا قدره في هذه القصة بالمعراج. بالاهتمام بشأن الصلاة وتعظيم قدرها ورفع رايتها والمناداة في الامة جمعاء بمختلف الفئات والاعمار والطبقات ان الصلاة ركن شريعتنا الاغر وفرضها الاعظم وانها الفريضة التي جعلها الله عز وجل ام الفرائض واعلاها شأنا واعظمها قدرا وهي ايضا اشدها حسابا. يوم يلقى العباد ربهم بعد ان يرث الله الارض ومن عليها. نعم. قال المؤلف جود ثابت رحمه الله هذا الحديث عن انس ما شاء ولم ياتي احد اكبر الله اكبر نعم قال المؤلف قال المؤلف رحمه الله تعالى جود ثابت رحمه الله هذا الحديث عن انس ما شاء ولم ياتي احد عنه باصوب من هذا وقد خلط فيه غيرهم عن انس تخليطا كثيرا لا سيما من رواية شريك ابن شريك ابن ابي نمر فقد ذكر في اوله مجيء الملك له. وشق بطنه وغسله بماء زمزم. وهذا انما كان وهو الصبي وقبل الوحي. نعم. بعدما فرغ المصنف رحمه الله من حديث انس هذا في روايته المطولة التي استغرقت هذه الليلة وبعد ما ساق هذا الحديث بطريقه عن الامام مسلم في صحيحه رحمه الله ذكر المصنف رحمه الله الله ان روايات قصة الاسراء كثيرة. وهي كذلك نعم في كتب السنة. ومتعددة. الا ان اصحها هو حديث انس رضي الله عنه ثم الرواة عن انس قد اختلفوا ايضا في بعض الفاظ الحديث وعباراته الا ان اجود من روى عن انس هذا الحديث هو التابعي الجليل ثابت البناني رحمه الله. احد كبار تلامذة انس والاخذين عنه فهذا معنى قول المصنف جود ثابت رحمه الله هذا الحديث عن انس ما شاء. يعني ما شاء الله له ان يجوده بمعنى انه اتقنه وظبطه وحفظه اكثر من غيره. قال ولم يأت احد عنه يعني عن انس باصوب من هذا يعني من رواية ثابت وقد خلط فيه غيره عن انس تخليطا كثيرا لا سيما بالرواية شريك ابن ابي نمر ثم طفق المصنف رحمه الله يذكر بعض مواضع الروايات المختلفة ويذكر خطأها فيما ثبتت فيه بعض الطرق التي ساقت حديث انس ثم يذكر بعد ذلك ايضا الفاظا وعبارات لم تأتي في هذه الرواية فيريدها فجمع في هذا الفصل بين الرواية الطويلة من قصة الاسراء في حديث انس وما جاء في روايات غيره من الصحابة والجمل التي اضافها اليها حتى قيل لك روايات قصة الاسراء في سياق بديع مبينا رحمه الله كل جملة وما الذي افادته من العبارات مما ليس في حديث انس رضي الله عنه وارضاه لا يزال مجلسنا في الاسابيع المقبلة ان شاء الله تعالى متابعا في قصة الاسراء في هذا الفصل الذي ساق فيه المصنف رحمه الله تعالى هذه الرواية بمختلف طرقها. ثم هذه ليلة شريفة يا كرام حبانا الله واكرمنا في مفتتحها مع غروب شمس اليوم بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسنا الذي استفتحناه الليلة ونحن نقرأ خبره في قصة الاسراء وقد تعددت على الالسن في المجلس عشرات الصلوات والسلام عليه صلوات ربي وسلامه عليه فاعمروا بقية ليلتكم بكثرة الصلاة والسلام عليه. واجعلوا جمعتكم غدا عامرة ايضا بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله الله عليه واله وسلم يا اكمل الخلق من بدو ومن حضر يا خير من جاء للدنيا وما فيها صلت عليك قلوب انت تسكنها وسلم الناس قاصيها ودانيها. صلى الله ربي وسلم وبارك عليه. عدد ما صلى عليه المصلون. وصلى الله وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم اغفر لابائنا وامهاتنا وارحمهم احياء وميتين. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا للمتقين اماما. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار والحمدلله رب