بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. خاتم الانبياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين. صلوات صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اخوة الاسلام فما يزال مجلسنا هذا بحمد الله تعالى. متتابعا في انعقاد في كل ليلة من ليالي الجمعة في رحاب بيت الله الحرام. نستمطر من بركات هذا المكان جوار البيت العتيق فضل هذه الليلة الكريمة وشرفها. وهي ليلة سيد الايام يوم الجمعة. في ظل ذلك كله وما يحفنا ها هنا من الخيرات والبركات من شرف الزمان والمكان فانا نزيده فوق ذلك شرف العمل الذي يحتف بهذين الفضلين عظيمين. العمل هو هذا المجلس الذي ما زلنا نتذاكر فيه شمائل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. وحقوقه العظيمة اتى على الامة وشيئا يسيرا من جوانب فضله وعظمته التي بوأه الله تعالى اياها. فان بذلك يا كرام نستكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الليلة ونحن بذلك نغترف من الخير والبركة والرحمة بقدر ما يكتب الله لاحدنا في مثل هذا المقام من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هي ليلة عظيمة يزداد فضلها وشرفها بما فيها من الخيرات والبركات. هذه الليلة العظيمة انما نجد فيها قدرا من فضل الله جل وعلا. هل لك عبد الله في صلاة بصلوات يقول نبينا عليه الصلاة والسلام فيما اخرج مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا فهل لك في صلاة بصلوات مضاعفة ثم ليكن على بالك ان هذه الصلاة التي تضاعف هي صلاة تبذلها انت عبد الله. فالذي ينالك مقابلها صلوات ربك سبحانه وتعالى فصلاة من العبد ينال في مقابلها صلاة من الرب جل في علاه. بل وصلاة الملائكة الكرام ايضا عليهم السلام في حديث عامر بن ربيعة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد يصلي علي الا صلت عليه لملائكة ما يصلي علي فليقل العبد من ذلك او ليكثر. والحديث حسنه الالباني لشواهده. هي دعوة مفتوحة اذا ليقل العبد من ذلك او ليكثر. فمن استكثر فلنفسه من صلوات ربه سبحانه وتعالى. ومن صلاة الملائكة كرام عليهم السلام. ومن استقل فهو المغبون الذي يفوته مثل هذا الفضل والاجر في مثل هذه الليلة. هي ليلة اذبنا فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص. اكثر من غيرها من باقي ليالي الاسبوع ما زال مجلسنا ايها الاحبة الكرام في هذا الفصل الذي خصه الامام القاضي عياض رحمه الله في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم لما يتعلق بحادثة الاسراء والمعراج. هذه الحادثة التي ما زال مجلسنا متتابعا فيها قد ساق المصنف كما مر بكم حادثة الاسراء من رواية انس رضي الله عنه في الصحيحين على طولها. ثم اورد من الروايات متفرقة عن انس وغيره من الصحب الكرام رضي الله عنهم ما تفرق فيها مما يفيد اضافات فيها جملة من المعاني والفوائد والحكم والاسرار. اما انها معجزة عظيمة في معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم وبقدر عظمة هذه المعجزة يبرز لنا عظمة مقام المصطفى صلى الله عليه وسلم. وعظمة شرفه ومقداره الذي خصه الله تعالى به ولم يزل في مجلسنا هذا بقية نكمل فيها ما تعلق بالروايات التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى وقد وقف بنا الحديث عند رواية انس في ليلة الجمعة الماضية قال بين انا قاعد ذات يوم اذ دخل جبريل عليه السلام ووكس بين كتفي فقمت الى شجرة فيها مثل وكري الطائر الى اخر الرواية. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين انا قاعد ذات يوم اذ دخل جبريل عليه السلام فوكس كتفي فقمت الى شجرة فيها مثل وكري الطائر فعقد في واحدة فقعد في واحدة وقعدت في الاخرى فنمت حتى سدت الخافقين ولو شئت لمسست وانا اقلب وانا اقلب طرفي ونظرت جبريل كأنه حلص لاطيء فعرفت فضل علمه بالله علي. وفتح لي باب السماء ورأيت النور الاعظم اذا دني الحجاب وفروجه الدر والياقوت ثم اوحى الله الي ما شاء ان يوحي نعم تقدمت هذه الرواية في ختام جلسة الاسبوع المنصرم وما فيها من كلام اهل العلم في تضعيف الحديث على ان جملة مما جاء فيها من المعاني المتعلقة بحادثة الاسراء تقدمت في غيرها من الروايات. نعم. وذكر البزار عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لما اراد الله ان يعلم رسوله الاذان. جاء جبريل عليه السلام بدابة يقال لها البراق. فذهب يركبها فاستصعبت عليه. فقال قال لها جبريل اسكني فوالله ما ركبك عبد اكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم. فركبها حتى اتى بها الى الحجاب الذي يلي الرحمن تعالى. فبين هو كذلك كذلك اذ خرجناه وكذلك فبين هو كذلك اذ خرج ملك من الحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا قال والذي بعثك بالحق اني لاقرب الخلق مكانا وان هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتي فقال الملك الله اكبر الله اكبر فقيل له من ورائي فقيل له من وراء الحجاب صدق عبدي. انا اكبر انا اكبر. ثم قال الملك اشهد ان لا اله الا الله فقيل له من وراء الحجاب صدق عبدي. انا الله لا اله الا انا وذكر مثل هذا في بقية الاذان الا انه لم يذكر جوابا عن قوله حي على الصلاة حي على الفلاح. وقال ثم اخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم. فقدمه فام اهل السماء فيهم ادم ونوح قال ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين راويه اكمل الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم الشرف على اهل السماء والارض نعم هذه الرواية فيما ساقها قد اخرجها البزار وغيره. ولاهل العلم ايضا تضعيف في الحديث فقد قال فيه زياد بن المنذر قال الهيثمي فيه زياد بن المنذر مجمع على ضعفه. وضعف الحديث ايضا امام ابن كثير رحم الله الجميع في الحديث ها هنا اظافة ليست فيما سبق من الروايات المتعلقة بحادثة الاسراء. وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم اعرج به الى السماء في قصة مشروعية الاذان. فان صحت هذه الرواية فسيكون صعود نبينا صلى الله عليه وسلم الى السماء مرة اخرى غير المرة التي كانت فيها حادثة الاسراء وذلك ان الاسراء والمعراج انما كان قبل الهجرة. واذا كانت رواية الاذان والصحيح الثابت انه انما شرع في المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. فلما اتسعت بيوت المسلمين وشق عليهم المناداة للصلاة لكل وقت فيفعلون في اجتماعهم لاوقات الصلاة جماعة. فبدت هنا جملة من الافكار حتى رأى احدهم في المنام قصة الاذان جاءه الملك وهو يطلب في مرة النار او الناقوس فاستبدله بالاذان. فلما قصها على النبي صلى الله عليه وسلم استحسن جدا وقال علمها بلال فانه اندى منك صوتا. ان صحت هذه الرواية تفيد ان المعراج كان مرة اقرأ غير التي كانت مصاحبة لقصة الاسراء لكنها ضعيفة السند. وفي الحديث من الجمل ركوبه صلى الله عليه وسلم البراق واستصعابه عليه فقال له جبريل عليه السلام اسكن فوالله ما ركبك عبد اكرم على الله من محمد صلى الله عليه واله وسلم والحديث بهذا القدر من اللفظ قد مر بكم في اوائل الكتاب. وما في الحديث ايضا من مشروعية الاذان وانه لما ما بلغ الحجاب وهو الذي يحال فيه بين الخلق والخالق جل وعلا فانه جاءه الملك الذي سمع منه جمل وللمصنف رحمه الله تعالى تعليق على ما جاء في الرواية فيما يتعلق بهذا الملك وبالحجاب. نعم. قال رحمه الله تعالى ما في هذا الحديث من ذكر الحجاب فهو في حق المخلوق لا في حق الخالق فهم المحجوبون والبارئ اسمه منزه عما عما يحجبه اذ اذ الحجب انما تحيط بمقدر محسوس. ولكن حجبه على ابصار خلقه وبصائرهم اشتراكاتهم بما شاء وكيف شاء. ومتى شاء كقوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فقوله في هذا الحديث الحجاب واذ خرج ملك من الحجاب يجب ان يقال انه حجاب حجب به من وراءه من ملائكته عن الاطلاع على ما على ما من سلطانه وعظمته وعجائب ملكوته وجبروته. نعم. هذا التعليق الاول من المصنف الامام القاضي عياض رحمه الله فيما يتعلق بلفظة الحجاب التي وردت في هذه الرواية. وهي في قوله فركبها حتى اتى بها الى الحجاب الذي الرحمن تعالى فبينه وكذلك اذ خرج ملك من الحجاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا الحجاب ها هنا هو الذي يحجب الخلق عن خالقهم سبحانه وتعالى وتعليق المصنف هنا رحمه الله على ان الحجاب ليس لحجب الخالق سبحانه فانه لا يحجبه شيء والحجاب انما يكون للمحسوسات. والله عز وجل اجل واعظم واكبر من ان يحجب سبحانه وتعالى. انما الحجاب هو الذي يحجب الخلق عما وراءه من علم الله سبحانه وتعالى وذاته العلية تقدست اسماؤه جل في علاه قال رحمه الله ما ذكر في هذا الحديث من الحجاب فهو في حق المخلوق لا في حق الخالق. فهم المحجوبون والبارج اسمه منزه عما يحجبه اذ الحجب انما تحيط بمقدر محسوس. ولكن حجبه على ابصار خلقه وبصائرهم الى اخر كلامه قال رحمه الله فالحجاب هنا يجب ان يحمل على حجب من وراءه من الملائكة عن الاطلاع فهم محجوبون عن الاطلاع على ما وراء ذلك. وسيؤكد المصنف رحمه الله هذا المعنى بتفسير سدرة المنتهى التي هي ايضا مبلغ معراج النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقد مر بكم في الرواية فسيؤكد هذا المعنى بدلالة لفظة سدرة المنتهى. نعم ويدل عليه من من الحديث قول جبريل عن الملك الذي خرج من ورائه ان هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتي هذه فدل على ان هذا الحجاب لم يختص بالذات. لم يختص بالذات يعني بالذات الالهية. فليس الحجاب لذات سبحانه وتعالى بل هو حجاب للخلق. فلذلك لما اطلع جبريل عليه السلام على الملك الذي خرج من وراء الحجاب فقال انه لم يره من قبل بلوغ مع النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. فدل على هذا ان الحجاب لم يختص بالذات. ويدل عليه قولك في تفسيره سدرة المنتهى قال اليها ينتهي علم الملائكة وعندها يجدون امر الله لا يجاوزوها علمهم لا يجاوزها علمهم. نعم. فاذا كانت سدرة المنتهى في احد اسباب تسميتها بهذا اللفظ. انما سميت بسدرة المنتهى لانها اليها ينتهي علم الخلق طيب وماذا وراء ذلك الخلق محجوبون عن علم ما وراء سدرة المنتهى مما يلي من امر الله وذاته سبحانه وتعالى. اذا فهم المحجوبون بهذا المعنى ايضا ان الحجاب انما هو للخلق لا للخالق جل وتعالى واما قوله الذي يلي الرحمن فيحمل على حذف المضاف اي يلي عرش الرحمن او امرا ما من عظيم اياته او ما مبادئ حقائق معارفه مما هو اعلم به كما قال تعالى واسأل القرية التي كنا فيها اي اهلها يعني اسأل اهلها على ان في القرآن من الاساليب ما يستعمل فيه مثل ذلك. نعم وقوله فقيل من وراء الحجاب صدق عبدي انا اكبر فظاهره انه سمع في هذا الموطن كلام الله كم من وراء حجاب كما قال وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب اي وهو لا يراه حجب بصره عن رؤيته فان صح القول بان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل فيحمل انه في غير هذا الموطن. بعد هذا او وقبله رفع الحجاب عن بصره حتى رآه صلى الله عليه وسلم والله اعلم. نعم. بقيت الجملة الاخيرة هذه في تعليق المصنف رحمه الله تجاه ما يتعلق بلفظة لما قال الملك الله اكبر الله اكبر فسمع من ورائي الحجاب صدق عبدي انا اكبر. فيكون المتكلم هنا هو الله جل جلاله. يقول المصنف فظاهره انه سمع في هذا الموطن كلام الله طيب وما الذي يترتب على هذا يترتب على هذا شرف المقام فان موسى عليه السلام انما كانت احدى فضائله ومناقبه من بين الانبياء والرسل عليهم جميعا صلاة الله وسلامه انه الله وكلم الله موسى تكليما. فشرف النبي ان يسمع كلام الله يعني سماعا مباشرا لا بواسطة الملك. وهذا مقام عظيم رفيع. قال المصنف فظاهره انه سمع في هذا الموطن كلام الله ولكن من وراء حجاب. واستدل لقوله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب. اي وهو لا يراه حجب بصره عن رؤيته قال المصنف رحمه الله معلقا على موطن ذي صلة بهذا السماع هل كان سماعا من غير رؤية ذات الله او هو سمع كلام طه ورأى الله قال فان صح القول بان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل فيحتمل انه في غير في هذا الموطن بعده او قبله يشير الى خلاف وقع بين السلف بدءا من الصحابة رضي الله عنهم هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربنا جل جلاله ليلة المعراج يعني هل رآه؟ وسواء كان التفسير الرؤية بالعين او الرؤية بالقلب. هل ثبت هذا؟ هذا موطن خلاف وسيأتي اليه المصنف قريبا بعد فصلين ان شاء الله يورد فيه اقاويل السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم؟ من علماء الامة تجاه هذه المسألة وهي قضية من قضايا العقيدة ومن امور الغيب. تتعلق بهذا المقام العظيم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهي هل رأى الله ليلة المعراج قبل ان يدخل المصنف في هذا الخلاف يقول رحمه الله بعيدا عن الخلاف في رؤيته لربه هل رآه او ما رآه؟ يقول هذا اليس الخلاف في هذا الموطن في قصة سماع الاذان وجمله؟ يقول ولعله ان ثبت فسيكون في موضع في حادثة المعراج غير هذا الموطن اما قبله او بعده على ما سيأتي تفصيله كما قال رفع الحجاب عن بصره حتى رآه. وسيأتي الكلام هناك مفصلا ان شاء الله تعالى وسيذكر المصنف اقاويل السلف واستدلالاتهم. الذي قال انه رأى الله فبأي شيء استدان والذي ينفي ذلك ايضا باي شيء يستدل؟ والخلاف فيه بين عدد من الصحابة كعائشة وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهم وممن جاء بعدهم من التابعين تم هذا الفصل الاول فيما يتعلق بحادثة الاسراء. وقد مر بنا في هذا الفصل جمل عظيمة ذات فوائد جمة ايها الكرام اولها ان هذه الحادثة من اعظم معجزات نبينا عليه الصلاة والسلام. ونحن واجب علينا يا امة الاسلام في ضمن ما يجب علينا من الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم. الايمان بما خصه الله تعالى به والتصديق بالغيب الذي اخبر ثم التحدث بهذه الكرامات التي ايد الله بها نبيه. والمعجزات التي اثبت الله بها صدق رسالته وكل ذلك يأتي في سياق علم المسلم بنبيه عليه الصلاة والسلام. معرفتنا يا كرام برسول الامة ونبينا الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام خطوة اولى نحو طريق حبه الواجب له في قلوبنا. خطوة اولى نحو تعظيمه وتوقيره اللائق به في قلوبنا. خطوة اولى نحو ما يجب علينا تجاهه صلى الله عليه وسلم من الصدق الكامل والايمان التام والطاعة والاتباع الاوفر في كل ما جاءنا به عليه الصلاة والسلام اعلموا تماما رعاكم الله انه لن يتوفر حب في القلوب. ولا تعظيم في النفوس ولا طاعة تامة في الحياة. ولا اتباع في هذه الدار لنبي الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يتوفر لدى المسلم المعرفة الكافية الوافية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست معرفة باسمه فحسب ولا بالظاهر من اخباره واحواله لا بل كلما زاد علمك ومعرفتك بشأنه وحياته ودقائق اخباره وتفصيل حياته صلى الله عليه وسلم فانك ترزق والله من الحب بقدر ما تقف على علم ومعرفة بقدره. نعم جبلت القلوب البشر على هذا المعنى انك يزداد حب للانسان كلما ازدادت معرفتك بقدره ومكانته. يزداد اجلالك وتوقيرك وتعظيمك للبشر. بقدر ما اعرف من قدره ومنزلته ومكانته علينا ان نفتح الابصار تماما. وان تفتح الاذان جيدا وان تعي القلوب الوعي من هو محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم نبينا رسولنا الذي ننتسب الى ملته شهدنا له بالنبوة والرسالة وامنا وصدقنا واتبعنا سنته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. هذا الباب كبير من العلم به عليه الصلاة والسلام يمتد لان تعرف خبره قبل النبوة وبعدها وفي مكة قبل الهجرة وبعد الهجرة في المدينة. وان تعرف من شأنه في خلقه. في عبادته في تعلقه بربه في مع اهله في تبليغه رسالة الله في الجهاد اذا وقفت الجيوش في المنبر اذا صعد وخطب الناس عليه الصلاة والسلام واذا صلى واذا حج في المناسك واذا دعا واذا اختلى بربه وكيف كان يعامل الرجل والطفل والمرأة والخادم والمسكين وكيف يبيع ويشتري وكيف كان في السلم والحرب في الضحك والبكاء في الحزن والفرح في كل شأن من شؤون الحياة. علينا ان نتتبع وان نتقفى اثاره وهديه عليه الصلاة والسلام. صدقوني كل مسلم يرزق من العلم به عليه الصلاة والسلام ومعرفة سيرته وتتبع اخباره واحواله يرزق من ذلك قدرا اعظم والله يتهيأ له حب اكمل بل له عليه الصلاة والسلام. حدثوني عن حب الصحابة لنبينا عليه الصلاة والسلام كيف كان ولما بلغت درجة الاسمى ولم احتلت قلوبهم في في في محبته عليه الصلاة والسلام مضرب المثل لانهم قوم عاشوا معه. فايقنوا وادركوا بحواسهم حتى نبضت قلوبهم بحب المصطفى عليه الصلاة والسلام. هؤلاء عاشوا ورأوا وسمعوا وادركوا وعاينوا وابصروا ونحن اليوم نأتي بعد الوف السنين لنعيش ما عاشوا لكن لا بصحبته عليه الصلاة والسلام بل بقراءة سيرته والاطلاع على اخباره وتصفح شمائله والوقوف عند هذه معاني الكبيرة العظيمة هذه الروايات محفوظة. والكتب مدونة وهذه الاسفار محفوظة وما علينا الا ان نقبل معشر بني الاسلام نحن وابناؤنا وجيلنا اجمع لنعرف من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذا مدخل اساسي يا كرام. وهذه عتبة لابد من المرور عليها. لكل من ينشد حبا كاملا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يريد حقيقة ان يزرع في قلبه بذرة الايمان الصادق والاتباع الكامل والحب الاوفى لنبي الامة عليه الصلاة والسلام ليس له الا ان يحوط ذلك كله بمعرفة تامة وتتبع وافر لاخباره وسيرته وحياته الصلاة والسلام. هذه معجزاته باب من ابواب معرفة قدره العظيم. لان الله ايده بهذه من ايات الكون وسخرها له سبحانه وتعالى. ثم انت تجد في ثنايا هذه المعجزات ما يظهر لك عظمة قدره ربه صلوات الله وسلامه عليه حباه الله بالمكارم واتاه الفضائل ورفع قدره وخلد ذكره في العالمين. كل ذلك ينبغي ان يستقر في وبالمؤمنة له عليه الصلاة والسلام حبا ووفاء وتعظيما وتوقيرا. تمهيدا لاتباع صادق واستنان كامل وتتبع لهديه عليه الصلاة والسلام في الحياة اجمع. ان الاوان لان ترفع امة الاسلام رأسا بشرف الانتساب لهذا الدين والحفاوة بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فلا تقبلوا زعزعة ولا تقبلوا ذلا وهوانا ولا ترضى بالمساس بشيء من عظمة دينها وكتابها ونبيها صلى الله عليه وسلم. هذه العظمة اعتزاز هذا الفخر والانتماء ينبغي ان يظهر في صورة مشرقة في حياة امة الاسلام اليوم في صورة يظهر وثباتها على دينها وتمسكها بقيمها وعدم التفاوض او المساومة في شيء من ذلك ولا بمقدار شعرة ان امة الاسلام اذا امتلأت قلوبها عزة بهذه المعاني وفخرا وشرفا وانتسابا ما قبلت والله ان تطأطأ رأسها ولا ان تحني ظهرها ولا ان تتجرع كؤوس الذلة والهوان. لكنها مراحل ينبغي ان تسلكها امة الاسلام. في ختام هذا الفصل المتعلق بحادثة الاسراء ومروياتها في السنة. ستأتي فصول متعاقبة بعدها يسوق فيها المصنف مسائل اهمية هل كان الاسراء حقيقة بالجسد النبوي ام هو معنوي بالروح فقط كأن تكون رؤيا في المنام وهي مسائل فيها خلاف سيورد لك المصنف رحمه الله ما يتعلق بذلك. وسيرد ايضا هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الاسراء والمعراج وسيثبت ايضا في ذلك الحجج والبراهين مرت بنا الان جمل عدة يا كرام فيما يتعلق بحادثة الاسراء الى بيت المقدس ثم المعراج الى السماء ولقاء الانبياء عليهم سلام مع اختلاف الروايات في من لقي منهم وفي ترتيب السماوات التي لقيهم فيها. وجاء ايضا حادثة شق صدره الصلاة والسلام وموقف المصنف من ذلك. وسيأتي الخلاف كما اسلفت في الاسراء بالروح ام بالجسد. وهل رأى الله او ما رآه بالعين او بالقلب كل ذلك ات لكن ها هنا سؤال قبل ان نغادر هذا الفصل الى الذي يليه. السؤال المهم الذي ما تعرضت له الروايات ولا مر في كلام ولن يأتي معك في الفصول الاتية الى نهاية الكتاب. السؤال هو متى كانت حادثة الاسراء اي يوم جعل الله لنبيه عليه الصلاة والسلام هذا الحدث الكوني العظيم. متى كانت ليلة الاسراء يا بني الاسلام سؤال فما الجواب عنه متى كانت ليلة الاسراء والمعراج في اي سنة كانت قيل في العاشرة من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين. وقيل بل قبل الهجرة بسنة وقيل بل قبل الهجرة بخمس سنوات في اي شهر كانت في رجب في اي يوم كانت في السابع والعشرين. هذه الاجوبة التي نقولها الان انها في شهر رجب او في ليلة السابع والعشرين لم نجدها في شيء من روايات قصة الاسراء لا صحيحها ولا ضعيفها اعلموا احبتي الكرام اننا امام قضية كبرى تستحق الاهتمام. حادثة الاسراء حادثة عظيمة جليلة في في تاريخ الاسلام يا رجل حسبك انها اتصال بين عالم الارض وعالم السماء هذه رحلة علوية الى الملكوت الاعلى معجزة ما اوتيها نبي قبل نبينا عليه الصلاة والسلام فمعرفة وقتها وتاريخها شأن مهم. وله دلالة عظيمة. فما معنى الا تأتي في الروايات هذه الاخبار التي تعنى بتحديد وقتها وزمانها. لم نجد لا في تحديد سنتها ولا في شهرها ولا في يومها. فمن اين جاء هذا القول؟ انها ليلة سبع وعشرين من شهر رجب. جاء هذا في بعض طويل التي يحفظها اهل العلم وينقلونها في المدونات على انها من جملة ما قيل. احبتي اعلموا انه جاء في تحديد ليلة الاسراء والمعراج اكثر من عشرة اقوال كما قال الامام الحافظ ابن حجر الله تعالى وهو يشرح صحيح البخاري ليس على قول منها دليل صحيح كلها اقاويل. رواياتها ضعيفة او باطلة. اسانيدها منقطعة. لا يمكن التعويل منها على قول من الاقوال بل اعلم ان ارجح الاقوال واولاها على ضعفها جميعا انها كانت في ربيع الاول وبه جزم الامام النووي رحمه الله وقيل بل في ربيع الاخر وقيل في رجب وقيل في شعبان وقيل في رمضان وقيل في شوال وقيل في ذي القعدة اقاويل تتجاوز العشرة كاقول هذا في تحديد شهرها ثم اختلفوا في تحديد اليوم فقيل في الثاني عشر من ربيع الاول وقيل في منتصف رمضان وقيل في السابع والعشرين من رجب وقيل في السابع والعشرين بالربيع الاخر اقاويل متعددة دعني اسمعك ترعاك الله طرفا من اقوال ائمة الاسلام وعلماء الامة وهم يتكلمون عن فقدان تحديد تاريخ ليلة في الاسراء في تاريخ الاسلام. يقول ائمة الاسلام رحمة الله عليهم اجمعين. وانا اعرض لك بعض اقاويلهم على تعددها في كتب اهل اهل العلم يقول الحافظ ابن كثير وقد ساق الخلاف قال وبعض الاقوال ومن الناس من يزعم ان الاسراء انا اول ليلة جمعة من شهر رجب وهي ليلة الرغائب التي احدثت فيها الصلاة المشهورة ولا ولا اصل لذلك والله اعلم يقول الامام ابو الخطاب ذكر بعض القصاص ان الاسقاء كان في رجب وذلك عند اهل التعديل والتجريح عين الكذب يقول ايضا الحافظ ابن حجر وقد ساق تلك الاقوال وليس على قول منها دليل صحيح يعتمد او يعول عليه يقول الامام العلامة ابو امامة ابن النقاش كما في المواهب اللدونية. قال اما ليلة الاسراء فلم يأت في ارجحية العمل فيها حديث صحيح ولا ضعيف ولذلك لم يعينها النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه. ولا عينها احد من الصحابة باسناد صحيح ولا صحة الى الان ولا الى ان تقوم الساعة فيها شيء ومن قال فيها شيئا فانما قال من كيسه يعني من عنده وليس من دليل استند اليه. قال ومن قال فيها شيئا انما قال من كيسه لمرجح له استأنس به. ولهذا تصادمت فيها الاقوال وتباينت ولم يثبت الامر فيها على شيء يقول ابن القيم ناقلا عن شيخه شيخ الاسلام ولا يعرف عن احد من المسلمين انه جعل لليلة الاسراء فضيلة على غيرها لا سيما ليلة القدر ولا كان الصحابة والتابعون لهم باحسان يقصدون تخصيص ليلة الاسراء بامر من الامور ولا يذكرونها ولهذا لا يعرف لا يعرف اي ليلة كانت. وقال ايضا لم يقم دليل معلوم على شهرها. ولا على عشرها ولا على عينها. يعني لا الشهر ولا اليوم ولا العشرة الاولى او الوسطى او الاخيرة من اي شهر. قال بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به. يقول الامام تقي الدين بن السبكي وانا تعمدت نقلا كلام العلماء من مختلف المذاهب مالكية وشافعية وحنابلة. يقول تقي الدين ابن السبكي شيخ الشافعية وشيخ الاسلام في عصره يقول والاحتفال بما تضمنته التذكرة الحمدونية انه في رجب. وباحياء المصريين له ليلة السابع والعشرين لذلك فان ذلك بدعة منظمة الى جهل ونص على عمل اهله مصر لانه رحمه الله كان يسكن مصر وكان عالمها وفقيهها ومحدثها بل وشيخ الاسلام فيها. والمقصود يا كرام بعد ان سمعتم جملة من نقول العلماء من ائمة الاسلام على اختلاف المذاهب انه ها هنا سؤال كبير. فمن اين؟ فمن اين جاء في الاذهان هذا التاريخ؟ ومن اين جاء التحديد وكيف تواطأ المسلمون اليوم على انهم يهتمون في عامة بلاد الاسلام بليلة السابع والعشرين من رجب انها ليلة ثم تعال وانظر ما الذي يفعلونه فيها منهم من يخصها بقيام ومن كان قريبا من الحرم من مكة اتى معتمرا تلك الليلة وخصها بعمرة يرى ان فيها فضلا واجرا وانها ليلة عظيمة ذات شأن ومنهم من يخص يومها بصيام ومنهم من يجتمع فيقرأ فيها بعض صفحات السيرة او يجتمعون لاقامة احتفالات ومناسبات لالقاء الخطب والمحاضرات والانشاد وذكر قصص احاديث الاسراء وما يتعلق بذلك. يا قوم هذه غفلة عظيمة والله. تدري كيف حادثة الاسراء حادثة عظيمة ثقيلة الوزن شأنها كبير عظيم. اهملنا كل الذي جاء فيها ولم نعتني الا بتحديد يوم في العام ثم كان اعتناؤنا على اي وجه بليلة الاسراء كان اعتناؤنا بالاحتفال واقامة الموائد واجتماع الناس للطعام والشراب. وتوزيع الحلوى والابتهاج بيوم نرى انه يوم عظيم عند الله اعلى الله فيه قدر نبينا عليه الصلاة والسلام والله حرقة في القلب ان تتحول امة الاسلام في الاهتمام بحادثة الاسراء والمعراج على عظمة ما جاء فيها من الحوادث وما اشتملت عليه من من عظائم الامور في الدين والشريعة ثم نختسل كل ذلك الى اجتماع الليلتان ليلة مجهولة مبهمة لا ندري كيف استقرت الامة على مثل ذلك الموعد والتاريخ. ثم جعلنا اهتمامنا بالاسراء على ذلك المعنى الهزيل الساذج حدثني الان كيف ينبغي ان تهتم امة الاسلام بالاسراء يا اخوة اما اخرج الائمة في الصحاح والسنن والمسانيد. مرويات قصة الاسراء الجواب بلى الاحاديث فيها كثيرة متعددة. والروايات فيها مختلفة الالفاظ. وهي على تفاوتها صحة وضعفا اثبتت بعض القضايا في الاسراء وبعضها اغفل بعض القضايا لكن الجميع لم يورد فيها تحديد ليلتها ولا يومها او شهر طه او سنتها لتعلم ان الاسلام في دينه وجوهره يربط المسلم بالحدث الذي ينبغي ان تتمحور حياته حولها لتكون هي فعلا منطلق التعبد لله. اما تحديد الايام والازمان والاحتفال بها. فلا والله ليست من الاسلام في شيء ولا اراد الاسلام من بني الاسلام ان تكون حياتهم غفلة طيلة العام ولهوا واعراضا وانصرافا تفريطا في شأن الصلاة التي شرعت ليلة الاسراء تعجب والله اشد العجب من اقوام من اقوام لا يقيمون للصلاة في حياتهم وزنا فتراهم متساهلين مقصرين مفرطين وربما كانت الصلوات تلو الصلوات لا شأن لها في حياتهم كما يريد ربنا ثم فجاءت ليلة الاسراء تفرغوا لها واجتمعوا لاجلها وذبحوا الذبائح واقاموا الولائم واجتمعوا ووزعوا الحلوى. فاذا سألته لم؟ قال ابتهاجا بليلة الاسراء رعاك الله ان كنت تبتهج بها حقا فانظر الى ماذا كان في الاسراء انها فرض الصلاة هناك في حفر سماوي في عرس سماوي فوق سابع سماء. شرعت الصلاة هناك. فان كنت حفيا بالاسراء حقيقة فارعى حق الصلاة التي شرعت في الاسراء واعلم رعاك الله ان الله عز وجل لما صعد بنبيه عليه الصلاة والسلام. وفرض عليه الصلاة هناك من اجل بيان عظمة قدره وجلالة شأنها وانها العبادة التي ليست كعبادات الاسلام. وانها الواجب التي ليست كوجبات الاسلام فكيف ينبغي ان تكون هي في حياتنا من علم حقيقة عظمة حادثة الاسراء والمعراج. فانها تعني له جملة امور او اولها ان الله عز وجل جعل لنا امة الاسلام من الفضائل والكرامات ما ليس لغيرنا من الامم نعم وان الله سبحانه وتعالى خص نبينا عليه الصلاة والسلام بهذا الفضل والشرف ورفعة القدر في قصة الاسراء والمعراج لما ام الانبياء عليهم السلام ولما صعد به ابواب السماء يستفتح له فيقال من؟ فيقال محمد صلى الله عليه وسلم به الانبياء مرحبا بالاخ الصالح. ولابن الصالح والنبي الصالح. ثم ها هو لا يزال يرتقي سماء بعد سماء حتى بلغ سدرة المنتهى حيث لم يبلغها قبل ملك مقرب ولا نبي مرسل. هكذا نفهم معنى حادثة الاسراء والمعراج نفهم من الاسراء والمعراج ان لنا شرفا عظيما بانتسابنا الى هذا الدين العظيم. والى هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. عرفنا عظمة قدره. فعلينا ان نوفيه حقه من الحب العظيم عليه الصلاة والسلام. اي والله الله نحب من احبه الله ونعظم من عظمه الله ونعلي في قلوبنا قدر من عظم الله قدره صلوات ربي سلامه عليه. فاذا عظمناه واحببناه وامتلأت قلوبنا بهذا المعنى لن تجدنا والله الا احرص الناس على سنته واولاهم عناية بسيرته وشمائله وكلنا شغف وتطلع وحب عظيم. لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نفهم الاسراء والمعراج على انها حدث جليل عظيم. يعيد ارتباطنا بهذه العبادة العظيمة. التي تربطنا ربنا في الصلوات الخمس مناجاة وتلذذا بقراءة ايات القرآن وركوعا في عظمة وسجودا في ذل وخضوع. هذه الصلاة التي شرعت فوق سابع سماء تقربك الى الله. بالله عليكم كيف تفهمون قوله عليه الصلاة والسلام في وصف السجود وحالة العبد في قربه من ربه اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. ارأيت لن تكون نبيا حتى ترزق معجزة فيعرج بك الى السماء. لكن بوسعك ان تبلغ اقصى درجات القرب من رب الارض والسماء عندما تضع جبهتك ساجدا لله في صلاة فرضت في ذاك المكان العظيم القريب من الله. تريد ان تقترب الاسراء والمعراج علمتنا كيف نقترب اقترب نبينا صلى الله عليه وسلم من ربه فاوحى اليه فرض الصلاة. فكان لامته بابا تقترب منه الى الله الى قيام الساعة. نعم بقي باب المعراج مفتوحا للامة عبر الصلاة. من اراد ان تعرج روحه. وان يشعر بقربه من الله فليلزم الصلاة فليكثر من السجود وقد قال عليه الصلاة والسلام لربيعة بن كعب لما سأله عن دعوة مستجابة قال سلني حاجتك لما قال اسألك مرافقتك في الجنة يا رسول الله. قال اعني على نفسك بكثرة السجود. السجود الذي هو ركن الصلاة وفيها يهوي الانسان الى موضع قدميه. فيضع جبهته موضع قدمه. ويمرغ انفه في التراب. لكنه في ذل وخضوع لله سبحانه يسمو بهذا المعنى وصدق من قال انت في السجود تهمس في اذن الارض فيبلغ صوتك اعلى سماء انت في صلاتك قريب من الله. لان الصلاة هكذا فرضت في حادثة الاسراء والمعراج. عندما نعي هذه المعاني فنأبى والله ونرفض ان تتحول قصة الاسراء والمعراج في حياتنا يا امة الاسلام الى احتفال يتيم مر في العام ثم نعود منصرفين فالمساجد شبه خاوية والاذان يرفع والمجيب قليل والبيوت عامرة بالاباء بالابناء بالشباب والبيوت ايضا بالفتيات والنساء والمنادي يقول حي على الصلاة ثم نحن مع اعراضنا وغفلتنا وتقصيرنا العظيم في شأن الصلاة نريد ان نثبت حفاوتنا بالاسراء والمعراج لنقيم احتفالا وتذبح الذبائح وتنشد القصائد وتولم الولائم فنزعم اننا عرفنا قدر الاسراء والمعراج الذي خص الله به نبينا عليه الصلاة والسلام لا والله يا قوم صدقا اذا اردنا ان ننصح لانفسنا وان نكون اكثر حرصا على توظيف هذه المعاني الكبار بما يعيد اليقظة في قلوبنا. بما يعيد العزة لامتنا. بما يصحح مسيرتنا جمعا وفردا على مستوى الاشخاص والمجتمعات وامة الاسلام جمعاء ان نعيد مرة اخرى. تعاملنا مع هذه القضايا العظام في حياتنا امة الاسلام الذي عرج به الى السماء هو نبينا عليه الصلاة والسلام. اعظم الناس فرحة بهذه الحادثة وما اكتنفها هو نبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك فما عهد عنه ولا روي لا صحيحا ولا ضعيفا ولا حتى مكذوبا انه اعتنى بتلك الليلة او انه اقامها على رأس كل سنة يجعل لها شأنا واعتبارا في حياته. ولا علم الصحابة هذا المعنى الكبير لكن تعال وانظر كيف فقه عن ربه هذا المعنى الكبير؟ كرامته عظمة شأنه عظمة فريضة في الصلاة التي ما زال صلوات ربي وسلامه عليه يهمس في اذن الامة مرات ومرات بشأن الصلاة حتى وهو على فراش الموت ليقول لامته الصلاة الصلاة. وما ملكت ايمانكم عرف قدر الصلاة لما عرف شأن فرضها هناك فوق سابع سماء. ولم يزل عليه الصلاة والسلام محبا للصلاة مستكثرا منها في حياته الفرائض النوافل قيام الليل ركعات النهار والليل التطوع الذي كان فيه انسه حياته عليه الصلاة والسلام وهو القائل وجعلت قرة عيني في الصلاة الا ان من فقه عظمة الاسراء والمعراج استوحى من ذلك امورا عظاما كثيرة. ليس في شيء منها الاحتفال بليلة مبهمة لا يدرى متى زمانها ولا يدرى متى شهرها ولا يدرى متى سنتها لا يدرك ابدا ان هذا المعنى العظيم هو معنى الاحتفاء الحقيقي بليلة الاسراء والمعراج. لا والله نحن امة اعقل من ذلك واوعى فكرا. نحن اجل قدرا واجل تعظيما لنبينا عليه الصلاة والسلام. في ان ندرك عظمته باتباع سنته واقتفاء سيرته بان ندرك مكانته فتملأ قلوبنا حبا وادراكا لواجبه العظيم صلى الله عليه وسلم ان نعرف ان فريضة كالصلاة جعلت في اكناف هذه الحادثة العظيمة ينبغي ان تكون في حياتنا شأنا عظيما. ينبغي ان تكون هذه المعاني ملقية ظلالها في حياتنا معشر الاباء. معشر الامهات المعلمين والمعلمات الائمة والخطباء. يا كل مسلم ومسلما هذه صلاة ربنا ما رضيها الله ان تشرع كسائر الواجبات. ولا ان تفرض كباقي الفروض. ما رضي الله لها ان ينزل بها ملك من السماوات الى عليه الصلاة والسلام ليوحى بها اليه. بل انما رضي الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ان يصعد. ويتقرب اليه هناك فتكون الصلاة الفريضة التي شرعت في ذلك المكان العظيم. ليعود بها الى امته. نحن بحاجة الى ان نعي ان تحويل هذا هذا المعنى هو اختزال هو اختزال سيء والله وفاسد. لهذا المعنى الكبير في صورة هزيلة هشة. انتجت جيل لا يزال لا يزال يقصر في الصلاة مع شعوره انه اذا حضر ليلة الاسراء واحتفل بها فقد تذكر جيدا اسراء النبي عليه الصلاة والسلام ومعراجه ما فائدة ذلك اذا لم يكن له منهاج عملي؟ يعود به الى توظيف تلك المعاني العظام الكبار. نحن اذا ما نظرنا الى تاريخ الاول وسلفنا المجيد الذين ما القوا نظرة لتلك المعاني ولاحتفلوا بها. ادركنا سر العظمة الذي عاشت عليه امتنا هنا قرونا متباعدة اردت ان اقول يا كرام حيثما تمر بنا هذه المعاني العظام علينا ان نفقه الواجب المتعلق بها والدور الذي يناط باعناقنا هذا دين عظيم وتبعة جليلة وامانة عظمى. ولنبينا صلى الله عليه وسلم علينا من الحق الواجب. والوفاء التام ما ينبغي ان نستشعره وان نقوم به حق القيام. فصلى الله وسلم وبارك على من اسرى به ربه الى بيت المقدس. ومن عرج به الى السماء العلا ومن فرض عليه الصلاة هناك وصلى الله وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. نعم فصل في حقيقة الاسراء. هل كان بالروح ام بالروح والجسد ثم اختلف السلف والعلماء هل كان اسري بروحه او جسده؟ على ثلاث مقالات. فذهبت طائفة الى انه اسراء بالروح وانه رؤيا وانه رؤيا من ام. مع اتفاقهم ان رؤيا الانبياء حق ووحي والى هذا فذهب معاوية وحكى وحكي عن الحسن والمشهور عنه خلافه. واليه اشار محمد بن اسحاق. وحجتهم قوله تعالى وما ان الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس وما حكوا عن عائشة انها قالت ما فقدت جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله بين انا نائم وقول انس وهو نائم في المسجد الحرام وذكر القصة ثم قال في اخرها فاستيقظت وانا بالمسجد الحرام وذهب معظم السلف والمسلمين الى انه اسراء بالجسد وفي اليقظة. وهذا هو الحق وهذا قول ابن عباس وجابر وانس وحذيفة وعمر وابي هريرة وابي هريرة ومالك بن صعصعة وابي حبة البدري وابن مسعود والضحاك وسعيد بن جبير وقتادة وابن المسيب وابن شهاب وابن زيد والحسن وابراهيم ومسروق ومجاهد وعكرمة وابن جريج وهو دليل قول عائشة رضي الله عنها وهو قول الطبري واحمد بن حنبل وجماعة عظيمة من المسلمين وهو قول اكثر متأخرين من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين وقالت طائفة كان الاسراء بالجسد يقظة الى بيت المقدس والى السماء بالروح واحتجوا بقوله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. فجعل الى المسجد الاقصى غاية الاسراء. الذي وقع التعجب فيه القدرة والتمدح بتشريف النبي محمد صلى الله عليه وسلم به. واظهاره الكرامة له بالاسراء اليه قال هؤلاء ولو كان الاسراء بجسده الى الى زائد على المسجد الاقصى لذكره فيكون ابلغ في المدح. ثم اختلفت هذه الفرقتان. نعم ثم اختلفت هذه فرقتان ثم اختلفت هذه الفرقتان هل صلى ببيت المقدس ام لا؟ ففي حديث انس بن مالك رضي الله وعنه وغيره ما تقدم من صلاته فيه وانكر ذلك حذيفة ابن اليمان وقال والله ما زالا عن ظهر البراق حتى رجعا. نعم هذه خلاصة ما اراد المصنف رحمه الله ايراده في هذا الخلاف تجاه هذه القضية. هل كان الاسراء بالروح ام بالجسد؟ وهي ثلاثة اقوال منسوبة الى الائمة كما سمعتم قبل قليل وعلى كل قول طائفة من الصحابة رضي الله عن الجميع. فقيل كان بالجسد والروح معا اسري به بالجسد وعرج بجسده ايضا وقيل بل بالروح ومعنى ذلك انها رؤيا من ام ورؤيا الانبياء حق. وقيل بل كان الاسراء الى بيت في المقدس بالجسد والعروج الى السماء من هناك بالروح. اقوال ثلاثة سيأتي تفصيلها في ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله مع تعليق المصنف رحمه الله على ادلة كل طائفة وما يرجحه من ذلك بعون الله تعالى. ايها الكرام هذه الليلة فتحقها ان نتسابق فيما شرع لنا الاستكثار فيه. وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فحقنا ان نتسابق في هذا الاستكثار. واعظمنا حقا هو اكثرنا صلاة بل ان شئت فقل اكثرنا حظا بصلاة ربه عليه هو اكثرنا صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. يا صل عليه ما وطأ الثرى انس وما علا وما طير على نحو السماء يا رب صل عليه ما نهر جرى اه او صح غيث فارتوى ظمئ بماء. اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. ونسألك يا رب علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك خير القول والعمل وخير المسألة والدعاء وخير الثواب والنجاح وخير المحيا وخير الممات يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين. واقض عن المدينين وفرج كرب المكروبين اله الحق يا رب العالمين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وتقبل دعائنا الى سواء السبيل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا