بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمده تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد اخوتي الكرام فهذا المجلس المتجدد في كل ليلة من ليالي الجمعة نجتمع فيها على مدارسة شمائل وسيرة وهدي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه اكرم نبي واعظم رسول واشرف امام صلوات الله وسلامه عليه. بعثه الله تعالى بين يدي في الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. انار الله تعالى به الظلمات سبحانه وتعالى ببعثته صلى الله عليه وسلم قلوبا غلفا. واذانا صما واعينا عميا فكم انقذ الله تعالى به الامة من الظلمات الى النور ومن النار الى جنة عظمها السماوات والارض. لقد كانت عليه الصلاة والسلام فجرا جديدا للبشرية اذنت بحياة ملؤها السعادة وطيب العيش في الحياة ورفعة المنزلة وعظيم الكرامة يوم يلقون الله. هي بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم خير كلها ونور وهدى رحمة وبركة وما زالت امته صلى الله عليه وسلم تحتفي بما اكرمها الله تعالى به من بعثة سيد المرسلين وبما خصه الله تعالى به من المقامات والكرامات والدرجات العلى في الدنيا والاخرة. وما زلنا في هذا المجلس ايها الكرام صفحات ونقرأ اسطرا ونغترف قطرات من بحر عظيم فيما اوتيه صلى الله عليه وسلم من عظيم الكرامة قام ورفعة الدرجة وعظيم لمنزلة في مجلس نجتمع فيه كل ليلة من ليالي الجمعة نستذكر علما ادبا ونزداد ايمانا ونغرس في قلوبنا حبا ووفاء عظيما. لاعظم من يجب ان تحبه القلوب صلى الله عليه واله وسلم في مجلس في كل ليلة من ليالي الجمعة نستكثر من الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم الحب ويدفعنا الشوق ويملأنا الايمان الصادق به عليه الصلاة والسلام. وملء جوارحنا وخفق افئدتنا حب عظيم تكتنزه الصدور ووفاء كبير لا تحويه الاضلاع لاعظم امام واكرم نبي صلى الله عليه واله وسلم من رفع الله له ذكره وخص له في المقام بين الانبياء والمرسلين عليهم السلام. ما لم يؤته احد قبله صلى الله عليه واله وسلم ونحن في هذا المقام لا يزال لنا نصيب وافر من صلاة عظيمة تتنزل علينا به عشر صلوات من ربنا سبحانه وتعالى. اولم يقل حبيبنا صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اشرقت فوق الخلائق شمسه وقلوبهم تمتاح من انواره يا رب صل على الحبيب محمد ما صار مشتاق على اثاره صلى الله عليه واله وسلم؟ لم يزل بنا الحديث يا كرام في هذا الباب الثالث من كتاب الشفاء بتعريف حقوق صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله هذا الباب الثالث الذي خصه المصنف رحمه الله بذكر التي جاءت دالة على عظيم قدره عند ربه. وعظيم منزلته وما خصه به سبحانه في الدارين من ورفيع الدرجات صلوات الله وسلامه عليه. فصل الليلة يا كرام نتناول كرامة من الكرامات. ومنزلة من اعظم من المنازل التي خصها الله لنبينا عليه الصلاة والسلام. هي الشفاعة يوم القيامة. الحديث الليلة في هذا الفصل ايها المباركون حديث يعنينا فردا فردا. ويهمنا واحدا واحدا. تدرون لم؟ لاننا نؤمن بيوم اخر وبين يدي هذه الحياة القصيرة التي نعيشها في الدنيا مهما طالت بين يديها موت فبعث وحساب. ويوم اخر عظيم الهول شديد الفزع هو يوم الفزع الاكبر كما وصف الله. في ذلك المقام العظيم الذي يجتمع فيه الخلائق ويحشر فيه الاولون والاخرون. والانس والجن وسائر ما خلق الله عز وجل في هذه الدار يجتمعون على صعيد واحد قد علاهم الكرب وتغشاهم الهم واحاط بهم الجزع وبلغ بهم الكرب كما مبلغ في ذلك المقام والمقام عظيم. والرب سبحانه وتعالى جليل يصيب العباد من الهول والفزع والكرب. ما الله به عليم في بحث العباد والخلق اجمعون عما يخفف عنهم كربة ذلك اليوم وما يجلي عنهم ذلك الهم الذي اطبق على الانفاس فتصبب العرق وبلغ الحناجر ما احاط بهم من الكرب والهون فهذا الموقف العظيم ليس له مفتاح في ذلك اليوم العظيم الا مفتاح الشفاعة. الذي جعله الله تعالى مخرجا خلائق يفرج به عنه الهم. وينفس عنهم به الكرب. هذا المقام هو الذي خص الله تعالى به نبينا صلى الله عليه وسلم ولكم تقرر معنا يا كرام ان اي خصلة من خصال المناقب والمكارم والفضائل والدرجات التي نجدها لنبينا عليه الصلاة والسلام فوق انها رفعة ذكر لنبينا. نتشرف بالانتساب الى امته فاننا نجد انفسنا اشد ما نكون فرحا والله. بكل خصلة من خصال الخير ومنقبة من مناقب الفضل والهدى والعطاء الرباني الذي نجده لنبينا عليه الصلاة والسلام. ذلك ان الكرامة له كرامة لامته ان العطاء العظيم له عليه الصلاة والسلام ينال امته. فكم نحن امة حظية نحتفي والله بدين اكرمنا الله وبنبي صلى الله عليه وسلم جعله الله لنا رحمة في هذه الدنيا ورحمة في الاخرة. الحديث عن الشفاعة ومنصبها العظيم ومقامها الكريم هو ما جعله المصنف رحمه الله في هذا الفصل باعتباره مقاما من اعظم مقامات التي جعلها الله لنبي الهدى والرحمة وامام الاولين والاخرين وسيد خلق الله اجمعين محمد صلى الله الله عليه واله وسلم. نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. هذا هو المجد هذا هو المجلس السابع والستون من مجالس تدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام وباسانيدكم المتصلة الى الامام القاضي العياض رحمه الله تعالى رحمة واسعة. قال الباب الثالث فصل في تفضيله بالشفاعة والمقام المحمود. قال الله تعالى عسى ان يبعثكم ربك مقاما محمودا. نعم بدأ المصنف رحمه الله تعالى بهذا الجزء من الاية الكريمة في سورة الاسراء. والمبتدعة بقوله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك. عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا الخطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام. والله لما وجهه الى قيام الليل وان يكون له حظ عظيم منه في جزاء ذلك هذا المقام المحمود الذي قال له فيه عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. يقول الامام الحافظ ابن كثير رحمه الله اي افعل يا محمد هذا الذي امرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاما يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم تبارك وتعالى ولهذا سمي المقام المحمود يعني يحمده خالقه سبحانه على ما اكرمه تعالى به في هذا المقام الخلائق الانبياء والرسل والصالحون والاولون والاخرون. يحمدونه على ما اتاه الله عز وجل. ويغبطون على ما خصه به سبحانه من الكرامة والفضل والعطاء. ما هذا المقام المحمود في تفسير الاية اقاويل لكن الذي عليه الجمهور كافة من السلف والخلف ان المقام المحمود في الاية هو الشفاعة العظمى التي سيأتي الحديث عنها مفصلا. ولهذا جعل المصنف افتتاح الفصل المخصوص بالحديث عن الشفاعة العظمى مصدرا بهذه الاية. عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. فسر هذا المقام المحمود حديث سيأتي ذكره اخرجه الامام الترمذي رحمه الله وبه فسر عدد من سادات السلف من الصحابة والتابعين كابن عباس وحذيفة وابن عمر وبعض من خلفهم من سادات التابعين كمجاهد والحسن وقتادة رحم الله الجميع. قالوا ان قام المحمود في الاية هو الشفاعة العظمى. وسيأتي مزيد بيان عنها. وقيل في ثاني الاقوال ان المقام المحمود المقصود في اية هنا هي شفاعته صلى الله عليه وسلم اخراج بعض امته من النار بعد ان دخلوها. فيخرجهم من من النار بشفاعته عليه الصلاة والسلام. وقيل فيها قول ثالث انه لواء الحمد. فالمقام المحمود هو لواء الحمد الذي مر بكم ذكره في فصل مستقل في مجلس سابق. ولا تنافي هذا بينه وبين القول الاول بانها الشفاعة العظمى وثمة قول الرابع استنكره بعض العلماء وسيأتي الحديث عنه عند اشارة المصنف رحمه الله الى غرابة هذا القول وشذوذه وعدم الاعتداد به. قال الله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. ثم ابتدأ المصنف رحمه الله بحديث ساقه بسنده الى الامام البخاري الذي خرج الحديث في صحيحه. نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا الشيخ وعلينا الغساني الجياني فيما كتب به الي بخطه. قال حدثنا سراج ابن عبدالله القاضي قال حدثنا ابو محمد الاصيلي قال حدثنا ابو زيد وابو احمد كلاهما قال حدثنا محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد ابن اسماعيل قال حدثنا اسماعيل ابن ابان قال حدثنا ابو الاحوص عن ادم ابن علي قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قل ان الناس يصيرون يوم القيامة جثا. كل امة تتبع نبيها يقولون يا فلان كل امة تتبع نبيها كل امة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا يا فلان اشفع لنا حتى تنتهي الشفاعة الى النبي صلى الله عليه عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود. نعم هذا الحديث الذي اخرج البخاري رحمه الله هو من كلامي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فانه قال ان الناس يصيرون يوم القيامة جثا. يعني كونوا حالهم من الهول والكرب ما يجعلهم يجثون على ركبهم. وهذا في قوله جثا جمع جثوة يعني يأتي الناس يجثون على ركبهم وهو كما قال الله وترى كل امة جاثية. قال رضي الله عنه كل امة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا يا فلان اشفع لنا. يخاطبون الانبياء عليهم السلام حتى تنتهي الشفاعة الى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود. فسر ابن عمر رضي الله عنهما الشفاعة بانها هي المقام المحمود. واورد البخاري رحمه الله حديث ابن عمر هذا للدلالة على ان ان المراد بالاية في المقام المحمود هي الشفاعة العظمى. نعم. الا رحمه الله تعالى وعن ابيه هريرة رضي الله عنه قال سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما من محمودا؟ فقال هي الشفاعة. نعم. وهذا حديث صريح مرفوع. اخرجه الترمذي وحسنه. سئل النبي صلى الله عليه عليه وسلم عن قول الله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. والحديث له عدة روايات وفيها اكثر من طريق بعض الصحابة سأل ما المقام المحمود؟ فقال عليه الصلاة والسلام هي الشفاعة. وهذا لا يقدم عليه تفسير سواه متى عنه صلى الله عليه وسلم في ذكر تفسير اي لفظة من القرآن. فلا يقدم على تفسيره تفسير احد كائنا من كان صلوات الله وسلامه عليه. قال رحمه الله وروى كعب بن مالك رضي الله عنه وعنه عليه السلام. يحشر الناس يوم يوم القيامة فاكون انا وامتي على تل ويكسوني ويكسوني ربي حلة خضراء. ثم يؤذن لي فاقول ما شاء الله ان اقول فذلك المقام المحمود. نعم. والحديث كذلك في السياق ذاته. يقول يحشر الناس يوم القيامة كونوا انا وامتي على تل يعني على منطقة مرتفعة. في صعيد يوم يحشر الناس والخلائق. قال ويكسوني ربي حلة خضراء حلة خضراء ثم يؤذن لي فاقول ما شاء الله ان اقول ما الذي يقوله في ذلك الموقف عليه الصلاة والسلام يقول ما الهمه ربه وعلمه فيحمد الخالق ويشفع للخلق عليه الصلاة والسلام قال فذلك المقام المحمود. المقام اسم مكان هو محل القيام. والمراد به المكان المعدود لذلك كالامر العظيم فيقوم مقاما عليه الصلاة والسلام لا يقومه احد من البشر سواه. في ذلك الموقف العظيم. وحتى تتضح الصورة يا كرام يوم القيامة يوم عظيم. والرب سبحانه رب عظيم. ويوم القيامة يحوط بالبشر من الاهوال والكربات والفزع ما الله به عليم. فكل يبحث يوم القيامة عما يدفع به كربته. قد يكون الكرب كرب سيئة تدخله النار. وقد تكون المصيبة يوم القيامة مصيبة حسنة نقصته حتى يدخل الجنة. وقد يكون الحاجة الى الشفاعة يوم القيامة في رفعة درجة لمن في الجنة ان يرتفع. فالخلائق يوم القيامة يبحثون عما يكونوا في حظهم وصالحي انفسهم. فيريد صاحب النار الا يدخلها اجارنا واجاركم الله. ويريد من دخلها ان يخرج منها ويريد الذي دخل الجنة ان تزداد درجته. هنا تلتمس الشفاعات. يجأر الكل الى الخالق سبحانه يلتمسون ما عودوا عليهم بالنفع والخير والسعادة. فتتعدد الشفاعات ولان الله عظيم. وتفرد بملك يوم الدين سبحانه فانه جعل الشفاعة محصورة في من اذن له سبحانه. يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت وجوه للحي القيوم. هذا وصف موجز لما يحصل في ذلك المقام العظيم. وايضا الامر كما قال الله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. فيأذن سبحانه لبعض خلقه يأذن للملائكة ويأذن للانبياء عليهم السلام. ويأذنوا للصالحين. ويأذنوا للاباء والامة ويأذن للاولاد ويأذن للمجاهدين الشهداء. ويأذن لاهل القرآن ولمن شاء الله سبحانه. تلك كرامات يعطيها الله سبحانه من يشاء. اذا الشفاعات متعددة يوم القيامة. وذاك المقام يبحث الناس فيه ويلتمسون الشفاعة عند من اذن الله له ان يشفع فاذا شفع فمن قبل الرحمن شفاعته حقق له مطلوبه واتاه مراده هنا يدخر كل عاقل في دنياه ما يأذن له بالشفاعة يوم يلقى الله وللشفاعة ابواب وطرق بينتها الشريعة مع كل ما في تلك الشفاعات مما ينشده الخلائق يوم القيامة. الا ان واحدة منها هي الاعظم على اطلاق ولهذا سميت بالشفاعة العظمى. هي المذكورة هنا في هذا السياق هي المخصوصة بنبينا عليه الصلاة والسلام. الشفاعة هنا يا كرام ليست في دخول الجنة لا. الشفاعة هنا ليست في خروج بعض اهل النار من النار كلا. الشفاعة هنا ليست في زيادة الدرجات في الجنان ابدا. هي اعظم من ذلك كله. تدري ما هو؟ هو ان ينتهي موقف يوم يجتمع الناس عند الله. هي شفاعة لان يأذن الله سبحانه بالفصل بين الخلائق شفاعة ان يبدأ الحساب شفاعة لان يذهب اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار. ارأيت هي ليست شفاعة لدخول جنة ولا في خروج من النار هي شفاعة فقط ان يبدأ الحساب. وان ينتهي الهول العظيم الشديد. الذي لا يحيط به احد ولا يعلم مداه الا الله سبحانه. لا يحزنهم الفزع الاكبر يوم تتلقاهم الملائكة. فسمى المقام مقام فزع وهو اكبر على الاطلاق. ذلك الفزع العظيم والكرب يقوم فيه الخلائق يوما مقداره خمسون الف سنة وقد بلغ بهم الكرب ودنت بهم الشمس وتصببوا من العرق والجموا الجاما. ارأيت يا رجل لو ان امرا تهتم له ترقبه على حذر مثل نتيجة طالب دخل الامتحان فلا يدري اي ينجح ام لا. ومثل امر وقرار ينتظر هل يؤذن له بالبقاء ام يرتحل ومثل مريض له في غرفة العمليات ينتظر الخبر هل نجحت العملية فعاش او انتهى اجله ومات ارأيت تلك اللحظات كم هي شديدة الوقع على النفس وكم هو الهول عظيم واذا احاط به شيء من الجهل بما سيكون اليه الامر بعد تلك اللحظات. ويكون اشد تعلقا وهيبة وخيفا ووجلا. ثم كلما طال الوقت والانتظار طال القلق. واشتد الكرب انها ليست ساعة ولا يوما ولا شهرا ولا سنة. خمسون الف سنة كم سيصبر الناس؟ كم سيتحملون في موقف ذلك الكرب انها لحظة ينتظر فيها الخلق ان يقول الرب سبحانه يا اهل الجنة الى الجنة ويا اهل النار الى النار. والله انه وفرج حتى لاهل النار ان يعرفوا المصير ان يعرف احدهم الى اين يكون فيه القرار. ان يعرف هل هو من اهل الجنة ام اهل النار؟ هذا الموقف لا يستثنى منه احد. الكل يعيش كربته. والخلق كلهم يعيشون هوله وفزعه. ولهذا هو فزع اكبر الخلق ولا يستثنى منه احد. لما يطول المقام وستأتيك الروايات يلهم الخلق ان يبحثوا عن مخرج بطلب الشفاعة ممن يحسنون بهم الظن. فالى اين تتجه الابصار؟ الى الانبياء عليهم السلام لعلم الناس يومئذ انهم اكرم الخلق عند الله. يوم ذاك يقر حتى الكفرة. حتى اهل الجحود والصدود والعناد والكفر والتكذيب يعرفون يومئذ ان اكرم الخلق عند الله هم الانبياء عليهم السلام. فيتجهون اليهم يبحثون عن الشفاعة وكما يعلم الجميع ستأتي الرواية ينشدونها. فيابى الله في ذلك المقام العظيم ان يأذن بالشفاعة العظمى الا لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. هي شفاعة عظمى لعدة اسباب. اولها عظمة ما يشفع فيه نبينا عليه الصلاة والسلام هو هو الانتهاء من فزع ذلك اليوم هو الاذن من الله بالبدء في الفصل بين الخلائق والحساب. هي ايضا شفاعة عظمى لانها ليست خاصة بامته عليه الصلاة والسلام. بل هي للاولين والاخرين. بينما يشفع كل نبي في امته. ويشفع الصالح في اهل بيته. ويشفع في اولاده والولد في والديه واهل القرآن فيمن اكرمه الله بالشفاعة له. والشهيد في اهله وهكذا. لكن الشفاعة هنا ليست لها حدود هي لكل من خلق الله فيغفر بها وينعم بها وينالها ويشرف بالدخول تحتها كل خلق الله فمن ثم كانت الشفاعة العظمى بالله عليك في موقف كذلك الموقف. والهول عظيم والجميع في وجل ورب الجلال سبحانه ينادي لمن الملك اليوم؟ فلا يجيب احد فيجيب نفسه بنفسه سبحانه لله الواحد القهار. اليس موقفا عظيما من بين كل اولئك الاولين والاخرين ان يقوم نبينا صلى الله عليه وسلم فيسجد تحت العرش في منظر مهيب امام الخلق اجمعين اولهم اخرهم انسهم وجنهم الانبياء واممهم جميعا. فيسجد صلى الله عليه وسلم فيتشفعوا فيشفع فيقبل الله شفاعته ويأذن بالفصل بين الخلائق. فينصرف كل اهل دار الى دارهم اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار. هذا المقام المحمود الذي وعد الله به نبينا عليه الصلاة والسلام الا يحق لنا ان نشرف يا امة محمد بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الا يحق ان نرفع به الرأس عليه الصلاة والسلام وان نشرف بالانتساب الى امته. الا يحق لنا ان نتشبث بسنته وان ترفع بها الهامات اننا من امة امام الاولين والاخرين وشفيع رب العالمين يوم الدين صلى الله عليه وسلم يسوق المصنف رحمه الله جملة من الروايات الان. فيها تفسير المقام المحمود بانها الشفاعة العظمى يوم القيامة. نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنه وذكر حديث الشفاعة قال فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة. فيومئذ يبعثه الله المقام المحمود الذي وعده. هذا موقف ثان وهو ايضا من شفاعته عليه الصلاة والسلام. التي لا يشاركه فيها احد. ما هي؟ هي الشفاعة بدخول الجنة نعم فانه كما مر بنا سابقا ان اهل الجنة لا يدخلون الجنة حتى يستفتح لنا نبينا صلى الله عليه وسلم فلما يسأله الملك خازن الجنة من؟ فيقول عليه الصلاة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم. فيفتح له ويقول امرت الا افتح لاحد قبلك. فتكون شفاعته بفتح ابواب الجنان هي ايضا من الشفاعة التي لا كوفيها احد بانه اول من يطرق ابواب الجنة. واول من يدخلها واول من يدخل امته عليه الصلاة والسلام من الانبياء عليهم صلاة الله وسلامه. قال هنا فيومئذ يبعثه الله المقام المحمود الذي وعده. نعم. قال وعن ابن ابن مسعود رضي الله عنه وعنه عليه السلام انه قيامه على عن يمين العرش مقاما لا يقومه غيره يغبطه فيه الاولون والاخرون. نعم. ونحوه عن كعب والحسن والحسن رحمهم الله وفي رواية هو المقام الذي اشفع لامتي فيه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لقائم المقام المحمود قيل وما هو؟ قال ذلك يوم ينزل الله تبارك وتعالى على كرسيه الحديث. الحديث وتمامه قال اني لقائم قام المحمود فلما قالوا وما هو؟ قال ذلك يوم ينزل الله تبارك وتعالى على كرسيه فيئط ما يئت الرحل الجديد من تضايقه به. وهو اي الكرسي يسع السماء والارض. ويجيء بكم حفاة عرى غرلا الى ان قال في حديث طويل ثم اقوم على يمين الله مقاما يغبطني الاولون والاخرون صلى الله عليه واله وسلم. الحديث في في طوله في اسناده طول وذكره وخرجه احمد والطبراني لكن في اسناده ضعفا لبعض لضعف بعض الرواة. ويشهد له ما سبق من احاديثه. وهو هنا يذكر وصفا في وصف المقام المحمود انه قيامه عليه الصلاة والسلام عن يمين العرش لطلب الشفاعة من الله جل جلاله. نعم قال رحمه الله وعن ابي موسى رضي الله عنه وعنه عنه صلى الله عليه وسلم قال خيرت بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة. فاخترت الشفاعة لانها اعم. اترونها للمتقين؟ لا ولكنها للمذنبين الخاطئين. الخطائين. ولكنها للمذنبين الخطائين. يقول عليه الصلاة والسلام خيرت بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة. فاخترت الشفاعة. اليس مربحا عاجلا ان يختار دخول النصف امته الجنة لكنه ترك ذلك عليه الصلاة والسلام. واختار الشفاعة. قال لانها ام كيف تكون اعم؟ ان دخل نصف امته الجنة سيبقى النصف الاخر خارجها. لكن عندما يشفع صلى الله عليه وسلم هل ترونه سيكتفي بالشفاعة لنصف امته فقط عليه الصلاة والسلام؟ لا والله. انما سيشفع للاولين الاخرين بل لن تقتصر شفاعته على اهل الاحسان والطاعة والبر والتقى. بل سيشفع حتى للعصاة والمذنبين والخطائين لانهم احوج الى الشفاعة ان يعفو الله عنهم وان يتجاوز عن تقصيرهم وان يدخلهم الجنة برحمته ان احدنا اذا عز مقامه عند ذي امر وسلطان فطلبه مطلبا لن يرده والله فما ظنكم بمكانة وقدري وعظمتي شأن نبينا صلى الله عليه وسلم عند ربه. وربنا ما كالامر والخلق سبحانه وله التفرد بالقضاء والقدر والامر جل جلاله. وله التفرد بالملك ذاك اليوم فعلى عظمة ما في المقام اتظنون ان الله الذي قال لنبيه ولسوف يعطيك ربك فترضى ان يرد فاعته في احد من امته عليه الصلاة والسلام. لا والله ما هذا الظن بالله. ولا هذا ما عرفناه من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الطريق الذي سيلزمني واياك سيأتي الحديث عنه بعد قليل. في هذا المقام مقام الشفاعة يبين لنا في النصوص الشرعية عظمة قدره عليه الصلاة والسلام عند ربه. قال خيرت بين ان يدخل نصف الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة. ثم قال لانها اعم. اترونها للمتقين؟ لا ولكنها للمذنبين الخطائين. الحديث يروى من حديث ابي موسى وابن عمر رضي الله عنهما كما اخرجه ابن ماجة وغيره من اصحاب السنن ضعف الحديث عدد من الائمة كابن الجوزي وقال ليس فيه شيء صحيح. لكن الذهبية عليه بتجويد اسناده وانه صالح. وكذلك صحح الحديث الامام المنذري. والالباني رحمه الله صحح الحديث في بشطره الاول خيرت بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة. وجعل تتمة الحديث في التعليم مما لا تقوى به الاسانيد. فان دل الحديث على امر دل على عظيم ما يحمله قلب النبي صلى الله عليه وسلم من عظيم العطاء لامته فوجب علينا تجاهه عظيم الوفاء له صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ماذا ورد عليك في الشفاعة فقال شفاعتي لمن شهد ان لا اله الا الله مخلصا يصدق لسانه قلبه الحديث هذا وقد اخرجه احمد وابن حبان والحاكم وغيرهم اخرج مثله البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه بلفظ اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او من نفسه. فهذا طريق يفتح لنا الابواب يا من يبحث عن شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم ليست الشفاعة العظمى الشفاعة العظمى تلك ينالها الخلق كلهم لكنك تريد شفاعة لك انت تفوز بها يشفع لك فان كنت من اهل الجنة زادت درجات وان كنت بين بين اكرمك الله برحمته وان كانت الاخرى اجارني واجارك الله كانت شفاعته صلى الله وعليه وسلم ان نأمن باذنه سبحانه من العقاب. تلك شفاعات كلنا والله يحتاجها. هذه مفاتيحها احمل مفاتيح شفاعته صلى الله عليه وسلم معك. الان من دنياك قبل ان تغادرها. احد مفاتيحها التي اشار اليها الحديث من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. هذا من اسعد الناس بشفاعة المصطفى عليه الصلاة والسلام تدري ما هذا؟ هذا التوحيد. هذا صفاء المعتقد. هذا تخليص التعلق في القلب بالله وحده سبحانه هذا هو اعظم ابواب نيل الشفاعة المحمدية يا امة محمد صلى الله عليه وسلم. الا تأذن في قلبك موضع ابرة تعلقها فيه بغير الله سبحانه لا طلب نفع ولا دفع ظر ولا اعتقاد تدبير وقدرة في النفاذ في الكون. الخلق خلق الله والامر امره وتوحيد القلوب وملئها بهذا المعتقد هو احد اعظم ابواب السعادة بشفاعته صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وعن ام حبيبة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اريت ما اريت ما تلقى امتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض وسقى لهم من الله ما اسبق للامة قبلهم؟ للامم للامم قبلهم. فسألت الله ان يؤتيني شفاعة يوم القيامة فيه ففعل. قال عليه الصلاة والسلام كما سمعتم اريت ما تلقى امتي من بعدي وسفك بعظهم دماء بعظ. وسبق لهم من ما سبق للامم قبلهم وسبق لهم من الله ما سبق للامم قبلهم فسألت الله ان يؤتيني شفاعة يوم القيامة فيهم. الحديث اخرجه بعض اصحاب السنن واحمد وغيرهم وهو على شرط البخاري كما ذكر الالباني رحمه الله وان ظعفه بعظ بوهم لبعض رواته على كل فيه الدلالة على ان الله عز وجل قد اكرم نبيه عليه الصلاة والسلام بتحقيق مطلوبه بالشفاعة لامته. هو طلب فاعطي عليه الصلاة والسلام. هذا ما اعتقده في قلوبنا يا اهل الاسلام ان لنا جهادا في الحياة وسعيا نكتسب به الحسنات ونجاهد في سلوك طريق الطاعة ونبحث بشغف في اتباع سنته عليه الصلاة والسلام. لكن ما ندري ما الذي يصيبنا من الخطأ والتقصير السهو والغفلة والعصيان فاذا غلبت سيئاتنا حسناتنا لا قدر الله فان المعول على رحمة الله بانتظار شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اذن الله له بالشفاعة من الخلق يوم القيامة. نعم قال رحمه الله وعن حذيفة رضي الله عنه قال يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث حيث يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكوتا لا تتكلم نفس الا ابنه في نادي هذا الحديث الان يرويه عن حذيفة يصف مشهد القيامة واجتماع الخلق. اخرج الحديث البزار والنسائي من ابي حذيفة ليس حديثا مرفوعا لكنك تعلم ان هذا المشهد من مشاهد الغيب لا يحكيه حذيفة من تلقاء نفسه هو في حكم المرفوع لانهم ما يذكرون ذلك الا بما اعلمهم واخبرهم به النبي صلى الله عليه واله وسلم. فلذلك جعل علماء الحديث من الاحاديث التي تروى في كتب الرواية التي يصح نسبتها الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي وينفذهم البصر. يعني انهم يجمعون جميعا لا منهم احد فيحيط بهم البصر ويسمعهم الداعي اذا ناداهم. نعم. قال رحمه الله في نادي نادى فينادى محمدا فيقول لبيك وسعديك. من المنادي؟ هو الله. فينادى محمد فيجيب صلى الله عليه وسلم. نعم. فيقول لبيك وسعديك. والخير في يديك والشر ليس اليك اهتدي من هديت وعبدك بين يديك ولك واليك. لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك. تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت. قال فذلك المقام المحمود الذي ذكره الله. وجزء من الحديث اخرجه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما. نعم. قال رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما اذا دخل اهل النار النار واهل الجنة الجنة. فتبقى اخر زمرة من الجنة واخر زمرة من النار. فتقول زمرة النار لزمرة الجنة ما نفعكم ايمانكم فيدعون رب فيدعون ربهم ويضجون يسمعهم اهل الجنة فيسألون ادم وغيره بعده في الشفاعة لهم. فكل يعتذر حتى يأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم فذلك المقام المحمود. نعم وستأتي الرواية صحيحة قريبا في ذكر تفاصيل هذا المشهد لما قال فيدعون ربهم ويضجون ثم يسألون ادم وغيره في الشفاعة لهم فكل يعتذر. ستأتيك الرواية تفصيلا اتيانهم لابينا ادم عليه السلام. ثم اتيانهم لابراهيم لموسى لعيسى جميعا عليهم صلاة الله وسلامه ثم اتيانهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قال ونحوه عن ابن مسعود رضي الله عنه ايضا ومجاهد رحمه الله. وذكره علي بن الحسين رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال جابر بن عبدالله ليزيد الفقير سمعت بمقام سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم يعني الذي يبعثه الله فيه؟ قال نعم. قال فانه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج يعني من النار. وذكر حديث الشفاعة في اخراج الجهنميين. وعن انس رضي الله عنه نحوه وقال فهذا المقام المحمود الذي وعده. الذي وعده الذي وعده وعن سلمان رضي الله عنه قال المقام المحمود هو الشفاعة في امته يوم القيامة. ومثله عن ابي هريرة رضي الله عنه. نعم. ساق المصنف رحمه الله فيما سمعتم جملة من الروايات فسر بها الصحب الكرام رضي الله عنهم وبعضها جاء مرفوعا من قوله هو عليه الصلاة والسلام في ذكر ما تفسر به الشفاعة. فاعظم ذلك العظمى ثم جاء تفسير اخر بشفاعة لدخول اهل الجنة الجنة. وجاء تفسيره الثالث باخراج الجهنم يعني من دخل النار وجهنم والعياذ بالله ان يخرج منها وشفاعة في زيادة الحسنات وكل ذلك فسر وبانه من المقام المحمود وما من شك ان الشفاعات التي يحظى بها اربابها يوم القيامة كرما من الله وفضلا منه سبحانه وتعالى متعددا. والقائمون بالشفاعات ايضا متعددون ونبينا عليه الصلاة والسلام اعظمهم حظا واوفرهم بذلك اللون من الشفاعات يوم القيامة لم نقول ذلك؟ لانه يشاركهم في كل انواع الشفاعات. وينفرد عليه الصلاة والسلام دون خلق الله اجمعين بشفاعات ثلاثة. اولها الشفاعة العظمى وقد عرفتها وعرفت معناها وثانيها الشفاعة لاهل الجنة بدخول الجنة فانه لا يسبقه الى الجنة احد عليه الصلاة والسلام. ولا تفتح لاحد قبله عليه الصلاة والسلام وثالث الشفاعات التي تخصه دون غيره هي شفاعته عليه الصلاة والسلام لعمه ابي طالب ان يخفف الله العذاب جزاء ما وقف فيه مع دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بمكة من النصرة والحماية تأييد رغم موته كافرا. ورغم اعراضه عن الدخول في الدين. لكن الله اكرمه بما حمى به نبيه. وسخر من الذب عنه وتمكينه ودعوته حتى مات ولقي الله. نعم لقي الله كافرا. وربك لن يخرج من النار من لم يقل يوما لا اله الا الله ومن ليس في قلبه مثقال ذرة من لا اله الا الله سيبقى فيها. لكن الله خفف عنه العذاب هو يلبس نعلا من جمرتين من النار تغري بهما دماغه. والعياذ بالله وانه لاهون اهل النار عذاب كما قال عليه الصلاة والسلام. هذه شفاعات ثلاثة خص الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام. باقي انواع الشفاعات يشفع فيها غيره من الانبياء عليهم السلام. والملائكة عليها السلام. ويشفع ايضا الصالحون في اممهم يشفع ايضا الشهداء ويشفع ارباب القرآن ومن اذن الله له بالشفاعة. كل ذلك ابواب مفتحة كرما من الله لكنهم لا يشفعون في تلك الثلاثة يشفعون لبعض اهلهم وذويهم ان ترتفع درجاتهم في الجنة. يشفعون لاخراج بعض من دخل النار. ان يخرج منها ويشفع الصديق الصالح لصديقه والاب لولده والولد لابيه. وهكذا فتلك الوان من الشفاعات يأذن الله فيها لمن فمن قبل الله شفاعته حقق له مطلوبه. نعم. قال رحمه الله تعالى وعن قتادة رحمه الله كان اهل العلم يرون المقام المحمود هو شفاعته يوم القيامة. وعلى ان المقام المحمود مقامه عليه الصلاة والسلام للشفاعة مذاهب للشفاعة مذاهب وعلى ان المقام المحمود مقامه للشفاعة مذاهب السلف. وعلى ان المقام المحمود مقامه للشفاعة مذاهب السلف من الصحابة والتابعين وعامة ائمة المسلمين. وبذلك جاء الشفاعة مفسرة في صحيح الاخبار عنه عليه الصلاة والسلام. نعم. يريد ان يقول تفسير المقام المحمود بانه الشفاعة له عليه الصلاة والسلام هو الذي انطوى عليه قول السلف والخلف من الصحابة والتابعين وعامة ائمة المسلمين وبه جاءت الروايات كما سمعت في صحيح السنة عنه عليه الصلاة والسلام. نعم. قال رحمه الله وجاءت مقالة في مصيرها شاذة عن بعض السلف. يجب الا تثبت اذ لم يعبدها صحيح اثر ولا سند نظر. ولو وحد لكان لها تأويل غير مستنكر. لكن ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الاثار يرده. فلا يجب وان يلتفت اليه مع انه لم يأت في كتاب ولا سنة ولا اتفق عليه المقال امته. ولا اتفق على المقال ولا على المقال امه وفي اطلاق ظاهره منكر منكر من القول وشنعة. نعم. اه المح الامام القاضي عياض هنا رحمه الله الى القول الذي اسلفته في صدر المجلس في تفسير المقام المحمود واستنكره بل واستبشعه كما سمعت ولم يشر رحمه الله الى صريح القول واعرض عنه تماما. القول المذكور الذي يشير هنا بالاستغراب بل حكم عليه بقوله يجب الا تثبت به الرواية. وانه لم يعضدها صحيح اثر ولا سند نظر. وانه ان لا يلتفت اليه وانه لم يتفق عليه الامة وفي اطلاق ظاهره منكر من القوم. اي قول هذا؟ هو القول المذكور في التفسير سيري عن الامام مجاهد رحمه الله. ويروى عن عبدالله بن سلام وغيرهم من السلف ان المقام المحمود هو ان يجلس الله نبينا صلى الله عليه وسلم على العرش. وفي بعض الالفاظ على الكرسي فاستنكر عدد من اهل العلم هذا المعنى. وان هذا من ما لا يليق بذات الالوهية. كيف يجلس الله نبينا عليه الصلاة والسلام على العرش وفي ذلك ما لا يمكن ان يقبله عقل كما قال المصنف هنا رحمه الله. واستنكر هذا القول تماما شيخ المفسرين لما ذكر هذا القول قال فانه وان كان مرجوحا وتفسير المقام المحمود بانه الشفاعة العظمى اولى واقوى واصح وبه جاء الدليل في تفسيره لكن هذا قول ليس مرفوضا وجعله مقبولا وان كان ضعيفا. واستند الامام الطبري رحمه الله الى انه قول لا يلزم منه شيء من البطلان. ما في ان يجلس الله نبينا عليه الصلاة والسلام على العرش. اجلاسه على العرش والعرش خلق من خلق الله الله سبحانه مستو على عرشه والاستواء ليس هو الجلوس. والله تعالى بائن عن خلقه غير مماس لشيء من خلقه فلا انكار في اثبات جلوسه عليه الصلاة والسلام على يمين العرش او على العرش او على يمين الرحمن كما جاء في بعض الروايات فليس في هذا شيء كما يقول الامام الطبري رحمه الله شيء يمكن ان يرفض به القول. لكن القاضي عياض رحمه الله جعل هذا من القول المرفوض الذي لم يدل عليه دليل صحيح. واستشهد في هذا بحديث مرفوع فيه ما جاء قبل قليل بقيامه او ما مقامه عليه الصلاة والسلام عن يمين العرش او عن يمين الله. قال ابو داوود من انكر هذا الحديث فهو عندنا متهم. ما زال اهل الحديث يتحدثون بهذا جملة القول ما ذكره الحافظ بن عبدالبر رحمه الله يشير الى قول مجاهد في تفسير الاية وان المقام هو ان يجلسه الله على العرش. قال ومجاهد وان كان احد الائمة يتأول القرآن يعني مشهور بتفسير القرآن وعنه يؤخذ القول في كلام الله. قال فان له قولين مهجورين عند اهل العلم. احدهما هذا يعني في تفسير المقام المحمود والثاني تأويل قوله وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قال تنتظر الثواب وليس من النظر. يشير الى ان هذا مما لم يقبله العلماء من تفسير مجاهد رحمه الله. وبالجملة فاثرت ايراد القول لبيان ما قصد المصنف رحمه الله من استبشاع هذا التفسير للمقام المحمود فاذا اضفته الى ما سبق كان من جملة اقاويل السلف في تفسير قوله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحم الله تعالى وفي رواية انس وابي هريرة وغيرهما رضي الله وغيرهما رضي الله عنهم دخل احاديث بعضهم على بعض قال صلى الله عليه وسلم يجمع الله الاولين والاخرين يوم القيامة يهتمون او فيلهمون فيقولون لو استشفعنا الى ربنا. ومن طريق اخر عنه رضي الله الله عنه ما جاء الناس بعضهم في بعض. الان سيسوق المصنف حديث الشفاعة الطويل. وذكر تفاصيل ذلك المشهد العظيم في ذلك الموقف العظيم كيف يبحث الناس عن الشفاعة؟ وما الذي يصيبهم يوم القيامة؟ قف رعاك الله على فاصيلي هذا المشهد الذي ستسمعه الان لتعلم اي شفاعة عظمى خص الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم فيبلغ الناس يبلغ الناس من الغم ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقولون. الا تنظرون من يشفع لكم فيأتون ادم عليه السلام فيقولون زاد بعضهم انت ادم ابو البشر. خلقك الله بيده ونفخك ونفخ فيك الروح واسكنك جنته واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء. اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا. الم الا ترى ما نحن فيه؟ فيقول ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله. نهاني عن الشجرة فعصيت نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى نوح. فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون انت اول الرسل الى اهل الارض. وسماك الله عبدا شكورا. الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى ما بلغنا؟ الا تشفع لنا الى ربك؟ فيقول ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولا يغضب بعده مثله نفسي نفسي قال في رواية انس رضي الله عنه ويذكر خطيئته التي اصاب سؤاله ربه بغير علم. وفي رواية لابي هريرة. اي سؤال يقصد؟ ان ابني من نعم ونادى نوح ربه فقال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك كالحق وانت احكم الحاكمين. فكان الجواب قال يا نوح انه ليس من اهلك. انه عمل غير صالح يعني عمل ولد فلا تسألني ما ليس لك به علم. هل كانت خطيئة حقا؟ هل كانت معصية؟ هل عصى فيه يا نور نوح عليه السلام ربه حاشاه حاشاه والله لكن الانبياء عليهم السلام لعظيم منازلهم عند الله وعظيم ما بلغوه من تقى الله. يستعظم احدهم ادنى المحقرات. ولا يرونها لائقة بمقام عبودية بينهم وبين الله. فيقول في ذلك الموقف ان ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا بعده مثله فيتهيبون عليهم السلام ان يتكلم احدهم بكلمة بين يدي الله. يا رجل هؤلاء الانبياء يتهيبون في مواقف مرت بهم في الحياة ويرونها في حق الله خطيئة ومعصية. فماذا عني وعنك في خطايا حقيقة انغمسنا فيها. ومعاصي ارتكبناها وذنوبا احاطت بنا عن وعن شمائلنا هول موقف الكرب العظيم يوم يغضب الرب سبحانه فيتهيب منه الانبياء عليهم سلام اولى بنا ان نستشعر عظمة المقام لتعلم اي كرب بلغته الخلائق وهم يبحثون عن الشفاعة بين يدي الله فاذ يقول نوح عليه السلام ويذكر خطيئته التي اصاب سؤاله ربه بغير علم. هذه خطيئة عند عليهم السلام يرونها كذلك ويرون ان التعدي على شيء مما لم يكن ينبغي لهم ان يعملوه. هو لون من الخطيئة التي احتسبها احدهم غشاهم عليهم السلام. قال رحمه الله وفي رواية ابي هريرة رضي الله عنه قال وقد كانت لي دعوة على قومي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى ابراهيم فانه خليل الله. فيأتون قال في رواية ابي هريرة فيما يعتبر به نوح عليه السلام وقد كانت لي دعوة دعوتها على قومي. يقول كانت لي دعوة مدخرة بالاجابة لكني استنفذتها فدعوت بها على قومي يقصد لما قال ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذر هم يضلوا عبادك ولا يجدوا الا فاجرا كفارا. فكان الطوفان وكان الغرق وكان العقاب وكان تطهير الارض من الكفرة والعصاة. فيقول عليه السلام معتذرا ما كانت لي من دعوة مخبأة قد استنفذتها فما بقي لي لي طلب مجاب لكن اذهبوا الى ابراهيم فانه خليل الله. قال فيأتون ابراهيم عليه السلام فيقولون انت نبي الله وخليله من اهل الارض اشفع لنا الى ربك. الا ترى ما نحن فيه. فيقول ان ربي قد غضب يوم غضب. نعم فيأتون ابراهيم قال رحمه الله تعالى فيأتون ابراهيم عليه السلام فيقولون انت نبي الله وخليله من اهله الارض اشفع لنا الى ربك الا ترى ما نحن فيه. فيقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا وذكر مثله ثلاث كلمات كذبهن نفسي نفسي لست لها ولكن عليكم بموسى فانه كليم الله. وفي رواية فانه عبد اتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا. كذلك الشأن كذلك الشأن في ابراهيم الخليل عليه السلام اذ يأتيه الخلق ينشدون الشفاعة فيقول معتذرا عليه صلاة الله وسلامه ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله قبله ولم يغضب بعده مثله. ويذكر ثلاث كلمات كذبهن ثم يقول نفسي نفسي يشير في الثلاث الكلمات في الاولى منهما في الاولى منها قوله فقال اني لما خرج قومه في العيد فاعتذر بالبقاء بقوله اني سقيم. وفي الثانية لما سألوه عن تحطيم الالهة اان فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم. قال بل فعله كبيرهم هذا. فاسألوهم ان كانوا ينطقون. ويشير في الثالثة لما اراد الطاغية ان يتعدى على زوجه سارة فقال انها اختي يشير الى سارة زوجه والمقصود وفي الثلاث المواقف معاريض استعملها الخليل ابراهيم عليه السلام وليست بكذبات. وفي المعاريظ ممدوحة عن الكذب لكنه ايضا رأى انه فعل ما لا ينبغي له ان يفعله او ما كان له الاولى ان يفعل خلافه. لكن شأن الانبياء عليه مستلام استعظام تلك المواقف. وان دقت وان يروها كبيرة وان كانت صغيرة في مقام الله جل جلاله لهذا المعنى الكبير ثم يعتذر عليه السلام قائلا نفسي نفسي ولكن عليكم بموسى فانه كليم الله وفي رواية فانه عبد اتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا. في الحديث بقية طويلة لا يتسع لها المقام نكملها وفي جلسة ليلة الجمعة المقبلة باذن الله. وما في الحديث من مواقف الخلق في اتيانهم للانبياء عليهم السلام موسى فعيسى فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وحسبنا الليلة انا وقفنا على ان الشفاعة العظمى في وعظيم شأنها موقف عظيم الهول. وان الانبياء عليهم السلام على رفيع درجاتهم وعظيم منازلهم وعلو كراماتهم يتهيبون. الموقف ذلك اليوم العظيم لتعظيم الله في قلوبهم. فان الاولى بنا نحن يا ان نكون اكثر استعظاما لذنوبنا وتقصيرنا وخطايانا. واكثر تعظيما لربنا وخالقنا ومولانا. يا من ترجون شفاعته صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم العظيم. استكثروا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم انه قد قال فيما حسنه بعض اهل العلم من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا وجبت له شفاعتي صلى الله الله عليه وسلم وهو القائل كما في الصحيح من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة قائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة. وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته. قال حلت له شفاعتي صلى الله عليه وسلم فهذا باب يقربكم يا كرام من شفاعة سيد الانام صلى الله عليه وسلم. وانتم في ليلة شريفة عظيمة يستحب لكم فيها الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم فاجعلوا من ارضكم هذه الليلة الشريفة الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم واجعلوا لكم ايضا يوم غد الجمعة وافرا من الصلاة والسلام عليه فهي انوار تحيط بكم وحسنات تزاد في رصيدكم وبركات تنعمون بها في حياتكم