الطاغية وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور اخرجه الترمذي وصححه ابن حبان لعن يعني قال اللهم العن زيارة القبور او قال هن ملعونات فعلى الاول يكون معنا لعن اي دعا باللعنة وعلى الثاني يكون معنى لعن اخبر لانهن ملعونات وكلا الامرين سواء في المعنى واللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله سبحانه وتعالى ولا يكون اللعن الا على فعل كبيرة من كبائر الذنوب وقول زائرات القبور للمؤنث دائرات القبور وتحصل الزيارة بالمرة فاذا زارت المرأة القبور ولو مرة واحدة فقد فعلت كبيرة من كبائر الذنوب ودخلت في لعنة الله والعياذ بالله وقوله تعالى زيارة القبور ليس هو النهي لان النهي غير اللعن والرسول عليه الصلاة والسلام ما قال كنت لعنتكم فزوروها حتى نقول ان هذا ان الحديث الاول نسخ للثاني ولهذا من حسن صنيع ابن حجر رحمه الله انه اتى بالثاني بعد الاول اشارة الى ان الثاني مخصص للاول وليس وليس الاول ناسخا له وهو كذلك ومن تدبر الحديثين عرف انه لا ليس بينهما نسبة نسخ اطلاقا لان الحديث الاول كنت نهيتكم عموما والثاني خاص بالنساء قصد النساء ثانيا ان الاول فيه النهي دون اللعن والثاني فيه اللعن وبينهما فرق واضح اذا يستفاد من هذا الحديث ان زيارة المرأة القبور من كبائر الذنوب من كبائر الذنوب فان قلت الا تدخل في العموم السابق وتكون نسخا قلنا لا يدخل لما عرفتم فان قلت ما الجواب ان قوله صلى الله عليه وسلم او نعم في الحديث الثاني لعن الله زوارات القبور او لعن زوار رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور بالتشديد وفعال صيغة مبالغة قلنا ان كلمة زوار تأتي للمبالغة وتأتي للنسبة كبناء ونجار ونحو ذلك نعم واذا كان الدليل محتملا فمع الاحتمال يبطل الاستدلال. هذي واحدة دانا على فرض ان زوارات للمبالغة فانا زائرات اعم لانها اذا لعنت الزائرة الزوار كثيرة الزيارة من باب اولى ومعلوم اننا نأخذ بالاعم لانه اكثر فائدة وعلى هذا فتكون يكون هذه الزوارات لا يعارض هذا اللفظ والجواب عنه باحد وجهين كما عرفتم فان قلت ما الجواب عما رواه مسلم من حديث ابي هريرة من حديث عائشة رضي الله عنها بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم القبور وخروجها خلفه ثم رجوعها امامه ولما جاء وحدثها بما فعل قالت يا رسول الله ماذا اقول لهم؟ قال قولي الله السلام عليكم دار قوم مؤمنين الى اخره فان قولها ماذا ماذا اقول لهم قد يشعر بجواز زيارة المرأة للقبور فالجواب على هذا ان ان عائشة ما قالت ماذا اقول لهم اذا زرت القبور قالت ماذا اقول لهم؟ فقط هذا لفظ مسلم وليس فيه ادارة القبور فيحمل على احد امرين اما ان يكون دعاء عاما مجردا ليس ليس سبب الزيارة واما ان يكون المراد اذا مررت بها غير قاصدة للزيارة ويكون هذا جمعا بين الحديثين واذا امكن الجمع بين الحديثين وجب المصير اليه قبل ان قبل ان نتدرج الى الترجيح او النصر فنقول المرأة اذا خرجت من بيتها قاصدة الزيارة فهي داخلة بالنهي اللعن اما اذا مرت بغير قصد الزيارة ووقفت وسلمت فالظاهر ان هذا لا بأس به وهو لا يعد زيارة ولو فرض عده زيارة لكان حديث عائشة قد يدل على جوازه فان قلت ما الجواب عن زيارة عائشة رضي الله عنها لقبر اخيها عبدالرحمن حيث زارته وبكت الجواب انها قد قالت لو حضرت موتك ما زرتك فكأنها رضي الله عنها ارادت الدعاء له ثم نقول هو فعل صحابية اعرضه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان يعارض قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول احد من الناس ثم لعلها فهمت من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لها ان تقول لاهل المقابر السلام عليكم يا قوم المؤمنين لعلها فهمت من ذلك انه يجوز زيارة المرأة ولم يبلغها حديث النهي او اللعن فما دامت فما دام فعل صحابي فما دام فعلها فعل صحابي في احتمالات فانه لا يكون حجة ومهما كان فالحجة ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم واذا كان زيارة القبور محرمة بمقتضى الدليل فانها محرمة ايضا بمقتضى النظر والتعليم كيف ذلك لان النساء رقيقات لينات العاطفة لو فتح لهن الباب لكانت كل امرأة تذهب كل صباح ومساء الى قبر امها او ابيها تصيح عنده وتنوح ولهذا ابن حجر رحمه الله اعقب حديث ثلاث قبور بحديث النائحة والمستمعة المرأة ما تصبر لو يحصل له راحة تبيت عند قبر امها واخيها وابيها تبكي ثم غالبا تكون المقابر خارج البيوت فاذا خرج النساء الى هذه المقابر كان سببا لتسرب الفساق واهل الفجور اليهن وربما يحصل بذلك فتنة عظيمة فكان مقتضى النظر والتعليل من منعهن من الزيارة لخوف فتنتهن او الفتنة بهن اه خوف فتنتهن بماذا قلت بان يخرجن ويلازمن القبور وان يحصل منهن ها عدم صبر نياحة ونبج وما اشبه ذلك واما الفتنة بهن فربما يكون ذلك سببا لتسرب الفساق واهل الفجور اليهن لان المقابر في الغالب تكون خارج البيوت والمساكن ولا شك ان زيارة المرأة للقبر محرمة ومن كبائر الذنوب فان قلت ما الجواب عما قال الفقهاء يكره للمرأة زيارة القبور ويسن لهن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم شف يكره زيارة القبور ويسن لهن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فالجواب ان فقهاء الحنابلة رحمهم الله كغيرهم من اهل العلم يخطئون ويصيبون فهم اعتمدوا في الحكم بالكراهة على حديث ام عطية السابق ما هو ها؟ نهينا عن اتباع الجنائز؟ ولم يعزم علينا وسبق الجواب عنه مقتضى قاعدتهم هم رحمهم الله ان زيارة المرأة للمقبرة من كبائر الذنوب لانهم نصوا في باب الشهادات على ان الكبيرة ما فيه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة او لعنة وهذا فيه لعنة يكون من الكبائر واما قولهم يسن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهم قالوا ان هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نقول لهم اتوا لنا ببرهان وجليل يدل على ثبوت هذه الخصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم واجاب بعضهم بان زيارة المرأة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم ليست زيارة حقيقة لان بينها وبين القبر ثلاثة جدران ولا لا ها؟ نعم ثلاثة جدران بينه وبين القبر اي نعم هذا هو المعروف نعم ولهذا قال ابن القيم في النونية لما ذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام سأل الله تعالى الا يكون قبره وثنا قال فاجاب رب العالمين دعاءه واحاطه بثلاثة الجدران داخل في القبة الصغيرة فيها ثلاث جدران كلها حامية لهذا القبر قالوا فاذا وقفت المرأة من وراء الشباك فبينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم مساحة وجدر فلا يعد هذا زيارة والزيارة التي لعنت فاعل فاعلتها هي التي تقف على القبر وهذه لم تقف على القبر فلا تكون داخلة في اللعن وجوابنا على هذا هذا الحقيقة ان هذه شبهة قوية جدا كما سمعتم شبهة فان احدا من الناس لو اتى الى خمسة قبور عليها حيطان ثلاثة مثلا ووقف من وراء الحيطان هل يكون زائرا ها؟ نشوف في الواقع قد تكون ليس بزائر لو جاء واحد لمك وانت مثلا في وسط الغرفة غرفة في وسط مجلس والمجلس في وسط الحوش نعم والحوش في وسط الحديقة ومن وراء الحديقة جدار وسلم عليك من وراء الجدار الطالعي السلام عليك يا فلان كيف حالك؟ وكيف اصبحت يكون زائرا لك ولا غير زعيم ها يعني نعم نعم سمع واجاب وقال وقال افتح قال بارك الله فيك اثابك الله على خطاك اكملت الزيارة يبي فنجان شاهي وقهوة ويقعد عنده شوي اعتقد انه ما هو زائل في الواقع ولا لا يعني مهيب زيارة لواحد ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون هذا الماء ما هو زائر هذا فيكون هذه ليست بزيارة الحقيقة انها تعليق قوي جدا لكن قد نقول ان الزيارة مطلقة الرسول عليه الصلاة والسلام اطلق لعن زائرات القبور