بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله على احسانه. والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله والداعي الى رضوانه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة المباركون فهذه الليلة المباركة في هذا المكان المبارك نجلس مجلسا مباركا ذكروا فيه طرفا من عظمة شأن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. فهنيئا لكم هذه البركات المجتمعة لكم هذه ليلة في هذا المكان في هذا المجلس. بركة الليلة الشريفة ليلة الجمعة التي ندبنا فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. فما من احد احق ان يذكر هذه الليلة ويوم غد الجمعة اكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرا مقترنا بكثرة الصلاة والسلام عليه لينهل المؤمن بهذه الصلوات صلوات عفة من ربه جل وعلا. وفي هذا المكان المبارك في مجلس كما اسلفت ما زلنا نقلب صفحاته من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. فنحن هكذا نحوز بركات الى بركات وخيرات ونعمات من ربنا سبحانه وتعالى. احبتي الكرام هذا المجلس موصول بالمجلس الذي سبق. في ذكر الفصل الذي جعله المصنف رحمه الله تعالى فيما خص الله تعالى به نبينا عليه الصلاة والسلام بفضيلة الشفاعة التي ميزه الله بها ورفع بها قدره صلوات ربي وسلامه عليه. ولا يزال الحديث موصولا في ذكر ما يتعلق بهذا المقام المحمود الذي جعله الله لنبينا عليه الصلاة والسلام. فرفع له به ذكره ورفع به ذكر امته. واعلى به شأنه وكان بالتبعي ايضا شأن امته عليه الصلاة والسلام. اذا الليلة نحن نشهد او نعيش مشهدا من مشاهد الاخرة في حديث الشفاعة. وهي صفحة من عالم الغيب. التي اخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام بما اوحى الله تعالى اليه. هذا الباب الكبير في ذلك المشهد العظيم الذي مضى طرف منه في مجلس ليلة الجمعة الماضية وقد ساق المصنف الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى حديث الشفاعة الطويل الصحيح الذي اخرجه الشيخان من رواية ابي هريرة وانس رضي الله عنهما واخرجه غيرهم من غير هذين الحديثين بروايات كثيرة متعددة وقد مر بكم في الحديث ان الخلق عندما يصيبهم ما يصيبهم من الكرب فانهم يبحثون عن مخرج فيجأرون بطلب النجاة والشفاعة بالذهاب الى الانبياء عليهم السلام. وقد وقف بنا الحديث عندما اتوا نبي الله موسى عليه وليكون الحديث موصولا وليرتبط اللاحق بالسابق نقرأ الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى عن انس وابي هو هريرة رضي الله عنهما من اوله. نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله واصحابه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين هذا هو المجلس الثامن والستون من مجالس تدارس كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام. وباسانيدكم المتصلة الى القاضي الامام العلامة ابي الفضل عياض ابن موسى ليحصبي رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال رحمه الله فصل في تفضيله بالشفاعة والمقام المحمود وفي رواية انس وابي هريرة وغيرهما دخل حديث بعضهم على بعض قال صلى الله عليه وسلم يجمع الله الاولين والاخرين يوم القيامة فيهتمون او قال فيلهمون فيلهمون فيلهمون فيقولون لو استشفعنا الى ربنا ومن طريق اخر عنهما جناس بعضهم في بعض. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال وتدنو الشمس وفيبلغ الناس من فيبلغ الناس من الغم ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقولون الا تنظرون من يشفع لكم فيأتون ادم عليه السلام فيقولون زاد بعضهم انت انت ادم ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسكنك جنته واسجد لك ملائكته وعلم اسمك اسماء كل شيء اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا. الا ترى ما نحن فيه؟ فيقول قل ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولا يغضب بعده مثله. نهاني عن الشجرة ارتفاع صيت نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى نوح. وقد تقدم بكم ايها الكرام في المجلس السابق ان هذا المشهد في فزع البشر واتيانهم الى الانبياء عليهم السلام. وهذا الحوار الذي بينهم وبين الانبياء واحدا بعد واحد يحمل من الدلالات الشيء العظيم. واظهره في هذا السياق هيبة الانبياء عليهم السلام وتعظيمهم لرب العزة والجلال. مع ما حباهم الله به من القرب والرفعة والاصطفاء. لكنك تعلم ان العبد كلما كان بالله اعرف كان منه اخوف. وكلما ازداد العبد علما بربه سبحانه وتعالى ازداد له تعظيما وخشية واجلالا. والعكس تماما ايها العباد كلما ابتعد العبد عن الله وضعفت معرفته بالله على حدود الله. والله ما عصى الله عبد الا من قلة معرفته بالله. ولهذا قال الامام الحسن البصري رحمه الله ما الله الا جاهل. الجهل هنا جهل بعظمة الله. وبحقه سبحانه مما يجب له من ان يعرف العباد قدره ويقدروه حق قدره. وهذا المشهد في الانبياء عندما يقول احدهم ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم قبله مثله ولا يغضب بعده مثله. هذا المقام الاول في شدة تعظيم هؤلاء من سادة البشر لرب البشر سبحانه وتعالى وهو يدلنا على انه متى رام العبد ان يصل الى مقامات العلو والسمو والصلاح والولاية من الله جل في علاه فليس له طريق اقرب من طريق الانبياء والمرسلين عليهم السلام. وقد امتلأت قلوب تعويما واجلالا وخشية من الله كما ترى الان في هذا السياق. وقد قال كل واحد منهم المقالة ذاتها. ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله قبله ولا يغضب مثله بعده. والعبد اذا استعظم شأن الله في قلبه اعظم ان يعصيه او ان يقف في موقف يرى انه كان الاولى به ان يكون غير هذا احسن منه. وهو الذي حصل الانبياء عليهم السلام. والمعنى الاخر الذي يلوح ايضا في هذا السياق استعظامهم عليهم السلام لما وقع من الواحد من رغم انه قد حكى الله جل وعلا انه ليس في مقام المؤاخذة او العقاب فيما صدر منهم عليهم السلام هذا ادم عليه السلام لما اعتذر فقال نهاني عن الشجرة فعصيت. عد ذلك عصيانا مع ان الله قال فعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. فاخبر القرآن بحصول التوبة وان قد عفا لكنه ما يزال يستصحب في هذا المقام العظيم ذلك الموقف. فاحرى بنا نحن ايها العباد والله ان نكون اكثر استحضارا لما وقع فيه احدنا من تفريط في جنب الله وتقصير وتعد على حدود الله مال للواجبات وتأخير في الحقوق ونحو ذلك من جوانب التقصير والاهمال التي هي الصق بنا من الانبياء عليهم السلام ونحن احرى منهم بهذا المقام في الوجل والخوف والخشية من الله جل في علاه. نعم. قال رحمه الله فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون انت اول الرسل الى اهل الارض وسماك الله عبدا شكورا الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى ما بلغنا ما بلغنا؟ الا ترى ما بلغنا؟ الا تشفع لنا الى ربك فيقول ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولا يغضب بعده مثله نفسي في نفسي قال في رواية انس رضي الله عنه ويذكر خطيئته التي اصاب سؤاله ربه بغير علم وفي رواية ابي هريرة رضي الله عنه وقد كانت لي دعوة دعوتها على قومي الى غيري اذهبوا الى ابراهيم فانه خليل الله. قال فيأتون ابراهيم عليه السلام يقولون انت نبي الله وخليله من اهل الارض. اشفع لنا الى ربك. الا ترى ما نحن فيه. فيقول قل ان ربي قد غضب اليوم غضبا وذكر مثله. ويذكر ثلاث كلمات ثلاث كلمات اذكر ثلاث كلمات كذبهن نفسي نفسي لست لها. ولكن عليكم بموسى فانه كليم الله نعم وقد تقدم ان الكلمات الثلاث التي قصدها عليه السلام وهي التي جاءت مجملة هنا في هذه الرواية قد روايات اخر وقصد بها مقولات ثلاث اثبتها القرآن كذلك. اولاها قوله عليه السلام اني سقيم. لما طلب منه قومه ان يشاركهم معهم في الخروج الى عيدهم. واما الثانية فقوله لما سألوا من فعل هذا بالهتنا اانت فعلت هذا يا ابراهيم؟ فكان الجواب قال بل فعله كبيرهم هذا. فاسألوهم ان كانوا ينطقون. واما فقوله لما سئل عن سارة وقد اراد الطاغية الاعتداء والتعدي عليها قال انها اختي والكلمات الثلاث ليست كذبا بل كانت معاريض. وفي المعاريظ ممدوحة عن الكذب. لكنه كما اسلفت لكم استعظام الانبياء عليهم السلام للمواقف التي ربما يرأوا ان الاولى منهم كان لهم غيرها. فليس بالذنب والخطيئة التي هي تعد على حدود الله او استهانة بالمعاصي او اقتراف لما حرم الله وحاشاهم عليهم السلام. لكنه استعظام للامر يسير وهكذا هو قلب العبد اذا استعظم في قلبه مكانة ربه جل وعلا وهذا لا يكون الا عن عظيم المعرفة بقدر الله جل وعلا. قال فان ان ربي قد غضب اليوم غضبا وذكر مثله. وانت ترى في السياق ما حصل مع ادم. ثم مع ثم مع موسى ثم مع ابراهيم عليهم السلام جميعا ان البشر اذا اتوا الى الواحد منهم ذكروا ما له من ما يرونها جديرة بانه اذا شفع شفع. واذا دعا اجيب واذا سأل اعطي وهذا مما يقع ايضا في نفوس الجميع انه كلما وقع الظن الحسن باحد كان ظن الرجاء من مثله اقرب فالتمسوا عندهم الشفاعة بما لهم من المكانة. انظر ماذا قالوا الى ادم انت ابو البشر. خلقك الله بيدك ونفخ فيك من روحه واسكنك جنته واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء اشفع لنا عند ربك. والذي قالوه لنوح انت اول الرسل لاهل الارض. وسماك الله عبدا شكورا. الا ترى ما نحن فيه؟ اشفع لنا الى ربك. والذي قالوه لابراهيم عليه السلام انت نبي الله وخليله من اهل الارض اشفع لنا الا ترى ما نحن فيه وسيأتيك قولهم لموسى عليه السلام انت كليم الله وانت كذا الى اخره. هذا ان دل فانما يدل على ان البشر يعرفون للانبياء قدرهم. ويوم القيامة وتجلى الحجب ولا ينطقون الا الحق ولا يكون الا الصدق. ويدلك ايضا على انهم رغم ما عرفوه من مقامات الانبياء وذكروه بين يدي التماسهم لشفاعة احدهم عند ربه جل وعلا الا ان هذا كله لم يكن تسوى شيئا في نفوس الانبياء عليهم السلام. فاحدهم رغم ما سمع من المناقب والثناء وحسن ظن الخليقة به في ذلك اليوم لكن عظمة ما قام بقلبه من هول الموقف وشدة الكرب وجلال الرب عز وجل جعل ذلك كله يتلاشى عنده فيقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا. لم يغضب مثله قبله ولم يغضب مثله بعده. فيعتذروا عنها حتى يؤول الامر الى الذي بعده وهكذا. نعم. قال رحمه الله وفي رواية فانه عبد اتاه الله التوراة كلمه وقربه نجيا. قال فيأتون موسى عليه السلام فيقول لست لها ويذكر خطيئته التي وقتله النفس نفسي نفسي ولكن عليكم بعيسى فانه روح الله وكلمته. قال في موسى عليه السلام ويذكر خطيئته التي اصاب وقتله النفس. وهذا هو المقصود بالخطيئة هنا. وقد جاء في رواية اخرى ايضا في الصحيح قال واني قتلت نفسا لم اومر بقتلها. يقصد قتله القبطي لما استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه. قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين. ثم انظر قال رب اني ظلمت نفسي فاغفر له فغفر له. حصلت المغفرة وحصلت التوبة وحصل العفو. لكنهم عليهم السلام ما يزالون في ذلك الموقف العظيم يرون ان تلك المواقف التي كانت منهم في الحياة ربما كانت لا تليق باحدهم ان يأتي عند الله يا رجل هذا نبي كريم عند الله مصطفى من البشر وقد احل الله عليه رضوانه به دينه ومع ذلك وهو يعرف ما له من المكانة عند الله. مع انه يعرف ايضا عفو الله له ومغفرة ورحمته لكنه ما زال يستصحب الخطيئة والذنب بالمعنى الذي تمت الاشارة اليه. فماذا عني وعنك؟ رغم اننا نخطئ ونتوب ربما وقع في حسبان احدنا انه قد بدل العمل السيء بعمل صالح وانه اعقب سيئة بحسنة وانه بدل سيئاته حسنات. وان الله اكرمه فحج. ووقف بعرفة. وانه اتى من بالبر والخير والاحسان ما يظن بحسن ظنه بربه ان الله بكرمه قد عفا عنه وغفر له وان الله نقله من دار السوء وعمل السوء وصحائف السوء الى مثلها من الخير والصالحات والاحسان والطاعات فالحقه بالابرار صالحين. نعم هذا من حسن ظن العبد بربه. لكنه ينبغي انه ان يبقى العبد الصالح مستشعرا الف ايامه المظلمة وعمله السيء ليكون ذلك وقودا له يزداد فيه من الخيرات والطاعات لئلا يركن العبد ابدا الى صالحة قدمها او عمل صالح اسلفه. والمعول كله على رحمة الله اولا واخرا. فلا والله ما حسناتنا ولا صالحاتنا ولا اعمالنا مهما بلغت ومهما وفق لها العبد ليست بالتي هي تبلغ بك المطلوب يوم القيامة وليست هي بالتي تحقق لك المراد. المعول في الدنيا على رحمة الله وفي الاخرة ايضا على رحمة الله. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. فيلتمس العبد رحمة الله في كل لحظة. من لحظات الحياة. وما يزال مستشعرا ان الله كريم وان ان الله عفو رحيم حليم لكنه ان شاء اخذ بالذنب فاخذ بالقليل والكثير. وان شاء عفا فعفا ايضا عن القليل والكثير فيبقى العبد هكذا بين حسن ظن بربه وطمع في رحمته وبين خوف يملأ قلبه اجلالا تعظيما ومهابة وهؤلاء الانبياء عليهم السلام الذين قال الله عنهم اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدين هذه القدوة لنا في الانبياء عليهم السلام تنير لنا الدرب وتفتح لنا الابواب. نعم. قال رحمه الله فيأتون عيسى عليه السلام فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم. عبد غفر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. نعم ما ذكر هنا في شأن عيسى عليه السلام ما اعتذر به الانبياء من خطأ او ذنب ونحو. ولهذا وقع في رواية اسرح من هذا في الصحيح ايضا قال عيسى عليه السلام عن الشفاعة ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله قبله ولن يغضب مثله بعده قال ولم اذكر له ذنبا فهذا صريح في شأن عيسى عليه السلام في هذا الحديث المتعلق بالشفاعة. نعم. قال رحمه الله قال النبي صلى الله عليه وسلم فؤتى فاقول انا لها. يعني فيأتيني الناس فاقول انا لها. هل يقولها عليه الصلاة والسلام غرورا وقد رأى قبله اخوته الانبياء يعتذرون ويتراجعون خوفا واجلالا وشفقة ومهابة في ذلك الموقف العظيم. وكلهم يقول نفسي نفسي. فاذا اوتي عليه الصلاة والسلام ولما اقول اوتي يعني اتيه انا وانت وامي وامك وابي وابوك والناس اجمعون. فنأتي اليه صلى الله عليه وسلم ونقول له انت عبد الله ورسوله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا عند ربك. لما يقول عليه الصلاة والسلام انا لها. ما الذي صلى الله عليه وسلم على قول انا لها والله ليس الا الوعد الحق من الله لما قال الله له عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. قد وعده ربه. فلما حان الموعد علم صلى الله عليه وسلم انه صاحب هذا المقام فانطلق له ثقة بالله وكرامة من الله التي خص الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام. بالله عليكم يا امة محمد صلى الله عليه وسلم. في هذا الموقف العظيم وهي صفحة من عالم الغيب كما اسلفت. ومشهد من مشاهد اليوم نقرأ وغدا والله سنشهده. اليوم نسمعه وغدا نعيشه بملئ حواسنا سمعا وبصرا. يوم في الابصار وترتعد الابدان وتبلغ الحناجر الحلقوم. والخلق كلهم في كرب. الله عز وجل وحده العالم بي ما الذي به الناس في ذلك الموقف. اقول اي شعور لنا يا امة محمد صلى الله عليه وسلم؟ ونحن نأتي فزعين الى الانبياء واحدا واحدا فكل نبي يعتذر من الهور والفزع قائلا نفسي نفسي اي شعور اذا ما اتينا الى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها. فيذهب وينطلق تحت العرش صلى الله عليه وسلم. والله ما هو الا الفرح عاف الذي نعيشه الان من الشعور بالفرح بان لنبينا صلى الله عليه وسلم ما خصه الله تعالى به دون سائر الانبياء عليهم السلام. فرحتنا التي نعيشها اليوم ونحن نقرأ شأنه العظيم. ونفخر بانه نبينا ورسول امتنا عليه الصلاة والسلام. شاعرين بعظيم الفرح والشرف اننا ننتسب الى امته. الفرحة التي نعيشها الساعة ستعيش اضعافا بل بلا مقارنة يوم تأتي الموقف فترى نبيك عليه الصلاة والسلام هو الذي يظفر بالشفاعة عند الله في هذا الموقف العظيم فهو المقام المحمود. فهمت اذا لماذا هو محمود؟ تحمده عليه الخلائق لانه يصنع معروفا بامر الله ويكون للبشرية كلها في ذلك الموقف مقام حمد يرونه قدم اليهم خيرا وبذل اليهم معروفا بما اتاه الله عز وجل من هذا المقام المحمود وهو الاذن له بالشفاعة صلى الله عليه واله وسلم. قال صلى الله عليه وسلم فانطلق فاستأذن على ربي فيؤذن لي. فاذا رأيته وقعت ساجدا في رواية فآتي تحت العرش فاخر ساجدا. وفي رواية فاقوم بين يديه فاحمده بمحامد لا عليها الا ان يلهمنيها الله. وفي رواية فيفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه لم يفتحوا على احد قبلي هذا هو صنيع نبينا عليه الصلاة والسلام كما سمعت. عندما يستشفع به عند ربه عز وجل ويطلب منه عليه الصلاة والسلام ان يطلب الشفاعة من الله. فيأتي قائلا عليه الصلاة والسلام فاستأذن على ربي فيؤذن لي. فاذا رأيته وقعت ساجدا. قال فاتي تحت العرش فاخر ساجدا. فاقوم بين يدي فاحمده بمحامد لا اقدر عليها الا ان يلهمنيها. وفي رواية فيفتح الله هي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي. اعلم عبد الله ان نيل مطالب العلا عند الله انما تنال بعظمة التقرب والخضوع لله. هذا نبينا عليه الصلاة والسلام في ذلك كالمقام العظيم. لما يضرب اعظم المطالب التي اعتذر عنها الانبياء عليهم السلام. انظر كيف طلبها ما قال يا ربي اسألك ما قال يا ربي هذا خلقك هم اليوم فقراء بين يديك ابدا انما فعل شيئا واحدا سجود تحت العرش. ثم تضرع وحمد وثناء. يا رجل حمد الله مفتاح الاجابة اذا فتح الله على عبد في حمده وحسن الثناء عليه فاعلم انه فتح له باب العطاء. الا ترى لما استفتحت به الصلاة الفاتحة واستفتحت بي الحمد لله رب العالمين. يقول الله حمدني عبدي الرحمن الرحيم اثنى علي عبدي مالك يوم الدين مجدني عبدي اياك نعبد واياك نستعين يقول الله هذه بيني وبين اين عبدي؟ فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم الى اخر الاية. قال الله هذا لعبدي ما سأل اجاب الله بان العبد افتتح باب الطلب بالحمد والثناء. ولهذا تعلمنا من ادب الدعاء اذا ربك في حاجة وسألته في ملمة ورجوت من كرمه وفضله وتفريج كربة احاطت بك ان تستفتح ذلك بالحمد فكلما فتح الله لك واجرى على لسانك وحرك في قلبك وملأ فؤادك من حمده سبحانه ثناء عليه بما هو اهل له وتعظيمه واجلاله ووجدت نفسك قد فتح لك هذا الباب فهنيئا والله لانه بدايات العطاء ان يؤذن لك بهذا المقام في الحمد والثناء على رب العزة والجلال. ولهذا جاء ايضا في اية الاسراء ومن الليل فتهجد به نافذة لك التهجد وقيام الليل التضرع والانكسار. الافتقار والدعاء عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فجعل هذا بين يدي نيل هذا المطلب الكبير والحصول على المقام المحمود. انظر الى قوله صلى الله عليه وسلم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي. ولانه بلغ في هذا المقام من الحمدلله والثناء على الله ما لم يبلغه احد فقد اعطي في هذا المقام عطاء لم يبلغه احد اعطي الشفاعة واذن له بما لم يؤذن لغيره من البشر. كلما عظم الحمد والثناء لله. عظم العطاء الذي يناله العبد كرما من الله فسبحان من يلهمك الحمد والثناء ثم يكرمك بالعطاء. جل الله في علاه. رب عظيم كريم شكور. نحن معشر العباد بحاجة الى ان تمتلئ قلوبنا تعظيما لله. تعظيما يحملنا على ان نقدر ربنا حقا كقدره ونحمده كما هو اهل له سبحانه. وان نحسن الثناء عليه. فربنا عز وجل يحب ذلك من العبد. يحب ان يسمع مع ثناء وهو اهل للثناء وان يسمع حمدا سبحانه وهو اهل والله للحمد. بل لا احد يستحق الحمد كاستحقاق ربنا لهذا نحن نقولها في كل صلاة الحمدلله مطلقا قليل الحمد وكثيره اوله واخره وظاهره وباطنه استحقاقا مطلقا لله رب العالمين. يقول صلى الله عليه وسلم فاحمده بمحامد لا اقدر عليها الا ان يلهمنيها الله حمد الله اذا مفتاح العطاء من ارهب الحمد فتح له باب الاجابة والقبول وهذا الموضع من شفاعته صلى الله عليه وسلم مرتهن حتى قال فيفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبل نعم قال رحمه الله تعالى قال وفي رواية ابي هريرة رضي الله عنه فيقال يا محمد ارفع سل تعطى واشفع تشفع فارفع رأسي فاقول يا ربي امتي يا ربي امتي فيقول فيقول ادخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة. وهم شركاء الناس فيما اسوى ذلك من الابواب؟ ولم يذكر في رواية انس رضي الله عنه هذا الفضل وقال مكانه ثم اخل ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعطى. فاقول يا رب امتي امتي فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة او شعيرة من من ايمان فاخرجه فانطلق فافعل. ثم ارجع الى ربي فاحبده بتلك المحامد. وذكر مثل الاول وقال فيه مثقال حبة من خردل. قال فافعل ثم ارجع وذكر مثل ما تقدم وقال فيه. من كان في بقلبه ادنى ادنى ادنى من مثقال حبة من خردل فافعل. وذكر في المرة الرابعة فيقال لي رفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطى. فيقول يا رب ائذن لي في من قال لا لا اله الا الله. قال ليس ذاك اليك. ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي كبريائي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله. وفي رواية قدادة رضي الله عنه قال فلا ادري في الثالثة او الرابعة فيقول يا ربي ما بقي في النار الا من حبسه والقرآن اي وجب عليه الخلود. وعن ابي بكر وعقبة وعن ابي بكر. نعم في هذا السياق في في شفاعته صلى الله عليه وسلم فبعد ان يفتح الله عز وجل عليه بالحمد والثناء يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطى واشفع تشفع. قال فارفع رأسي فاقول يا ربي امتي يا ربي امتي ان الله عز وجل لما اكرمه فاجاب له دعاءه وحقق له مطلوبه وقبل شفاعته كان اول ما يذكر صلى الله عليه وسلم يعني يذكرني ويذكرك يا مسلم يا عبد الله. رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رفع الله ذكره وغفر ذنبه واعلى شأنه. في ذلك الموقف العظيم والخلق في كرب الله عز وجل به عليم. انما ما يشفع لمثلي ومثلك. والله ان اول ما يتبادر في مثل هذا المقام. امثلي ومثلك بلغ من صدق ايمانه وحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم. وحرصه على سنته. ما ينال به هذا الشرف بطلب الشفاعة لاجله وان يكون من اصحابها. اما ان الظن بالله حسن والله. وربنا كريم. لكن العودة الى النفس مرة بعد مرة فيش ما فيها والتنقيب عن ما في دواخلها وان يزن احدنا نفسه وايمانه وحاله وما هو اولى به في هذا المقام اذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يدخر شفاعته لامته يعني لي ولك ومثلنا من عباد الله من امة الاسلام. فان هذا يبعث في النفوس معاني عظام. اعظمها النظر في احوالنا. وتصحيح شؤوننا واصلاح ما في قلوبنا. واستقامة في امورنا على طاعة الله وشدة الاجتهاد في الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله ان هذا لمن قلل حقوق التي تستوجب له صلى الله عليه وسلم علي وعليك. وعلى كل مسلم يرجو شفاعته ذلك اليوم. شدة حب الوفاء الصادق له. كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. حبه الحب الذي يحمل على اتباع هديه والتفتيش عن سنته والفرح بها والعيش في ظلالها ودعوة الناس اليها. والتعريف بشأنه العظيم العالمين من هو رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم هذه في المرة الاولى عندما يسجد ويحمد الله في ذكر اول ما يذكر امته. فيقول الله عز وجل له ادخل من تلك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة. هذه الصفوة المختارة في الامة. اولئك الذين يدخلون الجنة بلا حساب كما اخبر عليه الصلاة والسلام ان زمرة من الامة سبعون الفا يدخلون الجنة بلا حساب. قال فيؤذن لهؤلاء وتقبل الشفاعة لهم وانت تعلم ان هؤلاء هم في الامة قليل. وباقي الامة سواهم كثير لكن الشفاعة عندما تفتح ابوابها يفوز بها الاوائل وهم الصفوة المقربون. الذين بلغوا الدرجات العلى فاذا اذن له عليه الصلاة والسلام قال فيدخلون من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الابواب. هذه الشفاعة الاولى قال ثم اخروا اجد الثانية فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعطى. فاقول يا رب امتي امتي كفى عليه الصلاة والسلام بفئة من امته تدخل وقد بقي من امته خلق كثير. فما يزال في حرصه وشفقته عليه الصلاة والسلام وحبه لامته وحبه الخير لها ان يعود بطلب الشفاعة يا رب امتي امتي فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة او شعيرة من ايمان فاخرجه. قال فانطلقوا فافعل هذه الثانية. قال ثم ارجع الى ربي فاحمده بتلك المحامد. وذكر مثل الاول وقال فاخرج من امتك من كان في قلبه مثقال قالوا حبة من خردل وحبة الخردل اصغر من البرة او الشعيرة. ما زالت الفئات في الامة تتسع. وما زال هنا الوصف يسع الاكثر فالاكثر سبعون الفا او من يدخل الجنة بلا حساب. ثم في المرة الثانية ينال الشفاعة من كان في قلبه مثقال حبة من البر او الشعير من الايمان. ثم في المرة الثالثة يناله من هو ادنى من ذلك وله في قلبه مثقال حبة من خردل قال وذكر مثل ما تقدم ثم يرجع صلى الله عليه وسلم رابعا قال ثم فافعل ثم ارجع وذكر مثل ما تقدم وقال فيه فاخرج من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى من مثقال حبة من فافعل بالله عليكم من ذاك المحروم الذي سيبقى بعد هذا؟ الذي لن ينال شفاعته صلى الله عليه وسلم ولن يظفر بها انه الفاقد لاصل التوحيد. البعيد عن الايمان. هذا الخاسر الاكبر في ذلك المقام العظيم. بعد تلك المرة قال وذكر في المرة الرابعة فيقال لي ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطى. بعد تلك المرات فيقول رب ائذن لي فيمن قال لا اله الا الله. فيقال ليس ذلك اليك. هذا جواب الله هو كلام الرب عز ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وكبريائي. لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله هذا كرم الله عباد الله. ان الله لن يبقي ذلك الى شفاعة احد من خلقه. لكن ذلك كرم الله بعباده. ان العبد لو فارق الدنيا وله في قلبه اصل التوحيد. والاذعان لله له مهما لقي الله على ذنوب وتقصير وعصيان. لكن المطلوب ان يحمل في قلبه التوحيد الخالص لله ينغمس في الحرام ويقع في المعاصي ويتقلب في الفجور والاثام. لكن الله ما علمه في حياته علق قلبه بغير الله سبحانه. ولا سأل غير الله او دعاه. ولا رجا ولا عبد ولا صرف شيئا من العبادة قل او كثر لغير الله. هذا من يرجو شفاعة ويرجو رحمة ونجاة يوم يلقى الله. هذا من بقي في قلبه لا اله الا لو قالها وفي مقابل ذلك مهما بلغ العبد من الطاعة والاجتهاد والجد اذا زلت به القدم ووقع في فخاخ الشرك وعلق قلبه بغير الله وكله الله الى غيره في ذلك المقام. ولن يظفرا ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما نصوص في هذا متكاثرة ويبقى الذي يفوز بالشفاعة والرحمة والنجاة من لقي الله وفي قلبه هذا التوحيد قلبي بالله وفي الحديث القدسي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا. ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رحمة الله واسعة. ومغفرته عظيمة. لكن العبد لا ينالها الا بتصديقه توحيده بربه وان يحمل في قلبه هذا المعتقد فاسلم له امر اخرته رحمة من الله وفضلا وكرما. نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي بكر وعقبة ابن عامر وابي سعيد. وفي رواية قتادة قال وفي رواية قدادة رحمه الله عنه قال فلا ادري في الثالثات او الرابعة فاقول يا ربي ما بقي في النار الا من حبسه اي وجب عليه الخلود. والمقصود بهم اهل الشرك من حبسه القرآن يعني من اخبر الله عنه في القرآن بالخلود الابدي في النار وهذا ما ذكر الا لاهل الكفر والشرك بالله عياذا بالله. قال ثم تلا هذه الاية كما في صحيح مسلم عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. قال انس وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم. فنزل الحديث الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة. وفي مراتبها ومراتها الاربع على الاية الكريمة في سورة الاسراء. عسى ان بعثك ربك مقاما محمودا. نعم. قال وعن ابي بكر وعقبة ابن عامر وابي سعيد وحذيفة رضوان الله عليه مثله قال فيأتون محمدا فيؤذن له وتأتي الامانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط. نعم بعدما فرغ المصنف من روايتي ابي هريرة وانس رضي الله عنهما. ذكر ان حديث الشفاعة قد ثبت ايضا مرويا عن ابي بكر وعقبة وابي سعيد وحذيفة. فحديث ابي بكر اخرجه البزار وابو يعلى. وحديث عقبة اخرجه الطبراني. وحديث ابي سعيد اخرجه الترمذي وحديث حذيفة اخرجه مسلم. فتعددت الروايات التي اثبتت حديث الشفاعة. وفي رواية هؤلاء ما لم يكن في في رواية ابي هريرة وانس من مثل هذه الجملة. قال فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم. يعني الخلق في طلب الشفاعة يؤذن له وتأتي الامانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط. كيف تأتي الامانة؟ وكيف فئة الرحم وهما ليسا شيئا محسوسا. الامانة التي اخبر الله انه حملها ابن ادم فتحملها والرحم التي تعلقت بالعرش فوعد الله ان يصل من وصلها وان يقطع من قطعها. واشتق لها من باسمه سبحانه وتعالى الرحمن اسم الرحم. هذان الامران العظيمان. يقول الامام النووي رحمه الله ارسال الامانة والرحم في ذلك الموقف لعظم امرهما وكبر موقعهما. فتصوران مشخصتين على صفة التي يريدها الله فينشأن على هيئة يراها العباد فيعرفون ان هذه امانة وان هذا رحم. فويل لمن يلقى الله مضيعا للامانة. والويل يومئذ لمن يلقى الله قاطعا للرحم. تأتيان يوم القيامة دون سائر العبادات والتكاليف فتنتصبان يوم القيامة. قال فتقومان جنبتي الصراط يأذن الله للامانة والرحم فتقفان على جانبي الصراط يمينا ويسارا. اي صراط الذي اعبره انا وانت على متن جهنم. تقف الامانة هنا والرحم هناك. وتعبر انت من بينهما. انها دلالة على ان ذا الامانة وواصل الرحم هو في مأمن في عبوره على الصراط يوم ذاك. وبعكس ذلك من ضيع واسرى وفرط في شيء من هذين فهو الذي يخاف عليه اتعبر على صراط وليس لك سوار او جدار تستند وتمشي بين جانبيه فمن لا امانة له يوشك ان يقع. ومن ضيع الرحم اوشك ان يقع. والصراط مزلة اقدام احب من الشعرة اسن من الشعرة واحد من السيف. في بابك المقام انت بحاجة الى ثبات. الثبات هناك ليس برياضة ابدان ولا بقوة اجسام. الثبات هناك برصيد من الايمان. فذكر الامانة والرحم دلالة هنا على عظيم يعني هذين الامرين ويعرف كلكم ما لهذين في نصوص الشريعة من عظمة مكانة وقدر. قال رحمه الله تعالى الا وذكر في رواية ابي مالك عن حذيفة رضي الله عنه قال فيأتون محمدا فيشفع فيضرب الصراط يمرون اولهم كالبرق ثم كالريح والطير وشد الرجال. ونبيكم صلى الله عليه وسلم على الصراط يقول اللهم سلم سلم حتى يجتاز الناس وذكر اخرهم جوازا اخرهم وذكر اخرهم جواز الحديث وفي رواية ابي هريرة رضي الله عنه فأكون اول من يجيز. نعم. هذا المشهد المتتابع يا قوم في حديث الشفاعة شفع صلى الله عليه وسلم. فاذن للبشر بالحساب وبالفصل والقضاء. فيتجه الخليقة للعبور الصراط المنصوب على متن جهنم. فمن كان من اهل الجنة نجا ومن كان من سوى ذلك والعياذ بالله هوى. فاذا جاءوا على الصراط فيكون نبينا صلى الله عليه وسلم اول من يعبر على الصراط. وتلك ايضا منقبة وكرامة رسولنا عليه الصلاة والسلام. قال فاكونوا اول من يجيز. يعني اول من يعبر ويجتاز الصلاة ويجيز بمعنى يجوز والمعنى ده واحد قال وقد ذكر اوصاف الناس في عبور الصراط فيمرون اولهم كالبرق في السرعة في العبور هؤلاء الاولياء والصالحون والمؤمنون البررة والاتقياء ثم كالريح وهي على سرعتها لكنها دون البرق والطير التي تخفق فتطير صراعا وشد الرجال والمقصود به هنا العدو البالغ والجري. يعني ايضا هنا عبور سريع كما يجري العداء السريع في مضمار السباق في سبقه لغيره. ثم ذكر امثال الناس احوالهم قال نبيكم صلى الله عليه وسلم على الصراط يقول اللهم سلم اللهم سلم. مما يخاف عليه الصلاة والسلام. يخاف على امته. يخاف علي وعليك. اما هو فهو اول من يعبر الصراط. لكن وقوف على الصراط يخيل لك مشهدا من مشاهد الشفقة والرحمة والرأفة كالذي يفعله الاب مع اولاده. عندما ايشهد معهم موقفا يخاف فيه عليهم؟ فانه لشدة قلقه لا يستريح ولو كان هو في مأمن. لكن القلق الذي في نفسه على بنيه واهل بيته يجعله في هذا المقام هكذا هو نبيكم يا امة الاسلام صلى الله عليه اله وسلم ما زال موصوفا بما وصفه الله تعالى به عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم. حريص عليكم حرص في الدنيا وحرص في بلاغ الرسالة حرص حتى الممات وحرص حتى لما لقي الله. بالله عليكم ايها بحق لهذا النبي الحريص علي وعليك صلى الله عليه وسلم. اي مقام له في القلوب صلوات الله وسلامه عليه؟ اذا كان قد بلغ به حرصنا حرصه علينا اعظم الدرجات. فوالله لا اقل من ان يكون له من الحب والوفاء في القلوب ايضا اعظم الدرجات مقابل حرصه بحبنا له. ونقابل حرصه وخوفه علينا بصدق الايمان وشدة الاتباع بسنته صلوات الله وسلامه عليه. اذا هذه هي مواقف الرأفة والشفقة والرحمة. منه عليه الصلاة والسلام على امته قال رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم يوضع الانبياء يوضع للانبياء منابر يجلسون عليها ويبقى منبري لا اجلس عليه. قائما بين يدي ربي منتصب فيقول الله تبارك وتعالى ما تريد ان اصنع بامتك؟ فاقول يا رب عجل حسابهم في بهم فيحاسبون. فمنهم من يدخل الجنة برحمته. ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي. ولا اشفع حتى اعطى سقاء سكاكا برجال قد امر بهم الى النار حتى ان خازن النار قول يا محمد ما تركت لغضب ربك في امتك من نقمة. صلى الله عليه واله وسلم. الحديث وان الحاكم تعقبه الذهبي بانه منكر. واخرجه ابن خزيمة ايضا في التوحيد وضعفه غير واحد من اهل العلم لعلة في اسناده بضعف رواته. لكن المعنى هنا انه عليه الصلاة والسلام ما يزال في حرصه على امته حتى يضمن ان يأذن الله الله عز وجل لهم جميعا بالعبور والحساب والنجاة من النار. وقوله ولا ازال اشفع حتى اعطى سكاكا برجال. الصكاك صك وهو الكتاب الذي يكتب فيه حقوق الناس واثبات ما لهم وما عليهم. قال حتى اعطى سكاكا برجال قد امر بهم الى نار فيستخلصهم صلى الله عليه وسلم بالشفاعة الى الجنة برحمة الله. وقد ذكر في الحديث ما بلغ به من امته صلى الله عليه وسلم رحمة وشفقة. نعم. قال رحمه الله ومن طريق زياد النميري رحمه الله عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال انا اول من تنفلق الارض عن جمجمته ولا فخر. وانا سيد الناس يوم القيامة لا فخر ومعي لواء الحمد يوم القيامة. وانا اول من تفتح له الجنة ولا فخر. فاتي فاخذ بحلق الجنة فيقال من هذا؟ فاقول محمد فيفتح لي فيستقبلني الجبار تعالى فاخر له ساجدا وذكر نحو ما تقدم. نعم الحديث اخرجه احمد وغيره وهو مشتمل على جمل مر غيرها في مثل كثير فالحديث صحيح المعنى بكل جمله التي سمعت في الرواية الان. قال رحمه الله ومن رواية انيس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاشفعن يوم القيامة لاكثر مما في الارض من وشجر. نعم. الحديث يعني ضاعفه الحافظ بن عبدالبر بان اسناده ليس بالقوي. لكن المعنى صحيح شفاعته صلى الله عليه سلم في ذلك الموقف العظيم لعدد كبير من الخلق لا يحصيهم الا الله. قال رحمه الله فقد اجتمع من من اختلاف الفاظ هذه الاثار ان شفاعته صلى الله عليه وسلم ومقامه المحمود من اول الشفاعات الى اخرها الان يلخص الامام القاضي عياض شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. مما اختلف الروايات التي سمعت والالفاظ التي مرت بك تجتمع لك صور من الشفاعات. هل الشفاعة لاهل الكبائر في الامة؟ للعصاة صالحين والبررة والسابقين لمن هي شفاعات متعددة من مختلف الروايات لخص القاضي الامام القاضي عياض هذه في الاسطر التالية. نعم. قال رحمه الله من اول الشفاعات الى اخرها من حين يجتمع الناس للحشر. وتضيق الحناجر ويبلغ منهم العرق والشمس والوقوف مبلغه. وذلك قبل الحساب فيشفع حينئذ لاراحة الناس من الموقف نعم وهذه الشفاعة العظمى وهي اول الشفاعات وليست شفاعة لجنة ولا بخروج من نار ان شفاعة لبدء الحساب. نعم. ثم يوضع الصراط ويحاسب الناس كما جاء في الحديث عن ابي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما وهذا الحديث اتقن فيشفع في تعجيل من لا حساب عليه من امته الى الجنة كما جاء في الحديث فهذه شفاعة ثانية يفوز بها من لا حساب عليه من امته صلى الله عليه وسلم. ثم يشفع فيمن وجب عليه عذاب ودخل النار منهم حسب ما تقتضيه الاحاديث الصحيحة. هذه شفاعة ثالثة لاقوام دخلوا النار. استوجبوها بعملهم عندما غلبت سيئاتهم على الحسنات. ووقعوا فيما اوجب سخط الله عز وجل. فدخلوا النار فتنالهم المصطفى صلى الله عليه وسلم فيخرجهم الله تعالى بشفاعته عليه الصلاة والسلام. قال ثم في من قال لا اله الا الله وليس هذا لسواه صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. وهذه المرتبة الاخيرة التي يفوز بها اهل الايمان في ادنى درجات الايمان. يقول النقاش رحمه الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات. شفاعة عامة وشفاعة في السبق الى الجنة وشفاعة في اهل الكبائر. ويقول الامام ابن عطية قال والمشهور انهما شفاعتان فقط الشفاعة العامة وشفاعة في اخراج المذنبين من النار. والصواب كما دلت عليه الروايات ما اشار اليه القاضي هنا رحمه الله في تعددها وانها اصناف ونبينا عليه الصلاة والسلام ما يزال في حرصه على امته يشفع لها فئة بعد فئة نعم. قال رحمه الله تعالى وفي الحديث المنتشر الصحيح لكل نبي دعوة يدعو بها واختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة. كيف يعني لكل نبي دعوة اعطى الله كرامة لكل نبي دعوة اجابة فتعجلها كل نبي في امته. فمنهم من دعا على امته. كما هو بعض الانبياء عليهم السلام لما بلغ بهم تكذيب اقوامهم الى الحد الذي ما اطاقوا عليه صبرا. ومنهم من دعا لهم بشيء من الدعوات. قال لكل نبي بين دعوة يدعو بها. اما نبينا عليه الصلاة والسلام فما استعمل دعوته؟ قال واختبأت دعوتي شفاعة لي امتي يوم القيامة ادخرها عليه الصلاة والسلام. رغم ما اصابه في دنياه من مواقف التكذيب والعماد والصد ورغم ما مر به من المواقف الصعبة ومواقف الكرب في الغزوات والجهاد لكنه ما تعجلها لعلمه عليه الصلاة والسلام بان موقفا عظيما يستحق ان يبقي له هذا الموقف من الدعاء وتأتيك الروايات في هذا الحديث ايضا. قال الله قال اهل العلم معناه دعوة اعلم انها تستجاب لهم. ويبلغ فيها مرغوبهم والا فكم قل لنبي منهم من دعوة مستجابة ولنبينا صلى الله عليه وسلم منها ما لا يعد. لكن حالهم عند دعائي بها بين الرجاء والخوف وضمنت لهم اجابة دعوة فيما في من شاؤوا يدعون بها على يقين من الاجابة. وقد قال محمد بن زياد وابو صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه في هذا الحديث. لكل نبي مستجابة دعا بها في امته فاستجيب له وانا اريد ان اؤخر دعوتي شفاعة لامتي يوم صلى الله عليه وسلم. نعم. قال وفي رواية ابي صالح لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته والحديث في الصحيحين لكل نبي دعوة مستجابة. فتعجل كل نبي دعوته. دعا بها فاناله الله عز وجل مطلوبه في تلك الدعوة المجابة. قال في تتمة الحديث في رواية مسلم واني اختبأت دعوتي في شفاعة لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك شيئا. نعم. قال ونحوه في رواية ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه. وعن انس مثل رواية ابن ابن زياد عن ابي هريرة رضي الله عنه فتكون هذه الدعوة المذكورة مخصوصة بالامة مضمونة الاجابة والا فقد اخبر صلى الله عليه وسلم انه سأل لامته اشياء من امور الدين والدنيا اعطي بعد بعضها ومنع بعضها وادخر لهم هذه الدعوة ليوم الفاقة وخاتمة المحن وعظيم السؤال الرغبة جزاه الله احسن ما جزى نبيا عن امته. وصلى الله عليه وسلم كثيرا. صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا. نعم هذا الحديث اذا في بيان ما اختبأه عليه الصلاة والسلام. رغم انه قد بذل في من الدعوات لامته ما رجى بها ربه الرحمة والمغفرة والعفو. والله عز وجل قد قال وما في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فان لها منزلة في الجنة لا تنبغي لعبد لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو. فمن سأل لي الوسيلة تحلت له الشفاعة. فهذا طريق يا كرام تنال به شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم. واما الطريق الاكبر فهو لقاء الله بتوحيد خالص. لما سأل ابو هريرة يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة. من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او قال من نفسه. هذا طريق اكرام عرفت هول الموقف وعرفت عظيم الشفاعة لرسولنا عليه الصلاة والسلام. فتنال بامور اعظمها التوحيد وهو ابو الابواب وامها التي ينبغي الدخول منها لنيل الشفاعة يوم نلقى الله. وثانيها الحرص على اتباع سنته وسلوك فلا يستقيموا ان يخالف عبد طريق السنة ثم يبحث عن صاحب السنة يطلب الشفاعة يوم القيامة. ولهذا ايضا صحفي الصحيحين كذلك لما ذكر عليه الصلاة والسلام الا وانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال. فاقول يا رب باصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك. يقول فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. الطريق الثالث هذه الاذكار المشروعة التي نذكرها بعد كل كل اذان قال فمن سأل لي الشفاء الوسيلة حلت له شفاعتي. والمسألة الرابعة التي تنال بها الشفاعة اكثار الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وهو القائل ان اولى الناس بي يوم القيامة اكثرهم علي صلاة. وحسنه بعض اهل العلم مجموع الطرق وفي الحديث اخر وفيه ضعف من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا وجبت له شفاعتي. فاللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. يا ايها الراجون خير شفاعة من احمد صلوا عليه وسلموا. صلى وسلم ذو الجلال عليه ما لبى ملبي او تحلل محرم هذه ليلة شريفة اكرمنا الله بافتتاحها بالصلاة والسلام عليه والاكثار منه فاتموا ليلتكم بذلك جمعتكم غدا بكثرة الصلاة والسلام عليه. نسألك يا رب علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم نسألك من خير الدنيا والاخرة. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهدنا سواء السبيل. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار نار والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين