وقوله ويستفاد من الحديث الفرق بين الايمان والاسلام وهذا موضع اختلف الناس فيه فمنهم من قال ان الاسلام هو الايمان ومنهم من فرق بينهما وسبب هذا الاختلاف ظواهر بعظ النصوص فان بعض النصوص يفهم منها ان الاسلام والايمان شيء واحد مثل قوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين فلما قال اخرج من المؤمنين فما وجدنا غير بيت من المسلمين دل هذا على ان الايمان والاسلام واحد وقال بعض اهل العلم وهو الحق ان الايمان غير الاسلام ودليل ذلك قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما ادخل الايمان في قلوبكم وقوله في حديث جبريل اخبرني عن الاسلام فقال ان تشهد ان لا اله الا الله ثم قال اخبرني عن الايمان فدل ذلك على ان الايمان غير الاسلام وهذا هو الحق لكن اذا انفرد احدهما دخل فيه الاخر اذا انفرد احدهما دخل فيه الاخر فقوله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا وقوله ان الدين عند الله الاسلام يدخل فيه الامام ولا لا؟ لا شك انه يدخل فيه الامام وكذلك قوله تعالى اه وعد الله الذين امنوا وعد الله الذين امنوا منهم لاصطلاحات تأتي الاسلام الصاف اللي ذنبك وللمؤمنين والمؤمنات نعم ما فيها ذكر الاسلام يدخل فيها المسلمون ولا لا؟ نعم. يدخل فيها اما اذا قرن فان الايمان شيء والاسلام شيء اخر والجواب عن الاية الكريمة في لوط فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ان الله لم يقل فما وجدنا فيها غير المسلمين قال غير بيت من المسلمين وهذا صحيح فان بيت لوط بيت اسلام لان امرأة لوط لم تكن تعلن الكفر كما قال تعالى فخنتاهما اه تظهر انها مسلمة فالبيت بيت اسلام لكن الذي نجا من المؤمن من هذا البيت من بيت الاسلام ويستفاد من الاية فائدة عظيمة جدا وهي ان ما غلب عليه حكم الاسلام فهي دار اسلام وان كان فيها كفار ما دام غلب عليها حكم الاسلام وظهرت فيها شعائر الاسلام فهي بلد اسلام وان كان فيها كفار ولو كثروا ما دام الغلبة والظهور للمسلمين وقوله وانا ان شاء الله بكم لاحقون يستفاد منها ان الحي سيموت ها؟ كل ما يستفاد. ها؟ نعم. يستفاد من احد وان ان شاء الله بكم لاحقون نعم ولكن ما الغرض لهذه الجملة غرض وهي تذكير نفس تذكير الانسان نفسه بمآله وانه سيلحق بهؤلاء الاموات. وفيه اشكال وبالمشيئة ان شاء الله يأتي في الدرس القادم المؤمنين والمسلمين نعم ذكرنا انه قال من المؤمنين والمسلمين لان الاموات الاموات في الواقع منهم مؤمن ومنهم مسلم فكامل الايمان كامل الايمان مؤمن المحافظ على ما امر الله والمبتعد عما نهى الله ومن كان دون ذلك فهو مسلمة ولا شك ان في المقابر من هو مؤمن ومن هو مسلم ولهذا قال من المؤمنين والمسلمين قال وانا ان شاء الله تعالى بكم لاحقون وانا الظمير يعود على نفس القائل او عليه وعلى الاحياء الذين معه ان كان معه احياء او من على الارض الان المهم ان هذا الظمير الذي هو ظمير المعظم نفسه او ظمير من معه غيره صالح لهذا وهذا وقوله ان شاء الله بكم لاحقون هذا التعليق على جملة خبرية يعني ان لاحقون جملة خبرية ما في اشكال وهي جملة ايضا معلومة متيقنة واللغة المتيقنة متيقنة كله سيموت فلماذا جاء التعليق ان شاء الله اختلف العلماء في الجواب عن هذا فقيل انه لمجرد الامتثال لقوله تعالى ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله وهذا وهذا القول فيه نظر لان قوله ولا تقولن لشيء اني فاعل انما هو بالنسبة لما تفعله انت اما الموت فليس من فعلك وهو متحقق لكن ما تفعله وهو مستقبل لا تقل اني فاعل وتجزم انك ستفعله لان الامر بيد من بيد الله قل ان شاء الله وقيل انها قيلت للتبرك مجرد تبرك نعم وهذا ايضا فيه نظر لان مجرد التبرك بمثل هذا التعبير لا وجه له وقيل انها ذكرت نعم ذكر التعليق بناء على الحال او المكان كيف الحالة والمكان الحال يعني انتم متم على الايمان والاسلام فاقول ان شاء الله باعتبار انني اموت على ما متم عليه لا تعليقا للموت لان الموت سيكون لكن وانا بكم لاحقون وش عليه على الايمان والاسلام. لا على مفارقة الدنيا لانها ما تحتاج الى تعليق المشيئة او في المكان لكن هذا لا يكون الا لاهل بقيع الغرقد اما غيرهم فانه ليس له خصيصة الدفن في غير البقيع ليس له خصيصة اما في البقيع فله خاصية وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر لاهل بقيع الغرقم وهذا الدعاء قد يكون شاملا لكل من يدفن فيه وقد يكون خاصا بمن كانوا فيه ذلك الوقت الذي دعا فيه الرسول عليه الصلاة والسلام فيكون هنا ان شاء الله عائدا الى الى المكان اما عوده الى الحال فهو صالح لكل بلد وقيل ان ان التعليق هنا للتعليم لا تعليق للتعليل المعنى اننا بمشيئة الله لاحقون بكم اي ان موتنا يكون بمشيئة بمشيئة الله ففيه تفويض الامر الى الله عز وجل قالوا والتعليق هنا يراد به التحقيق مقرونا بماذا بمشيئة الله يراد به التحقيق مقرونا بمشيئة الله فيكون ذكر التعليق من باب التعليم كانه قال وانا بمشيئة الله بكم لاحقون قالوا ومثل ذلك قوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امين محلقين فان هذا لا يتصور فيه الا ان يكون من باب التعليل بالمشيئة وان الامور كلها بمشيئة الله عز وجل طيب ثم قال نسأل الله لنا ولكم العافية الاقرب الاخير اقربها الاخير نعم لانه ما في تكلف وواضح جدا ان المراد به التعليل فيكون هذا من باب تحقيق ان كل شيء بمشيئة الله يقول وانا ان شاء الله بكم نسأل الله لنا ولكم العافية سؤال هنا سؤال استفهام ولا سؤال استجداء ها استجداء لان السؤال اذا كان سؤال استفهام واستخبار فانه يعدى بعن فتقول سألت زيدا عن كذا واذا كان السؤال سؤال استجداء فانه يتعدى بنفسه فيقال سألت زيدا كذا وهنا من هذا الباب في الحديث من هذا الباب المفعول الاول الله والمفعول الثاني العافية العافية للانسان في الدنيا تكون من امراض القلوب وامراض الابدان والعافية للاموات تكون من امراض انا ابدأ انا ها؟ ايه. من الاذان الذي سببه مرض القلب من العذاب الذي سببه مرض القلب امراض القلوب امراض الابدان يعرفها الاطباء الذي نتعلم هذه المهنة الطب الجسمي البدني وامراض القلوب يعرفها اهل العلم وهي تدور على شيئين شبهة وشهوة شبهة وشهوة ففي قوله تعالى ولا تخظعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرظ ها؟ سهوة مرض الشهوة وفي قوله تعالى عن المنافقين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا هذا شبهة فالامراض القلبية كلها لو تأملتها لوجدتها تدور على هذين المرضين شبهة دواؤها العلم وشهوة واجتواؤها دواؤها العمل على يرحمك الله على صراط الله المستقيم ان لا يتبع الانسان نفسه هواها بل ينظر الى ما يرضي ربه سبحانه وتعالى فيقوم به ولو عصى نفسه ولو اهان نفسه ولو اذلها لان اهانة الانسان نفسه لله عز ورق الانسان لربه حرية نعم فاذا نقول العافية بالنسبة للاموات هي العافية من اثار الذنوب التي هي امراض القلوب واما بالنسبة لنا فمن امراظ الابدان وامراظ القلوب فان قلت ولنا ايضا يمكن يكون لنا عذاب على اعمالنا قلنا العذاب على اعمالنا في الدنيا لا يتجاوز هذين الامرين لان الانسان قد يعاقب على الذنب بفساد قلبه والعياذ بالله سواء من شهوة او شهوة او شبهة وقد يعاقب على الذنب بالامراض بالافات المادية النقص في الاموال والانفس والثمرات نستفيد من هذا الحديث عدة فوائد اولا نصح النبي صلى الله عليه وسلم لامته من اين يؤخذ من من قول يعلمهم وان الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ البلاغ المبين ويستفاد منه ايضا مشروعية الدعاء لاهل القبور بما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم لان الدعاء احسنه واجمعه وانفعه ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن مع هذا اذا دعوت انت بغيره مما اباح الله فلا حرج طيب ومن فوائد الحديث جواز مخاطبة اهل المقابر لقوله ها السلام عليكم سلام عليكم فان قلت هذا يشكل كيف تخاطب اقواما قد ماتوا ورموا فما الجواب الجواب ان علينا ان نفعل وليس علينا ان نقول ها لم الرسول عليه الصلاة والسلام امرنا بذلك ومن الجائز ان الله تعالى يسمعهم هذا السلام ومن الجائز ان يكون الخطاب ليس للاسماع ولكنه لقوة استحضار الانسان لهؤلاء الاموات كانهم بين يديه يسلم عليهم ونظير ذلك قولنا السلام عليك ايها النبي وخطاب من لا يعقل خطاب ممكن وقد جرى عليه الناس فهذا عمر يقول للحجر اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع يعني الحجر الاسود ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك على اني لا اريد ان اقيس مسألة اهل القبور بالحجر لان الحجر عندنا واضح انه جماد وانه لن يرد الا على سبيل ان يكون اية او كرامة لكن اهل القبور امرهم غيبي فقد يكونون يسمعون هذا هذا الدعاء طيب ومن فوائد الحديث ان الايمان والاسلام متباينان لقوله ها؟ من من المؤمنين والمسلمين ووجه ذلك ان الاصل في العطف التغاير قد يكون تغير بالذوات او تغاين بالصفات الا ما قام الدليل عليه انه ليس متغايرا فيعمل به مفهوم طيب وقد مر علينا مرات كثيرة ان الايمان والاسلام اذا انفرد احدهما ها؟ شمل الاخر وضربنا لذلك امثلة ومن فوائد الحديث ان القبور ديار اهل القبور لقوله ها؟ اهل الديار. وهو كذلك فانها ديارهم لكنهم اقوام متجاورون ولا يتزاورون طيب يقول و ومن فوائد الحديث ايضا انه ينبغي للانسان ان يعلق كل شيء بمشيئة الله فان كان امرا محتملا الوقوع فهو من باب التفويض