بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. امام الهدى وسيد الورى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد فهذه ليلة الجمعة معشر المسلمين ليلة الخير والبركة ليلة الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. ليلة تنزل الخيرات والرحمات والبركات ليلة تغشانا فيه صلاة ربنا من فوق سبع سماوات. من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. لا يكاد مسلم محب يطرق معه مثل هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا طار قلبه فرحا. وانتفض بدنه شوقا ولهجه لسانه صلاة وسلاما على رسول الهدى ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم صلى الاله على المختار سيدنا امطر الغيم في شام وفي يمن. ولعل مجلسنا هذا ايها الكرام مبعث صلاة وسلام كثيرين هذه الليلة في هذا بيتي الحرام ومن جوار الكعبة المعظمة فنصيب بركة الزمان وبركة المكان وبركة هذه الليلة وبركة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. مجلس نتصفح فيه كتاب الشفاء من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام عياض مجلس سيحملنا على كثرة الصلاة والسلام عليه. عليه الصلاة وافضل السلام نبينا محمد بن عبدالله. فاجعل صلاتكم وسلامكم عليه في مجلسكم هذا. يختلط حبا وشوقا وينبض وفاء وايمانا لنبي اكرمنا الله عز وجل ببعثته وهدانا فجعلنا من امته ونسأله سبحانه ان يحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم والحديث في مجلس الليلة صلة لما تقدم ليلة الجمعة الماضية والتي قبلها. في فصل شرع المصنف رحمه الله تعالى يجيب فيه عن اشكالات تتوجه الى قضية العصمة للانبياء عامة ولنبينا صلى الله عليه وسلم خاصة وان تلك الشبهات التي تطرأ ليست تحتاج الا الى جواب وعلم يكشف بطلانها ويبين زيفها. مضى الحديث ليلة الجمعة الماضية عن قصة الغرانيق وما تعلق بها رواية ومتنى ولما فرغ منها المصنف رحمه الله انتقل الى اخر ما اورده في هذا الفصل في رواية ما جاء في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ان بعض كتبة الوحي في زمنه عليه الصلاة والسلام ارتد وعاد نصرانيا ثم زعم انه كان يحرف القرآن ويزيد وينقص وليس يدري الله صلى الله عليه وسلم ما كان يكتبه الا ما كتبه وان ذلك طعن عظيم في كتابة الوحي وفي القرآن الكريم وقف بنا الحديث حيث هذا الموضع من كلام المصنف رحمه الله في هذا الفصل نأتي عليه لنصل السابق باللاحق ويكون وفيه بيان ما اراد به المصنف من بيانه تجاه هذه الشبهة في قصة عبدالله ابن ابي سرح والذي ارتد للنصرانية ممن كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الحمد لله الذي جعل دراسة السيرة نبوية شفاء للقلوب والارواح وسببا للسعادة والفلاح وعوضا عن كل ما فات وراح. والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالشمائل الباطنة والظاهرة والفضائل الباهرة الزاهرة وعلى اله واصحابه هذه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين اما بعد. فهذا هو مجلسنا فهذا هو مجلسنا الرابع والسبعون بعد المئة من المجالس العامرة في هذه البقعة في هذه البقعة الطاهرة الشريفة وباسانيدكم المتصلة كنسيم الرياض الى كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله تعالى قال في الباب الاول من القسم الثالث فاعلم ثبتنا الله واياك قلت فما معنى ما روي فان قلت فما معنى ما روي من ان عبدا ان عبد الله ابن ابي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد مشركا وصار الى قريش فقال لهم اني كنت اصرف محمدا صلى الله عليه وسلم اريد كان يملي علي عزيز حكيم فاقول او عليم حكيم. فيقول نعم كل صواب وفي حديث اخر فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم اكتب كذا فيقول اكتب كذا فيقول اكتب كيف شئت ويقول اكتب عليما حكيما فيقول اكتب سميعا بصيرا. فيقول له صلى الله عليه وسلم اكتب كيف شئت وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه ان نصرانيا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ما اسلم ثم ارتد كافرا وكان يقول ما يدري محمد صلى الله عليه وسلم الا ما كتبت له. نعم. هذه هي الشبهة التي يشرع المصنف رحمه الله في بيانها. وهي مهمة وهي ان صحت عظيمة تحتاج الى جواب. اما اولى الروايتين فان عبد بن ابي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والمعنى كان يكتب الوحي. وكلكم يعلم ان نبينا عليه الصلاة والسلام كان يتخذ من بعض صحابته كتابا للوحي ليس واحدا ولا اثنين بل كانوا اكثر من ذلك. ومنهم من كان يكتب له الوحي بمكة ومنهم من كتب له بالمدينة. وهم جملة طيبة مباركة من رضي الله عنهم ممن كان يعرف الكتابة. فكان يتخذهم صلى الله عليه وسلم كتابا للوحي. ثم كلما نزل الوحي باية او ايات او بسورة او اكثر. نادى عليه الصلاة والسلام من كان منهم بحضرته او قريبا فدعاه ثم املى عليه ما جد من الوحي ونزل الساعة. فيشرع الكاتب في كتابة ذلك. اما في رقعة او في صحفة او في قطعة او جريد نخل او قطعة عظم او حجر ونحو ذلك. ويجمع هنا وهناك حسب ما ننزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول كان عبدالله بن ابي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما ثم ارتد مشركا وصار الى قريش فقال لهم اني كنت اصرف محمدا حيث اريد الصلاة والسلام. كان يملي علي عزيز حكيم فاقول او عليم حكيم. فيقول نعم كل صواب. وفي حديث اخر يقول له النبي صلى الله عليه وسلم اكتب كذا. فيقول اكتب كذا فيقول اكتب كيف شئت. ويقول اكتب عليما حكيما فيقول له اكتب سميعا بصيرا. فيقول له اكتب كيف شئت. هذه الرواية تدل على ان قضية الوحي وكتابته كانت عبثا. وان هذا الكاتب كان يكتب كيما شاء. وانه لا يلتزم بما يأتيه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظ القرآن. فيأتي صاحب الشبهة ويقول هذا قرآنكم معشر المسلمين على لسان من كان يكتب بيده لنبيكم صلى الله عليه وسلم. فاي قرآن تزعمون انه كلام الله؟ وكتبة الوحي كانوا ويغيرون بانفسهم وهذه الرواية تقول كذا وكذا. وانت كما سمعت يقول له اكتب كذا فيقول اكتب كيف شئت. وفي وهذه الرواية الثانية عن انس رضي الله عنه ان نصرانيا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما اسلم. ثم كافرا وكان يقول ما يدري محمد الا ما كتبت له. والحديث في الصحيحين وسيأتي بيانه بعد قليل تاني روايتان احداهما عن عبد الله ابن ابي سرح والثانية عن هذا النصراني. فذهب بعضهم الى ان الروايتين واحدة وان عبد الله بن ابي سرح هو صاحب القصة. وانه اسلم اولا ثم ارتد الى النصراني. وانه شرع يفري هذه الفدية عند قريش وانه صنع ذلك كيدا وعداء واذى للنبي عليه الصلاة والسلام وللقرآن والحق انه لا علاقة لعبد الله بن ابي سرح برواية نصراني. فاما عبد الله بن ابي سرح كما تقدم في خاتمة ليلة الجمعة الماضية فهو عبد الله بن سعد بن ابي سرح اخو عثمان بن عفان رضي الله عنه من الرضاعة وهو ممن اسلم اولا ثم ارتد نصرانيا. فاهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم فتح مكة لما دخل عليه الصلاة والسلام مكة امن الناس جميعا كما تعلمون. واعلن في الناس لما دخل مكة عليه الصلاة والسلام ان من دخل المسجد الحرام فهو امن. ومن دخل داره فهو امن. ومن دخل دار ابي سفيان وامن. فلا يكاد يخاف احد على نفسه. من دخل بيته او دخل المسجد الحرام او اتى دار ابي سفيان كان له الامان بمعنى انه عليه الصلاة والسلام اراد الا يبقى احد في الطرقات. يقابل الجيش لانه بمثابة اعلان حرب. فاعلن الا يقابل الجيش احد وان يلزم الناس بيوتهم او بيت الله الحرام. فامن الناس كلهم الا اربعة صلى الله عليه وسلم لنا بهدر دمهم. اما الاربعة فهم اربعة اشخاص وامرأتان. وسمى منهم عبدالله بن ابي سرح. قال اما ابن ابي سرح فانه اختبأ عند عثمان بن عفان يوم فتح مكة ثم لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الى البيعة لما اسلم اهل مكة جاء به عثمان حتى اوقفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا نبي الله بايع عبد الله. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فنظر اليه ثلاثا كل ذلك يأبى. يعني يأبى رسول الله عليه الصلاة والسلام ان يمد اليه يمينه ليبايعه. كل ذلك يأبى ثلاثا فبايعه بعد ثلاث ثم اقبل على اصحابه فقال اما كان فيكم رجل رشيد يقوم الى هذا حيث رآني ان كففت يدي عن بيعته فيقتله. فقالوا يا رسول الله ما ندري ما في نفسك الا اومأت الينا عينك؟ فقال صلى الله عليه وسلم انه لا ينبغي لنبي ان تكون له خائنة الاعين. يعني ما احب عليه والسلام ان يستعمل في سياسته وتعامله مع الناس اشارة العين والغمز. واراد منهم ان يفهموها بداهة. الرجل افعل رأسه ينتظر المبايعة والنبي عليه الصلاة والسلام لا يمد يده. وعثمان رضي الله عنه يشفع لاخيه من الرضاعة مرة واثنين وثلاث فلما كانت الثالثة وعلم النبي عليه الصلاة والسلام ان اصحابه لم يفطنوا الى مراده وطال وقوفه غلبته الرحمة عليه الصلاة والسلام التي بعثه الله بها فمد يده فبايعه. فكانت بيعته عفوا عنه. وتنازلا عن اهدار دمه اسلم عبدالله بن ابي سرح وحسن اسلامه. ولم يعلم به بعد ذلك يوم فتح مكة الا صدق في الاسلام الجهاد والدعوة وخدمة الاسلام. لما تولى عثمان رضي الله عنه الخلافة ولاه على مصر. فغزا افريقيا وفتح بلدانها وقاد معركة ذات الصواري فكثير من بلاد افريقيا التي فتحت زمن عثمان رضي الله عنه كانت على يد عبد الله بن ابي طرح رضي الله عنه وارضاه. هذه قصته الثابتة في ترجمته ثم انه رضي الله عنه اعتسل فتنة علي ومعاوية لما قتل عثمان رضي الله عنه ونشبت الفتنة كان من الصحابة القلائل الذين وفقوا الى اعتزالها فلم يكن مع احدى الطائفتين لئلا يصيب اثما او يشرك يده في خطيئة فاعتزل رضي الله عنه وخرج الى الرملة في فلسطين فلما كانت وفاته ذات ليلة عند الصباح وهو يسأل اهل بيته اطلع الصبح وهم يستبطئونه بعد فلما كان الصبح قال اللهم اجعل اخر عملي الصبح. فتوضأ ثم صلى قرأ في الركعة الاولى بالفاتحة وقرأ في الثانية بالفاتحة وسورة فما كاد يتم الركعة سلم عن يمينه ذهب يسلم عن يساره فبضب الله روحه رضي الله عنه وارضاه وكان ذلك سنة تسع وخمسين على قول بعضهم. قال الامام الذهبي رحمه الله لم يتعدى فعل ما ينقب عليه بعد فتح مكة وكان احد عقلاء الرجال واجوادهم رضي الله عنه وارضاه. هذا ما في سيرة عبدالله ابن ابي سرحة اسلم اولا ثم ارتد. ثم جاء يوم فتح مكة وقد اهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمه فلما اهدر دمه جاء مختبئا عند عثمان وطلب الامان فنال الامان وبايعه النبي عليه الصلاة والسلام اسلامه وليس في رواية صحيحة السند عن عبدالله بن ابي سرح انه كان يحرف الوحي او القرآن وغاية ما في قصته انه ازله الشيطان كما في رواية النسائي وابي داود. وحسنها الالباني. عن ابن عباس رضي الله عنه قال كان عبد الله بن سعد بن ابي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاذله الشيطان فلحق بالكفار ولعل المقصود بالزلة هنا ردته عن الدين. قال فلحق بالكفار فامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فاجازه رسوله فاجاره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واما ما يذكر في سيرته رضي الله عنه من شأن تحريف الوحي وتبديل القرآن. فقد اخرجها بعض اصحاب السير منها ما رواها ابن اسحاق في سيرته وقد روى غير ما رواية منها قوله في سيرته التي ذكر فيها احوال النبي عليه الصلاة والسلام. ذكر في السير عن ابي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وعبدالله بن ابي بكر بن حزم. قال انما امر ابن ابي سرح يعني بالقتل يوم فتح مكة لانه كان قد اسلم. فكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فرجع مشركا ولحق بمكة فكان يقول لهم اني لاصرفه كيف شئت. انه لا يأمرني ان اكتب له الشيء فاقول له او كذا او كذا فيقول نعم. وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عليم حكيم فيقول او اكتب عزيز حكيم فيقول كلاهما سواء نقل ذلك ابن اسحاق في سيرته وقال ايضا حدثني بعض علمائنا ان ابن ابي سرح رجع الى قريش فقال والله لو شاء لو اشاءوا لقلت كما يقول محمد وجئت بمثل ما ياتي به انه ليقول واصرفه الى شيء فيقول اصبت ففيه انزل الله ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء ومن قال سأنزل مثلما انزل الله. فلذلك امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله. وعن ابن ابي نجيح ان قال انما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لانه كان اسلم. وكان يكتب الوحي فارتد مشركا راجعا الى قريش فقال والله اني لاصرفه حيث اريد ليملي علي فاقول او كذا وكذا فيقول نعم الى اخر الرواية كما سمعتم فيها وابن اسحاق رحمه الله صاحب السير ضعيف الرواية عند المحدثين لو روى باسناد متصل الا ما صرح فيه بالتحديث ولا يعول على ما ينفرد بروايته وحده هذا اذا اسند. فكيف اذا ابهم او علق كما في الرواية هنا فان رواياته مرسلة. يذكر بعضها عن ابن ابي حزم. وثالثة عن احد احفاد ابي عبيدة وليس احدهما ادرك عبدالله ابن ابي صرح ولا القصة التي كانت يوم الفتح ولا كان مع الصحابة. وفي الاخرى قال حدثني بعض علمائنا فارسلها ايضا دون ما وهذا مما يضعف الرواية. فليس شيء في الروايات التي تثبت صحيحة عن عبد الله ابن ابي سرح انه وقع منه تحريفا والوحي هذه واحدة. اما الثانية فان ما جاء في سبب قتله واهدار دمه يوم الفتح يبعث على تقوية ما جاء في تلك الروايات. امن النبي عليه الصلاة والسلام كل الناس بمكة يوم الفتح. الا نفرا يسيرا منهم مرأتان ومنهم عبدالله بن ابي خطل وعبدالله بن ابي سرح. وسببوا ذلك ان لكل من هؤلاء الذين اهدرت دماء وهم يوم الفتح كانت له جناية عظيمة وجرم كبير. كان لا يستحق معه الامان يوم الفتح يوم الامن يوم دخل مكة عليه الصلاة والسلام فاتحا فكانوا ممن لا يستحق العفو فاهدرت دماؤهم. عبدالله بن ابي خطأ قيل له يا رسول الله هذا عبد الله بن خطل متعلق باستار الكعبة قال اقتلوه. ليس فقط دخل البيت الحرام بل وتعلق باستار الكعبة. فما امن له ولا الكعبة ولا التعلق باستارها عصمة دمه. كانت جرائم هؤلاء عظام. فهم ليسوا فقط كفارا اهل مكة عمتهم كانوا كفارا ذلك اليوم لكنه عليه الصلاة والسلام رأى اقامة شيء من حدود الله في هؤلاء. وليس لهم الا ذنوب فكان من عبد الله ابن ابي خطل من عبد الله ابن خطل كان منه الكفر والاذى والهجو والايذاء والتعرض للنبي عليه الصلاة والسلام فاهدر دمه فلا يظن بان عبد الله بن ابي سرح ليس له الا ارتداده فاهدر دمه ذلك. بل يذهب بعض اهل العلم الى ان ما كان منه من فرية تحريف الوحي وكذبه بزعمه ذلك الافتراء بمكة كان سببا موجبا لاهداره بدمه والعلم عند الله لكنه لا تصح بذلك رواية مسندة في قصة تحريفه للوحي ونسبة ذلك اليه والله اعلم واما الرواية الثانية فهي عن النصراني. الذي كان منه ما كان في تحريف الوحي كما في حديث انس رضي الله عنه هنا ان نصرانيا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما اسلم ثم ارتد ثم ارتد كافرا وكان يقول ما يدري محمد الا ما كتبت له. اما هذا النصراني فلم يسمى في الرواية وفيه انه كان اغير الروح وفي الصحيح من لفظ البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال كان رجل نصرانيا فاسلم وقرأ البقرة وال عمران. ما معنى قرأ البقرة وال عمران؟ حفظهما. يعني حفظهما. وكان الصحابة يعظمون فيه والرجل اذا قرأ البقرة وال عمران. وكان يعظم عندهم قدره. فبلغ الرجل هذا الذي ارتد نصرانيا بلغ من الصحابة مبلغا عظيما وانه كان من علمائهم ممن اوتي سورتي البقرة وال عمران. قال وقرأ البقرة وال عمران فكان اكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا. فكان يقول ما يدري محمد الا ما كتبت له. فاماته الله فدفنوه فاصبح وقد لفظته الارظ. يعني اخرجته من جوفها ملقى على ظاهرها قالوا هذا فعل محمد واصحابه. لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فالقوه. فدفنوه ثانية وحفروا له فاعمق يعني زادوا في عمق الحفرة فاصبح وقد لفظته الارظ. فقالوا هذا فعل محمد واصحابه صلى الله عليه وسلم نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فالقوه فحفروا له ثالثة واعمقوا في الارض له ما استطاعوا. فاصبح قد لفظته الارض فعلموا انه ليس من الناس فالقوه. هذا لفظ الصحيحين عند البخاري ومسلم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فهذا الملعون الذي افترى على النبي صلى الله عليه وسلم انه ما كان يدري الا ما كتب له قصمه الله بان اخرجه من القبر بعد ان دفن مرارا. وهذا امر خارج عن العادة. يدل كل احد على ان هذا كان عقوبة لما قاله وانه كان كاذبا. اذ كان اذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا. وان هذا المجرم وان هذا الجرم اعظم من مجرد الارتداد. اذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا. لكن الله منتقم لرسوله صلى الله عليه سلم ممن طعن عليه او سبه او افترى ومظهر لدينه ولكذب الكاذب اذ لم يكن الناس ان يقيموا اذ لم يمكن الناس ان يقيموا وعليه الحد انتهى كلامه رحمه الله في الصادم المسلول. على الشاتم للرسول صلى الله عليه وسلم. هذا ما يتعلق بردوايتين اللتين اوردهما الامام القاضي عياض رحمه الله. وبعض اهل العلم يحمل رواية الصحيح ان نصرانيا كان يكتب ثم ارتد انه هو عبدالله بن ابي سرح وهذا لا يصح. فان عبدالله لما ارتد لم يرتد نصرانيا بل ارتد مشركا وثنيا. وقصة تحريفه للوحي لا يصح بها السند كما سمعت. والعلم عند الله. وعلى كل حال فسيجيب الامام القاضي رحمه الله. على الروايتين على قصة عبدالله بن ابي سرح وعلى قصة النصراني هذا كيف يكون لنا الجواب معشر المسلمين في رد فرية يقول فيها بعض من كان يكتب الوحي انه كان يحرفه. فماذا ستقولون لطاعن في القرآن؟ اي قرآن هذا وهذه شهادة ممن كان يكتب الوحي انه كان يغيره كيفما شاء. ويصرفه كيف شاء. ويغير كلمة بكلمة ويبدل لفظا بلفظا. نعم قال رحمه الله تعالى فاعلم ثبتنا الله واياك على الحق. ولا جعل للشيطان وتلبيسه الحق بالباطل علينا ولا الينا سبيلا. ان مثل هذه الحكاية اولا لا توقع في قلب مؤمن ريبا اذ هي حكاية عن من ارتد وكفر بالله. ونحن لا نقبل خبر المسلم متهم فكيف بكافر افترى هو ومثله على الله ورسله ما هو اعظم من هذا. هذا اول خطوات الجواب. نحن لا نقبل طعنا في في ديننا من مسلم وهو مسلم ان كان متهما في صدقه وامانته وديانته وعدالته. يعني مجرد ان يكون المسلم موصوفا بالفسق عياذا بالله. واقعا في الكبائر شرب خمر وربا وزنا وسحر ونحوها من الكبائر. المسلم الفاسق بارتكاب كبائر لا تقبل شهادته. وهو مسلم. يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا كنا لا نقبل شهادة مسلم لفسقه. فماذا نقول في شهادة كافر؟ وشهادته طعن في الاسلام وفي دين الاسلام وكتاب الاسلام ونبي الاسلام. فمثل هذا لن يثير عندنا ريبة ولا يمكن ان يكون شبهة تعرض لنا فنعجز عن جوابها ليس شأن الخصم ولا العدو الحاقد ولا الكافر المخاصم للدين ليس شأنه الا الكذب والافتراء الحاقد والباطل الذي يزعمه لانه يحمل عداوة. فمثل هذا لا يثير عندنا شبهة ولا ريبة. وهو مدخل جيد ابتدأ به المصنف رحمه الله الجواب ان مثل هذه الحكاية اولا لا توقع في قلب مؤمن ريبا. لانها حكاية عن من ارتد كفر ولا نقبل خبر المسلم المتهم فكيف بكافر افترى على الله ورسله ما هو اعظم من هذا قال والعجب لسليم العقل يشغل بمثل هذه الحكاية سره. وقد صدرت من عدو كافر مبغض للدين اختل على الله ورسوله. ولم يرد عن احد من المسلمين ولا ولا ذكر احد من الصحابة انه شاهد قال انه شاهد انه شاهد ما قاله وافتراه على نبي الله صلى الله عليه وسلم. وانما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون وما وقع من ذكرها في حديث انس رضي الله عنه وظاهر حكايتها فليس فيها ما يدل على انه شاهدها ولعله حكى ما سمع. وقد علل البزار وقد علل البزار حديثه ذلك. وقال رواه ثابت عنه ولم يتابع عليه ورواه حميد عن انس رضي الله عنه قال واظن حميدا انما سمعه من ثابت قال القاضي ابو الفضل وفقه الله تعالى ولهذا والله اعلم لم يخرج اهل اهل الصحيح حديث ثابت ولا حميد. والصحيح حديث عبدالعزيز بن رفيع عن انس رضي الله عنه الذي خرجه اهل الصحة وذكرناه. وليس فيه عن انس قول شيء من ذلك من قبل نفسه الا من حكايته عن المرتد النصراني. ولو كانت صحيحة لما كان فيها قدح ولا توهيم للنبي صلى الله عليه وسلم فيما اوحي اليه ولا جواز للنسيان والغلط عليه والتحريف فيما بلغه. ولا طعن في نظم وانه من عند الله. نعم. هكذا قرر المصنف رحمه الله الجواب بما ذكر اولا انه لا ينبغي ان في هذا مدخل لريبة في قلب مسلم او شبهة تثار. ثم قال رحمه الله ان الذي جاء في حديث انس بمجرد انه كان رجلا نصريا يكتب بعدما اسلم ثم ارتد كافرا وكان يقول كذا لظاهر حكايتها ليس فيها ما يدل على ان انس شاهد ذلك. يعني انس لم يسمع من الرجل النصراني هذا قوله لكنه حكى ما سمع وقد علل البزار حديث انس فقال رواه ثابت عنه ولم يتابع عليه. ورواه حميد عن انس واظن حميدا انما سمعه من ثابت. يقول القاضي عياض ولهذا لم يخرج اهل الصحيح حديث ثابت ولا حمي. والحق ان حديث ثابت عن انس مخرج في صحيح مسلم. وحديث حميد عن انس ايضا مخرج عند احمد في مسنده. فليس على اطلاقه في نفي تخريج اهل الصحة له بل ان مسلما رحمه الله ذكر حديث ثابت عن انس في الصحيح لكنه ايضا ليس فيه ما يتضمن واثبات التهمة يعني ماذا لو قال قائل؟ هذا الافتراء المزعوم على لسان النصراني صحيح وموجود في صحيح مسلم عندكم في الصحيح فستقول نعم الرواية في اثباتها فيما ينقله انس صحيح السند لكن السؤال انس رضي الله عنه لما قال ان رجلا كان يفعل كذا ويقول كذا. ما الصحيح لما نقول مسلم اخرج هذه الرواية في صحيحه اذا هل معنى ان هذا الافتراء والتحريف في القرآن كان صحيحا؟ ما الصحيح الذي نستند اليه في اخراج الامام مسلم للرواية عنده في صحيحه. الصحيح هو هذا اللفظ عن انس. ان رجلا كان يفعل كذا وكان يقول كذا يقول انس ان هذا الرجل كان يقول كذا وصدق انس فيما قال لكن هل صدق الرجل فيما يقول؟ هذه مسألة اخرى. فالصحيح من حديث انس في رواية مسلم اثباته هذه الفرية منسوبة الى ذلك الرجل. لكن ان يكون هذا المفتري صادقا في كذبه هذه مسألة اخرى كما لو كنت واقفا في السوق فرأيت دجالا من الدجاجلة يكذب ويفتري على مسلم او على بلد او على امة فجئت وانت صادق ثقة فجئت تقول ان فلانا يقول كذا وكذا وكذا انت صادق فيما نقلت الينا ان تصديقنا لك يجعلنا نصدق الفدية التي نقلتها الينا على لسان ذلك الدجال؟ الجواب لا. فهذا الذي حدث ما في صحيح مسلم واثبات القصة منسوبة الى هذا النصراني. وقد رواها انس رضي الله عنه فاثبتت قصة وقعت في تاريخ السيرة النبوية وان هذا الرجل النصراني عاقبه الله اشد العقاب. وكلما دفنوه القته الارض مرة واثنين وثلاثا. ثم تركوه هكذا ملقى عقاب من الله ونكالا كما يقول شيخ الاسلام لانه تعرض للنبي عليه الصلاة والسلام بالطعن والسب والشتم والاذى ولا يعني ذلك ابدا تصديقه في فريته التي قال وقد عاقبه الله سبحانه وتعالى. يقول القاضي عياض رحمه الله وليس فيه انها كانت صحيحة ولو كانت صحيحة يعني رواية انس لما كان فيها قدح ولا توهيم للنبي صلى الله عليه وسلم ولا جواز للنساء نسياني والغلط عليه والتحريف ولا طعن في نظم القرآن وانه من عند الله. نعم قال رحمه الله اذ ليس فيه لو صح اكثر من ان الكاتب قال له عليم حكيم وكتبه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كذلك هو. فسبقه لسانه او قلمه لكلمة او كلمتين مما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل اظهار الرسول لها اذ كان ما تقدم مما املاه الرسول يدل عليها ويقتضي وقوعها بقوة ويقتضي وقوعها. ويقتضي وقوعها بقوة قدرة الكاتب على الكلام ومعرفتي به ومعرفته به وجودة حسه وفطنته. كما يتفق وذلك للعارف اذا سمع البيت ان يسبق الى قافيته. او مبتدأ الكلام الحسن الى ما يتم به ولا يتفق ذلك في جملة الكلام كما لا يتفق ذلك في اية ولا سورة. نعم. هذا جواب ايضا لطيف من المصنف رحمه الله قال اذا جئنا على فرض صحة الرواية وان الرجل كان يقول ان النبي عليه الصلاة يقولوا له اكتب عزيز حكيم فيقول او عليم حكيم فيقول اكتب. يقول لعل الرواية ان حملناها على صحة قول مفتري فيما افترى فلما فلنا تفسير يبعد تلك الشبهة ويساعد على فهمها. كيف؟ يقول لعل الرجل وقد كان كاتبا للوحي لعله لكثرة ما كتب من الوحي اصبح له من الحس انه اذا سمع مبتدأ الاية ان يتوقع مع خاتمتها بانها عليم حكيم مثلا. او سميع بصير لكثرة ما قرأ وكتب. يقول تماما كما يعرف الحذاق اذا جلسوا في مجلس شاعر يلقي قصيدته فابتدأ البيت وعرف الناس قافيتها من اول بيتين وثلاثة ان قافيتها بحرف الهاء او بالعين او بالباء. فاذا جاء والقى الشاعر البيت فالقى الشطر الاول وانتصف نصف الشطر الثاني وسكت اكمل الحاضرون الكلمة من قبل ان يسمعوها من الشاعر صاحب القصيدة. من اين لهم هذا من اين لهم؟ هو مما يعيشه المستمع تجاوبا مع ملقي القصيدة وتوقعا لكلمة ثم يصيبون في الكلمة فهل تقول انهم لما تلفظوا بها قبل الشاعر انهم لقنوه الكلمات وانه اخذا من افواههم ثم قالها؟ الجواب لا. يقول فلعل ذلك في بعض تفسيراته التي تزيل الشبهة ان الرجل لا انما سبق لسانه او كلامه الى كلمة او كلمتين اذ كان ما تقدم مما املاه الرسول صلى الله عليه وسلم يدل ويقتضي وقوعها وانه كان يفعل ذلك بقوة قدرة الكاتب على الكلام ومعرفته به وجودة حسه وفطنته كما يتفق ذلك للعارف اذا سمع البيت ان يسبق الى قافيته. او مبتدأ كلامي الحسن الى ما يتم به. فمن سمع بداية مثلا لجملة فيها حكمة او مثل شائع استطاع ان يكمله بكلمة تبقى في اخره او كلمتين ولو لم يكن سمعه من قبل قال ولا يتفق ذلك في جملة الكلام. يعني هل تستطيع ان تقول ان هذا الرجل او غيره كان يستطيع ان يكمل اية متتاليتين؟ الجواب لا. انه ان كان يفعل ذلك فربما بكلمة او كلمة في ختام الاية. لكن ان ينشئ سورة كاملة ويزعم انه يستطيع ان يمليها على رسول الله عليه الصلاة والسلام. من قبل ان ينزل الوحي فهذا محال. قال ولا يتفق ذلك في جملة الكلام كما لا يتفق ذلك في اية باكملها يعني ولا سورة. لكنه في ختام الاية كما جاء في الرواية يقول قم اكتب له يقول اكتب كذا فيقول اكتب. يقول لعله ان وقع وان صح ما يقول وان صدقت العبارة فيكون معناها انه اذا اذا جاء الى اخر الاية واخرها ان الله عزيز حكيم. فيسبقه ويقول اكتب كذا فيقع موافقا لما قد به الوحي فيقره النبي عليه الصلاة والسلام. وليس معناها ابدا انه هو الذي كان يحدد خواتيم الايات وان الفاظها المكتوبة بالوحي كان هو الذي يعبر عنها بلسانه ويكتبها بيده. نعم قال رحمه الله وكذلك قوله عليه السلام ان صح كل صواب فقد يكون هذا فيما كان في فيه من مقاطع الاي وجهان وقراءتان انزلتا جميعا على النبي صلى الله عليه وسلم فاملى احداها. وتوصل الكاتب بفطنته ومعرفته بمقتضى الكلام الى الاخرى فذكرها للنبي صلى الله عليه وسلم كما قدمناه فصوبها له النبي صلى الله عليه وسلم ثم احكم الله من ذلك ما احكم ونسخ ما نسخ كما قد وجد ذلك في بعض مقاطع الاي مثل قوله تعالى ان تعذبهم فانهم عبادك. وان اغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. وهذه قراءة الجمهور. وقد قرأ بعضهم وهم جماعة فان انك انت الغفور الرحيم وليست من المصحف. نعم هذا جواب اخر ايضا قرره المصنف رحمه الله. وانه يمكن ان يكون هذا محتملا في الايات او الجمل القرآنية التي كانت تحتمل وجها او اكثر مما نزل به القرآن فانه انزل على سبعة احرف وتعدد نزول القرآن على سبعة احرف يعني سبعة اوجه او انحاء في القراءة كان تخفيف بل على الامة فان فيهم الصغير والكبير والمتعلم والامي والعربي والعجمي. فانزل القرآن على احرف متعددة رحمة بالامة وتخفيفا عليها. وكان فيما انزل قدر من التفاوت والاختلاف في الايات. هذا التفاوت هو الذي يحمل عليه ان صح قوله عليه الصلاة والسلام في الرواية التي قلنا انها لم تصح مسندا. لما يقول له اكتب حكيم او عزيز حكيم فيقول نعم كل صواب. كيف كل صواب؟ قال لانه ثبت ان بعض السور التي كانت تنزل كان الصحابة يقرؤها بعضهم بخلاف ما يقرؤها الاخرون. وقصة هشام بن الحكم مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما جميعا في سورة الفرقان وان عمرا وان عمر لما كان في المسجد وسمع هشام يقرأ بسورة الفرقان فانكر عليه قراءته ووجد يقرأ السورة على غير ما يحفظها عمر. فلما انتهى اخذ بتلابيبه. وذهب به الى النبي عليه الصلاة والسلام يشكوه انه يقرأ القرآن مغيرا فيه ما يعرفه عمر من السورة. فامره النبي عليه الصلاة والسلام ان يقرأ فقرأ هشام اقره النبي عليه الصلاة والسلام. وقال لعمر اقرأ فقرأ عمر خلاف قراءته شاب والسورة واحدة. فاقره النبي عليه الصلاة والسلام واعلمهم ان القرآن انما انزل على سبعة احرف تخفيفا ورحمة. هذا القدر من الرواية وان لم ينقل فيه اللفظ في ايات التي اختلف فيها عمر مع صاحبه رضي الله عنهما الا انها توقفك على ان تفاوتا كان في الايات في السورة الواحدة ايه ده؟ وكلها كانت صحيحة. لان القرآن نزل على اكثر من وهم. وكان هذا في اول الاسلام. حتى كان زمن عثمان رضي الله عنه فجمع الناس على المصحف الذي امر بكتابته ونسخه وارسل به الى الامصار صيانة للقرآن لما خشي من وكثرة الغلط الذي عم وانتشر بسبب الفتوحات ودخول الناس في الاسلام. مثل هذا يوقفك على مرحلة عاشها زمن نزول الوحي ليست موجودة بين ايدينا اليوم. لكن من فهمها ادرك انه ربما كان في بعض الايات عزيز حكيم او حكيم. وقال النبي عليه الصلاة والسلام كل صواب تماما كما حصل في قصة عمر مع صاحبه. واقرهما على قراءة سورة الفرقان مع اختلاف القراءتين من كل منهما رضي الله عنهما. قال القاضي رحمه الله ومن ذلك ما وجد في بعض مقاطع الاية مثل قول قوله تعالى في سورة المائدة ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم هذه القراءة الثابتة في المصاحف. وبها يقرأ القراء العشرة في القراءات المتواترة. يقول القاضي وقرأ بعضهم وهم جماعة وان تغفر لهم فانك انت الغفور الرحيم وان كانت قراءة شاذة بالنسبة الينا اليوم لعدم ثبوتها في المصحف. لكن قول بعض السلف المتقدمين يقرأ بها هكذا. دل على ان انها كانت موجودة في هذه القراءات التي لم تعد متصلة الينا اسنادها او تواترها. يقول فانك انت الغفور الرحيم ترى ان الغفور الرحيم هنا وقعت مكان العزيز الحكيم فيقول القاضي لو افترضنا صحة الرواية في قصة عبدالله بن ابي سرح. وانه او قصة النصراني انه كان يكتب ما يقوله هو ويعرضه على النبي عليه الصلاة والسلام فيصوبه يقول كل صواب يقول ان صح هذا مع ان الرواية ضعيفة كما مر بكم لكن لو صحت فعندنا لها جواب. وانها ربما كانت مما احتمل اوجها نزل بها القرآن ولما نزل وكان النبي عليه الصلاة والسلام يوسع لاصحابه في قراءة القرآن تيسيرا عليهم وتخفيفا للحكمة التي من اجلها انزل القرآن سبعة احرف والحديث صحيح متواتر. لكن لما كان زمن عثمان رضي الله عنه وكانت القضية في اتساع الفتوحات ودخول للناس في الاسلام جاء اليه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه امين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو اليه ما وقع في الامصار التي فتحت والبلدان التي دخلها المسلمون ودخل اهلها الاسلام انهم اصبحوا يقرؤون القرآن مع غلط كثير شائع وان تحريفا وقع في اثر قوله تعالى في سورة التوبة براءة من الله ورسوله الى الناس براءة من الله ورسوله الى ان قال واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله بالخفض. فتقع البراءة من الله على نبيه عليه الصلاة والسلام. فكان عندئذ القرار الذي اقدم به الخليفة عثمان رضي الله عنه على جمع المصحف وكتابته ونسخه نسخا ابقى منها نسخة في المدينة ويسمى بالمصحف الامام. وبعث مصحفا الى مكة وثالثا الى الشام ورابعا الى البصرة وخامسا الى الكوفة. قيل الى البحرين وقيل الى مصر. فتعددت النسخ. وارسلها الى للامصار وامر الناس الا يقرأوا الا بما كتب في المصاحف. مع ان الذي كتب لم يكن كل الذي نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام في تعدد الاوجه نعم هو كل ما نزل من القرآن بالايات والسور. لكن تعدد القراءة للكلمة والاية واحدة انما اجتمع في الخط الذي بعث به عثمان رضي الله عنه ما يمكن اجتماعه واحتماله ويبقى بعضها امر عثمان رضي الله عنه بالاقتصار على ما كتبه وبعثه صيانة للقرآن وتحقيقا لمصلحة اعظم ثم انعقد اجماع الصحابة على فترك الصحابة مصاحفهم ومنهم ابن مسعود وغيرهم من كبار الصحابة ممن كان بايديهم مصاحف لهم كتبوا فيها شيئا من السور والقرآن مما حفظوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والخلاصة ان هذا جواب محتمل ايضا به الفدية المزعومة ان كاتب الوحي ذاك كان يغير في الايات بل ما كان يغير ولو افترضنا انه كان يقول النبي عليه الصلاة والسلام اكو كذا مكان كذا. فما كتب الا بعد اقراره قال اكتب او كل صواب فما كتبه كان بموافقة رسول الله عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى وكذلك كلمات جاءت على وجهين في غير المقاطع قرأ بهما معا جمهور يقصد بغير المقاطع يعني غير خواتيم الايات وغير فواصل الايات ورؤوسها يعني في اثناء الاية قرأ بهما معا الجمهور وثبتتا في المصحف مثل قوله تعالى وانظر الى العظام كيف ننشرها ويقضي الحق. الحق ويقضي الحق ويقص الحق. وكل هذا لا ريبا ولا ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم غلطا ولا وهما. نعم ضرب امثلة رحمه الله ببعض ما وقع افيه خلاف القراء في القراءات الصحيحة الثابتة بين المسلمين الى اليوم. في مثل قوله تعالى في سورة البقرة وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما. وقرأت بقراءة صحيحة كيف ننشرها بالراء ثم نكسوها لحما. فهذه قراءة احداهما بالزاء والاخرى بالراء. ولا يقول احد ان تحريفا وقع او ان كاتبا للوحي غير كلمة. فاذا تعدد القراءات في الكلمة كما يقع في اواخر الايات يقع احيانا في اثناء الكلمات هذا كثير يعرفه المختصون بالقراءات. ومثله ايضا قوله تعالى في سورة الانعام ان الحكم الا لله يقص الحق وهو وخير الفاصلين وقرئ يقضي الحق وهو خير الفاصلين. وهذا كثير ايضا ومن امثلته في خواتيم الايات ومن ولف ان الله هو الغني الحميد في سورة الحديد. او فان الله الغني الحميد. وامثلة هذا متعددة عند القراء تقع في خواتيم الايات احيانا ورؤوس الاي. وتقع احيانا في اثنائها او في غير المقاطع كما قال المصنف رحمه الله ضرب لك مثالا بقراءات ما زالت محفوظة متواترة مقروءة وفيها اختلاف في الكلمة الواحدة. وضرب لك مثالا بقراءة شاذة لم تعد صحيحة مقروءا بها اليوم. وان تغفر لهم فانك انت الغفور الرحيم. اراد منها رحمه الله ان يخبرك ان تعدد القراءات القرآنية للاية. في بعض كلماتها في اثناء الاية او في المقاطع في بخواتيم الايات كان صحيحا ثابتا. وتعددها ليس تحريفا للقرآن. وليس طعنا من بعد كتبة الوحي عبث وغير يرى وبدل وزعم انه ادخل في القرآن ما ليس منه بل هو هكذا نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال المصنف وكل هذا لا يوجب ريبا ولا ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم غلطا ولا وهما. قال رحمه الله وقد قيل ان هذا يحتمل ان يكون فيما يكتبه عن النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب الى الناس غير القرآن فيصف الله ويسميه في ذلك كيف يشاء. هذا جواب اخير ختم به المصنف رحمه الله الفصل يقول لعل المقصود بالرواية ليس يدري محمد ما كان يكتب او يقول اني لاصرفه كيف شئت. ليس المقصود بكتابته الوحي في القرآن بل المقصود كتابته خطب النبي عليه الصلاة والسلام او كتبه او خطاباته الى الاخرين الى الناس وانه كان يعمد فيها بتغيير وزيادة ونقصان وتبديل او بهذا المقترح اكتب كذا فيقول اكتب كذا الى اخره يقول يحتمل ان يكون فيما كتبه عن النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس غير القرآن. وقد كان يكتب عليه الصلاة سلام لبعض الامصار والقرى وكتب لبعض الرؤساء والملوك وكان يكتب ليهود وتكتب له فيدعو بالكاتب فيقرأ ما كتبوا يملي ما يكتب هو عليه الصلاة والسلام اليهم. وكل ذلك كان يفعله كتبة الوحي. فكانوا يكتبون خطاباته وكتبه انهم يكتبون الوحي فهذا جواب اخير ختم به المصنف قال لعل الكاتب الذي زعم الافتراء كان يفعل ذلك في غير القرآن فيما يتوبه الى الناس من كتب وخطابات ومكاتبات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فهناك يصف الله ويسميه كيف يشاء. وان صح ذلك ووقع فيكون اهون وقعا. لانه لن يكون تحريفا في القرآن ولا طعنا فيه بزعمه الافتراء. يعني هب انه كان يفتري فعلا. ويغير ويبدل فيما يملي عليه رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم لكنا سنقول ان ذلك انما وقع في شيء سوى القرآن. ووقوع التحريف فيه او التبديل او الزيادة او النقصان ليس في شدة اثره وفريته كما لو كان التحريف في كتاب الله العظيم سبحانه وتعالى. تم هنا كلام المصنف رحمه الله وهي خلاصة اراد بها نفي الشبهات وردها فيما تعلق بالقرآن تأكيدا على اصل قرره في هذا الباب. ما زلنا في الباب الاول من القسم الثالث في الكتاب القسم الثالث فيما يجوز ويمتنع ويجب ويستحيل في حق الانبياء عامة ونبينا صلى الله عليه وسلم خاصة حتى نقرر ما الذي يجوز والذي لا يجوز؟ وما الذي يحق وما لا يحق في حق الانبياء؟ قرر معنى العصمة وبين معناها وان الله حفظهم وعصمهم من اي خطأ او خلل او تحريف فيما يتعلق بالدين اولا وهذا الباب الاول الذي ما زلنا فيه. عصمة الانبياء عليهم السلام من الخطأ من التحريف. من النقص من الزيادة فيما يتعلق بالامور الدينية سواء كانت في الوحي الذي يأتيهم من السماء او في تعليمهم للناس امور دينهم والشرائع والحلال والحرام فاننا لو جوزنا الخطأ على الانبياء في تعليمهم لامتهم الدين الذي يأتيهم من الله لو قلنا يجوز الخطأ اذا لكان الدين عرضة للصواب تارة والخطأ تارة. اذا جوزنا على الانبياء انهم قد يقع منهم السهو والغلط في تبليغ الدين يقولون للناس هذا حلال ثم يتراجعون عنه بالخطأ لانه كان حراما او العكس. كل ذلك لا يكون اما النسخ الذي يبدل الله فيه الحكم كيف شاء ومتى شاء جل جلاله. كما نسخت القبلة التي كانت الى بيت المقدس. فصارت الى الكعبة فهذا امر محكم من الله عز وجل. وليس فيه من النبي عليه الصلاة والسلام لامته الا التبليغ. واعلامهم بما تم وان يقرأ عليهم وحي الله الذي نزل ما سوى ذلك فليس له عليه الصلاة والسلام الا امانة البلاغ الذي كلف به الى الامة ومن هنا جاء المصنف برد الشبهات اتماما لتقرير هذا المعنى العظيم وجاء بالشبهات المفترى في قصة الغرانقة والجواب عنه في نقدها سندا ومتنا. ثم تفنيدها على فرض صحتها باجابات لا تبقى معها شبهة مشتبه. وعتى ذلك ايضا بما تعلق بقصة يونس عليه السلام ثم ختمها بما سمعت في قصة عبد الله ابن ابي سرح او قصة النصراني الذي ارتد زعم انه كان يغير في كتابته الوحي الذي يمليه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. خاتمة هذا الفصل ايها المباركون تؤكد لنا معشر المسلمين اصولا عظاما اعظمها عصمة نبينا عليه الصلاة والسلام. وحفظ الله جل جلاله لكتابه الكريم انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ. فالحفظ من الله تعاقبت الامم وتوالت السنوات قامت دول وبادت دول تغير في الدنيا كل شيء خلال الف واربعمائة سنة الا كتاب الله الكريم. بقي محفوظا رغم ما اصاب الامة من ضعف في فترات كثيرة وهوان وانهزام وذل وانحطاط فقدت فيها الامة كثيرا من ممتلكاتها من حضارتها وانتهت كثير من دولها وعواصمها وبقي كتاب الله عز وجل. يقرأه اليوم هم صغار المسلمين قبل كبارهم. ويحفظه اعاجمهم قبل العرب. ويقرأه العامة والاميون قبل المتعلمين والمثقفين. هذا حفظ الله لكتابه الكريم. فلا يتصور ان الله الذي حفظ كتابه خلال هذه القرون المتطاولة ان يأذن سبحانه جل جلاله بعبث يتسلط به بعض اعداء الملة. فمن هنا لا ينبغي ان تبقى شبهة لمسلم تجاه الطعن في كتاب ربنا. او في نبي صلى الله عليه وسلم انما يبقى المعول يا كرام على تحصيل علم متين يقف به المسلم شامخا يفند تلك ويرفع راية الدفاع عن دينه على علم وبصيرة حتى لا تكون القضية حمية نندفع مدافعين عن اسلامنا عن قرآننا عن نبينا عليه الصلاة والسلام عاطفة. نعم من حقنا ان نتعاطف مع ديننا وكتابنا ونبينا عليه الصلاة والسلام. لكنك في مقام الدفاع عن الاسلام ورد الخصوم وتفنيد الشبهات تحتاجون الى سلاح العلم. العلم الذي يعرف به الحق من الباطل يتبين به الصواب من الخطأ فيستند المسلم العاقل الحصيف الغيور على دينه وامته. والمقصود ايها الكرام الا يكتفي المسلم المحب الغيور على دينه وامته ونبيه صلى الله عليه وسلم. وكلام ربه الا يكتفي بعاطفة تملأ قلبه له والا يقتصر في دفاعه والذب عن هذه الامور العظام وشعائر الدين الكبار لا يكتفي على عاطفة فان العدو خصم وان الخصم مغرض وان الاغراض يستند الى شبهات تحتاج الى تفنيد وبيان ولا سلاح لها الا العلم وهذا الفصل من كلام الامام القاضي عياض في الشفاء مليء علما ويستند الى فتح ابواب لكثير من مداخل العلم التي يمكن رفع راية الحق بها وازالة الباطل وكشف اللبس ببيانها. فاستعينوا امة الاسلام بالعلم. واكتفوا استكثروا من طلبه والتحصيل منه. واما طلاب العلم فاولى الناس مناداة ودعوة الى الاستكثار منه فانه سلاحهم في تلك كلها وساحة الاسلام اليوم اشد ما تكون. الى المخلصين من ابناء الملة الغيورين عليها. الذين يذبون عن حماها ويردون عنها الافتراءات لاظهار وجه ديننا المشرق وشريعته الغراء ونبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح. ثم ان هذه الليلة المباركة هي ليلة نستكثر فيها من صلاة ربنا ومن نور يغشى بيوتنا ومن رحمة تحل بساحتنا. ومن بركات عظيمة نتقلب في افيائها. وبابها الاكبر الصلاة والسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استكثر منها عبد الا افلح ولا اقبل عبد واشتغل بها الا بورك له في شأنه في ولا رزق عبد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاكثار من الصلاة والسلام عليه دوما. وجعله ديدنه طيب فؤاده به وان عاش قلبه وروحه بالصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم الا اضاءت حياته واشرقت قللت واستبشرت ووجد من الخير والرحمات والبركات التي تساق بحبه لله ولنبي الله صلى الله عليه وسلم يا لها من احرف رسمت وجه النهار فبانت درب واتضح. صلى عليك اله الكون ما طلعت شمس وما طائر في بهجة صدح. فيا رب صل وسلم وبارك على حبيب قلوبنا وانس ارواحنا ونبي امتنا محمد ابن عبد الله صل يا ربي وسلم وبارك عليه افظل صلاة واتمها وازكى سلام واعطره واعظم بركة واكملها يا رب العالمين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصلي يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيا عن امته. واحشرنا الهي في زمرته واكرمنا يوم القيامة فاعته واحشرنا وازواجنا ووالدينا وذرياتنا يا رب في ملته. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واهله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم انا نسألك فاتح الخير وخواتمه وجوامعه واوله واخره. وظاهره وباطنه. ونسألك الدرجات العلى من الجنة يا رب العالمين الهنا وخالقنا ومولانا اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا من كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم فرج هم المهمومين. ونفس كرب المكروبين. واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم يا رب موتانا وجميع موتى المسلمين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهدي ضالنا وتقبل منا يا رب العالمين. اللهم انا نسألك لامة الاسلام عزا ونصرا تليدا. ومجدا وتمكينا قريبا يا رب العالمين اللهم مكن لدينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ولعبادك المؤمنين. فوق كل ارض وتحت كل سماء اللهم بك اعتصمنا واليك فوظنا امرنا وبك اعتصمنا واليك التجأنا. فاللهم كن لنا ولا تكن علينا. اللهم انت مولانا فنعم المولى ونعم النصير. اللهم من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل دائرة السوء تدور عليه يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. ووفقنا لما تحب وترضى اللهم احفظنا والمسلمين بحفظك من شر الاشرار ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين