بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا نعبد الله ورسوله وخليله ومصطفاه. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. وبعد ايها المؤمنون فهذه الليلة ليلة الجمعة. ونحن امة الاسلام شرع لنا في هذه الليلة المباركة اغتنام خيرها وفضلها وبركتها وما خصها الله تعالى بها. الا وان من اعظم ذلك اكثر من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة وما الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم الا نور وخير ورحمة. الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم صلاة من ربنا سبحانه وتعالى بعشرة اضعاف ما يصلى عليه صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. طوبى لمن حب النبي بقلبه وبذكره طول الزمان انما خفق الفؤاد بحبه قد تيم يا فوز من صلى عليه وسلم. فيا رب صلي وسلم وبارك عليهم كما تحب ان يصلى ويسلم عليه. وحسبنا في مجلس كهذا في رحاب بيت الله الحرام. ونحن نتدارس صفحات من كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. ان يكون لنا حظ وافر وغنيمة كريمة من كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ولا يزال مجلسنا متصلا في القسم الثاني في القسم الثالث في اول بابيه في عصمته صلى الله عليه وسلم والانبياء عليهم السلام فيما يتعلق بامور الدين والوحي والشريعة مضت في ذلك فصول كان منتهاها اجابة المصنف رحمه الله عن جملة من الاشكالات الواردة تجاه بعظ النصوص وشروع الليلة في فصل ذي صلة بما قبله وتمهيدا لما بعده نسأل الله التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في حاله صلى الله عليه وسلم في اخبار الدنيا. هذا القول فيما طريقه بلغ واما ما ليس سبيله سبيل البلاغ من الاخبار التي لا مستند لها الى الاحكام ولا اخبار المعاد ولا تضاف الى وحي بل في امور الدنيا واحوال نفسه فالذي يجب اعتقاده تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يقع خبره في شيء من ذلك بخلاف مخبره. لا عمدا ولا سهوا ولا غلطا. وانه معصوم من ذلك في حال رضاه وفي سخطه وجده ومزحه وصحته ومرضه. قال رحمه الله فصل هذا القول اشارة الى ما سبق من فصول مضت. وما قرر فيها رحمه الله من عصمة الانبياء عليهم سلام عن الخطأ والكذب والغلط عمدا ولا سهوا. فيما طريقه البلاغ وقصده بقوله فيما طريقه الوحي والشريعة والدين وتبليغ الحلال والحرام. وقد تقدم اجماع الامة على عصمة الانبياء عليهم السلام في عدم وقوع شيء من الغلط في تبليغ الوحي. كيف؟ وهم امناء الله على الدين. وهم رسل الله عليهم السلام الى الامم فلو افترظت لحظة وقوع الغلط منهم في بلاغ الدين الذي امروا بتبليغه. والشريعة التي كلفوا بايصالها لو كان هناك احتمال باضعف ما يكون من الاحتمالات ان يقع منهم غلط فكيف تكون الثقة عند الامم بين الشعوب البشرية والخليقة فيما يأتيهم من وحي السماء طريق هؤلاء الانبياء عليهم السلام. فالاجماع منعقد على عدم الغلط والسهو والخطأ او الكذب او النسيان. في شيء مما اوحي اليهم ان يبلغوه عليهم السلام. ولهذا فقد بلغوا رسالة الله اجمعين. والنبي عليه الصلاة والسلام يوم حجة الوداع. قال والامة كلها تحت ناظريه. الا هل بلغت وهم يقولون نعم يرفع اصبعه ويقول اللهم فاشهد يرفعها ثم ينكتها عليهم ما مات صلى الله عليه وسلم الا وقد بلغ الرسالة وادى الامانة. اشهدوا وتشهدون ونشهد امام الله يوم القيامة. انه عليه الصلاة والسلام ما ادخر وجهدا ولا ال وسعا عليه الصلاة والسلام في تبليغ شريعة الله. ما مات عليه الصلاة والسلام. وطريق للخير الا دلنا عليه وسبيل للشر الا حذرنا منه. وهو القائل عليه الصلاة والسلام تركتكم على المحجة البيضاء. ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالة. هذا القول فيما مضى. قال المصنف رحمه الله واما ما ليس سبيله سبيل البلاغي. يعني ما كان من كلام واقواله ليس متعلقا بتبليغ الدين. فماذا يكون اذا؟ قال من الاخبار التي لا مستند لها الى الاحكام ولا اخبار المعاد ولا تضاف الى وحي بل في امور الدنيا واحوال نفسه. السؤال حتى لو خرجنا عن كلامه صلى الله الله عليه وسلم في تبليغ الدين والشريعة والحلال والحرام. لو اصبح يحدثنا عن شيء من امور الدنيا او من الخواطر الشخصية او امر ايجوز ان يقع منه كذب او اخبار بخلاف مخبر هل يتصور ان يكون منه عليه الصلاة والسلام مزحا او جدا ان يقول كلاما غير صدق خارجا عما يتعلق بالشريعة يقول رحمه الله فالذي يجب اعتقاده تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يقع خبره في شيء من ذلك بخلاف مخبره لا عمدا ولا سهوا ولا غلط وانه معصوم من ذلك في حال رضاه وفي سخطه وجده ومزحه وصحته ومرضه. فكل احواله على الصدق اما الكذب والاخبار بخلاف الواقع لا يكون منه عليه الصلاة والسلام لا جدا ولا مزحا. بل كان مزاحه عليه الصلاة والسلام ولما يستعمل بعض الالفاظ مزاحا مع صحابته رضي الله عنهم. ويكون ظاهرها المتبادر الى الفهم خلاف ما يقصده وما يدل عليه ظاهر عبارته يقعون في شيء من الاستغراب ثم يبين لهم عليه الصلاة والسلام معنى صدق ما قال وانه لا يقول الا حقا ولو كان في في سبيل المزاح وعدم الجد صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم. ودليل ذلك اتفاق السلف واجماعهم عليه. وذلك انا نعلم من دين الصحابة وعادتهم مبادرتهم الى تصديق جميع احوالهم والثقة بجميع اخباره. في اي باب كانت وعن اي شيء وقعت. وانه لم يكن لهم توقف ولا تردد في شيء منها ولا استثبات عن حاله عند ذلك. هل وقع فيها سهو ام لا؟ ليس شيء من اخبار السيرة ولا قصصها ولا احداثها انه في موقف ما سأل احد الصحابة النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحدثه او يسمع كلامه ان يتثبت من الكلام الصدق ان تقول يا رسول الله اهذا جد ام مزح؟ ما ما ورد هذا. لكن ما كان يقع كلامه عليه الصلاة والسلام في اسمائهم الا موقع التعظيم. الا موقع القبول والتصديق. السؤال هو فاذا كانوا رضي الله عنهم لا اي يفرقون بين خبر وخبر. ومقولة ومقولة وكلام وكلام. وكله عندهم محمول على التصديق. على اليقين على الايمان به كان هذا دليلا على اجماعهم رضي الله عنهم ان اقواله كلها صلى الله عليه وسلم ها حق وصدق ويقين لا يخرج عن ذلك لا في سخط ولا رضا لا جد ولا مزاح ولا في شيء من احواله. هذا طابق هذا التتابع هذا القدر الذي وقع له خلال سنوات بعثته عليه الصلاة والسلام دل على هذا الاصل العظيم. بل هناك ما هو واعظم حتى غير المسلمين زمنه عليه الصلاة والسلام كانوا يطبقون على قوله الحق. في سبب نزول سورة تبت. لما اجتمع عليه الصلاة والسلام باهل مكة وجعل بهم وصعد على جبل الصفا فلما اجتمعوا بين يديه قال لو اخبرتكم ان خيلا تخرج من سفح هذا الجبل اكنتم مصدقيا يسأل من؟ يسأل ابا لهب وابا جهل وصناديد قريش واعدائه وخصومه في الدعوة. اكنتم مصدقيا؟ قالوا ما جربنا عليك كذبا انتبه قال وما جربنا عليك كذبا قال عليه الصلاة والسلام فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقام عدو الله قال تبا لك سائر اليوم. الهذا جمعتنا فقال الله له تبت يدا ابي لهب وتب السورة وفي حديث الصحيحين ايضا في قصة هرقل مع ابي سفيان رضي الله عنه لما قدمه قبل الاسلام. واتى ابو سفيان ارض الروم على رأس تجارة. ووجدها هرقل فرصة فاجتمع بهم وناداهم ففي حديثه وحواره كان من اسئلته لابي سفيان اكنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال يعني كيف هو عندكم قبل النبوة قبل ان يزعم ما قال هل كنتم تتهمونه بالكذب؟ قال ابو سفيان لا فقال هرقل ما كان ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله هذا كان متقررا عندهم. ابدا ما جربوا عليه كذبا وفيما اخرج ايضا بعض الائمة في اجتماع الاخنس بن شريق لما اختلا هو وابو جهل فقال يا ابا الحكم اخبرني عن محمد الصادق هو ام كاذب؟ فانه ليس ها هنا من قريش احد غيري وغيرك يسمع كلامنا. يعني اتكلم بكل صراحة ولا تخشى ان ينتقل الكلام على خلاف ما تحب. هؤلاء من كبار صناديد قريش يجتمع الاخنس ابن قريش بابي جهل فيقول يا ابا الحكم اخبرني بمحمد اصادق هو ام كاذب؟ يعني اخبرني عما في قرارة نفسك اصادق هو ام كاذب فانه ليس ها هنا من قريش احد غيري وغيرك يسمع كلامنا. اتدري ماذا قال ابو جهل؟ فرعون هذه الامة الذي عاش كافرا ومات كافرا محاربا لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل لواء الحرب على الاسلام بمكة. هذا ابو جهل قال للاخنس ويحك والله ان محمدا لصادق وما كذب محمد قط ولكن اذا ذهبت بنو قصي باللواء وباستيقاية وبالحجاب وبالنبوة فماذا يبقى لسائر قريش فالمسألة حسد لم تكن متعلقة بصدقه عليه الصلاة والسلام والله عز وجل قد قال هذا لنبيه عليه الصلاة والسلام فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. هذا الاصل مقرر انه عليه الصلاة والسلام ما كان ليكذب مزحا ولا جدا ولا هزلا ولا رضا ولا سخطا. لن يخبر بخلاف الواقع ولا يقول لامته ولا يتحدث مع الناس من حوله الا في صدقا سواء كان هذا الكلام فيما يتعلق بامر الدين وتبليغ الشريعة او كان في امور الدنيا كما قال المصنف رحمه الله واحوال نفسه فكل ذلك مجتمع في صدقه عليه الصلاة والسلام اللهم صلي وسلم ولما احتج ابن ابي الحقيق اليهودي على عمر حين اجلاهم من خيبرة باقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم واحتج عليه عمر رضي الله عنه بقوله صلى الله عليه وسلم كيف بك اذا اخرجت من خيبر؟ فقال اليهودي كانت هزيلة من ابي القاسم. قال عمر كذبت يا عدو الله سنة سبع من الهجرة اجرى النبي عليه الصلاة والسلام يهود المدينة الى خيبر وقد كان فيها اخر من بقي بها وهم بني قريظة وقد كان كل من بني قينوقاع وقد خرجوا بعد بدر وبنوا النظير وخرجوا بعد احد وبنوا قريظة وخرجوا بعد غزوة الخندق فخرجت قبائل اليهود كلها من المدينة نفيا واجلاء بنقضهم للعهد وخيانتهم وكذبهم تآمرهم فاجلاهم عليه الصلاة والسلام فما بقي بالمدينة احد. وكان اخر ذلك سنة خمس بعد غزوة الخندق. فاجتمع اليهود بخيبر وكان اجتماعهم بها اجتماع شر فظلوا من هناك ايظا يقودون المؤامرات والخبث والدسائس. ولم يفرغ لهم عليه الصلاة والسلام الا سنة سبع بعدما صالح اهل مكة قريش سنة ست في الحديدة. فلما صالح قريش في اواخر ذي القعدة سنة ست من الهجرة كانت فرصة التفرغ لخبث يهود ومكرها فغزاهم صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة. وتعلمون قصة الغزو حاصرهم فاستسلموا ونزلوا على قبول شرط النبي عليه الصلاة والسلام فصالحهم على البقاء بخيبرا. مقابل ان يزرعوا ويدفع شطرها فابقاهم على شطر صالحهم على شطر ما يخرج من خيبر من زرع ونحوه. وبقوا هناك مدة حياته عليه الصلاة والسلام حتى مات وخيبر لا تزال الى اليوم ارض زرع وفيها خصوبة وجودة زراعة. فبقوا هناك لكن كيدهم لم يزل فلما كانت خلافة عمر رضي الله عنه وقرر اجلاءهم وطردهم منها وابعادهم خارج جزيرة العرب. كان فيما قال لابن ابي الحقير وهو سيد من ساداتهم. وهو يحتج على اجلائهم من خيبر. قال كيف بك؟ قال اما قال لك اما تذكر يوم قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بك اذا اخرجت من خيبر؟ لانها كلمة قد قالها رسول الله عليه الصلاة والسلام ابن ابي الحقير كيف بك اذا اخرجت من خيبر؟ فقال اليهودي لعمر كانت هزيلة من ابي القاسم. يعني كان يقولها فلما اخذتها جدا؟ قال كانت هزيلة من ابي القاسم هزيلة تصغير الهزل. يعني كانت مزحة صغيرة قالها ابو القاسم صلى الله عليه وسلم. وها هنا الشاهد في موقف عمر قال كذبت يا عدو الله ما كذب في انه صدق مقولته عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن كذب في وصفه ان المزح الذي يخرج من فمه عليه الصلاة لا يحمل على جد ولا يراد به الصدق. قال كذبت وامضى عمر رضي الله عنه امره فيهم ايام خلافته وايضا فان اخباره واثاره وسيره وشمائله معتنا بها مستقصا تفاصيلها. ولم يرد بشيء منها استدراكه عليه السلام لغلط في قول قاله او اعترافه بوهم في شيء اخبر به هذه السنة هذه كتب الاسلام واحاديث الرواية التي جمعت عشرات ومئات الالوف من اقواله عليه الصلاة والسلام. الصحيح منها والضعيف. وعلى درجات شتى فيها اهل الحديث اعمارهم. يجمعون وينسخون ويحفظون ويدونون رضوان الله عليهم هذا التاريخ والارث المحمدي الكبير موجود بين ايدينا. ليبحث فيه العدو المخالف الحاقد قبل المؤمن الموالي الصادق فلينظروا ان وجدوا حديثا واحدا صحيحا او ظعيفا فيه انه عليه الصلاة والسلام قال كلاما ظهر خلاف ما اخبر به في جد او هزل قبل النبوة او بعدها في حرب او سلم مع عدو او صديق لا يوجد شيء من ذلك يقول ولم يرد في شيء منها. يعني من روايات السيرة واحداثها واخبارها ودواوين الاسلام كلها لم يرد في شيء منها استدراكه عليه الصلاة والسلام لغلط في قول قاله او اعترافه بوهم في شيء اخبر به. لانه لو كان شيء من ذلك لو وجد لحفظ لنقل لروي الا ان تحتمل احتمالا لا يقبله ذو عقل. فتقول بلى كان موجودا لكن الصحابة دفنوه. واخفوه. رووا كل شيء من اقواله وافعاله ونقل لنا الصحيح والضعيف الى هذا القدر الذي قال فيه فاخطأ او كذب وحاشاه عليه الصلاة والسلام ثم اخفي عن الاجيال من الامة من بعدهم وهذا لا يقبله ذو عقل. لان اعداء الاسلام والمتربصين بهم منذ زمن النبوة والى اليوم ما يذرون شيئا فيه مجال لطعن طاع الا وقد فعلوا. بل وافتروا ما لم يكن حقيقة واختلقوا الاكاذيب والاباطيل والدجل طعنا في الاسلام وفي رسول الاسلام وفي كتاب الاسلام. اتظن ان شيئا من ذلك لو كان موجودا يظل غائبا. ثم نأتي بعد اربعة عشر قرنا من الزمان لنثبت قضية كهذه في وضوح الشمس في رابعة النهار. والمقصود انه لم يكن شيء من ذلك كان هذا دليلا يضاف ان مرويات السنن واحاديث السير لا تحمل في رواياتها واحداثها وقصصها واخبارها شيئا من ذلك اطلاقا. نعم ولو كان ذلك لنقل كما نقل من قصته عليه السلام في رجوعه صلى الله عليه وسلم عما اشار به على انصاري في تلقيح النخل وكان ذلك رأيا لا خبر وغير ذلك من الامور التي ليست من هذا الباب. كقوله صلى الله عليه وسلم والله لا احلف على يمين فارى خيرا منها الا فعلت الذي حلفت عليه وكفرت عن يميني. وقوله صلى الله عليه وسلم هم تختصمون الي الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير حتى يبلغ الماء حتى يبلغ الماء الجذر. كما سنبين كل ما في هذا من مشكل ما في هذا الباب. والذي بعده ان شاء الله تعالى مع اشباهها اما قصة تأبير النخل وستأتي لاحقا ان شاء الله تعالى في كلام المصنف فهو ما اخرجه رافع ابن خديج رضي الله عنه والحديث عند مسلم بلفظه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم النخل ما تأبير النخل؟ تلقيح تلقيحه وضع شيء من طلعه الذكر على لقاح الانثى فينضج التمر وينتج. قال قدم المدينة وهم يأبرون النخل واهل المدينة اهل مزارع. ولا يزال النخل في المدينة منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام وقبله. والى يوم الناس هذا لا يزال تمر المدينة ونخلها من اطيب تمر الدنيا على الاطلاق. وابركه وما زالت المدينة بعد بركة مقدمه عليه الصلاة والسلام اعظم واشد قال قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة. وهم يأبرون النخل فقال ما تصنعون يعني ما الذي يحملكم على هذا؟ قالوا كنا نصنعه. يعني شيء توارثناه ابا عن جد نحمل هذا وفي هذا ونفعل صنعة تعلموها قالوا كنا نصنعه. فقال عليه الصلاة والسلام لعلكم لو لم تفعلوا لكان خيرا فتركوه فنقصت. يعني لم تنتج والزرع الذي لا يلقح لا يثمر فنقصت فذكروا ذلك له فقال انما انا بشر اذا امرتكم بشيء من ديني فخذوا به واذا امرتكم بشيء من رأي فانما انا بشر. وفي رواية انس انتم اعلم بامر دنياكم وفي حديث اخر عند مسلم من حديث طلحة انما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن الجواب عن هذا الحديث وما يحمله سيأتي تفصيلا في كلام المصنف رحمه الله ان شاء الله تعالى. لكنه اشار هنا بقوله لو كان شيء من اخباره عليه الصلاة والسلام كذب وحاشاه. او كان خلاف ما هو واقع في الحقيقة وحاشاه صلى الله عليه وسلم. لو كان موجودا ثم ظهر اكتشاف مخالفته للواقع لاخبر كما اخبر في حديث تعبير النخل لن يكون شيء ينتج منه مناقضة ومخالفة للواقع. ثم لا يمر الا مرور الكرام ولا يقف عنده احد ولا يحفظ. يقول لو ونقل لنقل كما جاء في حديث تعبير النخل وتلقيحه. قال وكان ذلك رأيا لا خبرا قصة تلقيح النخل ما قال لهم سيحصل كذا ثم بان خلافه. او قال لهم وقع كذا فلم يقع. كان رأيا ولم يكن على وجه الصواب فتراجع صلى الله عليه وسلم كلامنا ليس هنا كلامنا في الاخبار عن شيء بانه او سيقع ثم يكون خلاف ما قال عليه الصلاة والسلام لو وقع هذا لنقل كما حصل في قصة رأيه في تلقيح النخل. قال وغير ذلك من الامور التي ليست من هذا الباب مثل قوله صلى الله عليه وسلم والله لا احلف على يمين فارى غيرها خيرا منها. الا فعلت الذي حلفت عليه وكفرت عن يميني وفي رواية في الصحيحين الا كفرت عن يميني واتيت الذي هو خير هذا ايضا لا علاقة له الان بتشريع ولا باخبار هذا امر يتعلق بنفسه وحلفه عليه الصلاة والسلام يريد المصنف ان يقول لك ان نبينا عليه الصلاة والسلام عاش حياته صفحة بيضاء في غاية الشفافية والوضوح والنقب والله ليس فيها تلبيس ولا غش ولا اخفاء عيب لانه لم يكن اصلا ما كانت حياته عليه الصلاة والسلام الا صفحة بيضاء ناصعة البياض. مشرقة نقية يحبها كل من رآها ومن عاش فيها ومن ادركه ومن سمعه عليه الصلاة والسلام كانت حياة البشرية في اكمل مراتبها وصورها وانحائها. هذا الكمال البشري الذي عاشه عليه الصلاة والسلام لم يكن الا على محمل الكمالات. فاخباره وحق واقواله صدق عليه الصلاة والسلام. لا كذب ولا امتراء لا يغش ولا يخدع ولا يكذب ولا يماري. عليه الصلاة والسلام ولا يلبس ولا يداهن بعثه الله برسالة فاداها. كل ذلك في حسن خلق. وبشاشة ولين جانب وحلم وسعة ورحابة صدر وسع الامة كلها عليه الصلاة والسلام. لو كان شيء من اخباره خلاف الواقع لنقل كما جاءت مثل هذه اخبار يحلف على يمين ثم يقول للامة اذا حلفت على يمين ثم بدا لي ان اتراجع عنها لان الذي حلفت عليه ليس باولى مما تركت فساتراجع عن يميني. وساكفر عنها وافعل الذي هو خير. هذا يمينه الذي يخصه هو عليه الصلاة والسلام ثم ذا ان تتراه يعلنها للامة ويكشف صفحته البيضاء. ايكون شيئا عاما ليس خاصا به ثم يكون فيه كذب وخلاف الواقع ويأتي مغطى وبخفا. هذا لا يمكن ان يكون. يقول المصنف لو وجد لنقل كما نقل مثله هذا ومثل قوله عليه الصلاة والسلام انكم تختصمون الي ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض فاقضي على نحو ما اسمع. ايضا يقول انكم تختصمون الي وقالها صراحة انما انا بشر. وانه يحكم بالظاهر عليه الصلاة والسلام اخبارا ايضا بصدق تام وقوله ايضا اسقيا زبير حتى يبلغ الماء الجذر. في قصة سيأتي تفصيلها لنزاع وقع بين الزبير بن العوام وجار له في مزرعته بسبب سقيا الماء واحتباسه عنده من اجل ان يمرره الى جاره من بعده وفي قصتي اه رواية ستأتينا ان شاء الله تعالى كل ذلك سيشرحه المصنف فيما يأتي من الابواب. الشاهد من هذه الامثلة ان شيئا من اخباره لو وقع خلاف الصدق وحاشاه صلى الله عليه وسلم. لنقلته الروايات ولوجدته في الدواوين ولو وقفت على خبر او قصة او جملة وقع فيها شيء من ذلك لكن شيئا من ذلك لم يكن فما الذي سيستقر في الذهن انه لا شيء الا الصدق التام المطابق للواقع اولا واخرا منذ مبدأ امره الى وفاته عليه الصلاة والسلام. يا عندما نتكلف في قضية كهذه لسنا لانا ام من امته عليه الصلاة والسلام وننطلق من عاطفة فنذب وندفع وندافع عن مقام نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. مع ان ذلك حق وحمل المسلم لعاطفة تجاه نبيه يذود عنه ويذب ويدافع ويحمي واجب لكن العاطفة وحدها ليست تكفي في مقام رد الشبهات. والاجابة على الخصوم والمغرضين والاعداء. لن تنفع العاطفة لان امامك خصم لا يشاركك فيها. فاذا اردت الحجة فانما هي البينة. الدليل العلمي. ومن هنا جاء المصنف امثلة هذه الشواهد التي تمكنك عبد الله وتجمع الى حبك وعاطفتك لنبيك عليه الصلاة والسلام تجمع له دليلا وحجة ظاهرة تقوي بها موقفك وتذب بها عن نبيك عليه الصلاة والسلام في شبهة او فرية او مقام لا يليق بمقامات النبوة والانبياء عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وايضا فان الكذب متى عرف من احد في شيء من الاخبار بخلاف ما هو على اي وجه كان استريب بخبره واتهم في حديثه ولم يقع لقوله في النفوس موقع. ولهذا ما ترك المحدثون ولهذا ما ترك الصواب ولهذا ترك المحدثون ولهذا ترك المحدثون والعلماء الحديث عن من عرف عن من عرف بالوهم والغفلة وسوء الحفظ وكثرة غلطي مع ثقته. يقول وايضا من الادلة التي يثبت بها المصنف رحمه الله القضية هنا في الباب. عدم تجويز الكذب. وعصمة الانبياء عليهم السلام عن وقوع الكذب منهم خطأ او عمدا او سهوا او مزحا او جدا. لا يقع منهم كذب واخبار بخلاف الواقع. يقول فان الكذب عرف من احد في شيء من الاخبار ما الذي سيحصل ستسقط الثقة به ولن يصدقه احد وهذا خلاف مراد الله من انبيائه عليهم السلام. يقول على اي وجه كان استريب بخبره واتهم في حديثه ولم يقع لقوله في النفوس موقع ولهذا ترك المحدثون والعلماء الحديث عن من عرف بالوهم والغفلة وسوء الحفظ وكثرة الغلط مع ثقته. يعني ولو كان ولو كان صالحا ولو كان من خيرة عباد اهل زمانه على الاطلاق. لكن الغلط في حديثه وكثرة الوهم ولاحظ هذا الغلط مع الثقة بدينه لن يكون كذبا. سيكون وهما وضعف حفظ ومع ذلك فان العادة المتبعة وهذا دليل اخر فاهل العلم من المحدثين في الامة فصار قانونهم ترك الرواية قبولها وردها وتضعيفها. اذا كان الراوي موصوفا بكثرة الغلط والوهم وسوء الحفظ. مع صلاحه وديانته يا رجل راوي السنة وهو راويها فقط. تترك الرواية عنه ان عرف بالغلط وكثرة الخطأ فما بالك بصاحب السنة نفسه عليه الصلاة والسلام؟ اتظن انا نجوز عليه غلطا او وهما او خطأ او كذبا صلى الله عليه وسلم ونحن لا نقبل ذلك في من يروي لنا سنته. فكيف به هو صاحب السنة عليه الصلاة والسلام عدم تجويز ذلك هو مقتضى العصمة. التي يقررها المصنف رحمه الله تعالى هنا في هذا الفصل. نعم وايضا فان تعمد الكذب في امور الدنيا معصية. والاكثار منه كبيرة باجماع. مسقط مسقط رؤى وكل هذا مما ينزه عنه منصب النبوة. والمرة الواحدة منه فيما فيما يستبشع ويستشنع يشيع مما يخل بصاحبها ويزري بقائلها لاحقة بذلك رحمه الله تعالى بهذه النقطة وهي ايضا مستند ودليل وحجة لان تعمد الكذب في امور الدنيا لاننا فرضنا المسألة عن الخطأ او الكذب في غير امور البلاغ والدين في قضايا الدنيا. الكذب في امور الدنيا معصية واستمراره والاكثار منه باجماع كبيرة من الكبائر. تسقط مروءة صاحبها فهل لك ان تقول بعد هذا؟ لعله او ربما او يجوز يقع منه كذب او خطأ حتى في امور الدنيا عليه الصلاة والسلام باخبار بخلاف الواقع يقول الميزان وبين البشر ان الكذبة الواحدة مخلة بصاحبها وهي معصية وتكرار والادمان عليها كبيرة من الكبائر مسقطة للمروءة. وكل هذا مما ينزه عنه منصب النبوة والمرة الواحدة منه فيما يستبشع ويستشنع ويشيع مما يخل بصاحبها. ويذري بقائلها لاحقا بذلك لا يليق نسبة ذلك الى النبوة ولا الى صاحبها عليه الصلاة والسلام. لسبب واحد انك لو افترضتها مرة فانت قد نسبت شيئا من عاصي بعمد وكل ذلك مما نزه عنه الانبياء. واذا افترضتها مكررة اكثر من مرة كان نسبة الى الكبائر عياذ بالله وهو مما لم يقل به احد في حق الانبياء عليهم السلام. واما فيما لا يقع هذا الموقع فان عددناها من الصغائر فهل يجري على حكمها في الخلاف فيها؟ مختلف فيه. واما فيما لا يقع هذا الموقع ما هو؟ يقول دعنا نتكلم الان عن مسألة اخرى ما الحكم في كذب او كزيبة لا تقع هذا الموقع يعني لا تصلوا الى الامر المستبشع مثل كذبة واحدة في امر يسير حقير من امور الدنيا. كذيبة كذيبة صغيرة التي لا تصل الى موضع الاستبشاع ولا الاستشناع ولا نسبة صاحبها الى اسقاط المروءة. ولا الى الثقة بصدقه وتكذيبه وتخوينه ايضا حتى هذا هل يمكن ان نقول انه يمكن ان يقع؟ يقول فهل يجري على حكمها في الخلاف فيها؟ نعم واما فيما لا يقع هذا الموقع فان عددناها من الصغائر فهل يجري على حكمها في الخلاف فيها؟ مختلف فيه هل يجري حكمها على حكمها في الخلاف فيها؟ لان الخلاف بين اهل العلم في تجويز وقوع الصغائر من الانبياء عليهم السلام والذي رجحه المصنف كما تقدم في فصل سابق في بداية هذا الباب من القسم العصمة مطلقا. والراجح الذي ذكره وبعض المحققين من علماء الاسلام كابن حزم وشيخ الاسلام ابن تيمية وغيرهم تجويز وقوع الصغائر عن غير عمد بمقتضى البشرية لكنهم لا يقرون عليها ثم لهم في ذلك المغفرة ولهم فيها الرتبة الواسعة. فهم بمقتضى ذلك ليسوا معصومين مطلقا. لكن المبالغة فيه وادعاء والعصمة من الصغائر اليسيرة قبل النبوة وبعدها هو من الافراط في دعوى العصمة في حق الانبياء عليهم السلام وهو مذهب قال به بعض اهل العلم وهو ما مشى عليه المصنف رحمه الله الامام القاضي عياض هنا في كتاب الشفا والمسألة قد تقدمت يقول لو اعتبرنا الكذبة الصغيرة في الامر اليسير في امر حقير من امور الدنيا مثلا. فان عددناها من الصغائر يجري على حكمها في الخلاف فيها؟ يعني هل نترخص في تجويز نسبة كذيبة صغيرة كالصغائر التي نقول بتجويزها او يقول بعض اهل العلم بتجويزها قال مختلف فيه. نعم والصواب تنزيه النبوة عن قليله وكثيره. سهوه وعمده. اذ عمدة النبوة البلاغ والاعلام والتبيين وتصديق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معول ذلك يا كرام في مسألة الصغائر وتجويزها جملة على اختلافها في كفة والكلام على الكذبة الواحدة الصغيرة في كفة اخرى. حتى لو عددتها صغيرا لكن الكذب متى جاز ادخاله على مقام الانبياء عليهم السلام. فان ذلك يفضي الى ما يناقض حقيقة النبوة. ما حقيقتها حقيقة النبوة تبليغ عن الله فاذا جوزت فيها الكذب انت هدمت قاعدة هي اعظم قواعد النبوة وهو البلاغ والتصديق فيما جاءوا به. فتجويز ذلك مناقض لقاعدة النبوة العظمى واصلها الكبير. فحتى من يقول بتجويز الصغائر على ما يقولون بتفصيل فيه ليس المقصود ادراج ضمن ذلك الكذب ولو عددنا الواحدة منها كذبة صغيرة انها مناقضة قال رحمه الله اذ عمدة النبوة البلاغ. والاعلام والتبيين وتصديق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وتجويز شيء من هذا قادح في ذلك. ومشكك فيه. مناقض للمعجزة. فلنقطع عن يقين بانه لا يجوز على انبياء خلف في القول في وجه من الوجوه. لا بقصد ولا بغير قصد. ولا نتسامح مع من سامح في تجويز ذلك عليهم حال السهو فيما ليس طريقه البلاغ. نعم. وبانه لا يجوز عليهم الكذب قبل النبوة. ولا الاتسام به في امورهم واحوالهم. لان ذلك كان يزري ويريب بهم. وينفر القلوب عن تصديقهم بعد وانظر الى احوال اهل عصر النبي صلى الله عليه وسلم من قريش وغيرها من الامم وسؤالهم عن حاله في صدق لسانه وما عرفوا به من ذلك واعترفوا به مما عرف. واتفق اهل النقل على عصمة نبينا صلى الله عليه وسلم منه قبل وبعد. وقد ذكرنا من الاثار فيه في الباب وقد ذكرنا من الاثار فيه في الباب الثاني اول الكتاب ما يبين لك صحة ما اشرنا اليه. نعم. ختم المصنف رحمه الله الله الفصل بالتأكيد على هذه القضية وهي ان تجويز الكذب حتى لو قلنا باليسير منه وعددناه صغيرة من الصغائر ليس ليس الا مناقضا لاصل النبوة. فلا يجوز قبوله. لانه لا يجتمع اقرارك قوة مع تجويزك الكذب على صاحبها ولو كذبة واحدة ولو امرا يسيرا لا يجتمعان. فكأنك تفترض اجتماع نقيضين انه نبي و ويكذب هذا لا يمكن اقرارك بانه نبي يقتضي مطلق التصديق. وتجويزك الكذب يخالف هذا. قال رحمه الله تعالى تجويز شيء من هذا قادح في ذلك ومشكك فيه مناقض للمعجزة فلنقطع عن يقين بانه لا يجوز على الانبياء خلف المقصود ان يقع شيء خلاف ما اخبر به يقول لكم سينزل الليلة مطر ثم لا ينزل يخبرك بانه حصل البارحة كذا في مكان كذا. فلما تتثبت من الخبر لا تجده كما قال. قال هذا لا يمكن ان يكون وقوع فيما يقوله الانبياء عليهم السلام. لا بقصد ولا بغير قصد قال ولا نتسامح مع من سامح في تجويز ذلك عليهم حال السهو فيما سطريه البلاغ فيما ليس طريقه البلاغ في الامور الدنيوية. وسيأتي كلام المصنف عنها تفصيلا مستقلا في الباب الثاني من هذا القسم. لان اننا لا نزال في الباب الاول وهو الكلام عن عصمة الانبياء في الامور الدينية ولما جاءت بعض القضايا التي لها اتصال يذكرها اشارة ويحيلها الى موضعها الاتي بالتفصيل في الباب الثاني من الكتاب. وهناك تلك التفصيل في امور الدنيا اي يقع منه الغلط عليه الصلاة والسلام؟ اي يتراجع؟ ايعترف بخلاف ما قاله سابقا؟ ماذا تقول في سهو الصلاة ماذا تقول في قصة تأبير النخل؟ كل ذلك سيأتي تفصيلا. لكننا عندما نتكلم عن قضايا ليس لها صلة بالدين ولا بالبلاغ ولا بالشريعة. انما يرجع الى اصل اثباته مسقط بعدالة القائل واصل صدقه وقبول الناس عنه مثل الكذب. خصلة تهدم في شخصية صاحبها هذا الاصل الكبير. وهو الثقة في ما يقول يقول لا نقبل تجويز ذلك حال السهو فيما ليس طريقه البلاغ ولو كان سهوا. نعم يسهو عليه الصلاة والسلام كما حصل في قصة ذي اليدين في صلاة العصر لما سلم من ركعتين السهو شيء والاخبار بالكذب وخلاف في الواقع شيء اخر سهو في قول او فعل. لكن السهو بمعنى قول شيء يظهر فيما بعد انه كان كذبا ولم كن صدقا ليس كذلك. طيب يقول قائل لكنه في حديث ذي اليدين لما سلم من ركعتين ولم يتم الصلاة تقدم ذو فقال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت هو صلى كم ركعة؟ صلى ركعتين وسلم قال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت؟ ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ قال لم انس ولم تقصر كيف؟ يعني هو ينفي انه صلى ركعتين هو صلى ركعتين بشهادة جميع الصحابة الحضور. قال اكما يقول ذو اليدين؟ قالوا نعم يا رسول الله طب هو قبل قليل قال لا انا ما نسيت ولا قصرت الصلاة هل هذا اخبار بخلاف الواقع بلى هو خلاف الواقع هو صلى ركعتين ومع هذا يقول انا ما صليت الا كاملة لم انسى ولم تقصر قال ما نسيت ولا قصرت الصلاة الذي قاله كما سيأتي بيانه هناك ان شاء الله كان اخبارا بما يعتقده عن نفسه عليه الصلاة والسلام وقع منه سهو ما قال الا ما يظنه صدقا في نفسه صلى الله عليه وسلم فلا يسمى هذا اخبارا بخلاف الواقع كان هذا هو الواقع في ظنه عليه الصلاة والسلام فقال لم انسى ولم تقصر وسيأتي تفصيل هذا ان شاء الله تعالى. يقول المصنف لا يجوز تجويز هذا عليهم يعني على الانبياء السهو فيما ليس طريقه البلاغ. وبانه لا يجوز عليهم الكذب قبل النبوة. ثم استدل بما صدرنا به المجلس. قال انظر الى احوالي اهل عصر النبي عليه الصلاة والسلام من قريش وغيرها من الامم. اختصر في هذا السطر شواهد كثيرة قد ساقها كما قال هنا في الباب الثاني اول الكتاب واوردنا منها في صدر المجلس قصة اجتماعهم لما ناداهم عليه الصلاة والسلام على جبل الصفا اراد ان يأتمر بامر الله وانذر عشيرتك دع بما تؤمر واعرض عن المشركين. فاجتمع بهم وناداهم عليه الصلاة والسلام. وقال لهم ما سمعتم لو اخبرتكم ان خيلا هذا الوادي تغير عليكم اكنتم مصدقيا؟ قالوا ما جربنا عليك كذبا قولهم ما جربنا عليك كذبا وهم مقيمون على كفرهم من اكبر الشواهد والادلة على استقرار هذا الاصل العظيم وهو صدقه المطلق التام في كل احواله عليه الصلاة والسلام قصة الاخنس ابن شريق مع ابي جهل لما اختلى به وقال ليس احد من قريش هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا. اخبرني ام محمد اصادق هو ام كاذب؟ يا ابا الحكم قال ويحك والله انه لصادق وما نعرف عنه كذبا قط يعني ممكن نكذب على الناس لكن نكذب على انفسنا ما يعقل قال ويحك والله انه لصادق وما كذب محمد قط ولكن اذا ذهبت بنو قصي بالرفادة والسقاية واللواء والنبوة. فماذا بقي لنا وفي بعض الالفاظ كنا نحن وبني قصي كفري رهان يعني يتسابقون في الشرف والسؤدد والمجد يقول فكلما اتوا بشيء نافسناهم فيه في ضيافة وكرم ومفاخر كما تعرف عند العرب ومآثر يتفاخرون بها لكن يقول فاذا بي وقال يأتيه وحي من السماء فماذا نقدم نحن يعني لا نستطيع ان ننافسه في هذا. فالمسألة كانت تكذيبا لحسد. ليست لشخصه عليه الصلاة والسلام. قول المصنف وغيرها من الامم يعني حتى هرقل مع ابي سفيان لما اجتمع به واستفسر عن اسئلة وجهها اليه فقال هل كان يكذب قبل ان يقول ما قال فقال ابو سفيان ما جربنا عليه كذبا قال لا ما يكذب فقال لان كان لا يكذب على الناس فهو لا يكذب على الله من باب اولى كل هذا شواهد ان قريش وهي قبيلته وامته عليه الصلاة والسلام. وغيرها من الامم من اهل عصره. كانت احوالهم في سؤالهم عن حاله في صدق لسانه لانه في النهاية حتى يقبل المسلم انذاك قبول دعوة النبي عليه الصلاة والسلام يحتاج الى شيء واحد فقط هو فيما يقول فان كان صادقا اكتفينا ولا نحتاج الى شيء فكان المعول على الصدق فاذا جوزنا الكذب هدمنا هذه القاعدة. قال رحمه الله تعالى واتفق اهل النقل على عصمة نبينا صلى الله الله عليه وسلم منه قبل وبعد واشار الى ما اورده في الباب الثاني اول الكتاب نعم فصل في رد بعض الاعتراضات والشبه كسه صلى الله عليه وسلم في الصلاة وقول ابراهيم اني فان قلت فما معنى قوله عليه السلام؟ في حديث فان قلت فما معنى قوله عليه السلام في حديث السهو الذي حدثنا به الفقيه ابو اسحاق ابراهيم بن جعفر؟ قال حدثنا القاضي ابو الاصبغ بن سهل قال حدثنا حاتم بن محمد قال حدثنا ابو عبد الله بن الفخار قال حدثنا ابو وعيسى قال حدثنا عبيد الله قال حدثنا يحيى عن مالك عن داوود ابن الحصين عن ابي سفيان مولى ابن ابي احمد انه قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فسلم في ركعتين فقام ذو اليدين فقال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت؟ فقال رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم كل ذلك لم يكن وفي الرواية الاخرى ما قصرت الصلاة وما نسيت. الحديث بقصته فاخبره بنفي الحالتين وانها لم تكن وقد كان احد ذلك كما قال ذو اليدين قد كان بعض ذلك يا رسول الله. نعم. وهذا الشاهد في الحديث قال لم انسى ولم تقصر. وفي رواية عند مالك ومسلم كل ذلك لم يكن كيف كل ذلك لم يكن واحد ذلك قد كان كما قال ذو اليدين قد كان بعض ذلك يا رسول الله. ماذا يقصد قصر الصلاة انه قصرها الى ركعتين يعني كيف يقول لم اقصر لم تقصر ولم انسى والواقع اما انها قصر واما انها نسيان. ليس هناك احتمال ثالث فلما يقول عليه الصلاة والسلام كل ذلك لم يكن في ظاهره اخبار بخلاف الواقع الواقع ان احد هذين الاحتمالين هو الحاصل. وقد كان سؤال ذي اليدين كما يقول اهل العلم كان سؤالا دقيقا سؤال فقيه قال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت وحصل المسألة في احتمالين لا ثالث لهما لانهم صلوا خلفه ركعتين وسلم صلى الله عليه وسلم وفي بعض الفاظ الحديث في الصحيحين قال وفي القوم ابو بكر وعمر فهابا ان يكلماه كبار الصحابة بلغت هيبة رسول الله عليه الصلاة والسلام في قلوبهم ان يناقشوه في المسألة او يراجعوه فيها. صلوا ورأوا خلاف صلاته المعتادة ركعتين بدلا من اربع. في صلاة العصر وفي بعض الفاظ الصحيحين وخرجت في السرعان من ابواب المسجد الناس الذين يصلون قرب الابواب وينصرفون مباشرة بعد سلام الامام خرجوا صلوا ركعتين فقط واكتوا بها وخرجوا ما سألوا ما استغربوا ولا استنكروا والصف الاول خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام فيه كبار الصحابة. يقول وفي القوم ابو بكر وعمر فهاب ان يكلماه تقدم ذو اليدين ليس لنقص في هيبة رسول الله عليه الصلاة والسلام عنده رضي الله عنه لكنه ملك جرأة ورأى ان اجلال الصحابة لا يتناقض مع سؤالهم واستفسارهم خصوصا في امر علقوا بدينهم خصوصا في ركن عظيم كالصلاة فابتدر بالسؤال مع كامل الادب. فلم يقل يا رسول الله ماذا حصل ولا قال ما بك اليوم يا رسول الله ما قال ماذا فعلت؟ قال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت وقدم في سؤاله بكل هذا الادب وحصرها في الجملتين. انا صلينا خلفك ركعتين يا رسول الله. فهل هو امر جديد من الله لان الزمن زمن تشريع ولا يزال الوحي ينزل وقد يكون الحكم تغير. وربما تحولت صلاة العصر من اربع ركعات الى ركعتين فربما هذا كان احتمالا وهو وارد جدا بل سؤال وجيه. اقصرت الصلاة؟ الاحتمال الثاني ان لم يكن قصرا ولا رجلا في حكم صلاة العصر فانها باقية اربع ركعات. فليس هناك الا احتمال اخر ان يكون نسيا ثمة احتمال ثالث لا يمكن ان يرد انه فعل ذلك صلى الله عليه وسلم عمدا بلا سبب ولا تشريع من الله. وهذا لا لا يمكن ان يكون لانه عبث. والنبي عليه الصلاة والسلام منزه عنه. فحصر السؤال في الاحتمالين الواردين. اقصرت الصلاة ام نسيت والنبي عليه الصلاة والسلام ابتدر الجواب على ما استقر عنده واخبر بالواقع في ظنه عليه الصلاة والسلام. قال كل ذلك لم يكن. وفي لفظ لم انسى ولم تقصر. طيب هو نفى الاحتمالين. والواقع ان احد الاحتمالين واقع اليس كذلك؟ بلى. بلى. فقوله كل ذلك لم يكن. مغالطة في ظاهرها. في ظاهرها مخالفة فللواقع كل ذلك لم يكن بلى. ولذلك عاد ذو اليدين فقال بلى يا رسول الله فلما رآه صلى الله عليه وسلم متيقنا من كلامه التفت الى الصحابة. قال اكما يقول ذو اليدين؟ قالوا نعم يا رسول الله فقام مباشرة وكبر واتم الركعتين الباقيتين اللتين تركهما سهوا من صلاة العصر وصلى الركعتين ثم سجد سجود السهو في اخر الصلاة بعدما سلم ثم سلم تسليما اخر بعد سجدتي السهو فكان هذا من اعظم احاديث مسألة السهو في الصلاة عند الفقهاء. وافرد بعض اهل العلم كتابا مستقلا وهو الامام الحافظ العلائي وسماه نظم الفرائض فيما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد. فيه فوائد جمة واستنبط منه العلماء مسائل فقهية واصولية وحديثية تتعلق بهذا الحديث العظيم. والحديث رواياته متعددة في الصحيحين وغيره غيرهما. لما قرر المصنف في الفصل السابق عدم تجويز الغلط والاخبار بخلاف الواقع يبدو هذا الحديث مخالفا لان فيه شيئا فيما يبدو من الاخبار بخلاف الواقع. اقصرت ام نسيت؟ قال لا ما نسيت ولا قصرت. فكان ظاهره اخبارا بخلاف الواقع قال رحمه الله في صدر الفصل فان قلت فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث السهو الذي حدثنا به الفقيه ابو اسحاق وساق سنده ثم ساق المتن قال رحمه الله الحديث بقصته فاخبره بنفي الحالتين ما قصرت ولا نسيت. وانها لم تكن. يقول وقد كان احد ذلك يعني احد الاحتمالين كان هو الواقع لا محالة. كما قال ذو اليدين قد كان بعض ذلك يا رسول الله. هذا موضع يحتاج الى جواب كيف نقرر انه لا يمكن له عليه الصلاة والسلام ان يخبر بخلاف الواقع ثم نأتي الى قصة صحيحة يخرجها الامامان البخاري ومسلم وغيرهما من اهل الحديث. ثم هي بالفاظ متعددة تثبت وقوع القصة. وانه الصلاة والسلام انكر وقوع ذلك وهو واقع. فكان في ظاهر الرواية شيء من اخبار بخلاف الواقع. فما الجواب؟ من اجل ذلك جاء المصنف رحمه الله بهذا الفصل واورد الحديث واطال في تقرير ما يتعلق به. وسيأتي تفصيل كلام المصنف الله تعالى في مجلس الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. ومحصل ذلك ان تقرير النسيان على النبي عليه الصلاة والسلام فيما طريقه البلاغ متعلق بالدين والاحكام والتشريع يجوز وقوع النسيان بشرطين احدهما ان يقع النسيان منه بعدما يقع منه تبليغه لاصل المسألة كالصلاة فبعدما علمهم الصلاة وقع نسيان ولن يكون قبل. والثاني انه لا يستمر على نسيانه بل يحصل له التذكير. اما بنفسه واما بغيره كما وقع ايضا في قصة ذي اليدين فلو قال قائل فاذا كان النسيان لا حكم له والاصل اعادة الصلاة وتصحيحها واتمامها اربع ركعات فما فائدة وقوع السهو والنسيان من النبي عليه الصلاة والسلام؟ ما الحكمة والجواب ان الحكمة في ذلك امور اهمها اثنان. احدهما التشريع وبيان الحكم فلولا وقوع السهو في صلاته عليه الصلاة والسلام ما شرع لنا احكام السهو وسجود السهو وكيف نفعل في صلاتنا اذا وقع السهو والفائدة الثانية هي التسلية للقلوب المسلمة. اذا ما اصابها هم وحزن ان الشيطان تسلط عليها فانساه بعض ما يقع في امور عبادتها مع ربها فتقع التسلية انه وقع السهو لرسول الله عليه الصلاة والسلام واحدنا ليس اكمل حالا من حاله صلى الله عليه وسلم ولن يبلغ عشر معشاره فتقع التسلية وتطيب الخواطر المؤمنة ان لنا في رسول عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة وبقية الفصل وتفاصيل كلام المصنف رحمه الله تعالى تأتي تباعا. الليلة جمعة ايها ونبينا عليه الصلاة والسلام رفيع القدر عظيم الجاه عظيم الحق علينا امة الاسلام. وما صلاتنا وسلامنا عليه صلى الله عليه وسلم الا بعض حقه. والبخيل من بخل به والوفي المحب من استكثر واقبل تقلبوا في بركات الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. يا من يشفع بالصراط مجيرا. يرجو لامته الحسنى تاب يسيرا يا سيد الثقلين يا خير الورى. انا بنهجك نحتذيه مسيرا. يا من تحبون الامين محمدا صلوا عليه وسلموا تحبيرا. فيا رب صلي وسلم وبارك عليه افضل صلاة واتمها. وسلم عليه ازكى سلام واعطره وبلغنا يا رب بالصلاة والسلام عليه اعلى المقامات ورفيع الدرجات. واحشرنا بالصلاة والسلام عليه في زمرة اصحابه كبيه من امته صلى الله عليه وسلم. اللهم اكرمنا باتباع سنته احياء وميتين. اللهم احينا على السنة وامتنا عليها يا رب رب العالمين. اللهم احيينا على حبها وامتنا على حبها واحشرنا. في زمرة صاحبها صلى الله عليه وسلم. اللهم اكرمنا بشفاعتنا وارزقنا حسن صحبته واجعلنا يا ربي في خيرة امته. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء منك من كل داء يا رب العالمين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. ارفع يا ربي في الجنات درجاتهم وكفر سيئاتهم. واعلن منزلهم واحشر وازواجنا وذرياتنا معهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. الهنا وخالقنا اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم من ارادنا الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله يا رب بنفسه. واجعل كيده في نحره. واجعل دائرة السوء تدور عليه يا ذا الجلال والاكرام اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا يا رب العالمين. اللهم انا نسألك من خير من كل خير سألك كمنه نبيك صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من كل شر استعاذك منه نبيك صلى الله عليه وسلم. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على المصطفى المختار سيدنا ونبينا محمد وصحابته المهاجرين والانصار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين