بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد فان الليلة الكريمة ليلة الجمعة. وان من كرامتها وبركاته ما يشتغل اهل الاسلام من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في ليلة كهذه. يقودهم حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويحدوهم الوفاء وشوق عظيم لنبي كريم صلوات الله عليه ويمتثلون في ذلك توجيهه الكريم صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. وما زال هذا يحدو المشتاقين من امته عليه الصلاة والسلام وهم يستشعرون قوله فان صلاتكم معروضة علي. صلاتك عبدالله على نبيك صلى الله عليه وسلم معروضة عليه صلى الله عليه وسلم. وها هنا ينبعث الحب والشوق الدفين. لان تعرض كريمة عظيمة كثيرة على نبينا صلوات الله وسلامه عليه. حبي له روح الفؤاد ونبضه حبي له يسري بكل كياني. صلى عليك الله يا خير الورى. يا رحمة تدعو الى الرحمن ولعل مجلسنا هذا ايها المباركون يزيدنا صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نتذاكر سيرته ونقلب صفحات من حقوقه ونقف على جمل عظيمة مما تتعلق بمقامه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وما يزال مجلسنا في مدارستنا لكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى. صلى الله عليه وسلم للقاضي في عياض ابن موسى الي حصوبي رحمة الله عليه ولا زلنا ايضا في ثالث اقسام الكتاب في بابه الاول المتعلق عصمته عليه الصلاة والسلام في الامور الدينية من السهو والغلط وما يتعلق بتبليغ الشريعة والوحي قف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية. عما يتعلق بموقف اهل العلم في جواز او تجويز وقوع الخطأ والسهو والغلط على الانبياء عليهم السلام فيما ليس طريقه البلاغ. من الاخبار التي لا مستند لها الى الاحكام. ولا اخبار المعاد ولا تضاف الى وحي بل هي في امور الدنيا واحوال نفسه. وقد قدم المصنف رحمه الله ما يتعلق بنقل اجماع على عدم تجويز الاخبار بخلاف الواقع يعني الكذب. لا سهوا ولا عمدا. وان ذلك منفي عنهم في الجملة عليهم السلام. فصل الليلة هو لايراد بعض المواضع التي يظهر فيها من الانبياء عليهم السلام شيء من الاخبار بخلاف الواقع وكيف يمكن الجواب عنه؟ وفيما ياتي شيء يتعلق بنبينا صلى الله عليه وسلم؟ كما في قصة بسهوه في الصلاة في حديث ذي اليدين وما يتعلق بابراهيم عليه السلام. وفي الحديث انه كذب ثلاث كذبات. والجواب عن لهذا من موضعه في النصوص الشرعية حمدا لمن شفى بالسنة النبوية الغراء والسيرة المصطفوية الزهراء قلوبا كانت من الهلكة على شفا ووفق من احبهم فعرفهم بقدر حبيبه المصطفى واجتباهم للقيام بحقوقه كما قام به اهل الوفاء فهم في رياض سيرته العطرة ينعمون. وفي حياض محبته النضرة يحضرون صلى الله عليه وعلى اله الابرار واصحابه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين. فهذا هو مجلسنا السادس والسبعون بعد من المجالس العامرة في هذه البقعة الشريفة الطاهرة وباسانيدكم المتصلة ورواياتكم المتسلسلة التي الى كتاب الشفا للقاضي ابي الفضل عياض ابن موسى الي رحمه الله تعالى قال في الباب الاول من القسم الثالث فصل في رد بعض الاعتراضات والشبه كسهوه صلى الله عليه وسلم في الصلاة. وقول ابراهيم عليه السلام اني سقيم. فان قلت فما معنى قوله عليه السلام؟ في حديث السهو الذي حدثنا به الفقيه ابو اسحاق قال رحمه الله فان قلت هذا تفريع على ما انتهى اليه في الفصل السابق من نقل الاتفاق على عدم جواز اخبار احد من الانبياء عليهم السلام بشيء خلاف الواقع. لان الاخبار بخلاف الواقع كذب عليهم السلام لا يقع منهم الكذب. لا في امور الدين ولا في امور الدنيا. لان الكذب خصلة ذميمة. مسقطة للمروءة ذاهبة بالخير وهي لا تليق بالفضلاء والنبلاء من البشر. باصحاب المروءة ومن يحسن الظن بهم بالانبياء عليهم السلام هم احرى الا ينسبوا الى شيء من الكذب او الاخبار بخلاف الواقع. وساق لك هناك الادلة وبين المستند ان ان العمدة على قبول قول الانبياء هو الثقة بهم. هو تصديقهم عند اممهم فلو كان شيء من ذلك وانه وجد بعض اقوامهم اخبارا لهم يخالف الواقع سواء كان في امر يسير او كبير لسقطت الثقة بهم. ولا اصبح حاجز احتمال التكذيب مانعا من قبول ما يأتون به. فلما الى ذلك قال ها هنا اشكالات. الم يرد في حديث السهو كما سيأتي بعد قليل انه عليه الصلاة والسلام لما سلم من ركعتين في صلاة العصر وسأله ذو اليدين اقصرت الصلاة ام نسيت؟ قال كل ذلك لم يكن. مع انه في الحقيقة كان احد الاحتمالين واقعا فيسألك السائل وعنده اشكال. انت تقول لا يجوز ابدا ان يكون في اخبار الانبياء عليهم السلام شيء يظهر انه خلاف الواقع. هذا مثال. وقال فيه النبي عليه الصلاة والسلام لم انسى ولم تقصر الصلاة هو في الحقيقة قد صلى ركعتين. فكيف اخبر بشيء خلاف الواقع؟ ومثله كما سيأتي في قصة ابراهيم عليه السلام في ثلاث جاء في الحديث انه سماها ثلاث كذبات. فكيف نقول لا يكذب الانبياء ولا يجوز عليهم ذلك؟ وقد ثبت في الحديث الصحيح كمثل هذه المواضع فبدأ اولا بحديث السهو في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال فان قلت فما معنى كذا فما معنى قوله عليه السلام في حديث السهو الذي حدثنا به الفقيه ابو اسحاق ابراهيم بن جعفر قال حدثنا القاضي ابو الاصبغ ابن سهل قال حدثنا حاتم بن محمد قال حدثنا ابو عبدالله بن الفخار قال حدثنا ابو عيسى قال حدثنا عبيد الله قال حدثنا يحيى عن مالك. عن داوود ابن الحسين عن ابي سفيان مولى ابن ابن ابي احمد انه قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول صلى الله عليه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فسلم في ركعتين. فقام ذو اليدين فقال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك لم يكن. وفي الرواية الاخرى ما قصرت الصلاة وما نسيت. الحديث بقصة فاخبره بنفي الحالتين وانها لم تكن وقد كان احد ذلك. كما قال ذو اليدين قد كان بعض ذلك يا رسول الله مضى معنا في مجلس ليلة الجمعة الماضية ذكر الحديث. وروايته وما يتعلق بلفظه وما فيه من حدث استشكله الصحابة وهاب الكبار كابي بكر وعمر. رضي الله عنهما ان يكلما رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان لذي اليدين رضي الله عنه هذه المحاورة مع النبي عليه الصلاة والسلام اخبره بما وقع منه في الصلاة. ليس المقصود بالحديث هنا في هذا الفصل التعرض لمسألة النسيان. وهل يجوز وقوع عن نسيان من الانبياء او لا يجوز. هذا سيأتي الحديث عنه. لكنه الان هنا يريد شاهدا يختص بسياق موضوعه الذي قرره في الفصل الذي مضى وهو عدم تجويز الكذب على الانبياء عليهم السلام. ولا الاخبار بخلاف الواقع عمدا لا سهوا وانت تقول في حديث السهو انه قد اخبر بخلاف الواقع فما الجواب عن ذلك؟ وجاءك بالحديث وقد مضى ذكره ليلة الجمعة الماضية. والشاهد فيه ان ذا اليدين رضي الله عنه. لما قال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت بك انه رضي الله عنه في حسن سؤاله وادبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نسبه مباشرة الى خطأ في صلاته ولا حكم جزما بما وقع لكنه تلطف ثم اورد احتمالين لا ثالث لهما اما ان يكون الوحي قد نزل ثم نسخت صلاة العصر من اربع ركعات الى ركعتين. او ان يكون الاحتمال الاخر السهو الذي وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت؟ فلما كان الامر مترددا بين هذين احتمالين اوردهما في السؤال. وموضع الشاهد في القصة جواب رسول الله. صلى الله عليه واله وسلم لما قال ما نسيت ولم تقصر. والواقع ان احد هذين الامرين هو الذي حصل. فكيف تفسر نفي رسول الا عليه الصلاة والسلام اذا هو في الظاهر اخبار بخلاف الواقع. قال ما نسيت وما قصرت. فكأنه قل لكني صليت صلاة كاملة تامة اربع ركعات. والواقع يقول غير ذلك. حتى لما عاد ذو اليدين بلى يا رسول الله عاد فتثبت من الصحابة اكما يقول ذو اللدين؟ قالوا نعم يا رسول الله. فقام واكمل صلاة الركعتين الباقيتين وسجد بدل السهو بعدما سلم صلى الله عليه وسلم. فدل الحديث على وقوع بخلاف ما اخبر لما قال كل ذلك لم يكن والرواية الاخرى لم تقصر ولم انسى او ما قصرت الصلاة وما نسيت. فما الجوى؟ يسوق المصنف رحمه الله عددا من اجابات التي بين فيها اهل العلم ان شيئا من ذلك لم يقع لكن قبل الجواب لو كنت صحابيا في ذلك المجلس الذي وقع فيه السهو في الصلاة. وكان هذا المشهد والصحابة محتارون ما الذي حصل؟ ويسألون النبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت؟ فيقول لا ما نسيت ولا قصرت. السؤال هو ما الذي سيقع في نفسك؟ بالله عليكم ايبقى احتمال باضعف ما يكون نسبة في النفس انه عليه الصلاة والسلام يقول شيئا غير صدق ولا فهم هذا الصحابة ولا وقع في نفوسهم تردد ما الذي يحمله على النفي ما فهموا الا شيئا واحدا صلى الله عليه وسلم جازم بان صلاته ما وقع فيها تغيير. باي صفة من الصفات. هذا الذي فهموه ولم يكن الا نسيانا وسهوا. ما فهموا الا هذا. فانما نجيب مثل هذا الجواب يا كرام. ليس لاشكال يتعلق بنا نحن معشر المسلمين ان نشك في نبينا صلى الله عليه وسلم وحاشا. لكني كما قلت مرارا هي اجابات نتعلمها وعلم نؤصله نرد به شبهة المغرظين والمبطلين والكائدين. ومن يحاول تشويش العقائد وايذاء المسلمين او الطعن في ثوابتنا في ديننا في عقيدتنا بما يتعلق بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وكم قلت مرارا في مثل هذه المواقف ليست تنفعنا العاطفة وحدها ولا الايمان ولا الحب هذا لنا وبيننا ندفع به كل ما يرد به علينا شياطين الانس والجن اجمعين. لكننا في مقام رد شبهة مشتبه او استشكال مستشكل او حائر او جاهل ينبغي ان نبني فيه جوابا يؤسس على علم لتدفع الشبهة ويزول الاشكال. نعم قال رحمه الله تعالى فاعلم وفقنا الله واياك ان للعلماء في ذلك اجوبة. بعضها بصدد الانصات ومنها ما هو بنية التعسف والاعتساف. يقول ان بعض الاجابات منصف وبعضها فيها تكلف. وهو قد بين شيئا كم من هذا وشيئا من ذاك؟ وها انا اقول اما على القول بتجويز الوهم والغلط في فيما ليس طريقه من قول البلاغ وهو الذي زيفناه من القولين فلا اعتراف بهذا الحديث وشبهه. الان يصنف مواقف اهل العلم في اجابتهم عن هذا الحديث وتقدم بك ان من العلماء من ينفي مطلقا وقوع الغلط والنسيان والسهو من الانبياء عليهم السلام لا ما في طريقه البلاغ ولا فيما طريقه امور الدنيا واخبارها. وهذه مبالغة ذهب اليها بعض اهل العلم وهناك من العلماء من يرى ان العصمة للانبياء انما هي في تبليغ الدين والشريعة. اما امور الدنيا واخبارها واحوالها فيجوز عليهم الغلط والسهو والنسيان لانهم بشر. وهذه الصفة ليست تقدح فيهم في امور الدنيا ومتعلقاتها يقول رحمه الله اما على القول بتجويز الوهم والغلط فيما ليس طريقه البلاغ. لان الامة مجمعة يا كرام مجمعة على ان الانبياء لا يقع منهم الغلط في تبليغ الدين. ولا الخطأ في تبليغ الوحي عن الله. هذا دين وهم به وكانوا امناء، وقد عصمهم الله من الغلط السهو النسيان، التحريف، الزيادة، النقصان. في تبليغ ما امرهم الله ببلاغه يعني يأمرهم الله ان يخبروا الامة بصيام رمضان فيخطئون ويبلغون الامة بشعبان ان يفرظ الله عليهم صدقة او صلاة فيخطئون في العدد او في التسمية او في الصفة هذا لا يكون. فها هنا اجماع ان بلاغ الانبياء الدين والشريعة والوحي عن الله عز وجل هم معصومون فيه من الخطأ. من التحريف من الكذب من السهو هذا باب عظيم مغلق لا يجترئ احد على القول بخلافه. لكن من العلماء من ذهب ان ما ليس طريقه البلاغ. يعني ليس متعلقا تبليغ الشريعة اخبار الدنيا واحوالها يجوز عليهم فيها الغلط يجوز فيها عليهم السهو والنسيان. يقول رحمه الله وهو الذي الفناه من القولين لان المصنف لا يرجح هذا المذهب. وهو يميل الى القول بالعصمة مطلقا وانهم لا يقع منهم سهو ولا غلط وهو مذهب ذهب اليه بعض اهل العلم ومنهم المصنف رحمه الله قال فلا اعتراض بهذا الحديث وشبهه لانه من السهو الجائز في غير البلاغ والنبي عليه الصلاة والسلام قد بلغ الامة الشريعة وعلمهم الصلاة وصفاتها وهيئتها واحكامها وعدد ركعات فيها. نعم. واما على مذهب من يمنع السهو والنسيان في افعاله جملة. ويرى انه في مثل هذا عامد سورة النسيان ليسن فهو صادق في خبره. لانه لم ينسى ولا قصرت. ولكنه على هذا القول تعمد هذا الفعل في هذه الصورة ليسنه لمن اعتراه مثله وهو قول مرغوب عنه ونذكره في في موضعه. يقول واما على مذهب من يمنع السهو والنسيان في افعاله جملة. لا فيما طريقه البلاغ ولا ما سواه ولا يقع من الانبياء خطأ ولا سهو ولا نسيان وانهم معصومون تماما وهذا قول مبالغ فيه. قال مثل هؤلاء يرون ان فعل النبي عليه الصلاة والسلام الذي حصل في قصة السهو في الصلاة وقع عامدا بصورة النسيان هي سنة. يعني تعمد النسيان ليعلم الامة احكام النسيان. قال فهو صديق في خبره لانه لم ينسى ولا قصرت الصلاة لكنه على هذا القول تعمد هذا الفعل في هذه الصورة لم؟ قال ليسنه لمن اعتراه مثله ليكون عندنا في الشريعة طريقة تستند الى الشريعة في ماذا يفعل المصلي اذا سهى في صلاته وان هذا منه عليه الصلاة والسلام كان عمدا قال المصنف وهو قول مرغوب عنه يشير الى تضعيف القول والسبب انه تكلف الى شيء فيه مبالغة لا يستقيم مع سائر النصوص التي جاءت في هذا الباب. واما على احالة السهو على في الاقوال وتجويز السهو عليه فيما ليس طريقه القول كمان سنذكره ففيه اجوبة. هذه طريقة ثالثة مال اليها المصنف ان السهو يجوز في الافعال ولا يجوز في الاقوال. السهو والخطأ يقع في الافعال قال ولا يقع في الاقوال ولهذا وقع منه عليه الصلاة والسلام في الصلاة وهي فعل. لكنه في القول الذي يخاطب به الامة به الصحابة لا يقع فيه سهو في طريق البلاغ ولا في غيره. وسرد هنا جملة من الاجوبة. قال رحمه الله ففيه اجوبة منها ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن اعتقاده وضميره. اما انكار القصر فحق صدق باطنا وظاهرا. واما النسيان فاخبر صلى الله عليه وسلم عن اعتقاده وانه لم ينسى في ظنه فكأنه قصد الخبر بهذا عن ظنه وان لم ينطق به وهو صدق ايضا. الجواب هنا انه وعليه الصلاة والسلام لم يخبر بخلاف الواقع لانه اخبر عما يعتقده. وهو ماذا كان يعتقد؟ انه قل اربع ركعات. فلما قال ما نسيت وما قصرت؟ اكان اخبارا بخلاف ما هو عليه؟ الجواب لا. فاذا هو ما اخبر بالذي وقع اخبر بالذي كان يعتقد وبالتالي فلا اشكال. فقوله ما قصرت الصلاة انكر وانكاره هنا حق وصدق باطنا وظاهرا لان القصر لم يأتي به الوحي. واما اخباره بانه ما نسي فاخبر عن اعتقاده هو صلى الله عليه وسلم اي لم ينسى في ظنه وهذا ايضا صدق كما هو في ظاهره بما به عليه الصلاة والسلام عن نفسه فاذا لا اشكال هنا. وهذا من اشد الاجوبة انه عليه الصلاة والسلام اخبر عما اعتقد في ساعتها ولما شك من خبر ذي اليدين استخبت من الصحابة. فانظر كيف كان متيقنا انه لا شيء وقع منه وان خبر ذي اليدين ما كان كافيا. فلما سأل باقي الصحابة وافادوه بنفس قول ذي اليدين جاء صلى الله عليه وسلم الى قولهم واتم ما بقي من صلاة الركعتين. قال رحمه الله ووجه ان قوله صلى الله عليه وسلم ولم انسى راجع الى السلام. اي اني سلمت قصدا وسهوت عن العدد اي لم انسه ففي نفس السلام وهذا محتمل وفيه بعد. هذا جواب ثان حتى يكون كلامه عليه الصلاة والسلام مطابقا للواقع هو قال ما قصرت الصلاة و وما نسيت. ما قصرت فهمناها لانها حقا ما قصرت. وهي الواقع كذلك لكن يقول ما نسيت هو وقع النسيان. قالوا لا. يقصد ما نسيت السلام. فاني قد سلمت. يعني فرق بين اين من وقع في ركعتين ثم خرج من صلاته من غير سلام. من شدة الذهول والنسيان. فتأتي لشخص تقول له ما اتممت صلاتك يعني ما سلمت؟ فيقول بلى سلمت. بينما هناك نقص في الصلاة فحملوا او اولوا قوله ما نسيت اي ما نسيت السلام في الصلاة فانني سلمت وبالتالي فيكون اخباره موافقا للواقع الذي حصل وهو انه صلى الله عليه وسلم قال المصنف وهو محتمل وفيه بعد يعني ترى ان الاجابة فيها بعد وان تحمل قول ما نسيت على نسيان السلام لا على نسيان ما بقي من الصلاة. قال رحمه الله ووجه ثالث وهو ابعدها ما ذهب اليه بعضهم وان احتمى وان احتمله اللفظ من قوله صلى الله عليه وسلم كل ذلك لم يكن اي لم القصر والنسيان بل كان احدهما ومفهوم اللفظ خلافه. مع الرواية الاخرى الصحيحة وهو قوله صلى الله عليه وسلم ما قصر ما قصرت الصلاة وما نسيت. قال ووجه ثالث وهو ابعدها. يعني ابعدها عن الصواب عن ترجيح وانظر كيف رتب الاقوال رحمه الله. من الاقوى الى الاضعف. جعل هذا القول الثالث اخيرا لانه اضعفوها اصحاب هذا القول يقولون ان قوله صلى الله عليه وسلم ما قصرت الصلاة وما نسيت او كل ذلك لم يكن يقصد ان مجموع الامرين لم يقع. لما قال ذو اليدين يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت هذا كم احتمال؟ هذا احتمالين. فقوله كل ذلك لم يكن لم يكن الامران جميعا. انه قصر ونسيان. هذا جواب يقول المصنف رحمه الله تعالى وهو ابعدها. لماذا هو ابعدها؟ لان قوله كل ذلك لم يكن تعميم للنفي او للسلب كما يقول العلماء. كل ذلك فينفي وقوع كل الصور المذكورة في السؤال لا هذا ولا ذاك. وبينما يصدق الجواب لو كان قوله عليه الصلاة والسلام بالصيغة التالية لو قال لم يكن كل ذلك. فيكون هذا صديدا لم يكن كل ذلك هل كان بعضه فقولهم كل ذلك لم يكن نفى عليه الصلاة والسلام احاد وافراد ما ذكر في السؤال فلا يستقيم وان يقال انه عليه الصلاة والسلام اراد نفي الجمع بين الامرين القصر نسيان بل كان احدهما. ولهذا قال المصنف رحمه الله في هذا الجواب وهو ابعدها. نعم. قال رحمه الله هذا ما رأيت فيه لائمتنا وكل من هذه الوجوه وجوهي محتمل لللفظ عن بعد بعضها على بعد بعضها. على بعد بعضها وتعسف الاخر منها. قال القاضي ابو الفضل رحمه الله تعالى. والذي اقول ويظهر لي انه اقرب من الوجوه كلها. من هذه الوجوه من هذه الوجوه كلها ان قوله صلى الله عليه وسلم لم انسى انكار للفظ الذي نفاه عن نفسه وانكره على غيره بقوله بئس ما لاحدكم ان يقول نسيت اية كذا وكذا ولكن نسي ولكنه نسي وبقوله في بعض روايات الحديث الاخر لست انسى ولكن ونسا فلما قال له السائل اقصرت الصلاة ام نسيت؟ انكر قصرها كما كان ونسيانه هو من قبل نفسه وانه ان كان جرى شيء من ذلك فقد نسي كما سأل غيره حتى حتى سأل سأل غيره فقد نسي حتى سأل غيره فتحقق انه نسي. واجري عليه ذلك ليسن فقوله على هذا لم انسى ولم تقصر او كل ذلك لم يكن صدق وحق لم ولم ينسى حقيقة ولكنه نسي. رحمه الله والذي يظهر لي او قال الذي اقول ويظهر لي انه اقرب من هذه الوجوه كلها النوله صلى الله عليه وسلم لم انسى ليس نفيا لحقيقته النسيان ولكن التزام بادب ادب به الامة والتزمه عليه الصلاة والسلام. اي ادب؟ قال الحديث الذي ورد في بئس ما لاحدكم ان يقول نسيت اية كذا وكذا ولكنه نسي. نقف مع الحديث لنفهم المراد ثم نعود الى كلام المصنف. هذا ادب يا كرام ادبنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال بئس ما لي احدهم ان يقول نسيت اية كيت وكيت. كما في لفظ مسلم وفي لفظ البخاري نسيت اية كذا وكذا. ولكنه في لفظ مسلم لا يقل احدكم نسيت اية كيت وكيت بل هو نسي. وتمام اللفظ عند البخاري قال استذكروا القرآن فله اشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقولها. هذا ادب فيما يتعلق بعلاقة مع القرآن وحفظنا للقرآن. فمن قرأ شيئا من القرآن ثم جاء ليقرأ فغابت عنه الاية او سقطت عن حفظه ونسي ما كان يقرأ في سرد تلك السور والايات فلا يقل عن نفسه نسيت سورة كذا او نسيت صفحة كذا من القرآن او اية كذا. هو في الحقيقة نسيان لكن الادب الا تقول نسيت. لكن قل نسيت ما الفرق؟ قال العلماء الفعل نسي مبني للمعلوم ينسب فيه المتكلم الى نفسه انه نسي. قالوا هذا مشعر بلون من التقصير مع كتاب الله لا يحمد صاحبه انه تعمد الاشتغال عن القرآن والاهمال فيما حفظ من قرآن وترك ما حباه الله به من القرآن وانشغل بامور وجعلها مقدمة على ذكر الله وعلى تعاهد ما حفظ من كلام الله كأنه فعل ذلك عمدا. ثم ماذا؟ ثم يأتي قل نسيت كذا كأنه يقول انشغلت بدنياي ولعبت ولهوت وقدمت ما احببت من شهوات الدنيا على كتاب الله حتى نسيت قال بئس مال احدهم ان يقول نسيت. فما اراد عليه الصلاة والسلام وهو الذي جاءنا باكمل الاداب واعلاها ما اراد منا ان نقع في سوء ادب في علاقتنا مع كلام الله وهو كلام الله. طيب انا حقيقة ربما يكون قد قد وقع من من احدهم نسيان لكن الادب الا تقول نسيت لكن يقول بل نسي. يعني ينسب الفعل الى ما لم يسمى فاعله والمعنى عندئذ لما نقول نسيت او نسيت اية كذا وكذا ان المعنى ربما وكان ذلك عقوبة من الله للتفريط الذي وقع في معاهدة القرآن واستذكار القرآن. فلا يقول نسيت كانه متعمد للترك. متساهلا مفرطا في القرآن. لكن يقول نسيت اي هو شيء عوقب به على تفريط واهمال لتعهد القرآن وحفظه. لكن لو قال قائل النتيجة في الكلام واحدة نعم هو اخبار شيء واقع لكنه الادب يا كرام. يعلمنا الاسلام الادب حتى في الالفاظ. لقد اثنى الله على الجن وذكر كلاما يتعلق بنسبة شيء الى الالوهية. لما قالت الجن كما في سورة الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض. ام اراد ربهم رشدا. الله هو الذي قدر الخير والشر. ومن ايماننا ان نؤمن بالقدر خيره وشره ولا شيء في الكون الا بمشيئة الله وعلمه وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ومع ذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الادب قولوا وهو يثني على ربه والخير اليك والشر ليس بيديك. هل هناك شيء في الكون خارج عن ارادة الله؟ الجواب لا ان الادب الا تنسب الشر المحض الى الله جل جلاله. وكذلك قالت الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض والذي اراده هو الله. لكن لما ذكروا الخير نسبوه صراحة الى الله ام اراد بهم ربهم رشدا. فمن الادب جاءنا التوجيه النبوي في علاقتنا مع القرآن بئس مال احدكم ان يقول نسيت اية كذا وكذا ولكنه قال ابو العباس القرطبي رحمه الله نسي هذا اللفظ رويناه مشددا مبنيا لما لم يسمى فاعله. يعني نسي قال وقد سمعناه من بعض من لقيناه بالتخفيف يعني بل هو نسي قال وبه ظبط عن ابي والتشديد لغيره ولكل منهما وجه صحيح. فعلى التشديد يكون معناه انه عوقب بتكثير النسيان عليه لما ما تمادى في التفريط وعلى التخفيف نسي يكون معناه ترك غير ملتفت اليه ولا معتنى به ولا كما قال الله نسوا الله فنسيهم اي تركهم في العذاب او تركهم من الرحمة. هذا الادب امتثله نبينا عليه الصلاة والسلام وجهنا اليه قولا وامتثله فعلا في صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءة رجل المسجد فقال رحمه الله لقد اذكرني اية كنت انسيته اه فاخبر انه لما سمع قراءة رجل من صحابته تذكر اية قال كنت انسيتها يعني وقع منه عليه الصلاة والسلام في حفظه لتلك الاية المعنى الذي حصل به النسيان لكنه تأدب بالادب الذي وجهنا اليه. ما قال التي كنت نسيتها. قال التي كنت انسيتها. فاذا اراد المسلم ان يخبر عن نسيانه لشيء مما حفظ من قرآن الا يقول نسيت ينسبه الى نفسه كالمتعمد المتساهل المفرط لكنه يقول انسيت. يقول النووي رحمه الله الله وفيه كراهة قول نسيت اية كذا. وهي كراهة تنزيه وانه لا يكره قول انسيتها. وان انما نهي عن نسيتها. لانه يتضمن التساهل فيها. والتغافل عنها. وقد قال الله تعالى اتتك اياتنا فنسيتها. فهذا الذم الذي لا يليق ويقول ايضا ابن ابي هريرة رحمه الله في الافصاح في هذا الحديث من الفقه ان الكلمة اذا كانت تحتمل معنيين احدهما يتضمن سوء ادب فالاولى ان يعدل الانسان عنها الى كلمة لا تحتمل الا معنى واحدا خارجا عما يحذر. فان قوله بئس مال احدهم ان يقول نسيت فان نسيت تكون بمعنى تركت ولا ينبغي لاحد ان يقول تركت اية كذا وكذا. قال نسيت اية كذا وكذا وهذا ايضا ما يتعلق ببيان اهل العلم في هذا الحديث الذي مر بك اذا فهمت هذا وفقك الله فاعلم رعاك الله ان المقصود هنا في الحديث في في استشهاد كلام القاضي عياض ان النبي عليه الصلاة والسلام لما قال ما نسيت هو التزام بالادب الا يقول المسلم نسيت بل يقول انسيت او نسيت. هذا الجواب يقول فيه المصنف هو التزام من النبي عليه الصلاة والسلام وانكار للفظ الذي نفاه عن نفسه وانكره على غيره. وكما قال في بعظ روايات حديث لست انسى ولكن انسى. سيأتي الحديث عن هذا اللفظ بعد قليل. قال فلما قال له السائل اقصرت الصلاة ام نسيت انكر قصرها كما كان. ونسيانه هو من قبل نفسه. وانه ان كان جرى شيء من ذلك فقد نسي وليس نسي كانه يقول انه ما تعمد ذلك من اجل وقوع الغلط في الصلاة فتحقق انه نسي واجري ذلك عليه لي سنة فقوله لم انسى ولم تقصر او كل ذلك لم يكن صدق وحق لم تقصر ولم ينسى حقيقة ولكنه نسي. جواب وان كان يبدو في ظاهره سديدا لكن حمله على هذا الحديث بئس مال احدكم ان يقول نسيت اية كيت وكيت لو وجه له الا بتكلف لان هذا الادب النبوي متعلق فقط بما يرتبط بحفظ القرآن. وليس لكل ما يقع من الانسان جملة في امور دينه وعبادته لربه. ولان هذا يتضمن معنى التعمد في ترك قراءة القرآن والتوجيه بدوام التعاهد ولهذا جاء في حديث البخاري تتمة للحديث واستذكروا القرآن فانه اشد تفصيا من صدور الرجال من يعني اسرع من تفلت الابل في عقولها كما جاء في الحديث الاخر. فتبين ان الحديث في هذا السياق انما يتعلق بنسيان قرآني خاصة لا في كل نسيان يتعرض له الانسان والله اعلم. قال رحمه الله ووجه اخر قرا استثرته من كلام بعض المشايخ وذلك انه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ولا ينسى ولذلك نفى عن نفسه النسيان. قال لان النسيان غفلة وآفة والسهو انما ها هو شغل بال قال فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسهو في صلاته ولا يغفل عنها وكان تشغله عن حركات الصلاة ما في الصلاة شغلا بها لا غفلة عنها. فهذا ان تحقق على هذا المعنى لم في قوله صلى الله عليه وسلم ما قصرت الصلاة ولا نسيت خلف في قول. ختم رحمه الله بهذا الجواب الذي قال فيه استثرته من كلام بعض المشايخ. يعني استخرجه من كلام بعض اهل العلم وخلاصته التفريق بين حسه ومصطلح النسيان. وان الذي وقع من النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الصلاة كما في حديث ذي اليدين انا سهوا ولم يكن نسيانا. ولهذا قال ما نسيت وهذا صدق فانه ما وقع منه نسيان. ويأتي سؤال ما الفرق بين السهو والنسيان؟ قال رحمه الله هنا ان السهو ان النسيان غفلة وافة يعني شيء من القصور الذي يعتري ابن ادم وهو نوع من او درجة من درجات الغفلة. والنبي عليه الصلاة والسلام منزه عنها لكن السهو طبيعة بشرية هو اشتغال البال. طيب السؤال هل كان النبي عليه الصلاة والسلام يشتغل باله في الصلاة بشيء سوى الصلاة؟ قال لا. انما كان يشغله عن حركات الصلاة ما في الصلاة وليس شيئا خارجا عنها. هذا شيء حقيقة من ايضا من التمادي في تكلف القول. وايضا من التكلف في التفريق بين السهو والنسيان. تفريق في المصطلح ليس مخرجا دقيقا من القول ولهذا قال المصنف فهذا ان تحقق على هذا المعنى. واحسن رحمه الله لما قيد حكم وهو على الجواب بهذا القيد يعني ان استقام لغة التفريق بين السهو والنسيان بما نقل هنا عن بعض المشايخ فيبقى الكلام وجيها ومخرجا من الاشكال بقوله ما نسيت لانه حقا ما نسي بل سهى على التفريق بين السهو والنسيان لكنه لا يسلم لغة. قال رحمه الله وعندي ان قوله صلى الله عليه وسلم ما قصرت الصلاة وما نسيت بمعنى الترك الذي هو احد احد وجهي النسيان. اراد والله اعلم اني لم اسلم من ركعتين تاركا لاكمال الصلاة. ولكني نسيت ولم يكن ذلك من تلقاء نفسي. والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اني لانسى او انسى لاسن. نعم. ختم اجابته على حديث السهو في صلاة النبي عليه الصلاة والسلام بترجيح اخر وهو ان يحمل لفظ النسيان على معنى الترك وهذا صحيح لغة فانا نسي تأتي لغة بمعنى ترك. ومنه اجاب بعض اهل العلم في سورة طه في قصة ادم عليه السلام ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما. فسر النسيان هناك بالترك نسي اي ترك العهد الذي عهده الله عز وجل اليه. قال عندي ان قوله ما قصرت الصلاة وما نسيت بمعنى ترك الذي هو احد وجهي النسيان. اراد والله اعلم اني لم اسلم من ركعتين تاركا. لاكمال الصلاة يعني معنى النسيان هنا بمعنى الترك ولكن نسيت ولم يكن ذلك من تلقاء نفسي. استدل رحمه الله على هذا بحديث قال في الحديث الصحيح اني لانسى او انسى لاسن. هذا الحديث الذي اخرجه الامام ما لك في الموطأ رحمه الله اخرجه بلاغا. والمقصود بالبلاغ ان يقول الامام ما لك بلغنا ان النبي عليه الصلاة والسلام قال كذا او يرسل هذا الخبر او تلك الرواية غير مسندة الى النبي عليه الصلاة والسلام بسند متصل في في موطئ الامام مالك رحمه الله عدد من البلاغات. يقول الحافظ ابن عبد البر لا اعلم هذا الحديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا ولا مقطوعا من غير هذا الوجه. وهو احد الاحاديث الاربعة في الموطأ التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة. في موطأ الامام ما لك اربعة احاديث رواها مالك بلاغا لم توجد في غيره من كتب اهل الحديث قط لا باسناد ولا بغير اسناد. لا مسندة ولا مرسلا. قال ومعناه صحيح في الاصول. فحكم القاضي عياض هنا بقوله في الحديث الصحيح هو مبالغة ايضا لم يوافقها لم عليها المحدثون في الحكم على الحديث. فان الحكم بالصحة مستند الى شروط. اهمها اتصال السند ووجوده والاشكال ان هذا البلاغ المروي في موطأ الامام ما لك لم يوجد عند غيره حتى يوقف على حاله. فاذا كان بلاغا يقول بلغنا طيب من اين البلاغ حصل؟ ومن اي طريق وصل؟ ولهذا قال الحافظ ابن حجر في الفتح رحمه الله عن هذا الحديث اني انسى لاسن. قال لا اصل له. فانه من بلاغات ما لك التي لم توجد موصولة بعد البحث الشديد والامام ابن حجر رحمه الله خاتمة الحفاظ المحققين الذين استوعبوا ما امكن من روايات الحديث والوقوف عليها قال المصنف في الحديث الصحيح اني لانسى او انسى لاسن. قال الحافظ بن عبدالبر وان كان معناه صحيحا يعني في الجملة ان كل ما يقع من رسول الله عليه الصلاة والسلام انما هو مستفاد منه في التشريع وبيان الاحكام لكن ان تنسوا حديثا او كلاما او لفظا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فهذا متوقف على ثبوت ذلك بسند تبرأ به الذمة لنستطيع ان نقول هذا الكلام خرج من شفتي رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولسنا نتجرأ والله ان ننسب اليه كلاما لم يقله وهو الذي اخبرنا عليه الصلاة والسلام في الوعيد الشديد. من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وحاشى ائمة الاسلام وعلماءه الكرام ان يتعمدوا نسبة شيء لم يبلغهم. لكن صنيع الامام ما لك رحمه الله ومن طريقة المحدثين ولو كان عنده اسناد لاسنده لكنه قال بلغنا واحال الى ما لا يثبت به السند ولا يحكم بصحته وفعل رحمه الله وجد عنده فاثبته في كتابه. نعم. قال رحمه الله تعالى واما قصة كلمات ابراهيم عليه السلام المذكورة في الحديث انها كذباته الثلاثة المنصوصة في القرآن منها اثنتان قوله اني سقيم وقوله قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ قال بل فعله كبيرهم وهذا وقوله للملك عن زوجته انها اختي. فاعلم اكرمك الله ان هذه كلها خارجة عن الكذب لا لا في القصد ولا في غيره. وهي داخلة في باب المعاريض التي فيها ممدوحة عن الكذب. اما قوله اني هذه الشبهة الثانية في هذا الفصل وهو ما يتعلق بقصة خليل الله ابراهيم عليه السلام المذكورة في الحديث انها كذباته الثلاث. واشار رحمه الله تعالى الى ما اخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحين من حديث من اكثر من حديث فيها ذكر ما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم او ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بشأن الخليل ابراهيم عليه السلام. وانه يعتذر عن الشفاعة يوم القيامة باتيانه الكذبات الثلاث قال اما قصة كلمات ابراهيم المذكورة في الحديث انها كذباته الثلاث. المنصوصة منها في القرآن اثنتان. احداهما قوله لقومه اني سقيم لما خرجوا في عيدهم واعتذر بالبقاء فقال اني سقيم. فهل كان مريضا حقيقة لما في خروجه معهم يوم العيد وبقي حتى يحطم الاصنام. واما الثانية فقوله لما سألوه اانتم فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم في تحطيم الاصنام. قال بل فعله كبيرهم هذا. فاسألوهم ان كانوا ينطقون وهو حقيقة من حطم الاصنام واما الثالثة فقوله للملك عن زوجته انها اختي. فكلمتان ثابتتان في القرآن اني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا. واما الثالثة فاشار اليها انها وردت في الحديث في قوله للملك عن زوجته انها اختي وسيأتي لفظها الان. قال فاعلم اكرمك الله ان هذه كلها خارجة عن الكذب لا في القصد ولا في غير القصد ليس شيء من المواضع الثلاثة كذب ينسب الى خليل الله ابراهيم عليه السلام. قال ولكنها داخلة في باب بالمعاريظ من التعريض وهو القول بكلام غيري لا تصريح فيه. لا تصريح فيه بحيث يفهم السامع معنا ويريد المتكلم معنى ما يريد التصريح به. فيسلم من تبعة التصريح بالكلام. وفي المعاريض مندوحة عن الكذب اي فسحة ومتسع. ومن استخدم التعريض بالقول من غير تصريح اغناه ذلك عن ان يكذب صراحة اما قصة الكلمة التي قالها ابراهيم عليه السلام للملك مع زوجته فنشير اولا الى الحديث الذي اخرج الشيخان ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب ابراهيم النبي عليه السلام قط الا ثلاث كلمات ثنتين في ذات الله قوله اني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا. وواحدة في شأني سارة فانه قدم ارض جبار ومعه سارة. ولم يقصد بالجبار هنا فرعون. فانه قدم ارض جبار ومعه سارة وكانت احسن الناس. فقال لها ان هذا الجبار ان يعلم انك امرأتي يغلبني عليك فان سألك فاخبريه انك اختي فانك اختي في الاسلام. فاني لا اعلم. قال فاني لا اعلم في ارضي مسلما غيري وغيرك. فلما دخل ارضه رآها بعض اهل الجبار. يعني رأى سارة بعض من عند هذا الملك الجبار اتاه فقال له لقد قدم ارضك امرأة لا ينبغي لها ان تكون الا لك. فارسل اليها فاتى بها فاقام ابراهيم عليه السلام الى الصلاة. فلما دخلت عليه لم يتمالك ان بسط يده اليها قبضت يده قبضة شديدة فقال لها ادعي الله عز وجل ان يطلق يدي ولا اضرك ففعلت. فعاد فقبضت اشد من قبضتها الاولى فقال لها مثل ذلك ففعلت. فعاد فقبضت اشد من القبضتين الاوليين. فقال ادع الله يطلق يدي فلك الله الا اظرك ففعلت. واطلقت يدها ودعا الذي جاء بها فقال له انك اما اتيتني بشيطان ولم تأتني بانسان. فاخرجها من ارضي واعطها هاجرا. هاجر التي اصبحت زوجة ابراهيم عليه السلام قال واعطها هاجر قال فاقبلت تمشي فلما رآها ابراهيم عليه السلام انصرف يعني من صلاته فقال لها ما هي يعني ما الذي حصل واخبريني بشأنك؟ قالت خيرا كف الله يد الفاجر واخدم خادما. يعني واهداني خادما تقصد وهاجر قال ابو هريرة فتلك امكم يا بني ماء السماء. هذا لفظ صحيح مسلم. يا بني ماء السماء قيل يقصد العرب فانه هم عموما يقال لهم بنو ماء السماء وقيل يقصد الانصار خاصة من الاوس والخزرج فان لهم جدا يقال له ماء السماء. وعلى كل حال في القصة كما سمعت هذا سياقها فيما يتعلق بقوله لسارة ان تخبر الملك اذا سألها انها اخته وليست زوجته. فالثلاثة المواضع هنا احتاجت الى جواب. هل هي كذبات حقيقة؟ لما قال لقومه اني سقيم لما قال لهم بل فعله كبيرهم هذا لما قال لسارة قولي له انك اختي وهي زوجته. هل هذه كذبات على الحقيقة الجواب اجمالا اولا ان تقول ان الله عز وجل قد اثنى على الخليل ابراهيم عليه السلام ثناء مجملا فيه عطرة وفيها مناقب جمة للخليل ابراهيم عليه السلام. ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى كما في سورة مريم واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا. والصديق بهذه الصيغة المبالغ فيها لغة لكثرة صدقه عليه السلام. فمثل هذا من المستند الذي ينطلق منه الجواب انه محال على من اثنى عليه رب الخلائق سبحانه بالمبالغة في الصدق ان يقع منه الكذب. او ان يكذب ولو كان في سبيل تبليغ دعوة الله جل جلاله والثناء القرآني على الخليل ابراهيم عليه السلام كثير وفير عطر زاك وليس يبلغ احد من الانبياء اي مبلغه سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمقصود ان هذا مجمل في الجواب قبل ان يكون التفصيل على كل موضع من الكلمات الثلاث فيما سيأتي الحديث عنه ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. على ان الخليل ابراهيم عليه السلام كان في المواقف الثلاث كما في حديث الصحيحين قال كلمتان قالها لله او في ذات الله قوله اني سقيم والاخرى قال كبيرهم فما فعل ذلك الا في مقام تأييد الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى وليس فيها الا كما قال المصنف انها خارجة كلها عن الكذب لا في قصد ولا في غير قصد. وهي داخلة في باب المعاريظ. يعني استخدم عبارة فيها غير التصريح بالكلام ليوري للسامع بمعنى. فيقع في ذهن السامع معنى والمقصود به معنى سواه هذا الذي كان مندوحة عن الكذب والخلاصة ان الكلمات الثلاث كان الكذب في ظاهرها بما يبدو للسامع لكنها في الحقيقة كما تلفظ بها الخليل ابراهيم عليه السلام لم يكن فيها كذب ولا اخبار بشيء مخالف للواقع فبقيت مقامات الانبياء عليهم السلام محفوظة بالصدق وكمالات الاحوال التي اراد الله عز وجل لهم ان كونوا عليها يكون في مجلس ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى تتمة لما ساق المصنف رحمه الله في الاجابة عن الكلمات الثلاث مع ما في باقي الفصل من مواضع الاشكال وهذه الليلة امة الاسلام ليلة تكتنز بركاتها بالصلاة والسلام على سيد الانام. فان الليلة ليلة الجمعة وغدا هو يوم الجمعة. وكما ان يوم الجمعة سيد الايام فان نبينا صلى الله عليه وسلم سيد الانام والصلاة عليه في هذا اليوم العظيم المبارك صلاة على عظيم من رب عظيم في يوم عظيم. صلوات الله وسلامه عليه وما اعددت للاخرى كثيرا ولكني ملأت القلب حبا احب محمدا حبا وحسبي بان مرأى مع من احب فاللهم صل وسلم وبارك عليه وارزقنا يا ربي بحبه وكثرة الصلاة والسلام عليه بلوغ شفاعته ونيل صحبته والشرف برؤيته يوم نلقاك يا اكرم الاكرمين. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد افظل واتمها وارزقنا يا الهي بالصلاة والسلام عليه درجات عالية رفيعة تفرج بها عنا الكربات وتقضي عنا بها الحاجات وتدفع بها عنا الهموم وتزيل بها عنا الغموم. اللهم ارزقنا بالصلاة والسلام عليه رفيع الدرجات. واسنى المقامات في الدنيا وفي الاخرة انك سميع قريب مجيب الدعوات. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا فاء من كل داء يا حي يا قيوم. الهنا وسيدنا ومولانا وخالقنا. اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. واصرف عنا الهي وعن المسلمين جميعا شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم واكلأنا برعايتك واحطنا بعنايتك وتولنا فيمن توليت واهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت يا اكرم الاكرمين اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. ارفع يا ربي في الجنات درجاتهم. وكفر سيئاتهم. وضاعف حسناتهم وجازهم خير ما جازيت واجدا عن ولد يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي في الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا رب وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين