بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق فسوى. والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته الى يوم الدين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم كل ان وحين. وصلى الله ربي وسلم وبارك عليه في هذه الليلة المباركة التي قال لنا عنها صلوات الله وسلامه عليه. اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله حسنت جميع خصاله طاليه صلوا عليه واله. وليكن مجلسنا هذا ايها المباركون. مجلسا عاملا مجلسا عامرا عاطرا بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. يصيب به من بركات هذه الليلة العظيمة. ونغترف فيها من خيراتها وحسناتها. ونستمطر بها صلوات ربنا جل جلاله من فوق سبع سماوات. فقد صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم انه قال من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فطوبى لعبد استكثر الليلة من صلاته على نبيه عليه الصلاة والسلام. فغشيته صلوات الله عليه من فوق سبع سماوات. طوبى ابدل نال هذه الليلة وغدا من صلاة ربه عليه عشرة اضعاف ما صلى وسلم على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. وما زلنا ايها الكرام في مجلسنا هذا نتدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم ان لم للامام القاضي عياض رحمة الله عليه. وما زال بنا الحديث في القسم الاول من ثالث في الباب الاول من في اقسام الكتاب وهو الذي خصه المصنف رحمه الله للحديث عن عصمة الانبياء عليهم السلام في الجملة عصمة نبينا صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص. ومعنى العصمة كما تقدم الحفظ والصون من الله جل جلاله وهذا يتناول عدة امور مضت خلاصتها في منتهى درس ليلة الجمعة الماضية. وموجز ذلك حتى يتضح احاديث فصل الليلة ان شاء الله تعالى ان علماء الاسلام مجمعون على عصمة الله سبحانه وتعالى لانبياء الكرام عليهم السلام قاطبة عصمتهم عليهم صلاة الله وسلامه من الوقوع في الكفر والشرك بالله او الجهل به جل جلاله او عدم معرفة عظيم قدره سبحانه وتعالى. ذلك ان قلوب الانبياء عليهم السلام اعلى منازل قلوب البشر درجة من حيث صلتها بالله. ومعرفتها بعظيم قدره سبحانه وتعالى الله قد افاض عليها من انوار معرفته سبحانه وتعالى ما لم تبلغه قلوب سواهم من البشر واجمعت الامة كذلك ثانيا على عصمتهم عليهم السلام. من الوقوع في الكبائر والفواحش والاثام العظام. فهذا لا ايقع منهم بحال واجمع ايضا ثالثا على عصمتهم من الخطأ في تبليغ الرسالة او الخلل في تبليغ الوحي المنزل الى الله لانها صلب رسالتهم واداء مهمتهم والامانة التي بعثوا بها من الله. فلا يكون من احد من نقص او زيادة او تحريف او غلط او كذب في شيء جاءه وحيا من الله كما اجمعوا رابعا على عصمته من الكذب والاخبار بخلاف الواقع. لان الكذب خصلة ذميمة. وهو وان كان في عداد فواحش الاخلاق وذميم وسيئها الا انه في شأن الانبياء متصل بصلب دعوتهم ورسالتهم وهو تصديقهم فيما جاءوا به من الوحي والرسالة كما اجمعوا ايضا على ان الانبياء لا يقع منهم من الصغائر ما كان مسقطا للمروءة او مخلا والمكانة وذلك كمثل الامور المسقطة للشرف والمروءة فان هذا لا يكون منهم ايضا عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. فصل الليلة منعقد في جانب من المسائل التي كان لاهل العلم من السلف والخلف فيها من قول وهو وقوع الانبياء عليهم السلام في صغائر الذنوب. فهل يجوز عليهم وقوعها؟ وهل يقع منهم والسلام شيء من الذنوب هذا الذي سيذكره المصنف رحمة الله عليه في هذا الفصل الذي وقف عنده الحديث ليلة الجمعة ماضية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين وجميع المسلمين اه هذا المجلس التاسع والسبعون بعد المئة من مجالس كتاب الشفاء للقاضي عياض رحمه الله فصل في عصمة الانبياء من الصغائر والكبائر. واما ما يتعلق بالجوارح من الاعمال ولا يخرج من جملتها القول باللسان فيما عدا الخبر الذي وقع فيه الكلام والاعتقاد بالقلب فيما عدا التوحيد. وما قدمناه من من معارفه المختصة به فاجمع المسلمون على عصمة الانبياء من الفواحش والكبائر والموبقات. ومستند الجمهور في ذلك الاجماع الذي ذكرناه. هذا من تحرير الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى للمسألة وبيان اجزائها التي وقع فيها الاتفاق ولا خلاف فيها وسيذكر جوانب هذه المسألة على التفصيل رحمه الله. فهذا الجزء الاول من القضية العصمة التي لم يقع فيها خلاف. قال اجمع المسلمون على عصمة الانبياء من الفواحش والكبائر الموبقات. وذلك يدخل فيه عموم الكبائر واعظمها الكفر بالله ويلي ذلك سائر الكبائر الموبقات كأكل الربا والزنا والقتل وذلك في عداد ما عصم الله تعالى به انبيائه ورسله عليهم السلام. وهو مذهب القاضي ابي بكر ومنعها غيره بدليل العقل مع الاجماع. وهو قول الكافة واختاره الاستاذ ابو اسحاق. سبق للمصنف رحمه الله ان مأخذ هذا الاجماع فان الامة مجمعة انه لا يقع من احد من الانبياء شيء من كبائر الذنوب. ولا الموبقات كالفواحش وغيرها. اما مستند هذا الاجماع فان طريقة القاضي ابي بكر الباقلاني تبني هذا الدليل على مستند بالاجماع وغيره كطريقة الاستاذ ابي اسحاق رحم الله الجميع يجعله دليلا مكونا من دليل العقل ودليل الاجماع لان العقل ايضا يفرض عدم جواز ذلك لمقام الانبياء في شأن اقتداء الانبياء بهم وكونهم اسوة وقدوة لهم عليهم السلام. وكذلك لا خلاف انهم معصومون من من كتمان الرسالة والتقصير في التبليغ. لان كل ذلك لان كل ذلك تقتضي العصمة منه المعجزة. تقتضي العصمة منه المعجزة. تقتضي العصمة منه المعجزة. مع الاجماع على من الكافة. هذا الجزء الثاني من المسألة. فهل الانبياء معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة او كتمانها او التقصير فيها؟ قال ايضا نعم. وهذا محل اجماع. لان هذا مقتضى المعجزة التي بعث الله بها الانبياء. فكل المعجزات ما مؤداها؟ مؤداها صدق النبوة. وانهم جاءوا من عند الله. فما اطلق الله المعجزات لموسى وعيسى ابراهيم ونبينا محمد عليهم صلاة الله وسلامه اجمعين. ما اطلقت المعجزات الا وهي بمعنى ان صدقوه فان نبي الله حقا. وكل ما جاءكم به فهو صدق. ودليل ذلك ما رأيتم من تلك المعجزة. هذا القمر قد انشق وهذا الماء قد نبع وهذا الحصى قد سلم. هذه المعجزات انما هي بمثابة ان يقال انه نبي الله صدقا. وما جاءكم قم به فهو من الله حقا. هذا هو معنى المعجزة. اذا هذا ثاني اجزاء المسألة وهو عصمتهم عليهم السلام من كتمان الرسالة والله عز وجل اقسم في سورة التكوير فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس انه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم امين. قال الله عز وجل منزها نبيه عليه الصلاة والسلام وما صاحبكم بمجنون؟ ولقد رآه بالافق المبين وما هو اي محمد عليه الصلاة والسلام. وما هو على الغيب؟ الغيب الوحي الذي يأتي من الله. وما هو على الغيب بظنين. ان قرأت بالضاد او بالظاء فليس بمعنى بخيل ولا متهم فليس بخيلا بالوحي الذي جاء فلا يكتم منه شيئا. وليس متهما فلا يخون في شيء عليه الصلاة والسلام كيف الله قد قال في سورة الحاقة ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين فما من من احد عنه حاجزين. هذا تأكيدا في غاية الجزم ان نبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن في الوحي الا صادقا معصوما مبلغا ادى الامانة وبلغ الرسالة ولحق بالرفيق الاعلى. اشهدوا وتشهدوا انه صلى الله عليه وسلم ما لحق بالرفيق الاعلى حتى ادى ما عليه. وابرأ الامانة التي بعثه الله تعالى بها الينا معشر امته عليه الصلاة والسلام. فثاني اجزاء المسألة عصمتهم عليهم السلام من التقصير في تبليغ الرسالة. او كتمان او الخلل او الزيادة او النقصان فهذا ايضا لا يكون منهم باجماع كما حكى المصنف رحمه الله. والجمهور قائلون بانهم معصومون من ذلك من قبل الله. معتصمون باختيارهم وكسبهم. الا الا حسينا الجار فانه فانه قال لا قدرة لهم على المعاصي اصلا. اراد رحمه الله ان يبين بهذه الجملة مأخذ جمهور في الاستدلال على عصمة الانبياء من الخطأ في الرسالة او التقصير في تبليغها او كتمانها. وان ماخذ العصمة من الله وانهم بذلك محفوظون. فلا يكون منهم شيء من ذلك وان الله قد جعل ذلك عصمة وصيانة لهم معتصمون باختيارهم. وذكر مذهبا لبعض طوائف المعتزلة وهو قول حسين النجار رأس الفرقة النجارية من المعتزلة بانهم قال ان العصمة ها هنا تعني سلب القدرة. فهم معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة بمعنى ان لا قدرة لهم فان الله سلب عنهم القدرة على الخطأ فلا سبيل لهم اليها والجمهور يقولون هذا نقص بل تمام عصمتي تعني انه مع قدرتهم وترصد الشيطان مع حرصه في التحريف والخطأ في تبليغ الرسالة الا ان الله ثبته وعصمهم وحفظهم وهذا ابلغ في مقام الانبياء عليهم السلام. واما الصغائر فجوزها جماعة من السلفي وغيرهم على وغيرهم على الانبياء. وهو مذهب ابي جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين وسنورد بعد هذا ما ما احتجوا به. وذهب طائفة اخرى الى الوقف وقالوا العقل لا العقل لا توحيد وقوعها منهم ولم يأتي في الشرع قاطع باحد الوجهين. وذهبت طائفة اخرى من المحققين من الفقهاء والمتكلمين الى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر. نعم. هذه ثلاثة مذاهب في المسألة التي وقع فيها ولاجلها عقد المصنف رحمه الله هذا الفصل. هل يجوز على الانبياء وقوعهم في الصغائر من الذنوب وان اردت السؤال بالعكس تقول هل عصمة الانبياء عليهم السلام تتناول الصغائر كما هي في الكبائر؟ حكى هنا ثلاثة ذاهب اولها انهم معصومون من الصغائر كما هم معصومون من الكبائر. وثانيها انهم يقومون من الكبائر دون الصغائر. ويجوز منهم وقوع الصغائر من الذنوب. لكنهم لا يقرون عليها. وثالث المذاهب التوقف وعدم اختيار قول بالاثبات او بالنفي لان العقل لا يحيله وليس في الشريعة دليل قاطع على الجواز او عدمه هذه ثلاثة مذاهب. والقول الذي يميل اليه القاضي عياض رحمه الله. وسبق له ذكره في عدة مواضع من هذا القسم الثاني من الكتاب هو الميل الى القول بالعصمة مطلقا. وانه لا يقع منهم ذنب لا صغيرة ولا كبيرة. وان هذا اكمل في تنزه الانبياء وعصمتهم ورفعة اقدارهم. لكن لاحظ انه قال في المذهب الاول قال جوزها جماعة من السلف غيرهم على الانبياء يعني الصغائر قال وهو مذهب ابي جعفر الطبري الامام المفسر شيخ المفسرين صاحب التفسير المعلوم جامع البيان قالوا وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين. اذا ليس قولا شاذا وليس هو قول واحد او اثنين لكنه قول طائفة كبيرة من العلماء بل ينسبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ينسب هذا القول بجواز وقوع الصغائر من الانبياء ينسبه الى عموم ائمة المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وانه لا يوجد من النقول والاثار عن المتقدمين في الامة فمن تبعها الا ما يوافق هذا القول. الذي هو جواز الوقوع في الصغائر من الذنوب. وان هذا لا يقتضي قدحا في الانبياء عليهم السلام. ولا الحط من اقدارهم عليهم لم؟ لان الله عز وجل اراد بمقتضى البشرية ان يكون منهم مثل ذلك الخلل. وليست ذنوبا كبائر امورا عظائم لكنها خلل وانتم تعلمون انه كلما عظم شأن المرء عظمت زلته او خطؤه ولو كان صغيرا. فالصغير من العظيم يعد عظيما. لكن الانبياء عليهم السلام معصومون من الوقوع في الكبائر واما نصوص الكتاب والسنة فتدل على شيء من الذنوب التي وقعت والاستغفار الذي توجهوا به الى الله هذا ادم عليه السلام والله قد قال وعصى ادم ربه فغوى. وداوود عليه السلام قال الله عز وجل و راكعا واناب فغفرنا له ذلك. وان له عندنا لزلفى وحسن مآب. وفي موسى عليه السلام فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين. قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي. فغفر له انه هو الغفور الرحيم وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام في مواضع من القرآن مثل العتب عليه في شأن اسارى بدر وتقدم الحديث منتهى ليلة الجمعة الماضية وحديث العتب في سورة عبس عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الا يزكى. ومثله قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فلو لم يكن له ذنب ما قال الله له فاستغفر بك وينسب الذنب اليه عليه الصلاة والسلام ومثله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فدل على وجود ذنب وان لم يكن كثيرا لكنه ليس على العدم تماما والا تعذر تفسير تلك الايات على وجه الا بتكلف شديد. ومن هنا قال اولئك المتقدمون من علماء الامة وفضلائها محدثين ومفسرين وفقهاء بهذا القول وهو جواز وقوع الذنوب من الصغائر. هذا من اجل التئام تلك النصوص. وليس افتاء على الانبياء ولا فرحة بنسبتهم الى الذنوب حاشا. فمقام الانبياء عزيز وقدرهم عند الله عظيم. واهل العلم في الامة هم اجل من يقدر قدر الانبياء عليهم السلام. لكنهم قالوا بهذا القول لما وردت به النصوص الشرعية وهو مقتضى الادلة ابيت تلك مثل ما سمعت وغيرها ايضا كثير. لكن المراد تحرير المسألة وبيان وجه الصواب فيها فقالوا بهذا القول الذي سمعت انفا يقول شيخ الاسلام رحمه الله في بيان مبدأ القول بالعصمة المطلقة وانهم معصومون من الصغائر والكبائر والسهو والغلط والعمد. وانه لا يقع منهم شيء من ذلك قط. انه قول لم يعرف في الامة الا بعد ما احدثه الرافضة من الغلو في عصمة الاولياء والائمة عندهم فبلغوا بذلك المنزلة ثم نسبوا اليها الانبياء عليهم والسلام يريد رحمه الله انه لم يعرف قبل وجود قول الرافضة البدعة المحدثة في الامة مثل هذا القول بين علماء الامة امتي المتقدمين ومن جاء بعد ذلك رأى في هذا القول تمام تنزيه للانبياء فقال به واخذوا اذى عنهم وقالوا ان الانبياء لا يقع منهم صغيرة ولا كبيرة. ثم اضطروا لتأويل تلك النصوص. والتكلف في تفسيرها بما يدفع ذلك المعنى ويثبت عصمتهم التامة من كل ذنب صغير وكبير. ويبقى التنبيه على امرين وهو ان القول جواز وقوع الذنوب الصغائر من الانبياء لا يعني قدحا ابدا. ولا يعني حقا من اقدارهم بل يعني اثبات صفة البشرية لهم فانهم ليسوا منزهين عن الوقوع والا لكانوا كالملائكة الكرام عليهم السلام الذين قال الله عنهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهم من خشية مشفقون ويعني ايضا ان الانبياء اذا وقع منهم شيء من ذلك الخطأ فانهم سرعان ما يتداركهم الوحي بالتنبيه والتسديد والتصويب فيعود فعلهم الى الصواب والكمال. وهنا ماخذ مهم. هل يقال ان الانبياء اذا افترظنا وقوع الذنوب منهم ما كان منها من الصغائر. هل يكون هذا خللا بسبب اقتداء اممهم بهم؟ في تلك الاخطاء الجواب كلا لانهم لا يقرون عليها. اوما رأيت في اسارى بدر بمجرد ان اختار عليه الصلاة والسلام وشاور الصحابة واخذ برأي ابي بكر فقدمه على رأي عمر حيث لم ينزل عليه نص ولا اتاه وحي لكن سرعان ما جاءت الاية ما كان لنبي ان كون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. فلا يقع شيء الا ويتداركه والوحي تباعا فاذا لا يبقى شيء من ذلك الا مستدركا بالوحي فلا يخشى اذا ان تتبعهم الامة في من ذلك لان الوحي يسدده. وايضا لا يعني ذلك النقص ولا الحط من اقدارهم. لانه لا يزال مقامهم محفوظا وقدرهم في الشريعة مرفوعا وكلما نزل الوحي جاء بتأييد من الله ولو كان شيء من ذلك يعني العتبة المصحوب بابعاد عن رفيع منازلهم لابانت ذلك نصوص الوحي وليس فيها شيء من ذلك. هذا موجز ما سيأتي تفصيل كلام المصنف عليه الان تباعا. قال واما الصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم على الانبياء. وهو مذهب ابي جعفر الطبري وغيره من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين وسنورد بعد هذا ما احتجوا به. وذهبت طائفة اخرى الى الوقف. يعني توقفوا فلم يقولوا بالجواز او بعدمه وقالوا العقل لا يحيل وقوعها منهم ولم يأتي في الشريعة قاطع باحد الوجهين. وذهبت طائفة اخرى اه من المحققين من الفقهاء والمتكلمين الى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر. وهذا الذي ما لا اليه القاضي عياض رحمه الله ورجحه في كلامه في هذا الفصل وما سبقه من فصول. قالوا لاختلاف في الناس في الصغائر وتعيينها من الكبائر واشكال ذلك واشكال ذلك. وقول ابن وقول ابن عباس وغيره ان كلما كلما عصي الله كلما عصي الله عز وجل به فهو كبيرة. وانه انما سمي منها بالاضافة الى ما هو اكبر منه. ومخالفة البارئ ومخالفة الباري في اي امر كان يجب كونه كبيرة هذا مأخذ اول لمن يقول بان الانبياء معصومون من الصغائر كعصمتهم من الكبائر. اول المآخذ قالوا يصعب التفريق بين الذنوب الصغائر والكبائر. فلو قلنا بجواز وقوع الصغائر لربما جئنا في بعض نقف فقلنا هذا صغيرا وقال اخرون بل هو كبيرا. فاذا قررناها كبيرة اذا سنوافق على وقوع الانبياء في الكبائر وهذا ما تقدم الاجماع على المنع منه. قال لعدم التفريق بين الصغائر والكبائر واختلاف الناس في تعيينها. ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله ان كل ما عصي الله به فهو كبيرا. سؤال هل معنى هذا في كلام ابن عباس ان كل الذنوب في الامة لا لكنه على حد قول بلال ابن سعد من ائمة السلف رحمه الله لما قال لا تنظر الى صغر ولكن انظر الى عظمة من عصيت. فيرون الذنب كبيرا لانه تعد على حق الخالق العظيم فكان كبيرة بهذا المعنى لا انه في الميزان في عداد الكبائر. يقول ان كلما عصي الله عز وجل به فهو وانه انما سمي منها الصغيرة بالاضافة الى ما هو اكبر منها. ومخالفة الباري في اي امر كان يجب كونه كبيرة. قال قال القاضي ابو محمد عبد الوهاب لا يمكن ان يقال ان في ان في معاصي الله صغيرة على معنى انها تغتفر بشناب الكبائر. ولا يكون لها حكم مع ذلك. بخلاف الكبائر اذا لم يتب منها فلا الا يحبطها شيء؟ يعني الكبائر لا يمحوها شيء لمجرد تركها الصغائر من وقع في ذنب من الذنوب الصغائر ثم تركها هل تغفر له من غير توبة او لا تغفر؟ يعني هذا الفرق الجوهري بين الذنوب الصغائر والكبائر في الاسلام وهو ان الذنوب الصغائر من وقع في شيء منها ثم تركها هي مظنة المغفرة والعفو حتى لو لم يتب منها استغفر كيف تكفرها الحسنات والاعمال الصالحات الماحيات وابتعاده عن ذلك فيبدل الله تلك السيئات ويمحوه لكن الكبائر حتى لو اقلع عنها العبد هي بحاجة الى توبة واستغفار وندم على ما كان اهذا هو حد الصغيرة؟ قال لا يمكن ان يقال عنها صغيرة الا بهذا التفريق على معنى انها تخالف الكبائر في انها تغفر او تغتفر باجتناب الكبائر بخلاف الكبائر اذا لم يتب منها فلا يحبطها شيء يعني لا يمحوها ولا يزيل ذنبها وعقوبتها عن العبد شيء الا ان يتوب منها. والمشيئة في العفو عنها الى الله تعالى. وهو قول قاضي ابو بكر وجماعة وجماعة ائمة الاشعرية وكثير وكثير من ائمة الفقهاء بل هو مذهب السلف قاطبة في ان امر ذنوب صغيرها وكبيرها اذا مات العبد المسلم وهو عليها فان امره في الاخرة الى مشيئة الله ان شاء عفا عنه رحمة وتفضلا واحسانا. وان شاء عاقبه واخذه بها عدلا وحكمة منه سبحانه وتعالى وهذا المذهب هل الذي عليه ائمة الاسلام سلفا وخلفا؟ هو خلاف ما عليه الخوارج في اعتبار الكبيرة ذنبا لا يكفر وان صاحبه في النار خالدا فيها يوم القيامة. فيجعلون المسلم الموحد الواقع في الكبائر مصيره الى النار لسبب وقوعه في الكبيرة. ويفارقون ايضا قول المعتزلة. الذين يجعلون المسلم الواقع في الكبيرة واقعا في منزله بين الايمان والكفر فاذا ماتا فان مصيره الى النار فوافقوا الخوارج ايضا في الحكم على المسلم الواقع في الكبيرة بالنار يوم القيامة واهل السنة مع نصوص الشريعة التي تقتضي ان الذنوب صغيرها وكبيرها تحت رحمة الله ومشيئته بعبده جل جلاله ان شاء عفا وان شاء عاقب سبحانه وتعالى. قال القاضي رحمه الله وقال بعض ائمتنا ولا يجب على القولين ان يختلف ان يختلف انهم معصومون عن تكرار الصغائر وكثرتها. اذ اذ يلحقها ذلك بالكبائر. ولا في صغيرة ادت الى الحشمة واسقطت المروءة واوجبت واسقطت المروءة واسقطت المروءة واوجبت الازراء والخسارة فهذا ايضا مما يعصم عنه الانبياء اجماعا. هذه مسألة رابعة. اذا تقدم انهم معصومون عليهم السلام جملة من الوقوع فيما يخالف الوحي وكتمان الرسالة. ثانيا هم معصومون من الوقوع في الكبائر والفواحش. ثالثا عصمة هم من الصغائر وفيها الخلاف الذي اشار اليه. رابعا هم معصومون من تكرار الصغائر. يعني حتى من يقول جواز وقوع الذنوب الصغائر على الانبياء هو ايضا يوافق انهم لا يقع منهم تكرارها. لان تكرار الصغيرة يعني الاصرار عليها ولهذا قال السلف لا صغيرة مع الاصرار. كما لا كبيرة مع الاستغفار. يعني لا تبقى الصغيرة غيرة اذا كان صاحبها مصرا عليها واقعا لها مكررا اياها دون توبة ولا اقلاع. هذا لا يكون من الانبياء عليهم حتى من يقول بجواز وقوع الذنوب الصغائر عليهم فانه لا يرى تكرارها منهم وكذلك لا يقولون بجواز الذنوب الصغائر التي كما قال المصنف هنا التي تؤدي الى ازالة الحشمة واسقاط المروءة موجب الازراء والخسة. بعض الذنوب صغير قالوا كسرقة حبة. والتطفيف في الشيء اليسير في الميزان. هو يعني هو في عداد الذنوب صغائر لكنها امور قبيحة بذوي المروءات. لا يفعلها الا من سقطت مروءته. وزالت حشمته ويوصف بالخساسة والمهانة والوضاعة وهذا ايضا لا يجوز على الانبياء عليهم السلام. فهذا ايضا قدر يحرر به محل مسألتي التي يطرقها المصنف رحمه الله في هذا الفصل. لان مثل لان مثل هذه يحط منصبه المتسم ويجري بصاحبه وينفر القلوب عنه. والانبياء والانبياء منزهون عن ذلك. نعم. يقول لانها هذه الذنوب الصغائر اما تكرارها او الصغائر المؤدية الى ازالة الحشمة واسقاط المروءة لانها مما تحط منصبه متسمة به لانها تزري وتقع به ايضا في منقع في موقع لا يليق به في الانحطاط والوضاعة هذا مما يعصم الانبياء عنه اجماعا. بل يلحق بل يلحق بهذا ما كان من قبيل مباح. فادى الى لخروجه بما ادى اليه عن اسم المباح الى الحظر. يقول بل حتى المباحات وليست الذنوب لو كان بعض المباحات مع مباحا يجعل صاحبه منحط المروءة زائل الحشمة فان الانبياء ينزهون عنه ولو كان ليس لانه مباح او معصية صغيرة لا بل لكونه مسقطا للمروءة مخلا بالشرف لا لا يبقي من التعظيم والتقدير ما يليق به هذا ايضا لا يوصف به الانبياء فهم منزهون عن ذلك جملة. وقد ذهب بعضهم الى عصمتهم من مواقعة المكروه قصدا. هذه مسألة خامسة ختم بها المصنف اجزاء. القضية التي يبحثها هل يقع من الانبياء فعل المكروه؟ قال ذهب بعضهم الى عصمتهم من مواقعة المكروه قصدا. وعلى القول بتجويز وقوع الذنوب الصغائر فيكون هذا جائزا من باب اولى لانه لا يعني تعمد عدم الاكتراث بالشريعة او قلة مبالاة باحكام الله او الاستخفاف بالمكروهات لكنها تدل على الجواز الذي هم عليه فيما هو اكبر منه فهذا من باب اولى وقد استدل بعض الائمة على عصمتهم من الصغائر بالمصير الى امتثال افعالهم واتباع اثارهم وسيرهم مطلقا والسير وسيرهم مطلقا. هنا بدأ يذكر المستند الذي ذهب اليه المصنف رحمه الله واختاره من القول بعصمة الانبياء من الصغائر. لاحظ ماذا قال؟ قال المصير الى امتثال افعالهم واتباع اثارهم يقول بعنا هذا الكلام اليست الامم في كل امة مأمورة باتباع الانبياء؟ الجواب بلى اليس الانبياء عليهم السلام؟ كل نبي في امتي هو القدوة والاسوة المتبعة؟ الجواب بلى. فسيقول اصحاب وهذا القول اذا لو جوزنا وقوع المعاصي لكان ذلك قدوة للامم. ولو وقع واحد منهم في شيء من تلك الصغائر لكان ايضا سببا لاتباع الامم وتقليدها لها لانه نبي. ومهما فعل من شيء او وقع منه شيء فان ذلك يحمل على محمل الاقتداء. اذا ما العمل؟ العمل هو القول بعدم جواز وقوع الذنوب مطلقا. لا ولا الكبائر حفاظا على هذا الاصل الكبير. وتقدم بك الجواب عن هذا الاشكال قبل قليل. ان هذا الكلام يستقيم لو فرضنا ان ما يقع من الانبياء من الذنوب والمعاصي يشتبه بما يقع منهم من الطاعات والعبادات. وان الامم لا تفرق كل شيء تراها من الانبياء تعتبره طاعة. وهذا غير مسلم. بل فوق ذلك فانما يقع منهم من هذا القبيل كما تقدم قبل قليل يستدرك بالوحي ويأتي الوحي تباعا لبيان الصواب في ذلك الامر الذي وقع فيه الانبياء. فيكون هذا تصويبا واستدراكا. ولهذا لما وقع ما وقع من موسى قال فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين. قال ربياني ظلمت نفسي. فاغفر لي فغفر له. انه هو الغفور الرحيم. داود عليه السلام لما جاءه الخصماء قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم. تعجل داود عليه السلام بالحكم قال وظن داوود ان ما فتناه فاستغفر وخر راكعا وانا فغفرنا له ذلك. وان له عندنا لزلفى وحسن مآب. فلا يمكن ان ان يورد هذا الايراد ان تقول انه سيكون سببا مؤديا الى اتباع اممهم واقتدائهم بهم في تلك الذنوب ان وقعت. الجواب تلك الذنوب ان وقعت لن تكون خير او خفية تشتبه بالطاعات. ثم هم لا يقرون عليها. وهذا اهم ما في المسألة. مهما وقع من احدهم السلام شيء مما يكون ذنبا او خطأ فانهم لا يقرون عليه ويأتي الوحي مباشرة ببيان وجه الصواب وقد مر بك في حديث سار بدر لما شاور النبي عليه الصلاة والسلام ابا بكر وعمر والحديث في صحيح مسلم واورده اختصارا قال اترون في هؤلاء الاسارى؟ قال ابو بكر يا رسول الله هم بنوا العم العشيرة؟ ارى ان تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار. فعسى الله ان يهديهم للاسلام. قال وما ترى يا ابن الخطاب؟ قال قلت لا والله يا رسول الله ما ارى الذي ارى ابو بكر ولكني ارى ان تمكني فنضرب اعناقهم تمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان وذكر نسيبا له فاضرب عنقه فان ائمة الكفر وصناديدها. قال فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ابو بكر ولم يهوي ما قلت فلما كان من الغد ارأيت المسألة لا تأخذ حيزا كبيرا من الزمان. قال فلما كان من الغد جئت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر قاعدين وهما يبكيان فقلت يا رسول الله اخبرني من اي شيء تبكي انت وصاحبك؟ فان وجدت بكاء بكيت وان لم اجد بكاء تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابكي للذي عرض علي اصحابك من اخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم ادنى من هذه الشجرة. شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم. وانزل الله عز وجل ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم لو لم كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله ان الله غفور رحيم فهذا الامر كان اجتهاديا. واخذ فيه النبي عليه الصلاة والسلام بعد المشاورة برأي وترك رأيا فجاء العتاب. ها هو هنا يكون امان ان ما يقع من الانبياء على القول بتجويز وقوع الخطأ منهم فانه ايضا مسدد بالوحي فلا لان يقال ما اورده المصنف استدل بعض الائمة على عصمتهم من الصغائر بالمصير الى امتثال افعالهم واتباع اثارهم وسيرهم مطلقا. نعم هذا اصل كبير. الاصل في فعل الانبياء الاقتداء بهم. وما يصدر عنهم من قول او فعل فهو محمول على التشريع مطلقا. هذا الاصل لكن ما جاء الوحي ببيانه. والاستدراك عليه وتصويبه فان ان التشريع هو في مظنة ذلك التصويب والاستدراك لا في المصوب او المستدرك عليه. وجمهور الفقهاء على ذلك من اصحاب الشافعي ومالك وابي حنيفة من غير التزام قرينة بل مطلقا عند بعضهم وان اختلفوا في بحكم ذلك وحكى ابن خويز من داد وابو وابو الفرج عن مالك التزام ذلك وجوبا وهو قول وابن وابن القصار واكثر واكثر اصحابنا. وقول اكثر اهل العراق وابن وابن والاصل والاصطخري والاصطخري وابن وابن خيران من الشافعية واكثر شافعية على ان ذلك ندب. وذهب طائفة الى الاباحة. وقيد بعضهم الاتباع فيما كان من الامور الدينية وعلم به وعلم به مقصد القربة. ومن قال بالاباحة في افعاله لم يقيد. ها هنا جملة اختصر فيها المصنف رحمه الله خلافا اصوليا فقهيا كبيرا بين العلماء. ما حكم افعال النبي صلى الله عليه وسلم على ماذا تحمل؟ هل تحمل على الاباحة؟ ام على الاستحباب والندب؟ ام على الوجوب هي ثلاثة مسالك. قال جمهور الفقهاء على ذلك من اصحاب الشافعي ومالك وابي حنيفة من غير التزام بل مطلقا عندهم وان اختلفوا في حكم ذلك. حكى ابن خويز من داد وابو الفرج عن ما لك التزام ذلك وجوبا. وهو قول ابهري وابن القصار واكثر اصحابنا يعني المالكية. وقول اكثر اهل العراق يعني الحنفية وابن سريجن للصخر وابن خيران من الشافعية على ان افعال النبي عليه الصلاة والسلام محمولة على الوجوب. قال واكثر الشافعية على ان ذلك ندب. هذا القول الثاني. وذهبت طائفة الى الاباحة هذا قول ثالث وقيد بعضهم الاتباع فيما كان من الامور الدينية وعلم بها مقصد القربى. الا يكون في افعال عادة والجبلة. ومن قال بالاباحة لم يقيد. ارأيت؟ يقول هذا هو كلام الفقهاء. يجعلون اي فعل صادر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام محمولا على ماذا؟ على ماذا؟ محمولا على الطاعة والاقتداء وجوبا او استحبابا او اقل ذلك الاباحة. فلو افترظنا جواز وقوع المعاصي منهم فاقل احوالها ان تكون مباح مباح بل ربما سيحملها بعضهم على انها ندب مستحب. وربما اخذها بعضهم على الوجوب. لان القاعدة عند او ان كل شيء من الافعال صادر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فيحمل على الوجوب ان كان يقول به او او الاباحة هنا دليل اطلقه المصنف رحمه الله لمن يقول بعدم جواز وقوع الصغائر منهم لم؟ قال لان الاصل في افعالهم ان تكون محمولة على الاقتداء وجوبا او استحبابا او اباح. فاذا جوزنا وقوع معاصي كان ذلك ايجابا للمعاصي او استحبابا لها او اباحة لها وتقدم الجواب عن ذلك قبل قليل. قال فلو جوزنا عليهم الصغائر لم يكن الاقتداء بهم في افعالهم. اذ ليس كل فعل من افعاله يتميز يقصده من القربة او الاباحة او الحظر او المعصية. ولا يصح ان يؤمر المرء بامتثال امر لعله معصية لا سيما على من يرى تقديم الفعل على القول اذ اذا تعارض من الاصوليين. نعم يعني بعض الاصوليين يرى ان تعارض القول مع الفعلي يجعل الحجة للفعل لانه اوضح. واكد وابعد عن الاحتمال. فيجعل الفعل ان كان معصية مقدمة من على القول لو كان نهيا عن تلك المعصية اذا افترضنا التعارض. نعم. ونزيد هذا حجة بان نقول ان جود الصغائر ومن نفاها عن نبينا عليه السلام مجمعون على انه لا يقر على منكر من قول او فعل انه متى رأى شيئا فسكت عنه صلى الله عليه وسلم دل على جوازه. فكيف يكون هذا حاله في حق غيره ثم وقوع ثم ثم يجوز ثم يجوز وقوعه منه في نفسه. هذا دليل تان. يقول السنا متفقين يا كرام ان نبينا عليه الصلاة والسلام والانبياء عموما لا يقرون الخطأ والمعصية اذا وقع بحضرتهم؟ الجواب بلى فاي شيء يفعل بحضرتهم ويسكتون عنه يدل على ماذا؟ على جوازه لانه لو كان منكرا ما سكتوا عنه يقول نحن نقول ونقرر ان الانبياء عليهم السلام او نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة لا يقر على منكر ولا يسكت عليه ولا يجوز وقوعه. فهو لا يجوز وقوع المنكر من غيره. فكيف يجوز وقوع الخطأ منه؟ هو في نفسه عليه الصلاة والسلام وتقدم ايضا الجواب على هذا انه لا يفترض التعارض بين الامرين بعثه الله عز وجل هدى ودين الحق وبعثه ببيان الحلال والحرام. وابان لنا الشريعة وبين الجائزة من المكروه من المباح من المندوب كل ذلك تبين بقوله وفعله عليه الصلاة والسلام. فلا نفترض من اجل وقوع بعض المواقف التي يكون فيها من الله جل جلاله ان ذلك معارض لاصول التشريع. هذا ان وقع فهو معدود في حياته عليه الصلاة والسلام دال على بشريته دال على عظمة قدره عند ربه عز وجل. ولاجل ذلك امتن عليه بالمغفرة. قال الم نشرح لك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك. وقال ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فهذا اتم في بيان منة الله عليه ورفعة قدره عنده عليه الصلاة والسلام. وعلى هذا المأخذ تجب عصمتهم من مواقعة مكروه اما قيل واذ الحظر او الندب على الاقتداء بفعله ينافي الزجر والنهي عن فعل المكروه. هذا ايضا يعني كما اشار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هو في عداد المبالغة في دعوى عصمة الانبياء عليهم السلام. انه تجب عصمتهم من مواقعة المكروه. كان نبينا عليه الصلاة والسلام يترك الفاضل من الافعال احيانا ويفعل المفضول اما تخفيفا على امته حتى لا يشق عليهم بفعل الافضل دائما. واما لبيان الجواز حتى يبين عليه الصلاة والسلام سعى التي بعثه الله تعالى بها في دينه وشريعته. واما لبيان احتمال هذا وذاك. فان نفترض انه لا يكون من فعله الا الطاعة المطلقة فان ذلك اضيق في بيان الرحمة والسعة التي تلتمسها الامة في الاسوة به عليه الصلاة السلام قال وعلى هذا تجب عصمتهم من مواقعة المكروه كما قيل واذ الحظر او الندب على الاقتداء بفعله ينافي الزجر والنهي عن فعل المكروه. وايضا قد علم من دين الصحابة قطعا الاقتداء بافعال النبي صلى الله عليه وسلم. كيف توجهت؟ وفي كل فن كالإقتداء بأقواله فقد نبذوا خواتيمهم حين نبذ خاتمه وخلعوا نعالهم حين خلع نعله واحتجاجهم رؤية ابن عمر اياه جالسا لقضاء حاجته مستقبلا بيت المقدس. واحتج غير واحد منهم في غير شيء مما بابه مما العبادة او العادة بقوله رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله. وقال هلا اخبرتيها اني اقبل وانا صائم وقالت عائشة محتجة كنت افعله انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم وغضب عليه عليه السلام على الذي اخبر مثل هذا عن عن بمثل هذه عنه. فقال يحل الله لرسوله ما يشاء. وقال اني لاخشاكم لله واعلمكم ارأيتم هذه الامثلة السريعة؟ نبذوا خواتيمهم حين نبذ خاتمه. خلعوا نعالهم حين خلع نعله. ويراه ابن وعمر يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة فيحتج بفعله. ويقول لعائشة هلا خبرتيها اني اقبل وانا صائمة تحتج في مقام كلام تقوله اكنت افعله انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم. على ماذا يدل كل ذلك من المواقف وغيرها كثير في حياة الصحب الكرام. تدل على شيئين كبيرين. احدها عظيم تعلق الصحابة بنبينا عليه الصلاة والسلام فيتبعونه والامر الثاني ما هو؟ احتجاجهم باي شيء يفعله. فان رأوه فعل فعلوا وان رأوه ترك تركوا. اذا كانوا ينصبون فعله عليه الصلاة والسلام ينصبونه في حياتهم قدوة حجة طريقا يرتسمونه في حياتهم. وهذه نبذة يسيرة من الامثلة. ماذا يريد ان يقول المصنف يقول ان كان الصحابة قد جعلوا فعله الكريم عليه الصلاة والسلام حجة مطلقا يزنون بها افعالهم. فهذا يقتضي انه لا يمكن ان يقع في افعاله معصية. والا لكان الذنب او الخطأ او المعصية ايضا في حياتهم حجة يقتدون بها. وتقدم الجواب هذا ايضا انه لا يلزم لانهم لا يقرون على ذلك. والوحي يسدد ويصوب والحجة فيما يأتي استدراكا وتصويبا وليس على ما وقع فيما استدركه الوحي او صوبه. نبذوا خواتيمهم حين نبذ خاتمه. يشير الى حديث ابن عمر في الصحيحين ان النبي عليه الصلاة والسلام اتخذ خاتما من ذهب او فضة. وجعل فصه مما يلي كفه. ونقش فيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاتخذ الناس مثله. فلما رآهم قد اتخذوها رمى به. وقال لا البسه ابدا ثم اتخذ خاتما من فضة فاتخذ الناس خواتيم الفضة. قال ابن عمر فلبس خاتم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر. ثم عمر ثم عثمان حتى وقع من عثمان في بئر اريس اراد الشاهد فيه قال لبس فلبسوا. خلع ونبذ الخاتم فنبذوا هذا يدل على شدة اتباعهم له صلى الله عليه وسلم. خلعوا نعالهم حين خلع نعله. يشير ايضا الى حديث ابي سعيد الخدري عند ابي داود وصححه الالباني واخرجه ابن حبان ايضا في صحيحه وابن خزيمة والحاكم وكل هؤلاء صححه ان النبي عليه الصلاة والسلام بينما كان يصلي باصحابه اذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره. فلما رأى ذلك القوم القوا نعالهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال ما حملكم على القاء نعالكم؟ قالوا رأيناك القيت نعليك فالقينا نعالنا. هذا وهم في الصلاة ما قال لهم افعلوا ولا اشار اليهم بشيء. يا كرام كان يكفيهم ان يروا منه عليه الصلاة والسلام انه يفعل الشيء فيفعلون بلا كلام. فاما اذا قال افعلوا وامر وقرن الفعل كلام فهذا عندهم لا تنازل فيه البتة. قالوا رأيناك القيت نعالك فالقينا نعالنا. فقال عليه الصلاة والسلام ان جبريل اتاني فاخبرني ان فيهما قذرا او قال اذى. وقال اذا جاء احدكم الى المسجد فلينظر فان رأى في عليه قذرا او اذى فليمسحه وليصلي فيهما. فدل الحديث على شدة الاتباع والاقتداء الذي ما كانوا يسألون فيه رضوان الله عليهم ولا يستفسرون. قال واحتجاجهم برؤية ابن عمر اياه جالسا لقضاء حاجته مستقبلا بيت المقدس بلغهم النهي لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها. قال ابن عمر رقيت يوما على بيتي حفصة اخته رضي الله عنها ام المؤمنين. قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة فجعلوا هذه الرواية حجة لانه رآه فعل. فاي فعل يفعله عليه الصلاة والسلام يكون عندهم دليلا على المشروعية والحجية والجواز. قال واحتج غير واحد منهم في غير شيء مما بابه العبادة او العادة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله. يعني هذا ايضا كثير ايها الاخوة في حياة الصحابة. سواء كان في باب العبادات في باب العادات ان جاء الى لباسه الى شعره الى هيئته الى بيته زوجته اولاده معيشته كل شيء في الحياة افعلوا الشيء حين يفعله وليس له دافع الا انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فيفعل. خذ مثال واحدا فقط لما اخرج الشيخان البخاري ومسلم من حديث ابن جريج قال لابن عمر رضي الله عنهما ورآه عند كعبة في موسم الحج قال رأيتك تصنع ارأيتك تصنع اربعا لم ارى احدا من اصحابك يصنعها. قال ما هي يا ابن جريج؟ قال لا تمس من الاركان الا اليمانيين. يعني في الكعبة قال اراك لا تمسح من اركانها الا اليمانيين. يعني الركن اليماني والحجر الاسود دون الركنين الاخرين. قال رأيتك لا تمس من الاركان الا اليمانيين. ورأيتك تلبس النعال السبتية ورأيتك تصبغ بالصفرة ورأيتك اذا كنت بمكة اهل الناس اذا رأوا الهلال ولم تهل انت حتى كان يوم التروية. هذه اربع اشياء. وجه فيها اسئلة لابن عمر. فقال عبدالله بن عمر اما الاركان ليش يستلم ركنين يمسح عليهما دون الاخرين؟ قال فاني لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس الا اليمانيين رأيت ما عنده جواب لانه رأى النبي عليه الصلاة والسلام يفعل فعل مثله هذه واحدة. قال واما النعال السبطية فاني رأيت الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فانا احب ان البسها. ارأيت ما عنده جواب النعل السبطية كان يصنع من جلد الماعز او البقر ينزع عنه الجلد الشعر فيكون جلدا منزوع الشعر يسمى النعال السبتية له اصبع يدخلها اللابس في قدمه. قال لاني رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يلبسها فانا احب ان البسها هذه الثانية. قال ابن عمر رضي الله عنهما واما الصفرة وقد سأله رأيتك تصبغ بالصفرة يعني اللون الاصفر قيل المراد صبغ الثوب وقيل المراد صبغ الشعر. قال واما الصفرة فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها. ايضا ليس له جواب سواه. هذه الثالثة. قال واما الاهلال يقصد التلبية بالحج بعد التحلل بالعمرة في مكة. قال واما الاهلال فاني لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته. فاستشهد في المواطن الاربعة رضي الله عنه بفعل عليه الصلاة والسلام وانها كانت الحاملة له على ان يكون متبعا فيها لما رأى وثبت عنده من فعل المصطفى عليه الصلاة والسلام. قال وقال هلا خبرتيها اني اقبل وانا صائم. يشير الى حديث اخرجه الامام مالك في الموطأ عن طاء ابن يسار والحديث مرسل ان رجلا قبل امرأته وهو صائم في رمضان فارسل امرأته الى النبي عليه الصلاة والسلام تسأل عن ذلك فدخل على ام سلمة رضي الله عنها فذكرت لها ذلك فاجابتها ام سلمة ان النبي عليه الصلاة والسلام يقبل وهو صائم اذا ما سألت النبي عليه الصلاة والسلام واكتفت بماذا؟ بفعله لذلك الامر. رجعت المرأة اخبرت زوجها فزاده ذلك شرا وقال لسنا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني لا تستدلي بهذا نحن لسنا مثله الله يحل لرسول الله ما شاء. ثم رجعت امرأته الى ام سلمة فوجدت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما لهذه المرأة؟ فاخبرته ام سلمة. فقال الا اخبرتيها اني افعل ذلك؟ لم لم تجيبيها؟ قالت ام سلمة قد اخبرتها فذهبت الى زوجها فاخبرته فزاده ذلك شرا وقال لسنا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يحل رسوله ما شاء فغضب عليه الصلاة والسلام. وقال والله اني لاتقاكم لله واعلمكم بحدوده. هذه الرواية مرسلة وهي موصلة عند غير مالك في الموطأ وهذا معنى قوله هلا خبرتيها ان يقبل وانا صائم؟ فالحجة كانت مطلقا في الشيء يفعله الصلاة والسلام. ولهذا تقول عائشة كنت اغتسل انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من اناء واحد كلانا جنب تقول كنت افعله انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو حديث اذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل. تقول فعلته انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا. والحديث عند الترمذي. كل تلك النصوص دلت على اصل وهو الاحتجاج بفعل به عليه الصلاة والسلام. ويبقى للفصل بقية ناتي عليها ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. ويبقى ليلة الجمعة فيها متسع للمزيد من كثرة الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وتطيب دقات القلوب بذكره فتفيض شوقا دافئا وعميما. هو رحمة الرحمن اشرق بالهدى. صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم انا نسألك صلاة وسلاما دائمين ابدا عظيمين لنبينا عليه الصلاة والسلام. اللهم بلغنا بالصلاة والسلام منازل الابرار والدرجات العلى في الجنان. وارزقنا يا رب بالصلاة والسلام عليه شفاعته يوم نلقاك. وورود حوضه نحن ووالدينا وذرياتنا والمسلمين اجمعين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما تملأ الاكوان. ما تعاقب الليل والنهار واجعلنا يا ربي بالصلاة والسلام عليه من ارفق امته به حبا واشدهم لسنته اتباعا واجعلنا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم سائرين على درب سنته رافعين لرايته واحشرنا يا رب في زمرته. اللهم احينا على السنة وامتنا عليها وابعثنا في زمرة صاحبها صلى الله عليه وسلم يا اكرم الاكرمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل الا ان عافية يا ارحم الراحمين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهد ضال لنا. وتقبل منا انك انت السميع عليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيد الهدى وامام الورى نبينا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين