بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن الحمد لله الذي اكرمنا بهذا الدين العظيم وكتابه المبين ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. نحمده جل جلاله تتابع الاء وتوالت بنا نعمه وافضاله سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. اله الاولين والاخرين وديان يوم الدين. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا وبهجة ارواحنا محمدا عبد الله ورسوله. امام الهدى وسيد الورى بعثه والله عز وجل بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وارسله لهذه الدنيا سراجا منيرا. صلوات الله وسلامه عليه على ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين. ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وبعد معشر ففي صحيح ابي داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فيه خلق ادم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فاكثروا علي من الصلاة فيه فان صلاتكم معروضة علي ان ليلتكم هذه ليلة الجمعة هي كشأن يوم الجمعة في فضلها وخيرها وبركتها. وقد اقبلت هذه الليلة المباركة علينا ونحن في رحاب بيت الله الحرام. فلا احرى ولا اجل ولا اكثر طمعا لاحدنا في استمطار رحمات ربه عليه من كثرة الصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم. فيا باغيا رحمة الله ويا مستنزلا صلاة الله عليك من فوق سبع سماوات اقبل على الصلاة على الحبيب المصطفى. صلى الله عليه وسلم وهو القائل من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. يقول الامام ابن القيم رحمه الله رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الانام. والجمعة سيد الايام فلصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره. قال وكل خير نالته امته في والاخرة فانما نالته على يده فجمع الله لامته به من خيري الدنيا والاخرة فاعظم كرامة احصلوا له فانما تحصل يوم الجمعة. فان فيه بعثهم الى منازلهم وقصورهم في الجنة. وهو يوم المزيد لهم اذا دخلوا الجنة وهو عيد لهم في الدنيا ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ولا يرد سائلهم هذا كله انما عرفوه وحصلوه بسببه وعلى يده عليه الصلاة والسلام. فمن شكره وحمده واداء بالقليل من حقه ان نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته انتهى كلامه رحمه الله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعسى ان يكون مجلسنا المبارك هذا ايها الكرام. ونحن في رحاب بيت الله نجمع بين شرف المكان وفضل الزمان وفي مدارستنا لكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى عسى ان يكون بابا عظيما نريده فنغترف في مجلسنا هذا من كثرة الصلاة والسلام عليه ما نحب ان تزهو به صحائفنا ان تثقل به موازيننا فيا رب صلي وسلم عليه كلما صلينا وسلمنا عليه وصلي وسلم عليه كلما غفل الغافلون عن عليه صلى الله عليه وسلم. وبعد فلا يزال مجلسنا هذا ايها المباركون موصولا بمجالس سبقت. وما زلنا في القسم الثالث من الكتاب المخصص لعصمة الانبياء عليهم السلام. وشرعنا في مجلسين سابقين في اسبوعين ماضيين في الفصل الذي عقده المصنف رحمه الله لذكر الادلة والاحاديث التي استدل بها من يجوز وقوع الانبياء عليهم السلام في الصغائر وقد مضى انه مذهب جملة من اهل العلم. بل وطائفة كبيرة من المحققين. بل ونسبه غير واحد الى ائمة الاسلام سلفا وخلفا وهو القول بجواز وقوع الصغائر. وان ذلك ليس بقادح في عصمتهم وعليه الادلة ساق المصنف رحمه الله في هذا الفصل الادلة الادلة التي استدلوا بها على الجواز ثم جعل يشرع في الاجابة عنها دليلا دليلا. لانه رحمه الله قد رجح القول الاخر بعدم وقوع الانبياء عليهم السلام في شيء من الذنوب لا الصغائر ولا الكبائر. فاراد ان يجيب عن تلك الادلة وقد مضى انها حتى هذا المجلس ثلاثة ادلة اولها قول الحق سبحانه في سورة الفتح ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فصريح الاية يدل على نسبة الذنب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاية الثانية او الدليل قول الحق سبحانه وتعالى في هذا الفصل فيما ساق المصنف رحمه الله تعالى ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك وثالث النصوص قول الحق سبحانه وتعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم. فالدلالة العفو هنا وقوع الذنب والرابع الذي وقف الحديث في اثنائه ليلة الجمعة الماضية قول الله تعالى في اسارى بدر ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يسخن في الارض. تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. فجاء العتب لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم. وحيث توقف الحديث بنا في اثناء كلام المصنف رحمه الله هذه الاية فيحسن ان نبدأها لنصل السابق باللاحق ان شاء الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا شيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في الرد على من اجاز عليهم الصغائر والكلام على ما احتجوا به في ذلك الى ان قال واما قوله في اسارى بدر ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما ااخذتم عذاب عظيم؟ فليس فيه ايضا الزام فليس فيه الزام ذنب للنبي صلى الله عليه وسلم بل فيه بيان بيان ما خص به وفضل من من بين سائر الانبياء فكأنه قال ما كان هذا لنبي غيرك كما قال صلى الله عليه وسلم احلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي جوابه الاجمالي عن الاية الكريمة. قال ما كان لنبي ان يكون له اسرى لا تحملها على العتب. بل المعنى ما اكان لنبي غيرك يا محمد ان يكون له اسرى فيمسكهم وغنائم فيستحلها لان هذا من خصوصيات الامة محمدية ومما جعله الله لنبينا صلى الله عليه وسلم خاصة. وهو القائل اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي وذكر فيها واحلت لي المغانم. فالغنائم في القتال حلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم تكن كذلك في ما سبق من الانبياء فحمل الاية هنا ما كان لنبي ان يكون له اسرى قال يمكن ان يكون المراد ما كان نبي غيرك يا محمد ان يكون له اسرى. لكنه لك حلال وجائز. يقول فلن تكون الاية عتبا بل فيها بيان الخصوصية والفضيلة كأنه قال ما كان هذا لنبي غيرك. فيأتي السؤال طيب وكيف نفهم قوله تعالى في الاية بعدها لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم. ولهذا لا يحتمل التأويل السابق. لان فيها شيء من العتب بل وعتب شديد. يتضمن شيئا مما جاءت الاية بان رحمة الله سبقت فدفعت عذاب بل يمكن ان يكون عظيما. وهنا اجاب المصنف عنها واورد ايضا جملة من المعاني في قوله لولا كتاب من الله لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم. فان قيل فما معنى قوله تعالى تريدون عرض الدنيا؟ والله الاخرة والله عزيز حكيم. قيل المعني بالخطاب لمن اراد ذلك منهم. وتجرد غرضه لعرض الدنيا وحده فيها والاستكثار منها وليس المراد بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ولا علية اصحابه يقصد ما دلت عليه بعض روايات غزوة بدر انهم لما غنموا الغنائم كانا في كلام بعض الصحابة ممن شهد بدرا رضي الله عنهم شيء يشير الى حرصهم على الغنيمة وهي حلال. لكنه يقول ان العتب ان كان عتب فانما هو لمن كان ينظر الى الغني قيمتي يوم بدر على حرص واهتمام يشيرون الى ما روي مثلا عن المقداد ابن اسود وقد وقع عقبة بن ابي معيط في يده اسيرا وامر النبي عليه الصلاة والسلام بقتله روي عنه قال اسيري يا رسول الله في اظهار لحرصه على انتفاعه ما في يده فلو قتل فاته غمه به اسيرا. ويشيرون ايضا الى ما روي من قول مصعب بن عمير رضي الله عنه لمن اسر اخاه يوم بدر قال له اشد يدك عليه فان له اما موسرة. يعني لا تتنازل عنه فانك ستكسب من ورائه في الفداء مبلغا عظيما لان امه ذات مال وثراء ويسر فيمكنها ان تدفع ما تشاء ان كان اسيرا بيدك هذا الكلام ليس فيه قدح في الصحابة. لكنه اشارة الى انهم نظروا الى هذا المتاع من دنيا والاستكثار منه فان كان العتب في الاية فبعض المعاني في تأويلها انه موجه لمن اراد ذلك منهم. نعم بل قد روي عن الضحاك انها نزلت حين انهزم المشركون يوم بدر واشتغل الناس بالسلب واشتغل الناس بالسلب وجمع الغنائم عن القتال حتى خشي عمر ان يعطف عليهم العدو ثم ثم قال تعالى لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم. فاختلف المفسرون في معنى الاية الى معناها لولا انه سبق مني ان لا اعذب احدا الا بعد النهي لعذبتكم. فهذا ينفي ان يكون امر الاسرى معصية. نعم. لولا كتاب من الله سبق لو فسرناها بالمعنى الذي اشار اليه المصنف لن يكون فيه النظر الى كون الاسارى في ايديهم يوم بدر معصية. لولا كتاب من الله سبق لولا انه سبق من الله جل جلاله حكم وقضاء الا يعذب احدا الا بعد النهي يعني بعد النهي فتكون مخالفة. فدل معنى الاية انكم لم تقعوا في مخالفة. وانكم لم يصدر عنكم تعمد لمخالفة النهي. ولولا ذلك لاصابكم العذاب فان الذي منع وقوع العذاب هو انه لم يسبقه نهي فيكون صنيعهم ليس مخالفة. يقول المصنف فهذا ينفي ان امر الاسرى معصية. نعم. وقيل وقيل المعنى لولا ايمانكم بالقرآن وهو الكتاب والسابق فاستوجبتم به الصفح لعوقبتم على الغنائم. فسر هذا المعنى الثاني الكتاب في قوله لولا كتاب بالقرآن يعني لولا القرآن الذي سبق نزوله من الله عليكم. وامنتم به فكان هذا موجبا للصفح عنكم لكان هذا عقابا على الغنائم. فعلى هذا التأويل يعد اخذ الغنيمة وامساك الاسرى وطلب الفداء شيئا توجب العتبة لانه قال لولا ايمانكم لعوقبتم. نعم. ويزاد هذا القول تفسيرا وبيانا بان يقال لولا ما كنتم مؤمنين بالقرآن لولا ما كنتم مؤمنين بالقرآن وكنتم ممن احلت لهم الغنائم لعوقبتم كما عوقب من تعدى وقيل لولا انه سبق في اللوح المحفوظ انها حلال انها حلال لكم لعوقبتم نعم وذكر ايضا معاني اخر في قوله لولا كتاب من الله سبق. لولا حكم من الله مضى سبق لولا ايمانكم بالكتاب كما ذكر المصنف وقيل معناه لولا ما سبق في علم الله انه سيحل لهذه الامة الغنائم بعد ان كانت محرمة على سائر الامم. وقيل معناه لولا مغفرة الله لاهل بدر كما في الحديث لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. يعني لولا انه سبق في علم لا العفو والمغفرة التامة لاهل بدر لكانوا يستوجبون العقاب في ذلك اليوم. وقيل معناه لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم. اي لن يعذبهم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وبين اظهرهم كمثل قوله تعالى في سورة الانفال ذاتها وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وقد ذهب الامام الطبري رحمه الله الى ان هذه المعاني كلها داخلة تحت اللفظ وانه يعمها كل ذلك يحتمل لولا كتاب من الله سبقه لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم فهذا كله ينفي الذنب والمعصية. لان من فعل ما احل له لم يعصي. قال الله تعالى فكلوا مما ما غنمتم حلالا طيبا. وقيل بل كان عليه السلام قد خير في ذلك وقد روي عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال جاء جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال خير اصحابك في سارة انشاء القتلى وانشاء الفداء على ان يقتل منهم في العام في العام المقبل مثلهم فقالوا الفداء ويقتل منا. هذا الحديث وقد اخرجه الترمذي وقال حسن غريب. واورد في الباب عن ابن مسعود انس وابي برزة وجبير ابن مطعم رضي الله عنهم جميعا نحوه من هذا المعنى. والحديث في لفظ الحاكم وصححه تبني ورد ويه والبيهقي وقال الذهبي غريب جيد الاسناد بلفظ قال عليه الصلاة والسلام لاصحابه يوم بدر لما وقع وسارى في ايديهم وقد كانوا سبعين. قال ان شئتم قتلتموهم. وان شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء خيرهم عليه الصلاة والسلام. وذلك انه كما علمتم ليلة الجمعة الماضية. لما استشار اصحابه الكرام رضوان الله عليهم كانوا على رأيين فصنف كان يميل الى الفداء. كما مر في حديث صحيح مسلم وكان يميل الى هذا الرأي من اجلة وحابة ابو بكر رضي الله عنهم اجمعين. فقال مشيرا بالفداء لانها رحم ويمن عليهم. وعسى الله ان يهديهم. والرأي الاخر كان على القتل وان تكون العزة والغلبة في تمام اوجه يوم بدر بقتل الاسارى. وكان يميل الى هذا من الصحابة رضي الله عنهم وعلى رأسهم عمر الفاروق رضي الله عنه. فخيرهم ولما رأى الرأيين كما في هذه الرواية عند قال ان شئتم قتلتموهم وان شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء. يعني يفدى كل اسير بمال يدفعه اهله وبمكة فيطلق سراحه مقابل ذلك المال. قال عليه الصلاة والسلام وان شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء تشهد منكم بعدتهم. يعني فان رأيتم هذا الرأي سيكون فيكم شهداء بعددهم يعني سبعين قال الحديث وهو عند الحاكم قال فكان اخر السبعين ثابت ابن قيس استشهد باليمامة رضي الله عنهم جميعا يشير الى ان عامة غزاة بدر من الصحابة ماتوا شهداء رضي الله عنهم جميعا وارضاهم. لاورد المصنف هذه رواية في السير في مسألة تخيير النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يخير اصحابه الا والوحي ينزل. يأذن فما خيرهم الا باذن. فلما خيرهم فاختاروا فكيف يقال عتب من الله على اختيار الفداء في الاسارى؟ لن يخيرهم الا عن وحي من الله جل جلاله. نعم. وهذا دليل على صحة ما قلناه. وانهم وانهم لم يفعلوا الا ما اذن لهم فيه. ولكن بعضهم ما لك. ولكن ولكن بعضهم مال الى اضعف الوجهين مما كان الاصلح مما كان الاصلح غيره غيره. مما كان الاصلح غيره من الاثخان والقتل فعاتبوا فعاتبوا على ذلك. وبين لهم ضعف اختيارهم وتصويب اختيار غيرهم. وكلهم غير عصاة ولا مذنبين والى نحو هذا اشار الطبري ايضا هو في تأكيد لمعنى انه لم يقع يوم بدر شيء مما يمكن ان يسمى مخالفة او معصية او ذنبا وان الاية تحتمل معاني تقدمت الاشارة اليها نعم. وقوله عليه السلام في هذه القضية لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه الا اعمر اشارة الى هذا من اشارة الى هذا من تصويب رأيه ورأي من اخذ بمأخذه في اعزاز في الدين واظهار كلمته وابادة عدوه وان هذه القضية لو استوجبت عذابا نجا منه عمر ومثل وعين عمر لانه اول من اشار بقتلهم ولكن الله لم يقدر عليهم في ذلك عذابا لحله لهم فيما سبق نجا منه عمر ومثله. يشير الى من كان من الصحابة يوم بدر يرى رأي عمر رضي الله عنه كمثل سعد ابن معاذ رضي الله عنه فانه ايضا اثر عنه انه قال الاثخان احب الي من ابقاء الرجال الافخام يعني القتل قتل الاسرى. قال احب الي من استبقاء الرجال. فكان يرى بعض الصحابة كسعد وعمر انهم يميلون الى رأي قتل الاسارى يوم بدر. يقول رحمه الله وعين عمر يعني لماذا نص على عمر عمر لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه الا عمر. قال لانه اول من اشار بهذا الرأي. لكن الله لم يقدر عليهم عذابا لو انا او لو نزل من السماء عذاب لكنه ما نزل فلم؟ قال من اجل انه كان حلالا لهم فيما سبق فلم ينزل العذاب لانه لم يوجد سببه الموجب له. هذا الحديث لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه الا عمر ليس حديثا ثابتا ويشير المصنف الى هذا الان قال الحافظ ابن كثير بهذا اللفظ لم اره في شيء من الكتب يعني لا يثبت يوم بدر قول النبي عليه الصلاة والسلام لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه الا عمر. وقد يقول القائل يلزم من هذا معنى مستبشع لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه الا عمر فيستثنى عمر وحده فاين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول قائل في الجواب انما اراد غيره من الصحابة رضي الله عنهم جميعا على كل حال فما لم يثبت الحديث لا يمكن التعويل عليه في ايجاد الجواب وهو لم يثبت كما يذكر اهل العلم. وقال الداودي الخبر بهذا لا يثبت ولو ثبت فلما جاز ان يظن ان النبي صلى الله عليه وسلم حكم بما لا نص فيه ولا دليل من نص ولا جعل امر اليه فيه وقد نزهه الله تعالى عن ذلك. وقال القاضي بكر بن العلاء اخبر الله تعالى نبيه والله عليه وسلم في هذه الاية ان تأويله وافق ما كتبه له من احلال الغنائم والفداء. وقد كان قبل لهذا فادوا في فادوا في سرية عبد الله بن جحش التي قتل فيها ابن ابن الحضرمي بالحكم بن كيسان وصاحبه. فما عتب الله ذلك عليهم. وذلك قبل بدر باكثر من عام فهذا كله يدل على ان فعل النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الاسرى كان على تأويل وبصيرة وعلى ما تقدم عندما قبله مثله فلم ينكره الله تعالى عليهم لكن الله تعالى لكن الله تعالى لكن لكن الله تعالى لكن الله تعالى اراد لعظم امر بدر وكثرة وكثرة اسراها والله اعلم اظهار نعمته وتأكيد منته بتعريفهم ما كتبه في اللوح المحفوظ من حل ذلك لهم لا على وجه عتاب وانكار او تذنيب هذا معنى كلامه. معنى كلامه يعني القاضي بكر ابن العلاء الله الذي نقل عنه المصنف هذا الكلام وبه ختم الحديث عن الاية الكريمة ما كان لنبي ان يكون له اسرى ماذا قال القاضي بكر بن العلاء؟ قال كل ما في الاية انها موافقة لمعنى احلال الغنائم ما كان ان يكون له اسرى تأويلها يوافق ما كتبه الله من احلال الغنائم والفداء. في قوله لولا كتاب من الله سبق يعني لولا ما سبق في علم الله من حل الغنيمة لكم امة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال بل هناك قرينة اخرى سرية عبدالله بن جحش التي بعثها النبي عليه الصلاة والسلام في رجب من السنة الثانية للهجرة ورمضان كانت غزوة بدر في السنة الثانية كذلك. فكان بين سرية عبد الله بن جحش وغزوة بدر اكثر من شهرين يقول سرية عبد الله بن جحش وقع فيها فداء الاسرى. وحصل فيها فداء وهذا الذي قتل فيها ابن الحضرمي بالحكم ابن كيسان قال فما وقع عتب من الله فدل ذلك على ان الذي فعلوه كان جائزا وكان هذا قبل بدر قال المصنف باكثر من عام تحقيق انها اقل من ذلك بنحو شهرين. قال فهذا كله يدل على ان ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر في قضية في الاسارى كان على علم وبصيرة. بل وعلى شيء سبق وقوع مثله في سرية ابن الحظرمي او عبدالله بن جحش فقال فلم ينكر الله تعالى عليهم لكن يوم بدر لماذا جاء العتب؟ فيبقى السؤال اذا ان كان حلالا وسائغا وجائزا وتقدم وقوع مثله في سرية عبد الله ابن جحش فلما الاية الكريمة ما كان لنبي لولا كتاب من الله سبق لم العتب؟ قال لكن الله عز وجل في امر بدر والعلم عند الله لعظم يوم بدر وكثرة باسراها سبعون اسيرا وليس شيئا قليلا. اراد عز وجل ان يظهر نعمته. ويؤكد منته بان يخبر انه سبق في اللوح المحفوظ لكم امة محمد ان الله سيحل لكم الغنائم. فاخذتموها على وجه حلال لا على عتاب وانكار. فجعل اية مساقة مساق ذكر المنة والنعمة. وان الاية جاءت لتخبر بنعمة الله على امة الاسلام فيما يوم بدر كأن الاية تقول انما اصبتموه من الاسارى وقبلتموه من الفداء كان قد سبق في علم الله ان الغنائم تكون حلالا لكم فيكون مزيدا في اظهار المنة والنعمة لا على وجه العتب او الانكار. انتهى كلامه في نقله عن القاضي بكري ابن العلاء رحم الله الجميع وتم للمصنف ما اراده في سياق الاية الكريمة في سورة الانفال لولا كتاب من الله سبق الى اخره خير ايه؟ واشير ايضا الى ما ابتدأنا به الحديث عن الاية الكريمة ليلة الجمعة الماضية ان عددا من اهل العلم ذهب الى ان الاية تحمل العتب بل وصريح العتب وذلك ليس متناقضا مع ما ذهب اليه المصنف. ولهذا يقول الامام ابن عطية في تفسيره هذه الاية تتضمن عندي معاتبة من الله عز وجل لاصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم. والمعنى ما كان ينبغي لكم ان تفعلوا هذا الفعل الذي اوجب ان يكون للنبي صلى الله عليه وسلم اسرى قبل دخل فاذا قلت كيف يقول العتاب للصحابة والاية ما كان لنبي قال رحمه الله والاخبار هو لهم ولذلك استمر الخطاب لقوله تريدون عرض الدنيا. فكان المقصود هم الصحابة رضي الله عنهم. قال والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الرجال وقت الحرب ولا اراد قط عرض الدنيا وانما فعله جمهور مباشر الحرب وجاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الاية مشيرا الى دخوله في العتب حين لم ينه عن ذلك حين رآه من العريش وانكره سعد بن معاذ فانه صلى الله عليه وسلم لكنه صلى الله عليه وسلم شغله بغت الامر وظهور النصر فترك النهي عن الاستبقاء عن اسر الاسارى وابقائهم في الايدي. ولذلك بكى صلى الله عليه وسلم وابو بكر حين نزلت هذه الاية وذلك كما تقدم في صحيح مسلم وقد مر سياق الحديث قال رحمه الله ومر كثير من المفسرين على ان اذى التوبيخ انما كان بسبب اشارة من اشار على النبي صلى الله عليه وسلم باخذ الفدية ثم ساق الحديث في استشارة عليه الصلاة والسلام لاصحابه يوم بدر. ومن يرى الاية عتبا لا يراها ذنبا وقع انما يراها فالاولى او يراها مخالفة جاء العفو فيها. فمن رآها مخالفة او ذنبا صغيرا وقع فانما هو شيء جائز لا يقدح في مقام النبوة. حتى تتنبه رعاك الله. الى ان ما يقرره المصنف ليس دفعا بمذهب او لقول يقوله غيره من اهل العلم او انه يتضمن منقصة وقدحا في الانبياء عليهم السلام. حاشا فهذا لا احد من اهل الاسلام كافة. تم للمصنف الكلام عن الاية فينتقل الى الاية الكريمة في سورة عبس واما قوله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى فليس فيه اثبات ذنب له عليه السلام بل بل اعلام الله عز وجل ان ذلك المتصدى له ممن لا يتزكى. وان الصواب والاولى كان لو كشف لك حال الرجلين الاقبال على الاعمى. ذكر غير واحد من المفسرين. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما يخاطب بعض عظماء قريش. وقد طمع في اسلامه فبينما هو يخاطبه ويناجيه اقبل ابن ام مكتوم وكان ممن اسلم قديما رضي الله عنه. فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ويلح عليه وود النبي صلى الله عليه وسلم ان لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل ان يكف ابن ام مكتوم عن السؤال من اجل ان يتفرغ لمن اقبل عليه في دعوته قال طمعا ورغبة في هدايته. والكلام للحافظ ابن كثير في تفسير سورة عبس. قال رحمه الله وود النبي صلى الله عليه وسلم ان لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل طمعا ورغبة تنفيه هدايته وعبس في وجه ابن ام مكتوم واعرض عنه واقبل على الاخر. فانزل الله عز وجل عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى اي يحصل له زكاة وطهارة في نفسه او فتنفعه الذكرى اي يحصل له اتعاظ وانزجار عن المحارم. اما من استغنى فانت له تصدى اي اما الغني فانت تتعرض له لعله يهتدي. وما عليك الا يزكى اي ما انت بمطالب به اذا لم ان تحصل له زكاة واما من جاءك يسعى وهو يخشى اي يقصدك ويؤمك ليهتدي بما له فانت عنه تلهى اي تتشاغل. ومن ها هنا امر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم لما الا يخص بالانذار احدا. بل يساوي فيه بين الشريف والضعيف والفقير والغني هذه الاشارة المجملة التي اوردها الامام الحافظ ابن كثير في سبب نزول السورة هي ما اخرجه عدد من اصحاب السنن كما الترمذي وحسنه وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردوية كلهم عن عائشة رضي الله عنها قالت والحديث صحيح عند الترمذي وابن حبان وغيرهم. قالت رضي الله عنها انزلت عبس وتولى تبني ام مكتوم الاعمى. اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل يقول يا رسول الله ارشدني وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه يعني عن من؟ عن عبد الله ابن ام مكتوم يعرض عنه ويقبل على الاخر ويقول اترى بما ما اقول بأسا؟ فيقول لا. ففي هذا انزلت. اترى بما اقول بأسا يشير به الى ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يتوجه بالسؤال الى هذا الذي اقبل عليه اترى بما اقول بأسا يقول للرجل المشرك هل ترى فيما اعرض عليك من امر التوحيد والاسلام شيء تكرهه؟ فيقول لا. فيرد الرجل المشرك يقول لا ارى بأسا. ومع هذا فكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على عرض الاسلام عليه. وابن ام مكتوم الذي بجواره يسأل ويلح ما كان يجيبه عليه الصلاة والسلام رغبة في ان يظفر باسلام ذلك الرجل المشرك الذي كان بجواره. هذه الاية الكريمة وهذا سبب نزول فاذا فهمت المعنى وقد اخرج عبد الرزاق ايظا وفي تتمة حديث عائشة قال فجعل رسول الله صلى الله عليه سلم يعرض عنه ويقبل على الاخر ويقول اترى بما اقول بأسا؟ فيقول لا. ففي هذا انزلت. اما عند عبد الرزاق وعبد ابن ميد وابي يعلى من حديث انس والسابق اصح من حديث عائشة قال جاء عبد الله بن ام مكتوم وهو يكلم ابي بن خلف فاعرض عنه صلى الله عليه وسلم فانزل الله عبس وتولى ان جاءه الاعمى. قال فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه. وبعض احاديث ساقها ابن كثير رحمه الله فيها تسمية بعض من قصد بقوله وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى. اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الا يزدك. بعض الرواة وهي تسمت عتبة ابن ربيعة وابا جهل ابن هشام وعددا من كبار صناديد قريش انهم كانوا المقصودين لكن الرواية لا تصح كما يقول ابن كثير رحمه الله تعالى اذا فهمت السياق في الاية قبل ان ندخل في كلام القاظي عياظ رحمه الله في معنى عبس وتولى هل ترى في الاية وسبب نزولها شيئا من فعل النبي عليه الصلاة والسلام كان معصية لله او ذنبا وقع فيه يستحق العتب او انه خالف امر الله او حاب في امر البلاغ والشريعة وتعليم الناس الوحي الجواب لا لم يكن شيء من ذلك. بل كل ما كان فيه انه عليه الصلاة والسلام انما كان يبحث عن امر يعضد به الدين وينصر به الاسلام. ويكسب به ايمان اولئك الكبار. ايمان وهؤلاء الكبار هل كان يطمع فيه عليه الصلاة والسلام لحظ نفسه؟ للافادة من اموالهم وغناهم وثرائهم حاشاه عليه الصلاة والسلام انما كان يرى تقوية الاسلام باسلامه. وتعزيز الدين بمكة بدخولهم في الاسلام. الا ترى كيف عز الاسلام بمكة يوم اسلم عمر رضي الله عنه ولما اسلم حمزة رضي الله عنه عز الاسلام باسلام هؤلاء فكان يبحث عن الاسلام من يتقوى بهم الدين في مكان عمار ابن ياسر وابوه وامه يعذبون باستظعاف مكة فيما كان بلال يعذب بمكة في مكان الضعفاء يفر بالهجرة الى الحبشة كان يبحث عليه الصلاة والسلام عن تقوية الاسلام وتعزيز صفوف المستضعفين بمكة باسلام هؤلاء فليس في هذا شيء من ذلك قط. ولذا قال عدد من شراح الحديث في تفسير اعراضه عليه الصلاة والسلام عن ابن ام مكتوم واقبال على هذا الذي كان عنده من عظماء قريش يقولون هذا لا يقدح في مقام النبي صلى الله عليه وسلم. لوم الله للنبي عليه الصلاة والسلام في اعراضه عن ابن ام مكتوم واقباله على الرجل المشرك غير قادح لانه كان يرجو اله على المشرك ان يسلم قومه باسلامه. وهذا من باب المداراة. اما ذكر المجيء مع الاعمى مع عماه ذلك ينبئ عن تجشم كلفة ومن تجشم القصد اليك على ضعف فحقك الاقبال عليه لا الاعراض عنه هذا مع ان ابن امي مكتوم لم يكن امن بعد كما يقول بعض الشراح يعني ما كان مسلما وجاء يسترشد بل كان ايضا يأتي يبحث عن الاسلام. لان الله قال وما لعله يزكى. قال ولو كان قد صح ايمانه فلم يعرظ عنه صلى الله عليه وسلم. ولو اعرظ عنه لكان العتب وكذلك لم يكن ليخبر عنه ويسميه بالاسم المشتق من العمى دون الاسم المشتق من الايمان والاسلام يعني لو كان ابن ام آآ مكتوم مسلما لما قال ان جاءه الاعمى. لكن الاية يقول تشير اشارة الى انه لم يكن مسلما بعد. قال ولو كان قد في الايمان قبل ذلك وانما دخل بعد نزول الاية وفي الحديث بيان صدق اخبار النبي عليه الصلاة والسلام بكل ما اوحي اليه وان كان لوم او عتب موجه اليه ما كان يخفي اية فيها شيء من العتب لكنه الصدق الكامل الذي جعله الله عز وجل وصفا لنبيه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. اذا فهمت ذلك راعاك الله فعبس وتولى في الاية الكريمة جاءت على هذا المعنى عتبا لطيفا ليس لذنب ومعصية بل لامر كان يراد فيه من النبي عليه الصلاة والسلام امر اتم واكمل تعزيزا للدين والذي فعله عليه الصلاة والسلام ما كان لحظ نفس ولا لهوى ولا لغرض اخر سوى نصرة الدين وهو القصد الذي بعث به عليه الصلاة والسلام سيجيب المصنف رحمه الله عما يتعلق بالاية الكريمة وان الاستدلال بها لا يصح لمن يقول بتجويز وقوع الانبياء في الذنوب والصغائر. يعني حتى لو كان مذهبي القول بتجويز وقوع الانبياء في فالاستدلال بالاية هنا لا يكون مساعدا على اثبات هذا المعنى. نعم واما قوله واما قوله عبس وتولى ان جاءه الاعمى فليس فيه اثبات ذنب له عليه السلام بل اعلام الله عز وجل ان ذلك المتصدى له مما ممن لا يتزكى وان الصواب كان لو كشف لك حال الرجلين الاقبال على الاعمى ان الصواب لو كشف لك حال الرجلين لكان هو الاقبال على الاعمى وليس الاعراض عنه لكنه ما يعلم الغيب عليه الصلاة والسلام. يعني لو كان يعلم الغيب وان هذا المشرك لن ينتفع باقباله عليه ولا باهتمامه به ولا بحرصه عليه. وان ذلك الاعمى سيهتدي ويقبل لانصرف اليه صلى الله عليه وسلم. لكنه لم يكن يعلم والغيب. وفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل وتصديه لذلك الكافر كان طاعة لله وتبليغا عنه واستئنافا له كما شرعه الله له. لا معصية ولا مخالفة له نعم. وما قصه الله له عليه السلام من ذلك اعلام بحال الرجلين وتوهين امر الكافر عنده. والاشارة الى الاعراض عنه بقوله تعالى وما عليك الا يزكى وقيل اراد بعبس وتولى الكافر الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم. قاله ابو تمام. نعم قيل ان قوله تعالى عبس وتولى ليس المراد النبي صلى الله عليه وسلم بل الكافر الذي كان جالسا مع الاعمى فانه غضب واشمأز وتضايق وانزعج من وجود الاعمى بجواره ولو لم يلتفت اليه النبي عليه الصلاة والسلام لكنه كان يرى ان مثله لا ينبغي ان يجالس الضعفاء ولا العميان ولا المستضعفين بمكة. وانه ينبغي ان يخص بالمجلس والحديث والاقبال عليه. فيكون معنى الاية على هذا او العبس وتولى اي ذلك الرجل الكافر. ان جاءه الاعمى يعني اقبل معه وما يدريك فكان الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام. الا انه تأويل متكلف لا يساعد عليه سياق الاية. لان ضمير الغيب في وتولى ثم الالتفات وما يدريك لعله يزكى لا يساعد الا ان يكون المقصود واحدا وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ولضعف هذا التفسير او المعنى جعله المصنف اخرا واشار اليه بقوله وقيل اراد كذا وكذا يعني اشارة الى عدم قوة هذا القول او ثبوته عنده رحمه الله تمام. واما قصة ادم عليه السلام وقوله تعالى فاكلا منها. بعد قوله ولا تقربا الشجرة فتكونا من الظالمين. وقوله تعالى الم انهكما عن تلكما الشجرة وتصريحه تعالى عليه بالمعصية بقوله تعالى وعصى ادم ربه فغوى اي جهل. طيب هذا هو الموضع السادس من الادلة التي استدل بها القائلون بتجويز وقوع الانبياء عليهم السلام في صغائر الذنوب وحتى نكرر ما سبق ايراده مرارا. القائلون بالجواز يقيدون هذا الجواز بالوقوع في الذنب ان يكون غيرة والشرط الا تكون صغيرة من الصغائر توجب اسقاط المروءة ولا الخسة ولا الحقارة ولا المهانة لان الانبياء مرفعون عن ذلك كله عليهم السلام. وهم مقيد ايضا بان الذنب هذا الذي يقع لا يتكرر منهم وليس منهم اصرار عليه. ومع ذلك كله فان لطف الله سرعان ما يحيط بهم اذا وقع مثل فتنزل عليهم التوبة ويستدرك الوحي ويأتي العتب الكريم من الرب جل جلاله لانبيائه عليهم السلام. كل هذه القيود كرام تؤكد لكم ان القول بالجواز ليس يحمل اي شيء من معاني القدح في مقام النبوة اطلاقا لكنه مصير الى القول بظواهر الايات. وما دلت عليه الادلة. وهذا من اصلحها. يعني هذا في قوته عند القائلين جواز كمثل قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك. او قوله فاستغفر لذنبك. فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. لانه صريح بتسمية الذنب ونسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام مع ما في الايات الكريمة كما تقدم من وجوه تحتمل التأويل. لكنه مذهب ليس بالبطلان على درجة لا استقيموا معها الدليل وهذا من اصلح الادلة. وعصى ادم ربه فغوى. وادم عليه السلام ابو وابو البشر والاية صريحة في نسبة العصيان اليه. والمقصود بالمعصية هنا اي معصية الاكل من الشجرة في الجنة كما حكته الايات الكريمة في البقرة والاعراف وصاد وغيرها من سور القرآن وعصى ادم ربه ثم قال فغوى فنسب اليه الغواية وهي من معانيها الظاهرة ابتداء هو عدم الاستقامة على امر الله ثم قال ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى فذكر التوبة يعني وقوع الذنب قبلها وهدى اشارة الى انه بعدما تاب الله عليه كانت الهداية. فهي ايضا تشير في تضمنها الى معنى ان الذي وقع كان خلاف ذلك. فهذا من اصلح الادلة التي استدل بها القائلون بجواز وقوع الذنب الصغير من الانبياء الكرام عليهم السلام. وتأكيدا لذلك فان الامام القرطبي رحمه الله لما جاء الى تفسير الاية الكريمة وعصا ربه فغوى قبل ان يدخل في تفاصيلها اشار رحمه الله الى هذه القضية فقال القول تقدم في سورة بقرت القول في ذنوب الانبياء ثم قال وقال بعض المتأخرين من علمائنا والذي ينبغي ان يقال ان الله تعالى قد اخبر بوقوع ذنوب من بعضهم. ونسبها اليهم وعاتبهم عليها. واخبروا بذلك عن نفوسهم يعني من الذي بلغنا وعصى ادم ربه فغوى؟ النبي صلى الله عليه وسلم من الذي بلغنا الاية لما نزلت عليه وحيا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك هو النبي عليه الصلاة والسلام. قال واخبروا بذلك عن قوسهم وتنصلوا منها. يشير الى حديث الشفاعة وان كل نبي لما تأتيه البشرية تطلب الشفاعة يعتذر امر يراه غير لائق بمثله ان يطلب الشفاعة من الله في ذلك الموقف العظيم المهيب الوجل. قال فتنصلوا منها تغفروا منها وتابوا وكل ذلك ورد في مواضع كثيرة لا يقبل التأويل جملتها وان قبل ذلك احدها يعني يمكن ان اجد جوابا عن اية وحديث ودليل لكن المجموع يصعب تأويله جملة لان نقول لا لم يقع من الذنوب قط من الانبياء. فمجموع الادلة واحادها لا يساعد على ذلك. قال رحمه الله وكل ذلك وهذا الذي اود التأكيد عليه. قال وكل ذلك مما لا يزري بمناصبهم. وانما تلك الامور التي وقعت منهم على جهة الندور وعلى جهة الخطأ والنسيان او تأويل دعا الى ذلك فهي بالنسبة كغيرهم حسنات وفي حقهم سيئات بالنسبة الى مناصبهم وعلو اقدارهم. اذ قد يؤاخذ الوزير بما يثاب عليه السائس فاشفقوا من ذلك في موقف القيامة مع علمهم بالامن والامان والسلامة. قال وهذا هو الحق لقد احسن الجنيد حيث قال حسنات الابرار سيئات المقربين فهم صلوات الله وسلامه عليهم. وان كانوا قد النصوص بوقوع ذنوب منهم ذنوب منهم فلن يخل ذلك بمناصبهم ولا قدح في رتبتهم ثم اشار رحمه الله بانه ما وقع ذلك منهم الا وقد زادهم الله رفعة بعدها. فما كانت تلك المواقف قضايا التي وقعت الا مزيدا في رفعة اقدارهم وعلو مناصبهم عليهم السلام. هذا حتى لا يقع في قلب احد شيء من المعنى المستقبح انه من ذهب من العلماء الى ان الى انه يجوز وقوع بعض الانبياء في طغيرة من الصغائر ان هذا امر عظيم. بل هو كما سمعت رعاك الله بقيود مذكورة وانها انما هي قول بظواهر ما دلت عليه النصوص. وخاصة الصريح منها في مثل قوله وعصى ادم ربه فغوى. والله يقول ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما وقوله ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. وادم عليه السلام لما تاب قال ربنا ظلمنا انفسنا. وان لم تغفر كر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. هذه الايات في قصة ادم عليه السلام. في سورة البقرة والاعراف والشعراء وصاد تؤكد لك ان الذي وقع كان خطأ. اقر به ابونا ادم عليه السلام. واعترف واستغفر واخبر الله بتوبته فالقول بذلك لن يكون تعديا على مقام الانبياء بل هو قول بما دلت عليه الادلة. الا ان القاضي عياض رحمه الله فيما رجحه هو وطائفة من اهل العلم القول بعدم جواز وقوع الانبياء في شيء من الذنوب ولا حتى الصغائر فاحتاجوا الى اجابات عن هذه الادلة. والمقصود ان المصنف رحمه الله سيورد في معنى الاية الكريمة ما يقرر او ما يكون جوا على ما ذهب اليه من القول بعدم جواز وقوع الصغائر مع ان الاية تشير اليه. ويؤكد ذلك ايضا في معنى الاية الكريمة ما الائمة في عدد من دواوين السنة فيما يتعلق بشأن ابينا ادم عليه السلام في حديث الشفاعة وفي حديث ادم عليه السلام مع موسى عليه السلام وقد اخرج البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حاج موسى ادم فقال له قال موسى يعني انت الذي اخرجت الناس من الجنة بذنبك واشقيته فقال ادم عليه السلام يا موسى انت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه اتلومني على امر قد كتبه الله علي قبل ان يخلقني او قال قدره الله علي قبل ان يخلقني قال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى يعني غلبه بالحجة فيما اجابه به عليهما وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام والمقصود ايضا اثبات الامر وموسى عليه السلام يقول انت الذي اخرجت الناس من الجنة بذنبك واشقيتهم. فاجاب ادم وعليه السلام معتذرا بان الذي وقع منه كان قدرا من الله جل جلاله والحديث في شرحه كلام نفيس لاهل العلم في عدم بالاحتجاج بالقدر على المعايب ولكن يتسلى به في المصايب على ما يقرره العلماء ولهم كلام ليس هذا موضعه ان المراد بيان هذه الطريقة التي اراد المصنف رحمه الله تعالى الاشارة اليها في شأن ما يتعلق بعصمة الانبياء اي عليهم السلام جوابا عن هذه الاية الكريمة. ولعل تمام كلام المصنف رحمه الله تعالى عن هذه الاية في قوله وعصاته ربه فغوى يأتي تباعا ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. وما يزال في ليلتنا هذه بقية ومتسع وفي جمعتنا غدا مزيد ايضا بكثرة الصلاة والسلام على من قال الله لنا عنه يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. يقول الامام السعدي رحمه الله اقتداء بالله وملائكته وجزاء له على بعض حقوقه عليكم. وتكميلا لايمانكم وتعظيما له صلى الله عليه وسلم ومحبة واكراما وزيادة في حسناتكم وتكفيرا من سيئاتكم صلوا عليه وسلموا تسليما فمن اراد النجاة والسعادة ومن اراد الوفاء والاكرام ومن اراد ان يكون في ركاب المحبين الذين تنبض قلوبهم شوقا وانسا ووفاء وحبا للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. فليلهج في دنياه هذه ما استطاع بكثرة الصلاة والسلام عليه فانه والله سالك درب محبته ولا بد. ثم هو سيحمل نفسه حملا. على الاقتراب من هديه الاكمل وسنة الغراء عليه الصلاة والسلام فمن كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام اشد حبا كان لسنته اكثر اتباعا سلك الله بنا جميعا سبيل محبته واورثنا التمسك بسنته. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين واجعل الهي صلاتنا وسلامنا على النبي صلى الله عليه وسلم رفعة في الدرجات. وتفريجا للكربات وتحقيق بل للامال ودفعا للمهمات يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق قيل مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك لنا ولامة الاسلام جميعا ان تحفظنا واياهم من شر الاشرار ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. اللهم انا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ اعوذ بك من شر كل ذي شر انت آخذ بناصيته انت مولانا فنعم المولى ونعم النصير. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين واجعلها ليلة مباركة لنا وللمسلمين اجمعين. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين