والمسلم باسلامه وايمانه اتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسول الله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل لا مستكبر. ان طلب العلم عام اجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى شريك له. له الحمد في الاخرة والاولى ومن استن بسنته واهتدى. اما بعد اخوة الاسلام في كل مكان. فمن هذه البقعة الطاهرة الشريفة المباركة في هذه الليلة الجليلة ليلة الجمعة ينعقد هذا المجلس بفضل سن في مدارستنا لكتاب الشفاء. المجالس لما عم البلاد من الوباء الذي طبق الارض نسأل الله تعالى ان يأذن برفعه وزواله وان يرحم البلاد والعباد. اما وقد عادت مجالس المسجد الحرام بفضل الله تعالى ومنته وتوفيقه وانعقاد هذه الدروس في رحاب بيته الحرام. وعلى مقربة من الكعبة المعظمة. فان هذا من عظيم فضل الله تعالى علينا الذي يستوجب شكرا وحمدا وثناء لربنا الكبير المتعال. ثم اخذا بالاسباب التي يوجه بها من اجلها دخول الناس وجلوسهم وغشيانهم للمجامع اخذا باسباب السلامة والوقاية وصون النفوس الحفاظ عليها حفظنا الله واياكم من الاسقام والادواء والاوبئة والامراض. ثم ان هذا المجلس المنعقد في هذه الليلة ونحن في التاسع من شهر صفر سنة ثلاث واربعين واربعمئة من الهجرة فانما هو استمرار لمجالس مضت كما اسلفت انعقدت في مدارسة هذا الكتاب في ليلة كهذه نغترف فيها من صلاتنا وسلامنا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم نلتمس بركة هذه الليلة بكثرة صلاتنا وسلامنا عليه. وهو القائل صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليل الجمعة. فان صلاتكم معروضة علي. وهذا المجلس الذي حدثوا فيه عن حقوقه صلى الله عليه وسلم متضمنا لمكانته ورفيع قدره عند ربه جل وعلا. فانما نستلهم في مجلس كهذا صلوات تترى. على نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي صلوات كفيلة بان تتنزل باضعافها عشرا صلاة من ربنا على احد بصلاته على نبيه صلى الله عليه وسلم. عليك صلاة رب الكون تترى. ايا رمز التسامح في البرايا صلاة في الثواب تصير عشرا. فيا لله ما ازكى العطايا. فاكثروا من صلاتكم وسلامكم عليه. واجعلوا هذا المجلس عامرا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. تستفتحون هذه الليلة المباركة بهذا الذكر العظيم وهذا الاغتناز من الخيرات والبركات والرحمات. فعودا حميدا بفضل الله تعالى الى مجالس مدارسة كتاب الشفاء تعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم فقالوا نراك تحب الشفاء وتخبر فيه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم فقلت لاني عليل الفؤاد وكل عليل يحب الشفاء. فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. فهذا المجلس السادس والثمانون بعد المئة بل الثامن والثمانون بعد المئة من مجالس مدارستنا لكتاب الشفا. وكان قد وقف بنا الحديث في اثناء الثالث من الكتاب ذلك ان الكتاب اربعة اقسام القسم الاول في بيان عظيم وحفظ الله عز وجل لهم في مقام النبوة وتبليغ الوحي والرسالة عن اي خلل او زلل او نقص او سهم. لان هذا ان حصل فهو قدح في النبوة. والنبوة من الله جل على وقد تكفل الله لهم بهذا الامن في مثل قوله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم سنقرؤك فلا تنسى وقوله سبحانه ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنا. وهم لا يكتمون شيئا من الوحي. كيف وقد بعث بعثهم الله تعالى بتبليغه. قال الله عز وجل يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. وان لم تفعل فما بلغت ويقول ايضا جل جلاله ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين وقال امرا له عليه الصلاة والسلام قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم هذا اولا وهو عصمتهم عليهم السلام فيما يتعلق بالوحي وتبليغ الرسالة. ثانيا فيما يتعلق فهل يجوز ان يقع من الانبياء ذنب او خطأ او معصية؟ فيه تفصيل ان كان المقصود كبائر الذنوب كالفواحش والموبقات فهم معصومون منها قبل البعثة وبعدها فلم يقع من احد من الانبياء كبيرا من الكبائر لم يقع منهم كبيرة لا قبل النبوة ولا بعدها. اما قبل النبوة فلانها صيانة لمكانتهم واحتفاظا اقدارهم في اعين اممهم. وادعى لقبول ما يأتون به من رسالة ربهم. واما بعد النبوة هم اجل قدرا والوحي يغشاهم وعصمة الله تحيط بهم هذا فيما يتعلق بالكبائر قبل البعثة وبعدها. اما ما يتعلق بالرسالة والوحي فانه كذلك هم معصومون منه كما تقدم ويبقى الحديث عن بعض الذنوب وصغائر الامور وخسائسها وسفاسفها التي هي خطأ وغير لائق دون ما يتعلق بشيء من الرسالة وتبليغ الوحي. ففي جواز وقوع مثل هذا النوع دون مواضع. يا ايها النبي لما تحرم ما احله الله لك ما كان لنا لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض. عبس وتولى ان جاءه الاعمى هذا احد القولين والقول الاخر انهم معصومون مطلقا من كل الذنوب صغيرها وكبيرها ولا يقع من شيء وكل ما جاء في النصوص مما يدل ظاهره على شيء من الخطأ او الذنب فان له وتأويلا يحمله على غير هذا المراد. وهذا الذي مال اليه المصنف الامام القاظي عياظ رحمه الله رجحه ومشى عليه في كتابه. وان كان ليس هو بالقول الراجح عند المحققين. لكنه احد القولين الذين يقررانهما اهل العلم في كثير من المصنفات. والقول بعصمة الانبياء مطلقا قبل النبوة وبعدها من كل ذنب صغير وكبير سهوا وعمدا وانهم لا يمكن ان يقع منهم سهو او غلط او ذنب او معصية هذا قول قول في اصله محدث في الامة واول من الرافضة ونسبوه الى ائمتهم وانهم في حكم المعصومين مطلقا من كل ذنب ثم تبعهم بعض تأخري فقهاء المذاهب ولهم في ذلك دليلان او شبهتان اولاهما ان الانبياء مأمورون باتباع وان هذا يستلزم تصويب كل فعل صادر عنهم. وهذا قد يكون مدعاة لاننا لو نسبنا الخطأ او الزلة او السهو انه سيتبعهم على ذلك انبياؤهما اممهم. والجواب عن ذلك اننا قيدنا جواز وقوع ذلك فيما لا يقره الوحي. فيأتي استدراكا ولذلك جاءت ايات القرآن في هذا السياق. وهم يرون ثانيا في شبهة هذا القول ان القول بتجويز وقوع الذنب والغلط والزلل من الانبياء والرسل عليهم السلام مناف للكمالات التي هيأ الله تعالى لها الانبياء والرسل والجواب عن ذلك انه بالعكس فذلك ادعى لاثبات كمالاتهم البشرية. فهم ليسوا ملائكة وليسوا خلقا اخر ووقوع السهو والخطأ اليسير والذنب الذي سرعان ما يتم بيانه في الوحي واستدراك ادعى لقبول اممهم وانهم بشر مبعوثون من الله. واننا مأمورون باقتدائنا بهم وانهم اجل قدرا يرفع شأنا من سائر اممهم. او لست ما سبق في اوائل هذا القسم من الكتاب ليتم لنا ادراك ما قد وقف الحديث عنده فاننا قد شرعنا قبل في فصل جعله المصنف رحمه الله تعالى جوابات عن ما اورده القائلون بجواز وقوع الخطأ الذنب الصغير من الانبياء والرسل فقال فصل في الرد على من اجاز عليهم الصغائر والكلام على ما احتجوا به في ذلك. ثم شرع يورد الادلة دليلا دليلا. ويورده ويجيب عنه. يريد ان كل ما يذكره القائلون بالجواز فله تفسير وتأويل يحمله على عدم وقوع الذنب او او المعصية من الانبياء والرسل عليهم السلام. فمثلا اورد قول الله سبحانه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال القائلون بجواز وقوع الذنب الصغير؟ قالوا هذا ربنا يقول لنبينا صلى الله عليه وسلم ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب بك وما تأخر فدل هذا على وجود ذنب قد غفره الله فلو لم يكن ذنب لما كان للاية معنى. واجاب عن هذا. ومثل قوله تعالى الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك والوزر الذنب وهو الامر الذي يثقل ظهر صاحبه. واجاب عنه كذلك. ومثل قوله سبحانه وتعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم في مقام المعاتبة اللطيفة لنبينا صلى الله عليه وسلم. وقوله سبحانه في اسارى بدر اكان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض. تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة. والله عزيز حكيم. وقوله عبس وتولى وقوله في شأن ادم عليه السلام وعصى ادم ربه فغوى وقوله في شأن يونس عليه السلام اذ ابق الى الفلك المشحون فساهما فكان من المدحظين. وفي قوله اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ومثل قوله عن داوود عليه السلام. وظن داوود انما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب. وقوله ايضا في شأن قصة يوسف عليه السلام. ولقد همت به وهم بها لولا الى ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين هذه تسع مواضع من الايات التي يدل ظاهرها على جواز وقوع الذنب الصغير او السهو والخطأ من الانبياء والرسل عليهم السلام. لكن الله حفظهم وعصمهم فلم يكن هذا قادحا في كمالاتهم. ولا مسقطا اسوة الامم بهم ولم يقروا على شيء من ذلك. وما زال المصنف رحمه الله في سياق هذا الفصل يكمل الادلة وها نحن اتابعها ونبدأ من ايراد دليل في قضية وقصة موسى عليه السلام وقتله للقبطي وقتله للفرعوني الذي استغاث به. لما قال الله سبحانه فوكزه موسى فقضى عليه. قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين. قال ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي. فغفر له انه هو الغفور الرحيم. وعلى المنهج ذاته سيورد المصنف رحمه الله الاية ويجيب عنها بما ينقله من تفسير السلف بحيث يبين ان محمل اية ليس على ظاهره في اثبات وقوع الذنب او الخطأ او المعصية اما وقد تبين لك اصل الخلاف بين اهل العلم وطريق ثقتهم في تقرير المسألة ادركت ما الذي يسوقه المصنف رحمه الله تعالى؟ فنربط السابق باللاحق سائلين الله التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله واما خبر موسى عليه السلام مع قتيله الذي وكزه فقد نص الله تعالى انه من عدو قال كان من كان من القبط الذين على دين فرعون ودليل السورة في هذا كله انه قبل نبوة موسى وقال قتادة وكزه بالعصا ولم يتعمد قتله. فعلى هذا لا معصية في ذلك. هذا اولا. قال الله عن قصة موسى عليه السلام ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها قيل المقصود هنا وقت القيلولة في منتصف النهار وقيل بين المغرب والعشاء وكل ذلك مأثور عن السلف دخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه هذا اسرائيلي وهذا قبطي. والمقصود بالاقباط من كان على دين فرعون. ويسمونهم الجبابرة. والاسرائيلي من كان على دين موسى عليه السلام او من كان من بني اسرائيل الذين استعبدهم فرعون واستضعفهم وآآ استعبدهم بان سخر نساءهم ورجالهم وقتل اولادهم فكانوا مستضعفين. قال الله ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض. ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه. قيل انه كان يريد ان يحمل عليه حملا. واراد ان يؤذيه وكان يتنازعان في الامر فهب موسى عليه السلام لنجدة هذا الاسرائيلي الذي استغاث به فجاء موسى عليه السلام فوكس القبطي وكزه او لكزه او لهزه بمعنى واحد في اللغة. ضرب بجمع كفه في صدره فكانت ضربة قاتلة وقد اتى الله موسى عليه السلام قوة وبطشا وشدة فوكزه موسى وكسا القبطي فقظى عليه مات قال موسى عليه السلام هذا من عمل الشيطان يعني الذي حصل والقتل الذي لم يكن يقصده وهذا ظاهر من سياق الاية انه عدو مضل مبين. قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي. فغفر له انه هو الغفور الرحيم ظاهر السياق كما ترون فيه دلالة على ان الخطأ لم يكن عمدا هو خطأ. وقع من موسى عليه السلام. وهذا دليل على ان العصمة لا تتناول الخطأ والذنب غير المقصود فيقول المانعون والرأي الذي يرجحه الامام القاضي عياض لا هذا لم يكن خطأ ولا ينسب الى موسى عليه السلام هذا الفعل وهو في سياق هذا يجيب عن الاية. قال واما خبر موسى عليه السلام مع قتيله الذي وكزه فقد نص الله تعالى انه من عدوه. قال كان من القبط الذين على دين فرعون. كما قال ابن عباس وقتادة والسدي وغيره وهم رحمهم الله يقول المصنف ودليل السورة في هذا كله انه قبل نبوة موسى عليه السلام من اين عرفنا هذا في السورة قال انه كان قبل نبوة موسى عليه السلام من اين الله عليه بعد قضاء نعم انه بعد حادثة القتل جاء البحث عن موسى عليه السلام فخرج هاربا توجه الى اين تلقاء مديا ثم هناك التقى بالفتاتين فسقى لهما ثم تولى الى الظل. فقال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير كل هذا وموسى عليه السلام لم يكن نبيا بعد. فلما انتهى من سقيا المرأتين وحصل له التزويج باحداهما فلما موسى الاجل وسار باهله انس من جانب الطور نارا قال لاهلهم كثوا اني انست نارا. هناك اتاه الوحي وكلمه الله اصبح نبيا عليه السلام. اذا فكان هذا كما يقول المصنف قبل النبوة. ومعنى هذا اننا على القول بان القتل قد فان الجواب عنه ان موسى عليه السلام انذاك لم يكن نبيا بعد. وانه ايضا لم يكن قتلا فهو لم يقتل. انما ولم يكن من شأن الضربة بجمع اليد على الصدر ان تقتل لكنها قد يموت بها المضروب وهذا الذي حصل. نعم. وقال قتادة وقال قتادة وكزهوا بالعصا ولم يتعمد قتله فعلى هذا لا معصية في ذلك وكذا قال ابن اسحاق وغيرهم نعم. وقوله هذا من عمل الشيطان وقوله ظلمت نفسي جواب عن هذا السؤال. طيب فهمنا انه ما قصد القتلة ولا تعمده وان هذا كان قبل ان يكون نبيا عليه السلام. فاذا لماذا يقول هذا من عمل الشيطان ولماذا يستغفر الله قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي لماذا يقع هذا اسمع الجواب وقوله وقوله هذا من عمل الشيطان وقوله ظلمت نفسي فاغفر لي. قال ابن جريج قال ذلك من اجل انه لا ينبغي لنبي ان يقتل حتى يؤمر. نعم والانبياء عليهم السلام لعظيم منزلتهم ورفعة مقاديرهم عليهم السلام يشفقون مما لا يشفق منه غيرهم وهكذا شأن العبد كلما علا قدره عند ربه وارتفع شأنه وعظم صلاحه وتقواه لربه كان اشد حرصا واكثر خوفا واعظم حب بل لربه سبحانه وتعالى ومقامات العبودية في عبادات القلب تتفاوت فكلما اقترب العبد ونال من قرب ربه وولايته كان شأنه في تلك المقامات اعلى فلهذا هم لا يرون ذلك بانه ذنب عظيم. لكن النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يستغفر الله عز وجل في اليوم مائة مرة وفي المجلس الواحد يحصي عليه اصحابه رضي الله عنهم اكثر من سبعين استغفارا. هل يقال ان كثرة الاستغفار الذي يصل سبعين مرة في المجلس الواحد هو لكثرة الذنوب والمعاصي. حاشاه صلى الله عليه وسلم لكنه كما قلت مقامات الكمل الذين كلما كمل قدر احدهم عند ربه كان اعظم توقيرا لله وخشية خشية من الله وقربا من ربه وحبا له سبحانه هذا معنى الكلام. قال ابن جريج من اجل انه لا ينبغي لنبي ان يقتل حتى يؤمر. يعني لو افترضنا انه حصل منه ما حصل قد كان نبيا فالشأن انه ينتظر الوحي فلما بادر ذلك قبل ان يوحى اليه عد ذلك مما يوجب الاستغفار بل ان موسى عليه السلام حتى تعرف ان الامر ليس نابعا من شعور بالذنب اول وقوع في الخطيئة التي يوشك ان يهلك بها. ماذا قال الله عز وجل قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي. ماذا قال الله فغفر له موسى عليه السلام علم ان الله قد غفر له ومع ذلك في حديث الشفاعة لما تأتي الامم الى الانبياء ويأتون الى موسى عليه السلام يعتذر قائدا قتلت نفسا لم اومر بها هذا وهو قد علم ان الله قد غفر له لكن الشأن كما قلت لك هو شدة الوجل والخوف بل ان شئت فقل تقدير الله حق قدره في قلوب الصفوة من عباده. وهذا امر عظيم. فيحمل هذا الكلام. قال هذا من عمل الشيطان قوله اني ظلمت نفسي فاغفر لي محمول على هذا المقام والله اعلم وقال النقاش لم يقتله عن عمد مريدا للقتل. وانما وكزه وكزة يريد بها دفع ظلمه قال وقد قيل ان هذا كان قبل النبوة وهو مقتضى التلاوة مقتضى التلاوة يقصد سياق الايات في سورة القصص التي آآ سمعت كيف كان ترتيبها في السورة فيدل على ان الذي كان قبل نبوته عليه السلام قال الامام الرازي رحمه الله في شأن قصة القتل هذه التي وقعت لموسى عليه السلام. يقول ان القبطي المقتول اما ان يقال انه كان مستحق القتل او لم يكن كذلك فان كان الاول يعني ان كان مستحقا للقتل فلماذا قال موسى عليه السلام هذا من عمل الشيطان ولماذا قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له ولماذا قال في سورة اخرى لما قال له فرعون وفعلت فعلتك التي فعلت وانت من الكافرين. ايش اقصد فرعون بتلك الاية؟ يقصد قتل فاراد ان يحمل هذا حجة على موسى عليه السلام قال وفعلت فعلتك التي فعلت وانت من الكافرين. قال موسى عليه السلام قال اذا وانا من الضالين. يقول الامام الرازي ان كان القبطي مقتولا بحق فنريد ان نفهم الايات. لماذا قال هذا من عمل الشيطان لماذا قال ربياني ظلمت نفسي لماذا قال فعلتها اذا وانا من الضالين وان كان القبطي لم يكن مستحقا للقتل. اذا يكون قتله معصية وذنبا وخطأ ثم اجاب فقال ان قوله هذا من شيعته وهذا من عدوه يدل على انه كان كافرا حربيا. يعني كان كافرا مباح الدم فلماذا يستغفر موسى عليه السلام من قتله وقد كان جائزا قتله؟ فاورد اشكالات يريد ان يجيب عنها. يقول رحمه الله لم لا يجوز ان يقال انه كان لكفره مباح الدم. يعني انه يجوز قتله ولا حرج فيه. اما قول موسى عليه السلام معتذرا هذا من عمل الشيطان فعنه اجابات متعددة منها لعل الله تعالى هذا كلام الرازي رحمه الله يقول لعل الله تعالى وان اباح قتل الكافرين الا انه قال الاولى تأخير قتلهم الى زمان اخر. يعني ليس المراد الا بعد استنفاذ الجهد في دعوتهم وهدايتهم الى دين الحق. قال فلما قتله ترك ذلك المندوب. ولهذا قال هذا من عمل الشيطان ليس يعني القتل بل المبادرة به وتعجيله. هذا جواب. جواب اخر ان تقول ان قوله هذا من عمل الشيطان. اسم الاشارة يعود الى ماذا الى القتل. هذا المتبادل. يقول الرازي يمكن ان نحمل اسم الاشارة هذا الى عمل المقتول لا الى فلنفسه موسى عليه السلام ما الذي فعله المقتول مقاتلته لاسرائيل انه اعتدى عليه وتجبر واذاه. فقول موسى هذا من عمل الشيطان يقصد به ما كان يؤذي به القبطي الاسرائيلية المستضعفة اي عمل هذا المقتول من عمل الشيطان. المراد بيان كونه مخالفا مستحقا للقتل وعلى هذا اختلف تفسير الاية قال ويمكن ان يكون قوله هذا من عمل الشيطان اشارة الى المقتول نفسه انه من جند الشيطان وانه من حزب الشيطان تقول فلان من عمل الشيطان اي من حزبه اما قوله مستغفرا ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي. قال فعلى نهج قول ادم عليه السلام ربنا ظلمنا انفسنا هذا الذي قلت لك استغفار الانبياء. قال والمراد احد وجهين اما على سبيل الانقطاع الى الله والاعتراف بالتقصير عن القيام بحقوقه وان لم يكن هناك ذنب قط او من حيث حرم نفسه الثواب بترك المندوب. وقوله فاغفر لي يغفر لي ترك ذلك المندوب. وفيه وجه اخر ان يكون المراد ربي اني ظلمت نفسي حيث قتلتها هذا الملعون. فان فرعون لو عرف ذلك لقتلني به فاغفر لي. اي فاستره اي ولا توصل خبره الى فرعون فغفر له اي ستره عن الوصول الى فرعون ويدل على هذا التأويل انه على عقبه قال ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين. واما قوله في سورة الشعراء قال فعلتها اذا وانا من الضالين فلم يقل اني صرت بذلك ضالا. لكن فرعون لما قال وفعلت فعلتك التي فعلت وانت من الكافرين. ادعى انه كان كافرا حال القتل فنفى موسى عليه السلام نفى عن نفسه كونه كافرا في ذلك الوقت. واعترف بكونه ضالا. ما معناه؟ معناها متحيرا كمن ضل طريقة متحيرا لا يدري ما يجب عليه ان يفعله وما يدبر به في ذلك الوقت. وهذا كله كما قلت لك من جملة اجابات اهل العلم في شأن قصة موسى عليه السلام التي قال الله عز وجل فيها فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين وقوله تعالى في قصته وفتناك فتونا اي ابتليناك ابتلاء بعد ابتلاء. قيل في هذه القصة وما جرى مع فرعون وقيل القاؤه في التابوت واليم وغير ذلك وقيل معناه اخلصناك اخلاصا. قال ابن جبير ومجاهد من من قولهم فتنت الفضة فتنت الفضة فتنة الفضة فتنت الفضة في النار اذا خلصتها واصل الفتنة معنى الاختبار واظهار صاروا ما بطن الا الا انه استعمل في عرف الشرع في اختبار ادى الى ما يكره. هذه اية اخرى قال الله سبحانه وتعالى في سورة طه وفتناك فتونا قال الله سبحانه وتعالى اذ اوحينا الى امك ما يوحى ان اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له والقيت عليك محبة مني. ولتصنع على عيني اذ تمشي اختك فتقول هل ادلكم على من يكفله فرجعناك الى امك كي تقر عينها ولا تحزن ارأيت الاحداث المتتالية؟ وقتلت نفسا هي قضية القتل السابق ذكرها. فنجيناك من الغم اي غم ما اصابه من الهم وما سيلحقه من اذى فرعون وملاحقته. نجيناك من الغم وفتناك فتونا هل يمكن ان تكون الجملة في هذه الاية دليلا على ان موسى عليه السلام وقع في الفتنة والفتنة تقصيره في احسن احوالها او ذنب من وقع في الفتنة فهو مبتلى. الله يقول وفتناك فتونا فلبثت سنين في اهل مدينة ثم جئت على قدر يا موسى قال المصنف رحمه الله هذه الاية لها تفسيران عند اهل العلم الاول ان قوله وفتناك فتونا اي ابتليناك ابتلاء. ليس المقصود يا اخوة فتناك يعني اوقعناك يا موسى في الفتنة فانت مفتون. واخرج النسائي في سننه الكبرى حديثا طويلا. رواه الطبراني واحمد وغيرهم يسمونه حديث الفتور فيه قصة طويلة ابن عباس رضي الله عنهما يحكي احداث قصة موسى عليه السلام منذ ولادته ورغبة فرعون في قتل كل مواليد بني اسرائيل. ثم رمي امه وقعها في التابوت ورميه في اليم ووصوله بيت فرعون جاته من القتل وتربيته وكل الاحداث التي مرت وشأن لحاق فرعون وغرقه الى ان قال وفتناك فتونا حديث طويل هذا الحديث المقصود فيه بالفتون مواقع الابتلاءات التي مرت في قصة موسى عليه السلام وفتناك فتونا ليس معناه اوقعناك في الفتنة يا موسى فانت مفتون. لا. المعنى ان الله عز وجل ابتلى موسى عليه السلام قال المصنف وقوله تعالى في قصته وفتناك فتونا اي ابتليناك ابتلاء بعد ابتلاء مش المقصود بالابتلاء؟ الاحداث التي اشتملت عليها قصة موسى عليه السلام منذ ولادته وحتى غرق فرعون كلها ابتلاءات ولهذا فقصة موسى عليه السلام من اكثر قصص الانبياء في القرآن ورودا. لكثرة ما فيها من احداث وكل حدث فيه مواقف عدة من الابتلاءات لموسى عليه السلام قال قيل في هذه القصة وما جرى له مع فرعون وقيل القاؤه في التابوت واليم وغير ذلك. هذا المعنى الاول فتناك فتنة تونة ابتليناك ابتلاء بعد ابتلاء ما المعنى الثاني وقيل معناه اخلصناك اخلاصا يقال في اللغة فتنت الفضة في النار او الذهب فتنها الصائغ اذا صهرها في النار حتى تذوب. ثم تتخلص من شوائبها فاذا ذابت فينقى الذهب والفضة في النار من كل ما يخالطها من المعادن الاخرى فهو تخليص لتلك المعادن بصهرها حتى تبلغ درجة الصفاء والنقاء فهذا في اللغة مستعمل قال المصنف اذا معنى فتناك فتونا يعني فعلنا معك يا موسى كما يفعل الصائغ مع سبيكة الذهب والفضة فانه يسهرها حتى يصفيها. قال ابن جبير ومجاهد اخلصناك اخلاصا. يعني صفيناك يا موسى اية اذا في المعنى الاول هو ذكر حال موسى في الابتلاء عليه السلام. وفي المعنى الثاني هو ثناء ومنقبة لموسى عليه السلام اخلص اخلاصا من قولهم فتنت الفضة في النار اذا خلصتها. قال واصل الفتنة معنى الاختبار. واظهار ما لكنه استعمل في عرف الشعر في اختبار ادى الى ما يكره اجاب اذا عن قوله تعالى فوكزه موسى فقضى عليه. واجاب عن قوله وفتناك فتونا. نعم وذلك ما روي في وكذلك ما روي في الخبر الصحيح من ان ملك الموت جاءه فلطم عينه ففقأها. الحديث هذه ايضا من المواضع التي اه تذكر في قصة موسى عليه السلام وسيرته والحديث في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارسل ملك الموت الى موسى عليهما السلام. وعند مسلم جاء ملك الموت الى موسى عليه السلام فقال اجب ربك قال فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها الحديث في الصحيحين فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها. قال فرجع الملك الى الله تعالى فقال انك ارسلتني الى عبد لك لا يريد الموت. وقد فقأ عيني فرد الله اليه عينه وقال ارجع الى عبدي فقل الحياة تريد فان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور يعني على ظهر ثور فما توارت يدك من شعرة فانك تعيش بها سنة. وفي لفظ عند البخاري فقل له يضع يده على متن لثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة يمد في عمره سنوات بعدد ما يقع بيده من الشعرات على ظهر الثوب قال فانك تعيش بها سنة قال ثم ماذا قال ثم تموت قال فالان من قريب ربي امتني من الارض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو اني عنده لاريكم قبره الى جانب الطريق عند الكثيب الاحمر هذه قصة موسى عليه السلام مع ملك الموت في الصحيحين وفيها ضرب موسى عليه السلام لملك الموت وفقؤه لعينه وهذا خطأ هذا اعتداء وانتم تقولوا لا يجوز على الانبياء الخطأ ولا الذنب ولا المعصية. والحديث في الصحيحين وكذلك اورده المصنف ليجيب عنه بما يدفع هذا الاستشكال وانه ليس معصية او ذنبا وخطأ وتسمع الجواب. وكذلك وكذلك ما روي في الخبر الصحيح من ان ملك الموت جاءه فلطم عينه ففقأها. الحديث ليس فيه ما يحكم به على موسى بالتعدي وفعل ما لا يجب له. اذ هو ظاهر الامر بينوا الوجه جائز الفعل لان موسى دافع عن نفسه من اتاه لاتلافها وقد تصور له في صورة ادمي ولا لا يمكن انه علم حينئذ انه ملك الموت فدافعه عن نفسه مدافعة ادت الى ذهاب عين تلك الصورة التي تصور له فيها الملك امتحانا من الله له فلما جاءه بعد واعلمه الله تعالى انه رسوله اليه استسلم. هذا الجواب قال ليس في القصة والحديث ما يحكم به على موسى عليه السلام بالتعدي. او انه فعل ما لا يجب او ما لا يحق له ان يفعله. قال والقصة ظاهرة بينة وجائز ما فعل موسى عليه السلام السؤال هو لما جاء الملك ليقبض روح موسى عليه السلام. اجاءه في صورة ملك ام في سورة انسان في صورة انسان وهل كان يعلم موسى عليه السلام انه ملك الموت مبعوث من الله؟ الجواب لا. فاتخذ موسى عليه السلام معه موقفا كما يفعله البشر مع البشر ان يدفع عن نفسه من يريد الاعتداء عليه. وقد مر بك ان الله عز وجل اتى موسى عليه السلام شدة في البطش وقوة لما لطمه على وجهه فقأ عينه دليل ذلك هذا ليس تكلفا لمجرد الدفاع عن انبياء الله وهم يستحقون التوقير والاحترام. لكنه ايضا هو الجواب العلمي فان الملك لما عاد مبعوثا برسالة من الله وعرف موسى انه ملك مرسول من الله اختلف التعامل لانه قد رفضوا واما قبل فلم يكن يدري بشأنه. قال المصنف رحمه الله لان موسى عليه السلام دافع عن نفسه من اتاه لاتلافها وقد تصور له في صورة ادمي فلا يمكن انه علم حينئذ انه ملك الموت وهذا واقع وليس في شأن موسى عليه السلام ما شأن قصة ضيوف ابراهيم عليه السلام هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين؟ اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما. قال سلام ايش قوم منكرون جاءوا في صورة ضيوف بشر فراغ الى اهله فجاء بعجن سمين فقربه اليهم قال الا تأكلوا فاوجس منهم خيفة. ابراهيم عليه السلام خليل الله يتعامل مع الملائكة ولا يدري انهم ملائكة اذا فاذا تصور الملك في صورة بشر ولم يعرفه الانبياء فهذا ليس تكلفا في الجواب بل هذا واقع حصل لموسى عليه السلام في قصة ملك الموت وحصل لابراهيم الخليل عليه السلام في قصة الظيوف الذين جاؤوا والدليل قال قوم منكرون فاوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط. هنا عرفوه بانفسهم وهذا دليل على انه ما عرفهم قبل ففي شأن موسى عليه السلام قال لا يمكن انه علم حينئذ انه ملك الموت. فدافعه عن نفسه مدافعة ادت الى ذهاب عيني تلك الصورة وليس عين الملك عين تلك الصورة التي تصور له فيها ملك الموت امتحانا من الله عز وجل لموسى عليه السلام؟ فلما جاءه بعد واعلمه ان الله واعلمه الله عز وجل انه رسوله واليه استسلم لان الرواية كما سمعت قبل قليل لما رجع الملك فقال ارسلتني او بعثتني الى عبد لك لا يريد الموت وقد فاق اعيني؟ قال فرد الله اليه عينه وقال ارجع الى عبدي فقل واعطاه ذلك الخيار ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة. قال موسى اي ربي ثم ثم ماذا؟ فعرف موسى عندئذ ان ان الامر وحي من الله. قال اي ربي ثم ماذا؟ قال ثم الموت. قال فالان فسأل الله ان يهديهم الارض المقدسة رمية بحجر الى اخر الحديث. فاذا الذي حصل لم يكن اعتداء ولم يكن اساءة بل كان موقفا مشروعا. وانا وانت وكل احد من وجد في موقف اعتداء اخر عليه له ان عن نفسه وهو بريء التبعة مما يترتب على دفعه عن نفسه. ولذلك دفع الصائل كما يقول الفقهاء وما يترتب عليه هدر لانك تدفع عن نفسك فرق يا اخوة بين ما نقوله في الدفع عن نفسك من يريد الاعتداء وبين ان يذهب فيبتدأ اعتداء على شخص في امان الله. وموسى عليه السلام ما جاء الى هذا الملك فاعتدى عليه. بل جاءه متجها اليه يريد فيما يبدو في ظاهره يريد اتلاف نفسه. فدافع موسى عن نفسه عليه السلام والمتقدمين والمتأخرين على هذا الحديث اجوبة هذا اسدها عندي وللمتقدمين والمتأخرين على هذا الحديث اجوبة اجوبة هذا اسدها عندي وللمتقدمين والمتأخرين على هذا الحديث اجوبة هذا اسدها عندي. هو تأويل شيخنا الامام ابي عبد الله المازري يقول المصنف رحمه الله ان اهل العلم في زمنه وفي من سبقهم لهم اجابات عدة على حديث قصة موسى عليه السلام مع ملك الموت قال هناك عدة اجوبة هذا اسدها عندي من السداد. يعني اكثرها سدادا ورجحانا ودقة وصوابا. ونسبه الى الامام المازري محمد ابن علي امام مالكي فقيه اصولي شارح لصحيح مسلم وله كتب في الفقه والاصول والتأليف النافعة رحمه الله وقد تأوله قديما ابن عائشة وغيره على صكه ولطمه بالحجة بالحجة وقد تأوله قديما ابن عائشة وغيره على صكه ولطمه بالحجة وفقأ عين حجته وهو كلام مستعمل في هذا الباب في اللغة معروف يقول هنا تفسير لقصة موسى عليه السلام مع الملك على غير الظاهر يسمى تأويلا عندما تحمل على غير ظاهره لمعنى مرجوح ولك فيه قرينة يسمى هذا تأويلا. تصرف اللفظ عن ظاهر معناه قالب نسب هذا التأويل الى ابن عائشة وهو ايضا احد الائمة الفقهاء عبيد الله بن محمد التيمي. يقال له ابن عائشة ويقال له العائشي والعيشي نسبة الى عائشة بنت طلحة لانه من ذريتها رضي الله عنها. يقول تأوله هو وغيره على معنى اخر قال فلطمه موسى ليس المقصود لطمة اليد على الوجه لا قال لطمه بالحجة وفقأ عين حجته لطمه ففقأ عينه تأولها على معنى المجاز. ليس المحسوس ليس اللطم الحسي بل لطم الحجة يعني ناقشه فانتصر عليه بالحجة وهزم حجته فقأ عين حجته. هذا كما ترى تأويل وهو يقول هذا كلام مستعمل في الباب عند اهل اللغة معروف عند العرب. ختم به الاجابة وقد قدم قبلها الجواب الاظهر والارجح قال واسدها عندي واما قصة سليمان وما وما حكى فيها اهل التفاسير من ذنبه وقوله ولقد فتنا سليمان فمعناه ابتلينا وابتلاؤه ما حكي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انتقل بعدما فرغ من الاجابة عن قصة موسى عليه السلام في امور ثلاثة اولها قتل القبطي والثانية قول الله وفتناك فتونا. وثالثها قصته عليه السلام مع ملك الموت وفقع عينه انتقل الان الى موضع اخر وانت كما سمعت منذ بداية الفصل ويورد الادلة القرآنية والاحاديث النبوية التي فيها نسبة الخطأ او الذنب او الزلل او المعصية من الصغائر الى الانبياء والرسل عليهم السلام فيجيب عنها واحدا واحدا. انتقل الان الى قصة سليمان عليه السلام. في سورة صاد قال الله تعالى ولقد فتنا سليمان نفس الكلام هذه فتنة اذا هل معناها ان سليمان عليه السلام وقع في الفتنة والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب ثم بين الله عز وجل استغفاره. قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي اذا وقع منه ذنب اوجب استغفارا. وجاء في سياق الفتنة اذا وقع سليمان عليه السلام في الفتنة او ما معنى الاية نعم قال واما قصة قال واما قصة سليمان وما حكى فيها اهل التفاسير من ذنبه وقوله ولقد فتنا سليمان فمعناه ابتلينا فمعناه ابتليناه اي اختبرناه اذا فسر الفتنة هنا بما فسرها في قصة موسى عليه السلام وفتناك فتونا. قلنا الفتنة هناك الابتلاء اي ابتليناه ابتلاء بعد ابتلاء فتناك فتونا. وهنا فتنا سليمان يعني اختبرناه اي اختبار كان لسليمان عليه السلام؟ اختلف اهل العلم في المقصود بالابتلاء الذي ابتلى الله عز وجل به نبيه سليمان عليه السلام وابتلاؤه وابتلاؤه ما حكي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لاطوفن الليل قال يعني سليمان عليه السلام انه قال لاطوفن الليلة على مائة امرأة او تسع وتسعين كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل ان شاء الله فلم يقل فلم تحمل منهن الا امرأة واحدة جاءت بشق رجل. قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله قال اصحاب المعاني والشق هو الجسد الذي القي على كرسيه حين عرض عليه وهو عقوبته ومحنته وقيل بل مات فالقي على كرسيه ميتا ميتا هذا الحديث صحيح اخرجه الشيخان البخاري ومسلم حكى الله حكى النبي صلى الله عليه وسلم عن اخيه سليمان عليه السلام هذا الموقف الوارد في الصحيحين في ذكر ذكر الله عز وجل قال سليمان عليه السلام لاطوفن الليلة على مائة امرأة او تسع وتسعين. يقصد من نسائه وجواريه ولا تستكثر العدد فان هذا في شريعتهم وليس في شريعة الاسلام ديننا. وقد كان هذا جائزا. قال لاطوفن الليلة يعني لاتيانا لاهله ومجامعة لاطوفن الليلة على مائة امرأة او تسع وتسعين كلهن يأتين بفارس يعني يحملن ثم يلدن جميعا يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله. فكانت نيته عليه السلام صالحة فيها قربة الى الله ونصرة لدين الله واستكثار بما يعين على تبليغ رسالة الله التي اوحي بها اليه فعزم على ذلك فالنية صالحة والفعل مباح جائز وقد قصد عليه السلام الى هذا المعنى العظيم الذي لا يحمله في النيات والعزائم الا عظائم الرجال فقال له صاحبه يعني رجل من اصحاب سليمان عليه السلام قل ان شاء الله لان اي امر مستقبل يعزم المرء على فعله يجب ان يعلقه بالمشيئة. قال فلم يقل ما قال سليمان عليه السلام. ستسمع الجواب بعد قليل ليش ما قال صاحبه يقول قل ان شاء الله هو يرفض ليش ما قال ما ندري لماذا لم يقل ان شاء الله؟ الرواية ما ذكرت. الرواية ذكرت النتيجة قال قل ان شاء الله فلم يقل فما النتيجة؟ قال فلم تحمل منهن الا امرأة واحدة يعني طاف على مئة امرأة من زوجاته ونسائه تسعة وتسعين منهن لم تحمل قال فلم يحمل منهن الا امرأة واحدة وهذه التي حملت جاءت بشق رجل نصف انسان قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله. يعني لو ولد له مئة ولتحققت نيته واجيب مقصده الشريف وكان عنده مئة ولد يجاهد في سبيل الله. قال المصنف رحمه الله قال اصحاب المعاني والشق هو الجسد الذي القي على كرسيه. لما قال الله تعالى والقينا على كرسيه جسدا ما هو الجسد؟ قالوا التفسير هو ذلك المولود الذي لم يكتمل من الواحدة التي حملت من بين المئة او التسعة والتسعين فالقيت على كرسيه جسدا. قيل جاءت القابلة بذلك المولود بشق انسان فوضعته على كرسيه الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح لا اله الا الله قال رحمه الله والقينا على كرسيه جسدا ثم انام قال الشق الذي ولدته تلك المرأة هو الجسد الذي القي على كرسيه حين عرض قال وهو عقوبته ومحنته يعني هو المقصود بقوله تعالى ولقد فتنا سليمان. هذا احد التأويلات في الاية وقيل بل مات فالقي على كرسيه ميتا. يعني ولدته ولدا كاملا لكنه مات. فالقي على كرسيه ميتا. نعم وقيل ذنبه حرصه على ذلك وتمنيه. وقيل ان ذنب سليمان عليه السلام التي الذي وصف بالفتنة هو حرصه على ذلك على كثرة الولد وتمنيه دون ان يذكر في ذلك مشيئة الله جل وعلا وقيل لانه لم يستثني وقيل لانه لم يستثني لما استغرقه لما استغرقه. وقيل لانه لم يستثني لما استغرقه من الحرص وغلب عليه من التمني وقيل عقوبته ان سلب ملكه ان سلب ملكه وذنبه ان احب بقلبه ان يكون الحق لاختانه على خصمهم هذه اقاويل اخرى في الاية في معنى ولقد فتنا سليمان. ما الفتنة؟ وما الذي استغفر سليمان عليه السلام من اجله ربه عز وجل يبقى في قصة سليمان عليه السلام والاجابة عن الايات وتأويلها بقية ناتي عليها في مجلس الجمعة القادمة ان شاء الله تعالى. ايها المباركون قد اكرمتم الليلة فاستفتحتم جمعتكم وليلتها بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في مجلس في بيت الله الحرام يذكر فيه شأن نبينا صلى الله عليه وسلم. فحري بمن اكرم بافتتاح ليلته بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ان يديم ذلك بقية ليلته ونهار جمعته غدا. رطب لسانك ذاكرا رب الهدى وصلي على الحبيب المقتدى الهاشمي محمد طه الذي روحي وروح المسلمين له فداء. فيا رب وسلم وبارك عليه اعظم صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. صلاة وسلاما نبلغ بها اعلى المراتب واسنى المقامات يا حي يا قيوم ونسألك يا رب علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم عافنا واعفو عنا. واعفو عن والدينا وعن ازواجنا واولادنا وذرياتنا والمسلمين جميعا. يا رب اللهم انا نعوذ بك من الاسقام والاوبئة والامراض والادواء واحفظنا بحفظك انت خير حافظا وانت ارحم اللهم اجعلنا في حرصك وحفظك وجوارك وتحت كنفك يا رحمن يا رحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وقرة عيوننا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله رسول الله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه الماء سهل الله له به طريقا الى الجنة