بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. الحمد لله حمدا لا حمدا يملأ الفضاء ويشق عنان السماء. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يليق بربنا ذي الجلال والعظمة والكبرياء واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله نبي الهدى والرحمة حبيب القلوب وسعدها وبهجة النفوس وانسها من انقذنا الله تعالى به من الظلمات الى النور ومن الزيغ الى الضلالة ومن الزيغ والضلالة الى الهداية ومن الشقاء الى السعادة ومن النار الى جنة عرضها السماوات والارض صلى عليك الله يا خير الورى ما بلت الامطار عودا او ثرا وعليك من ربي سلام دائم ما دامت الشمس بدنيانا ترى ايها المحبون لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ها هي دي ليلة الجمعة قد اقبلت. واقبل معها خير عميم وعظيم يهطل على القلوب المستبصرة صلاة وسلاما على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي وانما نستجلب في مجلسنا المبارك هذا ايها الكرام كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ونحن نتدارس صفحات من هذا السفر المبارك كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الياصوبي رحمة الله عليه ونحن في هذا المكان المبارك نجمع شرف الزمان وبركة المكان في رحاب بيت الله الحرام فليهنكم يا قوم شرف مجلسكم هذا ومكانكم هذا ووقتكم وصنيعكم في هذا المجلس ولكم تمطر سماؤكم الليلة بصلوات ربكم عليكم باضعاف بعشرة اضعاف ما تصلون على نبيكم صلى الله وعليه واله وسلم وما زلنا بعد استتباعا لمجلس ليلة الجمعة الماضية في حديث المصنف الامام قاضي عياض رحمه الله في مجلسنا التاسع والثمانين بعد المئة في هذا اليوم السادس عشر من شهر صفر سنة ثلاث واربعين واربعمائة والف من الهجرة تتمة لحديثه رحمه الله تعالى بالفصل الذي سرد فيه ادلة القائلين بجواز وقوع الذنب والخطأ والصغائر التي لا تزري بمقام النبوة ووقوع ذلك من الانبياء الكرام عليهم السلام وهو يجيب عن تلك الادلة ويتأول لها بما يستقيم مع ترجيحه رحمه الله في عصمتهم مطلقا من الذنوب صغيرها وكبيرها. وقف بنا الحديث في شأن قصة نبي الله سليمان عليه السلام والله عز وجل قد قال عن شأنه في سورة الصاد ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب. قال رب اغفر لي فثبت في الاية وقوع الفتنة وثبت استغفاره عليه السلام مما اصاب فهذا يدل في ظاهره على وقوع الخطأ الذي اوجب الاستغفار وكذلك اثبات الفتنة وقد اجاب رحمه الله كما في شأن قصة موسى عليه السلام في قول ربنا عز وجل وفتناك فتونا ان الفتنة ليس المقصود بها الافتتان في الدين لكنها بمعنى الابتلاء والامتحان ولقد فتنا سليمان اي اختبرناه وابتليناه واستغفاره عليه السلام لا يوجب وقوع الذنب والخطأ والمعصية وقد ابتدأ المصنف رحمه الله بذكر شأنه عليه السلام واجاب بان ابتلاء سليمان عليه السلام ما ثبت في الحديث الصحيح من قول نبينا صلى الله عليه وسلم عن سليمان عليه السلام انه قال لاطوفن الليلة على يأتي امرأة وقف بنا الحديث عند هذا الجواب وما يتبعه من اجابات متصلة ضاق مجلس ليلة الجمعة الماضية عن اتمامها فها نحن ذا نشرع فيها مستعينين بالله عز وجل بسم الله الرحمن لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اللهم اغفر ولوالديه قال المصنف رحمه الله ايمان وما حكم ما حكى فيها اهل التفاسير من ذنب وقوله ولقد فتنا سليمان معناه ابتلينا وابتلاؤه ما حكي عن النبي عليه وسلم انه قال لاطوفن الليلة على مائة امرأة او تسع وتسعين كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل ان شاء الله فلم يقل فلم تحمل منهن الا امرأة واحدة جاءت بشق رجل قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله قال اصحاب المعاني والشق هو الجسد الذي القي على كرسيه حين عرض عليه وهو عقوبته ومحنته. وهذا اظهر ما يذكره المفسرون رحمهم الله تعالى في تفسير ما جاء في قصة سليمان عليه السلام ما الفتنة التي ذكرها الله عنه عليه السلام ولقد فتنا سليمان باي شيء فتن او ابتلي عليه الصلاة والسلام. الاية لم تبين ذلك فاورد المفسرون جملة من الاقوال اظهرها وارجحها واسلمها من التفاصيل التي لا يدل عليها دليل ما جاء في هذا الحديث الصحيح الذي اخرجه الشيخان البخاري ومسلم فيما حكى نبينا صلى الله عليه وسلم عن سليمان عليه السلام انه قال لاطوفن الليلة على مائة امرأة او قال تسع وتسعين كلهن لاطوفن يعني ان يأتي نساءه والمقصود انه كان مباحا لهم الزواج باكثر مما ابيح في شريعتنا فكان له هذا العدد الكبير من النساء قال لاطوفن على مئة امرأة او تسع وتسعين كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله. يعني تحمل ثم تلد ويجعل ذلك النسل من ذريته مجاهدين في سبيل الله. فقال له صاحبه قل ان شاء الله فلم يقل فلم تحمل منهن الا امرأة واحدة جاءت بشق رجل يعني بقطعة انسان ليس انسانا كاملا بانه لم يعلق الامر بالمشيئة وهذا الحديث يقول فلم تحمل منهن الا امرأة واحدة. فكانت هذه الفتنة التي ابتلي بها سليمان عليه السلام هذا اظهر الاقوال واسلمها. قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله يعني لو ولدت المئة امرأة او تسع وتسعون امرأة لولدت كل واحدة ولدا ولكان له جيش من ذريته يجاهد كلهم في سبيل الله. فكانت هذه الفتنة قال الله والقينا على كرسيه جسدا. قالوا هو ذلك الشق الذي ولدته المرأة الوحيدة جاءت القابلة التي ولدت المرأة فاذا هو نصف انسان لا حياة فيه فوضعته على كرسي سليمان عليه السلام والمراد به عرش ملكه الذي كان يجلس عليه يدير مملكته عليه السلام. نعم وقيل بل مات فالقي على كرسيه ميتا وقيل ذنبه حرصه على ذلك وتمنيه. هذا جواب اخر ان الذنب الذي نسب اليه سليمان عليه السلام انه كان يحرص على ذلك ويتمناه الذي هو ان يكون له عدد كبير من الاولاد. نعم وقيل لانه لم يستثني لما استغرقه من الحرص وغلب عليه من التمني. لم يستثني يعني لم يقل ان شاء الله فان قولة ان شاء الله استثناء. فانت تقول انا سافعل ذلك الا ان يشاء الله او تقول ان شاء الله فتعليق الامر بالمشيئة يسمى استثناء. قيل لانه لم يستثني يعني لم يقل ان شاء الله. ولم يقل لما استغرقه من الحرص عليه من التمني يعني غلب عليه التفكير في هذه الامية فلم يقل ان شاء الله وقيل عقوبته ان سلب ملكه وذنبه ان احب بقلبه ان يكون الحق لاختانه على خصمهم وقيل اخذ بذنب قارفه بعض نسائه ولا يصح ما نقله الاخباريون من تشبه الشيطان به وتسلطه على ملكه. وتصرفه في امته بالجور في حكمه لان الشياطين لا يسلطون على مثل هذا. وقد عصم الانبياء من مثله. ها هنا يورد بعض المفسرين اخبار الاسرائيليات التي تذكر مروية عن بعض اهل الكتاب وفيها خرافات كما قال المصنف لا يصح ما نقله الاخباريون من خرافاتهم فيها اساطير وانه عليه السلام نسي خاتمه فاعطاه جارية له تسمى امينة. فجاء الشيطان فتسلط على الخاتم ولى الحكم وجلس على كرسي سليمان اياما وقيل اربعين يوما وابشع من ذلك ان سليمان عليه السلام فقد في تلك المدة ملكه فخرج ولم يعرفه الناس فاضطر الى ان يذهب الى شاطئ البحر فيعمل عند ولم يصدقه احد وان الشيطان الذي تسلط على كرسيه مارس كل ما كان يفعله سليمان عليه السلام بل بالغ بعضهم في الخرافة والبشاعة فذكر امورا لا تليق بالانبياء. وان الشيطان تسلط على نسائه فكان يدخل عليهن يؤتيهن في جملة من الكلام قال المصنف لا يصح شيء من تلك الخرافات. من تشبه الشيطان به وتسلطه على ملكه وتصرفه في امته بالجور في حكمه. وان احدا استنكر ذلك لم يجرؤ ان يكلمه لظنهم انه سليمان. عليه السلام قال كل ذلك لا يثبت لان الشياطين لا يسلطون على مثل هذا قال الامام الطبري رحمه الله بعدما نقل بعض المرويات في من ذكر ان المقصود القينا على كرسيه جسدا انه الشيطان الذي تسلط على ملك سليمان عليه السلام يذكر المفسرون احيانا هذا القول يذكرونه اولا لانه مروي ومحكي فربما عقب بعضهم بانكاره والرد عليه لعدم الاغترار به لو اطلعت عليه في مكان ما وربما اكتفى بعضهم ببشاعة القول وظهور بطلانه عن التعليق عليه. فلا يريدون شيئا ايظن من لا علم له او المبتدئ في الاطلاع على كلام اهل العلم يظن طالما ورد القول في تفسير الطبري او ابن كثير انه قول اعتبر لا ليس بالضرورة فانهم يعقبون على ذلك. ممن نسب اليه لهذا القول وان القينا على كرسيه جسدا هو الشيطان هذا عن ائمة المفسرين عن ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وغيرهم. لكنهم يذكرونه حكاية وليس تبنيا للقول. لم يقل هذا الذي اقول به او يرجحه انما هم علماء متبحرون. ووقفوا على تلك الاقاويل كيف تنقل عنهم الرواية في تفسير ذلك بشيء مما يروى فيه. فالجسد يروى عن بعض المفسرين انه الشيطان الذي تسلط على سليمان عليه السلام تسلط الشيطان في اصل التسلط لا اشكال فيه على الانبياء اما قال ايوب عليه السلام اني مسني الشيطان بنصب وعذاب فربما تسلط لا يصل الى درجة الاخلال بالنبوة ونبينا صلى الله عليه وسلم سحر سحرته اليهودية لعنها الله والسحر مس من الشيطان واذى منه وهذا ثابت في الصحيحين فهذا نوع من تسلط محدود لا يرقى الى ان يكون تسلط الشياطين عبثا بالوحي وخلال بالرسالة وتغييرا في الدين وعبثا في التشريع. هذا قد تقدم انه مما وقع اجماع العلماء على عصمة الانبياء عليهم السلام منهم فمن ذكر من ذلك في اصله لا اشكال فيه لكن التفاصيل التي تذكر في هذا التسلط وما فعله الشيطان كمدة هذا تسلط ومقداره وتصرفاته فهذا لا تثبت به رواية ولو اردنا ان نعمد الى شيء من تلك الاقاويل فانا نحتاج الى دليل صحيح. فاذا كان هذا مما يخالف حال الانبياء عليهم السلام ان وان تسلط بنكاح نساء سليمان عليه السلام او انه كان يعمل بظلم وجور ولا يقدر بالعدل فكل ذلك منتف وهذا ما يفعله اهل العلم. وقد يرد في بعض الروايات الاسرائيلية ما يعرف انه قادح في الرواية ولا حاجة الى البحث عنه ولا تنقيبه فيرفض جملة وتفصيلا. وعندئذ يذكر المفسرون هذا ابن كثير رحمه الله لما جاء الى اية ولقد دنى سليمان والقينا على كرسيه جسدا. قال اختبرناه بان سلبناه الملك مرة. والقينا على كرسيه جسدا. قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغيرهم يعني شيطانا ثم انام اي رجع الى ملكه وسلطانه وابهته. فاثبت ابن كثير رحمه الله اصدر قصة التي تزيل الابهام عن الاية لكنه انكر التفاصيل في القصة التي تقدح في مقام النبوة. فلما ذكر بعض تلك الروايات الاسرائيلية النية وذكر اشدها نكارة اسمع الى ما قال رحمه الله. قال اسناده الى ابن عباس قوي. والظاهر انه او انما تلقاه ابن عباس ان صح عنه من اهل الكتاب. وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه السلام فالظاهر انهم يكذبون عليه. ولهذا كان في السياق منكرات من اشدها ذكر النساء. فالمشهور ان ذلك الجني لم على نساء سليمان بل عصمهن الله منه. تشريفا وتكريما لنبيه عليه السلام قال وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف كسعيد ابن المسيب وزيد ابن اسلمة وجماعة اخرين. وكلها تلقات من قصص اهل الكتاب والله اعلم بالصواب هكذا كان علماء السلف يريدون ذلك لانه محكي. فتجاهله لا يعني دفنه. لكنهم يعلقون عليه دون الصواب وينكرون ما لا يليق باثباته او السكوت عنه. فمن اهل العلم المفسرين من لم يفسر الاية بها اصلا ولم يولد تلك القصة ولا يذكر الشيطان ولم ير فيها حجة بل يعرض عنها لنكارتها وبعضهم فسر الجسد كما مر فيما قدمه القاضي عياض هنا انه الغلام الذي ولد لسليمان عليه السلام ولادة غير كاملة لما نسي ان يقول ان شاء الله في الحديث الذي سمعتم قبل قليل. قال ابو حيان في تفسيره رحمه الله نقل المفسرون في هذه الفتنة والقاء الجسد اقوالا يجب براءة الانبياء منها يوقف عليها في كتبهم وهي مما لا يحل نقلها. وهي من اوضاع اليهود والزنادقة قال ولم يبين الله الفتنة ما هي ولا الجسد الذي القاه على كرسي سليمان واقرب ما قيل فيه ان المراد بالفتنة كونه لم يستثني في الحديث الذي قال لاطوفن ان الليلة على كذا وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسيره فاذا علمت هذا فاعلم ان هذا الحديث الصحيح يبين معنى قوله تعالى ولقد فتنا سليمان وان فتنته كانت بسبب تركه قول ان شاء الله. وانه لم يلد من تلك النساء الا واحدة نصف انسان. وان ذلك الجسد الذي هو نصف انسان هو الذي القي على كرسيه بعد موته في قوله والقينا على كرسيه جسدا الاية. قال فما يذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى ولقد فتنا سليمان الاية من قصة الشيطان الذي اخذ الخاتم وجلس على كرسي سليمان وطرد سليمان عم بلقى حتى وجد الخاتم في بطن السمكة التي اعطاها له من كان يعمل عنده باجر مطرودا عن ملكه الى اخر القصة قال لا يخفى انه باطل لا اصل له وانه لا يليق بمقام النبوة فهي من الاسرائيليات التي لا يخفى انها باطلة قال ابن عاشور رحمه الله عن هذا القول هو اظهر الاقوال وكذا حرره غير واحد كالبيضاوي في تفسيره. وابو السعود في تفسيره ايضا واما الامام ابن حزم رحمه الله فلما جاء لتفسير الاية والروايات الواردة حولها اقتصر على بيان معنى الفتنة ان الله اختبر ايمان عليه السلام فقط طيب بماذا اختبره وما الجسد الذي القي لم يبين ذلك فقال فتنة الله تعالى لسليمان هي اختباره حتى ظهر فضله فقط وما عدا هذا فخرافات ولدها زنادقة اليهود واشباههم واما الجسد الملقى على كرسيه فقد اصاب الله تعالى به ما اراد. نؤمن بهذا كما هو. ونقول صدق الله عز بل كل من عند الله ربنا. ولو جاء نص صحيح في القرآن او عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير هذا جسد ما هو لقلنا به. فاذا لم ياتي تفسيره بنص ولا خبر صحيح الا يحل لاحد القول بالظن الذي هو اكذب الحديث في ذلك. فيكون كاذبا على الله عز وجل. الا اننا لا نشك لا اشك البتة في بطلان قول من قال انه كان جنيا. تصور بصورته. بل نقطع على انه كذب. والله تعالى لا يهتك ستر رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الهتك. وكذلك نبعد قول من قال انه كان ولدا له ارسل الى السحاب ليربيه فسليمان عليه السلام كان اعلم من ان يربي ابنه بغير ما طبع الله عز وجل بنية البشر عليهم من اللبن والطعام وهذه كلها خرافات موظوعة مكذوبة لم يصح اسنادها قط انتهى كلامه رحمه الله فهذا خلاصة ما يتعلق بتفسير الفتنة في قصة سليمان عليه السلام لئلا تذهب الاقاويل بالمسلم في شأن نبي من انبياء الله الكرام عليهم السلام قريبا ولا بعيدا هذا قول محرر في تفسير الاية يفهم به المراد والله اعلم في القصة المذكورة ان شاء الله. فعنه اجوبة يعني في الحديث لما قال سليمان لاطوفن الليلة على مئة امرأة او تسع كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله. قال له صاحبه قل ان شاء الله فلم يقل. ليش لم يقل هذا سؤال وارد يعني هو لو قال ما حصلت الفتنة فلماذا؟ تقول نسي طيب صاحبه ذكره قال قل ان شاء الله قال فعن ذلك اجوبة نعم فعنه اجوبة احدها ما روي في الحديث الصحيح انه نسي ان يقولها وذا هذا جواب وهو مروي في بعض روايات الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه عند مسلم فنسي ان يقولها نعم هو قال له قل ان شاء الله لكنه نسيه فلم ينصرف عنها جهلا او استكبارا وتعاليا نسي كما ينسى اي واحد منا نعم وذلك لينفذ مراد الله تعالى والثاني انه لم يسمع صاحبه وشغل عنه يعني ليه لم يسمع صاحبه حين قال له قل ان شاء الله وشغل عنه كما تقدم من انه رب استغرقه الحرص وطلب الامنية العظيمة هذه فجعل يتحدث بها فلم يسمع ما قال له صاحبه. نعم قوله وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. هذه دعوة سليمان عليه السلام هل كانت استئثارا بالدنيا وحرصا عليها واستغراقا في متعها ولذائذها؟ هل كان نبي الله سليمان عليه متعلقا بالدنيا هذا التعلق يقول هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي الجواب من باب الاصل في مقام الانبياء ان تقول لا. اذا كيف نفسر وقد ثبت في الحديث الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام لما اتاه الشيطان يؤذيه في صلاته فقبض عليه واخبر الصحابة انه تذكر ذكر دعوة سليمان عليه السلام وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. والا لربطه في سارية المسجد ينظر اليه الصحابة رضي الله عنهم نعم وقوله وقوله وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. لم يفعل هذا سليمان غيرة على الدنيا ولا نفاسة بها ولكن مقصده في ذلك على ما ذكره المفسرون الا يسلق عليه احد كما سلط عليه الشيطان ما سلط عليه الشيطان الذي سلبه اياه مدة امتحانه على قول من قال ذلك وقيل بل اراد ان يكون له من الله فضيلة وخاصة يختص بها كاختصاص غيره من انبياء الله ورسله بخواص منه وقيل ليكون ذلك دليلا وحجة على نبوته كادانة الحديد لابيه داود عليه السلام واحياء الموتى عيسى واختصاص محمد صلى الله عليه وسلم بالشفاعة ونحو هذا. وهذا اقرب اقرب لان يكون مراده بهذه الدعوة ان يغفر اولا بعطاء من الله والله عز وجل واسع العطاء والانبياء عليهم السلام هم خير من يعلم هذا الامر عن ربهم عز وجل وهم من يعلم البشرية ان احدهم اذا دعا ربه فليرفع سقف المطالب والامنيات. فانك تطلب من عظيم قادر سبحانه ومن غني وهاب جل جلاله وهذا زكريا عليه السلام الذي لم يؤتى الولد وامرأته عاقرة وقد بلغ من الكبر عتيا حسيا كل الاسباب ممتنعة وكل الابواب مغلقة لكنه مع ذلك سأل الله عز وجل الولد قال يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله ربي رضي. سأل مع انه اعترف انه قد وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا لكن انظر ماذا قال ولم اكن بدعائك ربي شقيا هكذا هم الانبياء عليهم السلام فعلى هذا يحمل دعاء سليمان عليه السلام؟ قال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. ابتلي عليه السلام وفتن على ما ترجح انه لم يولد له ولد الا نصف غلام ميت فجاء يستغفر الله ولما استغفر مما وقع اعقب ذلك بدعاء يطلب فيه الكريم افضل مما مما حصل قال وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب. فتوسل قبل دعائه بالاستغفار. وتوسل بعد طلبه بسم الله الوهاب. فجاء الجواب فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب هذه واحدة. والشياطين كل بناء وغواص ثانية. واخرين مقرنين في وصفات هذه الثالثة فاتاه ما لم يؤته احد بعده ولا قبله عليه السلام. اسمع ماذا قال الله قال هذا عطاؤنا فاذا كان منطلق سليمان عليه السلام الطمع في عطاء الكريم سبحانه. ومن طمع في في عطاء الكريم جل جلاله ودعا واحسن في الدعاء واجاد في التوسل فليبشر بعطاء كريم. فعلى هذا يحمد اراد ان يكون له من الله فضيلة وخاصة اراد ان يكون ذلك دليلا على نبوته وحجة له ومعجزة واية. ابوه داود عليه السلام الله عز وجل سخر له الطير وجعل له الحديد لينا وسخر له ايضا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات وسخر لعيسى عليه السلام ابراء الاكمه والابرص احياء الموتى فاعطى كل المعجزة وايته. فاراد ان يكون له كذلك اية ومعجزة يتميز بها عن اخوته من الانبياء عليهم السلام وعندئذ سيكون وقع تفسير الاية لا غضب فيه ولا شيء من الانتقاص لمقام نبي الله سليمان عليه السلام احسن الله اليكم. واما قصة نوح عليه السلام فظاهرة العذر. انتقلنا الى دليل اخر هو الرابع عشر في سياق هذا الفصل وفي كل ما سبق كان يذكر اية او دليلا بشأن نبي من الانبياء استدل به القائلون بعدم عصمتهم عليهم السلام من وقوع الخطأ والزلل والمعصية التي لا تقدحه لا في المقام ولا في مروءة ولا في النبوة ولا تؤثر في الوحي فمما استدلوا به ان نوحا عليه السلام استغفر ربه لما وقع منه من سؤال الله ان ينجي ابنه قال ربياني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم والا تغفر لي فاستغفر الله على شيء وقع منه عوتب به عليه السلام. قال يا نوح انه ليس من اهلك. هو ماذا قال وزاد نوح ربه فقال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح بقراءة صحيحة عند الكساء ويعقوب انه عمل غير صالح. فلا تسألني ما ليس لك به علم. اني اعظك ان تكون من الجاهلين قالوا فظاهر الاية يدل على شيء وقع من نوح عليه السلام استلزم العتب. فاستغفر الله. قال ربي اني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم والا التغفير لي وترحمني اكون من الخاسرين فجاء المصنف رحمه الله يرد الاية ايضا ليجيب عنها بان الذي وقع من نوح عليه السلام لم يكن ذنبا ولا معصية ولا خطأ لكن تفسير الاية له معنى اخر يريد بيانه في هذا السياق. واما قصة نوح واما قصة نوح عليه السلام فظاهرة العذر وانه اخذ وانه اخذ فانه اخذ وانه اخذ فيها بالتأويل وظاهر اللفظ لقوله تعالى فطلب مقتضى هذا اللفظ واراد علم ما طوي عليه من ذلك يعني يقصد ان الله لما امره بركوب السفينة وامره ان يحمل فيها من كل زوجين اثنين. قال واهلك ففهم ان الاهل يشمل الزوجات والاولاد جميعا ولهذا لما ركب وبقي ابنه ليس معهم نادى قال يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين فناداه فلم يجبه وغرق ثم توجه بالدعاء قال ربي ان ابني من اهلي فكيف يفعل هذا نوح عليه السلام؟ قال لك ظاهر العذر اخذ فيها بالتأويل وظاهر اللفظ لان الله قال له واهلك مظاهر اللفظ يدل على انه يشملهم جميعا. قال وطلب مقتضى هذا اللفظ واراد علم ما طوي عنه من ذلك. نعم لا اهو لا انه شك في وعد الله شكا لا انه شك في وعد الله تعالى. فبين الله عليه انه ليس من اهله الذين وعده بنجاتهم لكفره وعمله الذي هو غير صالح وقد اعلمه انه مغرض الذين ظلموا ونهاه عن مخاطبته فيهم فاخذ بهذا التأويل وعتب عليه واشفق هو من اقدامه على ربه لسؤاله ما لم يؤذن له في السؤال فيه وكان نوح فيما حكاه النقاش لا يعلم بكفر ابنه. كيف لا يعلم بكفر ابنه قيل يذكر بعض المفسرين ان ابنه هذا كان يظهر الايمان ويبطل الكفر. فلم يتبين له كفره وقيل حتى لو كان عالما كفره لكن المقام مقام محنة عظيمة طوفان يغلق الارض سماء تمطر وارض تتفجر كالتنور واصبح المقام مقام نجاة او غرق وعاطفة الابوة وموقف الفزع وما يدفع الانسان من فطرة البشر الرغبة في النجاة والسلامة والحرص على الولد. هذه لسعة فطرية يا اخوة. حتى البهائم تفعلوها تحن البهائم على صغارها والامهات تحنو على اولادها وهذا كله ليس يقدح في مقام النبوة يريد ان يقول لك ان الذي وقع من نوح عليه السلام لما قال ربي ان ابني من اهلي قال ليس المقصود منه انه شك في وعد الله. فجاء فسأل هو لم يسأل يا رب اين وعدك الذي وعدتني قال رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق. فما الذي دفعه لان يقول هذا؟ قال الذي حصل منه لم يكن شكا. وانما كان عليه السلام وقد نهي عن مخاطبته عتب عليه في ذلك واشفق هو من اقدامه على ربه لما سأل ما لم يؤذن له بالسؤال وكان قال النقاش انه كان لا يعلم بكفر ابنه. نعم. وقيل وقيل في الاية غير هذا وكل هذا لا يقضي على نوح بمعصية سوى ما ذكرنا من تأويله واقدامه سوى ما ذكرنا من تأويله واقدامه بالسؤال فيما لم يؤذن له فيه. ولا نهي عنه. فقال ربي ان ابني من اهلي. هذا سؤال استعلام وكشف من نوح عليه السلام عن حال ولده الذي غرقا. قال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق. سأل اي وقد وعدتني بنجاتي اهلي ووعدك الحق الذي لا يخلف لا يا رب فكيف غرق وانت احكم الحاكمين؟ جاء الجواب قال يا نوح انه ليس من اهلك. ايش ليس من اهلك يعني ليس من من عائلتك ليس من اهل بيتك ليس من اهلك كما يقول ابن كثير. اي ليس من اهلك الذين وعدتك بانجائهم لاني انما وعدتك بنجاتي من امن من اهلك. ولهذا في الاية واهلك الا من سبق عليه القول فجاء الاستثناء في الاية الكريمة فكان هذا الولد ممن سبق عليه القول بالغرق لكفره ومخالفته اباه نبي الله نوحا عليه السلام و قال المصنف رحمه الله هنا وقيل في الاية غير هذا غير هذا وطواه المصنف ولم يذكره. ولعلك لو فتحت بعض كتب التفسير لقرأت فيه شيئا من الاقاويل. كقول من قال ان المراد بالولد هنا انه ليس ابنه وانما ولد على فراشه بالحرام يعني وان نوحا عليه السلام يظنه من ولده. ويحكى القول بانه ليس ابنه بل كان ابن امرأته فينسب اليه من اهله يعني ليس ولده ليس ابنه بل ابن امرأته من زوج سواه. ويحكى هذا ايضا عن مجاهد والحسن وعبيد ابن وابن جوري واحتجوا بقوله انه عمل غير صالح وبقوله فخانتاهما ويذكر هذا عن الحسن البصري رحمه الله تعالى وقد ذكر المفسرون هذه الاقوال واجابوا عنها. قال الحسن وقد سأله قتادة كيف يعني لما قال انه ليس من اهلك قال فقلت سألت الحسن فقال والله ما كان ابنه. فقال ان الله اخبر عن نوح انه قال ان ابني من اهلي. فقال لم يقل مني لم يقل ان ابني مني قال من اهلي. قال وهذه اشارة الى انه كان ابن امرأته من زوج اخر فقلت له قتادة يقول ان الله حكى عنه انه قال ان ابني من اهلي ونادى نوح ابنه ولا يختلف اهل الكتابين انه ابنه قال الحسن ومن يأخذ دينه عن اهل الكتاب انهم يكذبون. ولذلك قال ابن عباس في نفي نسبة القول بانه ولد على فراشه بالحرام وانه كاد ابن زنا ولهذا قال الله انه ليس من اهلك ليس هذا المعنى. قال ابن عباس ما بغت امرأة نبي قط. يعني لم يقع من نساء الانبياء فاحشة وهذا من عصمة الله لهم ولاعراضهم ولاهليهم وال بيتهم. قال ما بغت امرأة نبي قط وانه كان ابنه لصلبه وكذلك قال الضحاك وعكرمة وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وغيرهم انه كان ابنه لصلبه. قيل لسعيد جبير ان نوحا عليه السلام يقول ان ابني من اهلي اكان من اهله؟ اكان ابنه؟ فسبح الله طويلا ثم قال لا اله الا الا الله يحدث الله محمدا صلى الله عليه وسلم انه كان ابنه ونقول انه ليس ابنه؟ نعم كان ابنه لكن كان مخالف بل في النية والعمل والدين. ولهذا قال الله تعالى له انه ليس من اهلك اورد القرطبي ذلك كله ثم قال وهذا هو الصحيح في الباب ان شاء الله اما تقول ليس من اهلك يعني هو ولد بالحرام وان الله قال ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادين من عبادنا صالحين فخانتاهما لا يذهب الظن الى ان الخيانة هناك هي الفاحشة. وان نساء الانبياء عليهم السلام وقع منهم الحرام فربما يربط هذا الموضع من الاية بذلك الموضع ليس من اهلك اذا هو كان بالفاحشة وقد نسبت امرأة نوح الى الخيانة كل هذا لا يصح ولهذا قال فخانتاهما يعني في الدين لا في الفراش. ما الخيانة التي كانت من امرأة نوح وامرأة لوط قال هذه كانت تخبر الناس انه مجنون. ذلك انه قالت له يوما اما ينصرك ربك؟ فقال لها نعم امرأة نوح قالت متى؟ قال اذا فار التنور وهذه الاية من الله التي اعطاها علامة لنوح عليه السلام قالت فخرجت تقول لقومها يا قوم والله انه لمجنون. يزعم انه لا ينصره ربه الا ان يفور هذا التنور. فهذه خيانة ابنتها واما خيانة امرأة لوط انها كانت تدل على الاضياف ولما جاءت الملائكة في صورة بشر حسان الصورة والشكل ذهبت تخبر قومها وهم ارباب فاحشة والعياذ بالله وقد لخص الامام الرازي رحمه الله الاقوال في قصة اه شأن نوح عليه السلام لما قال ان ابني من اهلي والله يقول له انه ليس من اهلي. قال رحمه الله هل كان ابنا له القول الاول انه ابنه في الحقيقة بصريح الاية ونادى نوح ابنه ونوح عليه السلام قال يا بني اركب معنا وصرف اللفظ الى انه او ابنه بالتربية فقط واطلق عليه هذا الاسم هو مجاز لغير ضرورة. والقائلون بهذا القول اختلفوا لما قال نوح عليه السلام ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا دعا على كل الكفرة في زمنه بالا يبقي الله منهم احدا. طيب كيف؟ لما ركب الفلك وجاء الطوفان ناداه ابنه الكافر ليركب معه وهو الذي دعا قال ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. قال رحمه الله فكيف ناداه مع كفره؟ فاجابوا عنه من وجوه انه كان ينافق اباه يظهر الاسلام وهو في الحقيقة كافر فظنه نوح مؤمنا فلذلك ناداه. الثاني انه عليه السلام كان يعلم انه كافر لكنه ظن لما شاهد الغرق والاهوال العظيمة ان يقبل الايمان. يعني لعله يؤمن تلك اللحظة ناداه ليؤمن فيركب وهذا ايضا محمل صحيح. يا بني اركب معنا كأنه قال اسلم وادرك الايمان لتكون مع الناجين. القول الثالث انها شفقة الابوة. لعلها حملته على ذلك النداء. وان قوله تعالى الا من سبق عليه القول كان كالمجمل فقد ظن انه ينجو ابنه بهذا النداء القول الثاني ان هذا الولد كان ابن امرأته وهو هذا قول محمد بن علي الباقر والحسن البصري كما تقدم قبل قليل. القول الثالث الباطل المدفوع الذي لا يجوز نسبته انه ولد على فراشه بالحرام حملا على اية فخانتاهما قال الرازي وهذا خبيث يجب صون منصب الانبياء عن هذه الفضيحة لا سيما وهو على خلاف نص القرآن ثم ذكر الجواب ما معنى فخانتاهما انها خيانة الدين ليست خيانة الفراش او العرض بالفاحشة والعياذ بالله؟ قال وقيل في الاية غير هذا. واحسن رحمه الله لما طوى المذكور في الاية مما لا يليق ذكره وانما اوردناه لانه ربما وقف على شيء من تلك الاقوال احد فيقع في قلبه موقعا لا يجد الجواب عنه. قال وكل هذا لا يقضي نوح بمعصية سوى ما ذكرناه من تأويله واقدامه بالسؤال فيما لم يؤذن له فيه ولا نهي عنه والله اعلم الله اليكم وما روي في الصحيح من ان نبيا قرصته نملة فحرق قرية النمل فاوحى الله اليه ان قرصتك نملة احرقت امة من الامم تسبح فليس في هذا الحديث ان هذا الذي اتى معصية بل فعل ما رآه مصلحة وصوابا بقتل من يؤذي جنسه. من يؤذي جنسه بل فعل ما رآه مصلحة وصوابا بقتل من يؤذي جنسه. ويمنع ويمنع المنفعة مما اباح الله. هذا الموضع الخامس عشر وهو من اواخر ما ساقه المصنف رحمه الله في الفصل ما روي في الصحيح والحديث في الصحيحين عند البخاري ومسلم. من ان نبي قرصته نملة فحرق قرية باكملها قرية النمل فاوحى الله اليه ان قرصتك نملة احرقت امة من الامم تسبح قال فليس في هذا الحديث ان هذا الذي اتى معصية. وفي رواية للبخاري فاوحى الله اليه فهلا نملة واحدة يعني قرصتك نملة فاقتل النملة التي قرصتك ولا تكون جناية على قرية النمل باكملها بسبب اعتداء نملة واحدة منهن. وفي حديث ايضا في رواية اخرى في الصحيح قال نزل نبي من الانبياء تحت شجرة فلدغته نملة فامر بجهازه يعني متاعه فاخرج من تحتها من تحت الشجرة ثم امر ببيتها فاحرق بالنار فاوحى الله اليه فهلا نملة واحدة هذا ايضا حديث لم يسمى فيه النبي الكريم عليه السلام لكنه صحيح. اذا هو ثابت فهل فيه ان هذا النبي الكريم عليه السلام قد اتى جناية او ذنبا اعتدائه على قرية من النمل لان ظاهر العتب الالهي قال قرصتك نملة احرقت امة من الامم قال المصنف رحمه الله ليس في هذا الحديث ان هذا الذي اتى معصية يعني الذي فعله لم يكن معصية. بل فعل ما رآه مصلحة وصوابا بقتل لمن يؤذي جنسه بقتل من كان جنسه مؤذيا كالنمل بالقرص والاذى. قال ويمنع المنفعة بما اباح الله فاذا لم يكن هذا الفعل صادرا عن عدوه ولا تعد وجناية. ولهذا قالوا ان العتب الالهي في الحديث كان على ترك الافضل لمشروع قتل المؤذي من الحيوان كل حيوان مؤذي يجوز قتله تخلصا من اذاه واذا كان كذلك فاصل القتل ليس ممنوعا لكن العتب على اي شيء جاء جاء على ترك الافضل انه لو ترك القرية قرية النمل او كان العتب على انه لو اكتفى بقتل النملة التي اذته كان مجزيا نعم الا ترى ان هذا النبي كان نازلا تحت الشجرة فلما اذته النملة تحول برحله عنها مخافة تكرار اذى عليه وفي احدى الروايات للحديث في الصحيح قال نزل نبي من الانبياء تحت شجرة فلدغته نملة فامر بجهاز فاخرج من تحتها ثم امر ببيتها فاحرق بالنار الى اخر الحديث قال كان نازلا تحت الشجرة يعني هو ما جاء يقصد الاعتداء على بيت النمل او قرية النمل تلك. كان نازلا تحت الشجرة. فلما حصل له اذا اخرج متاعه وابتعد ثم امر باحراق بيت النمل او قرية النمل التي كانت تحت الشجرة. فتحول عنها برحله مخافة تكرار الاذى عليه. نعم وليس فيما اوحى الله اليه ما يوجب معصية بل ندبه الى احتمال الصبر وترك التشفي. كما قال تعالى ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. الظاهر فعله انما كان لاجل انه انها اذته هو في خاصته فكان انتقاما لنفسه وقطع مضرة يتوقعها من بقية النمل هناك ولم يأتي في كل هذا امرا ولم يأتي في كل هذا امر نهي عنه ولم يأتي في كل هذا امرا يعني لم يفعل في كل هذا ولم يأتي في كل هذا امرا نهي عنه فيعصى به فيعصى به يعني ينسب بسببه الى المعصية ولم يأتي في كل هذا امرا نهي عنه فيعصى به ولا نص فيما اوحى الله اليه بذلك ولا بالتوبة والاستغفار والله اعلم يعني ليس في ظاهر الحديث مع وجود العتب الالهي انه ما امر بالاستغفار ولا بالتوبة ولو كان ذنبا لامر بالاستغفار او لثبت انه استغفر الله الا ترى انك ربما عاتبت ابنك على شيء من خلاف الكماليات وانك تريد له مثلا في لقاء الضيوف او اذا كان معك في امام الناس او اذا رافقك تريد له الاكمل في وهيئته ومشيته وكلامه ومباشرته القول والفعل مع الناس. فربما صنع شيئا ليس ذنبا لكنك تريد له الافضل فتعاتبه. تقول له لو فعلت كذا مرة اخرى افعل كذا ولا تفعل كذا وليس بالضرورة ان يكون ذلك قدحا في ادب ولا اقترافا لخطأ يستوجب العدم قال فلو كان الذي فعله هذا النبي الكريم ذنبا يستوجب الاستغفار لعوتب فاستغفر او لامر بالتوبة مما حصل قد الظاهر فعله انما كان لاجل انها اذته هو في خاصته فكان انتقاما لنفسه. يعني فكان الاولى به الصبر والا فان الذي فعله جائز هذا ايضا محمل وان يقطع مضرة يتوقعها من بقية النمل. فالذي فعله ليس ليس عدوانا يعني هو ليس انتقاما غضب بالنمل فجاءت احرق القرية عن بكرة ابيها. لا انت ستحملها على محمل حسن. اذته نملة. فخشي ان يتكرر اراد الاذى فقتل النمل الباقية في القرية او في البيت ذاك لئلا يتكرر عليه خروج النمل فيؤذيه تكرارا اذا ما فعل اعتداء فعل احتياطا ومع ذلك عوتب لان الاولى به الا يفعل ذلك قال ولا نصر فيما اوحى الله اليه بذلك ولا بالتوبة ولا بالاستغفار منه. قال الامام النووي رحمه الله قال العلماء في شرح هذا الحديث قال وهذا محمول على ان شرع ذلك النبي عليه السلام كان فيه جواز قتل النمل وجواز الاحراق بالنار اما سنتنا فشريعتنا ففي حديث ابي داود ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن قتل النمل والهدهد والصولد فهذه حيوانات ممنوع قتله. هو يقول هذا في شريعة ذلك النبي كان فيه جواز قتل النمل. وجواز الاحراق بالنار لانه حتى في شريعتنا قال لا يحرق بالنار الا رب النار. فجاء النهي عندنا. طيب فكيف تفسر ذلك؟ لا تحاكم نبيا سابقا على شريعة نبي غيره عليهم جميعا صلوات الله وسلامه. قال فيحمل هذا على ان شرع ذلك النبي عليه السلام كان فيه جواز قتل النمل وجواز الاحراق بالنار ولم يعتب عليه في اصل القتل والاحرام. بل في زيادة على نملة واحدة. وقوله تعالى فهلا نملة واحدة اي فهلا عاقبت نملة واحدة هي التي قرصتك لانها الجانية. واما غيرها فليس لها جناية. يقول النووي رحمه الله. واما في شرعنا فلا يجوز الاحراق بالنار للحيوان. الا اذا احرق انسانا فمات بالاحراق فلولي الاقتصاص باحراق الجاني. وسواء في منع الاحراق بالنمل وسواء في منع الاحراق بالنار. النمل وغيره المشهور لا يعذب بالنار الا الله. واما قتل النمل فمذهبنا انه لا يجوز. واحتج اصحابنا فيه بحديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل اربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد الصورة رواه ابو داوود بسند صحيح على شرط البخاري ومسلم. وقوله فامر بقرية النمل فاحرقت. وفي رواية فامر وبجهازه فاخرج من تحت الشجرة. اما قرية النمل فهي منزلهن والجهاز بفتح الجيم وكسرها هو المتاع. والله اعلم فان قيل فما معنى قوله عليه السلام معنى قوله فان قيل فما معنى قوله عليه السلام ما من احد الا الم بذنب او كاد الا يحيى ابن زكريا او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فالجواب عنه كما تقدم من ذنوب الانبياء التي وقعت عن غير قصد وعن سهو وغفلة. هذا اخر الفصل وفيه هذا الحديث قال ما من احد او ما من نبي الا الم بذنب او كاد الا يحيى بن زكريا او كما قال عليه الصلاة والسلام. الحديث اخرجه احمد في المسند وصححه المحققون. واخرجه ابن البزار ايضا وابو يعلى اخرجه الطبراني في المعجم كذلك وفي اسناده مقال لكنه يمكن ان يكون مقبولا في جملتي الحديث فيه شيئان الشيء الاول منقبة لنبي الله يحيى عليه السلام انه لم يأت ذنبا ولم يلم به والامر الثاني في الحديث نسبة الوقوع في الذنب الى بقية الانبياء. قال ما من نبي الا الم بذنب او كاد يعني اوشك الا ما كان من يحيى ابن زكريا. اما عصمة يحيى عليه السلام من الذنب وكونه لم يرتكب معصية ففي السنة ما يدل على ذلك وفي القرآن ما يشهد له. اما السنة فقد سمعت الحديث واما القرآن فان البشارة التي جاءت به لابيه زكريا عليه السلام في سورة ال عمران فنادته الملائكة وهو وقائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. معنى الحصور فيما ذهب اليه جملة من المفسرين الذي لا يأتي النساء وذهب اخرون الى انه المعصوم من الذنوب. يقول السعدي رحمه الله هذا المبشر به وهو يحيى عليه السلام سيد من فضلاء رسلي وكرامهم والحصور قيل هو الذي لا يولد له ولا شهوة له في النساء. وقيل هو الذي عصم وحفظ من والشهوات الضارة. قال وهذا اليق ال معنيين والقاضي عيا قد فسر سابقا الاية فقال معصوم من الذنوب اي لا يأتيها. كانه حصر عنها. وقيل كان مانعا نفسه من الشهوات او ليست له شهوة اصلا في النساء. قد اثنى الله عز وجل على يحيى عليه السلام ثناء حسنا في سورة مريم يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة. هذه الفاظ القرآنية هي ثناء ومناقب ليحيى عليه السلام. ما الحنان الذي ذكر في الاية؟ وما الزكاة المذكورة فضلا عن بر الوالدين والدين اثنى الله عليه فقوله وزكاة قال ابن جرير رحمه الله هي الطهارة من الذنوب واستعمال بدنه في طاعة الله. ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال وزكاة وكان تقيا. قال طهر فلم يعمل بذنب عليه السلام. وروى الامام احمد حديث ابن عباس الذي سمعتم ما من احد من ولد ادم الا وقد اخطأ او هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا عليه السلام قال الامام الشافعي لا نعلم احدا اعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية الا يحيى ابن زكريا. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما من بني ادم الا من اخطأ او هم بخطيئة الا يحيى ابن زكريا عليه السلام هذا شأن يحيى عليه السلام الشطر الاخر من الحديث ان غيره من الانبياء وقع في الذنب او كاد ان يقع بلا استثناء فهل هذا يجعل الادلة للقائلين بان العصمة لا تمنع من وقوع الصغائر؟ نعم هذا من ادلتهم. فاحتاج رحمه الله كسائر الادلة السابقة في الفصل الى الاجابة عنه. فماذا قال في جملة واحدة؟ قال الجواب عنه كما تقدمت من ذنوب الانبياء التي وقعت عن غير قصد وعن سهو وغفلة اما مجمل الجواب فصحيح ان تقول ان اي ذنب نسب الى اي نبي من الانبياء عليهم السلام فلا يختلف اثنان انه ليس ذنبا مقصودا يا رجل الصالحون من بني ادم الذين ما بلغوا درجة النبوة والصالحون والاتقياء والاولياء. هؤلاء ينبأ احدنا عن وصفهم بالتعمد للوقوع في الذنب. لشدة صلاحهم وتقاهم فكيف بالانبياء والرسل عليهم السلام قل والله ازكى واعظم لله خشية لكنهم بحكم البشرية سيقع او وقع من بعضهم من ذلك الخلل والزلل الذي هو مدار الحديث وقد تقدم مطلع مجلس ليلتنا الماضية في الاسبوع المنصرم تحرير القول بالنزاع في مسألة العصمة اين هي لا خلاف انهم لا يواقعون ذنبا يخل بمقام النبوة ولا كبيرة من الكبائر ولا شيئا يخل بالوحي وتبليغ الرسالة ولا كفرا او جهلا بالله جل جلاله. هذا كله لا خلاف فيه. الخلاف في امر محدود. هل يجوز وقوع الصغائر من الذنوب او الاخطاء التي تكون خطأ ويأتي عليه العتب الالهي والاستدراك والاستغفار منهم والتوبة على ان ذلك الذنب مما وان كان صغيرة لا يقدح في مروءة احدهم ولا ينسبون به الى الخسة والدناءة ولا فقد المروءة حاشاهم عليهم السلام فهل هذا يمكن ان يقع؟ هذا الخلاف بهذين القولين بين الفريقين من العلماء. وتقدم ان المصنف القاضي عياض رحمه الله يميل الى القول الثاني وهو ترجيح عصمتهم مطلقا وانه لا يقع منهم شيء من ذلك وان وقع فقد اجاب بكل الاجابات في سمعت في شأن الانبياء سليمان وموسى وداوود ويوسف وغيرهم جميعا وعليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام فلما جاء لهذا الحديث وختم به قال الجواب الحديث عام والاستثناء فيه ما من احد وفي رواية ما من نبي الا الم بذنب او كانت في رفض اخطأ او هم الا يحيى اذا بقية الانبياء يصدق عليه انه الم بذنب او كاد ان يقع في ذنب فقال الجواب عنه كما تقدم من ذنوب الانبياء ياء التي وقعت عن غير قصد فهذا لا اشكال فيه. لا احد يقول انهم يتقصدون الذنب والخطأ. والمعصية عليهم سلام. قال وعن سهو وغفلة. فاذا وقع سهوا وغفلة فسمينا ذلك خطأ. او معصية او ذنبا فان هذا القدر هو الذي يريده القائلون بعدم عصمتهم عليهم السلام من الذنب. والخطأ وشواهد ذلك التوبة التي نسبت اليهم والاستغفار الذي صادر عنهم عليهم السلام ومدح الله عز وجل لهم في تلك المواضع وعتبه فجلاله على انبيائه الكرام عليهم السلام عتب على نبينا صلى الله عليه وسلم في عبس وتولى. وفي اسارى بدر ما كان لنبي ان يكون له اسرى وفي الاذن لمنافق غزوة تبوك عفا الله عنك لمهدت لهم. ومواضع اخرى وفي نسائه لما تحرم ما احل الله لك؟ لكن ان ذلك كله لم يكن قدحا في تبليغ الرسالة ولا مستلزما للحط من اقدارهم عليهم السلام وافهموا هذا جيدا يا كرام. اي احد من العلماء رجح القول بان عصمة الانبياء لا تعني عدم وقوع الصغائر منهم وانه يجوز الله اكبر اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح والله لا اله اقول فان اهل العلم رحمهم الله القائلين بجواز وقوع الصغائر من الانبياء عليهم السلام وان عصمتهم لا تعني نفيا ذلك عنهم ليسوا يجوزون ابدا شيئا مما يقدح في النبوة او الرسالة او الحط من اقدارهم عليهم السلام. بل يجعلون ذلك اولا فدا بما دلت عليه النصوص واثبتته الادلة وتنزيلا لكل الوقائع المحكية في الكتاب والسنة الصحيحة على هذا القول. ويجعلون ذلك ثانيا تأكيدا على رفعة قدر الانبياء عليهم السلام. وانهم ليسوا بدرجة الملائكة عصمة واتقاء لكل ذنب وخطأ وخلل جملة وتفصيلا. وان هذا ادعى الى اقتداء انبياء اممهم بهم واعتبارهم اسوة ودليل وثالثا ان هذا هو الاكمل في حقهم فان الله عز وجل يرفع اقدارهم في مثل تلك المواقف كما دلت عليه النصوص شرعية. تم هذا الفصل بفضل الله وعونه وتوفيقه. وسيشرع المصنف رحمه الله تعالى في الفصل القادم الذي نتدارسه ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى في تناول قول الله عز وجل وعصى ادم ربه فغوى فيتناول الاية بتفصيل اشمل وحديث ادق عن تلك الاية الكريمة وما يتعلق بها من كلام اهل العلم تم المجلس وبقيت ليلة الجمعة عاطرة للصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ممزوجة بذكر عظيم لله وثناء عليه استغفارا وتسبيحا وتكبيرا وتحميدا فما ابهى امة محمد صلى الله عليه وسلم تغتبط بهذه الفضائل وتتقلب في لذيذ ذكر الله جل جلاله والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم الله عظم قدر جاه محمد واناله فضلا لديه عظيما في محكم التنزيل قال لخلقه صلوا عليه وسلموا تسليما. فاغتنموا ليلتكم هذه فانها مباركة. ومن اعظم ما تملؤون به صحائفكم. ذكركم لربكم جل جلاله وصلاتكم وسلامكم على نبيه صلى الله عليه وسلم فيا سعد مسلم ملأ صحيفته نورا واستنزل من ربه صلاة وسلاما عليه بصلاته وسلامه على نبيه صلى الله عليه واله وسلم فيا رب صلي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى اعظم صلاة واتم سلام وارزقنا يا رب اتباع سنته والاستمساك بهديه وارزقنا شفاعته والحشر في زمرته يوم نلقاك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احينا على الاسلام والسنة وامتنا على الاسلام والسنة واحشرنا في زمرة صاحب السنة صلى الله عليه واله وسلم نحن والدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين جميعا يا رب العالمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. ارفع يا رب في الجنات درجاتهم وكفر سيئاتهم اللهم اجمعنا بهم وازواجنا وذرياتنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعاف مبتلانا واهدنا الى سواء السبيل يا حي يا قيوم واجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا ووفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار النار وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه الماء سهل الله له به طريقا الى الجنة