بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله اولا واخيرا وظاهرا وباطنا. الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى. وسيد الورى. صلوات الله وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن استن بسنته واقتفى اثره وبسنته اهتدى. وبعد اخوتي الكرام فهذه ليلة الجمعة المباركة التي تنعقد في رحاب بيت الله الحرام. وان عقدوا معها تباعا هذا المجلس المبارك في مدارسة كتاب الشفا. بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض بن موسى الي رحمة الله تعالى عليه. ولعل مجلسنا هذا ان يكون باعثا لاحدنا على استكثاره ليلته الكريمة هذه من الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم نصيب من بركات هذه الليلة وخيراتها وفضلها وشرفها. يا من بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم يا من بحب المصطفى قد اولعوا زيدوا عليه من الصلاة واكثروا يكفيك فخرا يا محب محمد ان المحب مع الحبيب فيحشروا اللهم صلي وسلم وبارك عليه ولا يزال مجلسنا هذا متابعا في الفصول التي تقدم ايرادها في كلام المصنف رحمه الله تعالى. فيما يقرره في مسألة عصمة الانبياء عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. وانتهى مجلس ليلة الجمعة الماضية بفضل الله تعالى وتوفيقه في اجابة المصنف رحمه الله عن جملة الايات التي استدل بها القائلون بجواز وقوع الذنوب الصغائر من الانبياء عليهم السلام وكان اخر ذلك فصل في قوله تعالى وعصى ادم ربه فغوى فهذان فصلان في ختام هذا الباب. احدهما الحديث عن ما الذي يتعلمه المسلم من مسألة عصمة الانبياء عليهم السلام ثم يختم بفصل في عصمة الملائكة عليهم السلام. نسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الواسع والبركة في شأننا كله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله فصل في فوائد القول بعصمة الانبياء قد استبان قد استبان لك ايها الناظر بما قررناه ما هو الحق من عصمته صلى الله عليه وسلم عن الجهل بالله وصفاته وكونه على حالة تنافي العلم بشيء من ذلك كله جملة. بعد النبوة عقلا واجماعا وقبلها سمعا ونقلا ولا بشيء مما ولا بشيء مما قرره من امور الشرع واداه عن ربه من الوحي قطعا عقلا وشرع وعصمته عن الكذب وخلف القول منذ نبأه الله وارسله قصدا او غير قصد. واستحالة ذلك واستحالة ذلك عليه شرعا واجماعا ونظرا وبرهانا. وتنزيهه وتنزيهه عنه قبل النبوة قطعا تنزيهه عن الكبائر اجماعا وعن الصغائر تحقيقا. وعن استدامة السهو والغفلة واستمرار الغلط والنسيان عليه فيما ما شرعه للامة وعصمته في كل حالاته من رضا وغضب وجد ومزح فيجب عليك ان تتلقاه باليمين وتشد عليه يد الضنين وتقدر هذه الفصول حق قدرها وتعلم عظيم فائدتها او خطرها بداية المصنف رحمه الله لهذا الفصل وهو يريد ان يلفت نظر القارئ في هذا الكتاب الى ان الغرض والفائدة العلمية في مثله بهذه المسائل هو تحصيل تقرير المسألة بعصمة الانبياء عليهم السلام وان ما قرره فيما سبق يقتضي ان الانبياء جملة ونبينا صلى الله عليه وسلم خاصة قد اوتوا العصمة من الله في امور اهمها انهم معصومون من الجهل بالله او صفاته او ان يكونوا على حالة تنافي العلم شيء من ذلك بعد النبوة كما قال عقلا واجماعا. وقبل النبوة سمعا ونقلا. وان شيئا من ذلك مما يخل بمقام النبوة لم يقع. والله عز وجل قد عصمهم منه. كما عصمهم جل جلاله من الاخلال بالرسالة او الغلط في تبليغ الوحي فانه لا يعرف نبي من انبياء الله عليهم السلام قد اخطأ بعضهم في وحي ينقله عن ربه او اية او حكم شرعي يبلغه لامته. فكل ذلك من مقتضى العصمة كما قال المصنف وعصمته عن الكذب في القول منذ نبأه الله وارسله قصدا او غير قصد فلا يحصل من ذلك شيء ولا حتى بالخطأ والسهو. لان هذا يخالف مقتضى البعثة. وارسال الله عز وجل لهم عليهم والسلام. قال واستحالة ذلك شرعا واجماعا ونظرا وبرهانا اما الذنوب فقال جملة فرق فيها رحمه الله بين الكبائر والصغائر فقال وتنزيهه عن الكبائر اجماعا ان وعن الصغائر تحقيقا. بمعنى ان عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر هذا محل اجماع اما الصغائر فهي التي تقدم فيها الخلاف وما زلنا منذ مجالس مضت نشير الى قولين معتبرين لاهل العلم في الاسلام في مسألة هل يجوز وقوع الذنوب الصغيرة من الانبياء عليهم السلام بقيدين اثنين الا يكون هذا الذنب مقرا فالله عز وجل يبينه حتى لا يكون فيه قدوة للامة. ثم هو من باب الخطأ والسهو الذي لا يسلم منه البشر والقيد الثاني الا يكون ذلك الذنب مما يخل بقدر النبوة او يقدح فيها او او يستلزم نقصا او حقارة ان يسبت ما لا يليق نسبته الى الانبياء عليهم السلام. فها هنا لاهل العلم قولان اول الذي نصره المصنف رحمه الله وقرره واستدل له واجاب عن ادلة مخالفيه ان ذلك مما عصم منه الانبياء ولا يقع منهم الذنوب الصغيرة ولو بتلك القيود. والقول الثاني والذي عليه المحققون من اهل العلم ولعله الراجح ان شاء الله وعليه دلت الادلة الكثيرة فيما نسب الى الانبياء عليهم السلام من السهو والخطأ والزلل الذي قد غفره الله والذي رفع الله تعالى به اقدارهم. والذي جعله لهم ولاممهم من بعدهم عبرة واية عظيمة على لربنا وعظمته وكبريائه سبحانه فهذا مما لا قدح فيه. واشار المصنف رحمه الله الى ذلك بقوله وتنزيهه عن الكبائر اجماعا. هذا مما لا خلاف فيه وعن الصغائر تحقيقا. يعني فيما رجحه المصنف ومن معه من اهل العلم ثم قال وعن استدامة السهو والغفلة واستمرار الغلط والنسيان فيما شرعه للامة وعصمته في كل احواله بالرضا وغضب وجد ثم نصح فقال فيجب عليك ان تتلقاه باليمين وتشد عليه يد الظنين ظنين الرجل الشحيم البخيل الذي اذا وقع في يده دينار او درهم او ريال فانه لا يخرج من يده. يقول فاجعل قبضك على هذه الفوائد وعلى العلم الذي تحصله مثل قبض الشحيح الذي يقبض شيئا من المال لا يمكن ان ينفك من يده. كناية عن شدة الحرص والاهتمام والمحافظة عليها والامساك بها. ثم قال رحمه الله وان تقدر هذه الفصول حق قدرها وتعلم عظيم فائدتها وخطرها. نعم فان من يجهل ما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم او يجوز له او يستحيل عليه ولا يعرف صور احكامه لا ان يعتقد في بعضها خلاف ما هي عليه. ولا ينزهه عما لا يجب ان يضاف اليه. فيهلك من حيث لا يدري يسقط في هوة الدرك الاسفل من النار. اذ ظن الباطل به واعتقاده ما لا يجوز عليه يحل بصاحبه دار البوار. لا شك ان من لم يفهم تلك المسائل. واتى على بعض الايات والاحاديث التي في ظاهرها نسبة الخطأ والسهو الى الانبياء عليهم السلام. ما لم يقيد ذلك بعلم ويفهم ما يقرره اهل العلم في تلك المواضع قد يصيبه الشيطان بالشبهة وقد يقع له الاشكال فاي اشكال اعظم من ان يقع في قلب امرئ مسلم سوء ظن بمن اصطفاهم الله وجعل لهم اسوة للبشر فاذا سقطت القدوات وتهاوت في انظار الناس تلك المنازل الرفيعة التي جعلها الله اسوة للبشر فما بقي بعد الا الفوضى العارمة. والا العيث فسادا في الشريعة ونصوصها واحكامها. وهكذا فعل متمردون بالله عليكم ما الذي جرأ اليهود قبحهم الله على مقام النبوة ولماذا اصبحت الانبياء في عقائد اليهود وفي اسفارهم وفي اخبارهم وفي دواوينهم. لماذا اصبح الانبياء عليهم السلام في شريعتهم والعياذ بالله اضحوكة ومهزلة؟ الجواب هو من اجل ما لفقوه من الاكاذيب وبما جمعوه من الاباطيل والاتهامات المزرية بالانبياء عليهم السلام. ثم ماذا؟ ثم كانوا اكثر البشر بشاعة وجرأة وحقدا فالاحترام عندهم لنبوة. بل تجاوزوا ذلك الى مقام الالوهية تعالى الله. وقالت اليهود يد الله مغلولة لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. كلام يقشعر منه البدن. لكن كيف صدر من بشر مخلوق مسكين ضعيف لما تهاوت عنده تلك المحكمات لما انهدمت عنده تلك الحصون وانفتحت امام السيد الجارف من عبث الشياطين انسهم وجنهم كانت تلك النهايات مزرية. قال المصنف رحمه الله لانه لا يؤمن من لا يعرف تلك المسائل ويجهل ما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم او ما يجوز او يستحيل عليه ولا يعرف التفريق. قال لا يؤمن ان يعتقد في بعضها خلاف ما هي عليه. ثم يقع ما يخاف منه لا ينزهه فيهلك من حيث لا يدري ويسقط في هوة الدرك الاسفل من النار لانه ظن الباطل برسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقد ما لا يجوز عليه صلى الله عليه وسلم وذلك ولا شك مما يهلك به صاحبه ويحل به دار البوار نسأل الله وهذه من ثمرات العلم امة الاسلام. فان العلم لا يزال حصنا لصاحبه ولا يزال وقاية لفكره وامانا من الانجراف والانحراف وكل تيارات التطرف والغلو والانحراف والزلل والبعد عن احكام الشريعة وصراطها المستقيم فانما كان سببه الاساس هو قلة العلم او ضعفه العلم الشرعي الذي يتبصر به صاحبه ما جاء في الوحي من الله جل جلاله. وما دلت عليه شريعته وما اشتملت عليه من من الاحكام. نعم ولهذا ما احتاط عليه السلام على الرجلين الذين الذين رأياه ليلا وهو معتكف في المسجد مع صفية. فقال لهما انها ثم قال لهما ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم. واني خشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا فتهلكا ارأيتم هذا الحديث وهو في الصحيحين كان نبينا صلى الله عليه وسلم معتكفا ليلة من ليالي رمضان في مسجده الشريف صلى الله الله عليه وسلم وبينما هو معتكف جاءته زوجه صفية امنا رضي الله عنها تزوره في معتكفه لان المعتكف لا يخرج من المعتكف ولو لزيارة اهله ما لم تكن هناك ظرورة. فاتت تزوره فجلست عنده تتحدث فلما انتهت وقامت قام معها يوصلها الى باب الحجرة انتم تعلمون اين حجرات النبي عليه الصلاة والسلام؟ هي ملاصقة. بل ابوابها تفتح على المسجد. فقام معها يمشي في المسجد وذاك الوقت ظلام الليل لا يظاء بالمصابيح ولا يرى في حركة الظلام الا الظل. والشخوص التي لا يعرف اصحابها فاقبل عليه الصلاة والسلام يمشي معها يوصلها الى حجرتها. واذا برجلين من الانصار يمشيان في طريقه. فلما رايان اسرع في المشي ليش اسرع احتراما له صلى الله عليه وسلم رأياه مع امرأة من اهل بيته فارادوا ان يفسحوا له الطريق والا يكون حرج في ممشاه وربما كان له مع اهله شيء من الخصوصية فاحتراما وادبا اسرع في المشي فتفاجأ بقوله صلى الله عليه وسلم لهما على رسلكما انها صفية لا تسرع هذه صفية هذه زوجتي بالله عليكم هل كان قد وقع في قلب احد منهما غيبة او شك او تهمة فتعجب لكن هذا يعطينا فائدتين كبيرتين. الاولى انه لا احد في الامة اطهر ولا اشرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ولكن لابد من ان يحتاط المرء لدينه وعرضه فمن اتقى الشبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه والامر الثاني ان ابواب الشك والريبة وما يقذف الشيطان في قلوب الناس باب كبير لا منتهى له قال على رسلكما انها صفية قال سبحان الله يا رسول الله. يعني بالله عليك هل تظن انا نشك فيك قال سبحان الله. قال عليه الصلاة والسلام لقد علمت يعني علمت ما في قلوبكما وانه لا شيء من الريبة ولا الشك. ولكن الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم واني خفت ان يقذف في قلوبكما شيئا لا احد فينا يسلم والمقصود من هذا الحديث انه ربما كان المرغو على جلالة قدره في الدين. والصلاح والخير والتقى لكن الشيطان حريص واشطر مني ومنك ومن تساهل في ابواب الشيطان وخطوات الشيطان اوشك ان يرديه الشيطان في بعض الحفر قال ولكني خشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا. فهذا الذي استشهد به المصنف على ان نبينا صلى الله عليه وسلم وهو النبي الكريم المعصوم احتاط بذلك الامر وبين للامة ما يدفع به الريبة عن مقامه الشريف ومنزله العلي صلوات الله وسلامه عليه قال هذه اكرمك الله احدى فوائد ما تكلمنا عليه من هذه الفصول. ولعل جاهلا لا لا يعلم بجهله اذ سمع شيء منها يرى ان الكلام فيها جملة من فضول العلم. وان السكوت اولى. وقد استبان لك انه متعين للفائدة التي ذكرناها اذا اجل الفوائد هو دفع الشبهات عن مقام النبوة عموما ومقام نبينا صلى الله عليه وسلم خاص وان تكون الشبهات التي تدفع يا اهل الاسلام عندما يريد احدنا ان يدفع شبهة او تهمة او فرية عن احب الناس الى قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يكون ذلك بمجرد العاطفة فحسب لانك تحبه ولانه نبيك فتنبري دفاعا عن المتهمين والمسيئين والمغرضين. المقام مقام علم ومن اراد ان ينتصر حقا لمقام النبوة امام الشبهات والاشكالات والافتراءات وتلك الاباطيل فليبني ذلك موقف على علم رصين وعلى حجج بينة. هذه من اجل الفوائد فيما يتعرض له المسلم من دراسته لعصمة الامن عليهم السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة وفائدة ثانية يضطر اليها في اصول الفقه وتبنى عليها مسائل لا لا تنعد من الفقه يتخلص بها من تشغيل في مختلف الفقهاء في عدة منها وهي الحكم في اقوال النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله. وهو باب عظيم واصل كبير من اصول الفقه ولابد من بنائه على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في اخباره وبلاغه. وانه لا يجوز عليه السهو فيه وعصمته من المخالفة في افعاله عمدا. وبحسب اختلافهم في وقوع الصغائر وقع خلاف في امتثال الفعل بسط بيانه في كتب ذلك العلم فلا نطول به. عادة ما يذكر علماء اصول الفقه وهم يتكلمون عن دليل السنة باعتبار اصول الفقه علما يتطرق ويتناول الادلة الشرعية وكيفية الاستدلال منها يتكلمون عن دليل السنة واول ما يبدأون بعد تعريف السنة يتكلمون عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم. لم لانهم يقررون هناك ان اي شيء يصدر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وصح نسبته اليه فهو حجة. ينبغي الاقتداء واستنباط الحكم منه. وان نكون متبعين في ذلك لرسول الله عليه الصلاة والسلام هذه القضية تنبني على اصل كبير هي العصمة لماذا اصبح قوله وفعله حجة في الغضب والرضا؟ نعم في الفرح والحزن؟ نعم في السلم والحرب؟ نعم هكذا لماذا هو يختلف عن البشر في هذه المسائل؟ الجواب لانه رسول معصوم. ونبي موحى اليه والله عز وجل قد عصمه قال اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج من هذا الفم الا حق ما يتكلم الا بحق والله قال وما ينطق عن الهوى. لكن باقي البشر اعطل عاقل فيهم واحلم حليم واذكى ذكي تأتيه لحظات غضب وشطط يخرج فيها عن عقله ويشتط فيها عن صوابه ويقول كلاما يندم عليه فيما بعد ويأسف عليه لاحقا لكن النبي عليه الصلاة والسلام نبي معصوم. اذا فدليل السنة عند الاصوليين والاحتجاج بالسنة قولا وفعلا وصفة وتقريرا كل ذلك مبني على هذا الاصل. وهو عصمة الانبياء. قال فهذه فائدة ثانية من مسألة عصمة الانبياء هي باب كبير في اصول الفقه عند العلماء يبنى عليها الاحتجاج بدليل السنة وهو ادلة الشريعة كما يعرفه طلاب العلم. نعم. وفائدة ثالثة يحتاج اليها الحاكم والمفتي في من اضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من هذه الامور. ووصفه ووصفه بها فمن لم يعرف ما يجوز وما يمتنع عليه وما وقع الاجماع فيه والخلاف كيف يصمم في الفتيا في ذلك؟ ومن اين يدري هل ما قاله فيه نقص او مدح فاما ان يجترئ على سفك دم مسلم حرام او يسقط حقا او يضيع حرمة للنبي الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. هذه فائدة ثالثة من دراسة مسألة عصمة الانبياء عليهم السلام. الا وهي ما يختص بالحاكم والمفتي سواء كان الحاكم الامام الاكبر ولي امر المسلمين او من يتولى الحكم والقضاء وكذلك من يتولى الافتاء ممن يسند اليهم هذا المنصب الشرعي العظيم لم هؤلاء خاصة بان احدهم في منصبه في الحكم والفتوى والقضاء هو خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الامة فانه يبلغ حكم الله ويقضي بين الناس بحكم الله. ولا يقتدي بشيء في ذلك الا برسول الله صلى الله عليه وسلم فعندئذ هؤلاء من احوج الناس الى اتقان وضبط باب عصمة الانبياء عليهم السلام. وعصمة نبينا صلى الله عليه وسلم خاص لانه يستند في حكمه وفتواه ومسألته الا ما يستدل به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فمن لم يعرف ما يجوز عليه وما يمتنع وما وقع فيه الاجماع والخلاف كيف يبني الفتوى؟ ومن اين يدري؟ هل الذي قاله نقص او مدح؟ فقد يجترئ على سفك من مسلم حرام او يسقط حقا او يضيع حرمة للنبي صلى الله عليه وسلم. اذا هذه فوائد ثلاث يجنيها المؤمن من معرفته بمسألة عصمة الانبياء عليهم السلام عامة وعصمة نبينا صلى الله عليه وسلم اولى الفوائد التحصين الفكري البناء العلمي القدرة على رد الشبهات وتفنيد الاباطيل ونصرة النبي عليه الصلاة والسلام نصرة علمية لا عاطفية فقط الفائدة الثانية تختص بطلاب العلم الفقهاء والاصوليين. وان دليل السنة مبني على اصل العصمة المقرر للامن عليهم السلام وفائدة ثالثة تختص باهل الحكم والفتوى والقضاء في الامة الذين يتأسون في ادوارهم ومناصبهم تلك برسول الله صلى الله عليه وسلم ولسبيل هذا ما قد اختلف ارباب الاصول وائمة العلماء والمحققين في عصمة الملائكة فصل في القول في عصمة الملائكة عليهم السلام. هذا اخر فصول هذا الباب ولماذا الحق عصمة الملائكة بعصمة الانبياء عليهم السلام؟ لان الباب واحد الملائكة ايضا خلق كريم من خلق الله. قال الله عنهم بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. اثنى الله عليهم في كتابه وعدهم خلقا كريما مخلوقون لطاعة الله هل معنى هذا انهم معصومون؟ الجواب نعم ما عصمة الملائكة؟ هذا فصل في بيانه. وليس المقصود منه صلب المسألة. لان المقصود هو الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد تقررنا معنى عصمته عليه الصلاة والسلام وهذا القدر كاف لكن اراد تتميما للفائدة ان يختم الباب بهذا الفصل في عصمة الانبياء عليهم السلام. ثم يختمه اخيرا ببعض اشكالات ترد على مسألة عصمة الانبياء في مثل مسألة هارود وماروت هل هما انبياء ام هم من الجن وما ماذا حكي عنهم في القرآن؟ وما الجواب عنه؟ وكذلك الشأن في قصة ابليس هل كان من الملائكة فعصى؟ هل كان معصوما او ما الذي وقع منه سيبينه في هذا الفصل رحمه الله فصل فصل بالقول في عصمة الملائكة عليهم السلام اجمع المسلمون على ان الملائكة مؤمنون فضلاء واتفق ائمة المسلمين ان المرسلين منهم حكما ان حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا في سواء في العصمة كما ذكرنا عصمتهم منه. السؤال هل في الملائكة مرسلين هل في الملائكة مرسلون يعني في ملك رسول؟ نعم الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. ارسل الله جبريل عليه السلام وارسل ميكال عليه السلام هؤلاء رسل بمعنى ان الله يرسلهم الى من الى من اصطفى من البشر فهم هم حملة الوحي من الله جل جلاله الى رسله من البشر عليهم الصلاة والسلام واتفق واتفق ائمة المسلمين ان حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة كما ذكرنا عصمتهم منه وانهم في درجات الانبياء وحقوقهم والتبليغ اليهم للانبياء كالانبياء مع الامم واختلفوا في غير المرسلين منهم. فذهبت طائفة الى عصمة جميعهم عن المعاصي. واحتجوا بقوله سواء كانوا من المرسلين او من عامة الملائكة كلهم معصوم لجملة من الادلة التي تفيد العموم واحتجوا بقوله تعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون في سياق قوله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم. الملائكة خزنة جهنم اجارنا الله واياكم ليسوا من المرسلين. ومع ذلك فوصفهم الله بقوله لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وهذا من العصمة وبقوله وما منا الا له مقام معلوم. وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون. والكلام عن الملائكة الكرام عليهم السلام. قال وما منا الا له مقام معلوم والملائكة درجات وقد اصطفى الله بعضهم وفضل بعضهم على بعض. قال وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون. وبمثل اقسم الله في قوله تعالى والصافات صفا فهم ممن وصفوا بهذا الوصف الكريم وللملائكة صفوف عظيمة امرنا نحن معشر المسلمين ان نتشبه بهم ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. وجاء الحث بان تكون صفوف المصلين كصفوف الملائكة وهذا ايضا مما تميزت به امتنا بهذا الشرف العظيم. وبقوله ومن عنده لا يستكبرون عن عباده ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون هذا عام ايضا في اهل الملكوت الاعلى. ومن عنده كل من عند الله في الملكوت الاعلى لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يعني لا يقع منهم تأخر او فتور او تقصير يسبحون الليل والنهار لا يفترون. فلا يملون ولا ينقطعون وليس لهم فتور في التسبيح والذكر الذكر لله جل جلاله وبقوله ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون. وكل الآيات بصيغ العموم كما تسمع وبقوله كرام بررة. هذا وصف عام اثنى الله به على الملائكة بهذا الوصف بالكرامة والبر. وهذا يقتضي مطلق الطاعة التي لا يخالطها عصيان او تقصير في جنب الله عز وجل وبقوله لا يمسه الا المطهرون. والكلام على اللوح المحفوظ انه لقرآن كريم في كتاب مكنون. لا يمسه مختلف المفسرون في عود الظمير. لا يمسه يعني القرآن او الكتاب المكنون فبعود الضمير الى الكتاب المكنون وهو المذكور الاقرب في كتاب مكنون لا يمسه يعني لا يمس الكتاب المكنون وهو اللوح المحفوظ الا المطهرون فاثنى الله على الملائكة بهذا الوصف ونحوه من الايات. اذا هذا دليل من قال من اهل العلم ان الملائكة كلهم معصومون المرسل منهم وغير المرسل لمقتضى تلك الايات وغيرها التي افادت العموم بذلك الوصف والثناء والمناقب التي سمعتم طرفا منها وذهبت طائفة الى ان هذا خصوص للمرسلين منهم والمقربين. العصمة ان العصمة خاصة بالمرسلين منهم لا بكلهم. نعم واحتجوا باشياء ذكرها اهل الاخبار والتفاسير. نحن نذكرها ان شاء الله بعد. ونبين الوجه فيها ان شاء الله والصواب ونبين الوجه فيها ونبين الوجه فيها ان شاء الله. والصواب عصمته والصواب عصمة جميعهم وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم ومنزلتهم عن جليل مقدارهم ورأيت بعض شيوخنا اشار ان لا حاجة ورأيت بعض شيوخنا اشار ان لا حاجة للفقيه بالكلام في عصمتهم. وانا اقول ان الكلام وانا اقول ان الكلام في للكلام في ذلك وانا اقول ان للكلام في ذلك ما للكلام في عصمة الانبياء من من الفوائد التي ذكرناها سوى فائدة الكلام في الاقوال والافعال فهي ساقطة ها هنا. يعني اذا كنا قد قررنا في فائدة عصمة الانبياء مسألة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله فهذا لا يرد في مسألة الملائكة لاننا لم نؤمر بالاقتداء بهم وما هي من الفوائد يتحقق ايضا في مسألة عصمة الملائكة عليهم السلام فمما احتج به من لم يوجب عصمة جميعهم قصة هاروت ومصر قصة هاروت وماروت وما ذكر فيها اهل الاخبار ونقله فسروا ونقله المفسرين ونقله المفسرين. ونقلت المفسرين. وما روي عن علي وابن عباس في وابن عباس في قبرهما وابتلائهما هاروت وماروت اسمان لملكين من الملائكة ورد مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة البقرة وتحديدا في قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. وما كفر سليمان. ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت. وما يعلمان من احد حتى يقول انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ما يضرهم ولا ينفعهم. ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا المون ليس في الاية كما سمعت اي تفصيل عن قصة هاروت وماروت كل ما في الاية انهما من الملائكة واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس السحر وما انزل على ملكين هذا صريح في انهما من الملائكة وكان بارض بابل في العراق هذا الذي في الاية لكن ما الذي حول تلك القصة؟ هل هما ملكان نزلا من السماء عقوبة من الله او فتنة وابتلاء للبشر او لمهمة تعليم الناس السحر كل تلك التفاصيل لم تأت بها الاية. والقاعدة التي يسلم بها الناس في فهم كتاب الله. ان ما اورده القرآن مجملا كان مقصود الاجمال فيه مطلوبا وما لم يأتي ببيانه تفصيل فلا حاجة الى السعي في البحث عن التفاصيل التي لا فائدة من ورائها ثم طلبوا ذلك والبحث عنه في الاخبار الضعيفة والقصص الواهية والاسرائيليات المحرفة تظر اكثر مما تنفع لكن الفضول العلمي يبحث به صاحبه عن تفاصيل ما اراد الله عز وجل ان يخبرنا عنها كما حصل في قصتي في عدد اصحاب الكهف سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم ايش رجما بالغيب لو اراد الله ان يخبرنا بعددهم لقال لنا هم سبعة ولا ثمانية ولا عشرة ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم كفى ما لك داعي هذي امور لا فائدة منها ولو كان فيها فائدة لاخبرنا الله قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل. فلا تماري فيهم الا مراءا ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم احدا. يعني من اليهود تطوى الصفحة قصة يوسف عليه السلام وكثير من قصص الانبياء والمرسلين هناك مناطق في القصة اوجزت وطويت واضمرت فلا حاجة الى البحث عنها والتنقيب ورائها ومن هم وكيف ماذا ومتى كل ذلك من التفصيل الذي لو اراد القرآن ان يعلمنا به لاعلمنا كيف والقرآن موصوف بانه احسن القصص نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن بالله عليك قصة ترد في كتاب الله ثم تبحث عما يكملها من خارجه فكيف تكون القصة في غاية الحسن اذا وقد زدنا عليها ما ليس منها ومن ذلك قصة هاروت وماروت اوجز القرآن تماما كما سمعت وليس لهما ذكر في القرآن الا في هذه الاية. خلاص وما انزل على الملكين بباب هاروت وماروت يقصد القرآن ان ان اليهود وبني اسرائيل تركوا ما انزل على الانبياء من الوحي واتجهوا الى تعلم ما ما جاءت به وما علم به من السحر فتركوا الوحي وتوجهوا الى الباطل تركوا الحق وذهبوا الى الضلال واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ايضا مر بنا قصة سليمان عليه السلام وما افترته الشياطين وان شيطانا تسلط على كرسي سليمان وعاث فسادا في الحكم وتحكم بخاتم الملك الى اخره واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. لما مات سليمان عليه السلام واراد الله عز وجل اثبات عجز الجن عن علم الغيب طيب قبض روحه وهم لا يدرون ما يدرون هذا ابتلاء من الله عز وجل. ثم في تلك الفترة كانوا يظنون ان سليمان عليه السلام حي ويدير حكم المملكة وانه يأمر وينهى والحق سوى ذلك. قال الله فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين كل ذلك دلالة على ان ما جاءت به الشياطين باطل وافتراء وشبه تعلمها ليس مما جاء به الشرع. قال واتبعوا ما تتدوا الشياطين ملك سليمان. طيب ما جاءت به الشياطين. هل هو من شريعة سليمان؟ الجواب لا. وما كفر سليمان. ولكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس السحر وما انزل. ما هنا قيل انها موصولة. يعني الشياطين تعلم الناس السحر وتعلم الناس ما انزل على كيني ببابل هاروت وماروت. ما الذي انزل على الملكين؟ قيل هو السحر وقيل ما هنا نافية ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل يعني لم ينزل السحر على الملكين ببابل هارون وماروت. طيب وما يعلمان هاروت وماروت. لما اذا قلنا انهما نزلا بالسحر بتعليم الناس ابتلاء وامتحانا وما يعلمان من احد حتى يقول انما نحن فتنة فلا تكفر فمن اراد تعلمه فقد اقر بالكفر ورضي به الى اخر الاية. هذا كل ما جاء بالاية الكريمة. يقول المصنف مما احتج به من لم يوجب عصمة جميع الانبياء عن جميع الملائكة. قصة هاروت وماروت. قال هذان ملكان ووقع منهما ما يخل بالعصمة اذا لا عصمة لجميعهم. سيرد المصنف على تلك الاباطيل المفترات في قصة هاروت وماروت قال فاعلم وفقك الله. نعم فاعلم وفقك الله ان هذه الاخبار لم يروى لم يروى منها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هو في شيء يؤخذ بالقياس. هذه نقطة رقم واحد في الجواب ليس في قلنا في القرآن ما في الا موضع واحد وبهذا القدر المختصر. سؤال هل في السنة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيل لقصة هاروت وموروط قال ما في السنة ما يروى سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب ومن فين نقرأ في كتب التفاسير والقصص والحكايات هاروت وماروت وكوكب الزهرة ولما سخط الله عليهما غضب وانزلهما ولما حصل كذا التفاصيل هذه من فين جاءت هذه اساطير الاولين وهذه افتراءات بني اسرائيل التي لم تكن اول ولن تكون اخر ما اقحموه افتراء وزورا على مقام الالوهية ومقام الملائكة ومقام الانبياء عليهم السلام. نعم والذي منه في القرآن اختلف المفسرون في معناه وانكر بعضهم قول بعض وانكر بعضهم وانكر بعضهم قول بعض وانكر ايضا ما قال بعضهم فيه كثير من السلف كما سنذكره. وهذه الاخبار من من كتب اليهود وافترائهم كما نصه الله تعالى اول الايات من افترائهم بذلك على سليمان عليه السلام. وتكفيرهم اياه. قال وما كفر سليمان؟ لان بني اسرائيل من شدة اذاهم واعتدائهم وعدوانهم يتهمون الانبياء عليهم السلام ولا يبالون ومن قرأ في كتب اليهود وعرف مسيرة قصص الانبياء في تراثهم والله شيء فاضح لا احترام لنبي ولا تقديس ولا كرامة ولا ادب. فلذلك ينسبون اليهم الزور والباطل. فهم ينسبون الى سليمان عليه السلام ايضا الشنيع من الاقوال قال والله عز وجل في شأن سليمان تحديدا ذكر ذلك. قال فلما قضينا عليه الموت على سليمان عليه السلام. ما دلهم على على موته الا دابة الارض تأكل منسأته. العصا التي كان يتكئ عليها سليمان عليه السلام. ولولا ان الارض او دودة الارض اكلت الخشبة فخر سليمان عليه السلام ما ظنوا انه ميت وهم لا يعلمون. هل تظن ان هذا يمضي عليه ساعة او ساعتان او يوم او يومان؟ هذه مدد طويلة قال فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن قال لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين. يعني تسخير سليمان عليه السلام لهم في الخدمة والتعذيب وجعل منهم مقرنين في الاصفاد ومسخرين له ما كانوا بقوا يعني طيلة تلك الفترة التي مات فيها سليمان عليه السلام استمروا مستعبدين في ملك سليمان عليهم السلام ولو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين. نعم وقد انطوت القصة على شنع عظيمة وها نحن نحبر في ذلك ما يكشف عن غطاء هذه الاشكالات ان شاء الله واختلف اولا في هاروت وماروت هل هما ملكان او انسيان؟ وهل هما المراد بالملكين ام لا؟ وهل القراءة ملكين او او ملكين بفتح اللام او او ملكين وهل هما ملكين او ملكين بفتح اللام او بكسرها او بهما جميعا. وهل ما في قوله وما انزل على الملك وما يعلمان من احد نافية او موجبة نافية نافية او موجبة. يعني هل هي مال نافية؟ ما انزل على الملكين يعني لم ينزل وما يعلمان يعني لم يعلما احدا او هي موجبة يعني مال موصولة وما انزل يعني والذي انزل وهم يعلمان الناس نعم فاكثر المفسرين قالوا ان الله تعالى امتحن الناس بالملكين لتعليم السحر وتبينه وان عمله كفر فمن تعلمه كفر ومن تركه امن قال الله تعالى حكاية عنهما انما نحن فتنة فلا تكفر. هذا هو القدر الذي دلت عليه الاية والذي يسلم به التأويل ويبعد عن الاشكال. هاروت وماروت ملكان كريمان. انزل من السماء الى الارض لامر اراده الله. ما هو؟ هو ابتلاء الناس بتعليم السحر ويقولون لهم من امن به وعمل كفر. ومن تركه وابتعد عنه امن. السؤال فلماذا يقع هذا؟ الجواب ابتلاء العباد كما ابدل الله ادم وحواء بالشجرة الا يأكلا منها امتحان وكما يبتلي الله عز وجل العبد بالشهوات والشبهات فمن ثبت وصبر واحتسب هي هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان فمن كابد وصبر وثبت على الطريق والتزم الوحي الذي يأتيه من خالقه نجا وسلم. هي هذه الدار دار امتلاء وامتحان فانزل لهذا الغرض ولم ينزلا بالسحر مع العناية والاظلال والغواية ليهوي ابن ادم في الشر لا وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. طب ليش يعلمون الناس؟ يعلمونهم انذارا وتبيينا هذا كفر هذا خطأ هذا شر هذا فساد قال تعلمت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه فيعلمون الناس ان هذا خطر وانه ضر وشر ولا منفعة فيه. نعم وتعليمهما للناس له تعليم انذار. ان يقول ان لمن جاء يطلب تعلمه لا تفعلوا كذا. فانه يفرق بين المرء زوجه ولا تتحيلوا بكذا فانه سحر فلا تكفروا. يعني لا تفعلوا فعل حيل السحرة من الباطل والتمويه والخداع الناس فانه سحر فلا تكفروا فعلى هذا فعل الملكين طاعة وتصرفهما فيه امرا به ليس بمعصية وهي لغيرهما فتنة على هذا التفسير لم يصدر عن هذين الملكين معصية ولا خطأ بل فعلهما طاعة وامتثال لامر اراده الله. ومن كان هذا الفعل لغير هذين الملكين فتنة كما ذكر الله عز وجل وروا بن وهب عن خالد بن ابي عمران انه ذكر عنده هاروت وماروت. وانهما يعلمان السحر. فقال نحن نحن ننزههما عن هذا. فقرأ بعضهم وما انزل على الملكين. فقال خالد لم ينزل عليهما. يعني فسرا ها هنا في الاية بانها نافية قال يعلمون الناس السحر وما انزل. هو يقول يعلمون الناس السحر وما انزل يعني السحر لم ينزل ففسر ما هنا بالنافية. قيل لخالد الذي ذكره مصنف ابن ابي عمران وهو احد فقهاء السلف المتوفى في اوائل القرن الثاني الهجري قيل له هاروت وماروت ويعدمون الناس السحر قال لا نحن ننزههما. قالوا طيب والله يقول وما انزل على الملكين قال لم ينزل عليهما. ولا يعارض اية هو يفسرها وما انزل على الملكين فسر ما هنا بانها نافية. يعلمون الناس السحر وهذا السحر ما انزل على الملكين ففسر ما هنا بالنافية فهذا خالد على جلالته وعلمه نزههما عن تعليم السحر الذي قد ذكر غيره انهما مأذون لهما في تعليمه بشريطة ان يبينا انه كفر وانه امتحان من الله تعالى وابتلاء. فكيف لا ننزههما عن كبائر المعاصي والكفر المذكورة في تلك الاخبار في تلك القصص فظائع كما قال المصنف في بداية الكلام في القصة شنع قبيحة لا تليق والله يا اخوة يذكر في تفاصيل تلك القصة من شرب الخمر وفعل الفاحشة ينسب الى الملكين. هاروت وماروت ما في تفصيل في هذا لا في اية ولا في سنة صحيحة ولا مورد لتلك الاباطيل والافتراءات الا الاسرائيلية المحرمة الرفض. القصص التي جاءت عن طريق بني اسرائيل عن طريق اليهود قبحهم الله. الذين ما احترموا مقام الالوهية. ولا النبوة فكيف بمقام الملائكة فلا يتورعون عن نسج الخيال وحكاية القصص ورواية الاخبار التي يجعلون من حبكة رواية توهم ان هذا التفصيل جاء بوحي من الله لانه من علم الغيب وقول خالد لم ينزل يريد ان ما نافيه وهو قول ابن عباس قال مكي وتقدير الكلام وما كفر سليمان يريد بالسحر الذي افتعله الشياطين فاتبعتهم في ذلك اليهود وما وما كفر سليمان يعني بسبب السحر واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان يعني لم يكن سليمان عليه السلام يعمل بالسحر لكن الله سخر له الجن كما سخر له الريح وهذا من الملك الذي اوتيه سليمان عليه السلام. فلم يكن تسخير سليمان عليه السلام للجن واستعبادهم لم يكن سحرا لكن الشياطين واليهود تتبعهم في ذلك قالوا سليمان كان يسحر الجن. ولهذا سخرهم واستعبدهم. والله عز وجل يقول في صريح القرآن لما قال قال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. انك انت الوهاب. الله يقول فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب. والشياطين يعني سخرنا له الشياطين هذا امر اراده الله عز وجل واليهود تقول سحر تحكم به سليمان ثم يقولون هذا من علم سليمان السحر. يسوغون لانفسهم ذلك الكفر الذي يقعون فيه. نعم قال مكي هما جبريل وميكائيل تفسير اخر في الاية وما انزل على الملكين فسر بانهما جبريل وميكال ليس هارون نعم ادعى اليهود عليهما المجيء به كما ادعوا على سليمان فاكذبهم الله في ذلك ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت. يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين بباب لهاروت وماروت. قيل هما رجلان تعلماه قول اخر ان هاروت وماروت ليس ملكين بل من الانس رجلان يقال لهما هاروت وماروت نعم قال الحسن هاروت وماروت علجان من اهل بابل علجان تثنية علج والمقصود به الشديد من الكفار الاعاجم يقال له علج والتثنية علجان وقرأ وما انزل على الملكين على الملكين وما انزل على الملكين بكسر اللام وتكون ما ايجابا على هذا هذه قراءة شاذة ليست في القراءة الصحيحة المتواترة وما انزل على الملكين بكسر الله فيكون هاروت هنا في الاية ليس من الملائكة لكنها قراءة شاذة. نعم. وكذلك قراءة عبدالرحمن بن ابزى بكسر اللام يعني ملكين ولكنه قال الملكان هنا داوود وسليمان. وتكون ما نفيا على ما تقدم. هذا تفسير اخر ان الملكين مقصودين في الاية بكسر اللام هما داوود سليمان عليهما السلام تنزيها لهما وما انزل على داوود سليمان السحر نعم وقيل كانا ملكين من بني اسرائيل فمسخهما الله حكاه السمرقندي والقراءة بكسر اللام شادة فمحمل الاية على تقدير ابي محمد مكي حسن ينزه ينزه الملائكة. ينزه ينزه الملائكة ويذهب الرجس عنهم ويطهرهم تطهيرا. تفسير مكي ابن ابن ابي طالب ان الملكين المقصودين في الاية جبريل وميكال يعلمون الناس السحر وما انزل. هذا السحر على جبريل والاميكال وما كان يذهب به جبريل وميكال عليهما السلام الى الانبياء عليهم السلام وحي من الله ليس سحرا فهذا تنزيه للملائكة. نعم وقد وصفهم الله بانهم مطهرون وكرام بررة ولا يعصون الله ما امرهم. كما تقدم في الايات في بداية هذا فصل ومما يذكرونه قصة ابليس وانه كان من الملائكة ورئيسا فيهم ومن خزان الجنة الى اخر ما حكوه يعني مما استدل به القائلون بان الملائكة كلهم ليسوا معصومين وان العصمة للمرسلين منهم قصة هاروت وماروت وتبين الجواب انه لا شيء ينسب اليهما قادح في العصمة مما استدلوا به ايضا قصة ابليس ما به ابليس يقول قال الله في سورة الكهف واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسقا. عن امر ربه هذه الاية الصريحة في انه كان من الجن لا من الملائكة. قالوا لكنه ارتقى واكرمه الله فجعله في عداد الملائكة ولهذا لما امر الله الملائكة بالسجود قال فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس طيب ابليس من الملائكة ظاهر الاية يدل على انه من الملائكة لانه استثناه منهم. قال فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس فلو لم يكن من الملائكة ما استثني طيب فاذا قلت انه كان من الملائكة قال اما وقعت منه المعصية اذا ليسوا معصومين. هذا استدلال وسيجيب عنه المصنف بايجابة تغلق هذا الاشكال ان ابليس ليس من الملائكة بدلالة اية الكهف كان من الجن طيب والاستثناء في الايات الاخرى في سورة البقرة والاعراف وصاد قالوا هذا استثناء من غير الجنس وهو صحيح في لغة العرب ويسمونه الاستثناء المنقطع وسيأتي كلام المصنف. نعم ومما يذكرونه قصة ابليس وانه كان من الملائكة ورئيسا فيهم ومن خزان الجنة. الى اخر ما حكوه وانه استثنى من الملائكة بقوله فسجدوا الا ابليس وهذا ايضا لم لم يتفق عليه بل الاكثرون ينفون ذلك وانه ابو الجن. كما ان ادم ابو الانس وهو قول الحسن وابن زيد وقال شهر ابن حوشب كان من الجن الذين طردتهم الملائكة في الارض حين افسدوا. والاستثناء من غير الجنس شائع في كلام العرب وقد قال الله تعالى ما لهم به من علم الا اتباع الظن. يعني الخلاصة ان قصة ابليس لعنه الله ليس فيها دلالة على عدم عصمة الملائكة لانه اولا ليس من الملائكة واية سورة الكهف صريحة الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه واما الاستثناء في الايات فسجدوا الا ابليس فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس فقد اجاب ان هذا استثناء من غير الجنس والمعنى ان يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه تقول حضر القوم الا حمارهم والحمار ليس من القوم ليس من جنسهم وهذا يقول المصنف شائع وفي كلام العرب سائغ. واتى لك بمثال لاية قرآنية ما لهم به من علم الا اتباع الظن هل الظن من جنس العلم؟ الجواب لا اوضح منه في نعيم اهل الجنة في سورة الواقعة. لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما. في الجنة ما تسمع لغو ولا تسمع اثما الا قيلا سلاما سلاما هل السلام الذي يلقى على الملائكة على اهل الجنة في الجنة هو من اللغو او من التأثيم؟ فكيف استثني منه من القاعدة نفسها ان هذا استثناء منقطع او ما يسمونه الاستثناء من غير جنس المستثنى منه وهذا نفسر به الايات الكريمة بشأن ابليس الا ابليس استثناء من الملائكة وان لم يكن منهم. فاذا انتهينا من الاشكال. ابليس ابو الجن كما يقول الحسن قتادة كما ان ادم ابو الانس. وبالتالي فمعصيته كانت وبالا عليه وشؤما ولعنة من الله الى يوم الدين كما قال الله عز وجل وان عليك لعنتي الى يوم الدين. نعم ومما رؤوه في الاخبار ان خلقا من الملائكة عصوا الله فعصوا الله عصوا الله فحرقوا. وامروا ان يسجدوا عندما فابوا فحرقوا ثم اخرون كذلك حتى سجد له من ذكره الله تعالى الا ابليس. في اخبار لا اصل لها تردها صحاح الاخبار فلا يشتغل بها فلا يشتغل بها والله اعلم اخر ما في هذا الفصل ان ايضا مما رووه في اخبار تقدح في عصمة الانبياء ايضا رواية منسوجة من خيال لا سند لها ولا خطام ولا زمام تقول الرواية ان الله لما خلق ابانا ادم عليه السلام ونفخ فيه من روحه وامر الملائكة بالسجود هنا فصول في المشهد لم ينقل الينا في القرآن القرآن قال فسجدوا الا ابليس. يقول كان هذا المشهد الاخير هناك مشاهد سبقت ان الفئة الاولى من الملائكة عصوا وامتنعوا من السجود فاحرقهم الله وامروا ان يسجدوا لادم فابوا فحرقوا. ثم فئة ثانية امرت بالسجود لادم فحرقوا. فلما احرقت دفعة ودفعتان وثلاث في الاخير سجد الموجودون الذين ذكرهم الله الا ابليس قال المصنف باختصار شديد في اخبار لا اصل لها تردها صحاح الاخبار فلا يشتغل بها. يعني ما نحتاج الى جواب لان الجواب عن هذا ان تقول له اثبت لي هذه الرواية واثبت القصة حتى نبحث عن جواب لها. اما وليس لها خطام ولا زمام الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح لا حول ولا قوة الا بالله الله اكبر والحاصل ان ما لم يثبت به شيء من الروايات من تلك الاباطيل. فلا حاجة الى الاجابة عنه لان الضعيف والباطل يكفي في بطلانه وسقوطه ضعف روايته فلا يشتغل بها كما قال المصنف رحمه الله وقد قال الحافظ ابن كثير في قصة هاروت وماروت اثباتا لهذا الاصل العلمي الكبير قال وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وابي العالية والزهري والربيع ابن انس ومقاتل ابن حيان وغيرهم وقصها خلق من المفسرين. من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها الى اخبار بني اسرائيل. اذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الاسناد الى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. وظاهر سياق القرآن اجمال القصة من غير بسط ولا اطناب فيها فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما اراده الله تعالى والله اعلم بحقيقة الحال انتهى كلامه رحمه الله وانتهى كلام المصنف هنا في الباب الاول من القسم الثالث القسم الثالث في العصمة وجعلها في بابين. الباب الاول العصمة في الامور الدينية الوحي والرسالة والاحكام. القسم الثاني الذي سنشرع فيه او الباب الثاني نشرع فيه الجمعة المقبلة ان شاء الله في عصمته من الامور الدنيا هل يعصمون من المرض؟ هل يعصمون من الشكوى والام الدنيا وهمومها؟ سيأتي ذلك في الباب الثاني من القسم الثالث ان شاء الله تعالى من الكتاب وبقي في ليلتكم هذه متسع عظيم للاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ما الخميس اتى مغربه لزمنا الصلاة على سيدي صلاة نقدمها زادنا من اليوم حتى مساء الغد فاستكثروا من صلاتكم وسلامكم على نبيكم صلى الله عليه وسلم فانما تستكثرون من صلاة ربكم عليكم عشرة كاضعاف صلاتكم على نبيه عليه الصلاة والسلام. فاللهم صل وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصلي اللهم وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. وارزقنا يا رب علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم وارحم موتانا واشف مرضانا وتقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم يعتز باسلامه وايمانه واتباعه القرآن والسنة واعتزازه بسنة رسول الله الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم اجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل قال الله له به طريقا الى الجنة