بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا محمدا الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعض اخوة الاسلام في كل مكان فها هو ذا المجلس المبارك المنعقد من رحاب بيت الله الحرام كل ليلة من ليالي الجمعة نستزيد به صلاة وسلاما على نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم. نستكثر من الخير والبركة. مستجيبين بهديه عليه الصلاة والسلام وندبه اذ حث امته فقال اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. وهذا المجلس الذي نتدارس فيه شمائله وحقوقه صلى الله عليه وسلم هو من خير ما نعمر به وقتنا وليلتنا وجمعتنا مما يبعثنا على الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. صلي عليه اذا اسمعت باسمه تجد الصلاة على لسانك ريا. صلوات ربي والسلام على الذي قد طاب ميتا في الوجود وحي فاللهم صلي وسلم وبارك عليه كما تحب ان يصلى ويسلم عليه. وما زال مجلسنا ايها الكرام في مدارستنا لكتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمة الله عليه وقد تم لنا الباب الاول من القسم الثالث من الكتاب بليلة الجمعة الماضية. القسم الثالث من الكتاب الذي خصه المصنف رحمه الله لبيان ما يجوز وما لا يجوز في حقه صلى الله عليه وسلم واقتضى ذلك الحديث عن العصمة الالهية للانبياء عليهم السلام. والعصمة نوعان او قسمان عصمة في الامور الدينية وعصمة في الامور الدنيوية. الذي تم لنا ليلة الجمعة الماضية الباب الاول وهو الحديث عن العصمة في الامور الدينية. العصمة في تبليغ الوحي. العصمة في الاحكام الشرعية التي يبلغها ربي وما يتعلق بذلك كله. اما الليلة فسنشرع في الباب الثاني من الكتاب وهو الحديث عن العصمة في الامور الدنيوية السؤال هل العصمة التي حفظ الله بها نبينا صلى الله عليه وسلم تعني تعني حفظه من اي شيء طيبه من امور الدنيا من مرض وهم وحزن والم وسحر واذى هل هذه العصمة؟ يعني لما قال الله والله من الناس هل معناه ان الله عز وجل ضمن له الا يسلط عليه اذى او مرض او شيء من الامور الدنيوية. الباب الثاني معقود لهذا المعنى. اذا سنشرع في الحديث عن العصمة في الامور الدنيوية ما معناها؟ وما الذي تشمله العصمة من الله لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه واله وسلم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله الباب الثاني من القسم الثالث فيما يخصهم من في الامور الدنيوية ويطرأ عليهم من العوارض البشرية قد قدمنا انه عليه السلام وسائر الانبياء والرسل من البشر وان جسمه وظاهره خالص للبشر. يجوز عليه من والتغيرات والالام والاسقام وتجرأ وتجرع كأس الحمى وتجرع كأس الحمام ما يجوز على البشر. اذا يقول ان جسمه صلى الله عليه وسلم وظاهره خالص للبشر. معنى خالص للبشر انه بمقتضى البشرية الخالصة لم يرفع الله احدا من انبيائه عليهم السلام عن رتبة البشرية الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس يقول عليه الصلاة والسلام انما انا بشر اذا هي البشرية ومعنى ذلك انهم تصيبهم ما يصيب البشرية من الصفات والعوارض. كان يضحك ويبكي ويفرح ويحزن عليه الصلاة والسلام. كان له اصدقاء واعداء. كان له زوجة واولاد. هي الحياة البشرية خصائصها وصفاتها وطبائعها. بل كان هذا هو الحكمة الالهية في اختيار الانبياء والرسل عليهم السلام. كيف لان الله جعلهم بشر فكان هذا ادعى لاممهم بالاقتداء بهم. لانه لو بعث ملكا لقال المقصرون من اممهم والمخالفون لهديهم لقالوا لسنا كمثلهم هم ملائكة اما وقد كانوا بشرا فان الاسوة بهم اكد. والاقتداء بهم باب مشرع اراد الله عز وجل ان يكون للبشرية طريقا يسلكونه. هذه واحدة. والثانية ان البشرية التي فيهم جعلت طريقا لتشريع المتعلقة بنا بمعنى انه اي موقف يمر بك عبد الله في حياتك داخل بيتك مع اسرتك في السوق والعمل في الطب والتجارة والاقتصاد والزراعة وسائر انحاء الحياة. اي موقف يمر بك؟ اي حال تعرض لك فانك واجد ولابد لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة بانه بشر كمثلك عاش حياة البشرية. ان قلت لكن حياتنا فيها زوجات واولاد وهموم ونكد ومصائب واحزان فكذلك كانت حياته صلى الله عليه وسلم هذه حكمة الهية. قال المصنف فان جسمه وظاهره خالص للبشر اذا هي بشرية خالصة يجوز عليه من الافات يعني الامراض والاسقام والتغيرات والالام والاسقام والتجرع كأس الحمام يعني الموت. قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام انك ميت وانهم ميتون وقال وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افإن مت فهم الخالدون؟ قال وتجرع كأس الحمى جعل له ما يجوز على البشر سؤال اذا كان الله عز وجل قد جعل له من البشرية مال سائر البشر امراض واسقام وهموم واحزان. هل هذا الجواب لا بل هذا هو ذروة الحكمة الالهية كما اشرت قبل قليل قال رحمه الله وهذا كله ليس بنقيصة فيه صلى الله عليه وسلم. نعم وهذا كله ليس بنقيصة فيه. لان الشيء انما يسمى ناقصا بالاضافة الى ما هو اتم منه واكمل من نوعه وقد كتب الله تعالى على اهل هذه على اهل هذه الدار فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون. الهذه الدار اهل الدنيا كتب الله عز وجل عليهم الموت والحياة. والفناء والزوال والانتقال الى الدار الاخرة. فكذلك كان نبينا عليه الصلاة والسلام ليس بمعزل عن هذه السنة الالهية العامة في البشر وخلق جميع البشر بمدرجة الغيرة. فقد مرض عليه السلام بمدرجة الغيرة يعني الامور القابلة للتغير. وربما قالوا الغيرة يعني العسيرة يعني احوال متقلبة ولهذا فان حياته عليه الصلاة والسلام كانت كذلك يمر بكل ما يمر عليه البشر. كما اسلفت قبل قليل الحزن والفرح الضحك والبكاء اليسر والعسر الشدة والرخاء. كلها احوال مر بها نبينا عليه الصلاة والسلام. وهذا ان غير الدنيا يعني احوالها المتقلبة المتغيرة التي لا ينفك عنها اشرف الخلق. رسول الله عليه الصلاة والسلام قد مرض عليه السلام واشتكى واصابه الحر والقر. الحر والقر يعني الحر والبرد. فكان يصيبه حر الصيف فبرد الشتاء وادركه الجوع والعطش ولحقه الغضب والضجر وناله الاعياء والتعب ومسه الضعف والكبر كل ذلك والاحاديث في هذا كثيرة ومرة اخرى ان قال قائل ما فائدة ايراد هذا الكلام؟ الجواب هو ان نقرر ان العصمة لا تعني حفظه من تلك الاحوال ولا تلك الصفات التي تعرض للبشر بل الحكمة الالهية تقتضي اثبات ذلك. ونبينا عليه الصلاة والسلام مسه الضعف الكبر نعم ما بلغ السبعين من عمره مات وعمره ثلاث وستون سنة لكن اصابه الاعياء والتعب ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها كانت صلاته بالليل اخر حياته كانت اكثر صلاته بالليل جالسا التعب والاعياء الذي اصابه عليه الصلاة والسلام. تقول بعدما حطمه الناس كأنه جبل تحطم من كثرة الصعود عليه وقد حمل هم الامة عليه الصلاة والسلام. همي وهمك والامة كلها. فعاش يحمل هذا الهم. وكان لا يرد سائلا ولا تجب عن احد ويمشي في حاجة الناس ويشهد الجنازة ويعود المريض ويقود الجيوش ويفصل في الخصومات ويؤم ويخطب ويعلم الدين والوحي وعنده زوجات وعنده اولاد كل ذلك جعل من حياته صلوات الله وسلامه عليه حياة البشرية بكل اوصى فيها فاصابه ما اصاب الناس جميعا صلوات ربي وسلامه عليه وسقط فجحش شقه وجشه الكفار الكفار وشجه الكفار وكسروا رباعيته وسقي السم وسحر وتداوى عليه السلام واحتجم وتنشر عوذ ثم قضى نحبه فتوفي صلى الله عليه وسلم. ولحق بالرفيق الاعلى وتخلص من دار الامتحان والبلوى وهذه وهذه كلها سمات البشر التي لا محيص لهم عنها. واصاب غيرهم من الانبياء ما هو اعظم من ذلك. فقتلوا قتلا ورموا فيه امثلة قال سقط فجحش شقه صلى الله عليه واله وسلم جحش يعني خدش او اصابه من الجراح بعد ما سقط يعني سقط من على ظهر مركوبه. دابة خيلا كانت او بغلة او بعيرا من سقط فجحش شقه يعني جرح عليه الصلاة والسلام. وشجه الكفار وكسروا رباعيته. يشيروا الى ما اصاب عليه الصلاة والسلام يوم احد لما سقط في الحفرة التي حفرها الخبيث ابن ابي قميئة فسقط على شقه صلى الله عليه وسلم وانكسرت طباعيته اسنانه التي في مقدمة الفك. ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته وشجت جبهته عليه الصلاة والسلام وسال الدم على وجهه الشريف فلو كنت صحابيا ذلك اليوم معه في غزوة احد عليه الصلاة والسلام ايقع في خاطرك كيف يصيبه ذلك وهو نبي الله لماذا لم يحفظه ربه وقد قال له اليس الله بكاف عبده وقد قال له انا كفيناك المستهزئين وقد قال له والله يعصمك من الناس هذا لم يرد لان العصمة والكفاية والحفظ ليست من هذه الامور الدنيوية الامور الدنيوية حفظ من التعدي الذي يمكن ان يبلغ هدر دمه وقتله عليه الصلاة والسلام. فهذا قد حفظه الله تعالى به فلم يسلط عليه احد بقتل. حتى لما اجتمعت قريش وتآمرت واتفقت واحاطت بداره عليه الصلاة والسلام ليلة هجرته وارادوا قتله وجمعوا شبابا فتيانا من قبائل قريش حفظه الله فخرج يمشي من بين اظهرهم اما الاصابات والامراض والقتال والجهاد وما اصابه من ذلك كله فقد وقع جحش شقه يعني جرح عليه الصلاة والسلام شجه الكفار وكسروا رباعيته. بل حتى الامراظ التي هي اعلى من ذلك والادواء والاذى والاعتداء. قال سقي السم وقال سحر وتداوى عليه الصلاة والسلام. اما السحر فسيأتينا بعد قليل فيما اصابه من سحر لبيد بن الاعصم اليهودي لعنه الله وقد سحر النبي عليه الصلاة والسلام في مشط ومشاطة وكذلك السم الذي جعلته له اليهودية في ذراع الشاة التي اكل منها عليه الصلاة والسلام هو وبعض اصحابه فمات بعض الصحابة متأثرا بتلك الاكلة. هذا موجود وواقع سقي السم وسحر وتداوى عليه الصلاة والسلام السؤال اذا قلت لك كم حديثا او قصة او رواية فيها انه تداوى عليه الصلاة والسلام ستحفظ واحدة او اثنتين. السؤال ومن ايش اذا كان يمرض ولو لم يمرض ما احتاج الى التداوي. فاذا اصابته بالمرض ثابتة بمجرد اثبات تداويه عليه الصلاة والسلام. قال واحتجب والحجامة ايضا نوع من التطبب والتداوي فانها ايضا دلالة على اثبات اصابته بالمرض عليه الصلاة والسلام. قال وتنشر وتعوذ تنشط يعني استعمل العلاج الذي يسمى نشرة وهو الذي يستخدم لمداوة من اصابه السحر او مسه من الجن ولم يثبت بذلك رواية. قال وتعوذ يعني استعمل الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى سواء بالمعوذتين الفلق والناس او بالادعية العامة. اعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة. ومن كل عين لامة وامثال هذا استعيذوا بالله من اي شيء ان يصيبه اذى او مرض من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. السؤال لو كان معصوما ان يصيبه شيء من الاذى ما احتاج الى التعوذ لو كان معصوما وهذا الباب مغلقا لما احتاج الى التعوذ. لكن كان يستعيذ بالله لم؟ لانه قابل بان يصاب بشيء من تلك الانواع من الاذى فكان يستعيذ بالله ويتحصن باسمه ويتعوذ بكلماته التامة وبسورتي الفلق والناس فهذا اشارة الى ما كان من شأنه عليه الصلاة والسلام. قال ثم قضى نحبه فتوفي ولحق بالرفيق الاعلى عليه الصلاة والسلام وتخلص من دار الامتحان والبلوى. بل اصاب غيره من الانبياء ما هو اعظم. فقتلوا قتلى ورموا في النار ونشروا وبالمناشير كما حصل لزكريا عليه السلام كما ارادوا قتل عيسى عليه السلام قتلوا ورموا في النار كابراهيم الخليل عليه السلام فاين السؤال لو قال قائل فاين عصمة الله عز وجل لهؤلاء؟ الانبياء الكرام عليهم السلام. فالجواب اذا عصمة لا تقتضي حفظهم من هذه الامور الدنيوية بل من الامور الدينية المتعلقة بالرسالة وتبليغ الوحي وارشاد الناس وهدايتهم فهم معصومون في ذلك. ومعصومون في ذواتهم ايضا في الامور الدينية. الا يقعوا في جهل ولا كفر ولا اخلال ينقص باقدارهم الكريمة عند الله وعند الناس. فلا شيء يقدح في مكانتهم وشريف منزلتهم التي وصاهم الله تعالى اليها واصاب غيره من الانبياء واصاب غيره من الانبياء ما هو اعظم من ذلك فقتلوا قتلى ورموا في النار ونشروا ومنهم من وقاه الله ذلك في بعض الاوقات. ومنهم من عصمه الله عز وجل كما عصم بعد نبينا صلى الله عليه وسلم من الناس فان لم يكفي فان لم يكفي فان لم يكفي نبينا ربه يد ابن يد ابن بمئة فان لم يكفي نبينا ربه يد ابن قمي اتى يوم احد ولا حجبه عن عيون عداه عند دعوته اهل الطائف فلقد اخذ على قريش عند خروجه الى ثور وامسك عنه سيف غورثا وحجر ابي جهل وفرس سراقة ولئن لم يقه من سحر ابن اعصمي فلقد وقاه ما هو اعظم منه من سم اليهودية هذه امثلة قال لئن لم يكفي نبينا ربه يجب ان نقمي اتى يوم احد. عبدالله ابن قميئة الذي اليهودي الذي اصاب النبي عليه الصلاة والسلام يوم احد. يقول اذا كان الله عز وجل لم يكف نبيه يد ذلك الخبيث يوم احد ولا حجبه عن عيون عيداه عند دعوته اهل الطائف. لما خرج اليهم نبينا صلى الله عليه وسلم وذلك بعد موت عمه ابي طالب لما نالت منه قريش واشتد مضايقتها للنبي صلى الله عليه وسلم خرج الى الطائف قيل ومعه زيد ابن حارثة يلتمس نصرة ثقيف وقبولهم الاسلام فقام عليه الصلاة والسلام على ناس من اشرافهم ودعاهم للاسلام لكنهم ابوا واغروا صفاء فتسلطوا عليه صلى الله عليه وسلم وحصبوه حتى ادموا قدميه ثم خرج من عندهم نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لو اراد الله عز وجل عصمته لحفظه من هؤلاء لكن اصابه ابن قميئة وتسلط عليه سفهاء الطائف يوم خرج اليهم في دعوته عليه الصلاة والسلام. يقول ان لم يكفي ربنا نبيه صلى الله عليه في هذه المواقف فلقد كفاه في مواقف اخر من التسلط والاذى اخذ على عيون قريش عند خروجه الى ثور ليلة الهجرة لما احاطوا بداره كما تقدم انفا وقد اتخذوا من كل قبيلة شابا من قريش واجتمعوا عند داره فاذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد حتى يهدر دمه بين القبائل. لكن الله عز وجل حافظ نبيه صلى الله عليه وسلم فخرج من بينهم فاخذ على عيون قريش وامسك عنه سيف غورث او غورث. والمقصود به ذلك الاعرابي ايها الذي اتى النبي عليه الصلاة والسلام في بعض مواقفه وخروجه عليه الصلاة والسلام وهو غورث ابن الحارث كان في بعض ادركتهم القائلة فنزلوا بواد كثير الغظى. فنزل عليه الصلاة والسلام في ظل شجرة علقت التقى بها سيفه وتفرق الصحابة في ظلال الاشجار يلتمسون القيلولة والراحة وناموا فبعد حين اذا برسول الله عليه الصلاة سلام يناديهم ويدعوهم فاقبلوا فاذا بالاعرابي جالس عنده عليه الصلاة والسلام وهو يقول ان هذا اتاني وانا نائم اختلط سيفي واستيقظت وهو في يده مصلة فقال من يمنعك مني؟ فقلت الله فاذا بالاعرابي قد خر على قدميه وسقط سيفه واستسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. والغزوة هي غزوة ذات الرقاع كما في بعض الروايات. قال قال فامسك عنه سيف المتسلط عليه الذي وقف فوق رأسه بسلاحه فهذا من حفظ الله فهذا كله امارة على ان المواقف في الدنيا كانت تمر به عليه الصلاة والسلام مختلفة الاحوال. قال امسك عنه سيف غورث. وحجر ابي جهل المشار اليه في سورة العلق ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى لما قام عليه الصلاة والسلام عند الكعبة وهذا قبل الهجرة يصلي فقام عدو الله ابو جهل فقال لارضخنه غدا بحجر احمله لا اكاد اطيق حمله يريد التخلص منه عليه الصلاة والسلام. قال فامنعوني من بني عبدي مناف. يخاطب يخاطب صناديد قريش اني فاعل ذلك غدا فكونوا لي عونا. والعون الذي التمسه منهم ان يكونوا ردءا له من اشراف بني عبد مناف فاخذ الحجر ومضى له فلما اراد رميه به صلى الله عليه وسلم اذا به قد تيبست يداه ثم عاد متغير اللون فسألوه ما الذي اصابه؟ فقال عرض دونه فحل لم ارى مثله عظا وما هم ان يأكلني. بعث الله ملكا يحميه. فاقبل يحمل الصخرة التي يريد بها رمي النبي عليه الصلاة والسلام. فسل الله عز وجل عليه ملكا من ملائكته الكرام. ولو تقدم خطوة لانهى امره فعاد مرعوبا مصفرا اللون يخبرهم الذي اصابه قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك جبريل ولو دنا لاخذه. قال فقد حفظه الله امسك عنه سيف غورث وحجر ابي جهل وفرس سراقة. سراقة بن مالك رضي الله عنه الذي كان احد من تبع النبي صلى الله عليه وسلم والصديق ابا بكر رضي الله عنه في قصة الهجرة وهو الذي ادركهم عند فم الغار. قال وفرس سراقة. فلما اقترب فاذا به قد غارت وآآ قوائم فرسه فاذا به يطلب الامان والنبي عليه الصلاة والسلام يؤمنه الى اخر الرواية وفيها ان سراقة انصرف قد امنهم ورد عنهم الطلب من الطريق الذي عاد به. قال ولئن لم يقه من سحر ابن الاعصم لبيد. اليهودي فلقد وقاهما هو اعظم منه من سم اليهودية التي وضعت له في ذراع الشاة لما اكل فلفظها وقال ان راعى الشاة اخبرته وقد انطقها الله بما وضعت اليهودية فيها من السم. يقول فان حفظه الله من ذلك كان اعظم من الذي اصابه وكل ذلك سيأتي. اما السحر فسيأتي الفصل القادم له مخصوصا بتفصيل في اثبات قصته والايجابية على من انكر واقعة السحر الذي اصابه عليه الصلاة والسلام وهكذا سائر انبيائه مبتلى ومعافى وذلك من تمام حكمته ليظهر شرفهم في هذه المقامات ويبين امرهم ويتم كلمته فيهم وليحقق بامتحانهم بشريتهم ويرتفع الالتباس عن اهل الضعف فيهم لان لا يضلوا بما لان لا يضلوا لان لا يضلوا بما ضل بما يظهر من العجائب لئلا يضلوا بما يظهروا من العجائب على ايديهم ضلال النصارى بعيسى ابن مريم السلام وليكون في في محنهم تسلية لاممهم ووفور لاجورهم عند ربهم تماما على الذي احسن اذا ها هنا فائدتان متقابلتان باي شيء فيما كتب الله على انبيائه عليهم السلام مما اصابهم في احوال الدنيا. قال منهم مبتلى ومعافى كابتلاء ايوب عليه السلام وتأخر الولد لزكريا عليه السلام وقصة ابتلاء ذي النون يونس عليه السلام. مواقف متعددة. منهم المبتلى ومنهم المعافى. قال وذلك من تمام حكمته اهنا حكمتان متقابلتان تظهران في هذا المقام اولاهما وقد تقدمت الاشارة اليها ظهور مقتضى البشرية الذي يدعو الى الامتثال بهم والاقتداء بهديهم ما الذي فعله ايوب عليه السلام حين مرض وطال به المرض صبر واحتسب فان اصاب انسان مرضا من الامراض وطال به البلاء كان تذكره بالانبياء سلوى له. واسوة في الوقت ذاته وان تأخر الولد على بعض من يتمنى الذرية تذكر نبي الله زكريا عليه السلام وان وقع احدنا في محنة ومصيبة وكربة شديدة قد اطبقت ابوابها عليه من كل جانب. تذكر نبيا التقى الحوت فكان في جوفه هكذا هي هذه حكمة جليلة في ابتلاء الانبياء عليهم السلام ان يكون تسلية للبشرية فتتقوى في ضعفها وتتسلى باخبار انبيائها. وهذا ولا شك مما تحتاجه البشرية اشد الاحتياج. والحكمة المقابلة التي قالها المصنف هي رد البشرية عن الغلو وتجاوز الحد في شأن الانبياء عليهم السلام لما يظهر على ايديهم من الكرامات والمعجزات الخوارق. هذا عيسى عليه السلام مثلا كان يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله فلان لا يقع في خاطر احد ان هذه من صفات الالوهية وان عيسى عليه السلام قد اصبح الها كما غلت النصارى بعد ذلك فتأتي هذه المواقف لتثبت انه ليسوا الهة وانهم لم يتجاوزوا حد البشرية بل لا يزالوا في حدودها. قال المصنف رحمه الله ليحقق بامتحانهم بشريتهم ويرتفع الالتباس عن اهل الضعف فيهم لان لا يضلوا بما يظهر من العجائب على ايديهم ظلال النصارى بعيسى ابن مريم عليه السلام. ثم قال في الحكمة الاخرى وليكون في محنهم تسلية لاممهم. ووفور لاجورهم عند ربهم ما من على الذي احسن اليهم. وهذا بمجموع الامرين يقتضي رفعة لمقام الانبياء عليهم السلام احدنا اذا ابتلي بمصيبة صبر واحتسب ماذا يرجو يرجو الاجر والثواب عند الله وهو يعلم ان الاجر على قدر المصاب وان الصبر والاحتساب هو مفتاح ذلك الثواب والاجر الكبير الموعود عند الله. يا رجل حتى الشوكة يشاكها الشوكة والجرح الصغير اذا استحضرت نية الصبر والاحتساب اجرت عليها. فما بالك بالحمى؟ فما بالك بالمرض اياما والعمليات الجراحية ولزوم المستشفى وغيرها وغيرها كثير من الاسقام والادواء اذا كنا نحسن الظن بربنا وقد تقرر من شريعته سبحانه وتعالى التي قررها لعباده توفير الاجر والثواب عند الصبر والاحتساب فما ظنك باعظم البشر ابتلاء وهم الانبياء عليهم السلام ماذا قد خصهم الله تعالى به بالرفعة المقام وعلو الدرجة وسمو المنزلة اشد الناس بلاء الانبياء فهذا ايضا يعطيك دلالة اخرى على حكمة الهية ارادها الله عز وجل بتلك الابتلاءات التي كتبها على انبيائه. ليست ولا سخطا لكنها تمحيص ومزيد اجر ورفعة قدر لهم عند ربهم سبحانه وتعالى. هذه وجوه يلتمس بها؟ الجواب عن السؤال. لماذا يبتلي الله الانبياء ولماذا لم يعصمهم في امور دنياهم من المرض والسقم والمصيبة والهم والغم والكربة؟ ليش ما عصمهم الله؟ ها هنا حكم تتجلى في هذا المقام قال بعض المحققين وهذه الطوارئ والتغيرات المذكورة انما تختص باجسامهم البشرية المقصود بها مقاومة البشر ومعاناة بني ادم لمشاكلة الجنس واما بواطنهم فمنزهة غالبا عن ذلك معصومة منه متعلقة بالملأ الاعلى والملائكة لاخذها عنهم وتلقيها الوحي منهم قال وقد قال صلى الله عليه وسلم ان عينين ان عيني تنامان ولا ينام قلبي. وقال اني لست كهيئتكم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني. وقال لست انسى ولكن ولكن انسى ليستن بي فاخبر ان سره وباطنه وروحه وسر ان سره وباطنه وروحه وروحه بخلاف جسمه وظاهره. وان الافات التي تحل ظاهره من ضعف وجوع وسهر ونوم لا يحل منها شيء لا يحل منها شيء لباطنه لا يحل منها شيء باطنه لا يحل منها شيء باطنه بخلاف غيره من البشر في حكم الباطن. لان غيره اذا نام استغرق النوم جسمه وقلبه وهو عليه السلام في نومه حاضر القلب كما هو في يقظته. حتى قد جاء في بعض الاثار انه كان محروسا من الحدث في نومه لكون قلبه يقضان كما ذكرناه وكذلك غيره اذا جاء ضعف لذلك جسمه اذا جاع ضعف لذلك جسمه. اذا جاع وكذلك غيره اذا جاع ضعف لذلك جسمه وخارت قوته. فبطلت بالكلية جملته. وهو عليه السلام قد اخبر انه لا يعتريه ذلك وانه بخلافهم لقوله لست كهيئتكم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني. ها هنا فائدة مهمة هذه الامراض والاسقام التي تصيبنا نحن البشر تصيبنا فتعترينا احوال من الضعف خصوصا اذا طال المرض. واشتد البلاء فيبلغ احدنا من الضعف ان يفقد ليس قوة بدنه فقط بل احيانا قوة عقله من شدة الاعياء والمرض فتصيبه الاغماءات مثلا او يدخل في غيبوبة وربما كان من شدة الضعف والهزال لا يكاد يعيش شيئا من امره ولذلك تأتي الرخصة الشرعية فيفطر ربما تسقط عنه بعض التكاليف لشدة ما يصيبه نبه فقال الانبياء عليهم السلام وان كتب الله عليهم اصابتهم بهذه الامور الدنيوية وليست محفوظة بمقتضى العصمة فيمرظون ويسقمون وتعتريهم تلك الاحوال الا انها تصيب ظواهرهم دون بواطنهم اما بواطنهم فمحفوظة قال متعلقة بالملأ الاعلى والملائكة لاخذها عنهم فتأتيهم بالوحي من الله عز وجل فهم جلساء الملائكة ويأتونهم بالوحي وتتلقاها عنهم واستدل بذلك بادلة منها قوله صلى الله عليه وسلم ان عيني تنامان ولا ينام قلبي كان يقوم يصلي من الليل عليه الصلاة والسلام ما شاء الله له ان يصلي فاذا دنا الفجر اذنه بلال رضي الله عنه فصلى ركعتين الفجر سنة الفجر ثم اضطجع بعدها حتى يسمع له غطيط فيؤذنه بالقيام لاقامة صلاة الفجر فيقوم فيصلي ولا يجدد الوضوء ففسر ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله ان عيني تنامان ولا ينام قلبي لماذا يقول الفقهاء ان النوم ان النوم من نواقض الطهارة كما هو البول والغائط اكرمكم الله البول والغائض الحدث عموما ناقض للطهارة لانه حدث اما النوم فيقول الفقهاء انه مظنة الحدث النوم ليس حدثا في ذاته لكنهم مظنة الحدث بمعنى انه يظن ان يقع فيه الحدث ولكون النائم لا يشعر بما يحصل منه حال نومه فقد شرع تجديد الطهارة بعد النوم اذا استغرق صاحبه فيه وكان مضطجعا بخلاف النوم اليسير من القاعد وهذا تفريق عند الفقهاء فلو خفق رأسه جالس من النعاس ولو غفا دقائق نومه هذا لا يعدونه ناقضا لانه لم يستغرق في نومه فيفقد احساسه فاذا النوم مظنة الحدث فلماذا لم يكن النوم في حقه صلى الله عليه وسلم ناقضا للطهارة الجواب ان ما كان من النوم في حق غيره من البشر غير متحقق فيه عليه الصلاة والسلام قلنا قبل قليل النوم مظنة الحدث. ولا يشعر النائم بما يخرج منه فقد يقع منه شيء. فلذلك كان النوم ناقضا. لكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول الذي ينام فيه عيناه فقط اما قلبه فيقظ لما يقظ؟ لان الوحي يأتيه في النوم ويبلغه من التشريع والاحكام في نومه ما هو من صور الوحي الذي يأتي الانبياء عليهم السلام. الدليل الثاني لما نهى الصحابة رضي الله عنهم عن الوصال والوصال ان يصل الصائم صوم يوم بيوم لا يفطر بينهما فيصوم نهاره فاذا جاء الليل لا يفطر ويستمر في الصيام فيصله بصوم يوم اخر وكان الصحابة يفعلون ذلك فنهاهم صلى الله عليه وسلم ثم رأوه يواصل في صومه. قالوا يا رسول الله انك تواصل ليس اعتراضا لكنه بحث عن الاقتداء به عليه الصلاة والسلام. والمعنى انا نريد ان نفعل كمثلك يا رسول الله فانك تواصل فكان الجواب اني لست كهيئتكم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني فبين ايضا امرا يكون فيه حال الظاهر لا يبلغ الباطن. واختلف العلماء في معنى قوله يطعمني ربي اسقيني فمنهم من حمله على ظاهره وهو ظاهر اللفظ والسياق يستدعيه. يعني انه يطعمه ربه طعاما حسيا يغنيه عن الطعام فلا يشعر بجوع ويسقيني فلا يشعر بظمأ عليه الصلاة والسلام ولذلك لا يصيبه الوصال في الصوم بالضعف الذي يصيب غيره فان ابن ادم مهما تحمل بصومه في ليل طويل او نهار طويل يتعب. اذا طالت ساعات الصيام دون اكل وشرب اما هو عليه الصلاة والسلام فيطعمه ربه ويسقيه. والمعنى الاخر في الحديث حملوه على المجاز. يطعمني ربي ويسقيني. يعني معنويا بما هو متصل به بروحه عليه الصلاة والسلام بالملأ الاعلى والملكوت الاعلى. وما يأتيه من معاني الوحي كان له على استمراره في الوصال دون حاجة الى طعام وشراب هذا دل ايضا على ان ظاهر البدن وما يصيبه من تعب او جوع وعطش لا يبلغ الباطن. فلا يؤثر عليه المثال الثالث قال لست انسى ولكن انسى ليستن بي وقد تقدم في مجلس سابق عدم صحة بيان وعدم صحة الحديث وانه لا يثبت والصواب انه عليه الصلاة والسلام يقع منه السهو. اما هذا اللفظ فلا يثبت. قال فاخبر صلى الله عليه وسلم ان سره وباطنه وروحه بخلاف جسمه وظاهره. وان الافات التي تحل ظاهره من ضعف وجوع وسهر ونوم لا تبلغ الباطن. قال لا يحل منها شيء باطنه. بخلاف غيره من البشر في حكمه الباطن لان غيره اذا نام استغرق النوم جسمه وقلبه لكن هو قال ان عيني تنامان ولا ينام قلبي صلى الله عليه وسلم. قال وهو في نومه حاضر القلب. كما هو في يقظته حتى قد جاء في بعض الاثار انه كان محروسا من الحدث في نومه بكون قلبه يقظان كما ذكرناه واشار الى الحديث المذكور انفا نعم وكذلك غيره اذا جاع ضعف. اما هو فقد تقدم انه لا يعتريه ذلك. قال اذا جاع غيره ضعف لذلك جسمه وخارت قوته فبطلت بالكلية جملته. واحدنا اذا اشتد به الجوع والعطش ولو في غير صيام لفقر وجوع وحاجة ما اكل يوم يومين ثلاثة فانك بعد ذلك ستراه قد اصابه الهذيان وربما الاغماء من شدة التعب والاعياء اما هو عليه الصلاة والسلام فالجوع والعطش لا يبلغ به الاخلال بباطنه ولا بقوة عقله وحضوره وتمام ادراكه ووعيه صلى الله عليه وسلم قال اخبر انه لا يعتريه ذلك وانه بخلافهم لقوم لست كهيئتكم اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني. ولذلك لما اذن للصحابة في الوصال قال فايكم اراد ان يواصل فليواصل الى السحر هذا اخر شيء وهو جوف الليل واخره وقت السحور. ثم لزاما عليه ان يفطر واذا اراد فليتسحر بصوم اليوم التالي ولا يبلغ ان يصل صوم يوم بيوم واما هو عليه الصلاة والسلام فقد بين المعنى والحكمة التي تخصه صلوات الله وسلامه عليه احسن الله اليكم وكذلك اقول انه انه في في هذا انه في هذا الاحوال كلها من وسط هذه الاحوال. وكذلك اقول انه في هذه الاحوال كلها من وصب ومرض وسحر عرض وغضب لم يجري على باطنه ما يخل به. ولا فاض منه على لسانه وجوارحه ما لا يليق به. كما يعتري غيره من البشر مما نأخذ بعد في بيانه. نعم. مرض عليه الصلاة والسلام وحتى في مرض موته صلى الله عليه وسلم الذي كان يبلغ فيه من شدة الحمى ما لا يمكن ابرادها بالماء فيجمع له الماء من القرب المتنوعة من ابار متعددة. ثم يقول عليه الصلاة والسلام مبينا شدة ما اصابه انه يشتد البلاء والمرظ والحمى بالانبياء ظعف ما او اظعاف ما يصيب البشر السؤال رغم المواقف التي فيها امراض واسقام او حتى ما اصابه مثلا من الاعراض التي مرت في السم الذي وضع له في ذراع الشاة والسحر الذي اصابه سيأتي بيانه الان هل وجدنا في الروايات موقفا يدل على انه قد اخل بمداركه عليه الصلاة والسلام فصدر عنه قول لا يليق كما يحصل من احدنا اذا بلغ به الاعياء والتعب والضجر والهم والغم ان يتسخط او يقول قولا يعتذر لاجلها ويندم بسببها او يسيء لبعض من حوله من زوجة وولد وقرابة واصحاب هذا لم يحصل منه عليه الصلاة والسلام فدل على ان باطنه محفوظ. وان الظاهر الذي يصيبه فيه الامراض والاسقام والهموم والمشاكل كلها لا تتجاوز حد ظاهره صلى الله عليه وسلم. واما باطنه فمحفوظ بحفظ الله. وان الاعراض الدنيوية من الاسقام والامراض كما قال السحر والعرض والغضب لا يجري على باطنه بما يخل بمقامه او بحاله صلوات الله وسلامه عليه. نعم فصل في الرد على من طعن في حديث السحر فان قلت فقد جاءت الاخبار الصحيحة انه صلى الله عليه وسلم سحر كما حدثنا الشيخ ابو محمد العتابي بقراءته بقراءته عليه قال حدثنا حاتم بن محمد قال حدثنا ابو الحسن علي ابن خلف قال حدثنا محمد بن احمد قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري محمد بن يوسف هذا هو الفرابري راوي البخاري راوي الصحيح. والبخاري هو الامام صاحب الصحيح والحديث في صحيح الامام البخاري وصحيح الامام مسلم والمصنف ساق الحديث بسنده الى البخاري. نعم قال حدثنا عبيد بن إسماعيل قال حدثنا ابو اسامة عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انه حتى انه ليخيل واليه انه فعل الشيء وما فعله. هذا الحديث في الصحيحين. تقول عائشة رضي الله عنها سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انه ليخيل اليه انه فعل الشيء وما فعله نعم وفي رواية اخرى حتى كان يخيل اليه انه كان يأتي النساء ولا يأتيهن الحديث واذا كان هذا من من التباس الامر على المسحور فكيف حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك؟ وكيف جاز عليه وهو معصوم؟ ها هنا سؤالان السؤال الاول عند بعض من يستعظم هذه المسألة يقول كيف نبي ويسحر وقد تقدم لك الجواب السحر نوع من الامراض التي يبتلى بها بعض البشر. وفهمنا قبل قليل ان عصمة الله لانبيائه لا تعني منعهم من الامراض والاسقام ولا الابتلاءات الشديدة التي تنزل بهم. بل ابتلوا وهذا ثابت في مواقف كثيرة من الانبياء عليهم السلام وابراهيم عليه السلام القي في النار وايوب عليه السلام اصابه المرض الى اخر ما تقدمت به الامثلة. اذا هذا ليس اشكالا. نعم يصيبه مرض والسحر نوع منه. يصيبهم الابتلاء الشديد والسحر نوع منه. فهذا قد تقدمت الاجابة عنه. السؤال الثاني اذا انه قد سحر صلى الله عليه وسلم. فيكون السؤال ماذا بعد السحر عند من يستعظم الامر يقول المسحور فاقد القصد والعقل والادراك ويفعل ما لا يشعر به ويقول ما لا يقصده ويصدر منه من الاقوال والافعال ما يعذر بسببه لانه مسحور فاذا اثبتنا السحر في حقه صلى الله عليه وسلم يلزم منه امور لا تليق قد يخل بالوحي قد يخطئ في قراءة اية قد ينسى تبليغ مسألة لانه مسحور والمسحور قد يصدر عنه ما لا يعقل ولا يدرك فهذا هو السؤال قال اذا كان هذا من التباس الامر على المسحور فكيف حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وكيف جاز عليه وهو معصوم؟ هذا سؤال يستحق جوابا. فخص له المصنف هذا الفصل لبسط القول فيه خصوصا وان الرواية كما سمعتم حتى انه ليخيل اليه انه فعل الشيء وما فعله والرواية الاخرى حتى كان يخيل اليه انه كان يأتي النساء ولا يأتيهن وهذا يحتاج الى جواب سيأتي المصنف رحمه الله الى بيانه فاعلم وفقنا الله واياك ان هذا الحديث صحيح متفق عليه. وقد طعنت فيه الملحدة وتضرعت به لسخف عقولها على امثالها الى التشكيك في الشرع وقد نزه الله الشرع والنبي عما يدخل في امره لبسا وانما السحر مرض من الامراض وعارض من العلل يجوز عليه كانواع الامراض مما لا ينكر ولا يقدح في نبوته عليه السلام. هذا ابتداء الجواب اننا لسنا نبالي بتلك الفئة من الطاعنين المشكلين في الدين المشككين المثيرين للشبهات ها هذا دينكم وانتم انفسكم تثبتون ان نبيكم مسحور. اذا دينكم هذا عرضة لكثير من التشكيك لانه سحر فما ندري لعل شيئا من السور التي اي في قرآنكم تكون غير ثابتة لانكم تثبتون انه سحر. فقل لا حاجة بنا الى طعن المشككين. ديننا وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ليس فيها شيء عيب نستحي من ذكره ولا خطأ نريد اخفاءه عن البشرية. ديننا واضح واحكامه جلية وما ثبت في كتاب ربنا. والصحيح من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فانه حق كله واي اشكال يقع في ذهن صاحبه فللعلماء عنه اجابات وليست اجابة قال اما هذا فلا اشكال فيه. والحديث صحيح. متفق عليه. طعنت فيه الملاحدة. وتذرعت به الى التشكيك في الشرع لكن صدقني لا يشككون الا من كان على شاكلتهم في ضعف الصلة بالعلم والدين ولهذا قال طعنت فيه الملحدة وتذرعت به بسخف عقولها وتلبيسها على امثالها. ممن سخف عقله الى التشكيك في الشرع والله قد نزه شريعته ونزه نبيه عما يدخل اللبس في دينه ثم اعطانا المقدمة قال السحر مرض وعارض من العلل تجوز على النبي صلى الله عليه وسلم كسائر الامراض التي لا تنكر ولا تقدح في نبوته صلى الله عليه وسلم واما ما ورد انه كان يخيل اليه انه فعل الشيء ولا يفعله فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من تبليغه او طبيعته. هذا الجواب الان عن الاشكال في الرواية. حتى كان يتخيل اليه انه كان يأتي النساء ولا يأتيهن. حتى انه ليخيل انه فعل الشيء وما فعله سيجيب عن هذا ان هذا التخيل الذي وقع له بسبب السحر لم يكن مؤثرا على شيء من تبليغه للشريعة والوحي الذي يأتيه من الله فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من تبليغه او شريعته يعني ما يثبت نقصا او قدحا. نعم. او يقدح في صدقه لقيام الدليل والاجماع على عصمته من هذا. وانما هذا فيما يجوز عليه في امر دنياه التي لم يبعث بسببها. ولا فضل من اجلها وهو في عرضة فهو فيها عرضة وهو فيها عرضة للافات كسائر البشر. فغير بعيد ان يخيل اليه من امورها ما لا حقيقة له. ثم ينجلي انه كما كان اذا نعم كان يخيل اليه انه فعل الشيء وما فعله. ولكن اما وقد تقرر في القسم الاول في الباب الاول الذي تم لنا ليلة الجمعة الماضية تم بالادلة ان الله عصم انبياؤه عامة ونبينا صلى الله عليه وسلم خاصة عصمهم من كل شيء يخل بليغ دينه ووحيه اليهم اذا لسنا نخشى انه وان اصابه السحر لسنا نخشى من خلل يقدح في تبليغه الوحي ولا الشريعة. ليش بان الله قد عصمه من ذلك. اذا ما الذي يمكن ان يقع فيه انه يخيل اليه انه فعل الشيء وما فعله وفي الامور الدنيوية خاصة اما امور الدين والوحي فلم يقع ذلك. فلو قال قائل لكن هذا تكلف في الجواب ليس تكلف هذا الذي كتبه الله لانبيائه عليهم السلام يصيبهم السحر او اصاب نبينا السحر صلى الله عليه وسلم لكنه لم يؤثر في تبليغه الوحي والدين لان الله قد عصمه طيب وما معنى يخيل اليه انه فعل الشيء وما فعله؟ قال في امور دنياه التي لم يبعث بسببها ولا فضل من اجلها وهو في امور الدنيا البشر تعتريه الامراض والافات والعلل كما تقدم قبل قليل وايضا فقد فسر هذا فقد فسر هذا الفصل الحديث الاخر من قوله حتى يخيل اليه انه يأتي اهله ولا يأتيهن وقد قال سفيان وهذا اشد ما يكون من السحر. هذه التواية كالمفسرة للاولى يخيل اليه انه فعل الشيء وما فعله. يعني مثلا يخيل اليه انه صلى الفجر وما صلى يخيل اليه انه بلغ الامة سورة القدر التي نزلت عليه وهو حقيقة ما قرأها عليهم لا هذا ليس تكلفا في الجواب. قال فسرته الرواية الاخرى انه كان يخيل اليه انه يأتي النساء ولا يأتيهن يعني زوجاته ولهذا قال سفيان الراوي للحديث كما في صحيح البخاري تعليقا على الرواية قال وهذا اشد ما يكون من السحر الذي يسميه الناس اليوم سحر الربط الذي يربط فيه الرجل عن زوجته فلا يشعر بشيء ولا يدري ما اصابه. لكنه لا يبلغ القدرة على اتيان اهل بيته وزوجته في الفراش قال هذا اشد ما يكون من السحر الذي يصيب المسحور. فاذا هذا تفسير والرواية التي جاءت حملت في بعض الطرق لفظا كشف لنا ما معنى يخيل اليه انه فعل الشيء وما فعله وقد قيل ان ولم يأتي في خبر منها انه نقل عنه في ذلك قول بخلاف ما كان اخبر انه فعله ولم يفعله وانما كانت خواطر خواطر وتخيلات وقد قيل ان المراد بالحديث انه كان يتخيل الشيء انه فعله وما فعله. لكنه تخييل لا يعتقد صحته لتكون بحمده بالله اعتقاداته كلها على السداد واقواله على الصحة. اذا هو خيال يخيل اليه لم يتجاوز حد التخيل الى ان يقول قولا او يفعل فعلا ثم يجهل او ينسى انه قاله او فعله لم يتجاوز حتى التخيل لم يأت في خبر قول بخلاف ما كان اخبر ان فعله او لم يفعله قال لتبقى كل ذلك من اثار السحر في حقه صلى الله عليه وسلم لتبقى اعتقاداته على السداد وتبقى واقواله على الصحة محفوظة بحفظ الله والعصمة التي كتبها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم قال هذا ما وقعت عليه لائمتنا من الاجوبة عن هذا الحديث مع ما اوضحناه من معنى كلامهم وزدناه بيانا من تلويحاته وكل وجه منها مقنع لكنه قد ظهر لي في الحديث تأويل اجلى وابعد من مطاعم ذوي الاضاليل. يستفاد من نفس الحديث وهو ان عبدالرزاق قد روى هذا الحديث عن ابن المسيب وعروة ابن الزبير. وقال فيه عنهما سحر يهود بني زريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوه في بئر حتى كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حتى كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينكر بنصره لينكر بصره حتى كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينكر بصره ثم دله الله على ما صنعوا فاستخرجه من البئر وروي نحوه عن الواقدي وعن عبدالرحمن بن كعب وعمر بن الحكم وذكر وذكر عن عطاء الخرساني عن يحيى بن يعمر حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة عن عائشة سنة فبين هو نائم اتاه ملكان فقعد احدهما عند رأسه والاخر وعند رجليه الحديث قال عبدالرزاق حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة خاصة سنة حتى انكر بصره وروى محمد بن سعد عن ابن عباس مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبس عن النساء والطعام والشراب فهبط عليه ملكان وذكر القصة قد استبان لك من مضمون هذه الروايات ان السحر انما تسلط على ظاهره وجوارحه لا على قلبه واعتقاده وعقله. وانه انما اثر في بصره وحبسه عن وطأ نسائه وطعامه واضعف جسمه وامرضه. ويكون ويكون معنى يخيل اليه انه يأتي اهله ولا يأتيهن اي يظهروا من يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة على النساء فاذا دنا منهن اصابته اخذ اخذه السحر اصابته اخذة السحر. اصابته اخذة السحر فلم يقدر على اتيانهن كما يعتري من اخذ واعترض. هذه اجابة للامام القاضي عياض اضاف بها ما وقف عليه من كلام علماء في توجيه معنى السحر الذي اصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح الله اكبر لا اله الا الله اللهم صلي وسلم وقال المصنف رحمه الله قد ظهر لي في الحديث تأويل اجلى وابعد عن مطاعم ذوي الاضاليل مستفاد من نفس الحديث ووجد في بعض طرق الحديث التي اخرجها عبد الرزاق في المصنف وغيره. روايات وان كانت مرسلة عن عروة ابن الزبير وسعيد ابن المسيب الا انها تحمل تفسيرا يساعد على فهم معنى السحر الذي اصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سحروه اليهود فجعلوه في بئر حتى كاد ان ينكر بصره ومعنى انكار البصر الا يرى الشيء كما يراه على حقيقته او يخيل اليه خلاف ما هو عليه. وفي الحديث ايضا انه اتاه الملك فاجلساه ثم كانت الحديث عن المشط والمشاطة التي عقد له فيها السحر. في رواية اخرى لعبد الرزاق حبس عن عائشة سنة حتى انكر بصره حبس سنة يعني كان السحر مانعا له عن جماعها واتيانها عن عائشة رضي الله عنها خاصة. هذه روايات مرسلة افادت شيئا من تفسير الرواية في معنى السحر الى ان قال حبس عن النساء والطعام والشراب حتى اتاه ملكان. فقال معنى انكار البصر شدة التعب من عدم الطعام والشراب الذي يضعف معه بصر الشخص الذي انهكه الجوع والعطش. واما يخيل اليه انه يأتي النساء ولا يأتيهن فالمراد به ما اصابه بشأن عائشة كما في هذه الروايات ان يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة على النساء. فاذا دنا اصابته اخذة السحر يعني اثر السحر الذي يفعل فعله في صاحبه فيمنعه عن اتيان اهله فلم يقدر على اتيانهن كما يعتري من اخذ واعترض. قالوا لمثل هذا قال سفيان في الرواية في صحيح البخاري وهذا اشد ما يكون من السحر نعم ولمثله ولعله لمثل هذا اشار سفيان بقوله وهذا اشد ما يكون من السحر. ويكون قول عائشة في الرواية الاخرى انه ليخيل اليه انه فعل الشيء ولم يفعله او ما فعله يعني يحمل ذلك خاصة على امر اتيان اهله. نعم من باب ما اختل من بصر اختل من باب ما اختل من بصره كما ذكر في الحديث فيظن انه رأى شخصا من بعض ازواجه او شاهد فعل كم من غيره ولم يكن على ما ولا ولم يكن على ما يخيل اليه لما اصابه في بصره وضعف وضعف نظره لا لشيء ان طرأ عليه في ميزه في تميزه وادراكه عليه الصلاة والسلام. يعني ان السحر لم يبلغ في تأثيره الاخلال مدرك عقله وتمييزه عليه الصلاة والسلام واذا كان كذلك لم يكن فيما ذكر من اصابة السحر له وتأثيره فيه ما يدخل لبس ولا يجد به الملحد المعترض انسا فهذا تمام اجابة المصنف عن حادثة السحر وكيف نفهم معها العصمة من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم تم الفصل وتم مجلسنا الليلة بفضل الله تعالى. وللباب فصول اخر تأتينا تباعا باذن الله عز وجل تمضي الحياة وانت تطلب انسها والانس كل الانس بالصلاة عليه. فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد اتم صلاة وازكى سلام يا ذا الجلال والاكرام. وارزقنا يا رب العلم النافع والعمل الصالح. واجعلنا موفقين مباركين مسددين في شأن كله يا حي يا قيوم واجعل لنا الهي ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهد ضالنا وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. يا رب نسألك من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته احفظنا والمسلمين جميعا بحفظك من شر الاشرار الفجار وشر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا. وانت ارحم الراحمين يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الأجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه مما سهل الله له به طريقا الى الجنة