والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه الماء سهل الله له به طريقا الى الجنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمدوا الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام في كل مكان فمن رحاب بيت الله الحرام هذه البقعة الطيبة المباركة الطاهرة وفي هذه الليلة ليلة الجمعة الليلة الشريفة المباركة ينعقد هذا المجلس بفضل الله تعالى وعونه وتوفيقه مما مجالس شرح كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الياصوبي المالكي رحمة الله تعالى عليه مجلس نستلهم فيه مزيدا من صلاتنا وسلامنا على امامنا وقدوتنا ونبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه واله وسلم. ونجعل من صلاتنا وسلامنا عليه قربة نتقرب بها الى ربنا ونتحبب به اليه سبحانه امتثالا لامره الكريم يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما الله عظم قدر جاه محمد واناله فضلا لديه عظيما في محكم التنزيل قال لخلقه صلوا عليه وسلم تسليما وصلاتنا وسلامنا عليه صلى الله عليه واله وسلم. باب عظيم نستمطر به من صلاة ربنا علينا من فوق سبع سماوات من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فخذ ما شئت عبد الله ودع ما شئت من صلاة ربك عليك. بصلاتك على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه واله وسلم. وعسى ان يكون مجلسنا هذا ونحن نتذاكر طرفا من حقوقه العظيمة وشمائله الكريمة ان يكون باعثا على مزيد من الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه واله وسلم ما زال الحديث ايها الكرام في باب العصمة وتحديدا من الامور الدينية والدنيوية. وقد شرعنا في القسم الاخر وهو العصمة في امور الدنيوية من الاعتقاد والقول والفعل واستفتحنا ليلة الجمعة الماضية قول المصنف رحمه الله فصل واما اقواله الدنيوية من اخباره عن احواله ولغيره فقد قدمنا ان الخلف فيها ممتنع عليه في كل حال اذا الاخبار المحضة الصادرة من شفتيه صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يكون فيها اخبار بخلاف الواقع قصدا او سهوا او جدا او هزلا كل ذلك لا يكون لعموم الصدق الذي بعثه الله تعالى به عليه الصلاة والسلام فلا يخرج من شفتيه الا حق ولا ينطق الا الصدق عليه الصلاة والسلام. وهذا باب تقرره العصمة ايضا. فان الله عصم نبيه عليه الصلاة والسلام من ان يجري على لسانه الخلف والخلف معناه مخالفة ما يقوله للواقع ومطابقته اياه. ما يقول الا حقا عليه الصلاة والسلام وتقدم الامثلة في جده وهزله ومزاحه كانت لا تكون الا على الصواب والصدق والحقيقة فصلى الله عليه سلم ووقفنا عند الاية الكريمة في قصة زيد ابن حارثة مع زينب ام المؤمنين رضي الله عنها لما زوجه النبي صلى الله عليه وسلم اياها. لان زيدا بمنزلة ابنه عليه الصلاة والسلام وقد قال كان يقال له زيد بن محمد قبل الاسلام حتى نزل قوله تعالى في ابطال التبني الذي كان تفعله العرب قال الله سبحانه ادعوهم لابائهم. هو ابسط عند الله. فعندئذ بقي زيد الحبيب الى الحبيب صلى الله عليه وسلم فهو حبه واسامة ابنه حبه ابن حبه فكانت هذه العلاقة القريبة فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم من ابنة عمته زينب. وزوجه اياها وبقي معها ما شاء الله. ثم لم تلد له ولم تدم بينهما العشرة فاراد فراقها فجاء يحكي امره الى النبي عليه الصلاة والسلام كما يحكي الولد لابيه ما يكون بينه وبين زوجه من عدم انسجام واتفاق ونحو ذلك بانه حقيقة كان في مقام ابيه عليه الصلاة والسلام. فجاء يحكي لهم والنبي عليه الصلاة والسلام يأمره بما يأمر كل ولده بالصبر والانتظار عسى الله يأتي بالفرج وان تنبسط الامور بينهما وتنتشر المودة والمحبة لكن الله عز وجل قد اخبر نبيه عليه الصلاة والسلام بوحي الهي ان زينب هذه زوجة زيد ستكون زوجه عليه الصلاة والسلام فاضمر ذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام. قال الله واذ تقولوا للذي انعم الله عليه وانعمت عليه وهو زيد انعم الله عليه وانعمت انت عليه يا محمد. امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه ما الذي كان يخفيه في نفسه عليه الصلاة والسلام علمه بان زينب ستكون زوجا له بوحي الله فلم يخبر زيدا بذلك وابقى الامر على ظاهره وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه اي ناس قالوا هم المنافقون بالمدينة او اليهود لان سورة الاحزاب مكية مدنية قال وتخشى الناس مما كان يستقبحه العرب قبل الاسلام من ان يتزوج الرجل زوجة ابنه بالتبني. يعني ما هو مستقبلنا اليوم والى يوم القيامة؟ ان يتزوج الرجل زوجة ولده لكن هذا ليس ابنه من صلبه ولما جاءت اية النساء في تعداد المحرمات حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم. قال الله في اخرها وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم. هذا القيد باخراج ابناء التبني الذي كان عند العرب حلائل ابنائكم يعني ازواج ابنائكم. فانهن محرمات. لكن هذا ليس ابنه من صلبه. فان طلق زوجته او مات عنها جاز له ان يتزوجها فهي ليست من المحرمات على التأبيد مثل ابنة الولد فعلى كل حال قال وتخشى الناس فيخشى عليه الصلاة والسلام مما سيثور من القلاقل وما ينتهزه الاعداء لاثارة التشغيب والتشنيع والبلبلة والفوضى كما هو شأن اعداء الاسلام دوما يصطادون في الماء العكر ويشوشون ويثيرون الشبهات والاقاويل مغرضين تشويها لسمعة الدين. والله عز وجل قد اخبر نبيه الا يلتفت الى ذلك وتخشى الناس والله احق ان تخشاه ثم جاء الحكم فلما قضى زيد منها يعني من زينب وطرا زوجناكها ما الحكمة الالهية لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم الادعية الابناء بالتبني اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا هذه الاية اتى بها المصنف الان هنا ليفند فيها كلاما مغلوطا يساق في بعض كتب التفاسير اما من روايات ضعيفة او لا اصل لها فيها قدح ولمز بمقام المصطفى صلى الله عليه وسلم فاتى في هذا المقام ليقول لك اياك ان تظن ان ما يحكى من تلك الاباطيل والقصص الضعيفة والهزيلة في قصة زينب وزيد مع النبي عليه الصلاة والسلام اياك ان يقع في قلبك منها شيء يمكن ان يلبس به الشيطان عليك قدحا في مقام النبوة فيورد المصنف هذا الكلام ليرده ويبطله ويقول لك ان وجدت في كتاب ما او سمعت متكلما ما يقول ان المقصود ان النبي عليه الصلاة والسلام اطلع ذات مرة فرأى زينب فاعجبه حسنها وجمالها فاضمر ان يتزوجها ورغب من زيد ان يطلقها هذا ما يفعله الرجل النبيل ذو المروءة في قومه ولا الصالح الموصوف بالخير والتقى فكيف بامام الانبياء وسيد الاتقياء النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام لكنه اما وقد قيل استدعى ذلك تنبيها وتفنيدا وابطالا. فهذا الذي وقف عنده حديثنا ليلة الجمعة الماضية سائلين الله لنا ولكم العلم النافع والتوفيق والسداد الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله وقوله تعالى في اخر هذه القصة في بقية الايات لعلك تعود قبلها حتى يتصل الكلام فان قلت فما معنى قوله كقوله تعالى فان قلت فما معنى اذا قوله تعالى في قصة زيد واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه يمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مهديه. وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. فاعلم اكرمك الله اه ولا تسترب في تنزيه النبي عليه السلام عن هذا الظاهر وان يأمر زيدا بامساكها وهو يحب تطليقه اياها. كما ذكر عن جماعة من المفسرين واصح ما في هذا القول ما حكاه اهل التفسير عن علي بن الحسين رضي الله عنهما ان الله تعالى كان اعلم نبيه ان زينب ستكون من تواجه فلما شكاها اليه زيد قال امسك عليك زوجك واتق الله الاية واخفى في نفسه ما اعلمه الله به من انه زوجها مما الله مبديه ومظهره بتمام التزويج وطلاق زيد لها. كيف اعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان زينب ستكون من ازواجه هذا الوحي تماما كما اعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان عائشة ستكون من ازواجه واراه صورتها بسرقة من حرير فعرف هذا ليس مستبعدا فنحمل قوله تعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه يعني ما اعلمه الله به من ان زينب ستكون زوجا من صلى الله عليه وسلم. فاذا ما الله مبديه يعني مما سيظهره الله بتمام التزويج. بعدما يطلقها زيد رضي الله عنه وروى نحوه عمرو بن فائد عن الزهري قال نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه ان الله يزوجه بنت جحش فذلك الذي اخفى في نفسه ويصحح هذا ويصحح هذا قول قول المفسرين في قوله تعالى بعد هذا وكان امر الله مفعولا. اي لابد لك ان تتزوجها ويوضح هذا ان الله لم يبدي من امره لم يبد من امره من امره معها غير غير زواجه اياها. فدل انه الذي اخفاه عليه السلام مما كان اعلمه الله تعالى به. قال ويؤيد هذا ويوضح هذا ويصحح هذا يريد ان يثبت لك ان قول الحق سبحانه وتخفي في نفسك ما الله مبديه ليس ما يريد الشيطان ان يذهب به ظنك بعيدا انه اضمر حب زينب واضمر رغبته في الزواج منها واحب بقلبه ان يطلقها زيد لتخلو له. اياك ولو وقفت على قول مفترى. وضعيف ورواية ساقطة فاراد ان يبين لك ان حتى الاية بلفظها الكريم وسياقها المستقيم يدل على هذا المعنى الصحيح. وتخفي في نفسك ما الله مبديه قال هذا الزهري وقد قال نزل جبريل يعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان الله سيزوجه زينب فهذا الذي اخفى في نفسه. كان امر الله مفعوله اي لابد لك ان تتزوجها وهذا الذي في السياق لم يظهر غيره. لم يبد الله من امر النبي عليه الصلاة والسلام مع زينب غير زواجه اياها فهذا الذي اخفاه لا شيء اخر نأتي به من خلف الالفاظ ومن وراء النصوص فقط لما جاء في رواية ضعيفة لا يثبت بمثلها حكم او حادثة. نعم فقوله تعالى في اخر هذه القصة في بقية الايات ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا فدل على انه لم يكن عليه حرج في الامر قال الطبري ما كان الله ليؤثم نبيه عليه السلام فيما احل له مثال فعله لمن قبله من الرسل قال الله تعالى سنة الله في الذين خلوا من قبل اي من النبيين فيما احل لهم. يعني اخبر الله في هذا السياق يا محمد هذا الذي حكم الله تعالى به وقدره لك هو من شأن ما يصنع بالانبياء قبلك سنة الله في الذين خلوا من قبل ما هي سنة الله في الانبياء السابقين ليس الا الاجلال والاحترام ورفعة المكانة والتقدير والصيانة فالذي يكون لك يا محمد هو ما الذي فعله الله تعالى بمن سبقك من الانبياء. فما كان الله ليؤثم نبيه. يعني يحمله والاسم فيما احل له كمثل ما فعل سبحانه بمن قبله من الرسل عليهم السلام ولو كان على ما روي في حديث قتادة من وقوعها من قلب النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعجبته هذه هي الرواية الندى التي يريد المصنف رحمه الله بيان بطلانها قال ولو كان الامر على ما روي في حديث قتادة وسيأتيك ما الذي جاء في روايتي قتادة في هذا الشأن ولو كان على ما روي في حديث قتادة من وقوعها من قلب النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعجبته ومحبته طلاق زيد لكان فيه اعظم الحرج وما لا يليق به من مده عينيه لما نهي عنه من زهرة الحياة الدنيا ولكان هذا ولكان هذا نفس الحسد المذموم الذي لا يرضاه ولا يتسم به الاتقياء. فكيف سيد المرسلين؟ اللهم صل وسلم وبارك عليه قال القشيري وهذا اقدام عظيم من قائله وقلة معرفة بحق النبي صلى الله عليه وسلم وبفضله وكيف يقال رآها فاعجبته. وهي بنت عمته ولم يزل يراها منذ ولدت. ولو ولا كان النساء يدل على بطلان الرواية زينب بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني وما رآها الا بعد ما تزوجها زيد والامر قبل الاسلام لم يكن حجاب. فيرى زينب منذ ان كانت صغيرة طفلة فكيف يقال رآها فاعجبه حسنها ووقعت في قلبه فاظمر ان يوعز الى زيد بتطليقها لتخلو له فيتفرد بزواجها هذا يا اخوة ما يفعله الا قليل المروءة والفسقة ومن لا خلاق لهم ثم هو ايضا لا يمكن ان يقبله عقل هذه بنت عمته كيف تريد ان تفهم وتقتنع بانه رآها فجأة فاعجبه جمالها؟ اولم يكن رآها من قبل هو الذي زوجها لزيد فلو ارادها عليه الصلاة والسلام ابتداء لحسنها لتزوجها واستأثر بها لنفسه. لكن هو الذي زوج زيدا اياها. فهذه من القرائن التي تساعدك على تفنيد تلك الرواية الباطلة. والا تقبل اي شيء يساق فثمة دلائل وقرائن المراد وتبين الصحيح من غيره وكيف يقال رآها فاعجبته. وهي بنت عمته ولم يزل يراها منذ ولدت. ولا كان النساء يحتجبن منه عليه السلام قبل وبعدها هذا وهو هذا وهو زوجها لزيد وانما جعل الله طلاق زيد لها وتزويج النبي صلى الله الله عليه وسلم اياها لازالة حرمة التبني وابطال سنته كما هذه الحكمة الالهية يعني هنا سؤال يقول اذا كان الله قد اراد ان تكون زينب اما للمؤمنين وزوجا من زوجات سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فليش ما تزوجها من البداية كما تزوج سائر امهات المؤمنين فليش يزوجها لزيد ثم يطلقها ليتزوجها رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ الجواب هو هذا الحكم الذي جاء الشرع بتقريره ابطال التبني والتبني له احكام منه النسب ومنه الميراث ومنه الزواج النسب جاء في اول السورة ادعوهم لابائهم. ثم اراد الله لحكمة جليلة ابطال التبني في مسألة النكاح بان يكون عمليا يعيشه النبي صلى الله عليه وسلم ويطبقه ليكون دلالة لامته ابلغ ما يكون. لانه لو جاء حديث او اية لربما شق ذلك على النفوس ولم تقبله العرب شيء عظيم ما العظيم ان يتزوج الرجل زوجة ابنه بالتبني هذا مستشنع جدا كل قضية كانت عند العرب قبل الاسلام على هذا النحو يأتي ابطالها في الشريعة باعظم ما يكون من الدلائل مثلا كانوا يرون العرب كانوا يرون العمرة في اشهر الحج من افجر الفجور ابدا ولا يقبلون هذا فيعتبر النبي عليه الصلاة والسلام اربعة عمر في حياته ثلاث منها في رجب وواحدة التي كانت في حجته حجة الوداع صلى الله عليه وسلم كلها في الشهر الحرام ولما جاء في عمرته التي جاء بها في حجة الوداع طاف وسعى ولما كان على المروة امر اصحابه ان يتحللوا ما استوعبوا هذا كيف نتحلل؟ جئنا نريد الحج ولبينا قلنا لبيك اللهم حجا. فامرهم ان يجعلوها عمرة وان يتحللوا قالوا يا رسول الله اي الحل؟ قال الحل كله ثم رآهم يعني مستصعبين الامر قال لو استقبلت من امري ما استدبرت ولسقت الهدي واحللت قالوا يا رسول الله ننطلق الى منى وذكر احدنا يقطر يعني من الجماع واتيان اهله بعد التحلل. هذا ما كان معتادا عندهم فانظر كيف التشريع بالامر العملي لاقرار حكم تزول به بعض التصورات من رواسب الجاهلية قبل الاسلام. وهذا من ذلك القبيل قضية الزواج من زوجة الابن بالتبني هذا عظيم جدا عندهم في الاستبشاع والاستقباح وعدم القبول. فاراد الله ابطال ذلك بفعل رسول الله عليه الصلاة والسلام مع ابنه بالتبني قبل الاسلام زيد ابن حارثة. فجاء هذا حكمة الهية من الله جل جلاله. نعم لازالة حرمة التبني وانما جعل الله طلاق زيد لها وتزويج النبي صلى الله عليه وسلم اياها لازالة حرمة التبني وابطال سنته. كما قال الله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاية وقال لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم ونحوه ونحوه لابن فورك وقال ابو الليث السمرقندي فان قيل فما فما الفائدة في امر النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بامساكها؟ هذا سؤال ثان حتى تفهم الرواية جيدا. اذا كان الله قد اعلم نبيه عليه الصلاة والسلام انه ستكون زينب من ازواجه عليه الصلاة والسلام طيب خلاص من اول مرة يأتي زيد يشتكي يقول له طلقها ثم يتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام لكن واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله. ليش يأمره بالامساك وهو يعلم بالوحي الذي اوحى الله اليه ان مآلها الى طلاق وانه سيتزوجها عليه الصلاة والسلام. هذا سؤال نعم فان قيل فما الفائدة؟ فان قيل فما الفائدة في امر النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بامساكها فهو ان الله تعالى اعلم نبيه انها زوجته فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن طلاقها اذ لم تكن بينهما الفة واخفى في نفسه صلى الله عليه وسلم ما اعلمه الله به فلما طلقها زيد خشي النبي خشي النبي صلى الله عليه وسلم قول الناس يتزوج امرأة ابنه فامره الله بزواجها اباح مثل ذلك لامته كما قال تعالى لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وحكمة اخرى ان الاسلام بمثل هذا الموقف النبوي الكريم يشرع ادبا اجتماعيا تحتاجه الاسر لانه لا يخلو بيت من خلاف وشقاق وتفاوت انظار الزوجين والشيطان حريص فيشرع الاسلام ان المبدأ الاصل في اي قضية زوجية هو الاصلاح هو تهدئة الامور ومحاولة استدامة ما بينهما من عقد الزواج ولذلك جاء على هذا الاصل امسك عليك زوجك وان كنت لو كنت حكما بين زوجين او والدا لاب او لزوج بينه وبين زوجته خصومة او والدا لزوجة والامر بين يديك فيه مشكلة. الاصل الذي يرعاه الاسلام الاول الاصلاح واستدامة النكاح وان كان يبدو في مبادئ النظر ان الامر عسير وان المشكلة كبيرة وان الشقاق قد امتد اثره لكن لا مانع من ان تكون محاولة اولا الاصلاح لاستتمام الامر وتهدئة النفوس. نعم وقد قيل كان امره لزيد بامساكها قمعا للشهوة وردا للنفس عن هواها وهذا القول اذا جوزنا عليه عليه السلام انه رآها فجأة واستحسنها. فمثل هذا لا نكرة فيه بما طبع عليه ابن ادم من استحسانه الحسن ونظرة ونظرة الفجاءة معفو عنها. ثم قمع نفسه عنها وامر زيدا بامساكها. وانما تلك الزيادات التي في القصة يعني يقول لنفترض ان قول الله سبحانه امسك عليك زوجك واتق الله هو من باب رد ميل النفس وهواها. بين قوسين لو سلمنا بالرواية ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى زينب فأعجبته. يقول حتى هذا القدر لقد حفيه لانه بشر عليه الصلاة والسلام. ومعنى البشرية ان يرى الشيء الجميل فيستحسنه والقبيح فيستقبيحه والطعام اللذيذ فيعجبه ويعجبه الحلو البارد من الطعام. هو بشر يرى الجمال جميلا ويرى القبيح قبيحا هذا امر بشري لا استنكار فيه فجاء الامر امسك عليك زوجك واتق الله ردا للنفس عن هواها. يقول اذا جوزنا هذا القول عليه صلى الله عليه وسلم انه رآها فجأة واستحسنها. مع اننا قررنا بطلان الرواية يقول فمثل هذا القدر لا نكرة فيه لما عليه ابن ادم من استحسانه الحسن. ونظرة الفجاءة معفو عنها في الشريعة. وقد قمع نفسه عنها وامر زيدا بامساكها انما المرفوض والمستنكر الزيادات التي في تلك الرواية. والتي تنسج منها حادثة لا اصل لها ولا تليق بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما تنكر تلك الزيادات التي في القصة والتعويل والاولى ما ذكرناه عن علي بن الحسين. وحكاه السمرقندي وهو قول ابن عطاء وصححه واستحبه القاضي القشيري وعليه عول ابو بكر ابن فورك وقال انه معنى ذلك عند المحققين من اهل التفسير قال والنبي صلى الله عليه وسلم منزه عن استعمال النفاق في ذلك. واظهار خلاف ما في نفسه. وقد نزهه الله عن ذلك بقوله تعالى ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له. وقال ومن ظن ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد اخطأ قال وليس قال وليس معنى الخشية هنا الخوف. وانما معناها الاستحياء ان يستحيي منهم ان يقولوا تزوج زوجة ابنه وان خشيته عليه السلام من الناس كانت من ارجاف المنافقين واليهود وتشغيبهم على المسلمين. بقولهم تزوج محمد زوجة ابنه بعد نهيه عن نكاح حلائل الابناء كما كان فعتبه الله عز وجل على هذا ونزهه عن الالتفات اليه ونزهه عن الالتفات اليهم فيما احله له كما عاتبه على مراعاة رضا ازواجه في سورة التحريم بقوله لما تحرم ما احل الله لك؟ تبتغي مرضاة ازواجك؟ والله غفور رحيم وكذلك قوله له ها هنا وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. اذا هذا عتب الهي كريم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وانه لا ينبغي لك يا محمد ان تحمل في قلبك العظيم هذه الخشية من قول اهل الباطل وافتراء لان الطريق لن يسلم له صلى الله عليه وسلم من عداوة الاعداء وتشغيبهم واذاهم وافترائهم فامره الا يلتفت الى ذلك وان يمضي قدما فيما اراد الله من تشريع دينه وتبليغ رسالته للامة بما في في ذلك من الحلال والحرام وهذا العتب جاء مثله الى النبي صلى الله عليه وسلم في قضية التحريم المباح. يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم. فقال له هناك لما تحرم؟ ما احل الله لك وقال له هنا وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. ليست الخشية بمعنى الخوف خوف القلب الذي هو من عبادات القلوب. لكنه خشية الحرج وخشية مواجهة الناس بالباطل الذي يشغبون به. فامره الله الا يلتفت الى ذلك وان يمضي قدما في تبليغ دينه وامتثال امر ربه عز وجل وقد روي عن الحسن البصري وعائشة لو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما نزل عليه كتم هذه الاية لما فيها من عتبه لما فيها من عتبه وابداء ما اخفاه حديث عائشة وانس والحسن عظيم وهذا من دلائل النبوة ارأيت لو ان القرآن فيه مطعن لمن يريد التشكيك لكان مثل هذه المواقف في السيرة الايات في القرآن اكبر دليل على القامهم الحجر والله لو كان شيء من القرآن مفترى وليس شيء من كلام الله ووحيه او لو كان من صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخفى مثل هذا انت تتخيل ان يكون نبيا يوحى اليه فيأتيه الوحي وفيه عتب. بل وفيه حديث عن داخلة نفسه. وما في قلبه وفؤاده ايبدي ذلك كله على صفحة بيضاء يقرأها الناس الى يوم القيامة قال وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. تقول عائشة رضي الله عنها لو كتم رسول الله صلى الله الله عليه وسلم شيئا مما نزل عليه لكتم هذه الاية لما فيها من العتب وابداء ما اخفاه. لكن المقام مقام نبوة وهو اصطفاء وعصمة من الله ورفعة قدر جليلة لا تبلغها مقادير البشر مهما علت. ونبينا صلى الله عليه وسلم اوتي من ذلك المقام الاسمى صلوات الله وسلامه عليه فصل في شرح حديث الوصية في مرضه صلى الله عليه وسلم اليوم الليلة لنا ايضا جلسة اخرى مع حديث اخر. نريد ان نفهمه جيدا. حديث صحيح والحديث الصحيح الذي سنأتي عليه الان اخرجه الشيخان البخاري ومسلم. وهو قصة وصيته عليه الصلاة والسلام في مرض موته وهنا موقف حدث والصحابة عنده حول رأسه وهو قد اشتد به المرض عليه الصلاة والسلام. فكان ها هنا قول في المجلس فقال وتكلم بعض الصحابة بكلام في ظاهر الرواية لبس يخشى ايضا من وقوعه عند من لم يفهم القصة. ولم يعرف الحادثة ولم يفهم معنى التي وردت اذا الحديث صحيح والقصة في مرض موته صلى الله عليه وسلم لما هم ان يكتب كتابا لامته فقال وطلب كتابا يملي عليهم ما يكتبه فحصل خلاف بين الصحابة وتنازعوا فرفض عليه الصلاة والسلام ان يكتب فكان كلام هنا نحن قررنا ان الكلام الذي يخرج من شفتيه عليه الصلاة والسلام حق كله وصدق لا امتراء فيه فيأتي هذا الاشكال طيب وهذا الحديث ماذا نقول فيه؟ كيف نجيب عنه؟ كيف نفهمه نأخذ الحديث اولا كما سيريده المصنف رحمه الله. ثم نفهم موضع الدلالة فيه لازالة اللبس والريب فان قلت فان قلت قد تقررت عصمته عليه السلام في جميع اقواله واحواله. وانه لا يصح منه فيها فيها خلف ولا اضطراب بعمد ولا سهو ولا صحة ولا مرض ولا جد ولا مزح ولا رضا ولا غضب ولكن ما معنى الحديث في عليه السلام الذي حدثنا به القاضي الشهيد ابو علي رحمه الله قال حدثنا القاضي ابو الوليد قال حدثنا ابو ذر قال حدثنا ابو محمد وابو الهيثم وابو اسحاق قالوا حدثنا محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد بن اسماعيل قال هذا هو الامام البخاري رحمه الله والمصنف يسوق الحديث بسنده اليه من طريق الامام البخاري قال حدثنا محمد بن اسماعيل قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا قال حدثنا عبد الرزاق بن همام قال حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وفي البيت رجال لما حضر يعني لما حضرته الوفاة نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده فقال بعضهم ان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع. الحديث. وفي رواية ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ابدا فتنازعوا فقالوا ما له اهجر؟ استفهموه. فقال دعوني فان الذي انا فيه خير وفي بعض طرقه ان النبي صلى الله عليه وسلم يهجر وفي رواية هجر ويروى هجر ويروى هجرا وفيه فقال عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اشتد به الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا وكثر اللغط قال قم فقال قوموا عني وفي رواية واختلف اهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا له يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا ومنهم من يقول ما قال عمر هذا الحديث ورواياته عديدة في الصحيحين وخارج الصحيحين لبعض الفاظه عند البخاري ان ابن عباس رضي الله عنهما قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت يا ابا العباس ما يوم الخميس قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فابتداء مرضه عليه الصلاة والسلام كان يوم الخميس قال اشتد به وجعه فقال ائتوني بكتف اكتب لكم كتابا او بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ابدا يخاطب من يخاطب رجالا كانوا حوله في البيت قال فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا يعني الناس الذين عنده في الحجرة ما له اهجر استفهام سيأتيك ما معنى الكلمة؟ والمشكلة في هذه اللفظة فانها جاءت على لسان بعض الصحابة ممن كان حاضرا. قالوا ما له اهجر؟ استفهموه اهجر يعني ابلغ به الوجع حد الهذيان فبدأ يقول ما لا يعي قالوا ما له؟ اهجر؟ فقال ذروني فالذي انا فيه خير مما تدعونني اليه ثم امرهم بثلاث قال اخرجوا المشركين من جزيرة العرب واجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم. قال والثالثة خير اما ان سكت عنها واما ان قالها فنسيتها. قال سفيان هذا من قول سليمان يعني نسيان الوصية الثالثة. وفي رواية اخرى للبخاري قالوا ما شأنه اهجر استفهموه. فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي انا فيه خير مما تدعونني اليه واوصاهم بثلاث. وفي رواية ثالثة في الصحيح ايضا قال بعضهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله هذا من يقوله بعض الصحابة الحاضرين في المجلس وسيأتيك ان القائل عمر رضي الله عنه فالذي يحتاج الى جواب هو هذا. عمر او غيره صحابة ومقام رسول الله عليه الصلاة والسلام عندهم معلوم وقدره عندهم رفيع جليل. فكيف يقولون هذا الكلام وكيف يبلغ بهم الظن والتصور ان النبي عليه الصلاة والسلام ممكن ان يبلغ حد التعب والاعياء الى درجة الهذيان بل الى درجة ان يخالفوا امره يقول اعطوني كتاب اكتب لكم فيتجرأ احد منهم يقول لا ما في داعي عندنا القرآن يكفينا هذا الاشكال الذي يحتاج الى جواب هذا لفظ الرواية واهل العلم قد افاضوا وشرحوا وبينوا كل ذلك. انما مشكلة الجاهل انه ما يتعلم فيلتقط الرواية او الجملة الاية او الحديث على ظاهرها كما يفعل بعض المتفيهقين المتشدقين الثرثارين ان يتصدروا وسائل الاعلام او يكتبوا وينشروا ما لا يعقله عقل. خصوصا ممن في قلبه مرض ويريد شيئا من الاساءة للدين واهل الدين فيجد مثل ذلك فيفرح به ويطير. ولو تعلم او فهم او قرأ كلام اهل العلم لزال كل ذلك الباطل ومثل هذا الكتاب عند الامام القاضي عياض رحمه الله هو من المواضع التي يطلب فيها العلم وتزال بها الاشكالات والشبهات في رواية اخرى قال بعضهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما اكثروا اللغو والاختلاف قال لهم قوموا فاخرجهم فابن عباس رضي الله عنهما يتحسر يقول هذا الموقف خسرنا فيه كتابا كانت وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف اهل العلم ما الذي كان يريد ان يكتبه للامة صلى الله عليه وسلم في مقام الاحتضار والوداع والوصية الامة الرجل فينا عند احتضاره اذا اجتمع اكبر اولاده حوله او اهل بيته اوصاهم بالامور العظام بما يحرص ان ينفعهم او يدلهم على مواضع هي انفع ما تكون. يعني الكلمات معدودة والاجل محدود والدقائق الباقية من العمر ان تنقضي فلا يتكلم الا باعظم كلام الزبدة الخلاصة فكانوا يتحسرون ما الذي فاتهم؟ ولهذا كان ابن عباس اذا ذكر الموقف يقول بكى حتى بل دمعه الحصى يقول يوم الخميس وما يوم الخميس كما سمعت في الرواية. في رواية عند مسلم قال لما حضر رسول الله لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجال فيهم عمر قال هلم اكتب لكم كتابا لا تضلون بعده؟ قال عمر ان رسول الله قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن وحسبه هنا كتاب الله فاختلف اهل البيت الى اخر الرواية. فكان ابن عباس يقول كما في مسلم. يقول ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم يعني لو انهم سمعوا واطاعوا واستجابوا لكان الخير. فهذه واحدة من سوءات وشؤم الاختلاف في الامة ضياع البركة ويعوا الخير الذي يرتجى في الائتلاف والاجتماع فهذا الذي اشار اليه ابن عباس رضي الله عنهما. ذكر عمر في هذه الرواية ولم يذكر قوله ما له اهجرا. وفي رواية اخرى عند مسلم قال عليه الصلاة السلام ائتوني بالكتف والدواة. الدواة القلم والمحبر والكتف ما كان يكتب فيه. قال او اللوح والدواة اكتب لكم كتابا تضلوا بعده ابدا فقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر يعني يتكلم بكلام لا يعقله عندنا اشكالان في الروايات هذه واحدة كيف يصف الصحابة مقام النبي عليه الصلاة والسلام وحاله بالهجر او بالهجر وهو الهذيان وعدم الوعي. والثانية كيف يتجرأون على الاختلاف بين يديه؟ كيف يتجرأ مثل عمر رضي الله عنهم جميعا ان يشير عليهم برأي غير الذي يأمر به النبي عليه الصلاة والسلام يقول انه قد غلبه الوجع ويأمرهم بان يكتفوا بالقرآن ثم ينفض المجلس وتلك الحادثة على غير ما كان يريد رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا المقام الذي يريد المصنف رحمه الله تعالى بيانه. نعم قال ائمتنا في هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الامراض وما يكون من عوارضها من شدة وجع وغشي ونحوه مما يطرأ على جسمه معصوم ان يكون منه من القول اثناء ذلك ما يطعن في معجزته ويؤدي الى فساد في شريعته من هذيان او اختلال في كلام. اذا هذه الخطوة الاولى لتفهم الحديث اما تكلمنا في المجلس الماظي ليلة الجمعة الماضية ان النبي عليه الصلاة والسلام غير معصوم من الامراض والاسقى والادواء هذا مرض بل آآ النزع الموت والاحتضار اشد ما يجده ابن ادم في حياته قبل فراقها وهذا وجده النبي عليه الصلاة والسلام بل انه يبلغ به الوجع والوعك ما يبلغ الاثنين من امته والاظعف واظعاف ذلك اذا هذا وجع فلا ريب ولا اشكال انه اشتد به الالم والوجع ساعة الاحتضار. هو غير معصوم من شدة الوجع والغشيان وما يظهر على جسمه ويطرأ عليه لكن العصمة انه رغم اشتداد المرض والالم لن يقول كلاما لا يقصده ولا يخرج من شفتيه كلام لا يدري ما معناه. هذا الذي ما وقع وقد عصمه الله تعالى منه الى اخر لحظة من حياته عليه الصلاة والسلام. وعلى هذا وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى في وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى في الحديث هجر اذ معناه هدى يقال هجر هجرا اذا هدى واهجر اذا افحش واهجر واهجر تعدية هجر وانما الاصح والاولى اهجر على طريق الانكار على من قال لا يكتب نعم اذا ما قال احد من الصحابة ان رسول الله هجر او يهجر بمعنى انه بدأ يهذي ولا يدري ما يقول. لا هم يسألون اهجر طيب هم ليش سألوا؟ قالوا ردا على من قال في المجلس عندها لا داعي لان نكتب كتابا. النبي عليه الصلاة والسلام تعبان واشتد به الوجع فلا تتعبوه وسيأتيك الجواب هذا محمل كلام عمر قال ان رسول الله قد اشتد به الوجع وعندكم كتاب الله حسبنا. ترى عمر ما يتجرأ. عمر الذي ينزل الوحي بموافقته عمر الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتد برأيه ويستشيره في المواقف. يأتي ساعة الاحتضار فيقول رأيا من تلقاء نفسه يرد به امر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يا اخي انما قال ما قال شفقة على رسول الله عليه الصلاة والسلام. ورأى ان احضار الكتاب الان وظاهر على نبينا عليه الصلاة والسلام من الوجع والم الموت والاحتضار ما يحمل على الشفقة. فاراد الرفق به وقال لن يقول عليه الصلاة والسلام شيئا الا وفي كتاب الله جوامع ذلك الخير. فعندنا ما يكفينا من الخير وارفقوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم ودعوه يستريح قد غلبه الوجع. هذا محمل كلام عمر رضي الله عنه يريد الرفق والاحسان والشفقة برسول الله عليه الصلاة والسلام فلما قال عمر او غيره وذهبوا الى رأي عدم احضار القلم والكتابة قال الاخرون ردا يعني اتظنون انه سيقول كلاما لا ايعقله؟ اهجر؟ يعني هل سيقول كلاما يبلغ حد الهذيان؟ حتى تتجاوزوه وتتركوه؟ فاذا قولهم اهجر ليس وصفا بل انكارا واستفهام يقال جوابا على من ذهب الى انه لا داعي لكتابة ما سيكتبه او يمليه عليهم صلوات الله وسلامه عليه. نعم وهكذا وهكذا روايتنا فيه في صحيح البخاري من من رواية جميع الرواة في حديث الزهري المتقدم. يعني بالاستفهام اهجر؟ نعم وفي حديث محمد بن سلام عن عن ابن عيينة وكذا ظبطه الاصيلي بخطه في كتابه وغيره من هذه الطرق وكذا رويناه عن مسلم في حديث سفيان وعن غيره وقد تحمل عليه رواية من رواه هجر على حذف الف الاستفهام والتقدير اهجر وان يحمل قوته او ان يحمل او ان يحمل قول القائل هجر او اهجر دهشة من قائل ذلك. وحيرة لعظيم ما شاهد من حال الرسول صلى الله عليه عليه وسلم وشدة وجعه وهول المقام الذي اختلف فيه عليه. والامر في والامر الذي هم بالكتاب فيه. حتى لم حتى لم يضبط هذا القائل لفظة واجرى واجرى الهجر مجرى شدة الوجع. لا انه اعتقد انه يجوز عليه الهجر. انه يجوز الهجر كما حملهما كما حملهم الاشفاق على حراسته. والله تعالى يقول والله يعصمك من الناس ونحو هذا ويعني يكفيكم يا احبة اننا اليوم اليوم نجلس الان في المسجد الحرام في هذه الليلة المباركة نحن من امته صلى الله عليه وسلم بعد الف واربع مئة وثلاثة واربعين سنة ونتذاكر ونتدارس ونتواصى كيف نتعلم الادب مع مقام رسول الله عليه الصلاة والسلام واننا نحمل اعلى المراتب اعتقادا وكلاما واشارة عندما يكون الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وانه لا يوصف الى شيء مما لا يليق بمقام النبوة. نحن اليوم بعد الف واربع مئة وثلاثة واربعين سنة نبلغ شيئا ما بلغه الصحابة رضي الله عنهم حتى يمكن ان تتصور ان قائلا منهم يتجرأ فيصف النبي عليه الصلاة والسلام بالهذيان شيء من العقل يفند كل ذلك ويبطله. فلو تمسك مبطل او مغرض بمثل هذه الرواية وقال اين انتم؟ هؤلاء صحابة نبيكم هم اول من يقدح فيه قولوا له اخسأ فلا والله لم يكن صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم لم يكونوا يوما ممن يبلغ منهم شيء من الاساءة اتي لمقام النبوة ثم كيف تريد ان تفهم ذلك اساءة وحياتهم كلها حب ونصرة وتضحية وفداء لرسول الله عليه الصلاة والسلام اعند ساعة الموت واحتضاره عليه الصلاة والسلام يسيئون الادب ويتجاوزون حد الاحترام والتوقير والاجلال هذا والله عنهم بعيد حاشاهم رضي الله عنهم جميعا واما على رواية اهجرا وهي رواية ابي اسحاق المستملي في الصحيح في حديث ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما من رواية قتيبة فقد يكون هذا راجعا الى المختلفين عنده صلى الله عليه وسلم ومخاطبة له من بعضهم لبعض اي جئتم باختلافكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه هجرا ومنكرا من القول والهجر بضم الهاء الفحش في المنطق اذا يكون هذا الكلام هو انكار منهم لبعضهم. كيف يبلغ بكم اللغط والاختلاف في مجلسه عليه الصلاة والسلام يقول القول ثم تختلفون عليه هذا لا يكون الا هجرا يعني فحشا من القول لا يليق بمثله وليس كلاما يوصف به نبيهم صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث اختلافا كثيرا. وكيف اختلف الصحابة بعد امره لهم عليه السلام ان يأتوه بالكتاب. فقال بعض اوامر النبي صلى الله عليه وسلم يفهم ايجابا يفهم ايجابها من ندبها وقال بعضهم اوامر النبي صلى الله عليه وسلم يفهم ايجابها من ندبها من اباحتها بقرائن فلعله قد ظهر من قرائن قوله عليه السلام لبعضهم ما فهموا انه لم يكن منه عزمة بل امر رده الى الى اختبارهم او اختيارهم عند موته وبعضهم لم يفهم ذلك. فقالوا استفهموه فلما اختلفوا كف عنه اذ لم يكن عزمة ولما رأوه ولما رأوه ولما رأوه من صواب رأي عمر رضي الله عنه نعم اول الاجابات في موقف الصحابة الا ننتهينا من كلام من لفظة اهجر وانه ليس قدحا في مقام النبوة على لسان الصحابة رضي الله عنهم فيأتي الاشكال الثاني كيف يختلفون عنده؟ بل كيف يقررون شيئا غير الذي كان يريد عليه الصلاة والسلام هنا سؤال سؤال يعني يفكر فيه من كان في عقده مثقال ذرة مهما كان المختلفون عنده لا زال نبيا عليه الصلاة والسلام والوحي ينزل ولم يلتحق بعد بالرفيق الاعلى. اتظنون ان كائنا من كان في الامة قادر على ان يبطل امر الله لنبيه عليه الصلاة والسلام لينفذ رأيه وقراره الشخصي ابدا ما اراده الله كائن وما يوحي الله به الى نبيه ماض لكنك تفهم ان الامر وقع على حادثة يقع مثلها في كل مواقف البشر النبي عليه الصلاة والسلام قال ائتوني بكتاب اكتب لكم اختلفوا ثم قال قوموا لو اراد ان يكتب لكتب ولو كان مصرا على الكتابة لعزم ولامرهم بالكتابة لكنه اراد ان يعلمهم درسا قال قوموا فلم يكتب لهم واستبدل الكتابة بوصية شفوية سمعتموها قبل قليل في رواية الصحيحين قال اوصيكم بثلاث ثم مال الى رأي عمر يعني عمر لما قال انه قد غلبه الوجع وعندكم كتاب الله واكتفوا منه عليه الصلاة والسلام بالوصية الشفوية اشفاقا عليه لو جاء بالقلم لكتب واوصى وتكلم والكاتب يكتب وتنتظر كلمة وتكتب فاوصاهم شفويا فكان ارفق به. صلى الله عليه وسلم. اذا حتى امره لما قال اتوني بكتاب الصحابة فقهاء الامة. فيعرفون هل هذا الامر عزم والزام ام هو استحباب واختيار فلما لم يروه عزما ولا الزاما تناقشوا الرأي يلتمسون الرفق به عليه الصلاة والسلام. والاشفاق عليه صلى الله عليه وسلم فلما اختلفوا كف عنه فكفه عنه طلب الكتابة والاستمرار فيها دليل على انه لم يكن عازما اشد العزم ولما رأوه ايضا من صواب رأي عمر كما قلنا فقط برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هؤلاء قالوا ويكون امتناع عمر اما اشفاقا على النبي صلى الله عليه وسلم من تكليفه في تلك الحال املاء الكتاب وان تدخل عليه مشقة من ذلك. كما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم اشتد به الوجع وقيل خشي عمر ان يكتب امورا يعجزون عنها فيحصلون فيحصلون فيحصلون في الحرج بالمخالفة ورأى ان ان الارفق بالامة في تلك الامور سعة الاجتهاد وحكم النظر وطلب الصواب فيكون المصيب والمخطئ مأجورا. وقد عمر تقرر الشرع وتأسيس الملة وان الله تعالى قال اليوم اكملت لكم دينكم وقوله عليه السلام اوصيكم بكتاب الله وعترتي. وقول عمر حسبنا حسبنا كتاب الله رد على من نازعه لا على امر النبي صلى الله عليه وسلم نعم عمر لما قال ان النبي عليه الصلاة والسلام قد غلبه الوجع وعندنا كتاب الله او حسبنا كتاب الله ولا يقول هذا ردا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا رد على من اختلف معه الرأي لان الصحابة قد افترقوا فريقين فريق يقول هاتوا الكتاب كما امر عليه الصلاة والسلام. وفريق يقول لا بل انه وجع عليه الصلاة والسلام فارفقوا وبه هل يبحثون عن الرفق بمخالفة امره؟ الجواب لا. ما ظهر لهم من امره ما ظهر لهم من امره العزم والالزام كما قلنا ظهر لهم انه يريد الشيء. ورأوا ان الارفق به والاحسان اليه في ذلك الحال الا يجهد نفسه بوصية تكتب فقالوا حسبنا كتاب الله ردا على من قال مصرين على ان نأتي بالقلم واللوح والكتابة لنكتب ما يريده عليه الصلاة والسلام وقول عمر وقد قيل ان عمر وقد قيل ان عمر خشي تطرق المنافقين ومن في قلوبهم مرض لما كتب في ذلك الكتاب في الخلوة. وان يتقولوا في ذلك اقاويل كادعاء الرافضة الوصية لعلي وغير ذلك. نعم قالوا هذا ايضا لعله من فقه عمر والهام الله اياه كم كان الحاضرون في ذلك المجلس احات مهما كثروا ثم ماذا سيخرجون للامة بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام سيقولون هذا وصية كتبها لنا النبي عليه الصلاة والسلام. متى واين وكيف خشي عمر من ان يتطرق المنافقون من في قلبه مرض قال ها مات نبيكم فجئتم تلعبون في الدين وتحرفون وتزيدون وتنقصون فكان هذا ايضا لطفا من الله سبحانه وتعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم وبامته الا يتقولوا الاقاويل. كما يدعي الرافضة الوصية لعلي انه اوصى له عليه الصلاة والسلام على انفراد بان بان يتولى الخلافة من بعده وهذا ليس بين ايدينا في الروايات ومما يطعن فيه قضية كهذه بحجم الخلافة في الامة لا ينبغي ان تكون سرا ولا ان تكون وصية خفية لا يطلع عليه الا واحد من عشرات الوف الصحابة جميعا رضي الله عنهم وقيل انه كان من النبي صلى الله عليه وسلم لهم على طريق المشورة والاختبار. هل يتفقون على ذلك ام يختلفون؟ فلما اختلفوا تركه وقالت طائفة اخرى ان معنى الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مجيبا الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح فخلاصة الحادثة اذا ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب ممن حوله من الصحابة وهو في اعياء شديد بسبب المرض ان يحضروا له كتابا ليأمر بامر فيه هداية له. لم يفصح به صلى الله عليه وسلم فنظر بعضهم في حاله عليه الصلاة والسلام وما هو فيه من تعب واعياء شديد فتأخروا عن احضار الكتاب ظنا منهم ان ما في القرآن من الهداية كاف عن اجهاده واتعابه عليه الصلاة والسلام بالكتابة. وهذا قول عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا لكن اخرين منهم اصروا على احضار الكتاب. امتثالا لرغبته عليه الصلاة والسلام. فحصل بعض اللغط والاختلاف بين يديه فلما رأى صلى الله عليه وسلم ذلك عدل عن طلب احضار الكتاب واوصاهم مشافهة بوصية اخرى جامعة مذكورة في صدر المجلس. هذا فصلوا ما في الروايات وهذه القصة تفهم بسياقها السهل الطبيعي لا يستشكلها الا من اراد ايقاعا بالصحابة وانه رأى فيه عاليا على مقام النبوة وانه يتجرأون على منعه من اداء رسالته عليه الصلاة والسلام. وهذا ليس الا اتباعا للهوى وتحريفا للكلم ولو اراد الله عز وجل ابطال ذلك لنزل الوحي تفنيدا لهم. لكن الامر لا يحتمل كل تلك التفسيرات الباطلة. اختلف الصحابة كما اختلفوا في مشاورتهم بشأن اسارى بدر واختلفوا يوم الحديبية وتباطؤوا هذه مواقف معتادة. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه ويكتبه ولا يلتفت الى قول احد فعلم انه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجبا. ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ اذ لو وجب له فعله ويقول المازري رحمه الله كما نقله الحافظ ابن حجر انما جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب مع صريح امره لهم بذلك لان اميرة قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب. فكأنه ظهر منه قرينة. دلت على ان الامر ليس على التحتم بل على الاختيار. فاختلف اجتهادهم وصمم عمر على الامتناع لما قام عنده من القرائن بانه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عن غير قصد جازم وعزمه صلى الله عليه وسلم كان اما بالوحي واما بالاجتهاد وكذلك تركه ان كان تركه بالوحي والا فبالاجتهاد الى اخر ما قال. فهذا كله يدلك على ما اراد المصنف رحمه الله بيانه في شأن هذه الرواية. نعم قالت طائفة اخرى ان معنى الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مجيبا في هذا الكتاب لما طلب منه لانه ابتدأ بالامر به بل اقتضاه منه بعض اصحابه فاجاب رغبتهم وكره ذلك غيرهم للعلل التي ذكرناها واستدل في مثل هذه القضية بقول العباس لعلي ابن ابي طالب انطلق بنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان كان الامر فينا علمناه وكراهة علي هذا وقوله والله لا افعل الحديث واخرجه البخاري. نعم واستدل بقوله دعوني فان الذي انا فيه خير اي الذي انا فيه خير من ارسال الامر وترككم وترككم وكتاب الله تدعوني مما طلبتم وذكر ان الذي طلب كتابا وذكر ان الذي طلب كتابه امر الخلافة بعده وتعيين ذلك. ولكن لما لم يتبين وكل امر ذلك وعلمه الى الله تم الفصل بعون الله تعالى وفضله وتوفيقه. ولكم في بقية ليلتكم وجمعتكم مستمتع بكثرة الصلاة والسلام على نبيكم صلى الله عليه وسلم كالغيث احيا الله دنيانا به واستبشرت بحديثه جانا صلوا عليه وسلموا واستلهموا من هديه ما يسعد الانسان. فيا رب صلي وسلم وبارك عليه افضل صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام نسألك والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسول الله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر. كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة انه