بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وصفوة الله من خلق اجمعين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام في كل مكان فمن رحاب بيت الله الحرام. ينعقد هذا المجلس المبارك بفضل الله تعالى توفيقه تباعا في كل ليلة من ليالي الجمعة. فها هي دي ليلة الجمعة قد اقبلت. واقبلت معها اشواق المحبين لربهم المحبين لنبيهم صلى الله عليه وسلم. عندما تأتي ليلة الجمعة بخيراتها وبركاته فيجد المؤمن في انسها وروحها وبركتها ما يزيده لربه ذكرا. ولنبيه صلى الله عليه كلما صلاة وسلاما. يرجو ان يكون من من اكثر المؤمنين فوزا وحظا ببركات هذه الليلة الشريفة الجمعة وعسى ان يكون مجلسنا عونا على مزيد من ذكر الله والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه ونحن نتدارس مجالسنا من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي ابن موسى ليحصوا به رحمة الله تعالى عليه. والحديث والمقام والمجلس في ذكر حقوقه العظيمة عليه الصلاة والسلام على امته وما خصه الله تعالى به ورفع به قدره واعلى منزلته ومكانته. فحتما ستسمع اسمه في في مجلس مرارا لتصلي عليه صلى الله عليه وسلم مرارا وتكرارا. وعسى ان تكون صلاتنا وسلامنا عليه صلى الله عليه وسلم سلما نرتقي به في سماء الايمان والمحبة لتثبت القدم على طريق الطاعة واتباع السنة لرسوله لله صلى الله عليه واله وسلم. وما اعددت للاخرى كثيرا. ولكني ملأت القلب حبا احب حبا وحسبي بان المرء مع من قد احب. ما زال مجلسنا مواصلا الحديث فيه كلام المصنف رحمه الله تعالى عن عصمة الانبياء عامة وعصمة نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة في الامور الدنيوية ما تم لنا في القسم الاول الحديث عن العصمة في الامور الدينية. واما الامور الدنيوية فقد تقدم كلام المصنف رحمه الله انها تنقسم الى اعتقاد وقول وعمل. لاجل ان يكون حديثه في الكتاب منتظما. قال رحمه الله تعالى جاءت الاخبار ان النبي صلى الله عليه وسلم قد عصمه الله عز وجل. فبين ان الامر ينقسم الى آآ عقد يعني اعتقاد قلب والى فعل وقول. وقد تقدم منه الحديث عما يتعلق بالاعتقاد وما الذي عصم الله تعالى به الانبياء والرسل فيما تعتقد قلوبهم. قال واما ما يعتقد في احكام البشر الجارية وقضاياهم ومعرفة حقي من المبطل فبتلك السبيل يعني الجائز فيها الخطأ والسهو لقوله صلى الله عليه وسلم انما انا بشر وانكم الي الحديث ثم قال في الفصل الذي يليه واما اقواله الدنيوية من اخباره او اخباره عن احواله واحواله وما يفعله وفعله فقد قدمنا ان الخلف فيها ممتنع الى اخر ما ذكر في العصمة في اقواله صلى الله الله عليه وسلم واجاب عما يتعلق بذلك من الاثار الوارد في ظاهرها اشكال. وفصل الليلة ينتقل فيه رحمه الله الى الحديث عن الافعال. تقدم التقرير لعصمته في الاعتقاد والاقوال فيما يخص الامور وفصل الليلة نشرع فيه بعون الله لبيان العصمة في افعاله في الامور الدنيوية ايضا ما يصدر من افعال عليه الصلاة والسلام وافعال دنيوية يعني ليست افعال عبادات ولا قرب او طاعات. فما الذي يتقرر وفيها الحكم بازاء عصمته عليه الصلاة والسلام الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللسامعين. قال المصنف رحمه الله فصل في ان عامة افعاله صلى الله عليه وسلم سداد وصواب. والرد على بعض الشبه واما افعاله عليه السلام الدنيوية فحكمه فيها من توقي المعاصي والمكروهات ما قد قدمناه. ومن جواز السهو الغلط في بعضها ما ذكرناه وكله غير قادح في نبوته عليه السلام. بلى ان هذا بلى ان هذا فيه على الندور بلى ان هذا فيها على الندور اذ عامة افعاله على السداد والصواب بل اكثرها او كلها جارية مجرى العبادات والقرب على ما بينا. قال رحمه الله واما افعاله صلى الله عليه وسلم الدنيوية. فحكم فيها حكم ما تقدم من توقي المعاصي والمكروهات. يعني اذا كانت الافعال الدنيوية فيها شيء معصية او يكون مكروها فقد عصمه الله تعالى منه. وما يقع فيها من سهو وذهول فهذا ايضا وارد لانه غير معصوم. قال ومع ذلك هذا لن يكون قادحا في النبوة. يعني عندما نقول ان شيئا من الافعال لم يعصم منه نبينا صلى الله عليه وسلم تجويز الوقوع الخطأ والسهو فاعلم رعاك الله ان ذلك مقيد كما تقدم مرارا بما لا يقدح في مقام النبوة او يسيء الى مقامه الشريف عليه الصلاة والسلام كافعال الخسة والدناءة والحقارة وما الى ذلك. قال ومع ذلك فهي افعال على الندور يعني تقع نادرا يقع فيها السهو منه او النسيان والخطأ عليه الصلاة والسلام. اذ عامة وافعاله على السداد والصواب. قال بل اكثرها او كلها جارية مجرى العبادات والقرب. حتى افعاله الدنيوية تصدر منه صلى الله عليه وسلم مجرى القرب لانه لا يعمل شيئا في دنياه لنفسه. انما يعمله لربه واداء لواجب الرسالة وتبليغ الامانة وتعليم الدين. فان قلت طيب ونومه واكله وشربه واستيقاظه وسائر افعاله الدنيوية. فالجواب انها لا تخلو بحال كما سيبينه المصنف رحمه الله انه لا يأخذ من ذلك الا لا قدر ما يسد به الرمق ويقوم به الجسد. وذلك لاجل ان يقوى على تبليغ رسالة الله ما افترض الله عز وجل عليه من واجبات النبوة والرسالة صلوات الله وسلامه عليه. اذ كان عليه لا يأخذ منها لنفسه الا ضرورته. وما يقيم به رمق جسمه. وفيه مصلحة ذاته التي بها يعبد ربه ويقيم شريعته ويسوس امته. وما كان فيها بينه وبين الناس من ذلك فبين معروف يصنعه او بر يوسعه او كلام حسن يقوله او يسمعه او تألف شارد او قهر معاند او مداراة حاسد ارأيت حتى الافعال التي تكون بينه وبين الناس. المواقف التصرفات احداث الحياة اليومية متكررة هي واقعة على وجه القرب والطاعات والعبادات. اما انا وانت فجل اعمالنا الدنيوية هي اعمال حيوية محضة خالصة لدنيانا. ننزل السوق فنشتري شيئا. نبحث عن طعام فنأكله. نقابل صديقا فنتحدث اليه او نزور او قريبا او نلتقي بجار او نبحث عن رزق وطلب معاش. اعمال مباحة. اما افعال نبينا عليه الصلاة والسلام معتادة المتكررة كل يوم فكانت تأتي على باب القرب والتعبد وظرب لك مثالا يقرب لك الصورة. قال اما افعاله فلا يأخذ منها لنفسه الا ضرورته. وما فيه يقيم رمق جسده ومصلحة ذاته التي بعها يعبد ربه. وما اكان فيها في الافعال بينه وبين الناس من ذلك فبين معروف يصنعه. او بر يوسعه او كلام حسن يقوله او يسمعه او تألف شارد او قهر معاند او مداراة حاسد قال وكل وهذا لاحق بصالح اعماله عليه الصلاة والسلام. فهي اعمال صالحة. يتقرب بها الى الله فكان ويقظته كله اجتهاد في مرظاة ربه اما طاعة محظة واما سبيلا ووسيلة الى ما يؤدي به مرضاة فصلوات الله وسلامه عليه وكل هذا لاحق بصالح اعماله عليه السلام منتظم في زاكي وظائف عباداته. وقد كان يخالف في افعاله الدنيوية بحسب اختلاف الاحوال. ويعد للامور اشباهها يخالف في افعاله الدنيوية يعني لا يطرد له فعل على الدوام على وجه واحد لكن تختلف مواقفه وافعاله بحسب ما يقتضيه الحال. ويعد للامور اشباهها فكل امر يعد له عليه الصلاة والسلام ما يناسبه. ويبذل له ما يلائمه. فربما وجدت الموقفين متشابهين لكن موقفه عليه الصلاة والسلام فيه ما كان مختلفا. فهذا الذي يقصده باختلاف افعاله الدنيوية بحسب اختياره خلاف الاحوال نعم ويعد للامور اشباهها فيركب في تصرفه لما قرب الحمار وفي اسفاره البعيدة الراحلة لاسفاره البعيدة عيدتي الراحلة وفي اسفاره البعيدة الراحلة ويركب البغلة في معارك الحرب دليلا على الثبات ويركب الخيل عدوها ليوم الفزع واجابة الصارخ. هذا مثال لافعال دنيوية. ركوب الدواب كان في مركوباته عليه الصلاة والسلام البغل والحمار والفرس والبعير فلماذا كانت افعاله الدنيوية ها هنا متفاوتة مختلفة؟ قال بحسب ما يقتضيه الحال. ويعد للامور اشباهها فيركب في تصرفه لما قرب يعني المشوار القريب يركب الحمار. وفي اسفاره البعيدة يركب الراحل البعير. ويركب البغلة في الحرب دليلا على الثبات. ويركب الخيل ويعدها ليوم الفزع واجابة الصارخ. اذا هو كما قال المصنف بحسب اختلاف في الاحوال هذا مثال لفعل دنيوي هو ركوب الدواء وقس على ذلك سائر افعاله في اللباس والطعام والشراب الدخول والخروج وسائر افعاله عليه الصلاة والسلام وكذلك في لباسه وسائر احواله بحسب اعتبار مصالحه ومصالح امته وكذلك يفعل الفعل من امور الدنيا مساعدة لامته وسياسة وكراهية لخلافها. وان كان قد يرى غيره خيرا منه كما يترك الفعل ابدا وقد يرى فعله خيرا منه. وقد يفعل هذا في الامور الدينية مما له الخيارات في احد وجهيه كخروجه من المدينة لاحد وكان مذهبه التحصن بها يفعل الفعل صلى الله عليه وسلم من اموره الدنيا مساعدة لامته وسياسة وكراهية لخلافها. وان كان قد يرى غيره خيرا منه وسيأتيك بالامثلة. يعني ربما يبدو له صلى الله عليه وسلم الخير في امر ما فيتركه الى غير مراعاة للمصلحة لامته. وما يعود عليها بالنفع في العاجل والاجل. ويتنازل عن بعض في مراعاة لمصالح اعظم. فقد كان بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. لا يقول ويفعل ويتصرف ويذهب ويأتي يبحث عن بحفظ نفسه لكنه مبلغ رسالة ربه ينظر في مصالح امته عليه الصلاة والسلام. قال كما يترك الفعل ابدا وقد يرى فعله خيرا منه. يترك الفعل مع علمه ان فعله خير من تركه. قال ويفعل هذا في الامور الدينية مما له الخيار في احد وجهيه وضرب مثالا فقال كخروجه من المدينة لاحد وكان مذهبه التحصن فيها. وكلكم على شأن غزوة احد وما كان فيها من بلوغ الخبر الى المدينة كما يروي جابر رضي الله عنه في قصة غزوة احد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه رأيت في المنام كأني في درع حصينا. والحديث له روايات عدة اخرجها وفي المسند والنسائي وفي السنن الكبرى والامام احمد وغيرهم واخرجه البخاري معلقا رحم الله الجميع. قال رأيت كان في درع حصينة ورأيت بقرا تنحر فاولت ان الدرع الحصينة المدينة. وان البقر ارن والله خير. قال لاصحابه لو انا اقمنا بالمدينة فان دخلوا علينا فيها قاتلناهم والله يا رسول الله ما دخل علينا فيها في الجاهلية فكيف يدخل علينا فيها في الاسلام؟ فقال شأنكم اذا فلبس لئامته فقالت الانصار رددنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه فجاءوا. فقالوا يا نبي الله شأنك اذا فاقم قال انه ليس لنبي اذا لبس ان يضعها حتى يقاتل والحديث له الفاظ متقاربة وهي من مرويات السيرة الشهيرة في قصة غزوة احد. اذا قال رأيت في المنام رؤيا كأني في درع حصينة يعني البس درعا قوية قال ورأيت بقرا تنحر. يعني مذبوحا. ثم قال هو قال لاصحابه فاولت يعني فسرت هذه الرؤيا ان الدرع هي المدينة. وان البقرة نفر وفي بعض الالفاظ بقر. يعني ذبح ان اطرادا من الناس يقتلون في حرب وفي نسخة قال تأولت البقرة التي رأيت بقرا يكون فينا والبقر هو شق البطن ثم قال عليه الصلاة والسلام لاصحابه يعرض الامر يستشيرهم قال والله خير. يعني والله وحكمه خير لنا. كانت هذه الرؤيا خير من الله لتحذيرهم. ولهذا قال لهم عقبها فان شئتم اقمنا بالمدينة لما بلغه ان قريشا قد سارعت في المسير وخرجت بجيش يريد المدينة. فاستشارهم بالخروج فيها للقتال او البقاء في المدينة وكان رأيه هو عليه الصلاة والسلام ان يبقى في المدينة. وان يقاتلوا فيها جيش مكة من على افواه السكك ومن فوق اسطح المنازل ليكون ذلك ادعى العدد قليل لا يقارن بقريش القادمة بثلاثة الاف مقاتل. فاراد ان يكون هذا عونا لهم على مزيد من التمكن والثبات في مقابلة جيش يبلغ ثلاثة اضعاف المسلمين في المدينة. ومن جهة اخرى فان تفرق الجيش اذا دخل المدينة يمشي في ازقتها وسككها اسهل في مقابلته ومقاتلته. فعرظ عليهم صلى الله عليه وسلم هذا الرأي لكنه امتثل امر الله عز وجل وشاورهم في الامر. فكان رأي عامة شباب الصحابة رضي الله عنهم والذين لم يشهدوا بدرا منهم خاصة الخروج للقتال. رغبة في الشجاعة واثبات البسالة وتعويضا عما فاتهم من ميدان وما بدري. فلما استشار فاذا رأيهم اكثر. وانهم يرغبون في الخروج لملاقاتهم وجها لوجه في ميدان فسيح فتظرب الاعناق ويثبت القتال فداء لدين الله عز وجل. فلما رأى رأي الاغلب كذلك نزل عند رأيهم فهذا مثال. ترك ما ترك ترك وهو يعلم انه خير، بل امامه رؤيا. رؤيا الانبياء وحي وقد كان بوسعه يقول لهم لا خيار صدر القرار. ويأمرهم وسيستجيبون والله. ولا يخرج احد منهم عن طوع امره. ولو قال افعلوا لفعلوا لكنه تشريع للامة الى يوم القيامة. ان كان هذا النبي المؤيد بالوحي صلى الله عليه وسلم يأمره الله بمشورة اصحابه. فكيف بمن بعده فكيف بالبشر بعده الذين يجتهدون بارائهم ولا غنى لهم عن مشورة ذوي العقل والحكمة والرأي والحصافة عليهم رؤياه صلى الله عليه وسلم فقال ان شئتم اقمنا بالمدينة لحمايتها ممن يدخل والتحصن في الطرقات وفي البيوت لكنهم قالوا يعني الانصار والله يا رسول الله ما دخلت علينا في الجاهلية. قالوا نحن قبل الاسلام ما تجرأ جيش ان يدخل المدينة. ما دخلوها في او ما دخلت في الجاهلية افتدخل علينا الجيوش في الاسلام؟ يعني لن نبقى في المدينة بل سنخرج للدفاع من خارجها. قال فشأنكم اذا وهذا موضع الشاهد فلبس لئمته عدت الحرب من السلاح والدرع ثم تشاور الصحابة لما دخل عليه الصلاة والسلام قالوا كأنا اكرهنا رسول الله على امر لا يريده. وهذا من غاية ادبهم رضي الله عنهم. مع انه استشار وعرض الامر عليهم مشورة لكن من بالغ ادبهم ومن رهيف حسهم رضي الله عنهم شعروا بانهم ما كان ينبغي لهم ان يفرضوا ولو بالمشورة امرا يجعله صلى الله عليه وسلم يترك رأيه الى رأيهم. فجاءوا يعتذرون فقالوا ما صنعنا؟ رجعوا الى انفسهم وندموا فقالوا رددنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه. والحق انهم ما ردوا رأيه او رأيا مقابل رأي فجاءوا فقالوا شأنك يا رسول الله يعني افعل ما شئت ونحن تبع لك نفعل مثل فعلك. فقال الان يعني ليس الان ان نرجع عن عزمنا بعد ما كان. وعلل فقال لا ينبغي او ليس لنبي اذا لبس لحمته ان يضعها حتى قاتل او حتى يقضي الله بينه وبين عدوه. فلبس العدة وحسم الامر وهذا درس اخر في القيادة وهو عدم تردد الرأي اليوم رأي وبعد نصف ساعة رأي اخر والقيادة تبتغي الحزم والحسم والرأي الذي ينفذ بعد الا يقبل التراجع والتردد والا كان ضعفا في الرأي وقيادة الامر. فاخذ بمشورتهم وتنازل عن رأيه عليه الصلاة والسلام واثبت للامة درسا بل دروسا عظيمة عدة. هذا مثال كيف كان يفعل عليه الصلاة والسلام يترك الفعل ويرى غيره خيرا منه او يرى فعله خيرا منه كل ذلك كما قال المصنف مساعدة لامته وسياسة وكراهية لخلافها. فصلى الله عليه واله وسلم وتركع وتركه قتل المنافقين وهو على يقين من امرهم موالفة لغيرهم. ورعاية للمؤمنين من قرابتهم كراهة لان يقول الناس ان محمدا يقتل اصحابه كما جاء في الحديث. كما جاء في الحديث الذي اخرجه الشيخان وغيرهما من اصحاب السنن لما غضب الصحابة رضي الله عنهم من مواقف عبدالله بن ابي بن سلول الكثيرة في الاذى والاغراض والاساءة بالنبي عليه الصلاة والسلام وباصحابه. تكرر منه كثيرا عمر رضي الله عنه ذات يوم فجاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله مرني فلاضرب عنق هذا المنافق لانه تجاوز الحد وشهد القرآن بمواقف وقع فيها الخبيث حكى القرآن وفيها كفر اصحابها ضاعت فعلهم وبشاعة صنيعهم. عبدالله بن ابي هو الذي تراجع بثلث الجيش يوم احد. قبل الوصول الى الميدان في احد عبدالله بن ابي هو الذي بث ما بث يوم الخندق والصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في حفر الخندق في وبرد شديد وجوع وخوف. ومع ذلك يبث ما حكى القرآن واذ قال الطائفة منهم طائفة منهم. يا اهل يثرب لا مقابلكم فارجعوا. يعني عند الخندق لما عسكر وفي الحرب فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي. يقولون ان بيوتنا عورة وما هي ان يريدون الا فرارا. الى اخر ما جاء في الايات. ينزل النبي عليه الصلاة والسلام فيضرب في الخندق بفأسه لما اعترظتهم كتية صخرة عظيمة فتبرق ثلاث مرات. فيبشر اصحابه في ذلك الموقف العظيم والكرب والشدة. يبشرهم بنصر الاسلام وفتوح المشرق والمغرب والشام واليمن. وان تفتح لهم الدنيا وتأتي الكنوز ويدخل الناس في الاسلام. تثبيتا لقلوبهم في تلك المواقف تبشيرا لهم وحثا لهم على مزيد من الجهد والثبات في تلك المواقف الصعبة. فيهزأ المنافقون. هذا محمد يعدكم بفتح اليمن والشام وكسرى واحدكم ما يستطيع يمشي يذهب لقضاء حاجته من الخوف والرعب. وهكذا ظلوا في غزوة بني المصطلق في غزوة تبوك وغيرها كثير هم الذين قالوا لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل يقصدون انفسهم بالاعز وخسروا واذوا رسول الله عليه الصلاة والسلام في عرض زوجه عائشة رضي الله عنها في بني المصطلق او في المريسيع فقالوا تلك المقولة الاثمة الفاجرة فاشاعوا الفاحشة. والله عز وجل يقول والذي تولى كبره من له عذاب عظيم. مواقف عدة حتى جاءت غزوة تبوك. واذا بهم تكرر المواقف المخزية ذاتها هم الذين يقولون ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اجبن عند اللقاء. فينزل قول الله تعالى قل ابالله واياته رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. هذه المواقف المتكررة كانت حملا للصحابة رضي الله عنهم على رغبة التخلص. الان لا يشك عاقل ان قتل هذا الخبيث وهو رأس الافعى بالمدينة مطلب الحكم الشرعي السليم تماما. وانه تخلص من شر ودرء للمجتمع من سمومه ونفثاته وبثه للفرقة والوهن والضعف وكثير من الاذى والخزي الذي يفعله بالمسلمين بالمدينة. لا يشك احد في ان قتل له مصلحة وان التخلص منه مطلب ودرء لفساد عريض عن الامة الاسلامية في مجتمع المدينة انذاك. لكن النبي عليه الصلاة توصله بما قتله ولا اذن بقتله. ولما استأذنه بعض الصحابة في قتله رفض. وعلل فقال يا عمر لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل راعى امرا في المآل المتوقع. في البعيد لا يحدث هذا. ماذا لو قتله؟ سينتشر الخبر خارج المدينة باي صيغة بان رجلا من اصحابه ممن امن به اخطأ عنده خطأ فلم يغفره له وقطع رأسه لن يخرج الخبر الى القرى والبادية والقبائل المجاورة حول المدينة بلائحة تفصيلية فيها سوءات عبد الله ابن ابي وسقطات وفجراته وغدراته. لن يخرج بيان واحصاء بالمواقف فعل وفعل وفعل وفعل. سيخرج الخبر في جملة واحدة ان محمد يقتل اصحابه. وتالله ما هذا بمطلب وعندئذ تنازل النبي عليه الصلاة والسلام عن قتله وراعى مصلحة اعظم هو الحفاظ على سمعة الاسلام وعدم التشويه والاساءة اعلاميا وان يساء الى الاسلام وينسب اليه الزور والبهتان فتنازل عن ذلك. وترك الامر. قال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه. واحتمل الاذى عليه الصلاة سلام. وراعى كل ذلك وعامل اهل النفاق بمبدأ الشريعة وهو الحكم بالظاهر. ما الظاهر؟ انهم وراءنا يصلون في معنا في الصلاة وانهم اذا خرجنا لجهاد خرجوا ولو باذى وتثبيط وخزي لكنهم يظهرون ذلك. وامرهم في السرائر الى الله اما كان يعلم سرائرهم بالوحي عليه الصلاة والسلام؟ الجواب بلى. ولكنه لو عاملهم بمقتضى الوحي الذي اطلعه على غيب صدورهم لكان هذا اغلاقا للباب في من يلي امر الامة من بعده عليه الصلاة والسلام لانه لا يأتيهم الوحي. فشرع للامة نظاما منهجا تسير عليه الامة بالعمل بالظاهر لانهم لم يطلعوا على الغيب ولا يعلمون السرائر. فاوكل سرائرهم الى الله ونجح صلى الله عليه وسلم في تحجيم اثر المنافق عبدالله ابن ابي وحزبه وصحبه فتساقطت الاقنعة وموقفا بعد موقف يظهر نفاقهم وخبثهم فانفض الناس من حوله شيئا فشيئا. واذا به عليه الصلاة والسلام استطاع حماية المسلمين في من شره وكشف قناعه واذاه والحفاظ عليه محجما داخل المجتمع المسلم بالمدينة لكنه لم منه قول او فعل صلى الله عليه وسلم تجاه هذا المنافق. بل كلكم يعلم انه لما حانت وفاته وجاء ابنه الصالح المؤمن عبد الله ابن عبد الله ابن ابي ابن سلول وقد كان شابا مؤمنا حسن الايمان رضي الله عنه ويعلم فجور ابيه وكفره ونفاقه. لكنه لا يقوى على شيء. فلما حانت وفاة ابيه جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام يلتمس موقفا يرضيه في ابيه. فقال يا رسول الله مات ابي وطلب بردة النبي عليه الصلاة والسلام يكفن اباه فيها فاعطاه عليه الصلاة والسلام ما اعطاه قناعة بموقف ابيه الكافر لكنه تطييب لخاطر قلب ابنه المؤمن هذا عبد الله ما ذنبه؟ هذا ابوه ستأخذه الشفقة عليه فلما جهزه وكفنه اذنه بالصلاة عليه. فخرج عليه الصلاة والسلام يريد الصلاة عليه. وعمر رضي الله عنه في ذلك الموقف اخذته العزة بالاسلام والايمان والعمل الصالح. فجعل يقول لرسول الله عليه الصلاة والسلام يا رسول الله تصلي عليه وقد فعل وفعل يكرر ويذكر له مواقفه السابقة يا رسول الله فيقول اخر عني يا عمر فان الله قد قال لي استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله له. والله لو علمت اني لو زدت على السبعين مرة فغفر الله لهم لاستغفرت لهم واصر عليه الصلاة والسلام وعمر يقول والله ما تصلي عليه يا رسول الله. ويقول اخر عني يا عمر وقام وصلى عليه الله عليه وسلم وبعدها نزل قوله تعالى ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره. ارأيت كيف يفعل عليه الصلاة والسلام؟ ترك لهم وهو على يقين من امرهم فلما؟ قال مآلفة لغيرهم ورعاية للمؤمنين من قرابتهم كابنه الصالح المؤمن عبده الله وكراهة لان يقول الناس ان محمدا يقتل اصحابه كما جاء في الحديث صلى الله عليه واله وسلم وتركه بناء الكعبة على قواعد ابراهيم عليه السلام مراعاة لقلوب قريش وتعظيمهم لتغييرها وحذرا من نفار قلوبهم لذلك وتحريك متقدم عداوتهم للدين واهله. فقال لعائشة في الحديث الصحيح لولا حتان قومك بالكفر لاتممت البيت على قواعد ابراهيم. لما بنى الخليل ابراهيم عليه السلام الكعبة على القواعد كما قال الله واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم بني البيت ثم اعتراه كثير من عوامل الهدم كالسيول والامطار. وفي زمن قريش هدم الكعبة عظيم فتهدمت بعض جدرانها وسقطت حجارتها فاجتمعت قريش لاعادة البناء وتعاهدت الا تضع في بناء البيت الحرام الا درهما من حلال. فابعد الاموال الحرام. الربا والفجور والدعارة وكل شيء من المحرم في اخرجوه عن بناء الكعبة تعظيما للبيت. وهذا من عظيم تدبير الله جل جلاله لهذه البقعة المباركة. فعصم الله عز وجل هذه الحرمة حرمة الكعبة ان تدنس لا في جاهلية ولا في اسلام. فما بنيت الا بالحلال. فلما جمعوا المال الحلال بهم النفقة عن اتمام بنيان الكعبة على قواعد ابراهيم عليه السلام. فماذا صنعت قريش؟ بنت الكعبة على القدر الذي كفته النفقة الحلال ثم احاطوا الجزء المتبقي من الكعبة من القواعد بجدار قصير للدلالة على موضع بناء البيت بتمامه وهو الوظع الذي نراه اليوم في الكعبة فان الكعبة اليوم بناء مربع ويأتيك من الزاوية الاخرى من الجهة الغربية ذلك الجدار القصير الذي يسمى بالحطيم او بحجر اسماعيل عليه السلام هذا الجدار القصير هو تتمة للكعبة. ولذلك فمن دخل داخله وصلى فقد صلى داخل الكعبة. فلما صنعت قريش ذلك كان لاجل قصور النفقة الحلال كما تقدم. وبقي الامر كذلك. فلما فتحت مكة وجاء النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام وحج ايضا حجة الوداع عرضت امنا عائشة رضي الله عنها رأيا على النبي صلى الله عليه وسلم ان عيد بناء الكعبة على قواعد ابراهيم عليه السلام. لان مكة اصبحت مسلمة واهلها مسلمون. فلا حرج لا اشكال فقد دخلت مكة في الاسلام. وارادت ان يعود بناء الكعبة على ما كان عليه في في بناء ابراهيم عليه السلام فقالت يا رسول الله هلا هدمت الكعبة وجعلتها على قواعد ابراهيم؟ فابى عليه الصلاة والسلام هذا الرأي وعلل فقال يا عائشة لولا ان قومك حديث عهد بكفر او حديث عهدهم بكفر وفي بعض الالفاظ لولا حثان قومك بالكفر يعني لولا ان قريشا حديثة عهد بالكفر يعني هي للتو اسلمت قريش. قال لولا ذلك لهدمت الكعبة واعدت بناءها على قواعد ابراهيم ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه قال لاتممت البيت على قواعد ابراهيم عليه السلام. فما الذي منعه؟ منعه ان قريشا التي حاربت وصدت وامتنعت قرابة سنة عن الاسلام وهي للتو اسلمت يخشى انه يبقى فيها شيء من لوثات الشيطان وشطحاته فاذا هدم الكعبة قالوا ها الان جاء يغير هو من قبل كان يجادلنا في الاوثان. اليوم حتى الكعبة ما تركها على حالها. فيأتيهم الشيطان فيقول هو يريد تغيير الدين فلما استجبنا لترك الاصنام والاوثان التي كانت حول الكعبة وتخلص منها الان جاء الى الكعبة نفسها. وما لم يثبت قلبه على الايمان ويترسخ فيه جذور العقيدة على الوجه الصحيح فانك تخشى من اي فتنة يقذفها الشيطان في قلبه عليه الصلاة والسلام. نحن الان امام امر كان فعله خيرا من تركه. كان فعل بناء الكعبة على قواعد ابراهيم خيرا من تركه لكنه ترك مراعاة لمصلحة الامة وتأليفا لقلوبهم وكراهية لخلافها. وان كان قد يرى غيره خيرا منه كما تقدم هذا مثال ايضا ثالث اذا غزوة احد موقف وترك قتل المنافقين ثان وعدم اعادة بناء الكعبة على قواعد ابراهيم عليه السلام موقف ثالث كلها شواهد على ماذا؟ على انه صلى الله عليه وسلم في افعاله يتوخى الحكمة ويراعي المصلحة وينظر في اعتبار المآل ويراعي الواقع والمتوقع. وينظر في الاصلح لا الصالح ويدفع الفساد ويدرأ الشر ويراعي تأليف القلوب وتثبيتها على الدين. لقد كان نبيا عظيما بابي هو عليه الصلاة والسلام. والله لا يقاس في مواقف السيرة الرأي النبوي باراء القادة ولا الحكماء ولا العظماء لانه موقف وحي وتصرفات نبي مؤيد من فوق سبع سماوات من مواقف السيرة هذه تستلهم وتتعلم العبر من مواقف السيرة هذه يتعلم الناس الحكمة وبعد النظر وسداد الرأي من تلك المواقف في السيرة يتربى اهل الاسلام على ان يكونوا اعمق نظرا واقدر سياسة واكثر رعاية للمصلحة لان دين الله عز وجل اراده الله ان يكون مهيمنا. على الاديان وخاتمة للشرائع وان يكون صالحا لكل زمان ومكان احسن الله اليكم ويفعل الفعل ثم يتركه لكون غيره خيرا منه كانتقاله من ادنى مياه بدر الى اقربها للعدو من قريش وقوله لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي ويبسط وجهه للعدو الكافر رجاء استئلافه. هذه نماذج واخرى من افعاله عليه الصلاة والسلام التي ربما شرع فيها في الفعل ثم يتركه. يفعل الفعل ثم يتركه لكون غيره خيرا منه. ظرب مثالا فقال كانت من ادنى مياه بدر الى اقربها للعدو من قريش. وقد تقدم ليلة الجمعة الماضية او التي قبلها انه استشار او عرض عليه الحباب بن المنذر رضي الله عنه رأيا يوم بدر قال يا رسول الله ارأيت هذا المنزل منزل انزلكه الله اياه فلا اختيار ام هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال اهذا ليس بمنزل؟ واشار على النبي عليه الصلاة والسلام بالتقدم في المكان الذي عسكر فيه ليحوز الماء دون قريش ثم يحوز البئر ويقلب القلوب ويدفنها حتى لا تظفر قريش بماء ولا تتقوى على قتال الاسلام والمسلمين بالمدينة. فكان هذا موقفا حكيما فنزل اولا ثم ترك موقفه لما رأى غيره خيرا منه. وهو القائل عليه الصلاة والسلام اني ان شاء الله لا احلف على يمين فارى غيرها خيرا منها الا كفرت عن يميني واتيت الذي هو خير حتى لو اقسم بالله ان بدا له في امر اخر خير من الذي عزم عليه واقسم عليه تنازل. وكفر عن يمينه. يا اخوة الاعتداد رأي شيء والاصرار على الخطأ شيء اخر. الاعتداد بالرأي ولو كان صاحبه معدودا في انبل الحكماء الناس عقلا ورأيا لك ان تعتد برأيك اذا رزقت التوفيق والسداد والحكمة وبعد النظر. لكن هذا لا يعني هذه صلارة على ان بدا والتراجع عنه ان عرفه صاحبه وهكذا كان عليه الصلاة والسلام على الانموذج الاعلى في ذلك كله المثال الثاني قال قوله لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت لهديا. يقصد احرامه بالنسك عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع. فانه لما طاف وسعى بين الصفا والمروة امر اصحابه ممن لم يسق الهدي معه من المدينة تبي التحلل وتقدم ذكر هذا ايضا سابقا. وامرهم ان يجعلوها عمرة وهم لم يحرموا من ذي الحليفة الا بالحج. وشأن من حرم بالحج ان يبقى على احرامه حتى يتحلل من اخر اعمال الحج برمي الجمرات والمبيت بمنى الايام تشرق او بربي الجمرة يوم العقبة بعد الانتهاء من عرفة ومزدلفة. فلما امرهم بالتحلل نظروا الى موقفه هو عليه الصلاة والسلام فانه لا يزال محرما. ثم علل مصرحا لهم فقال لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي يعني ولا احللت مثلكم فعلل بانه يفعل الفعل ويشير على اصحابه بان غير الذي فعله هو خير ولولا المانع من سوق الهدي فانه يمنعه من التحلل فدل على انه ربما ترك الفعل وفعل المرجوح او الاقل رتبة لمصلحة وحكمة يريدها صلى الله عليه وسلم. قال ويبسط وجهه للعدو الكافر رجاء استئلافه يعني طمعا في الفته وحذرا من نفرته وطمعا في اقباله على الاسلام وقبوله للهداية من عظيم ما اثنى الله تعالى عليه به في القرآن الكريم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فيبسط وجهه للعدو الكافر ويرين له القول يتألفه على الاسلام. فان قبل الحمد لله والا لا يجد اساءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا اقبل العدو بشره وحربه واعلن العداوة قاومه عليه الصلاة والسلام بما يليق بمثله. واعد للعدة عتادها. وقابل القتال بقتال والجهاد بجهاد ورفع السيف صدا لهذا العدوان وايقافا لهذا الاعتداء ورعاية لحرمة الدين وابقاء لراية اسلامي مرفوعة فيبسط وجهه للكافر مع انه شرع انما يستحق ان يكون الموقف الحازم لكن التألف ورعاية المصلحة في اقباله على الاسلام كان المأمول عنده عليه الصلاة والسلام ويصبر للجاهل ويقول ان من شرار الناس من اتقاه الناس لشره. ويبذل له الرغائب ليحبب اليه شريعته ودين ربه. وهذا في اكثر من موقف يصبر للجاهل. فاذا جاء الجاهل بخطئه يصبر عليه. هذا اعرابي جاء فيبول في طائفة المسجد في ناحية منه فيصبر عليه. ويأمر اصحابه الا يزعجوه حتى لا ينتثر البول في المسجد. ويأمر بذنوب من ماء فيريقه عليه ويكتفي ويقول له معلما ان هذه المساجد انما بنيت لذكر الله وطاعته لا يصلح فيها شيء من قدر الناس علمه واكتفى وجاهل اخر يأتي غليظ الطباع سيء الاخلاق فيقع في خطأ وسوء ادب معه عليه الصلاة والسلام يطلب صدقة فيغلظ في العبارة ويجذب النبي عليه الصلاة والسلام من بردته حتى يؤثر الحاشية في عنقه عليه الصلاة والسلام. فيتلطف معه في المقالة ويأمر له بعطاء. ويأتيه مسلمة الفتح يوم مكة وتأتيه غنائم ثقيف وحنين فيوزع عليه الصلاة والسلام الابل بالمئات. اعطى صفوان وعكرمة وبعض مسلمة الفتح من مئة مئة من الابل. وهم للتو مسلمون منذ ليال وايام معدودة. وترك الانصار الذين ضحوا وصابروا وصبروا وبذلوا معه طيلة تلك السنين لكنه يقول اوجدت في قلوبكم على شيء من لعاعة الدنيا اعطي بها اناسا اتألف بها قلوبهم على الاسلام فابان عليه الصلاة والسلام انه كان يعطي ذلك العطاء تأليفا لقلوب ما تمكن الايمان فيها. فلعل ذلك المال والعطاء يزيد من ترغيب في الاسلام ويثبت قلوبهم على الحق كل تلك المواقف كما ترى ما كانت تصرفات عشوائية ولا قرارات ارتجالية لها حكم من ورائها ويبحث صلى الله عليه وسلم عن مقاصد من تلك الافعال. ولو تأملت لوجدت في تلك المواقف غزوة احد وترك قتال المنافقين وترك بناء الكعبة على قواعد ابراهيم وسوق الهدي وغزوة بدر وهذا الذي اعطاه من المال وتلطفه مع الاخر القاسم المشترك بين كل تلك المواقف في حكمها ومقاصدها هو مراعاة خدمة الدين وبث به ونشره وتثبيته في قلوب الناس. هذه رسالته التي بعث بها صلى الله عليه واله وسلم. وذكر حديث صحيحين قوله لعائشة ان من شرار الناس من اتقاه الناس لشره. يعني ربما اغلظ او كان يتقي شر بعظ الناس اذا فاقبل عليه فيتلطف ويرين له في القول سيأتي الحديث بعد قليل لما قال له بئس اخو العشيرة فلما دخل عليه تلطف والان له القول فسألته عائشة متعجبة رضي الله عنها فقال يا عائشة ان من شرار الناس من اتقاه الناس لشره او اتقاه شره يعني انما يفعل ذلك ليس اكراما لما يستحقه ذلك الرجل من كرامة لكنه دفعا لشره واذاه. ثم قال ويبذل له الرغائب يعني الاموال المرغوبة والعطايا الكثيرة من اجل تحبيب الشريعة والدين اليه لتثبت قلب قدمه على الطاعة وذاك الاعرابي الذي وجد المال الوفير عاد الى قومه فقال يا قوم اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر تحقق الهدف وكان ذلك العطاء من الدنيا مدخلا لاسلام قبيلة يرجع اليها الرجل ويقول ثبت عندي ان هذا الدين حق فاقبلوا عليه الاسلام وهذا يبذل له كل شيء لاجل تحقيق رسالة الله في دخول الناس في دينه والاستجابة لشريعته عز وجل ويتولى في منزله ما يتولى الخادم من مهنته. ويتشمت في ملأه حتى لا يبدو منه شيء من اطرافه. يتسمى في ملأه يعني اذا كان امام الناس اتخذ هيئة حسنة في لباسه في مظهره عليه الصلاة والسلام. ما حكى احد من اصحابه انه رآه يوما رث الهيئة او سيء المنظر حاشاه عليه الصلاة والسلام. بالرغم من الفقر والزهد الذي كان يعيش فيه. يبيت على قصير ويبيت طاويا من الجوع هو واهل بيته ليالي متتابعة. لكنه مع ذلك كان عليه الصلاة والسلام يتسمت في ملأه يعني يتخذ هيئة حسنة في مجامع الناس اذا جلس اليهم اذا خرج واذا اجتمع بهم حتى لا يبدو منه شيء من اطرافه. نعم وحتى كأن على رؤوس جلسائه الطير ويتحدث مع جلسائه بحديث اولهم ويتعجب مما يتعجبون منه ويضحك مما يضحكون منه قد وسع الناس بشره وعدله. لا يستفزه الغضب ولا يقصر عن الحق ولا يبطن على جلسائه. اللهم صلي وسلم وبارك عليه. هذه جمل هي مأخوذة من وصف هند بن ابي هالة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور الذي ابتدأه بقوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما ابلغ وجهه تلألؤ البدر بل تلألؤ القمر ليلة البدر. الى اخر الاوصاف وذكر فيها بعض هذه الجمل كأن على رؤوس جلساء الطير. هذا مثل تضربه العرب لشدة السكون وعدم الحركة. يقال فلان كأن على رأسه الطير من استكانته وصمته وعدم حركته. لان الطير تقف على جذع شجرة او على حائط او على رأس بناء بانه ثابت وادنى حركة يطير منها الطير. فيضرب المثل يقال فلان كأن على رأسه طيب يعني صامت وهادئ ما يتحرك من شدة السكون. اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في مجلسه اذا كانوا جلساءه وصفهم هند فقال كأن على رؤوس جلسائه الطير يعني هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يتحدث مع جلسائه بحديث اولهم يتعجب مما يتعجبون منه ويضحك ما يضحكون منه يشاركهم في مجلسه عليه الصلاة والسلام حديثهم اذا تحدثوا ضحكهم اذا ضحكوا كلامهم اذا تكلموا هم هم الذي يشغل بالهم يشاركهم فيه صلى الله عليه واله وسلم. طالما كان ذلك في حدود طاعة الله. ولم يقع منهم تقصير او خطأ والا وجدت نصحه وارشاده صلى الله عليه واله وسلم. قد وسع الناس بشره البشر السرور والانبساط. والاريحية في التعامل. وسع الجميع به القريب والبعيد. ومن يعرف من زمن ومن عرفه ومن قريب. قال وعدله كذلك كان يستوي فيه الكل لا يستفزه الغضب ولا يقصر عن الحق. ولا يبطن على جلسائه يعني لم يكن يصدر منه عليه الصلاة والسلام شيء يسوءهم في ظاهر او باطن. وكان في كل احواله معهم على احوج ما تحمله عليه نفوسهم وتراه اعينهم. ولذلك لا تعجبوا فقد اسر قلوبهم حبا له عليه الصلاة والسلام وكانوا يجدون في مجلسه اذا جلسوا الانس بل يجدون الشوق اذا تأخروا عليه في قدوم المجلس. ويقول احدهم يا رسول الله اني لست اتفكر البارحة فانا اذا اشتقنا اليك اتينا اليك والى مجلسك فنظرنا اليك وانسنا فتفكر في الجنة كيف اذا دخل النبي عليه الصلاة والسلام منزلته وارتقى مع النبيين لن يبلغ احد من الصحابة منزلته فانظر كيف قادهم الحب والشوق والحنين الى ان يفكر في الاخرة كيف يمكن ان يغيب عنهم مرأى رسول الله عليه الصلاة والسلام. فنزل قول الله سبحانه وتعالى من يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا جعلنا الله واياكم جميعا منهم. ولا يبطن على جلسائه يقول ما كان لنبي ان تكون له قائمة الاعين وقد تقدمت هذه العبارة في مجلس سابق ما كان لنبي ان تكون له خائنة الاعين لما حكى بعض الصحابة رضي الله عنهم يوم الفتح ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قدم عليه بعضهم باحد من آآ السابقين في الجاهلية اليه صلى الله عليه وسلم يريد مبايعته وحقن دمه من الهدر فلم يجبه صلى الله عليه وسلم مرة ومرتين وثلاثا ثم بايعه واسلم على يديه ثم عاتب اصحابه كيف لم يبادروا اليه لقتله وقد اعلن هدر دمه فقالوا ما فطنا الى مرادك او نحو هذا فلو اشرت الينا بعينك يا رسول الله لو اومأت الينا لو غمزت اشرت اشارة فارفض عليه الصلاة والسلام وقال العبارة ما كان لنبي ان تكون له خائنة الاعين. يعني ان يظهر شيئا ثم يضمر سوءا او شرا وقد امن صاحبه في الظاهر فهذا الذي امتنع منه عليه الصلاة والسلام. هذا تقرير اجمالي وسمعت الامثلة ورأيت مواقف سيسوق المصنف الان ها هنا حديثا او رواية في ظاهرها اشكال. وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام ربما كان على غير ذلك فربما كانت بعض اقواله او افعاله خلافا لما يقرره من رأي في تلك المواقف. نعم. فان قلت ما معنى قوله لعائشة رضي الله عنها في الداخل عليه بئس ابن العشيرة. فلما دخل عليه الان له القول وضحك معه فلما سألته عن ذلك قال ان من شرار الناس من اتقاه الناس لشره. وكيف جاز ان يظهر له خلاف ما يبطل ويقول في ظهره ما قال فالجواب عن ذلك ان فعله عليه السلام كان استئلافا لمثله وتطييبا لنفسه ليتمكن ايمانه ويدخل في به اتباعه ويراه مثله فينجذب بذلك الى الاسلام. ومثل ومثل هذا على هذا الوجه قد خرج من ادي مداراة الدنيا الى السياسة الدينية. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستأنفهم باموال الله العريضة فكيف بالكلمة اللينة وعن صفوان لقد اعطاني وهو ابغض الناس الي فما زال يعطيني حتى صار احبني الخلق اليه. عليه الصلاة والسلام. وقوله فيه بئس ابن العشيرة هو غير غيبة بل هو تعريف بل هو تعريف ما علمه. ما علمه منه لمن لم يعلم ليحذر ليحذر حاله ويحترز من ليحذر حاله ويحترز منه لا يوثق بجانبه كل الثقة ولا سيما وكان مطاعا متبوعا في قومه. ومثل هذا اذا كان لضرورة ودفع مضرة لم يكن بغيبة بل كان جائزا بل واجبا في بعض الاحيان كعادة المحدثين في تجريح الرواة والمزكين في هذا هو الاشكال وجوابه. يقبل الرجل وعائشة رضي الله عنها عنده. فيقول بئس ابن العشيرة او بئس اخو العشيرة ذما لهذا الرجل المقبل. فلما دخل الان له القوم وضحك معه وتبسط. استغربت عائشة لما انصرف قالت يا رسول الله هذا لما اقبل ذممته. فلما دخل وجلس احسنت له المعاملة والمت له القول. الاشكال هنا في جهتين. الجهة الاولى انه خالف قوله فعله والثاني انه قال بظهره قبل ان يقبل بئسا فكيف يتكلم في ظهر انسان بذم وسوء وهذا غيبة؟ فاجاب المصنف عن الاشكالين كليهما قال لما سألته فقال ان ان شرار الناس من اتقاه الناس لشره كان استئنافا لمثله لما تطيب له بالكلام. يعني هو علم علم انه صاحب سوء وانه من شرار الخلق. ولذلك قال بئس ابن العشيرة. يعني هو مذموم لكن هذا سيء الخلق والعشرة؟ كيف ستعامله؟ ان اردت اتقاء شره فليس لك الا ان تحسن. فاحسن اليه لنفسه وشرحا لصدره ليقبل الاسلام وربما رآه مثله من اصحاب الخلق السيء فيستجيبون للاسلام مثله فاذا حتى هذا الموقف لم يعد من مداراة الدنيا بل دخل في السياسة الدينية لتأليف الناس على الاسلام وتحبيب هذا الدين الى قلوبهم فيجدون من طيب معاملته وحسن استقباله عليه الصلاة والسلام ما يحبب الاسلام الى قلوبهم فيسلمون. يقول بل كان النبي عليه الصلاة والسلام يتألف قلوبهم باموال الدنيا العريظة. يعطي هذا مئة من الابل ويعطي هذا غنما بين جبلين ثمنا لماذا؟ لتأليف قلوبهم على الاسلام. افلا تكون الكلمة الطيبة وهي اقل تكلفة اولى بان تبذل لاقبالهم على الاسلام وتأليف ارواحهم على الدين. قال اذا كان يستأنفهم باموال الله العريظة فكيف بالكلمة الطيبة اللينة؟ يقول صفوان لقد اعطاني وهو ابغض الناس الي فما زال يعطيني حتى صار احب الخلق الي صلى الله عليه وسلم. والحديث عند مسلم كيف صار احب الناس اليه؟ بالمال. يا اخي بعض الناس لا يشرح الله صدره الا بعطاء الدنيا. الا بالمجاملة والكلمة الطيبة النبي عليه الصلاة والسلام واتباعه في الامة من الدعاة والعلماء وحملة الرسالة هم هكذا ليس لهم غرض الا تبليغ دين الله ايقاظ الناس من الضلالة الى الهداية من الكفر الى الاسلام. من الباطل الى الحق ايا كان الثمن لاجل اقبالهم على دين الله الله اكبر الله اكبر ماشية اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح سبحانه وتعالى الله لا اله الا لا اله الا الله اذا فهذا هو جواب الاشكال الاول وهو الحديث عن سبب امانته القول واحسانه المقابلة صلى الله عليه وسلم للرجل بالرغم من الاخبار عنه بسوء حاله لما قال بئس ابن العشيرة. اما الاشكال الثاني فهو كيف يقول في ظهر به ما قال وربما كان ذلك غيبة قال المصنف رحمه الله هذا القول ليس غيبة. بل هو تعريف ما علمه ومنه لمن لم يعلم ليحذر حاله. ويحترز منه ولا يوثق بجانبه كل الثقة. لا سيما ان كان مطاعا متبوعا في قومه هذا ان كان للضرورة ودفع المظرة فليس بغيبة على ما يقرره العلماء على ان التحذير من ذي الشر خشية اذية الناس بشره ليس غيبة له. بل هو نصح للاخرين لئلا يكون في شره اذى عليهم قال بل ربما بلغ ذلك حد الوجوب كما يفعل اهل العلم من المحدثين في شأن توثيق الرواة او تجريحهم فان ربما ذكروا الراوي بما هو عليه من سوء حال. في حفظه وضبطه او في عدالته ودينه. وفسقه او من اجل الحفاظ على ما يتعلق بحماية السنة والرواية عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم لا يزالوا في الفصل بقية في اشكال اخر في موقف حديث بريرة مع عائشة رضي الله عنهما يأتي عرضه في ليلة الجمعة القادمة ان شاء الله لاتمام تقرير المصنف رحمه الله تعالى الاصلي في ان اقوال نبينا عليه الصلاة والسلام وافعاله لا يخالف بعضها بعضا. ومن وجد اشكالا فله وجه جواب يحتاج الى الوقوف عليه وتعلمه. لتغدو المسألة متقررة علما ومتأكدة يقينا وقناعة راسخة لاجل ان يبقى الاصل على اصله وهو ما حبا الله به المصطفى صلى الله عليه وسلم في اكمل الاحوال واسنى المقامات. ولا يزال ايضا في ليلتنا وجمعتنا غدا متسع بقية باقية من وقت بساعاته ودقائقه. لان يملأها العبد المؤمن ذكرا لربه واقبالا على طاعته. ومن اجل الطاعات المحببة الى ربكم ليلتكم هذه وجمعتكم غدا كثرة صلاتكم وسلامكم على نبيه ومصطفاه. صلى الله عليه وسلم فان الله الله قد احبه وشرع لنا حبه ورفع الله عز وجل قدره وامرنا ان نوقره عليه الصلاة والسلام وان نكثر الصلاة سلام عليه له الاشواق تنسكب انسكابا ويغدو شعرنا شهدا مذابا وتزدحم الحروف له اشتياقا فكم بمديح فاضت عذابا نبي قد اتى برا رؤوفا يخاف على رعيته العذابا الا صلوا من صلى عليه كفاه الله ذو العرش الصعاب. فيا رب صل وسلم وبارك عليه وارزقنا الهي بالصلاة والسلام منازل الابرار ودرجات المقربين الزمنا يا رب سنته واحشرنا تحت رايته واكرمنا يوم القيامة بشفاعته. اللهم احيينا مسلمين وتوفنا مسلمين. والحقنا اللهم بالصالحين. ونسألك يا رب علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعة وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم. الهنا وسيدنا وخالقنا ومولانا. اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهت ضال لنا وتقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم. احفظنا يا رب والمسلمين جميعا بحفظك من شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسول الله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه الماء سهل الله له به طريقا الى الجنة