بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. احمدوا الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ذو الفضل والجلال والاكرام. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانام. اللهم صل وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام فهذا المجلس المبارك المنعقد في رحاب بيت الله الحرام. في هذه الليلة المباركة انما نستزيد به ذكرا لربنا جل جلاله وصلاة وسلاما على نبينا محمد واله وهذا المجلس الذي نتدارس فيه كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ومن المجالس التي يرتجى ان تظللها الملائكة وتغشاها الرحمة وتحفها السكينة في رحاب بيت الله الحرام من مجلسنا هذا اعظم اجرا واكثر من ربنا قربا. وننال منه جل جلاله من الصلوات التي تتنزل منه رحمة بنا اضعاف ما نصلي ونسلم على نبينا صلى الله عليه واله وسلم. يا رب صل على النبي المصطفى ما اهتزت من نفس الصبا يا رب صل على النبي واله ما كوكب في الجو قابل كوكبا صلوا على المختار فهو شفيعكم في يوم يبعث كل طفل اشيبا صلى وسلم ذو الجلال عليه ما ازكاه في الرسل الكرام واطيب وقد وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية عند تمام القسم الثالث من الكتاب. وها نحن الليلة نشرع في القسم وهو اخر اقسام الكتاب نسأل الله التوفيق والسداد. ولربط هذا القسم بالثلاثة الاقسام السابقة فان المصنف رحمه الله قد سمى كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. اراد رحمه الله وخيرا اراد ان يكون للامة مرجع علمي يعرفون فيه حق نبيهم عليهم. وان يكون هذا السفر المبارك فيه من الادلة والنصوص وان يحوي من السلف واهل العلم ما يؤصل لهذا الباب العظيم من الشريعة وهو حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم على امته فلما صنف الكتاب لتعريف الامة بحقوق نبيها عليه الصلاة والسلام جعل كتابه نبيا على اربعة اقسام. القسم الاول ذكر فيه فضل النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته. وهو مدخل مهم عندما تتحدث عن حقوق انسان اعرف قدره اولا من هو. وما مكانته عند ربه فجعل هذا اول اقسام الكتاب قال في تعظيم العلي الاعلى لقدر النبي المصطفى قولا وفعلا صلى الله عليه وسلم وساق في هذا القسم من الابواء وحشد فيه من الادلة والنصوص والروايات كل ما يدل على تعظيم الله قدر رسوله ومصطفاه صلى الله عليه واله وسلم. وهو قسم حافل وكل من اراد ان يعرف مكانة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام في الشريعة وان يبحث عن مجموع تجتمع فيه كل تلك الادلة واقوال السلف تجاهها هذا احد المراجع العظيمة في الباب لما فرغ من هذا المدخل المهم ابتدأ في القسم الثاني من الكتاب وهو الحديث عن حقوق صلى الله عليه وسلم وسماه فيما يجب على الانام من حقوقه عليه الصلاة والسلام. وذكر هناك جملة الحقوق بدءا من الايمان والتصديق والطاعة والاتباع والمحبة والنصرة والتوقير وسائر الحقوق والصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم وهو ايضا قسم حافل هو صلب الكتاب ما الذي يجب في رقبتك عبد الله من الحق على نبيك صلى الله عليه وسلم. والذي اوجب هذا الحق هو رب العزة والجلال. الذي اصطفاه واختاره وارسله لي لك وللامة كلها وهو سبحانه وتعالى الذي اوجب له علينا تلك الحقوق الجليلة. فمعرفة هذه الحقوق هو صلح الايمان ومعقد الشريعة. لاننا نتحدث عن حقوق النبي صلى الله عليه واله وسلم واما القسم الثالث من الكتاب فهو الذي تم معنا ليلة الجمعة الماضية. الحديث عن العصمة. وقرر فيه المصنف رحمه الله وبتفصيل واضح مبين وكلام اهل العلم في هذا الباب ما الذي تقتضيه عصمة الله لرسله وانبيائه عليهم السلام. وجعل هذا في قسمين او في بابين الاول في العصمة من الامور في العصمة في الامور الدينية. الوحي والرسالة وتبليغ الدين والقسم الثاني في في هذا الباب هو الحديث عن العصمة في الامور الدنيوية وقد مضى الحديث عن القسم الثالث باكمله قال فيما يجب له وما يستحيل في حقه او ما يجوز عليه ويمتنع صلى الله عليه واله وسلم. وها نحن في خاتمة الكتاب في القسم الرابع اخر الارباع الاربعة. وبماذا سيختمه المصنف سيختمه بتمام الحقوق المعظمة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد تكلم عن تلك الحقوق تفصيلا هنا في القسم الذي ختم به الكتاب ليبين ما حكم من تجاوز تلك الحدود واساء الادب وتعدى على مقام النبوة. ما حكمه في الشريعة؟ ما حكم منتقص وشاتمي؟ والمستهزئ بمقام النبوة والمتعدي على حقوق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال رحمه الله في هذا القسم في تصرف وجوه الاحكام في من تنقصه او سبه عليه الصلاة والسلام وجعل هذا القسمة الرابعة في بابين. الباب الاول في بيان ما هو من حقه آآ صلى الله عليه وسلم تجاه من سبه او نقصه وبين ما الذي يقتضي المنقصة في حقه عليه الصلاة والسلام من قول او فعل وجعل في الباب الثاني الدلالة على حكم من وقع في شيء من ذلك ونقل اهل العلم فيهم. وجعل رحمه الله هذا خاتمة الكتاب ثم اعلموا رعاكم الله ان الشريعة التي بينت مقام النبي عليه الصلاة والسلام وحقه على الامة انما جاءت لوضع الامور في مواضعها ولاجل ان تستقيم البشرية على شريعة ربها وان تستزل على الصراط المستقيم ببيان الشريعة الحكيم واما اذا تجاوزت البشرية تلك الحدود واضاعت الحقوق فلا دين يبقى ولا حرمات تراعى ولا حقوق تحفظ ولا يمكن ان تقوم لله في هذه الامة قائمة. فارادت الشريعة ان تحفظ كيان الاسلام بحفظ اركانه وبنيانه متمثلا في رعاية اعظم الحقوق وهو حق الله اولا وما الذي يستوجب في كل من تعدى على هذا الحق ثم يلحق بذلك حقوقنا الانبياء والرسل عامة عليهم السلام. وحقوق نبينا صلى الله عليه واله وسلم خاصة فانهم المبلغون عن دين الله عز وجل للامم. وهم الناقلون لوحيه والمبلغون لرسالته جل وعلا فهذا هو موضع القسم الرابع الذي نبتدئه من مجلس الليلة بعون الله سائلين الله التوفيق والسداد والهداية وشاد والعلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد قال القاضي ابو الفضل رضي الله عنه قد تقدم من الكتاب والسنة واجماع الامة ما يجب من الحقوق للنبي صلى الله عليه وسلم وما يتعين له من بر وتوقير وتعظيم واكرام وبحسب هذا حرم الله تعالى اذاه في كتابه واجمعت الامة على قتل منتقصه من المسلمين من المسلمين وسابه. قال الله تعالى ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا. وقال تعالى الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم. يقول القاضي عياض رحمه الله تقدم من الكتاب والسنة واجماع الامة ما يجب ومن الحقوق للنبي صلى الله عليه واله وسلم. وما يتعين له من بر وتوقير وتعظيم واكرام قال وبحسب هذا يعني من اجل مراعاة تلك الحقوق حرم الله اذاه في كتابه واجمعت الامة على قتل منتقصه وسابه صلى الله عليه واله وسلم. هذا اجماع اجماع لم يخالف فيه من المسلمين في الامة احد وليس هذا مما اختلفت فيه المذاهب لا الفقهية الاربعة للائمة المتبوعين ابي حنيفة والشافعي ومالك واحمد رحم الله الجميع ولا غيرهم من فقهاء امتي كما ستسمع كثيرا بعد قليل وهو ايضا من المواضع التي اتفقت عليها كلمة اهل الاسلام منذ صدر الاسلام الاول. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد صنف رسالته العصماء الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل ذلك المؤلف حافلا بحشد الادلة وبيان مقام النبي عليه الصلاة والسلام وحكم التعدي على مقام النبوة بالانتقام خاص بالسخرية بالاستهزاء بالسب والشتم او الطعن وكل ذلك نقل متوارث عن الام سلفا وخلفا جيلا بعد جيل. يقول رحمه الله ان سب الله او سب رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا. وسواء كان الساب يعتقد ان ذلك محرم. او كان مستحلا له او كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء وسائر اهل السنة القائلين بان الايمان قول وعمل. ثم نقل رحمه الله قول الائمة قل قول الامام احمد رحمه الله من شتم النبي صلى الله عليه واله وسلم قتل وذلك انه اذا شتم فقد ارتد عن الاسلام ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم. وقول القاضي ابي يعلى من سب الله او سب رسوله صلى الله عليه وسلم فانه سواء استحل سبه او لم يستحله. يقول الامام اسحاق بن راهوية رحمه الله قد اجمع المسلمون ان من الله او سب رسوله صلى الله عليه وسلم او دفع شيئا مما انزل الله او قتل نبيا من انبياء الله انه كافر بذلك. وان كان مقرا بكل ما انزل الله هذا التأكيد المتتابع من ائمة الاسلام هو رعاية لهذه الحرمة العظيمة في الاسلام حق النبي صلى الله عليه واله وسلم وساق الادلة الكثيرة على ذلك قال هذا مذهب عامة اهل العلم. قال ابن المنذر رحمه الله اجمع عوام اهل العلم على ان حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل. وممن قاله مالك والليث واحمد واسحاق وهو الشافعي وحكى ابو بكر الفارسي من اصحاب الشافعي اجماع المسلمين على ان حد من يسب النبي صلى الله عليه وسلم القتل وقال الخطابي رحمه الله لا اعلم احدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله. وقال ابن سحنون رحمه الله اجمع العلماء على ان شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الامة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر. وذكر بعض اهل العلم ان الساب ان كان مسلما قتل بغير خلاف. وان كان ذميا فيه الخلاف الى اخر ما يقوله اهل العلم. قال حنبل سمعت ابا عبد الله يعني والده الامام احمد يقول كل من شتم النبي صلى الله عليه وسلم او تنقصه مسلما كان او كافرا فعليه القتل وارى ان يقتل ولا يستتاب. وهكذا في نقول متتابعة من كلام اهل العلم. يقول القاضي عياض كل ذلك قد جاءت به ايات القرآن واحاديث السنة كما سيأتي بعد قليل. قال الله تعالى في سورة الاحزاب ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة. واعد لهم عذابا مهينا الاية في سورة الاحزاب وجاءت بعد قول الله سبحانه وتعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. صلى الله عليه واله وسلم وهذه الاية جاءت بعد قوله تعالى وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا وهذا جاء بعد قوله تعالى ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق اما فهمت ان السياق في ذلك كله في سورة الاحزاب هو رعاية عظيمة من رب عظيم بحق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم علمنا الادب معه وعلمنا الا نجرح مشاعره او نضايقه بشيء وعلمنا ان نفي بحقه من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ثم اكد علينا وعيد شديد الحذر من اذيتهم عليه الصلاة والسلام يا اخوة هذا نبي كريم رفيع القدر عند ربه عز وجل صلى الله عليه وسلم عظم الله مكانه ورفع قدره واوجب على الامة حبه وطاعته والايمان به واتباع سنته وجعله لنا اسوة وقدوة ودليلا. ومن اجل ذلك ليبقى مقامه محفوظا وقدره رفيعا صلى الله عليه وسلم عند الخلق كما هو عند الخالق جعلت الشريعة باب التعدي وتجاوز الحد في الادب معه خطا احمر. ومحرما من المحرمات فمن تجاوز الادب الى ما هو اسوأ واقبح واشنع كان له الوعيد من الله. ان الذين يؤذون الله ورسوله له لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا انظر الى الوعيد لعن في الدنيا ولعن في الاخرة واعداد للعذاب المهين الذي يتوعد الله تعالى به من تعدى. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان وجه لطيف في الاستدلال على ان اذية الله واذية رسوله صلى الله عليه وسلم كفر وان الاية انما ذكرت الوعيد. يقول لان الله عز وجل توعد بالعذاب المهين في الاية قال واعد لهم عذابا مهينا. قال ولم يجد اعداد العذاب المهين في القرآن الا في حق الكفار في مثل قوله تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا وقال وخذوا حذركم ان الله اعد للكافرين عذابا مهينا. وقال فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين. وقال انما نملي لهم يزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. وقالوا والذين كفروا وكذبوا باياتنا فاولئك لهم عذاب مهين. وقالوا ولقد انزلنا ايات بينات وللكافرين عذاب مهين. وساق جملة من الايات. ما ذكر العذاب بوصف الاهانة في القرآن الا في حق الكفر ثم استدرك اية رحمه الله قال واما قوله تعالى ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا في وله عذاب مهين قال فهي والله اعلم فيمن جحد الفرائض. واستخف بها على انه لم يذكر ان العذاب له يقول اما العذاب العظيم فقد جاء في القرآن وعيدا للمسلم وللكافر. وهذا تأكيد على ان اذية الله جل جلاله واذية رسوله صلى الله عليه وسلم هي مما يتناوله ذلك الوعيد العظيم. اما اذية الله فاعظمها التعدي على حقه جل جلاله بالكفر والاشراك. والجحود والعناد يرزق فيعبد غيره سبحانه. ويدبر الكون نفع الخلق او دفع الظر عنهم من غيره جل وعلا. وهذا من اعظم الاذى. ومن الاذى كذلك ما جاء في الحديث القدسي قال الا يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار. فهذا كله من سوء الادب مع الله عز وجل الذي يوصف في الشريعة بانه من الاذى الصادر عن ابن ادم في مقام او في حق مقام الالوهية. واما اذى النبي عليه الصلاة والسلام فما هو اصناف شتى والاية اجملت قال والذين ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وقد قال العلماء كثيرا في بيان هذا المعنى من الاذى لله ولرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وان ذلك شامل بكل ما يسمى اذى. قال الشيخ السعدي رحمه الله وهذا يشمل كل اذية. قولية او فعلية من سب وشتم او تنقص له او لدينه او ما يعود اليه بالاذى لعنهم الله في الدنيا والاخرة قال كثير من المفسرين ومن الاذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم الطعن في امرة اسامة ابن زيد الذي ولاه النبي عليه الصلاة والسلام قالوا حتى هذا اذى لانه يتناول امرا عقده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. والاية ايضا جاءت في من طعن في زواج النبي صلى الله عليه واله وسلم من بعض امهات المؤمنين. وعلى كل حال فالاية وعيد عظيم. وهذا الوعيد كما تلاحظون جاء في الاية لمن اذى الله ورسوله والاية التي تليها توعدت اذية المؤمنين. لان الاية بعدها مباشرة والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ولهذا فان من المقارنة بين الايتين كما يقول القطبي رحمه الله اطلقت الاية الاولى ايذاء الله ورسوله قال ان الذين يؤذون الله ورسوله من غير قيد. وفي الاية الثانية قالوا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما فقيد اذية المؤمنين والمؤمنات بكونه حاصلا بغير ما اكتسبوا. قال لان ايذاء الله ورسوله ايكون الا بغير حق ابدا. واما ايذاء المؤمنين والمؤمنات فمنه ومنه انتهى كلامه رحمه الله المقصود يا كرام ان الاية توقير عظيم. ووعيد شديد لمن تعدى حد الادب مع الله ومع رسول الله صلى الله الله عليه وسلم. هذه الاية التي جمعت الوعيد على من اذى الله واذى رسوله اكدتها اية استقلت بالوعيد على من اذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة التوبة في حق المنافقين ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن يعني يقول يسمع لكل احد فجاء الدفاع من الله والذب عن جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماء قل هو اذن خير لكم يؤمن بالله ورسوله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم فلما تم الدفاع عنه وحفظ جنابه جاء الوعيد. والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم هذا اغلاق منذ صدر النبوة وزمن الاسلام الاول اغلاق لباب التعدي والاذى والاساءة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم. وقال الله تعالى وقال الله تعالى وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا واجهوا من بعده ابدا. ان ذلكم كان عند الله عظيما. وتقدم ان هذا في سياق ايات الاحزاب. يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا. فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديثكم ان ذلكم كان يؤذي النبي. والله يا اخوة من يقرأ الاية يقشعر بدنه. تنزل ايات من فوق سبع سماوات يرسل بها رب العزة جلال امين الوحي جبريل عليه السلام الى امتي الاسلام على هذه الارض حفاظا لرعاية الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون قرآنا يتلى الى يوم القيامة. يقول يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي ارأيت انها قضية عظيمة استحقت ان تكون وحيا يرسل الله به امين الوحي جبريل عليه السلام. الى نبيه عليه الصلاة والسلام ليتلوه على مسامع الامة يعلمهم كيف يدخلون بيوته اذا دخلوا الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اله. ولكن اذا دعيتم فادخلوا. فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ثم انظر الى التعليل العجيب في الاية ان ذلكم كان يؤذي النبي هذا التشريع والوحي الذي ينزل مراعاة لحقه عليه الصلاة والسلام. وحفظا للادب معه ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم لانهم اطالوا الجلوس عنده لما صنع الوليمة بام المؤمنين زينب لما بنى بها فاطالوا المكوث عنده. ونبينا عليه الصلاة والسلام حيي واستحى ان يكلمهم فما وجه لهم بشيء ولا اخرجهم من داره وهم ضيوف عنده. فتنزل الاية تأديبا للامة. ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم. والله الله لا يستحي من الحق واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب. ثم يأتي التأكيد ليس بصيغة الامر او النهي بل بصيغة انه لا يمكن ان يقع وقع في خلد مسلم ان يتناول فعلا او اذى فيه تعد وانتقاص واساءة الى مقام النبوة وما كان لكم ان رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما وقال تعالى في تحريم التعريض له يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم حتى لا يبعد الفهم ونقول ان بعض العبارات او الاشارات او الجمل او التعبيرات ليست اساءة لكنها عبارات محتملة وفيها المعنى الذي قد يفهم منه اساءة وفيها المعنى الاخر حتى هذا ممنوع بحق النبي عليه الصلاة والسلام لان حفظ الادب معه مطلب من كل ناحية. فالتعريض يعني استخدام الاسلوب غير الصريح. حتى هذا لو كان تعريضا بالاساءة فهو ممتنع. يقول يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعينا وقولوا انظرنا حتى الالفاظ اذا اردتم ان تخاطبوه لا تقل يا رسول الله راعينا لكن قولوا انظرنا واسمعوا اسمعوا الى ما يأمركم الله به وللكافرين عذاب اليم هذا التوجيه كما سيأتي شرح المصنف رحمه الله للاية وسبب نزولها ومعنى ما قيل فيها والله هو من اعجب وابدع ما يمكن ان تفهمه في كتاب الله اغلاقا لكل المنافذ التي يتوصل بها التافهون من البشر الذين يتعدى احدهم على مقام النبوة باساءة او اذى. يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعينا. حتى العبارة التي يمكن ان تفهم على معنى غير معنى الذي فيه الاحترام والادب يغلق باب الاستعمال لها حتى لا يمكن ان يفهم في الخطاب معه او التعبير عنه صلى الله عليه واله وسلم ما يوهم شيئا من الانتقاص وقال تعالى في تحريم التعريض له يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم وذلك ان اليهود لعنهم الله كانوا يقولون راعنا يا محمد اي ارعنا سمعك واسمع منا ارعنا اسمعك يعني اه اعطنا سمعك اه ماذا نقول؟ ونحن ايضا نسمع منك ما تقول. ظاهروا العبارة انه لا شيء فيها. مثلما اقول لشخص اسمع مني واسمع منك فكانوا يقولون يا محمد راعنا اي ارعنا سمعك واسمع منا. قال ويعرضون بالكلمة ما يقصدون براعنا ارعنا معاك؟ لكن يقصدون الرعونة وهي الحماقة والطيش والسفاهة وخفة العقل. الكلمة محتملة لان تكون من الرعونة وان كون من المراعاة فلما استخدموا كلمة وهم اصحاب سوء وقصد خبيث منعت الاية استعمال مثل تلك العبارة وذلك ان اليهود لعنهم الله كانوا يقولون راعنا يا محمد اي ارعنا سمعك واسمع منا ويعرضون بالكلمة يريدون هنا الرعونة فنهى الله المؤمنين عن التشبه بهم وقطع الذريعة بنهي المؤمنين عنها لئلا يتوصل لئلا وصل بها الكافر والمنافق الى سبه والاستهزاء به وقيل بل لما فيها من مشاركة اللفظ لانها عند اليهود بمعنى اسمع لا سمعت. هذا تأويل اخر قيل ان اليهود كانوا يستعملون كلمة راعنا ولها معنى عندهم من حيث الاستعمال كانك تقول للشخص اسمع لا سمعت. يعني لا جعلك الله وتسمع فهذا قبح وسوء ادب فجاءت الاية بالمنع من استعمالها وقيل بل لما فيها من قلة الادب وعدم توقير النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه. لانها في لغة الانصار بمعنى ارعنا نرعك ارعنا لانها في لغة الانصار بمعنى ارع لانها في لغة الانصار بمعنى ارعنا نرعك فنهوا عن ذلك اذ مضمونه انهم لا يرعونه الا برعايته لهم. وهو عليه السلام واجب الرعاية بكل حال وهذا ايضا تأويل ثالث ان الانصار كانوا اذا استخدموا راعينا هم بمعنى ارعنا نرعك. يعني اه على سبيل المبادلة والمقابلة في في التعامل وهذا لا يليق في التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم لانه واجب الرعاية بكل حال ولا يلزم منه في المقام في التعامل ان ان يبادل عليه الصلاة والسلام الموقف بمثله بل الحق له على سائر الناس فنهوا عن ذلك لان مضمونه انهم لا يرعونه الا اذا رعاهم. والواقع الشريعة يأمران بوجوب مراعاة امر النبي عليه الصلاة والسلام على كل حال وهذا هو عليه السلام قد نهى عن التكني بكنيته فقال تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي صيانة لنفسه وحماية عن اذاه. هذا حديث في الصحيحين عن ابي هريرة وجابر ابن عبد الله رضي الله عنهما وغيرهما. يقول النبي عليه الصلاة والسلام تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي كنيته ابو القاسم صلى الله عليه وسلم والحديث المخرج في الصحيحين لاهل العلم فيه كلام طويل. سيأتي موجزه الان. لكن المصنف اراد الاستشهاد به الان على ما نحن فيه يقول اما رأيت لماذا نهى عليه الصلاة والسلام عن التكني بكنيته؟ لانه كما سيأتي بعد قليل ان اليهود لعنهم الله كانوا يقصدون اذيته. فاذ كان يمشي في بعض طرقات المدينة ينادي بعضهم بعضا يا ابا القاسم فيلتفت عليه الصلاة والسلام فيقولون لا ما قصدناك سوء ادب وحقارة في التعامل من اجل هذا قال لا تكنوا بكنيتي يقول اذا كان عليه الصلاة والسلام يوجه الامة بالمنع من باب يمكن ان يسلكه بعض الساخرين ومن لا ايمان له لاذيته والاستهزاء به عليه الصلاة والسلام. اذا اغلق هذا الباب وهو في اصله لا شيء فيه ان يكنى انسان بكنية رسول الله عليه الصلاة والسلام فبالله عليكم اذا اغلق الباب المباح في اصله رعاية لحقه عليه الصلاة والسلام ومنعا وسدا لباب عدي والاساءة والانتقاص فكيف بصريح الانتقاص؟ وصريح الاذية والاساءة لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام نعم وهذا هو عليه السلام قد نهى عن التكني بكنيته فقال تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي صيانة لنفسه وحماية عن اذاه اذ كان صلى الله عليه وسلم استجاب لرجل نادى يا ابا القاسم فالتفت اليه فقال لم اعنك انما عنيت فلانا فنهى حينئذ عن التكني بكنيته لئلا يتأذى باجابة دعوة لان لا يتأذى باجابة دعوة غيره ممن لم يدعه ويجد بذلك المنافقون والمستهزئون ذريعة الى اذاه والازراء به فينادونه. فاذا التفت قالوا كما اردنا هذا لسواه تعنيتا له واستخفافا بحقه على على عادة المجان والمستهزئين على عادة المجان جمع ماجن المستهزئ الذي لا لا تأخذ من كلامه جدا لكثرة هزله فانه يغلب عليه تفاسفوا وساقطوا الامور ولا يرعى حقا ولا حرمة ولا احتراما. والمستهزئون ايضا هذه طريقتهم في التنابز بالالقاب وفي القاء العبارات والتهكم والسخرية من اجل الضحك لا غير فحمى عليه السلام حمى اذاه بكل وجه فحمل محقق العلماء نهيه عن هذا على مدة حياته. واجازوه بعد وفاته لارتفاع العلة. هذا ما اراد به المصنف رحمه الله في هذا الحديث. قال تسموا باسمي ولا تكنوا والحديث في الصحيحين كما سمعت وفي الصحيحين ايضا من حديث انس رضي الله عنه ان اليهود كانوا يفعلون ذلك يقولون يا ابا قاسم فاذا التفت عليه الصلاة والسلام قالوا لم نعنك انما علينا فلانا فعندئذ نهى صلى الله عليه وسلم عن التكني بكنيته حفاظا لحقه الا يكون في متناول المستهزئين. واهل العلم في هذه المسألة هل يجوز لاحد في الامة ان يتكنى بكنيته صلى الله عليه واله وسلم لانه قال تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فهل يجوز او لا يجوز؟ ها هنا اقوال لاهل العلم قال المصنف وللناس في هذا الحديث مذاهب ليس هذا موضعها اختصر الكلام في المسألة لانه بصدد تقرير اصل المسألة لا تفصيلها. والمسألة في حكم التكني بكنية رسول الله عليه الصلاة والسلام على مذاهب اولها قول الامام الشافعي رحمه الله انه لا يجوز التكني بابي القاسم كيفما كان اسم الرجل يعني سواء كان اسمه محمدا او غيره وليس المنهي عنه هو الجمع بين الاسم والكنية. بل المنهي هو اتخاذ ابي القاسم كنية مطلقا. المذهب الثاني قول مالك رحمه الله انه يجوز التكني بابي القاسم. سواء كان اسم الرجل محمدا او غيره. ورجح النووي هذا يذهب وجعله اقرب الى الصواب. وجعلوا النهي في قوله تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي مخصوصا بزمنه عليه الصلاة والسلام لم؟ مراعاة للعلة هو حفظ لمقام النبوة من الاذى. اما وقد لحق بالرفيق الاعلى صلى الله عليه واله وسلم فان هذا الباب من الحكمة قد امن جانبه. يعني فلا تتصور ان احدا يستخدم كنية ابي القاسم ويريد الاساءة له صلى الله عليه واله وسلم المذهب الثالث في المسألة يجوز التكني بابي القاسم لمن اسمه محمد دون غيره. وقيل انما كان النهي خاصا بحياته صلى الله عليه وسلم. وقيل انما هو على سبيل الادب والاحترام. وقيل انما النهي عن الجمع بين الكنية والاسم خاصة فاذا كان اسمه غير ذلك فانه لا حرج وبعض اهل العلم جاء الى منع التسمي باسم محمد ايضا لكنه قول ضعيف ومرجوح سيشير اليه المصنف رحمه الله بعد قليل وللناس في هذا الحديث مذاهب ليس هذا موضعها. وما ذكرناه هو مذهب الجمهور والصواب ان شاء الله. وان ذلك على طريق تعظيمه وتوقيره وعلى سبيل الندب والاستحباب وان ذلك اي النهي عن التكني بابي القاسم على طريق التعظيم وعلى سبيل الندب والاستحباب لا على التحريم وان ذلك على طريق تعظيمه وتوقيره وعلى سبيل الندب والاستحباب لا على التحريم. ولذلك لم ينه عن اسمه لان انه قد كان الله منع من ندائه به بقوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. لو قال قائل اذا كان النهي عن التكني بابي القاسم لاجل الا يستعمله اليهود والمنافقون في المدينة اساءة له صلى الله عليه وسلم طيب المعنى نفسه موجود في الاسم محمد فلماذا لم يمنع التسمي باسم محمد؟ مع انه كان يمكن ان يفعل المستهزئون والحاقدون والمنتقصون يفعلون بالاسم كما يفعلون بالكنية؟ قال لا لان الصحابة قد ادبوا بادب الا ينادوه باسمه مجردا يا محمد قد ادبوا بذلك. قال الله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. فكانوا انما ينادونه اما بني يا ابا القاسم واما ينادونه يا رسول الله يا نبي الله. فعندئذ من تسمى باسم محمد لا يخشى ان يستعمل الساخر والمستهزئ وسيلة الى اذية رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الفرق بين الاسم والكنية في عدم النهي عن استعماله وانما كان لذلك لم ينهى ولذلك لم ينه عن اسمه لانه قد كان الله منع من ندائه به بقوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضا وانما كان المسلمون يدعونه يا رسول الله ويا نبي الله صلى الله عليه وسلم. وقد يدعونه كنيته ابا القاسم بعضهم في بعض الاحوال وقد روى انس رضي الله عنه عنه عليه السلام ما يدل على كراهة التسمي باسمه وتنزيهه عن ذلك. اذ لم يوقر قال تسمون اولادكم محمدا ثم تلعنونهم نعم وقد نقل عن عدد عن بعض اهل العلم في قول شاذ منع التسمي باسم محمد باسم النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت الكنية وحكى ذلك زكي الدين المنذر رحمه الله قال وذهب اخرون الى ان النهي في ذلك منسوخ يعني النهي عن التسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد. ومما يروى في ذلك ايضا ولا يصح فيه الحديث قال من حديث جابر من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي ومن تكنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي. قال الترمذي حديث حسن غريب. وفي بعض الالفاظ للحديث قال لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي. وهكذا في علة النهي عن ذلك فيما قال اهل العلم هو ما كان آآ الشأن من اتخاذ الاسم من قصة. وعن انس رضي الله عنه فيما اخرج ابو يعلى والبزار قال تسمونهم محمدا ثم تلعنونهم. الحديث الذي اشار المصنف اليه هنا رحمه الله فيه الحكم بن عطية ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح. لكن الحديث وان كان فيه ضعف ليس نهيا عن الاسم محمد. لكن مراعاة حق الاسم الذي خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم. قال تسمون اولادكم محمدا ثم تلعنونهم. وهذا مما يرى فيه حق الاسم الذي اتخذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وروي ان عمر رضي الله عنه كتب الى اهل الكوفة لا يسمى احد منكم باسم النبي صلى الله عليه وسلم حكاه ابو جعفر الطبري وحكى محمد بن سعد انه نظر الى رجل اسمه محمد ورجل يسبه ويقول له فعل الله بك يا محمد وصنع فقال عمر لابن اخيه فقال عمر لابن اخيه محمد بن زيد بن زيد بن الخطاب لا ارى محمدا صلى الله عليه وسلم يسب بك والله لا تدعى محمدا ما دمت حيا وسماه عبدالرحمن واراد ان يمنع ان يسمى احد باسماء الانبياء اكراما لهم بذلك. وغير اسماء جماعة تسموا باسماء الانبياء ثم امسك هذا ان صح عن امير المؤمنين الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه فانما هو من تمام تعظيم وتوقيره لمقام الانبياء والرسل عليهم السلام اما سمعت يقول نظر الى رجل اسمه محمد واخر يسبه فعل الله بك يا محمد وصنع الله بك يا محمد محمد صاحبه الذي امام فالتفت عمر الى ابن اخيه محمد ابن زيد ابن الخطاب وقال لا ارى محمدا صلى الله عليه وسلم يسب بك. يقول انا لا اقبل ان يوم فيتعدى احدهم عليك لان اسمك محمد فيجري اسم محمد على لسانه انتقاصا وسبا وشتما وان كان المقصود لكن الاسم لا يليق ان يتصل بسياق فيه منقصة وسب وشتم احتراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا تدعى محمدا ما دمت حيا. وغير اسمه الى عبدالرحمن. قال واراد ان يمنع ان يسمى احد باسماء الانبياء اكراما لهم وغير اسماء جماعة تسموا باسماء الانبياء يعني ابراهيم وموسى وعيسى لاجل المعنى ذاته. هذا اجتهاد منه رضي الله عنه واراد به كما سمعت توقير مقام الانبياء والرسل عليهم السلام والا يجري اسم احد منهم على لسانه تاني بعض الجهلة او الفساق بما لا يليق من الاوصاف والعبارات والسب والشتم وهو يرعى في ذلك المعنى البعيد وان كان هذا اجتهادا مرجوحا رضي الله عنه وارضاه والصواب خلافه وجوازه بعده عليه السلام. يعني الصواب خلاف ما ذهب اليه عمر رضي الله عنه ومنعه. قال وجوازه عدا النبي صلى الله عليه وسلم يعني من التسمي او حتى الكنية والصواب خلافه وجوازه بعده عليه السلام بدليل اطباق الصحابة على ذلك. وقد سمى جماعة منهم ابنه محمد ندى وكناه بابي القاسم. وروي ان النبي صلى الله عليه وسلم اذن في ذلك لعلي رضي الله عنه. وقد اخبر عليه السلام وان ذلك اسم المهدي وكنيته. الصواب جواز التسمي باسم محمد وجواز التكني بابي القاسم وهذا الجواز كما سمعت هو مذهب طائفة من اهل العلم قبل قليل وهو ايضا صنيع السلف هل تظن انه يغيب عن الصحابة واولاد الصحابة وعن التابعين هذا النهي فيسمون اولادهم محمدا وبعضهم سمى ولده محمدا وكنيته ايضا ابو القاسم فلو كان ممنوعا او محرما لما فعله السلف رضي الله عنهم. قال سمى جماعة منهم يعني من الصحابة سمى ابنه محمدا وكناه بابي القاسم. في حديث راشد بن حفص الذي اخرجه او الذي ذكره قال ادركت اربعة من ابناء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهم يسمى محمدا ويكنى ابا القاسم. محمد ابن طلحة ابن عبيد الله القرشي ومحمد بن ابي بكر الصديق امه اسماء بنت عميس رضي الله عنهم جميعا ومحمد بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه المشهور بمحمد بن الحنفية ومحمد بن سعد بن ابي وقاص. هؤلاء اربع اباؤهم صحابة وهم اولاد الصحابة وسموا ابناءهم بمحمد بل وجمعوا مع الاسم الكريم الكنية النبوية ابا القاسم فلو كان ممتنعا لما وقع منه. ليس هؤلاء وحدهم فقط بل هناك ايضا محمد بن جعفر بن ابي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. سماه محمدا وان لم يثبت الكنية. ومحمد بن حاطب بن ابي بلتعة. رضي الله عنه سمى ولده محمدا محمد بن عبد الرحمن بن عوف محمد بن الاشعث بن قيس كل هؤلاء سموا اولادهم محمدا فدل على ان اجتهاد امير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه كان رعاية للادب مع اسماء الانبياء وان كان الراجح او الصواب خلافه كما قال المصنف وجواز ذلك باطباق الصحابة على تسمية اولادهم بمحمد بل بعضهم اضاف اليه الكنية ايضا ابو القاسم. قال وروي ان النبي صلى الله عليه وسلم اذن في ذلك لعلي رضي الله عنه يشير رحمه الله الى حديث اخرجه ابو داوود في سننه. والترمذي في جامعه وقال حسن صحيح. ان علي رضي الله عنه قال يا رسول الله ارأيت ان ولد لي من بعدك ولد. اسميه محمدا واكنيه كنيتك؟ قال نعم. قال علي رضي الله عنه وكانت رخصة لي. كأنه استأذن واخذ اذنا خاصا بجواز ذلك رضي الله عنه واليه اشار المصنف بقوله وروي ان النبي صلى الله عليه وسلم اذن في ذلك لعلي رضي الله عنه وقد اخبر عليه السلام ان ذلك اسم المهدي وكنيته اسم المهدي الذي آآ يبعثه الله تعالى اخر الزمان كما هو مروي في في دواوين السنة وهو من اشراط الساعة. والمهدي الذي يبعثه الله اخر الزمان ليجدد للامة امر دينها وهو من اخر علامات بقاء الدنيا على وجه الارض وقرب الساعة وزوال هذه الدنيا. جاء في حديث ابي داوود والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يواطئ اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي. يعني اسمه محمد بن عبدالله وهذا المهدي المبعوث اخر الزمان الذي يسمى بمحمد بن عبدالله دلالة على ان الاسم هذا لو كان ممنوعا لما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام بوقوعه. قول المصنف ان ذلك اسم المهدي وكنيته. لم يرد في احاديث المهدي ما يشير لان كنية المهدي ايضا ابو القاسم ولعله يقصد اسم المهدي واسم ابيه موافقة لاسم النبي صلى الله عليه واله وسلم واسمي ابيه عبد الله ابن عبد المطلب والله اعلم وقد سمى به النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن طلحة ومحمد بن عمرو بن حزم ومحمد بن ثابت بن قيس وغير وقد سمى به النبي صلى الله عليه وسلم يعني سمى باسم محمد. سمى به طائفة من ابناء الصحابة مثل محمد ابن طلحة ابن عبيد الله رضي الله عن ابيه. والحديث انه ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسماه وكناه ابا القاسم وايضا محمد بن عمر بن حزم ومحمد بن ثابت بن قيس بن شماس ابوه خطيب الصحابة او خطيب النبي صلى صلى الله عليه وسلم. هؤلاء الذين يذكروا ان النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي سماهم بنفسه محمدا. والف غيرهم من اولاد الصحابة من سمعت قبل قليل هم ايضا ممن سموا اولادهم باسم محمد ولو كان ذلك ممتنعا لما سمى به النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه ولا سمى به اصحابه وبعضهم ولد له الولد في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومع انتشار الاسم بين اكثر من بيت من بيوت الصحابة يعني محمد بن علي بن ابي طالب محمد بن سعد بن ابي وقاص محمد بن عبد الرحمن بن عوف ابن ابي بكر الصديق كل هؤلاء من العشرة المبشرين بالجنة اباؤهم. وكل واحد يسمي ابنه محمدا. فيمكن ان تقول في واحد واثنين منهم غاب عنه حديث النهي ولم تبلغه المسألة وفاته العلم بها. افيغيب عن جميعهم هذا النهي لو كان ثابتا ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن التسمي باسمه فكل ذلك دلالة على ان التسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد جائز في اصله هذه واحدة. وان التكني بابي القاسم كان منهيا عنه في حياته على الصحيح الراجح من اقوال العلماء. وان ذلك النهي زال لزوال علته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. فمن تسمى باسم محمد فلا حرج. ومن تكنى بابي القاسم ايضا فلا حرج ولكن ينتبه الى ادب لطيف لا اظن احدا في الامة يسمي ولده اذا ولد له ابن لا اظنه يسميه محمدا الا حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفا في ان يكون في ذريته من يحمل هذا الاسم الكريم فليحفظ الاباء والامهات هذه المحبة التي حملتهم على تسمية اولادهم باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فليحملوا هذه المحبة لهم في تربيتهم لاولادهم على سنن وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. وليحملوا هذه المحبة في ان يحفظوا لهذا الكريم حقه فكما قال لا تشتم الولد باسمه هذا اللطيف الكريم وتجعل هذا الاسم الكريم مقرونا بشتيمة بعدها او منقصة او تقبيح او لعن. وان كان المقصود ولدك وابنك خاصة لكن مراعاة الاسم هو ايضا ينبغي ان يكون استصحابا لاصل المحبة التي حملت احدنا على تسمية ولده وابنه باسماء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وهذا معنى لطيف. وهو ايضا من الادب الجليل وان كان دقيقا لكن مراعاته تحمل النفوس اقصد في البيوت عند الاباء والامهات تحمل فيها معنى عميقا يمكن ان تستلهم به معاني ادب في تربية الاولاد مما يرجى به حلول البركة والله في التربية وتنشئة الاولاد. وستقر عينك كلما كبر صبيك محمد وكبر وشب وترعرع وانت لا زلت ترعى في اسمه دلالة المسمى وترعى في كل شأن من شؤونه حتى اذا كبر وقرت عينك به وجدته اوفر ما يكون حظا برعاية من تسمى باسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه والايمان ما لي به والتمسك بسنته. فهذه ستكون باب خير وبركة على البيت اباء وابناء. ومراعاة ذلك هو من قبيل ما صنعه عمر رضي الله عنه فيما سمعتم قال لا ارى محمدا صلى الله عليه وسلم يسب بك والله لا تدعى محمدا ما دمت حيا لابن اخيه محمد بن زيد كما تقدم قبل قليل وقال ما ظر احدكم ان يكون في بيته محمد ومحمدان وثلاثة وقد فصلت الكلام في هذا القسم على بابين كما قدمناه. ختم هذه المقدمة للقسم الرابع بهذا الحديث ما ضر احدكم ان يكون في بيته محمد ومحمدان وثلاثة يعني هذا التأكيد على جواز التسمية باسم محمد لكن الحديث ضعيف في بعض رواته من ظعف ولو صح فالمراد به ان التسمية باسم محمد ليست ممتنعة. بل يجوز التسمي ولو سمى اكثر من ولد من اولاده باسم محمد. وبعض آآ اهل في بعض البلدان يفعل ذلك فيسمي اكثر من ولد من اولاده في الاسرة الواحدة بمحمد ويميز بينهم بوجه ما من الوجوه لكن حديثة لا يصح قال رحمه الله قد فصلت الكلام في هذا القسم على بابين كما سيأتي في بيان ما هو في حقه سب او نقص منه تعريض او نص والثاني في حكم من سبه او شتمه صلى الله عليه وسلم الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر سبحان الله وبتمام مقدمة هذا القسم الرابع من الكتاب بعون الله تعالى سيكون مجلسنا بدءا من ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله في كلام المصنف رحمه الله في هذا الاصل العظيم وبيان حكم الشريعة في من انتقص او سخر او سب او شتم رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم وهو باب جليل نحتاجه في كل وقت وحين ويتأكد حاجة الامة اليه في زمن كثرت فيه رفع رايات التجاوزات والتعدي على الحقوق وعلى حرمة الاديان والشعائر الدينية في كل مكان اعمل بدعاوى الحرية في التعبير وسائر ما امتزجت بالبشرية من انتكاس للفطر وتعد على حدود وتجاوز لحدود البشرية التي خلقها الله تعالى عليها. وهذا الباب جليل عظيم يجعل من امة الاسلام امة ترعى حق الله سبحانه في شأنها. وترعى ايضا حقوق من عظم الله عز وجل مكانتهم في شريعته جل وعلا وعلى رأسهم انبياء الله ورسله الكرام عليهم السلام. وسيكون هذا مجلسنا من الجمعة التالية فما بعدها ان شاء الله وهذه دعوة ايضا لان يكون لاحدنا حظ وافر يرعى فيه غنيمة وفوزا عظيما واجرا كبيرا اغتنموا فيه قربه من ربه وصلاته سبحانه وتعالى عليه من فوق سبع سماوات بكثرة اغتنامه من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واعلم رعاك الله انه انما يستكثر العبد من صلاته على نبيه صلى الله عليه وسلم بقدر ما استقر في قلبه من حبه وبقدر ما اقر في فؤاده من عظيم منزلته ومكانته. تلك دوافع. وبقدر اجتماعها تكثر صلاتك او تقل عبد الله وافرش بساط الحب حب محمد. وانثر عليه قلائد الصلوات. فعسى بها الرحمن جل جلاله وهو يدنيك منه على ربا الجنات. وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام فان اولاكم بي اكثركم صلاة علي اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصلي يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون واجعلنا من اسعد امته حظا بايماننا به واتباعنا لسنته وحبنا له وتمسكنا بهديه اللهم فأحيينا على سنته وامتنا على سنته واحشرنا يا رب في زمرته واوردنا حوضه واسقنا منه شربة لا نظمأ بعدها ابدا وارزقنا يا رب الفوز بشفاعته يوم نلقاه. نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين يا رب العالمين اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. ارفع يا رب في الجنات درجاتهم وكفر سيئاتهم. واجمعنا بهم وازواجنا وذرياتنا افي جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم من ارادنا واراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام. واحفظ يا رب علينا امننا وايماننا. وسلامتنا ووفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى. اللهم انا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بي ناصيته. احفظنا يا رب والمسلمين بحفظك من شر الاشرار. وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه الماء سهل الله له به طريقا الى الجنة