بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام هدى وسيد الورى صلوات الله وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى. ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم اللقاء وبعد ايها الاخوة الكرام ففي هذه الليلة المباركة من ليالي الجمعة ما زال مجلسنا هذا المبارك في بيت الله الحرام ينعقد مستكثرا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء اصابة الخير والبركة والرحمة والفضل. الذي جعله الله عز وجل في طيات مجالس الذكر وفي التقرب اليه سبحانه وتعالى بما يحبه جل جلاله. وهو يحب الذاكرين له سبحانه وتعالى. كما ان على النبي صلى الله عليه واله وسلم من جليل العمل الصالح الذي يحبه ربكم ويقرب اصحابه وينزل عليهم سبحانه وتعالى صلواته عشر اضعاف صلاة ات المصلي على نبيه صلى الله عليه واله وسلم وماذا عسى ان ينال احدنا من صلاة ربه عليه الخير والرحمة والبركة والفضل اوما رأيتم ان احدنا اذا دخل المساجد وهي بيوت الله يرجو ما عند الله ذكرا وطاعة وصلاة وقرآنا ودعاء فانما يستفتح دخوله المسجد بذكر اسم الله سبحانه والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم فيقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله بين يدي سؤاله الرحمة وهو داخل بيت الله. فقبل ان اللهم اني اسألك من رحمتك او افتح لي ابواب رحمتك فانه بين يدي ذلك يصلي ويسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم فانها من مفاتيح اجابة الدعاء. والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مدعاة لكل خير وبركة. فاذا خرج احدنا من المسجد قال مثل ذلك. قبل ان يسأل الله من فضله وهو مقبلا على دنياه في طلب الرزق والمعاش والبحث عن سبل الحياة. فقبل ان يقول اللهم افتح لي ابواب فضله. ها هو ذا مرة ثانية يقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول لله اوما تأملتم في صلاتنا في الجنازة على الاموات فاننا بعد ان نقرأ الفاتحة التي لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فهي ركن الصلاة ثم اننا قبل ان ندعو لامواتنا بالرحمة والمغفرة والتجاوز والعفو. وان نسأل لهم الجنة فاننا نقدم بين ذلك بعد قراءة الفاتحة صلاة وسلاما على نبينا صلى الله عليه وسلم. وهكذا تقررت الشريعة ان من اسباب اجابة الدعاء ومما يستجلب به فضل الله ورحمته سبحانه الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه اله وسلم فليكن مجلسكم هذا ايها المباركون عامرا بالصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم. ونحن نتدارس صفحات ات من كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى. وقد شرعنا الجمعة الماضية في اخر اقسام الكتاب وهو القسم الرابع الذي جعله المصنف رحمه الله في تصرف وجوه الاحكام في من تنقصه او سبه عليه الصلاة والسلام. الحديث عن هذا الباب من العلم من حقوق النبي عليه الصلاة والسلام لانه من خصائصه ما هو؟ من خصائصه عليه الصلاة والسلام كفر وقتل من سبه وهذا ليس لاي احد في الامة الا له عليه الصلاة والسلام. فلهذا ختم به المصنف رحمه الله الكتاب فجعل هذين الفصلين في القسم الرابع من الكتاب حديثا عن هذه المسألة العظيمة التي قررها اهل الاسلام علماء الملة اخذا من نصوص الكتاب والسنة. ولهذا فعندما اغلظ رجل لابي بكر الصديق رضي الله عنه. فقال ابو مبرزة الا اظرب عنقه فانتهره ابو بكر رضي الله عنه وقال ما هي لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهذا الفصل الذي نشرع فيه الليلة يبدأ فيه المصنف الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى بذكر وحشد اقوال علماء الاسلام من المذاهب كافة سلفا وخلفا للحديث عن تقرير هذا الاصل العظيم الذي لا يختلف عليه اهل الاسلام البتة وهو الجرم الكبير في التعدي بالاساءة والسب والشتم والانتقاص لمقام رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم وهذا هو مطلع هذا القسم الرابع من الكتاب في فصله الاول في بيان ما هو في حقه صلى الله عليه وسلم سب او نقص من تعريض او نص. سائلين الله التوفيق والسداد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر ولوالدينا ولشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله الباب الاول في بيان ما هو في حقه عليه السلام سب او نقص من تعريض او نص اعلم وفقنا الله واياك ان جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم او عابه او الحق او الحق به نقصا في نفسه او نسبه او دينه او خصلة من خصاله او عرض به او شبهه بشيء على طريق السب له او عليه او التصغير لشأنه او الغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كما نبينه. ولا ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد ولا نمتري فيه تصريحا كان او تلويحا. كل هذه الجمل هي من ابواب التعدي على مقام النبوة كل من سب النبي صلى الله عليه وسلم سبا صريحا والعياذ بالله اوعابه يعني ذكره بعيب او الحق به نقصا في نفسه او نسبه او دينه او خصلة من خصاله. هذا اذا كان تصريحا قال المصنف رحمه الله او عرظ به حتى لو لم يكن تصريحا يعني كان تعريضا بالكلام وتلويحا واشارة وايماءا وتنبيها كل ذلك ليس في اسلامنا شيء يسوغ منه قليلا او كثيرا قال رحمه الله او شبهه بشيء على طريق السب له او الازراء عليه يعني الانتقاص من قده الكريم صلى الله عليه واله وسلم. او التصغير لشأنه او للغظ منه والعيب له. قال فهو ساب له حتى لو كانت صفة من صفاته عليه الصلاة والسلام التي جعلها الله تعالى حكمة جليلة واية من ايات نبوته مثل كونه اميا لا يقرأ ولا يكتب عليه الصلاة والسلام هذه ليست خصلة انتقاص هي فيه صلى الله عليه وسلم اية نبوة ودلالة ومعجزة وعلامة اأمي لا يقرأ ولا يكتب يأتي بوحي يعجز عنه بلغاء العرب ويخبر فيه عن شأن من سبق من الامم ويأتي بالبينات الواضحات والحجج الباهرات. فكانت هذه اية قال الله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه يمينك اذا لارتاب المبطلون فحتى هذا فلو جاء فلو جاء انسان واراد ان يسوق وصف الامية في رسول الله عليه الصلاة والسلام. في سياق الانتقاص او الغضاضة من قدره او الحط من شأنه دخل في هذا الباب العظيم قال فكل من انتقص او ازرى او صغر من شأنه انه او غظ منه او عابه فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب مع ان هذا ليس سبا لكنه طالما ترتب عليه انتقاص وحط من قدر النبوة فقد دخل في ذلك الباب العظيم قال يقتل كما سنبينه لا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد ولا نمتري فيه تصريحا كان او تلويحا بقي ان تعلموا رعاكم الله ان ما ستسمعون الان وما سيملأ المجلس الليلة من ذكر سياق كلام اهل العلم. وائمة الاسلام في المذاهب كافة. والتصريح الذي طابقت عليه اقوالهم في انه لا يجاوز احد سب النبي عليه الصلاة والسلام حكم القتل له وان هذا لا يختلف عليه احد. فاعلموا رعاكم الله ان حكم القتل هذا حكم شرعي. وانما جعل تنفيذه وتطبيقه الى من يتولى الامر في الامة لا الى كل احد. لان لا يفهم فاهم ان هذا يسوغ لاي انسان اراقة دم كل من تعرض لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. لان الشريعة ايضا تأبى ذلك. وجعلت اقامة الحدود والتعزيرات لولاة الامور وحكام المسلمين لئلا تصبح الامور فوضى ويتعدى كل احد على اي احد ثم تنزع الولاية وسلطات الحكم وولاية الامر من اربابها. فحتى تنضبط الشريعة في تطبيق الحدود والتعزيرات والعقوبات الشرعية فانما جعلت لمن يتولى ان الامر في امة الاسلام من قضاة وحكام وولاة امور فقد جعل اليهم ذلك لا الى غيرهم. وعلى هذا ما ستسمعون من تقرير كلام اهل الاسلام وعلماء الملة رحمهم الله جميعا وكذلك من لعنه او دعا عليه او تمنى مضرة له او نسب اليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم او العيب على طريق الذم او العيب في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجره. ومنكر من القول وزور او عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه او غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه. غمصه يعني عابه وانتقصه بشيء من العوارض البشرية الجائزة عليه. كما تقدم في فصول سبقت يجوز عليه صلى الله عليه وسلم السهو ويجوز عليه النسيان والخطأ الذي لا تقره عليه الشريعة. فلا يتخذ شيء من تلك الامور الجائزة في حقه صلى الله عليه وسلم لا ينتخب لا يتخذ وسيلة للانتقاص. او الحط من قدره كل ذلك كما قال المصنف رحمه الله لا بما سبق من صريح الانتقاص والسب او الشتم آآ لمقام النبوة صلى الله عليه واله وسلم نعم وهذا كله اجماع من العلماء وائمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم الى هلم جرا. الهلم جرا يعني كل من جاء في الامة من العلماء من بعد الصحابة رضي الله عنهم هم متطابقون على هذا القول عن عروة بن محمد عن رجل من بلقين قال كان رجل يشتم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال من يكفيني عدوا لي؟ قال خالد بن الوليد بي دي انا فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله. والحديث اخرجه ابن حزم في المحلى واللفظ له وصححه اخرجه عبد الرزاق المصنف هذه عداوة سب النبي عليه الصلاة والسلام وانتقاصه عداوة له بالله عليكم. امن يعادي نبي الاسلام يبقى له في الاسلام موضع شبر هذه عداوة وقد مر بكم ليلة الجمعة الماضية ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا وقال في اية اخرى والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم اما وقد لحق عليه الصلاة والسلام بالرفيق الاعلى وليس شيء يمس مقامه انتقاصا واذى في شخصه ولا جرحا لمشاعره عليه الصلاة والسلام. الا ان الشريعة حفظت له اقامه الشريف ان يمس بسوء او بلفظ واشارة وعبارة وكلمة ورسم وسخرية واستهزاء كل ذلك كأبته الشريعة فحفظت له صلى الله عليه واله وسلم ذلك المقام الرفيع. ولهذا تطابقت اقوال علماء الاسلام على كفر كل من يتعرض له. يقول الامام ابو يوسف حنفي المذهب رحمه الله قال ايما رجل مسلم سب رسول الله صلى الله عليه وسلم او كذبه او عابه او تنقصه فقد كفر بالله وبانت منه زوجته طلقت فإنت والا قتل يقول الامام اسحاق ابن راهوية رحمه الله اجمع المسلمون على ان من سب الله او سب رسوله صلى الله عليه وسلم انه كافر بذلك وان كان مقرا بكل ما انزل الله قال عبدالله بن الامام احمد سمعت ابي يقول في من سب النبي صلى الله عليه وسلم قال تظرب عنقه قال محمد بن سحنون من علماء المالكية قال اجمع العلماء على ان شاتم النبي صلى الله عليه وسلم. المتنقصة له والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الامة القتل. قال ومن شك في كفره وعذابه كفر وقال الامام ابن المنذر من ائمة الشافعية رحمه الله قال واجمعوا على ان من سب النبي صلى الله عليه واله وسلم ان له قال الامام ابن حزم للظاهر رحمه الله كل من اذى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهو كافر مرتد يقتل ولا بد. وقال ايضا رحمه الله صح بالنص ان كل من استهزأ بالله تعالى او بملك من الملائكة او نبي من الانبياء عليهم السلام او باية من القرآن او بفريضة من فرائض الدين فهي كلها ايات الله تعالى بعد بلوغ الحجة اليه فهو كافر ولهذا سينقل القاضي عياض رحمه الله هذا الاجماع قال اجمعت الامة على قتل منتقصه من المسلمين وسابه وسينقل رحمه الله جملة من كلام الائمة في هذا. قال الامام ابن قدامة الحنبلي رحمه الله قذف النبي صلى الله عليه وسلم وقذف امه ردة عن الاسلام. وخروج عن الملة وكذلك سبه بغير القذف. قال ابن ابن تيمية رحمه الله ان الساب ان كان مسلما فانه يكفر ويقتل بغير خلاف. وقال وهو مذهب الائمة الاربعة وقد تقدم ممن حكى الاجماع على ذلك اسحاق بن راهوية وغيره. وان كان ذميا فانه يقتل ايضا في مذهب مالك واهل المدينة قال وسيأتي حكاية الفاظهم وهو مذهب احمد وفقهاء اهل الحديث قال الامام ابن عابدين الحنفي رحمه الله بعد ان ذكر اقوال بعض العلماء قال هذه نقول معتظدة بدليلها. وهو ومن استقرأ سير الصحابة تحقق اجماعهم على ذلك. فانه نقل عنهم في قضايا مختلفة منتشرة يستفيضن نقولها ولم ينكره احد وما حكي عن بعض الفقهاء من انه اذا لم يستحل لا يكفر زلة عظيمة. وخطأ عظيم لا يثبت عن احد من العلماء المعتبرين ولا يقوم عليه دليل صحيح. فاما الدليل على كفره فالكتاب والسنة والاجماع. والقياس قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله سب الرسول عليه الصلاة والسلام سب لمن ارسله ومناف لحقه الذي هو اوجب الحقوق البشرية. وحقه التعظيم والاجلال والتوقير حتى ان الله عز وجل جعل من اسباب الرسالة ومن حكمة الرسالة ان تؤمن بالله ورسوله وان نعزره ونوقره انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله قال وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا. قال الشيخ رحمه الله فهذا ركن واساس. وحكمة من حكم ارسال الرسول عليه الصلاة الصلاة ولا شك ان سب النبي عليه الصلاة والسلام مع كونه تنقصا له ولمن ارسله فهو ايضا تنقص لشريعته. ولهذا اذا سب احد من الناس رجلا فان سبه ينعكس على منهاجه الذي انتهجه ويكون نفس المنهاج الذي انتهجه عند الناس منقوصا لانه من سب لان لانه سب من قام بهذا المنهج فسب الرسول عليه الصلاة والسلام اذا تضمن ثلاثة امور كل واحد منها كفر سب الله وسب الرسول صلى الله عليه واله وسلم وسب شريعته انتهى كلامهم رحم الله الجميع فيسوق المصنف الان رحمه الله هذه الجمل المأثورة عن ائمة الاسلام من المذاهب كافة لتملأ صدرك عبد الله يقينا وثقة ان الامة كلها اي والله الامة كلها من لدن الصحابة الى اليوم تنتفض نصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام وذبا عن جنابه وحمى لمقامه الكريم عليه الصلاة والسلام. امة تفدي نبيها صلى الله عليه وسلم بارواحها. ومهجها وفاء ببعض حقه العظيم على الامة فقد بلغ الرسالة وادى الامانة عليه الصلاة والسلام وجاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه اليقين صبر واحتسب وبذل بكل ما ملكت يداه صلى الله عليه واله وسلم من اجل انقاذي وانقاذك من النار. وانقاذ امي وامك وابي وابيك من النار عليه الصلاة والسلام وما يزال يحرص علي وعريك وعلى كل مسلم في امته الى يوم العرصات. الى يوم الفزع الاكبر. وهو يقول امتي امتي ينشد صلى الله عليه وسلم من ربه السلامة لامتهم والنجاة لها في الدنيا والاخرة فتقوم الامة بجزء من هذا الواجب في الوفاء العظيم لمقامه عليه الصلاة والسلام. الا ترضى له الدنية بشيء من مسلم ولا كافر والا تقبل لمقامه صلى الله عليه وسلم انتقاصا او سخرية او اذى او استهزاء اما انه في مرقده عليه الصلاة والسلام ملتحق بالرفيق الاعلى في جوار كريم ومقام شريف لكن الامة تحفظ له حقه ولا تسكت لمتطاول ومغرض وحاقد وشانئ ومستهزئ. اما ان الله قد كفاه قال ان شانئك هو الابتر. وكفاه فقال والله يعصمك من الناس. وكفاه فقال انا كفيناك المستهزئين. فالله قد كفاه لكن الواجب علينا اليوم الا نقبل بمثقال ذرة من تطاول على مقام رسول الله عليه الصلاة والسلام. لانه اشرف في انفسنا اشرف في اعيننا من انفسنا التي بين جوانبنا واشرف في اعيننا من ابائنا وامهاتنا والامة جمعاء ولا يقبل مسلم والله لحظة في حياته ان تتنفس رئته الهوى ونبيه عليه الصلاة والسلام ينتقص او يتعرض له بسوء. فها هي دي امة الاسلام تتوارث هذا العلم العظيم ومعرفة حقه الكريم الذي حباه الله تعالى به. ثم هي تتدارسه وتنقله للاجيال. يحكي لك الان قول ابي حنيفة واسحاق ابن راهوية واحمد ومالك. هؤلاء الذين ماتوا قبل اكثر من الف سنة. ولا زالت الامة تتوارث اقوالهم لان انه دين لانه علم فنحن نتعلمه ونتدارسه ونعلمه لاجيالنا ونورثه للامة ان حب رسول الله عليه الصلاة والسلام جزء في صلب عقيدتنا. وان المساس بمقام النبوة خروج عن الاسلام. وطعن في ثوابت الشريعة واستهزاء بما عظم الله شأنه ومن لم يعظم ما عظم الله فلا خير فيه. لكنها ابتلاءات قد تمر بالامة ومحن وعواصف قد تعصف بشيء من اركانها فتقوم الامة بواجب النصرة والتوقير والحب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم بما يسعها في كل زمان ومكان تبذل الاسباب وتنشد اداء الواجب وابراء الذمة. حتى اذا لقيت ربها لقيت ربها وقد ادت ما عليها والواحد فينا امة الاسلام يجعل من ذلك كله زادا يزيد به في ايمانه وحبه وتقواه لربه وهو يعلم ان هذا واجب العظيم هو جزء من الامتحان الذي يبتلى به العباد في هذه الحياة. فعندما يجد احدنا في قلبه مشاعل الايمان قد افتقدت وجذوة النور في قلبه قد اوقدت وهو يعلم ما له من الواجب الذي وسعه بذله واداؤه فانه خير يساق اليه بهذا تأصل اقوال اهل العلم كما سيسوقه المصنف رحمه الله الان تباعا وقال ابو بكر بن المنذر اجمع عوام اهل العلم على ان من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وممن قال ذلك ما لك بن انس والليث بن سعد واحمد واسحاق وهو مذهب الشافعي. اجوع عوام اهل العلم يعني عامة اهل العلم قال القاضي ابو الفضل وهو مقتضى قول ابي بكر الصديق رضي الله عنه. ولا تقبل توبته عند هؤلاء المذكورين وبمثله قال ابو حنيفة واصحابه والثوري واهل الكوفة والاوزاعي في المسلم لكنهم قالوا هي ردة قالوا مثل ذلك في المسلم يعني اذا قال المسلم شيئا من ذلك فانه يكفر لكن قالوا هي ردة يعني خروج عن الاسلام نسأل الله السلام. قوله لا تقبل توبته عند هؤلاء يعني مالك والليث واحمد واسحاق والشافعي لا تقبل توبته لسبب ان صاحب الحق وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي سبه ذلك الابتر والشانئ والحاقد هو صاحب الحق عليه الصلاة والسلام وفي القذف لا يملك اسقاط الحق الا صاحبه والنبي عليه الصلاة والسلام قد مات ولحق بالرفيق الاعلى فلا يملك احد اسقاط حقه عليه الصلاة والسلام. ولذلك قالوا يقتل وان تاب لان التوبة بينه وبين الله. اما الحق في اقامة الحد عليه فلا يسقطه احد لان الحق له. صلى الله عليه واله وسلم وروى مثله الوليد بن مسلم عن مالك وحكى الطبري مثله عن ابي حنيفة واصحابه في من تنقصه عليه السلام او برئ منه او كذبه وقال سحنون في من سبه ذلك ردة كالزندقة وعلى هذا وقع الخلاف في استتابته وتكفيره. وهل قتله حدا او كفرا كما سنبينه في الباب الثاني ان شاء الله تعالى ولا نعلم خلافا في استباحة دمه بين علماء الانصار وسلف الامة وقد سلف الائمة ولا نعلم في ذلك خلافا بين علماء الانصار وسلف الائمة. وقد ذكر غير واحد الاجماع على قتله وتكفيره. واشار بعض وهو ابو محمد علي ابن احمد الفارسي الى الخلاف في تكفيره المستخف الى خلاف الى الى الخلاف في تكفير المستخف به والمعروف والمعروف ما قدمناه. يعني ينقل عن بعض علماء الظاهرية خلافا في تكفير المستخف برسول الله صلى الله عليه وسلم قال القاضي عياض رحمه الله والمعروف ما قدمناه. يعني الا خلاف بل الاجماع منعقد عن كثير ممن سمعت ممن سمى الامام القاضي عياض رحمه الله قال محمد بن سحنون اجمع العلماء ان النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند وحكمه عند الامة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر واحتج ابراهيم بن حسين بن خالد الفقيه في مثل هذا بقتل خالد بن الوليد ما لك بقتل خالد بن الوليد ما لك بن نويرة لقوله عن النبي الله عليه وسلم صاحبكم يقصد بمالك ابن نويرة التميمي احد شعراء بني تميم اسلم وولاه النبي صلى الله عليه وسلم امر جمع الصدقات في قومه لكنبه بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام ارتد وكان ممن قاتلهم الصديق ابو بكر رضي الله عنه. فلما صارت الخلافة للصديق ابي بكر رضي الله عنه غير ما بن نويرة ما كان قد عهد به اليه النبي عليه الصلاة والسلام في امر الصدقات وجمعها وتفريقها. فقيل حبس الصدقات وقيل بل اعلن الردة وتعلمون ان ابا بكر رضي الله عنه بعد استشارة الصحابة اجمعوا امرهم جميعا رضي الله عنهم على اعتبار مانع الزكاة المرتدين وقد قال ابو بكر رضي الله عنه قولته الشهيرة والله لا افرق بين آآ من من ترك الصلاة والزكاة ومن فرق بين الصلاة والصدقة. وقال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه فبعض قبائل العرب التي ارتدت بعد مماته عليه الصلاة والسلام بعضها ارتدت ردة صريحة لكن عامتهم كان منعا منهم للزكاة وكانوا يرونها جباية فلما مات عليه الصلاة والسلام امتنعوا عن ادائها فقاتلهم ابو بكر والصحابة رضي الله عنهم جميعا فارسل اليهم في من ارسل خالد بن الوليد. فلما وقع بين يديه امر ضرار ابن الازور الاسدي فقتله وذلك في صدر خلافة ابي بكر رضي الله وعنه سنة اثنتي عشرة من الهجرة. وفي حواره بين ابي بكر بين خالد بن الوليد الذي بعثه ابو بكر رضي الله عنهم وبين ما لك ابن نويرة لما جرى الكلام يقال ان خالدا رضي الله عنه قتله لما جرى على لسانه ذكر النبي عليه الصلاة والسلام هذه العبارة المشعرة بالانتقاص قال صاحبكم فرأى ابو بكر فرأى خالد منه ردة عن الاسلام. يعني نسب جعل الضمير اليهم لا اليه فكأنه خرج من دين الاسلام. فحكم بردته فقتله خالد رضي الله عنه فقال ابو سليمان الخطابي لا اعلم احدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله اذا كان مسلما وقال ابن القاسم عن مالك في كتاب ابن سحنونة والمبسوط والعتبية وحكاه مطرف عن مالك في كتاب ابن حبيب من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل ولم يستتب. كل هذه النقود التي يسوقها الامام القاضي عياض رحمه الله اثبات لهذا التوثيق العلمي عن ائمة الاسلام من المذاهب كافة وربما توسع رحمه الله في ذكر توثيق قول الامام مالك رحمه الله لانه من اتباع مذهبه. فها هو ذا ينقله في في رواية ابن القاسم ومن كتب ابن سحنون والمبسوط والعتبية ويحكيه ايضا من رواية مطرف عن مالك في كتاب ابن حبيب وسينقله ايضا عن ابن القاسم في العتبية ونقله قبل ذلك ايضا عن غير واحد من علماء المذهب وائمته في توثيق هذا لاثبات في ان المسألة ليست شيئا يقال ويحكى بل هو روايات منصوصة تنقل عن ائمة الاسلام الكبار وهم علماء وفقهاء الفتوى ومن كانت تدور عليهم احكام الشريعة في ازمانهم رحمة الله عليهم تدريسا وافتاء وحكما وقضاء رحم الله اولهم واخرهم قال ابن القاسم في العتبية من سبه او شتمه او عابه او تنقصه فانه يقتل. وحكمه عند الامة القتل كالزنديق وقد فرظ الله تعالى توقيره وبره وفي المبسوط عن عثمان بن كنانة من من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل او صلب حيا ولم يستتب الامام مخير في صلبه حيا او قتله. وهذا ايضا التقرير الفقهي في في شناعة القتل على من وقع منه السب والشتم هو تقرير لجزاء مستحق في من اتى امرا عظيما في الشريعة مثل انتقاص رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال يقتل او يصلب حيا. ولا يستتاب لما تقدم ذكره قبل قليل. قال روى الامام مخير في صلبه حيا او قتله ومن رواية ابي المصعب وابن اويس ابي اويس. ومن رواية ابي المصعب وابن ابي اويس سمعنا مالكا يقول من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم او شتمه او عابه او تنقصه قتل مسلما كان او كافرا. ولا يستتاب وفي كتاب محمد اخبرنا اصحاب مالك انه قال من سب النبي صلى الله عليه وسلم او غيره من النبيين من مسلم او كافر قتل ولم يستتب وقال اصبغ يقتل على كل حال اسر ذلك او اظهره ولا يستتاب لان توبته لا تعرف وقال عبدالله بن وقال عبدالله بن عبدالحكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم او كافر قتل ولم يستتب وحكى الطبري فيه مثله عن اشهب عن اشهب عن مالك. كل هذا في تكرار قولهم لا يستتاب ولم يستتب. تأكيد على ان قضية التوبة هذه مردها الى الله. لكن احكام الدنيا الظاهرة انما تقام على احكامها الظاهرة. وهو قد منه السب والتعدي على مقام النبوة. وهو اعتراض او تعرض لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يملك احد في الامة من حكامها ولا ولاتها ولا قضاتها ولا علمائها الفتوى بالتنازل عن اقامة الحد عليه لان الحق لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يمكن التنازل عن صاحب الحق الا لصاحب الحق فلذلك لا يستتاب لهذا قال لان توبته لا تعرف. وقال لم يستتب. كل ذلك تأكيد على اصل هذا المعنى لحفظ حق رسوله الله صلى الله عليه وسلم وروى ابن وهب عن مالك من قال ان رداء النبي صلى الله عليه وسلم ويروى زر النبي صلى الله عليه وسلم ووسخ اراد به عيبه قتل الان سيسوق المصنف امثلة ونماذج من العبارات والالفاظ التي تصرح او تشير او تلوح بشيء من الانتقاص وينص الفقهاء على ان صدورها من فم الرجل كفر هذه امثلة يقررها الفقهاء رحمهم الله في كتبهم وينقلونها يقول حكى ابن وهب عن مالك من قال ان رداء النبي عليه الصلاة والسلام وسخ قال ويروى زر زر الثوب هذا قال من قال ان زر ثوب النبي عليه الصلاة والسلام وسخ اراد به عيبه قتل اذا اراد بهذه الجملة عيبا وانتقاصا لرسول الله عليه الصلاة والسلام وما عساه ان يكون وصف الثوب بانه وسخ او زر الثوب طالما حمل معنى العيب والانتقاص فقد وجب الحكم وستأتيك الامثلة الاخرى تباعا وقال بعض علمائنا اجمع العلماء على ان من دعا على نبي من الانبياء بالويل او بشيء من المكروه انه يقتل بلا استتابة هذا في عموم الانبياء عليهم السلام. من دعا عليهم بالويل كان يقول ويل لفلان وويل واد في جهنم كما يقول اهل العلم علم او هو الدعاء عليه بالثبور والهلاك في الاخرة. قال او بشيء من المكروه يقتل بلا استتابة لان الانبياء عليهم السلام هم رسل الله وصفوته المختارة من البشر. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس طيب وما معنى هذا؟ الطعن فيهم وانتقاصهم هو طعن طعن في مقام الالوهية الذي اصطفاهم واختارهم وبعثهم الى اممهم كما تقدم نقله عن اهل العلم قبل قليل وافتى ابو الحسين القابسي في من قال في النبي صلى الله عليه وسلم الحمال يتيم ابي طالب بالقتل هذه اخرى قال افتى ابو الحسن القامسي الامام المالكي الفقيه رحمه الله فيمن قال في النبي عليه الصلاة والسلام الحمال حمال يعني يحمل متاعه وقد ثبت ان عليه الصلاة والسلام كان اذا اشترى شيئا من السوق بادر بحمله تواضعا منه مع انه لو طلب من اصحابه خدمته رضي الله عنهم جميعا لخدموه باهداب عيونهم والله لكنه كان في مقام التواضع كان يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويكون في مهنة اهله. وربما حمل عليه الصلاة والسلام شيئا من متاعه الى داره او الى مكان ما فيقول من قال او من وصف النبي عليه الصلاة والسلام في هذا السياق الذي يثبت تواضعه فقال عنه وصفة الحمال ازدراء وانتقاصا يعني كالعامل الذي يحمل المتاع بالاجرة او يقول عنه يتيم ابي طالب وهو يتيم عليه الصلاة والسلام. وابو طالب عمه الذي كفله بعد ممات جده عبد المطلب هذه اوصاف حقيقية حمال يحمل متاعه بنفسه. ويتيم ابي طالب. لكن مقولتها في سياق الانتقاص والسخرية هي التي توجب لصاحبها المقام الشنيع والعياذ بالله. قال في من قال في النبي صلى الله عليه وسلم الحمال يتيم ابي طالب افتى فيه بالقتل حكما عليه بالكفر لانه قد ارتد عن الاسلام بتلك المقالة التي خرجت من فيه سخرية وانتقاصا لرسول الله عليه الصلاة والسلام وافتى ابو محمد ابن ابي زيد بقتل رجل سمع قوما يتذاكرون صفة النبي صلى الله عليه وسلم. اذ مر بهم رجل قبيح الوجه لحيتي فقال لهم تريدون تعرفون صفته؟ هي في صفة هذا المار في خلقه ولحيته قال ولا تقبل توبته وقد كذب لعنه الله وليس يخرج ذلك من قلب سليم الايمان. نعم وصدق رحمه الله. لكن هذه واقعة افتى فيها ابن ابي زيد بقتل رجل سمع قوم يتذاكرون صفة النبي عليه الصلاة والسلام فمر رجل قبيح الشكل والوجه واللحية قال لهم تريدون معرفة صفته في صفة هذا المار في خلقه او في خلقه ولحيته فافتى بقتله قال ولا تقبل توبته. مع انه والله لربما خرجت الكلمة من فيه سخرية ومزاحا وهزلا لكن هذه القضايا التي تتعلق بالعقيدة لا هزل فيها. اما قال الله عن اهل النفاق يوم غزوة تبوك قل الله واياته ورسوله كنتم تستهزئون هذا كفر قال لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وهم جاؤوا يعتذرون بانهم كانوا يتمازحون ويضحكون وما قصدوا المسألة جدا. وغاية ما قالوا يوم غزوة تبوك تلك المقالة التي حفظتها السيرة. قالوا والله ما رأينا مثل اصحابنا هؤلاء ارغب بطونا ولا عند اللقاء يقصدون النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته فنزلت الاية صريحة بكفرهم وهي وان قيلت في مقام السخرية والاستهزاء وهذا الذي يقع فيه بعض من لا خلاق لهم والفساق والذين يتساهلون في امور الديانة فيجرون تلك العبارات مجرى الضحك والسخرية الذي ادمنوا عليه في مجالسهم واقاويلهم واحاديثهم فحذاري فالباب عظيم والله. والسخرية والضحك والاستهزاء ان جاز. وسمح في كثير من امور الحياة فلا تكونوا في دين الله ولا في كتاب الله ولا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في شعائر الاسلام. هذا باب احترامه وتوقيعه هو اعتظام وتعظيمه من صميم الدين. واي شيء يخالف ذلك يخرج بصاحبه عن الملة عياذا بالله. فلذلك افتى ابن ابي زيد بقتله لانه قالها ولو قالها سخرية واستهزاء لكن المسألة تتعلق بهذا الباب العظيم. نعم وقال احمد بن ابي سليمان صاحب سحنون من قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اسود يقتل وقال في رجل قيل له لا وحق رسول الله لا وحقي وقال في رجل قيل له لا وحق رسول الله. فقال فعل الله برسول الله كذا وكذا. وذكر كلاما قبيحا. هذه واقعة اخرى سئل عن رجل كان يتكلم مع شخص فقال في اثناء كلامه لا وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل التأكيد لكلامه قال لا وحق رسول الله. صلى الله عليه وسلم فقال له خصمه في تلك في ذلك الموقف تلك الحادثة قال فعل الله برسول الله كذا وكذا وذكر كلاما قبيحا. يعني انت الان في سياق كلامك تقول لا وحق رسول الله تعظيما لمقامه عليه الصلاة الصلاة والسلام وتنويهم بحقه العظيم. فقال له القائل يعني ان كنت تعظم الكلام بذكر حق رسول الله فقال كلاما قبيحا. قال فعل الله يعني دعا فقال فعل الله برسول الله كذا وكذا عليه الصلاة والسلام. وذكر كلاما قبيحا فقيل له ما تقول يا عدو الله؟ فقال اشد من كلامه الاول فوقع في الكلام الكفر الصراح ثم اراد ان يعتذر وان يسوغ لكلامه مخرجا فقال انما اردت برسول الله العقرب ثم قال فعل الله برسول الله كذا وكذا وعرف انه قال كلاما هوى به في هاوية الكفر فأعادوا عليه الكلام فكرره باشد مما قال قال لا انا قصدت برسول الله العقرب هذا تأويل ساقط ومحاولة لايجاد مخرج في كلام لا محمل له. فقال ابن ابي سليمان للذي سأله اشهد عليه وانا شريكك يريد في قتله على ذلك قال اشهد وانا شريكك. نذهب به الى القاضي. يحكم عليه بالردة وتطبيق حكم القتل عليه. قال اشهد معي نحن اثنان وقد سمعنا ما قال واعتذاره بذلك العذر السخيف لا ينجيه من تبعة قوله الفظيع الذي تلفظت به شفتاه. نعم. وقال في رجل وقال في رجل قيل له لا وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فعل الله برسول الله كذا وكذا وذكر كلاما قبيحا. فقيل له ما تقول يا عدو الله؟ فقال اشد من كلام الاول ثم قال انما اردت برسول الله العقرب. قال ابن ابي سليمان للذي سأله اشهد اشهد عليه وانا شريكك. يريد في قتله وثواب ذلك قال حبيبنا الربيع لان ادعاءه التأويل في لفظ صراح لا يقبل لانه امتهان وهو غير معزز لرسول الله صلى الله عليه وسلم موقر له فوجب اباحة دمه. نعم ادعاه التأويل في ذلك اللفظ الصريح لا يقبل اللفظ الصريح يعني يتكلم صراحة باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول لا قصدت كذا واردت كذا هذا التأويل لا ينجي صاحبه لانه امتهان كما قال وهو غير معزز يعني محترم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا موقر له فوجب اباحة دمه وافتى ابو عبد الله ابن عتاب في عشار قال لرجل ادي واشكو الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان سألت او جهلت فقد جهل. وسأل النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل قال افتى ابو عبد الله ابن عتاب ايضا من فقهاء المالكية رحمه الله افتى في مسألة عرضت عليه قال في عشار والعشار هو الذي يتعرض للناس فيأخذ اموالهم ظلما وقيل هو الذي يأخذ الضرائب من الناس ظلما وجورا. يقال له في الفقه وفي تاريخ الاسلام العشار ويقال في جمعهم العشارون يعني الذين يأخذون عشر اموال الناس ظلما وافتراء افتى في رجل عشار اراد ان يخاطب شخصا ويفرض عليه بالقوة دفع الظريبة. فالزمه فقال ساخرا مستهزئا يعني ادفع وان واشكو الى النبي عليه الصلاة والسلام سخرية واستهزاء يعني مثل ما تقول العامة ان ما عجبك اذهب واشتكي لكنه يقول ادي واشكو الى النبي عليه الصلاة والسلام ما علاقة النبي عليه الصلاة والسلام بموقفه؟ ثم هو ظالم وجائر ومبتغ في اموال الناس اكلا بالباطل على كل حال قال تلك العبارة قال ادي يعني ادفع يعني انا يهمني الان ان تدفع وليس لي بشيء يتعلق بك. ادي واشكوا الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ان سألت او جهلت وبعضهم قال جعلت فقد جهل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال افتى فيه بالقتل يريد ان تلك العبارة التي خرجت من صاحبها في مقام الاشر والبطر والكبر التي يزدري فيها اصحابها من الفسقة ومن لا دين لهم والفجر في استهزاء صريح على الدين وعلى مقام النبوة ان ذلك كله كفر صراح يخرج بهم عن دائرة الاسلام. نسأل الله السلامة وافتى فقهاء الاندلس بقتل ابن حاتم المتفقه الطليطلي. وصلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي الله عليه وسلم وتسميته اياه وتسميته اياه اثناء مناظرته باليتيم وختن حيدرة وزعمه ان زهده لم يكن قصدا ولو قدر على الطيبات اكلها الى اشباه لهذا. هذا مثال اخر. افتى فيه فقهاء الاندلس رحمة الله عليهم بقتل متفقه ولم يسمه فقيها يعني رجل يسير على طريقة الفقهاء ويشاركهم ولم يبلغ الفقه منه علما يؤثر في ايمانه ابن حاتم الطليطري ووصفه المصنف القاضي عبد بالمتفقه يعني لم يراه قد بلغ درجة الفقه ليسمى فقيها قال افتى فقهاء الاندلس بقتل هذا الرجل وصلبه لم؟ قال لانهم شهدوا عليه في مجالسه كلمات تجري على لسانه استخفافا بحق النبي عليه الصلاة والسلام لاحظ كيف متفقه ويستخف هذا التعالم والمتفيهقون الثرثارون المتشدقون عندما يظن احدهم انفه قد شم رائحة فيتطاول على مسائل العلم وعلى قواعده وعلى محكماته فيأتي ويزاحم الفقهاء في امر جعله الله عز وجل لهم شغل اعمارهم فقال في في مقام مجالساته ومناقشاته واجتهاداته المهلكة يقول كان في اثناء كلامه يسمي النبي عليه الصلاة والسلام باليتيم اذا ذكر في مناظراته او جرى ذكر النبي عليه الصلاة والسلام على لسانه يعبر عنه باليتيم داعي اقلت اوصاف رسول الله عليه الصلاة والسلام التي يوصف بها ثناء ومدحا وافتخارا ليصفه باليتيم وهي مشعرة هذه ليست صريحة لكنها مشعرة بالانتقاص. ثم جمعوا لها العبارات الاخرى. قال ويصفها ايضا بانه ختن حيدرة حيدر علي بن ابي طالب رضي الله عنه لقب مشهور له. والختن هو ابو الزوج فهو حقيقة عليه الصلاة والسلام والد زوج علي ابن ابي طالب والد فاطمة رضي الله عنها. والنبي عليه الصلاة والسلام ابوها فهذا ايضا ليس وصفا كاذبا فاليتيم صحيح. وهو ختم حيدر صحيح. لكن هذه العبارات عندما يتكلم بين قوسين هذا الذي يظن نفسه من بين اهل العلم والفقهاء. فاذا اراد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام لا يقول نبينا ولا الرسول ولا نبي ولا حتى يسميه باسمه محمد صلى الله عليه واله وسلم. ويعدل عن ذلك لتلك الاوصاف المشعرة بانتقاص بقائلها لمن يقصده يسميه اليتيم وختا حيدر وهذي كلها لما جمعت جمعوها وشهدوا عليه فافتوا بقتله. قال وزعمه ايضا ان زهد النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن قصدا ولو قدر على الطيبات اكلها. يقول هذا الذي يحكونه في السيرة انه كان يتقلل من لباسه وطعامه وشرابه. ليس زهدا بل لانه ما كان يجد لانه فقير ولا يوصف فقير بالزهد قال ولو قدر على الطيبات لاكلها. هذا والعياذ بالله هو تعد صريح. فلما جمع له فقهاء والاندلس تلك المقولات افتوا بقتله. نعم احسن الله اليكم وافتى فقهاء القيروان واصحاب سحنون بقتل ابراهيم الفزاري بقتل ابراهيم الفزاري وكان شاعرا متفننا في كثير من العلوم. وكان ممن يحضر مجلس القاضي ابي العباس ابن طالب للمناظرة. فرفعت عليه امور منكرة من هذا الباب في الاستهزاء بالله وانبيائه ونبينا عليه السلام. فاحضر له القاضي يحيى ابن عمر وغيره من طه وامر بقتله وصلبه فطعن بالسكين وصلب منكسا ثم انزل واحرق بالنار. هذه غيرة علماء الاسلام على مقام نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام قال كان شاعرا متفننا في كثير من العلوم لكن الفسق والفجور والزندقة لا علاقة لها لا بثقافة ولا شعر ولا ادب فرب جاهل امي عامي لا يقرأ ولا يكتب عظيم الحب لله والتعظيم والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ورب مثقف متعلم متفنن قارئ كاتب ذكي عبقري لو ذعي. لكن الايمان مرق من قلبه كما السهو من الرمية فهذه لا علاقة لها ولما جمعوا عليه تلك القضايا رفعوه الى القاضي فاحضر له الحكم وامر بقتله وصلبه قال فطعن بالسكين وصلب منكسة ثم انزل واحرق بالنار نسأل الله السلامة وحكى بعض المؤرخين انه لما رفعت خشبته وزالت عنها الايدي استدارت وحولته عن القبلة فكانت اية للجميع كبر الناس وجاء كلب فولغ في دمه. فقال يحيى ابن عمر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر حديثا عنه عليه السلام انه قال لا يلغ لا لا يلغ الكلب وذكر حديثا عنه عليه السلام انه قال لا يلغ لا يلغ الكلب في دم امرئ مسلم. الحديث لا اصل له كما يقول الحافظ ابن حجر رحمه ثم لكن القصة في هذا الرجل لما صلب فازالوه عن الخشبة قال تحول عن القبلة فكان اية قيل فجاء كلب فولغ في دمه يعني جعل يطعم من دمه وذكر الحديث لا يلغ الكلب في دم امرئ مسلم لكن الحديث لا يثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم وقال القاضي ابو عبدالله بن المرابط من قال ان النبي صلى الله عليه وسلم هزم يستتاب فان تاب والا قتل لانه تنقص اذ لا يجوز ذلك عليه في خاصته. اذ هو على بصيرة من امره ويقين من عصمته. النبي عليه الصلاة والسلام في عامة غزوات كان مؤيدا من الله وربما كانت غزوة احد اشد معارك الاسلام في عهده صلى الله عليه وسلم وقعا عليه وعلى اصحابه. واصابهم ما اصابهم يوم احد فكان نوعا من الهزيمة سماه الله تعالى ابتلاء. لكن قول ابن المرابط الفقيه المالكي من قال ان النبي صلى الله عليه هزم يستتاب حمل ذلك على انها شناعة من القول ان الهزيمة ماذا تعني؟ قال لان الهزيمة تحمل في طياتها معنى التخلي من الله عن نبيه عليه الصلاة والسلام وانه قد رفع عنه نصرته وتأييده. فلذلك رآها مقولة شنيعة تستوجب الاستتابة. قال لانه تنقص بل كان النبي عليه الصلاة والسلام على بصيرة من امره ويقين من عصمته. لكنه اذا قيل ان الهزيمة مصطلح ولفظ يراد به ما يقابل الانتصار في جولة معركة فمثل ذلك سائغ المقصود في المقام كله حفظ مقام النبوة من الانتقاص والازدراء على صاحبها افضل الصلاة واتم لا قال حبيب ابن ربيع القروي مذهب مالك واصحابه واصحابه اصحابه مذهب مالك واصحابه ان من قال فيه عليه السلام ما فيه نقص قتل دون استتابة. وهذا عام. كل مقولة تتضمن انتقاصا وقد سمعت امثلة لها قال توجب القتل دون استتابة لصاحبها وقال ابن عتاب الكتاب والسنة موجبان ان من قصد النبي صلى الله عليه وسلم باذى او نقص معرضا او مصرحا وان قل فقتله واجب فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا ونقصا. يجب قتل قائله لم يختلف في ذلك متقدمهم ولا متأخرهم وان اختلفوا في حكم قتله على ما اشرنا اليه ونبينه بعد ايضا ان شاء الله. يقول ابن عتاب رحمه الله الكتاب والسنة موجبان ان من قصد النبي صلى الله عليه وسلم باذى او نقص معرضا او مصرحا تعريضا او تصريحا وان قل فقتله واجب الكتاب والسنة اين؟ هذا الذي سيعقد له المصنف رحمه الله تعالى الفصول الاتية في سرد الادلة. من الكتاب والسنة التي تثبت وتبين حكم كفر قائل تلك المقولات انتقاصا وسبا وسخرية واستهزاء. سواء كان ذلك ريحا او تعريضا كما تقدم وسيعرض لها المصنف رحمه الله على التفصيل وذكر شواهدها وكلام اهل العلم عليها. قال فهذا الباب كله مما عده العلماء الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله لا اله الا الله قال القاضي عياض رحمه الله فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا ونقصا يجب قتل قائله. على ما سمعتم فيما تقدم من الامثلة والمواقف والعبارات التي افتى فيها فقهاء الاسلام في غير ما موضع مع غير امام من الفقهاء والائمة بالحكم بكفر قائله ووجوب قتله. قال لم يختلف في ذلك متقدمهم ولا متأخرهم. وان اختلفوا في حكم قتله على ما اشرنا اليه ونبينه بعد ايضا ان شاء الله يعني هل قتل هذا السام والمتعدي والساخر والمستهزئ؟ هل قتله ردة ام حد والفرق ان القتل حدا يحكم فيه ببقاء اسلام صاحبه واما القتل ردة فهو حكم صريح بخروجه من الملة نسأل الله السلام. وهو ايضا تقرير لما تقدم في صدر المجلس تقرير الفقهاء رحمهم الله بكفر القائل ووجوب قتله لم يكن لم يكن اذنا لاي احد في تنفيذ حكم القتل انما هي فتوى ثم يرفع الامر الى القاضي والحاكم لاجراء مثل تلك العقوبات الشرعية التي يستقل بتنفيذها وتطبيقها القضاة والحكام وكذلك اقول حكم من غمصه او عيره برعاية الغنم او السهو او النسيان او السحر او ما اصابه من جروح او هزيمة لبعض جيوشه او اذى من عدوه او شدة من زمنه او بالميل الى نسائه. فحكم هذا كله لمن قصد به نقصه القتل. ختم المصنف رحمه الله الفصل بهذه الجملة قال هكذا اقول في حكم من غمصه يعني عابه عليه الصلاة والسلام او عيره برعاية الغنم نعم قد رعى الغنم. لكن لو قالها انتقاصا وسخرية كان ذلك ايضا موجبا للكفر والقتل والعياذ بالله. قال او كل شيء ثبت انه وقع له عليه الصلاة والسلام فهو ليس نسبة شيء اليه زورا لكنه سياقها في مقام الانتقاص السهو والنسيان والسحر وما اصابه من جروح او هزيمة لبعض جيوشه او اذى من عدوه او الميل الى نسائه. قال حكم هذا لمن قصد به نقصه القتل تم له الفصل رحمه الله وسيكون الفصل التالي في ايراد الادلة قال في الحجة في ايجاد قتل من سبه اوعابه صلى الله عليه واله وسلم. يسرد فيها الادلة ويقرر فيها كلام العلماء كيف بني على تلك الادلة الشرعية وانه ليس حميا. ولا ولا عاطفة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لانه قد تأخذ احدنا العاطفة اذا ما تعرضت كرامته للانتقاص. ولذلك يغضب كل احد لو شتمت امه امامه او ابوه او شتم عرضه او سب او اعلن امام الملأ بما لا يليق به او ذكر بقبيح القول ويرى ان السكوت عن تلك الاهانة والانتقاص ضعف وخور وانهزام وانه من استغضب فلم يغضب فهو حمار فيحمل احدنا العاطفة احيانا في تلك المواقف على الانتصار لنفسه والحفاظ على كرامته فماذا عساه ان يكون كل ذلك في كفة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسنشرع في الليلة الجمعة القادمة ان شاء الله في فصول هذا القسم تباعا. واجعلوا ليلتكم وجمعتكم غدا وسائر ايامكم امرة بذكر الله سبحانه والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم استشعارا يحملكم على مزيد من الطاعة استكثار من الايمان وليلتكم هذه مخصوصة بالاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. ملئ الفؤاد حبه فكساني فاحترت ماذا قد اقول عساني؟ ماذا اقول؟ اذا وصفت محمدا صلى الله عليه وسلم. والعاجل قريحتي ولساني بالله قولوا كيف يبلغ شاعر وصفا لنور الله في انساني؟ ماذا اقول؟ لكي اوفي حق والقاصران بلاغتي وبياني صلوا عليه مع السلام محبة وتحية وبخالص العرفان. فاللهم صلي وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. واجعلنا الهي من خيرة امته واقربهم واولاهم منه مجلسا يوم القيامة. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته. واحشرنا غدا في زمرته وارزقنا الفوز بشفاعته. نحن ووالدينا وذرياتنا يا رب العالمين. ونسألك يا رب علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا. وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعاف مبتلانا يا رب العالمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى. نبينا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه الماء سهل الله له به طريقا الى الجنة