الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا وقدوتنا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله في بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام من كل مكان فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا المجلس المتتابع بعون الله تعالى في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. للامام القاضي عياض ابن موسى الياحسوبي، رحمة الله تعالى عليه. وما زلنا في اوائل القسم في الكتاب في بيان حكم منتقص رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وقد مضى الباب الاول في بداياته في بيان ما هو في حقه سب او نقص من تعريض او نص وهذا المجلس عسى ان يكون باعثا لنا على مزيد من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في ليلة كهذه ترجى بركاتها وتستنزل رحماتها بكثرة ذكرنا لربنا وصلاتنا وسلامنا على نبينا صلى الله وعليه واله وسلم الليلة عظيمة ونبينا صلى الله عليه وسلم نبي كريم واحدنا بحاجة الى رحمة وخير واجر وغنم يغترف منه في هذه الليلة العظيمة المباركة فدونكم يا كرام صلاة وسلاما على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تعمرون بها الاوقات وتملؤون بها الصحائف وتفوزون بها بعشر اضعاف صلاة من ربكم عليكم الحب يطغى والحنين عظيم. وهواك في كل القلوب مقيم. صلى عليك الله في عليائه ما هب من نفح الجنان نسيم صلى الله عليه واله وسلم. وقد تقدم يا كرام ان بداية حديث المصنف رحمه الله في اوائل هذا الباب الاول من القسم الرابع في الكتاب ذكر لمواقف اهل العلم خلفا عن سلف واقبالهم جميعا وانعقاد كلمتهم على ان من سب النبي صلى الله عليه وسلم او او الحق به نقصا في نسب او نفس او دين او خصلة او عرض به او شبهه بما لا يليق على سبيل ازرائي او التصغير والغض من شأنه فذلك ايضا في حكم السب الذي اطبقت كلامه كلمات اهل العلم على كفر وصاحبه لمناقضته مقام التوقير والاحترام لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهذا التتابع من اهل العلم وانعقاد الكلمة باتفاق منهم رحمهم الله على اختلاف مذاهبهم دليل على ان المسألة مرتبطة باصل من من اصول الاسلام لا علاقة لها باختلاف المذاهب كما هو الشأن في فقهكم. وهم في ذلك كلهم رحمهم الله علماء المذاهب على خلافها هم في ذلك تبع لاشرف جيل واكرمهم جيل الصحابة رضي الله عنهم. الذين كانوا بذلوا انفسهم واعراضهم فداء لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يقبلون ان يسامى نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفسه او عرضه بانتقاص او سوء او اذى. وقصيدة حسان ابن ثابت رضي الله عنه الشهير التي انشدها رضي الله عنه في مطلع فتح مكة هي نموذج لتلك المواقف الشريفة الكريمة التي انتصب فيها جيل الصحابة اسوة للامة رضي الله عنهم وقدوة لهم وهم قد عاشوا حياتهم كلها بذلا وفداء وتضحية وذبا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانوا في الغزوات صدورهم وظهورهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقدمون انفسهم بين يديه واولادهم وما ملك ايديهم تضحية وفداء ونصرة نابعة من حب عظيم ملأ قلوبهم لله جل جلاله ولنبيه عليه الصلاة سلام. وقصيدته المشهورة رضي الله عنه التي يقول في مطلعها عفت ذات الاصابع فالجواء الى عذراء منزلها خلاء والى ان يقول رضي الله عنه وارضاه عدمنا خيلنا ان لم تروها تثير النقع موعدها كداء يبارين الاسنة طغيات على اكتافها الاسل الظماء تظل جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء. ثم يقول رضي الله وعنه وقال الله قد ارسلت عبدا يقول الحق ان نفع البلاء شهدت به وقومي صدقوه فقلتم ما نجيب وما وجبريل امين الله فينا وروح القدس ليس له كفاء فنحكم بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء على ابلغ ابا سفيان عني. فانت مجوف نخب هواء. هجوت محمدا فاجبت عنه عند الله في ذاك الجزاء اتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء. هجوت مباركا برا حنيفا امين الله شيمته الوفاء صلى الله عليه وسلم امن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء فان ابي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء لساني صارم لا عيب فيه. وبحري لا تكدره الدلاء رضي الله عنه وارضاه. وقد كانت قصيدته ولا تزال عنوانا عظيما لتلك المواقف الكريمة التي بذلها الصحب الكرام رضي الله عنهم جميعا. فهذا الموقف الذي تصدر به الجيل الاول في الامة كان هو الانموذج الذي تحتذي به سائر اجيال الامة جيلا بعد جيل ومن ذلك ما تطابقت عليه عليه اقوال السلف فيما مضى ذكره ليلة الجمعة الماضية. فلما استقرت كلمات اهل العلم ومواقفهم على ذلك المبدأ وهو عدم جواز التعرض لمقام النبوة بانتقاص او اساءة او شتم او ما يقرب من ذلك والحكم بكفر صاحبه يسوق المصنف رحمه الله عقب ذلك فصلا في اثبات الادلة والحجج التي استند اليها هذا الحكم الجليل العظيم فيما تطابق عليه الفقهاء وهو مجلسنا الليلة ان شاء الله تعالى سائلين الله لنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق والهدى والسداد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولوالديه وللسامعين. قال المصنف رحمه الله فصل في الحجة في ايجاد قتل لمن سبه اوعابه عليه السلام فمن الكتاب العزيز لعنة الله لمؤذيه في الدنيا والاخرة. وقرانه تعالى اذاه باذاه. ولا خلاف في قتل من سب والله وان اللعنة انما يستوجبه من هو كافر. وحكم الكافر القتل. فقال ان الذين يؤذون الله ورسوله له لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا. سيسوق المصنف رحمه الله تعالى نحوا من سبع ايات في كتاب بالله الكريم تثبت هذا الحكم العظيم وهو عظم جرم من تعدى على مقام النبوة سبا او انتقاصا او سخرية او استهزاء هذا كفر يا امة الاسلام وهو امر عظيم جاءت الشريعة بتجريمه وتشنيع عليه بل والوعيد العظيم على من اقترف ذلك الاثم المبين. قال فمن الكتاب العزيز لعنة الله لمؤذيه في الدنيا والاخرة يعني لمؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ايا كان نوع الاذى ادا قولي او نفسي او بدني كل ذلك اذى لمقام النبوة وهو امر عظيم في الشريعة جرمه. قال وقرن الله سبحانه وتعالى اذاه باذاه في قوله ان الذين يؤذون الله ورسوله جعل الله اذاه جل جلاله مقرونا في الوعيد باذى نبيه ومصطفاه. صلى الله عليه وسلم. وهذا غاية في بيان عظم هذا الجرم ان يكون في الاثم والجناية والوعيد مقرونا باذى الله سبحانه وتعالى. ان الذين يؤذون الله ورسوله ورتب على ذلك اللعن لعنهم الله في الدنيا والاخرة. واعد لهم عذابا مهينا. قال المصنف رحمه الله واللعن انما يستوجبه من هو كافر. وحكم الكافر القتل. يعني من كان مرتكبا من الاعمال ما يستوجب كفره فان كان مسلما فقد خرج من الملة عياذا بالله. وان كان كافرا فقد جمع الى كفره جمع الى كفره اثما عظيما وله في الشريعة حكم جليل قررته نصوص الكتاب والسنة كما سيأتي بيانه في هذا الفصل وقال في قاتل المؤمن مثل ذلك. وقال في وقال في قاتل المؤمن مثل ذلك. فمن لعنته في الدنيا القتل قاتل المؤمن مثل ذلك ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا يريد ان يقول ان اذى رسول الله عليه الصلاة والسلام بمثابة قتل مؤمن وقتل المؤمن من اعظم الكبائر في الاسلام يترتب عليه اللعن والوعيد والعذاب المؤبد ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. واعظم ما يمكن ان تكون جناية مسلم على مسلم هي مد اليد اليه وسفك دمه وقتله وازهاق روحه. هذا اعظم جناية على مسلم. فانظر كيف صارت جناية العبد على مقام النبوة بالاذى هي بمثابة القتل. فقد اشتركا في حكم اللعن عياذا بالله تعالى قال في قاتل المؤمن مثل ذلك. فمن لعنته في الدنيا القتل بقوله تعالى. يقول لعنهم الله في الدنيا والاخرة. لعنة الاخرة عياذا بالله جل جلاله. الحرمان من رحمة الله والطرد منها. في يوم يبحث فيه العباد عن مثقال ذرة من رحمة ارحم الراحمين في موقف تشيب له الرؤوس وتضع كل ذات حمل حملها. وترى الناس سكارى وما هم بسكارى. في يوم يبحث الناس عن مثقال ذرة من الحسنة. ويبحث هناك يتلفتون عن رحمة تدركهم من رحمة الله. في ذلك الموقف العظيم تبقى فئة مشؤومة من الخلق نسأل الله السلامة تقفل في وجهها ابواب الرحمات في ذلك الموقف العظيم من تلك الفئات المشؤومة هؤلاء الذين يقعون في اذى الله واذى رسوله عليه الصلاة والسلام. هذه لعنة الاخرة لعنة الاخرة التي تستوجب العذاب والطرد من رحمة الله. فما لعنة الدنيا؟ قال لعنهم الله في الدنيا والاخرة. يقول المصنف رحمه الله فمن لعنته في الدنيا قتله لان اللعنة قد حلت فمثل ذلك يتمثل لعنة الله عليه في دنياه بما اوجبته النصوص الاخر التي على على سفك دمه واستحقاقه ذلك لارتكابه الجناية العظيمة وقال في قاتل المؤمن مثل ذلك. فمن لعنته في الدنيا القتل بقوله تعالى لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا. ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. قرن رحمه الله بين اللعن والقتل وانه اذا ورد في كتاب الله الوعيد بلعن في الدنيا فان من معانيه القتل. واستدل على ذلك باية الاحزاب لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة اولئك الذين يسيرون بالاشاعات والافك المبين وخلخلة صف اهل الاسلام في مجتمع النبوة جاء الوعيد عليهم قال لنغرينك بهم. يعني سيسلط الله نبيه صلى الله عليه وسلم عليهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا. ملعونين اينما ثقفوا. اينما وجدوا فهم قد حلت لعنات الله ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. فاستدل على هذا الامر الذي اقترن فيه اللعن بالقتل على ان من معاني اللعن في الدنيا القتل الذي يستوجبه من تعدى على مقام النبوة باذى وكفر وسب وشتم من ونحو ذلك وقال في المحاربين وذكر عقوبتهم انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا اي تقتلوا او يصلبوا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض. ذلك لهم خزي في الدنيا. قال في الاية ولهم في الاخرة عذاب عظيم. ما علاقة الاية وهي في حد الحرابة؟ هو يريد ان يقرر لك ان من الخزي واللعن في الدنيا قامة حد بالقتل فاذا ذكر الله في حكم مؤذي نبيه عليه الصلاة والسلام اللعن فمن معانيها في الشريعة ونظائرها المتقررة في احكامها ان من معاني اللعن اقامة القتل حدا. قال الا ترى الى المحاربين؟ حد الحراب الذين يقطعون الطريق مستعملين السلاح ويعتدون على اموال اسوء اعراضهم ودمائهم قال انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض وهذا كلام الفقهاء استنباطا من الاية ان حد الحرابة احد هذه الاربعة وقيل بل ذلك الحد يتنوع بتنوع الجناية الذي يقع فيه اهل الحرابة. المهم في الاية وقد ذكر فيه القتل صنفا من اصناف عقوبة اهل الحرابة. قال الله ذلك لهم خزي في الدنيا. اذا من خزي الدنيا القتل حدا واللعن اشد من الخزي. فاذا كان من خزي الدنيا الذي يجنيه العبد على نفسه بتعديه. على اخوة اهل الايمان بالسلاح حربا وتهديدا وسلبا للاموال او اعتداء على الحرمات من عرض ومال ونفس فاذا كان كذلك فلا ان يكون المتعدي على مقام نبي رسول نبي الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. وقد ذكر الله في بشأنه اللعنة ان يكون مستوجبا للقتل والله اعلم وقد يقع القتل بمعنى اللعن. قال الله تعالى قتل الخراسون اي لعنهم الله. وقاتلهم الله انى يؤفكون اي لعنهم الله هذا وجه ثاني ان القتل في القرآن ياتي بمعنى اللعن كذلك. قتل الخراسون الذين هم في غمرة ساهون. يعني وقاتلهم الله انى يؤفكون في شأن المنافقين يعني لعنهم الله. اذا يأتي القتل بمعنى اللعن فعندما يقول قائل الاية ما ذكرت القتل قال ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فمن اين اتيتم بان حده القتل؟ من الاية هذه تحديدا؟ اجابك بان من معاني القتل من معاني اللعن ولوازمه التي ثبت مثلها في الاحكام الشرعية اقامة القتل كما في حد الحرابة وكما قال الله ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا وذكر وجها ثانيا ان القتلى يأتي بمعنى اللعب يعني هما مما يقوم فيه اللفظ مقام الاخر لا على سبيل الترادف بل على سبيل التلازم في الاحكام فقاتلهم الله يعني لعنهم الله. فاذا كان القتل يأتي بلفظه يحل محل اللعن لك ان تقول لعنهم الله في الدنيا الاخرة يعني يستوجب قتلهم لان المعنى بين هذين اللفظين متلازم من حيث الحكم في الشريعة. نعم. وقد يقع القتل معنى اللعن قال الله تعالى قتل الخراسون اي لعنهم الله وقاتلهم الله انى يؤفكون اي لعنهم الله ولانه فرق بين اذاهما واذى المؤمنين فقال في اذى المؤمنين ما دون القتل من فرق بين اذاهما واذى المؤمنين هما من هما؟ الله ورسوله. اذى الله واذى رسوله عليه الصلاة والسلام. هما ايتان في الاحزاب. قال في الاولى منهما سبحانه وتعالى ان الذين يؤذون الله ورسوله. وقال في الثانية بعدها والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا. اذا هم نوعان من الاذية يمكن ان تصدر عن ابن ادم المشؤوم المعتدي بالاذى على غيره نوعان من الاذى فاذى عام يتعدى فيه بالاذى على اخوته من اهل الاسلام. ايا كان نوع الاذى كما اسلفنا. اذى باللسان اذى باليد اذى باعتداء ان على نفس او عرض او مال كل انواع الاذى. اذى نفسي واذى بدني واذى مالي كل ذلك داخل فيه. هذا النوع الاول الاذى العام الثاني الذي جعلته الشريعة قسما مستقلا هو الاذى الذي يؤذي به العبد ربه جل جلاله نبيه صلى الله عليه وسلم عياذا بالله. فقالت الاية ان الذين يؤذون الله ورسوله وقالت الاية الثانية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فاذا هنا فرق ولانه فرق بين الاذى الاول والثاني انظر الى الاذى الثاني لتعلم ما المقصود بقوله في الاول لعنهم الله. في الدنيا والاخرة قال ولانه فرق ولانه فرق بين اذاهما واذى المؤمنين فقال في اذى المؤمنين فقال في اذى المؤمنين ما دون القتل من الضرب والنكال بقوله فقد احتملوا بهتانا الاية. وكان حكم من يؤذي الله ونبيه اشد من ذلك وهو القتل اذا هذا وجه الاستدلال ان اذى المؤمنين قال فيه سبحانه وتعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. اثم مبين وبهتان يستحق العقوبة. العقوبة عند القاضي. وسيعزر فيه صاحبه بحسب اذيته ونوعها واثرها وضررها على المؤذى. فقد يكون ضربا كما قال المصنف وقد يكون نكالا او حبسا او شيئا من الادب والتعزير الذي ينال المؤذي. اذا كان هذا الاذى العام وقد جعل الله الاذى الاول اشد فتكون العقوبة ايضا اشد من ذلك. قال لانه يستوجب القتل بما دلت عليه النصوص الاخرى اخرى وهذا وجه اراد به المصنف ان يستدل من الاية الكريمة لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا على انها مما استدل به فقهاء الاسلام رحمهم الله مضى ذكر اقوالهم في مجلس الجمعة الماضية استدلوا بها على قتل من صدر عنه اذى من سب او شتم او وسخرية لمقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فسلب اسم الايمان عمن وجد في صدره فسلب اسم الايمان عمن وجد في صدره حرجا من قضائه ولم يسلم له ومن فقد انقض هذا. هذا الدليل والثالث والاية الثالثة في الفصل فلا وربك لا يؤمنون يقسم الله سبحانه وتعالى بذاته العلية. بنفي الايمان حتى يحكموك فيما شجر بينهم. لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. يعني فيما نشب بين لهم من خلاف ونزاع ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. لا يتم ايمان مؤمن حتى يكون احتكامه الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم احتكاما يتحقق معه رضا والتسليم والانقياد وانتفاء الحرج. الحرج ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا. طيب ومن وجد في نفسه والعياذ بالله حرجا من حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم طبق الاية. الله يقول فلا وربك لا يؤمنوا ليش؟ قال ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا حتى يتحقق هذا حتى ينتفي الحرج السؤال هذا المؤذي المتعدي على النبوة اليس في صدره حرج؟ بلى صدره مليء غيظا وحنقا وكرها وعداوة وشيئا اسودا قذرا هذا دليل على ان المؤمن وهو مؤمن يقول الله عنه فلا وربك لا يؤمنون ان بقي في نفوسهم شيء من حرج قضيت به حكما يا محمد. لا يبقى ايمان ولا يتم له فلا وربك لا يؤمنون. فما بالكم بمن يمتلئ صدره حرجا وضيقا وكراهية واذى وحقدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ينطلق لسانه او ويده او شيء من افعاله واقواله باذى يصدر عنه يريد به مقام النبوة على صاحبها افضل الصلاة والسلام. هذا اولى. قال رحمه الله فسلب اسم الايمان عمن وجد في صدره حرجا من قضائه ولم يسلم له. قال ومن تنقصه؟ يعني من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ناقض هذا ناقض التسليم. ناقض سلامة الصدر من الحرج. فلذلك هو اولى بانطباق الاية الكريمة عليه فلا وربك لا يؤمنون وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعض لبعض ان تحبط اعمالكم ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. ولا يحبط العمل الا الكفر والكافر يقتل. هذا الدليل الرابع في الفصل. اية الحجرات وسورة الحجرات التي يسميها العلماء سورة الاداب. سورة ملئت ادبا للمجتمع المسلم. ولامة الاسلامي فرادى وجماعات. وصدرت الاية باعظم ادب يتأدب به عبد في حياته. ادبه مع ربه ومع نبيه عليه الصلاة والسلام. يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. هذا اعظم الاداب. ومدخلها وبابها الذي يبدأ به المسلم اقامة حياته. فيجعلها على هذا الميزان لا تقدم شيئا. رأيا ولا حكما ولا قليلا ولا كثيرا لا تقدم بين يدي الله ورسوله. ثم استمرت الاية في سورة الحجرات تقرر الاداب حتى جاء في اخرها الاداب والاخلاق الاسلامية العريقة. يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا. يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم. يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وكل الايات في السورة تقرر تلك الاداب الشرعية الجليلة من الاداب التي جاءت بها سورة الحجرات هذه الاية العظيمة. يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي صلى الله عليه واله وسلم. ولا تجهروا له بالقول هذان ادبان الا يجهر المسلم بقوله مع قول رسول الله عليه الصلاة والسلام. والا يرفع صوته فوق صوته اهذا ادب خاص بالصحابة رضي الله عنهم؟ الذين عاشوا معه وتشرفوا بصحبته عليه الصلاة والسلام؟ الجواب لا قد تقدم في اوائل الكتاب كلام للقاضي عياض رحمه الله عن هذه الاية وانها ادب للامة كلها. سلفها وخلا فيها اما جيل الصحابة فكان هذا الادب حقيقيا بمعنى ان احدهم اذا تكلم ينبغي ان يخفض صوته بحضرة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض واما بعد مماته عليه الصلاة والسلام والتحاقه بالرفيق الاعلى فان الادب بهذه الاية يتحقق في صور شتى اظهرها صورتان. الصورة الاولى لمن كان في مسجده عليه الصلاة والسلام زائرا. ومصليا وهو هناك في مقام هو بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام في قبره الشريف. فاذا جاء وصلى او جلس في المسجد او وقف في ذلك الموقف بادب القي السلام عليه صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضي الله عنهما فيتأدب بالادب. فلا ترفع هناك الاصوات ويقف الزائر بادب وسكينة وان جلس في مسجده عليه الصلاة والسلام فلا يأخذه لحظة غضب ولا انفعال ولا شطط فيرفع صوته ويخاصم ويخالف ذاك ادب تتأدب به الامة كلها بين يدي نبيه عليه الصلاة والسلام. والصورة الاخرى يا كرام التي نص عليها اهل العلم في هذا الادب ان يبقى المسلم متأدبا بخفض صوته بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام في حياته اذا كان في مجلسه وبعد مماته اذا كان بين يدي قوله وسيرته وسنته. فاذا ذكرت سيرته في مجلس او سنته عليه الصلاة والسلام او حديثه فمن الادب ان تخفض الاصوات. وان تصغي الاذان فالحديث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمجلس مجلس سيرته عليه الصلاة والسلام. ولهذا فقد حفظ التاريخ ادبا عظيما رفيعا لسلف الامة رضي الله عنهم ورحمهم وسلك بنا سبيلهم. كيف كانت مجالس رواية الحديث ودراسة السنة وقراءتها كانت عامرة بالادب وتغشاها السكينة وترى فيها الهيبة والوقار ومجلس كمجلس الامام مالك رحمه الله ابن انس امام دار الهجرة الذي كانت تظرب اليه اكباد الابل ولا يفتى ومالك في المدينة ومجلسه في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكان اذا خرج الى مجلسه تزين ولبس احسن ثيابه واعتمد وتطير وخرج عليه ابهة الملوك والسلاطين. فاذا جلس في مجلسه والطلاب حوله قد جاءوا من كل يسمعون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والعهد قريب برسول الله صلى الله عليه وسلم فيعيشون كل ذلك المعنى بادب وسكينة ووقار. فتحك الرواية انه لا يسمع في مجلس امام مالك رحمه الله تعالى صوت فاذا جلس يحدث غشي المجلس سكينة وادب ووقار. فلا يسمع صوت تقليب الصفحات هذا ما تسمعه ولا صوت بري الاقلام التي كانوا يستعملونها في الكتابة وهم يأخذون الرواية عن شيخهم وامامهم كل ذلك ادب وكانما على رؤوسهم الطير السكينة والادب والوقار. هذا جزء من الادب لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول هذا الادب فانظر كيف عظم الادب هذا في كتاب الله بوعيد شديد يهز القلوب ويخلعها. قال ولا تجهروا بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. يا لله قد يقع مسلم في تجاوز هذا الادب فلا يقف عند حد الاحترام بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. فيعلو صوته ويخرج عن الوقار ويرفع صوته فوق صوت لله صلى الله عليه وسلم تقول الاية ان تحبط اعمالكم حذاري ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. لان هذا الصنيع مشعر باستخفاف. وسوء ادب وقلة احترام لنبيه ان عظم الله شأنه عليه الصلاة والسلام. واوجب على الامة حبه واحترامه وتعزيره وتوقيره. فمثل ذلك الفعل لا يصدر وعمن رعى حق الله في رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك جاء الوعيد ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. فهذا عظيم والله. قال المصنف رحمه الله ولا يحبط العمل الا الكفر والكافر يقتل. فاراد الاستدلال بالاية على ما قرره الفقهاء رحمهم الله من ان مؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسب وشتم وانتقام كافر يستوجب القتل. الاية ما ذكرت الكفر ولا القتل. ذكرت حبوب العمل فماذا قال المصنف رحمه الله؟ قال ولا يحبط العمل الا الكفر والكافر يقتل وهذه جملة فيها نقاش لكلام المصنف رحمه الله. نعم الكفر محبط للعمل. في مثل قوله تعالى ومن يرتدد من عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون بنص الاية كريمة. وفي قوله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. ولكن ليس كل فعل يستوجب حبوط العمل يكون كفرا لان حبوط العمل نوعان احدهما حبوط العمل بالكلية الذي يخرج صاحبه من الملة والثاني حبوط العمل الذي وقع فيه الخلل او تلبس صاحبه بالوعيد الذي استوجب حبوب العمل. فيحبط عمله ذاك لكنه داخل دائرة الاسلام واذا كان الكفر محبطا للعمل في شأن الكفار فكذلك هو في شأن اهل النفاق. كما قال الله تعالى ذلك بانهم كرهوا ما ابتلى الله فاحبط اعمالهم. ويقول لنبيه عليه الصلاة والسلام ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن ولتكونن من الخاسرين. وقال ايضا سبحانه وتعالى في شأن الانبياء ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. لكن ثمة ذنوب تحبط العمل وليست كفرا. ومنه قول النبي صلى الله عليه واله وسلم في صحيح البخاري من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ولم يقل احد من اهل العلم ان ذلك كفر يخرج من الاسلام من ترك صلاة العصر حبط عمله او فقد حبط عمله. ومثله كذلك ابطال الصدقة بالمن والاذى. كما قال الله تعالى في سورة سورة البقرة يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى فاذا حصل في صدقته من واذى فقد بطلت الصدقة. وبطلان العمل حبوطه لكنه ليس كفرا مخرجا من الملة. وهذا يجعل تقرير المصنف رحمه الله للاستدلال بالاية محل نظر. لانه قد يقول قائل نعم الاية فيها تهديد ووعيد. ان تحبط اعمالكم لكن هذا ليس بالضرورة مستوجبا للكفر. وقد يقرر ذلك من ادلة اخرى لكنه يريد اثبات الدليل على المسألة من هذه الاية الكريمة. ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام لطيف. يعني الان كلام المصنفي ان تحبط اعمالكم وجه الدلالة ان رفع الصوت عمدا بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام مشعر بالانتقاص فجاء الوعيد ان تحبط اعمالكم وهذا لاجل رفع الصوت. فكيف بما هو اسرح في قلة الادب والاحترام او الكره والعداوة عداوة والاذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو اولى بهذا الوعيد. لكن قضية ان كل عمل يحبط العمل يكون كفرا هذا الذي نذكر فيه كلام الامام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب حيث يقول رحمه الله ومحبطات العمل ومفسداتها اكثر من ان تحصر وليس الشأن في العمل انما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه. قال فالرياء وان دق محبط للعمل وهو ابواب كثيرة لا تحصر. وكون العمل غير مقيد باتباع السنة ايضا موجب لكونه باطلا. قال رحمه الله تعالى والمن على الله تعالى بقلبه مفسد له. وكذلك المن بالصدقة والمعروف والاحسان والصلة مفسد لها كما قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقات بالمن والاذى. يقول ابن القيم واكثر الناس ما عندهم خبر من السيئات التي تحبط الحسنات وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط واعمالكم وانتم لا تشعرون. قال فحذر المؤمنين من حبوط اعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يجهر وبعضهم لبعض قال وليس هذا بردة بل معصية تحبط العمل وصاحبها لا يشعر بها. ثم استدل فقال ومن هذا قوله من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله وقول عائشة رضي الله عنها لزيد ابن ارقم لما باع بالعينة انه قد ابطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان يتوب ليس التبايع بالعينة ردة بل معصية لكنها ارادت انه افسد عمله ذاك الذي وقع منه ذلك الخلاف لحكم رسول الله صلى الله وعليه واله وسلم احسن الله اليكم. وقال تعالى واذا جاءوك حيوك بما لم يحييك به الله. ثم قال تعالى حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير. الاية في مبادلة وهذا الموضع الخامس من استدلال المصنف رحمه الله تعالى الذي ذكرت فيه الاية الكريمة موقفا لفئة مبغضة كارهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الوعيد. الم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم العدوان ومعصية الرسول. واذا جاؤوك حيوك بما لم يحييك به الله فيقولون السام عليك ولا يريدون السلام بل الدعاء على رسول الله عليه الصلاة والسلام واذا جاؤوك حيوك بما لم يحييك به الله ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول؟ لم لا يعذبنا الله بقولنا ان كان الله اعلم ما قلناه قال الله تعالى حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير. وجه الدلالة ان تحيتهم ان تحيتهم تلك الكافرة التي يلقونها على رسول الله عليه الصلاة والسلام فيها انتقاص وسخرية فجاء الوعيد حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير فدل على ان اي اعتداء واذى وانتقاص لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام يعرض اربابه ولهذا الوعيد الالهي العظيم قال تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن ثم قال والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم هذا سادس الايات الكريمة في الفصل ومضى في مجلس ليلة الجمعة الماضية قول الله تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي. والضمير في قوله ومنهم يعود الى اهل النفاق الذين تتابعت ايات سورة التوبة في كشفهم وفضحهم وبياني حقيقة حالهم في ايات عديدة ذكرت اوصافها فهم احوالهم واحكامهم وسائر شأنهم حتى سميت بسورة الفاضحة. التي جاءت في اثناء غزوة تبوك وما احتف بها من اقف للنفاق انكشفت به اقنعة المنافقين في المدينة. قال الله تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي. ما وجه الاذية؟ ويقولونه واذن يعني يعطي اذنه لكل شخص ويصدق ويسمع لاي متكلم هذا انتقاص هذه سخرية يعني يقولون يسمع لي اي احد وكل من جاء وكلمه بشيء صدق قوله ويقولون هو اذن فجاءك هذا الذب عن رسول الله عليه الصلاة والسلام والدفاع والانتصار له من ربه عز وجل. قل اذن خير لكم نعم اذن خير لكم يا امة الاسلام. اذنه عليه الصلاة والسلام وسمعه خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم رحمة للذين امنوا منكم. للذين امنوا اما اهل النفاق والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم. ما الاذى الذي جاء في الاية؟ كلمة ويقولون هو اذن. جعلتها الاية اذية فقال والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم. فهذا دليل على ان الاذية ولو بكلمة. فيها انتقاص او تعد على مقام النبوة تعتبر اذى توعد الله عز وجل عليه بالعذاب الاليم كما في الاية وقال تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. قل ابالله واياته ورسوله كنت ثم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين. قال اهل التفسير كفرتم بقولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه سابع الايات واخرها التي ساقها المصنف رحمه الله في الفصل هذا لذكر الحجة في ايجاب قتل من سبه او عابه عليه الصلاة والسلام ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. وقد تقدمت ليلة الجمعة الماضية. وايضا هي في شأن غزوة تبوك لما قال قائلهم او قال جماعتهم في اثناء مسيرهم الى غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب طولا ولا اجبن عند اللقاء يريدون اهل الايمان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاءت الاية ببيان عظم ما وقعوا فيه وهذا الحكم العظيم الصريح الشديد في كتاب الله. ولئن سألتهم ليقولون انما كنا ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. يعني ما قصدنا شيئا هو كلام. كنا نتحدث به اه تندرا وضحكا وتسرية فجاء الجواب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون هل هذا محل تندر وضحك وسخرية؟ ما بقي شيء في كلام الدنيا الا الا ربنا عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام واياته ودينه وهذا والله هذا من عظيم ما ينبغي ان يتنبه له كل اهل الاسلام وخصوصا من يغلب عليهم حب الضحك والاستئناس والجلسات التي تطول بذكر الطرف والنوادر وجلسات الانس مع الصحاب والرفقة او مع اهل البيت ونحوهم حذاري ان يمتد الضحك والتندر وسوق الطرافة والسخرية وادخال الانس والسرور باي كلام حذاري ان يقترب مما جاء معظما في شريعتنا وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحكام الشريعة حلالها وحرامها عقيدتها ادبها واخلاقها. ديننا عظيم. عظمه الله عز وجل وتعظيمه مؤذن بعدم الاقتراب منه. فحذاري ان يستذل الشيطان احدا بان يقول فيما لا ينبغي له ان يقول فيه ويمسك لسانه عن مثل تلك الزلات التي قد يترتب عليها امر عظيم. قال الله عن اهل النفاق وقد استقر في في في بواطن قلوبهم كفر صريح. وان اظهروا الاسلام وان خرجوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام على كراهية ومضض لكن كما قال الله يبتغون الفتنة وفيكم سماعون لهم. خرجوا هكذا لكنه في اثناء مسيرهم ما زال غل قلوبهم يطبخ في صدورهم فتنفث بتلك الكلمات. فجاء الوعيد يقول الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام وقد جاء الوحي يفضحهم فصار احدهم يمشي بجوار ناقة رسول الله عليه الصلاة والسلام يمسك امامها يقسم معتذرا متأسفا يطلب العفو والصفح. قال الله ولئن سألتهم ليقولون انما كنا نخوض ونلعب. قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون؟ فجاء الوعيد. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ما موجب الكفر هو ما كانوا يقولونه سخرية واستهزاء وتندرا وترافا ولهذا قال المصنف رحمه الله قال اهل التفسير كفرتم يعني بقولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوه في كلامهم الشنيع. قال الله تعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعفوا عن طائفة منكم نعذب طائفة بان انهم كانوا مجرمين هذا كله جاء بعد قوله تعالى يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم. قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون كان قولهم وسخريتهم واستهزاؤهم مكشوفا. وجاءت الاية تفضحه وقررت حكمه. فكان ذلك من تمام حفظ الله جل جلاله لمقام نبيه صلى الله عليه واله وسلم واما الاجماع فقد ذكرناه. طيب اذا كانت الايات الكريمة قررت ذلك وذكر سبع ايات كما سمعتم. وهو يقول فصل في الحجة على ايجاد قتل من سبه اوعابه صلى الله عليه وسلم. قال فمن الكتاب العزيز وساق اية وثنتين وثلاثا وخمسا وسبعة قال واما الاجماع فقد ذكرناه يعني ما مضى معنا ليلة الجمعة الماضية من حكايته رحمه الله الاجماع لما قال وهذا كله اجماع من العلماء وائمة الفتوى من لدن الصحابة رضي الله عنهم اله لم جرا. وقال ابو بكر بن المنذر اجمع عوام اهل العلم على ان من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل. وممن قال ذلك ما لك بن انس والليث بن سعد واحمد واسحاق وهو مذهب الشافعي قال القاضي ابو الفضل وهو مقتضى قول ابي بكر الصديق رضي الله عنه ولا تقبل توبته عند هؤلاء المذكورين. وبمثله قال ابو حنيفة واصحابه ابوه والثوري واهل الكوفة والاوزاعي في المسلم. لكن قالوا هي ردة الى اخر ما كان حديثنا في مجلس ليلة الجمعة الماضية قال واما الاجماع فقد ذكرناه. وهذان صنفان من ادلة الشريعة. القرآن والاجماع من الادلة المتفق عليها. بقي من الادلة التي اتفق عليها اهل الاسلام دليل السنة وهو الذي سيذكره المصنف الان في ذكر الاحاديث الواردة في الباب واما الاثار فحدثنا الشيخ ابو عبدالله احمد بن محمد بن غلبون عن الشيخ ابي ذر الهروي اجازة قال حدثنا ابو حسن الدار قطني الامام ابو الحسن الدار القطني رحمه الله صاحب السنن والمصنف رحمه الله يسوق الحديث بسنده اليه قال حدثنا ابو الحسين الدارقطني ابو الحسن قال حدثنا ابو الحسن الدارقطني وابو عمر ابن حيوة قالا حدثنا محمد بن نوح قال حدثنا عبدالعزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة قال حدثنا عبد الله بن موسى بن جعفر عن علي ابن موسى عن ابيه عن جده عن محمد بن علي بن الحسين عن ابيه عن الحسين بن علي عن ابيه رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سب نبيا فاقتلوه ومن سب اصحابي فاضربوه. الحديث لا يصح سنده وفي سنده آآ عبده عبيد الله بن محمد العمري قال فيه الهيثمي رماه النسائي بالكذب وهذا الحديث معدود في منكرات روايته من سب نبيا فاقتلوه. ومن سب اصحابي فاضربوه. ولذلك ان لم يتم الاستدلال بالحديث فينظر في غيره من الادلة التي يسوقها المصنف الان رحمه الله تعالى تباعا. وتضعيف حديث ما. في مسألة ما يعني شيئا واحدا وهو انه لا يتم الاستدلال به طالما لم يثبت صحته او استقامة سنده. لكن لا يعني هذا المسألة بل للمسألة ادلة اخرى يمكن تقرير الحكم منها. نعم. وفي الحديث الصحيح امر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن الاشرف وقوله من لكعب بن الاشرف فانه يؤذي الله ورسوله. ووجه اليه من قتله غيلة دون دعوة بخلاف غيره من المشركين وعلل قتله باذاه له فدل ان قتله اياه لغير الاشراك بل للاذى. هذا الحديث المخرج في الصحيحين حديث كعب بن الاشرف من اسرح واشهر ادلة العلماء في الاستدلال على قتل من سب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد بوأ بالبخاري رحمه الله في الصحيح فقال باب قتل كعب بن الاشرف وساق في رواية طويلة احداث مقتله وبيان ما استنبط منه العلماء من الحكم. كعب بن الاشرف رأس من رؤوس اليهود ووجيه من وجهائها وسيد من ساداتها تاجر شاعر وجيه عظيم مطاع الرأي سديد في قومه. كعب بن الاشرف قيل انه كان من بني طيء ثم من بني نبهان لكن امه من بني النظير هكذا ذكر ابن اسحاق وذكره قبل غزوة بني النظير والبخاري والبيهقي ذكروه بعد قصة بني النظير والحقيقة ان الاحداث كانت قبل غزوة بني النظير وبنو النظير كانت بعد احد آآ على كل حال. رواية البخاري رحمه الله في الصحيح التي ساق فيها قصة قتل ابن الاشرف كما يلي وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام صعد المنبر امام اصحابه قائلا من لكعب بن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هكذا في جملة واحدة كانت كافية. قال من لكعب ابن الاشرف؟ يعني من يتولى امره فانه قد اذى الله ورسوله ماذا فعل كعب بن الاشرف حملت الرواية ان كعبا يحمل غيظا ويقود ويقود عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة. الان هو يهودي ولما قدم النبي النبي عليه الصلاة والسلام المدينة عقد مع اليهود صلحا وتضمن الصلح بنودا انهم لا يعينون عليه احدا وان عدوا لو قدم المدينة وجب ان يكونوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في الدفاع عنها وعدم السماح باحد يدخلها عنوة او قتالا الى سائر البنود. لكن اليهود يهود لا ذمة لهم ولا امان ولا عقد ولا احترام لمواثيق او عهود. فكان منهم ما كان من اليهود على مر التاريخ الغدر والخيانة ومخالفة العهود والمواثيق. ولهذا فان قبائل اليهود الثلاثة بني قينوقاع وبني النظير وبني تم اجلاؤهم من المدينة تباعا. فخرجت بنو قينقاع بعد غزوة بدر وخرجت بنو النظير بعد احد وخرجت بنو قريظة بعد غزوة الاحزاب لان في كل مرة يحصل من بعضهم غدر وخيانة فيحاصرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فيجريهم من المدينة ويطردهم انهاء فكان ما كان من شأنهم وكعب بن الاشرف احد هؤلاء الذين تزعموا العداوة وقادوا الكيد المدينة فهذا غدر صريح وخيانة صريحة وهو ايضا نوع من عدم الالتزام بالمواثيق. فلما كانت غزوة بدر يوم الفرقان الذي نصر الله فيه نبيه عليه الصلاة والسلام والثلة المؤمنة المجاهدة معه انكسرت شوكة قريش. فخرج كعب بن الاشرف يقود تأليبا. وتحريظا على رسول الله عليه الصلاة والسلام مكة والتقى بكبرائها يحثهم على الثأر والعودة للانتصار في كرة اخرى فسألته قريش باعتباره من علماء اليهود ووجهائها انحن اهدى ام محمد قال بل انتم اهدى سبيلا وفي مثله نزلت اية النساء الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. اولئك الذين لعنهم الله. ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا. ام لهم نصيب من الملك فاذا لا يؤتون الناس نقيرا ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله. قيل المراد بالناس هنا محمد صلى الله عليه وسلم. فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب يعني هل كان حسدا منهم ان النبوة اصبحت في العرب لا في اليهود ولا في بني اسرائيل قال فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما. فمنهم من امن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا لاجل ذلك لما تتابعت عداوته ولم تقف عند حد وتمادى الرجل وصار من تمام تماديه الاعتداء على اعراض المسلمين وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان يشبب بنساء الصحابة. يعني ينشد الشعر القبيح الذي يتناول فيه اعراض النساء بالفحش وما لا يليق هذا تجاوز الحدود فخرج النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه فقال من لكعب ابن الاشرف؟ فانه قد اذى الله ورسوله كانت هذه الجملة كافية لما ستسمع في الرواية. قال من لكعب بن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله. فقال محمد بن مسلمة رضي الله عنه يا رسول الله اتحب ان اقتله؟ قال نعم قال فاذن لي ان اقول شيئا. قال قل يعني اذن لي ان اتولى المهمة وان احتاج في ذلك ان اقول شيئا اينبغي قوله لكن استأذنك في ان اقوله. قال قل فاعطاه الاذن. قال فاتاه محمد بن مسلمة. اتى كعبا فقال ان هذا الرجل قد سألنا صدقة يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الكلام هو الذي استأذن فيه محمد بن مسلمة ان يقوله ولا يلحقه اثم ولا حرج لانه حرب والحرب مكيدة. فقال ان هذا الرجل قد سألنا صدقة. وانه قد انانا يعني اتعبنا بكثرة الصدقات واني قد اتيتك استسلفك فقال وايضا والله لتملنه. يعني ستأخذ القرظ وستعطيه وسيستمر معكم في سؤال الصدقة حتى لا تملونه فقال كعب وايضا والله لتملنه. يريد ان يقول له فما الذي يحملكم على الصبر معه اكثر من هذا فقال محمد بن مسلمة انا قد اتبعناه فلا نحب ان ندعه حتى ننظر الى اي شيء يصير شأنه وقد اردنا ان تسلفنا وسقا او وسقين. الوسق ستون صاعا من الطعام قال البخاري وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا او وسقين فقلت له وسقا او وسقين فقال ارى فيه وسقا ووسقين خلاف روايات البخاري. فقال كعب نعم وافق ارهنوني سيعطيهم قرضا فيريد الرهن يتوثق به لدينه ان يسترده. قال ارهنوني قال محمد بن مسلمة اي شيء تريد فقال الخبيث ارهنوني نسائكم تخيل تأخذ قرضا من يهودي فتعطيه زوجتك او تعطيه اختك او ابنتك تكون رهنا حتى تسد الدين بعد اسبوع ولا شهر ولا سنة يعيد لك اهل بيتك ها هذا اليهود نساء وخمر عبر التاريخ قال ارهنوني فقال محمد اي شيء تريد؟ قال ارهنوني نسائكم فقال كيف نرهنك نسائنا وانت اجمل العرب؟ يعني نخاف على نسائنا من الفتنة بك. محمد بن اسامة الان يريد مسايسة الرجل يصل الى مراده من غير ان يشعره مصادمة او اعتراض. فقال كيف نرهنك نسائنا وانت اجمل العرب؟ قال ابناءكم عباد مال في مقابل المال يطلب زوجتك يطلب ابنك. المال عنده اغلى من كل شيء. قال ارهنوني ابنائكم. فقال محمد بن مسلمة كيف نرهنك ابناءنا؟ فيسب احدهم فيقال رهن بوسق او وسقين. يعني غدا يصبح مسبة يا ولد انت جعلك رهنا في ستين صاع من تمر. فتصبح مسبة وعارا عليه مدى الحياة. قال كيف نرهنك ابناءنا؟ فيكون فيسب احدهم يقال رهن بوسق او وسقين هذا عار علينا. ولكنا نرهنك اللأمة. قال سفيان يعني السلاح وهذا الذي كان يريده محمد بن مسلمة ان يطمئن الرجل اليه في زيارة قادمة ان يأتي حاملا السلاح وهذا المطلوب والا يكون شيء يثير الريبة اذا قابله مرة اخرى ومعه سلاح في يده فوافق محمد بن مسلمة فوعده ان يأتيه قال فجاءه ليلا ومعه ابو نائلة وهو اخو كعب من ضاعتي ابو نائل من الصحابة واسمه سلكان بن سلامة من الانصار بينه وبين كعب بن الاشرف اخوة بالرضاعة قال ومعه ابو نائلة واراد ان يكون له مثل الذي طلبه محمد بن مسلمة وفي بعض الروايات في غير الصحيح ان محمد بن مسلمة قال فسيأتي معي بضعة نفر يريدون مثل الذي اريد واراد ان يقود كتيبة تأتي حاملة للسلاح لتنفيذ المهمة ولا يستنكر حملهم للسلاح في مقدمهم ذاك. فلما قال فواعده ان يأتيه فجاءه ليلا ومعه ابو نائلة وهو اخو من الرواعة فدعاهم الى الحصن فنزل اليهم فقالت له امرأته امرأت كعب اين تخرج هذه الساعة قال انما هو محمد بن مسلمة واخي ابو نائلة وفي رواية يقول البخاري قالت زوجته اسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم لما جاءوا يطرقون الباب يريدونه ينزل. فتفرست ان مكرا وكيدا يراد بزوجها. قالت اين تنزل؟ قال هذا اخي بنائي. لو محمد ابن مسلمة قالت اسمع صوتا يقطر منه الدم. فقال لها انما هو اخي محمد ابن مسلمة ورضيعي ابو نائلة ان الكريم لو دعي الى طعنة بليل لاجاب يعني معتزا واثقا بنفسه ان المسألة في غاية الثقة وحتى لو كان فيه غدر فالكريم لا يرده الخوف وعليه ان يكون في الاقدام الشجاعة غير متردد قال البخاري ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين. قيل لسفيان سماهم عمرو يعني في الرواية. قال سمى بعضهم قال عمرو جاء معه برجلين وقال غيره ابو عبس بن جبر والحارث بن اوس وعباد بن بشر. هؤلاء خمسة هم كتيبة تنفيذ مهمة قتل كعب بن الاشرف بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقود الكتيبة محمد بن مسلمة رضي الله عنه. ويرافقه ابو نائلة اخوه كعب من الرضاع وعباد بن بشر والحارث بن اوس وابو عبس بن جبر. هؤلاء خمسة هم الذين قدموا الى كعب في حصنه تلك الليلة قال جاء معه برجلين وسمي من سمعتم اسماءهم فقال اذا ما جاء فاني قائل بشعره اشمه يقول هذا ابو نائلة يقول لاصحابه اذا نزل كعب فاني قائل بشاعر يعني ساخذ بشعره الى رأسي واشده الي فاشمه. فاذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه. وفي رواية قال ثم اشمكم يعني امسك برأسه واجعلكم تشمونه. فاذا استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه. هذا التخطيط الان لتنفيذ المهمة. قال فنزل اليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب. فقال ما رأيتك اليوم ريحا يعني اطيب يقول هذا ابو نائلة اخوه وقال كعب معتزا بهذه بهذه الثناء فقال عندي اعطر نساء العرب واكمل العرب يعني زوجتي من اعظم النساء عناية بالطيب. ولذلك ظهر عليه الريح لما نزل اليهم. قال عمرو فقال اتأذن لي ان ثم رأسك يقول هذا اخوه ابو نائلة قال نعم فشمه يعني فاخذ برأسه اليه فشمه ثم اشمه اصحابه يؤخذ برأسه ويعطي كل واحد من اصحابه يشم رؤساء هذا توطئة ليطمئن الرجل حتى يكون قبضه على رأسه ليس مستنكرا وهي في سياق الاعجاب بالطيب الذي الكفاح منه يريد شمه وان يشمه لاصحابه. قال اتأذن لي ان اشم رأسك؟ قال نعم. فشمه ثم اشم اصحابه ثم قال ثانية اتأذن لي؟ قال نعم. هذا وهما يتسايران خارج الحصن وفي رواية لغير البخاري فجعلوا يمشون الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فوالله لا اله الا الله قال البخاري رحمه الله تعالى في روايته لما آآ نزل اليهم كعب متوشحا ينفح منه ريح الطيب قال ما رأيتك اليوم يعني اطيب وقال عندي اعطر نساء العرب واكمل العرب. ثم قال اتأذن لي ان اشم رأسك؟ قال نعم. فشمه ثم اشمه اصحابه ثم قال اتأذن لي يعني ثانية؟ قال نعم. فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فاخبروه رضي الله عنهم جميعا وهذه رواية البخاري المختصرة في هذا الجزء من قصة قتله جاءت مفصلة في رواية غيره كما اخرج ابن اسحاق في السيرة انهم لما اتوه وقد نزل اليهم كعبون من اصله وقد نزل اليهم فجعلوا يمشون او تكلموا تحدثوا ساعة عند حصنه ثم قالوا هل لك يا ابن الاشرف ان الى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه. ارادوا ابعاده عن حصنه ليكون ايسر لهم في قتله دون ان يدركهم اهل الحصن فيصيبهم اذى. فقال ان شئتم فخرجوا فمشوا ساعة ثمان ابا نائلة شام يده في رأسه ثم شم قيده فقال ما رأيتك الليلة طيبا اعطر ثم مشى ساعة وعاد لمثلها حتى اطمئن. ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها يعني يأخذ برأسه يشمه وقد اطمئن كعب وامن انه فعلها مرة وثانية فلما اعطاه رأسه في المرة الثالثة كان منه ابو نائلة وشد رأسه فقال دونكم او يضربوا عدو الله فاختلفت عليه اسيافهم. قال في رواية ابن اسحاق فلم شيئا يعني لم تصب منه مقتلا. الوقت ليل والمكان مظلم وكانت السيوف تتهاوى اليه لكنها جرحته لم تصب منه مقتلا. قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا في سيفي. فاخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن الا اوقدت عليه نار يعني اضاءوا ينظرون ما الخبر. قال فوظعته في سنته المغول وهو الخنجر. قال فوظعته في يعني ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته شقه من اسفل بطنه. قال فوقع عدو الله وقد اصيب الحارث بجرح في رجله او في رأسه اصابه بعض اسيافنا. لما تناولته السيوف اصيب الحارث بالخطأ باحدى الضربات. قال فخرجنا حتى سلكنا على بني امية بن زيد ثم على بني قريظة حتى اسندنا في حرة العريظ وقد ابطأ صاحبنا الحارث ونزفه الدم. فوقفنا له ساعة ثم اتانا يتبع اثارنا فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم اخر الليل وهو قائم يصلي فسلمنا فخرج الينا فاخبرناه بقتل عدو الله وتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جرح صاحبنا ورجعنا الى اهل والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسول رسول الله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه الماء سهل الله له به طريقا الى الجنة