بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا وقدوتنا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة الكرام فمن رحاب بيت الله الحرام ما يزال هذا المجلس المبارك المنعقد في هذه الليلة المباركة في مدارسة كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي ابي الفضل عياض بن موسى الياصوبي المالكي رحمة الله تعالى عليه وهذا المجلس المنعقد في هذه الليلة عسى ان يكون باعثا لنا ونحن في هذا المجلس نتصفح صفحات ونقرأ اسطر من حقوقه الواجبة له صلى الله عليه وسلم على امته عسى ان يكون باعثا لنا على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم في هذه الليلة المباركة نغتنم من خيرها ونستزيد من شرفها ونستنزل من صلوات ربنا علينا بصلاتنا على نبينا صلى الله عليه واله وسلم يا رب اسعدنا برؤية وجهه فالشوق زاد مع الحياة توقدا. صلى عليك الهنا ما اشرقت شمس وما لبى المصلون الندا. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وهذا المجلس ذو صلة بمجلس ليلة الجمعة الماضية حين عرض المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل الذي ما زلنا فيه عرض للادلة والحجة في ايجاد قتل من سب صلى الله عليه وسلم او عابه او انتقصه وقد سبق ذلك فصل في بيان شدة جرم هذا الاثم العظيم. وحرمته في الشريعة واجماع الامة كافة على تكفير من نطقت شفتاه انتقاصا او سبا او شتما لرسول الله صلى الله عليه وسلم لانه يناقض صراحة مقصدا عظيما من مقاصد بعثته عليه الصلاة والسلام وهو التوقير والاحترام والتعزير انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه. وتوقروه وتسبحوا بكرة واصيلا. فتعزير المصطفى صلى الله عليه وسلم يعني نصرته وتأييده وتوقيروه يعني تحترموه وتيكون له من المكانة والاجلال ما حفظ الله تعالى له به مقامه الشريف عليه الصلاة والسلام في ذكر تلك الحجج ساق المصنف رحمه الله كما مر بكم ليلة الجمعة الماضية عددا من الايات كمثل قوله سبحانه ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا. وقوله سبحانه والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم. وقوله سبحانه ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط وانتم لا تشعرون الى اخر تلك الايات ثم حكى الاجماع وانتقل بعد الى ذكر الاثار ويقصد بالاثار هنا جملة من الوقائع التي وقعت في السيرة النبوية في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم او بعد مماته عليه الصلاة والسلام زمن صحابته الكرام ايام الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين وفيها شواهد على ان كل من تجرأ وجنى بالتعدي على مقام النبوة فان الشريعة كانت تقيم الحد بقتله كما سيذكر المصنف رحمه الله تعالى نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله في الفصل الثاني من القسم الرابع في الحجة في ايجاد في الحجة في ايجاد قتل من سابه او من سبه او وعابه صلى الله عليه وسلم وكذلك قتل ابا رافع قال البراء وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية في قصة مقتل كعب بن الاشرف وقد تقدم عرظ ما جاء في صحيح البخاري بشأنه وما رواه ايضا اهل السير قال المصنف رحمه الله وفي الحديث الصحيح امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الاشرف وقوله من لكعب بن الاشرف فانه يؤذي الله يؤذي الله ورسوله ووجه اليه من قتله غيلة دون دعوة بخلاف غيره من المشركين. يقصد بالقتل الغيلة القتل الذي لا يدعى فيه صاحبه الى قتال ولا الى بيراز فقتل فجأة او بغتة على غير دراية او علم منه قال وعلل قتله باذاه له. فدل ان قتله اياه لغير الاشراك بل للاذى وتقدم ليلة الجمعة الماضية ان كعب بن الاشرف احد وجهاء اليهود وكبرائهم وزعمائهم تاجر شاعر ذو كلمة مطاعة وله كلمة مسموعة وسبق وله ايضا كثير من الاجرام في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان اعظم ذلك سعيه الى كفار قريش بعد بدر يحرضهم على القتال والثأر اضافة الى انشاده الشعر يشبب فيها بنساء المسلمين يشبب في قصائده بنساء رضي الله عنهم جميعا يعني يذكروهن بفاحش القول وساقطه ويتعرض لاعراض اهل الاسلام في المدينة. ومع ذلك فان انه ايضا كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره وبجاهه وبماله ايضا. فقال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري وقد مرت الرواية ليلة الجمعة الماضية ونذكرها صلة للحديث الذي لم يتم اخر المجلس قال عليه الصلاة والسلام من لكعب بن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله فقام محمد بن مسلمة. فقال يا رسول الله اتحب ان اقتله؟ قال نعم قال فاذن لي ان اقول شيئا قال قل واراد الاستئذان في ان يحكي بين يدي الخبيث كلاما لا يليق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكنه في مقام المخادعة وترتيب الامر والحرب خدعة. فاذن له النبي صلى الله عليه وسلم. قال فاتاه محمد بن مسلمة فقال ان هذا الرجل قد لنا صدقة وانه قد عنانا يعني اتعبنا. وهذا الذي اراده باستئذانه الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وان مو قد عنانا يعني اتعبنا واجهدنا من كثرة ما يطلبنا من المال صدقة. قال واني قد اتيتك استسلفك فقال له كعب وايضا والله لتملنه يعني ستظلون هكذا حتى يصيبكم الملل والتعب وانتم ما زلتم تطيعونه وتقتدون بامره فقال انا قد اتبعناه فلا نحب ان ندعه حتى ننظر الى اي شيء يصير شأنه. وقد اردنا ان تسلفنا او واسقين قال البخاري وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا او وسقين فقلت له وسقا او وسقين قال ارى فيه وسقا او وسقين وهذا استطراج من البخاري رحمه الله في رواية الحديث فقال نعم ارهنوني قالوا اي شيء تريد؟ قال ارهنوني نسائكم قالوا كيف نرهنك نسائنا وانت اجمل العرب؟ قال فرهنوني ابناءكم قالوا كيف نرهنك ابناءنا فيسب احدهم فيقال رهن بوسق او وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك متى؟ قال سفيان يعني السلاح تواعده ان يأتيه فجاءه ليلا ومعه ابو نائلة وتدرج محمد بن مسلمة رضي الله عنه في ذكائه ودهائه تدرجه بالكلام معه الى ان يأتي بالسلاح في التي نواعده فيها من اجل ان يكون حمله السلاح واتيانه له في موعد يحدده لن يكون مستنكرا. وحمل السلاح اراد به القتل وهو عرظ له هنا بان يكون رهنا للطعام الذي يريد ان يستسلفه منه. فوعده ليلا فاتاه ومعه ابو نائلة وهو اخو كعب من الرضاعة فدعاهم الى الحصن فنزل اليهم. فقالت له امرأته اين تخرج هذه الساعة؟ قال انما هو محمد بن مسلمة واخي ابو نائلة فقالت اسمع صوتا كانه يقطر منه الدم تفرست امرأته في امر قد يكون سوءا بالنسبة له فقال انما هو اخي محمد بن مسلمة ورضيعي ابو نائلة ان الكريم لو دعي الى طعنة بليل لاجاب فنزل اليهم وعند غير البخاري انه كان يرافقهما من الصحابة ايضا في هذه الكتيبة الشريفة التي نفذت امر رسول الا عليه الصلاة والسلام كان معهم عباد بن بشر والحارث بن اوس وابو عبس بن جبر فكانوا خمسة رضي الله عنهم فنزل اليهم محمد بن مسلمة قال ويدخل معه ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين قيل لسفيان سماهم عمرو قال اما بعضهم قال عمرو جاء معه برجلين وقال غيره ابو عبس ابن جبر والحارث ابن اوس وعباد ابن بشر فجاء حتى اذا ما قال قال محمد بن مسلمة اذا ما جاء فاني قائل بشعره فاشمه يعني انا قائل برأسه هكذا فاخذه الي لاشمه هكذا واشار اليهم الى ما يريد صنعه. قال فاذا رأيتموني مسكت من رأسه فدونكم فاضربوه. فنزل اليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب. فقال يعني محمد بن مسلمة ما رأيتك اليوم ريحا يعني اطيب فقال عندي اعطر نساء العرب واكمل العرب وتباهى كعب ورأى ان المدح هذا ثناء عليه فقال اتأذن لي ان اشم رأسك؟ قال نعم. فاشمه ثم اشم اصحابه فلما مرة مشوا مرة قال اتأذنوا لي؟ قال نعم. فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه رضي الله عنهم. وهذا القتل الذي كان منهم كما روى البخاري قال ثم اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فاخبروه. وعند غير البخاري وفي روايات اصحاب السير مزيد طيل قال لما اتوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وكانوا قد اجتمعوا عنده قبل توجههم الى حصن كعب فمشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشيعهم الى بقيع الغرقد وكان ذلك ليلا ثم قال انطلقوا على اسم الله اللهم اعنهم ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيته وهو في ليلة مقمرة. قال فانطلقوا حتى انتهوا الى حصنه. فكان الحديث الذي سمعتم في رواية البخاري. ثم لما نزل اليهم كعب شم ابو نائلة رأسه ثم قال اعود ما رأيتك الليلة طيبا اعطر قط ثم مشى ساعة وعاد لمثلها حتى اطمأن ثم امسك برأسه واختلفت عليه اسيافهم فلم تغني شيئا. يعني تناولوه بضربه بسيوفهم لكن المكان مظلم وقت ليب فلم تغني اسيافهم شيئا يعني لم تصب من كعب مقتلا قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا في سيفي فاخذته. المغوى الحديدة او قطعة محددة كالسكين الصغير او كالسيف اصغر من قال فتذكرت مغولا في سيفي فاخذته وطعنته فصاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن الا اوقدت عليه نار قال فوظعته في سنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته. فوقع عدو الله واصيب الحارث بن اوس طحن في رجله او في رأسه اصابه بعض سيوفنا يقصد انهم لما تناوشوه بسيوفهم وهم خمسة حوله اصابت سيوفهم بالخطأ احدهم وهو الحارث بن اوس فاصابت ضربة من الضربات ساقه او رأسه فنزف دما قال فخرجنا حتى سلكنا خروجا من حصونهم حتى اسندنا في حرة العريض وابطأ علينا صاحبنا الحارث بن اوس ونزفه الدم فوقفنا له ساعة ثم اتانا يتبع اثارنا فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم اخر الليل وهو قائم يصلي فسلمنا عليه فخرج الينا فاخبرناه بقتل عدو الله. وتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جرح صاحبنا. ورجعنا الى اهلينا فاصبحنا وقد خافت يهود بوقعتنا بعدو الله. فليس بها يهودي الا وهو خائف على نفسه ومزيد ايضا من تفصيل القصة عند اصحاب السير تدور حول هذا المعنى الذي تضمنته رواية الصحيح. قال المصنف رحمه الله لما النبي عليه الصلاة والسلام بقتل كعب قال دل على ان قتله لم يكن للشرك اما رأيتم لما قال من لكعب ابن الاشرف فانه يؤذي الله ورسوله فكانت دعوته الى الخلاص منه واذنه صلى الله عليه وسلم بقتله لما استأذنه محمد بن مسلمة ما كان لانه يهودي ولا لكونه كافرا قال بل للاذى فانه قد اذى الله ورسوله. فدل ذلك كما يقول المصنف ان قتله لغير الشرك بل للاذى. وقصة كعب ايها الكرام اشهر دليل في السيرة النبوية يستدل به العلماء كافة على قتل من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه من اصح الادلة واقوى الشواهد لا في سياقها ولا في روايتها ولا حتى في وجه الدلالة منها فانها اصلح دليل واكدوه من سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مع ادلة اخرى غيرها كثيرة سيسردها المصنف رحمه الله الان تباعا احسن الله اليكم وكذلك قتل ابا رافع قال البراء وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه ابو رافع اليهودي قتله عبدالله بن عتيق وعبدالله بن انيس وابو قتادة رضي الله عنهم هذه مهمة شريفة ايضا انتدب لها النبي عليه الصلاة والسلام بعض اصحابه والحديث ايضا في صحيح البخاري وفيها قصة من قصص بطولة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وقصة من قصص التضحية والبذل والفداء لرسول الله. صلى الله عليه وسلم. وقصة من قصص النصرة والتوقيع والذب عن مقام النبوة كان الصحابة رضي الله عنهم ابطالها وهم من روى النبي عن من روى من روى اهل العلم وقصتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم قال البراء وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث من رواية البراء بن عازب رضي الله عنه في صحيح البخاري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابي رافع اليهودي رجالا من الانصار وامر عليهم وابو رافع اليهودي هو عبدالله او سلام ابن ابي الحقيق اليهودي احد كبار يهود في خيبر واتمم تجارهم ومن رؤسائهم وزعمائهم ايضا. وهو رأس من رؤوسهم. ولان اذية النبي صلى الله عليه وسلم ليست غيره من البشر وله حقوق على الامة ليست كغيره فالطعن فيه طعن في الرسالة طعن في الوحي طعن في من ارسله رب الارباب جل وعلا. ولذلك لم تكن عقوبة المتعدي على مقام النبوة. والمؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كغيره ممن يطعن في اي احد من البشر هذا مقام خاص وحق من حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البراء بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي رافع برجال من الانصار فامر عليهم عبدالله بن عتيك. عبدالله بن عتيق رضي الله عنه احد هؤلاء الذين انتدبهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وعند غير البخاري ان معه عبدالله بن انيس وابا قتادة وكلهم من سادات الانصار رضي الله عنهم جميعا قال البراء وكان ابو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وهذا الشاهد يقول بعث النبي عليه الصلاة والسلام اليه رجالا من الانصار وكان ابو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان كذلك لعنه الله. فانتدب النبي عليه الصلاة والسلام هؤلاء. يقول البراء في حديثه وكان في حصن له بارض حجاز يريد ان ابا رافع هذا لم يكن بالمدينة مثل كعب ابن الاشرف. بل كان يسكن خارجها هو الذي جمع الاحزاب يوم الخندق لغزو المدينة وقيل هو الذي اعان غطفان وغيرهم بالمال على النبي صلى الله عليه وسلم. قال وكان في حصن له بارض الحجاز يقع في الغرب من جزيرة العرب وهذه المنطقة تمتد من تثليث في الجنوب الى خيبرة في الشمال. وقيل بل كان يسكن خيبر وهذا الارجح فانطلق اليه هؤلاء قال البراء رضي الله عنه فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بصرحهم يعني راح اصحاب الغنم بما كانوا يسرحون به من غنمهم دلالة على رجوع الناس الى منازلهم واستقرارهم في بيوتهم. قال عبد الله لاصحابه يعني عبد الله بن عتيق قائد الكتيبة. قال لاصحابه اجلسوا مكانكم فاني منطلق ومتلطف للبواب لعلي ان ادخل بواب الحصن وكانوا اذا غربت الشمس اغلقوا الحصون فبات من بداخلها داخلها وبقي من خارجها حتى يطلع الصبح قال فاني متلطف للبواب لعلي ادخل. فاقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله ان كنت تريد ان تدخل فادخل فاني اريد ان اغلق الباب قال فدخلت فكمنت يعني اختبأ فلما دخل الناس اغلق الباب ثم غلق الاغاليق على وتد يعني جعل الاقفال ومفاتيحها على وتد بقرب الباب قال فقمت الى الاقاليد فاخذتها ففتحت الباب وكان ابو فتح الباب لاصحابه الذين كانوا خارج الحصن فادخلهم رضي الله عنه. قال وكان ابو رافع يسمر وعنده يعني يسهر اصحابه بالسمر عنده ليلا. وكان في علالية له. يعني كان يبيت في غرف في عليتي في ابراج الحصن في الاعلى وليس في اسفله. وكان في علانية له فلما ذهب عنه اهل سمره صعدت اليه فجعلت كل ما فتحت بابا اغلقت علي من داخل اصبح ينتقل عبدالله بن عتيق داخل الحصن من غرفة الى غرفة يريد الوصول الى الغرفة التي فيها الخبيث ابو رافع فكان كلما دخل بابا وفتحه اغلقه من ورائه ليطمئن الا يلحقه احد. قال رضي الله عنه فجعلت كل ما فتحت بابا. اغلقت علي من داخل قلت ان القوم نذروا بي لم يخلصوا الي حتى اقتله. يقول لو شعروا بي لن يدركوني ولن يلحقوا بي الا وقد اتممت المهمة قلصت منه قال فانتهيت اليه فاذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا ادري اين هو من البيت المكان مظلم والرجل مع اسرته داخل الغرفة. فقلت يا ابا رافع قال من هذا واراد عبد الله ابن عتيق ان يحدد موضعه بالصوت في الغرفة قال يا ابا رافع فقال من هذا؟ قال فاهويت نحو الصوت فاظربه ظربة بالسيف وانا دهش فما اغنيت شيئا وصاح فخرجت من البيت فامكث غير بعيد ثم دخلت اليه فقلت ما هذا الصوت يا ابا رافع خرج ودخل واعاد سؤالا ثانيا ويقول ما هذا الصوت يا ابا رافع؟ فقال لامك الويل ان رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال يضربه ضربة اثخنته ولم اقتله قال ثم وضعت ضبة السيف في بطنه حتى اخذ في ظهره. يعني حتى انفذه من ورائه. فعرفت اني قتلته فجعلت افتح الابواب بابا بابا حتى انتهيت الى درجة له. فوضعت رجلي وانا ارى اني قد انتهيت الى الارض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب قلت لا اخرج الليلة حتى اعلم. اقتلته؟ عجب والله شجاعة لا منتهى لها. يدخل الى جوف داره بين اهله واولاده ثم لا تصيب ضربته في المرة الاولى فيعيد الثانية ثم يتأكد ثم ينفذ بكل اقدام ومع ذلك وقد انكسرت ساقه رضي الله عنه الا يعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف المهمة ولابد ان يكون قد اداها على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا اخرج الليلة حتى اعلم اقتلته. فلما صاح الديك يعني صباحا قام الناعي على السور فقال انعى ابا رافع تاجر اهل الحجاز قال فانطلقت الى اصحابي فقلت النجاة قد قتل الله ابا رافع فانتهيت الى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال قال ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم اشتكها قط رضي الله عنه وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه عليه الصلاة والسلام هذا مثال ثان وتلاحظون ان كلا من الرجلين كعب بن الاشرف وابو رافع سلام بن ابي الحقير من سادات اليهود وكبرائها. وكان في تلك المرحلة من زمن النبوة اثر واي اثر واراد النبي عليه الصلاة والسلام بذلك ان يسكن الافعى اليهودية في زمنه عليه الصلاة والسلام التي كانت تنفث السموم وكانت هي التي من وراء عداوة قريش والعرب قاطبة. فاراد بهذا تلقينهم درسا واقامة حد الله فيهم. واثبات قوة تام ومكانة نبي الله صلى الله عليه واله وسلم. هذان شاهدان ولا يزال المصنف رحمه الله تعالى يسوق بقيتها احسن الله اليكم وكذلك امره يوم الفتح بقتل ابن خطل وجارية خطل وكذلك امره يوم الفتح بقتل ابن خطل وجاريتيه اللتين كانتا تغنيان مع اللتا اللتين كانتا معه تغنيان سبه عليه السلام عبد الله بن خطل وقيل اسمه عبدالعزى وقيل غالب مختلف في اسمه اسلم اولا ثم ارتد وكان في ردته قصة جعلت مقتله على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم امرا على غير ما جرى به الامر يوم فتح مكة بصحيح البخاري من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر المغفر الخوذة من الحديد التي يلبسها المقاتل على رأسه تقيه ضربات السيف والسهام ونحوها دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال ان ابن خطر متعلق باستار الكعبة قال اقتلوه وعند مسلم دخل وعلى رأسه عمامة سوداء من حديث جابر رضي الله عنهما في قيل ان المغفر كان فوق العمامة او العمامة كانت فوق المغفر او ربما لبس احدهما ثم نزعه فروى كل صاحب صحابي ما رأى رضي الله عنهم جميعا. والمقصود بذلك لما نزع مغفره عليه الصلاة والسلام اشارة الى انتهاء الامر وفتح مكة واستتباب الامر وعدم اه حصول شيء على خلاف ما كان يريده عليه الصلاة والسلام. وقد امن اهل مكة بقوله من اغلق بابه دونه فهو امن ومن دخل المسجد الحرام فهو امن ومن دخل دار ابي سفيان فهو امن من يبقى؟ لن يبقى احد اراد عليه الصلاة والسلام الا يهدر قطرة دم حرمة لمكة مع انه دخلها فاتحا عليه الصلاة والسلام لكنه اراد عصمة الدماء ان تراق فامن كل من دخل بيته او دخل المسجد الحرام او دخل دار ابي سفيان اكراما لابي سفيان وبالتالي فلن يبقى احد في الشارع وفي الطرقات الا ذو نية مغرضة يريد الاعتراض والقتال فذاك يقتل لانه وجه عليه الصلاة والسلام بان لا يقابل جيشه احد ودخل عليه الصلاة والسلام مكة كما تعلمون يوم الفتح واجتمع واجتمعوا حوله عند الكعبة حتى قال اذهبوا فانتم الطلقاء. القصة ومع ذلك فلما وضع مغفره جاءه رجل قيل في الشروح ان المقصود به احد الانصار قيل هو عبد نظرة ابو ابو الاسلم نضلة ابن عبيد وقيل سعيد بن حريث او غيرهما. جاء فقال يا رسول الله هذا عبد الله بن خطل متعلق باستار الكعبة وهو قد امن كل من دخل المسجد الحرام واراد ابن خطل ان يعصم نفسه فلم يدخل البيت الحرام فقط بل تعلق باستار الكعبة فقال النبي عليه الصلاة والسلام اقتلوه وكان هذا في غاية العجب من شأن سائر ما امن به الناس النبي عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة ولذلك قصة وهو ان ابن خطل الذي تعلق باستار الكعبة استجارة بها وحقنا لدمه فلم تغني عنه كان قد وقع منه امر عظيم. هو من بني تميم ابن فهر من بني تيم ابن فهر ابن غالب اسلم وسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله وكان اسمه عبدالعزى قبل الاسلام واسم ابيه خطل هو عبد مناف لقب بخطل. لما اسلم بعثه النبي عليه الصلاة والسلام في بعض البعوث الى ما مع رجل من الانصار ليجمع الصدقة. وامر الانصاري عليه. فلما كان في بعض الطريق قتل ابن خطل صاحبه الانصاري واستلب ما له وغدر به ثم فر الى مكة وارتد عياذا بالله واتخذ جاريتين تغنيان بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاجل ذلك استثناه النبي صلى الله عليه وسلم من الامان العام الذي اعطاه اهل مكة يوم الفتح استثناه لبشاعة جرمه قتل وفي دمي وفي رقبته دم اذا يراد القصاص منه. ومع ذلك لما ارتد ورجع الى مكة فعل ذلك الفعل الساقط والبذيء يتخذ الجواري للغناء ولا يريد الا التعدي على مقام النبوة وسب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولذلك استثني من للامان وامر عليه الصلاة والسلام بقتله فقتله ابو برزة رضي الله عنه وشاركه سعيد ابن حريث او قيل سعيد بن ذئيب او الزبير بن العوام قيل كان قتله بين المقام وزمزم وقتله كان بما جناه في اسلامه قبل ان يرتد قصاصا من صاحبه الانصاري الذي قتله. وايضا في اعتدائه على مقام النبوة بالسب والغناء الذي انقذه بالجاريتين اللتين كانتا تغنيان بسبه صلى الله عليه واله وسلم وفي حديث اخر ان رجلا كان يسبه عليه السلام فقال من يكفيني عدوي؟ فقال خالد انا يا رسول الله فبعثه صلى الله عليه وسلم فقتله في حديث اخر انه عليه الصلاة والسلام كان له رجل يسبه فقال من يكفيني عدوي؟ فقال خالد انا يا رسول الله فبعثه فقتله وفي رواية اخرى سيأتي ذكرها بعد بضع روايات قال الزبير انا يا رسول الله فبرزه فقاتله فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عندما سلبه وهي رواية ضمن جملة من الروايات التي امر فيها النبي عليه الصلاة والسلام بقتل من تعدى على مقام النبوة بسوء واذى وكذلك قتل جماعة ممن كانوا يؤذونه من الكفار ويسبونه كالنضر ابن الحارث وعقبة بن ابي معيط النظر ابن الحارث وعقبة بن ابي معيط كانا ممن قتل يوم بدر بعد اسرهم وكل واحد من هؤلاء من صناديد قريش الذين لطالما اذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عقبة بن ابي معيط الابعد هو الذي وضع سلا الجزور على ظهره الشريف صلى الله عليه وسلم وهو ساجد عند الكعبة بمكة قبل الهجرة والنظر ابن الحارث كان اذا سمع باحد من الصحابة يريد الاسلام بمكة يبعث له بقينة يعني جارية مغنية من فتيات الليل يبعث بها اليه ويقول لها غنيه واطعميه وعشيه فهذا خير له من سماع ما يدعوه اليه محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل صدا عن سبيل الله بكل ما اوتي وكان هو وعقبة وغيره من صناديد قريش الممعنين في الاذى لرسول الله عليه الصلاة والسلام وهم كانوا من اشد الناس عداوة وكرها وبغضاء على النبي عليه الصلاة والسلام. فقتلهم النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر اسر عليه الصلاة والسلام اسرى قريش. واستشار فيهم اصحابه كما جاء في اية الانفال لما استشار النبي عليه الصلاة والسلام صحابته في شأن اسارى بدر فاشار ابو بكر رضي الله عنه بالمن عليهم بالفداء. يعني ان يقبل منهم فدية ويعتقهم واشار عمر رضي الله عنه بالقتل فمال النبي عليه الصلاة والسلام الى رأي ابي بكر وانفذ فيهم المن بالفداء. ونزلت الاية الكريمة عتبا ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض. تريدون عرضا من الدنيا والله يريد الاخرة. والله عزيز حكيم فلما من عليهم بالفداء استثنى ثلاثة رأى انهم ليسوا اهلا لان يعتق احدهم او يرجع الى داره بمكة هؤلاء الثلاثة هم عقبة ابن ابي معيط والنضر ابن الحارث والمطعم ابن عدي الثلاثة قتلوا صبرا. قيل صلبهم عليه الصلاة والسلام على شجرة. وقيل قتلهم وهم يحاولون ان يكون لهم في اصحابهم اسوة وان يطبق اسرهم كما اطلق اسر اصحابهم في السيرة ان ان عقبة كان من اشد الناس من اشد قريش اذى للنبي عليه الصلاة والسلام بمكة وفي بعض الروايات انه كان يسأل النبي عليه الصلاة والسلام وقد امر بقتله وكان اسيرا في يد المقداد. فامره بقتله فقال عقبة متلطفا من للصبية يا رسول الله؟ يريد ان يستعطفه ويمن عليه. قال من للصبية؟ قال له النبي عليه الصلاة والسلام النار يعني انت وليهم وابوهم فاذا كنت كذلك فلست اهلا للفداء. فقتل النبي عليه الصلاة والسلام عقبة ابن ابي معيط وكان هو والنظر ابن الحارث وغيرهم من اشد الناس عداوة. قال المصنف قتلهم ممن كانوا يؤذونه ويسبونه عليه الصلاة والسلام. وهذا حق والا فكثير ممن كان يوم بدر اسيرا كان من كفار قريش وكلهم كذلك. فلما يأمر باطلاقهم عدا هؤلاء دل على ان الامر كان مناطا بامر سوى كفرهم وشركهم وهو عداوتهم واذيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة احسن الله اليكم وعهد بقتل جماعة منهم قبل الفتح وبعده. فقتلوا الا من بادر باسلامه قبل القدرة عليه وقد روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنه ان عقبة ابن ابي معيط نادى يا معشر قريش ما لي اقتل من بينكم صبرا. فقال له صلى الله عليه وسلم الا ما بكفرك وافتراءك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا يوم يوم بدر لما وقع اسيرا قال ما لي اقتل من بينكم صبرا يعني وحده يحبس ليقتل بالسيف دون بقية اصحابه. فقال له بكفرك وافتراءك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهذا اللفظ اخرجه البزار وفيه ظعف ولما هم بقتله كما اسلفت قال من للصبية؟ قال النار وذكر عبد الرزاق ان النبي صلى الله عليه وسلم سبه رجل فقال من يكفيني عدوي؟ فقال الزبير انا فبارزه فقتله الزبير. هذه الرواية ايضا التي تقدم قبل قليل ما يماثلها في حديث ان رجلا كان يسبه صلى الله عليه وسلم فقال خالد انا اكفيك وهنا قال الزبير انا قال فبارزه فقتله الزبير رضي الله عنه وروى ايضا ان امرأة كانت تسبه عليه السلام فقال من يكفيني عدوي؟ فخرج اليها خالد بن الوليد فقتلها. يعني ايضا هذا مما اخرجه الامام عبدالرزاق والصنعاني رحمه الله تعالى في مصنفه وروى ان رجلا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليا والزبير اليه ليقتلاه والحديث مرسل عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى وفي اسناده مبهم من الرواة كذلك ورواه ابن قانع ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله سمعت ابي يقول يقول فيك قولا قبيحا فقط تلته فلم يشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصص والروايات وغيرها كثير مما جمعه العلماء رحمة الله عليهم دلالة على اثبات اصل الحكم في الشريعة ومن اوعب من جمع تلك الروايات شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه واله وسلم فانه استقصى تلك الروايات وفيها الصحيح في اعلى درجات الصحة مثل قصة قتل كعب بن الاشرف وقتلي ابي رافع سلام ابن ابي الحقير اليهودي. وفيها ما دون ذلك مما هو اقل صحة او مختلف في صحته وفيها ايضا ما لا يثبت له سند صحيح. ويرويه اهل التواريخ والسير. لكن اثباته بسند يعسر او يتعذر. لكن قصد العلماء من جمع ذلك كله ما صح منه وما لم يصح جمع كل ما ذكر في هذا الباب اثباتا لاصب القضية والحكم في الشريعة وهو حكمها حكم الشريعة العظيم في شأن الجناية على مقام النبوة والتعدي على النبي صلى الله عليه وسلم بسب او استهزاء. نعم وبلغ المهاجر ابن امية امير الاب امية. وبلغ المهاجر ابن ابي امية امير اليمن لابي بكر رضي الله عنه ان امرأة هناك في الردة ان امرأة هناك في الردة غنت بسب النبي صلى الله عليه وسلم فقطع يدها ونزع فبلغ ابا بكر رضي الله عنه ذلك. فقال له لولا ما فعلت لولا ما فعلت لامرتك بقتلها. لان للانبياء ليس يشبه الحدود. وهذا في خلافة الصديق ابي بكر رضي الله عنه. فانه امر المهاجر ابن ابي امية على اليمن ولما وقعت الردة في سائر انحاء جزيرة العرب بلغ المهاجر ابن امية ابن ابي امية ان امرأة تغني بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو امير الخليفة على اليمن فاتى بها فقطع يدها ونزع ثنيتها فلما بلغ ذلك الخليفة ابا بكر رضي الله عنه بالمدينة قال لولا ما فعلت لامرتك بقتلها. يعني ان الذي فعلته بها لا ينبغي ان يزاد عليه ايضا مزيد تعزير وعقوبة عليها. قال لولا ما فعلت لامرتك بقتلها. لان حد الانبياء ليس يشبه الحدود لا يكون التعدي والاذية على نبي من الانبياء مثل الاذية لغير لغير الانبياء الكرام عليهم السلام وعن ابن عباس رضي الله عنه هجت امرأة من النبي صلى الله عليه وسلم فقال من لي بها؟ فقال رجل من قومها انا يا رسول الله فنهى نفقة لها. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا ينتطح فيها عنزان. الحديث مما لا يثبت سنده برواية صحيحة. وهي من حديث ابن رضي الله عنهما قال هجت امرأة من ختمة يعني من تلك القبيلة. هجت النبي صلى الله عليه وسلم فقال من لي بها فقام رجل من القوم فقتلها. فقال وفي بعض الرواية كما اخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق قال فلما اشتد ذلك على رسول الله عليه الصلاة والسلام قال من لي بها فقال رجل من قومها انا يا رسول الله. قال وكانت تمارة تبيع التمر. فاتاها فقال لها عندك تمر؟ قالت نعم فادته تمرا فقال اردت اجود من هذا فدخلت لتريه يعني تريه ما عندها من التمر فدخل خلفها ونظر يمينا وشمالا فلم يرى الا خوانا يعني مثل الاناء الكبير فعلى به رأسها حتى دمغها به ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كفيتكها فقال انه لا ينتطح فيها عنزان فارسلها مثلا. يعني اصبحت الجملة مثلا عند العرب اذا قيل لا ينتطح فيها عنزان يعني لا يختلف فيها اثنان وهذا من بالغ التأكيد على ان حكمها القتل الذي لا يستراب في شأنه. وهو دلالة ان صح الحديث والرواية هذه لا تصح رواية على اهدار النبي صلى الله عليه وسلم دمها. مع انه لم يأمر بقتلها انما قال من لي بها. ولم يستأذن فلما اخبر بقتلها اهدر دمها النبي عليه الصلاة والسلام وعن ابن عباس رضي الله عنه ان اعمى كانت له ام ولد تسب النبي صلى الله عليه وسلم فيزجرها فلا تنزجر. فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه. فقتلها اعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فاهدر دمها. الحديث اخرجه اصحاب السنن ابو داود والنسائي وصححه الحال وصححه الالباني كذلك والحديث ايضا من اعاجيب مواقف الصحابة رضي الله عنهم التي تنبض حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واجلالا عظيما لمقامه ودفاعا ونصرة وذبا عنه صلى الله عليه وسلم وهذا حقيقة مما لا يحتاج الى اثباته بالشواهد في شأن الصحابة رضي الله عنهم. لان حياتهم كلها كانت حبا وفداء وتضحية وصبرا وبذلا لكن بعض المواقف اجلى في الشاهد على هذا المعنى. ومنها قصة هذا الاعمى والحديث في رواية ابي داود ان اعمى كانت له ام ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر. قال فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه قال فاخذ الاعمى وهذه ام ولد والمقصود بام ولد الجارية التي توطأ بملك اليمين ليست زوجة لكن اذا حملت الجارية من سيدها فانجبت سميت ام ولد وحكمها في الشريعة ان تعتق بعد موت سيدها. فتكون حرة بعد مماته فهي في حياته جارية فليس لها مكانة الزوجة فلا يعقد عليها عقد نكاح وليست لها حقوق الزوجية قال في رواية ابي داوود جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه. قال فاخذ المغول هذا وهو اعمى. قال فاخذ المغول والمغول كما تقدم قطعة من حديد محددة مثل الخنجر الصغير فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم فلما اصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال انشدوا الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق الا قام فقام الاعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فانهاها فلا تنتهي وازجرها فلا تنزجر ولي منها بنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فاخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم الاشهد ان دمها هدر فاهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمها كما قال المصنف رحمه الله تعالى وهي من جملة الشواهد على ما يريد اثباته ان الجناية على مقام النبوة بالسب والشتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يستوجب القتل ولا حرمة لدم صاحبه في الاسلام احسن الله اليكم وفي حديث ابي برزة الاسلمي كنت يوما جالسا عند ابي بكر الصديق رضي الله عنه. فغضب على رجل من المسلمين وحكى القاضي اسماعيل وغير واحد من الائمة في هذا الحديث انه سب ابا بكر. ورواه النسائي اتيت ابا بكر وقد اغلظ لرجل فرد عليه فقلت يا خليفة رسول الله دعني اضرب عنقه. فقال اجلس فليس ذلك لاحد الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والرواية ايضا عند الامام احمد في مسنده وابي داود والنسائي وهي تأكيد لهذا المعنى العظيم الذي استقر في فقه الصحابة الكرام رضي الله عنهم الا يقتل احد بالتعدي على عرض احد او سبه او شتمه الا المتعدي على مقام النبوة. في القصة قال ابو برزة الاسلمي رضي الله عنه نظلة ابن عبيد قال كنت جالسا عند لابي بكر فغضب على رجل من المسلمين وفي غيره من الرواية انه سب ابا بكر وعند النسائي قال اتيت ابا بكر وقد اغلظ لرجل فرد عليه فقلت يا خليفة رسول الله دعني اضرب عنقه حفظا لمقام الخليفة وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي بكر رضي الله عنه. فقال اجلس فليس ذلك لاحد الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني لا يراق دم احد يعتدي على احد في عرضه بسب او شتم او انتقاص فلا يهدر دمه ولا يقتل قال ليس ذلك لاحد الا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعم قال القاضي قال القاضي ابو محمد قال القاضي ابو محمد ابن نصر ولم يخالف عليه احد فاستدل الائمة بهذا الحديث على قتل من اغضب النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما اغضبه او اذاه او سبه ومن ذلك كتاب عمر ابن ومن ذلك كتاب عمر ابن ومن ذلك كتاب عمر بن عبدالعزيز الى عامل الكوفة وقد استشاره في قتل رجل سب عمر رضي الله عنه فكتب عمر اليه انه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب احد من الناس الا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبه فقد حل دمه كتاب عمر ابن عبد العزيز الخليفة الزاهد رحمه الله تعالى ورضي عنه كتب الى عامله بالكوفة. والمقصود بالعامل يعني الامير المسؤول الذي يبعثه الخليفة عاملا على بلد او منطقة يكون ممثلا له فيها. استشاره في قتل رجل سب عمر رضي الله عنه عمر الخليفة. فكتب عمر اليه انه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب احد من الناس الا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سبه فقد حل دمه. وهذا مزيد اكيد على ما استقر عليه فقه الفقهاء رحمهم الله. وقول العلماء رضي الله عنهم سلفا وخلفا. ان سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرية عظيمة وجناية تستوجب قتل صاحبها وهذا الصنيع من عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تأكيد على ما استقر عليه فقه الصحابة رضي الله عنهم لا يحل قتل امرئ مسلم بسب احد من الناس الا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسأل الرشيد مالكا في رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له ان فقهاء العراق افتوه بجلده فغضب لذلك وقال يا امير المؤمنين ما بقاء الامة بعد شتم نبيها؟ من شتم الانبياء قتل ومن شتم ومن شتم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجلد هذه القصة ينقلها القاضي عياض رحمه الله عن امام دار الهجرة مالك ابن انس رحمه الله. لما سأله الخليفة هارون الرشيد عن رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم والخلافة كانت في العراق كما تعلمون وذكر له ذكر هارون الرشيد في استفتائه للامام مالك ان فقهاء العراق افتوه بجلد هذا الرجل الذي شتم النبي صلى الله عليه وسلم فكأن الخليفة لم يطمئن للفتوى فبعث الى الامام مالك يتثبت فيها فغضب لذلك الامام ما لك وقال يا امير المؤمنين ما بقاء الامة بعد شتم نبيها حقا والله امة الاسلام ما بقاء الامة بعد شتم نبيها صلى الله عليه وسلم؟ اي مكانة ستبقى لها واي حرمة واي اعتزاز واي نصر وتأييد من الله عز وجل ان يشتم نبيها وهي ساكتة لا تحرك ساكنا هذا منذ صدر الاسلام الاول والخلافة السابقة زمن بني العباس قال يا امير المؤمنين ما بقاء الامة بعد شتم نبيها؟ من شتم الانبياء قتل ومن شتم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجلد هذه الرواية سيعلق عليها المصنف رحمه الله في في استعجاب واستغراب كيف وقف الخليفة هارون على فقه وفتوى من افتاه بغير القتل في شأن من سب النبي صلى الله عليه وسلم. وانه يمكن ان يفتي احد من اهل العلم بان حكمه الجلد او السجن او الضرب او اي اي عقوبة دون القتل فسيعلق عليه المصنف رحمه الله قال القاضي ابو الفضل رحمه الله تعالى كذا وقع في هذه الحكاية رواها غير واحد من اصحاب فتاوى مالك ومؤلف في اخباره وغيرهم. ولا ادري من هؤلاء الفقهاء بالعراق الذين افتوا الرشيد بما ذكر. وقد ذكرنا مذهب العراقيين بقتله ولعلهم ممن لم يشهر بعلم او او من لا او من لا يوثق بفتواه او يميل به هواه او يكون ما قاله يحمل على غير السب فيكون الخلاف هل هو سب فيكون الخلاف هل هو سب او غير سب؟ او يكون رجع وتاب عن سبه فلم يقله لمالك على اصله والا فالاجماع على لمن سبه كما قدمناه. يؤكد المصنف رحمه الله ان الرواية هكذا نقلها بعض من يقرر فتاوى الامام ابي ما لك من اصحابه يقول رواها غير واحد. يقول ولكن في الرواية اجمال لما جاء هارون الرشيد يستفتي مالكا رحمه الله عن ذلك فقال ان فقهاء العراق افتوه بالاكتفاء بالجلد يقول لا يدرى من هؤلاء والا فقد تقدم النقل عن فقهاء العراق كمن سمى من ابي حنيفة واصحابه المتقدمين والمتأخرين اتفاقهم مع سائر فقهاء الامة بوجوب القتل لا غير قال فلا يجرى من هؤلاء مع ذكر تقرير مذهب فقهاء العراق بقتله. فيقول اما انهم ممن لم يشتهر بالعلم. او ممن لا يوثق فتواه ويميل به هواه او يكون الفتوى منقولة على حكم من قال عبارة دون السب. يعني فيها شيء من الانتقاص او العيب فيكون الخلاف هل ذلك الكلام سبا يستوجب القتلى او لا يبلغ ذلك؟ او يكون رجع وتاب عن سبه الم ينقل تفاصيل تلك الفتوى للامام ما لك ونقلت له اختصارا ان رجلا وقع في سب النبي صلى الله عليه وسلم فافتاه اهل العراق بجلده فيكون هذا من باب احتمال او توجيه المصنف رحمه الله للاحتمالات الواردة في انه كيف يمكن ان يقول عالم او فقيه بان حكمه الجلد او الضرب او العقاب دون ان يكون القتل الذي اطبقت عليه كلمة علماء الاسلام ويدل على قتله من جهة النظر والاعتبار ان من تنقصه عليه السلام او سبه فقد ظهرت علامة مرض قلبه وبرهان وبرهان سر طويته وكفره. ولهذا حكم له ولهذا حكم له كثير من العلماء بالردة وهي رواية الشاميين عن مالك والاوزاعي وقول الثوري وابي حنيفة والكوفيين والقول الاخر انه دليل على الكفر فيقتل حدا وان لم يحكم له بالكفر الا ان يكون متماديا على قوله غير منكر لله ولا مقلع عنه فهذا كافر. وقوله اما صريح كفر كالتكذيب ونحوه او من كلمات الاستهزاء والذم فاعترافه بها وترك توبته عنها دليل استحلاله لذلك. وهو كفر ايضا. فهذا كافر بلا خلاف. قال الله تعالى في مثله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم قال اهل التفسير هي قولهم ان كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير وقيل بل قول بعضهم ما مثلنا ومثل محمد مثلنا وقيل بل قول بعضهم ما مثلنا ومثل محمد الا كقول القائل سمن كلبك يأكلك واجعه يتعبك بعه يتبعك ولئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. لما انتهى المصنف رحمه الله ومن سياق الادلة من الايات وحكاية الاجماع قال ايضا فوق كل ذلك هنا دليل من جهة النظر والاعتبار يعني بالنظر الى اصول الشريعة الى القياس الى المعاني التي تؤكد استحقاق القتل لكل من سب النبي عليه الصلاة والسلام قال من جهة ان من تنقصه او سبه صلى الله عليه وسلم كان ذلك علامة على مرض قلبه وبرهانا على سر طويته وكفره ولذلك قال اهل العلم بالقتل وهنا وجهان عند الفقهاء للحكم بقتل من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم. الوجه الاول انه ردة والمرتد يقتل والوجه الثاني انه كفر فيقتل حدا والفرق بينهما ان الحد الذي يثبت بدليل فيقال حد السب. فتكون جناية في الاسلام كما تقول حد الزين وحد السرقة وحد الخمر او شرب الخمر فتقول حد سب النبي صلى الله عليه وسلم فتكون في الاسلام عقوبة قررت الشريعة لها القتل تكون جناية قررت الشريعة لها القتل عقوبة. كما حددت في الزنا جلد مائة. وكما حددت في السرقة قطع اليد. فان حددت في قتل للنبي عليه الصلاة والسلام القتل. بما سبق من الادلة. فقولان لاهل العلم هل يقتل من سب النبي عليه الصلاة والسلام حدا لان الشريعة حددت هذه العقوبة له او ردة بانه كفر يقتل هذان وجهان قال في انه رد رواية الشاميين عن مالك والاوزاعي وقول الثوري وابي حنيفة والكوفيين. والقول الاخر انه حد يقتل به الا ان يكون متماديا على قوله وان لم يحكم بكفره فيبقى الحكم بقتله حدا. قال وهذا القول بالسب اما مصاريف كفر كالتكذيب او من كلمات الاستهزاء فيكون اعترافه بها وترك توبته دليل استحلاله لذلك. والمستحيل للحرام ايضا مستوجب لقتله قال وهو كفر ايضا. وساق الاية الكريمة في سورة التوبة في شأن المنافقين. يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. ما كلمة الكفر التي قالوها والتي حكم القرآن عليها بانهم كفروا بنطقها. قال المصنف رحمه الله في حكاية تفسير الكلمة التي قال الله عنها بعد اسلامهم قال هي قولهم ان كان ما يقول محمد الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح لا حول ولا قوة الا بالله الله اكبر اكبر الله اكبر لا اله الا يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر. وكفروا بعد اسلامهم فحكم القرآن بالكفر على من نطق بتلك الكلمة. قال اهل التفسير هي قولهم ان كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير عياذا بالله وقيل بل هي قولهم ما مثلنا ومثل محمد الا كقول القائل سم كلبك يأكلك واجيعه يتبعك ولئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل تلك الايات التي في سورة المنافقون حكت هذا الصنيع وذكرت تلك الكلمات المأفونة والعبارات الكافرة في حكم القرآن بكفر اصحابها. وهذه تحديدا ما قاله المنافقون يوم غزوة بني المصطلق فطفقوا بتلك العبارات التي فضح القرآن بها شأنهم وحكم بكفرهم وقد قيل ان قائل مثل هذا ان كان مستترا به ان حكمه حكم الزنديق يقتل ولانه قد غير دينه وقد قال عليه السلام من غير دينه فاضربوا عنقه. وفي الحديث الذي اخرجه الشيخان من بدل دينه فاقتلوه من رواية ابن عباس رضي الله عنهما. يعني ان كل من بدل دينه مرتدا فحكمه القتل. ومن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد غير دينه. نعم ولان لحكم النبي صلى الله عليه وسلم في الحرمة مزية على امته وساب الحر من امته يحد فكانت العقوبة لمن سبه عليه السلام القتلى لعظيم قدره وشفوف منزلته على غيره. يعني مزيد منزلته عليه الصلاة والسلام لو ان قاضيا اختصم عنده اثنان قال احدهما يشتكي خصمه انه سبه وثبت عند القاضي فانه يعزر بذيء اللسان فاذا السب والشتم في شريعة الاسلام عقوبة لها يراها الامام تعزيرا بما يناسب بما يناسب الشخص والسب والعبارة التي قيلت هذا في شأن البشر عامة فكيف بالنبي عليه الصلاة والسلام؟ قال ولذلك كانت له مزية على غيره بان جعلت الشريعة التعدي على مقامه بالسب والعيب والشتم عقوبة تختص به وهي قتل من تعدى عليه. ويبقى مع ختام هذا الفصل اشارة الى ما صدرنا به الفصل ليلة الجمعة الماضية. ان حديث علماء الاسلام عن عقوبة قتل من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هي عقوبة حكمية يتولاها الحاكم لا كل احد ولا يستسيغ كل احد ان ان يتعدى حقوقه ولي الامر فيبسط يده بقتل شخص او اخر بانه سب رسول الله عليه الصلاة والسلام كشأن سائر الحدود كشأن اقامة الحد على من زنا ومن سرق هذه ليست حقا لكل احد بل هي لاهل الامر من القضاة والحكام ومن يتولى الامر في تطبيقه وتنفيذه. فهذا شيء وتطبيق الحقوق والاحكام ام الشرعية وتنفيذ الحدود موكل لمن جعل الله تعالى اليهم ذلك. تم الفصل بفضل الله تعالى وتوفيقه في ليلتنا بقية ومستمتع لمزيد من الصلاة والسلام على حبيب القلوب وانسها نبينا محمد يا رب صل على نبيك ما بدا نور الصباح واشرقت افاق يا رب صل على نبيك ما هفى قلب المحب وحنت واقوا صلى الله عليه واله وسلم ونسألك يا رب علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم علمنا ما ينفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك. وبفضلك عمن سواك يا ذا الجلال والاكرام واجعل لنا الهي ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا. واغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على النبي المصطفى واله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه مما سهل الله له به طريقا الى الجنة