فان قيل ما تقولون في اللفظ الوارد في الحديث لعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرور زوارات بصيغة المبالغة فالجواب ان نقول ان الحديث ورد بلفظين زائرات وزوارات فان كانت زوارات للنسبة فلا اشكال وان كانت للمبالغة فانما فان لفظ زائرات فيه زيادة علم فيؤخذ به لان زائرات يصدق بزيارة واحدة وزورات بالكثير للمبالغة ومعلوم ان الوعيد اذا جاء معلقا بزيارة واحدة ومعلقا بزيارات متعددة فان مع المعلق بزيارة واحدة ايش؟ زيادة علم لانه يحق الوعيد على من زار مرة واحدة على لفظ زائرات دون لفظ زوارات فيكون مع لفظ زائرات زيادة علم لا يؤخذ به لكن لو اخذنا بزورات الغينا دلالة زائرات وقد تكلم شيخ الاسلام رحمه الله على هذه المسألة في في الفتاوي مجموع بن قاسم كلاما جيدا ينبغي لطالب العلم ان يراجعه وبين او وذكر اظن ثمانية اوجه في الرد على من قال ان النساء يسن لهن زيارة القبور فراجعوه فانه مفيد جدا قالوا تسن زيارة القبور الا للنساء. ويقول اذا زارها نقول يقول اول قولا ان جعلنا الواو للاستئناف قلنا بالراحة يقول وان جعلناها عطفا على زيارة قلنا ويقول لان المضارع اذا عطف على اسم خالص نصب قال ابن مالك وان على اسم خالص اه وان على لسنا خالصا فعل عطف تنصبه انت ثابتا او منحرف وان على اسم خالص فعل عطف يعني المضارع تنصبه ان ثابتا يعني ثابتة او منحرف محذوفة واستشهدوا لذلك بقول الشاعر ولبس عباءة وتقر عين احب الي من من لبس الشفوف قول ابن مسافات وتقر بالنصب لان معطوفة على ايش على لبس على اسم خالص مصدر. طيب هنا ويقول عطفا على ها زيارة فعليه يكون المعنى ويسن ان يكون بسم ان يقول اما اذا جعلناها براءة فهي من السعن ويقول اذا زارها او مر بها اذا زارها يعني قصد زيارتها وخرج اليها او مر بها مرورا قاصدا غيرها السلام عليكم دار قوم مؤمنين السلام السلام اسم من اسماء الله كما في اخر سورة الحشر سلام المؤمن لكنه في التحية لا يراد بها اسمه لا يراد به اسم الله وانما يراد به التسليم فهو اسم مصدر كالكلام بمعنى ايش التكليم والمعنى التسليم عليكم اي الدعاء بالسلامة عليكم والسلامة بالنسبة لاهل القبور قد يصعب على الانسان تصورها يستمعون من ايش؟ من المرض ها لا لكن من العذاب من العذاب قد يكون الانسان في قبره معذبا ولو عذابا خفيفا فاذا سألت الله له السلامة ثم انت الان تسلم على على عموم القبور السلام عليكم وقوله السلام عليكم اتى بكاف الخطاب فهل الكاف هذه تدل على انهم يسمعون لانه لا يخاطب الا من يسمع ما لم يقم دليل ظاهر على ان المخاطب لا يسمع وانما قلت ما لم يقم دليل ظاهر لئلا يورد علينا مورد قول قول عمر رضي الله عنه الحجر الاسود اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقبلك ما قبلته وهنا خاطبه وهو حجر لكن اهل القبور هل هم يخاطبون مخاطبة الحجر او مخاطبة السمع الظاهر الثاني الظاهر الثاني وقد ذكر ابن القيم في كتاب الروح حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن ان من سلم على قبر وهو يعرفه في الدنيا رد الله على صاحب القبر روحه فرد عليه السلام فلا يبعد ان يكون اهل المقبرة عموما اذا سلم عليهم يسمعون يسمعون ولا نقيسهم بالحجر الاسود لان الحجر الاسود عندنا دلالة حسية ملموسة وهي انه حجر انه حجر وان كان حجرا يسمع ايضا حتى لو كان حجرا فانه يسمع قال الله تعالى عن الارض عموما يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى له تحدث اخبارها اي ما عمل عليها من خير او شر سواء كان قولا مسموعا او فعلا مرئيا نحدث به يوم القيامة الجلود تنطق انطقها الله الذي انطق كل شيء فلا تستبعد هذه الامور لان قدرة الله عز وجل لا يمكن ان يدركها العقل فلا يبعد ان انك اذا قلت لاهل المقبرة السلام عليكم دار قوم انهم يسمعون وقوله دار قوم مؤمنين دار قوم يعني يا دار قوم يا دار قوم والمراد بالدار هنا اهلها كما في قوله تعالى واسأل القرية والمراد اهلها وانا ان شاء الله بكم لاحقون وانا ان شاء الله بكم لاحقون لاحقون على ايش بالموت يعني اذا قلنا لاحقون بالموت ورد علينا اشكال وهو تعليق ذلك بمشيئة الله مع انه محقق تعليقه بمشيئة الله مع انه محقق والمحقق لا يحتاج الى تعليق بالمشيئة تعليق بالمشيئة لامر لا يدرى لا يدرى عنه فيوكل الى الله عز وجل اما هذا ما فيه شك كيف تعلق بالمشيئة وانت تعلم انه حاصل ولابد قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ليس لاحقا لكم شيء الاية فانه ملاقيكم ولم يقل فانه لاحقكم لان اللاحق قد يدرك وقد لا يدرك لكن يلاقي ها المدرك لا محالة نسأل الله ان يميتنا واياكم على الحق المهم ان انه يريد اشكال تعليق الشيء المحقق بالمشيئة غير وارد ولا مشروط فقيل في التخلص من هذا الايراد وانا ان شاء الله بكم لاحقون على الايمان فيكون لحوق معنويا لا حسيا بدليل قوله دار قوم مؤمنين. وانا ان شاء الله بكم لاحقون على الايمان اعرفتم؟ وحينئذ اذا كان المقصود لاحقون على الايمان فالمشيئة مشروعة تعليق ذلك بالمشيئة مشروع ولكن يمكن ان نقول لاحقون على الايمان وعلى الموت مع ان الذي يتبادر لزائر القبور الذي يقول وانا ان شاء الله لاحقون ها الموت الموت هذا المتبادل فنقول اما اذا فسرنا اللحاق باللحاق على الايمان فلا اشكال واذا فصلنا اللحاق باللحاق على الموت فالجواب عن ذلك ان نقول ان التعليق هنا تعليل ولا وليس تعليقا تعليم اي ان لحوقنا اياكم سيكون بمشيئة الله او يكون التعليق هنا ليس على اصل الموت ولكن على وقت الموت ها فرق ولا ما في فرق ليس على اصل الموت يعني محقق لكن على وقت الموت كأنه كأنه قال وانا اذا شاء الله يعني متى ما شاء الله لحقنا به فيكون التعليق على ايش؟ ها على وقت الموت. يعني سنلحق بكم في الوقت الذي يشاء الله ان نلحق وتعليق هذا بالمشيئة واضح اننا لن نموت الا اذا شاء الله موتنا في اي وقت كهذه ثلاثة اجوال. الاول ان المراد اللحاق على الايمان الثاني ان المراد باللحاق باللحاق اصل الموت لكن لكن التعليق ها بالتعليم الثالث ان المراد بالتعليق تعليق الوقت يعني وقت الموت كانه قال وانا متى شاء الله ان نلحق بكم لحقنا بكم والمقصود من هذا من هذه الجملة المقصود توطين النفس على ما صار اليه هؤلاء من اجل من اجل تحقيق التدبر ثم قال يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين جملة خبرية لكنها قبرية لفظا نسائية معنى يعني نسأل الله ان يرحم المستقدمين منكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية نسأل الله لنا ولكم العافية العافي من ايش اما بالنسبة لنا فان عافيتنا عافية عافية حسية كعافية البدن معافة معنوية من الذنوب والمعاصي اما العافية لاهل القبور فهو فهي العافية من العذاب من عذاب القوم اللهم لا تحرمنا اجرهم لا تحرمنا اجرهم اي اجر اجرنا على الاموات متعددة اولا الحزن عليه الحزن على الاموات فكم من ميت في هذه المقبرة قد حزنت عليهم اما لقرابة او صداقة او نفع او غير او غير ذلك ولا شك ان الانسان اذا اصيب بمصاب وتحمل فله ايش فله اجر اذا اصيب بمصاب به وتحمل فله اجر كان الاجر الزيارة لا تحرمنا اجرهم اي اجر الزيارة لهم لان زيارتنا لهم سنة امر بها النبي صلى الله عليه واله وسلم وفعلها بنفسه فنحن نفعلها امتثالا واقتداء امتثالا لامره واقتداء بفعله عليه الصلاة والسلام