ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام ما يزال هذا المجلس ينعقد في هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة. لمدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى فصلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الياحسبي رحمة الله تعالى عليه بليلة نستكثر من خيراتها بكثرة صلاتنا وسلامنا. على امام الهدى وسيد الورى نغترف تنزيلا صلوات ربنا علينا عشرة اضعاف صلاتنا على نبينا صلى الله عليه واله وسلم وهذه المدارسة لكتاب الشفاء تقريب لصفحات عظيمة من حقوق النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام بما حفظته نصوص شريعتي حفظا لمقامه وتوفيرا لهذا الباب العظيم من الايمان والحقوق الواجبة له على امته عليه الصلاة والسلام ولعل من بركات ليلتكم استفتاحها بكثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يكثر فيه ذكره عليه الصلاة والسلام فهذا مجلس مبارك ولمكانه مبارك والليلة مباركة وعسى ان تعمنا البركة بهذا مجلسي سائلين الله التوفيق والسداد. عليك سلام الله ما فز خافق وما مر طيف بالوجيف فهدى هذا وما اشرق الكون الفسيح بنوره وما اشرق الكون الفسيح بنوره وما طاف قمري بروظ وغرد وما هفهفت ريح الشمال بنسمة وما لاح غيم في السماء وارعد. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ثم انه قد وقف بنا الحديث ايها الكرام ليلة الجمعة الماضية في سياق ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى بهذا القسم الرابع من الكتاب في حكم من سب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم او انتقصه او تعرض له بسوء وان ذلك مما اجمعت الامة على تحريمه وكفر فاعله ووجوب قتله. ثم اورد ها هنا فصلا بدأناه ليلة الجمعة الماضية في اسباب عفوه عليه الصلاة والسلام عن بعض من اذاه من اجل ان يكون تأصيل ذلك تأصيل تلك القاعدة مطردة فكيف يجاب عن تلك المواقف التي ثبت فيها اذى والنبي عليه الصلاة والسلام يعفو فيها عمن صدر منه الاذى. اجاب المصنف رحمه الله ببعض الاجابات منها ان ذلك استئلاف منه صلى الله عليه وسلم للناس وتأليف لقلوبهم على الاسلام في اول امره. وذكر ايضا جوابا اخر وهو انه لعله لم يثبت عند النبي صلى الله عليه وسلم من اقوالهم ما قالته افواههم لاجل نقل ومن لم تبلغ شهادته الاعتماد في الشريعة كالصبيان والعبيد والنساء. واما الدماء فلا تستباح الا بشهادة عدلين. وما زال الحديث في عرض المصنف رحمه الله جملة من الاجابات عن تلك المواقف التي صفح فيها النبي صلى الله عليه وسلم عمن تفوه او صدر منه اذى وهذا المجلس تتمة للمجلس سابقي وبالله التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله في القسم الرابع في الفصل الثالث في اسباب عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض من اذاه قال رحمه الله وكذلك قال بعض اصحابنا البغداديين ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين بعلمه فيهم لم يأت انه قام ولم يأت انه قامت بينة على نفاقهم فلذلك تركهم. وايضا فان الامر كان سرا وباطنا وظاهرا الاسلام والايمان وان كان من اهل الذمة بالعهد والجوار. والناس قريب عهدهم بالاسلام. ولم يتميز بعد الخبيث من الطيب وقد شاع عن المذكورين في العرب كون من يتهم بالنفاق من جملة المؤمنين وصحابة سيد المرسلين وانصار الدين مظاهرهم فلو قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لنفاقهم وما يبدر منهم وعلمه بما اسروا في انفسهم لوجد المنفر ما يقول ولارتاب الشارد وارجف المعاند وارتاع من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وارتاب وارتاع من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم والدخول في الاسلام غير واحد. ولزعم الزاعم وطعن العدو الظالم ان القتل ان ما كان للعداوة وطلب اخذ الترة وقد رأيت معنى ما حررته منسوبا الى مالك ابن انس رحمه الله ولهذا قال عليه السلام لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه وقال اولئك الذين نهاني الله عن قتلهم هذا جملة ما تقرر في مجلس ليلة الجمعة الماضية في شأن المنافقين وانه شتان بين هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين في باب الاذى والاساءة والعدوان اختلف هدي في التعامل معهم عن هديه في التعامل مع من صرح بكفره كالمشركين وكاليهود مثل كعب ابن الاشرف وابن ابي الحقير ومثل عقبة ابن ابي معيض ومثل النضر ابن الحارث ومثل عبدالله ابن خطل فمن كان صريحا بكفره كان النبي صلى الله عليه وسلم حازما في امر قتله وعقابه على سوء فعله او قوله واساءته للنبي صلى الله عليه وسلم. اما المنافقون فلانه يظهر منهم الاسلام ويعدهم الناس في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الامر لم يكن كذلك في التعامل معه. بل كان النبي عليه الصلاة والسلام يتجاوز عن ذلك ويعفو وتبلغه مقالات عبد الله بن ابي بن سلول وفيها الكفر الصراح فيرفض صلى الله عليه وسلم قتله ويقول لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه من اجل رعاية هذا البعد المهم. وهو انه سيحسب في النهاية على اهل الاسلام. وسيكون في انظار العام من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو قتله لقالوا قتل رجلا من اصحابه ولو امر بتأديبه او التخلص منه كما كان في كعب ابن الاشرف وابن ابي الحقير لقالوا انه لا يرحم مسلما من اصحابه لو اخطأ بين يديه فراعى كل ذلك عليه الصلاة والسلام. يقول فهو لم يقتل المنافقين بعلمه فيهم ولم يأت انه قامت بينة على نفاقهم فلذلك تركهم بل حتى لما جاءت الايات الصريحة في بيان كفرهم بل وتسمية اسمائهم. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد وكل لهم الى بواطنهم وتعامل معهم بما بدا على ظواهرهم واقتصر على ذلك تشريعا للامة انه انما يحكم بالظاهر وليكون القضاة والحكام والائمة عاملين بحسب ما يظهر من الناس ولا شأن لهم بتقصي البواطن والتفتيش اما في السرائر فمضت هذه شريعة الاسلام وسنها نبي الاسلام صلى الله عليه واله وسلم. وجواب سبق فيما مضى ليلة الجمعة الماضية انه لعله لم تثبت عنده مقالاتهم صلى الله عليه وسلم. لكنها اجابة اخرى وهي السياسة الشرعية في التعامل مع المنافقين في الاسلام اجراء الاحكام على الظاهر ما ظاهره؟ انه يصلي ويصوم ويظهر شعائر الاسلام فله حكم الظاهر وان كان في باطنه على كفر اشد من كفر الكفار ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. لكن اجراء الاحكام على الظواهر يقتضي الاقتصار على ما بدا من ظاهرهم قال وايضا فان الامر كان سرا وباطنا. يعني كفرهم. وظاهرهم الاسلام والايمان. وان كان من اهل الذمة بالعهد والجوار والناس قريب عهدهم بالاسلام ولم يتميز بعد الخبيث من الطيب ولهذا قال المصنف شاع عن المذكورين في العرب كون من يتهم بالنفاق من جملة المؤمنين وصحابة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم انه هكذا يبدو ظاهره فلو قتلهم لاتصف في نظر الناس بقتل اصحابه عليه الصلاة والسلام. فلذلك اعرض عن هذا كله فقال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه صلى الله عليه وسلم. نعم الصلاة والسلام وهذا بخلاف اجراء الاحكام الظاهرة عليهم من حدود الزنا والقتل وشبهه لظهورها واستواء الناس في علمها هذا لا يعني ان يعفى اهل النفاق من اقامة الحدود وتأديبهم وتعزيرهم اذا ما اقترفت ايديهم بعض الجنايات. لا لا علاقة لهذا لو زنا فيهم احد اقيم عليه الحد ولو سرق قطعت يده ولو قتل معصوما لقتل به هذا لا علاقة له قال هذا بخلاف اجراء الاحكام الظاهرة عليهم. والسبب انهم واهل الايمان في هذا الباب سواء فلو ان صحابيا مؤمنا لا يدخل ايمانه مثقال ذرة من نفاق اصاب شيئا من تلك الكبائر لاقيم عليه الحد فلن يكون اهل النفاق باحسن حالا فهذه امور يستوي فيها المؤمن والمنافق فلا يستثنون منها لكن استثناهم عليه الصلاة والسلام من الحكم بقتلهم لان موجب القتل هنا الاساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعندئذ سيكون هذا مدعاة لمدخل من مداخل الشيطان في التشويش على الاسلام وتشويه صورته وتنفير الناس ويقول ان محمدا يقتل اصحابه فهذا باب وذاك باب بين المصنف رحمه الله افتراقهما في حكم تعامله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين في المدينة وقد قال محمد بن المواز لو اظهر المنافقون نفاقهم لقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم. وقاله القاضي ابو الحسن ابن صار نعم ذهب بعض ائمة المالكية الى انه ما الذي حمل النبي عليه الصلاة والسلام على عصمة دماء المنافقين ما الذي عصم دماءهم؟ اليس اظهارهم للاسلام؟ هذا هو فلو اظهروا النفاق الصريح لقتلهم لكن كانت عصمة دمائهم لاجل اظهارهم للاسلام والاسلام عصمة عصمة وهذا يعني انه لا يجوز اراقة دم من اظهر الاسلام ولو كان باطنه بخلاف ذلك. قال ولو اظهروا نفاقهم لقتلهم النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال قتادة في تفسير قوله تعالى لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا. سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا قال معناه اذا اظهروا النفاق. نعم. تأول قتادة رحمه الله الاية في هذا الوعيد الشديد لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها يعني في المدينة الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا قال هذا الوعيد اذا كانوا اظهروا نفاقهم لتنزل عليهم الوعيد لئن لم ينته المنافقون عن ماذا عن نفاقهم هم ما زالوا مستمرين على النفاق حتى ماتوا قال لئن لم ينتهي منافقون. يعني اذا كانوا سيتمادون في هذا الباب من الكفر الذي هم عليه قال لئن لم ينته صنيعهم لنفعلن بهم ولنفعلن. فالسؤال ما الذي جعل الوعيد هذا لم ينزل عليهم؟ الجواب انه لم يحصل منهم موجب ذلك الوعيد. ما هو اذا النفاق هم ما زالوا على النفاق حتى ماتوا. قال لا معناه اذا اظهروا النفاق لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة. قال قتادة يعني اذا ما انتهوا عن صنيعهم واظهروا النفاق لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا. ملعونين اينما ثقفوا. اخذوا وقتلوا تقتيلا. نعم وحكى محمد بن مسلمة في المبسوط عن زيد بن اسلم في قوله انها نسخت ما كان قبلها نعم هذا ايضا كلام لبعض اهل العلم في ان آية التوبة تحريم يا ايها الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ان كانت ناسخة لكل ما نزل في شأن الكفار والمنافقين من كف القتال او الصبر عليهم واحتمال الاذى فيكون الحكم جملة الامر بجهادهم والامر بالجهاد بكل انواعه باليد وباللسان من اجل كف اذاهم وشرورهم عن الاسلام والمسلمين وقال بعض مشايخنا لعل القائل هذه قسمة ما اريد بها وجه الله. وقوله اعدل. لم يفهم النبي صلى الله عليه عليه وسلم منه الطعن عليه والتهمة له وانما رآها من وجه الغلط في الرأي وامور الدنيا والاجتهاد في مصالح اهل فلم يرى ذلك سبا ورأى انه من الاذى الذي له العفو عنه والصبر عليه. فلذلك لم يعاقبه. هذه واقعة اخرجها الشيخان وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم والحديث في صحيح البخاري قال لما كان يوم حنين اثر النبي صلى الله عليه وسلم قناسا في القسمة. ومعنى اثر قدمهم في العطاء واعطاهم اكثر من غيرهم وكلكم يعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام بعد فتح مكة سار الى الطائف وكانت غزوة ثقيف ثم حنين وهناك اجتمعت الغنائم فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قسمة فريدة ذلك اليوم اكثر صلى الله عليه وسلم من العطاء للمؤلفة قلوبهم. ومن اسلم حديثا وتجاوز في العطاء كثيرا من السابقين الاولين واصحاب البذل والتاريخ المشرق في نصرة رسول الله الله عليه وسلم قال لما كان يوم حنين اثر النبي صلى الله عليه وسلم اناسا في القسمة فاعطى الاقرع ابن حابس مئة من الابل واعطى عيينة مثل ذلك واعطى اناسا من اشراف العرب فاثرهم يومئذ في القسمة. قال رجل والله ان هذه القسمة ما عدل فيها وما اريد بها وجه الله كلمة كبيرة قالها الرجل تأثرا مما رأى ذلك اليوم من هدي النبي عليه الصلاة والسلام في القسمة وعبدالله بن مسعود رضي الله عنه يسمع فلما سمع المقالة ما احتمل فقال عبدالله بن مسعود اما انا فوالله لاخبرن النبي صلى الله عليه وسلم قال فاتيته وهو في اصحابه تساررته يعني اخبرته سرا بما سمعت قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله ورحم الله موسى قد اوذي باكثر من هذا فصبر فقط كان هذا جواب نبيكم عليه الصلاة والسلام تجاوز تلك الكلمة الجارحة. ووالله لو قيلت لواحد منا وكان على منصب مسؤولية او ادارة فقيلت له بالرغم من عدله وتحريه وانصافه واخلاصه لكانت جارحة جرحا غائرا في النفوس والنبي عليه الصلاة والسلام تبلغه تلك الكلمة فلا يتجاوز ان يتأثر عليه الصلاة والسلام ثم يقول تلك الكلمة في بعض الروايات قال فلما بلغت المقولة النبي صلى الله عليه وسلم تأثر وانه اوجعته الكلمة لكنه ما تجاوز ما سمعتم فقال فمن يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله ثم صبر نفسه صلى الله عليه وسلم قائلا رحم الله موسى قد اوذي باكثر من هذا فصبر اوذي بما قالته اليهود يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها. فلذلك كان من النبي صلى الله عليه واله وسلم تلك العبارة يعني انه كان يحمل ذلك الامر على المواساة. وان النبي صلى الله عليه وسلم اراد بذلك تجاوز الموقف واوذي باكثر من هذا فصبر. لانه عليه السلام طرد من مصر ثم اظهره الله على عدوه ولما اجريت له والمعجزات لكن قومه مع ذلك خالفوه في امور كثيرة فالصبر والصبر هو الذي يتأسى به الانبياء بعضهم ببعض فتأسى. نبينا صلى الله عليه وسلم باخيه نبي الله موسى عليه السلام في صبره وحلمه على من اساء اليه. ها هنا سؤال هذه الكلمة شديدة فلماذا احتملها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولماذا تجاوز ولم يفعل اكثر مما سمعتم؟ وقال المصنف رحمه الله لعل القائل هذه قسمة ما اريد بها وجه الله وقوله اعدل لم يفهم النبي صلى الله عليه وسلم منها الطعن فيه. ولا التهمة وانما رآها من وجه الغلط في الرأي وامور الدنيا والاجتهاد في مصالح اهلها. يعني كأن القائل كان له رأي في طريقة القسمة يوم حنين وانه يخالف صنيع النبي عليه الصلاة والسلام برأيه فقال هذه قسمة ليست على الصواب فلذلك اذا حملناها على هذا المحمل لن تكون متضمنة اساءة لمقام النبوة ولا طعنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال لعل ذلك جواب. فلم يرى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك سبا ورأى انه من الاذى المحتمل الذي له العفو عنه والصبر عليه فلذلك لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وهذا موقف ايضا مهم للتبين في هدي النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف الموقف الاخر وهذه القصة التي سمعتم وقد اخرجها الشيخان في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه غير قصة الرجل الاخر الذي قال كلمة مشابهة بمثل ذلك. فيما اخرج البخاري ايضا في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام لما بعث عليا رضي الله عنه الى اليمن فارسل له علي بذهب مما جمع له من الزكاة يقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب كما يقول في بعض الروايات بعث علي بذهب في اديم مقروظ لم تخلص من ترابها يعني ما زالت في تربتها خاما ما هي في الذهب فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين اربعة. الاقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشع وعيينة ابن بدر الفزاري ويزيد للطائي ثم احد بني نبهان وعلقمة بن علانة العامري قال فغضبت قريش والانصار والحديث من رواية ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وقالوا يعطي صناديد اهل نجد ويدعونا فقال انما اتألفهم. اجاب النبي عليه الصلاة والسلام عن حامله الذي جعله يصنع ذلك هؤلاء الذين سمعتم اسمائهم كانوا من جفاة الاعراب وحديث عهدهم بالاسلام فاراد ان يشتري قلوبهم على الاسلام بتلك الاموال. من اجل ان تثبت اقدامهم وكانوا وجهاء. وقادة في اقوامهم. فاراد ان يتثبت من قلوبهم ويثبت اقدامهم على الهدى والاسلام. كان يشتري القلوب ولو بالمال عليه الصلاة والسلام ما يريد شيئا من الدنيا لذاته لكن يريد الهداية لامته والنجاة والسعادة. قال انما اتألفهم ها هنا انتهى الحوار وهذا موقف الصحابة من المهاجرين والانصار سؤال ووجدوا الجواب ففهموه مغزى وحكمة صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه ربما يأتيهم الشيطان فيزين لهم ان هذا نوع من مقامهم وفضلهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس اكثر بحسب مكانتهم في نفسه. وهذه ستكون فعلا مؤثرة. لكن لما ثبت ان هذا ليس هو الحامل. وانما تأليف قلوبهم على الاسلام انتهى الكلام. قال في الرواية عند البخاري فاقبل رجل غائر العينين. مشرف الوجنتين ناتئ جبيني كث اللحية محلوق الرأس. فقال اتق الله يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يطع الله اذا عصيت ايأمنني الله على اهل الارض فلا تأمنوني فسأله رجل قال احسبه خالد بن الوليد سأله ان يقتله فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولى قال ان من ضئضئي هذا او من عقبي هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم. يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية. يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل لان انا ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد والمقصود اشارته عليه الصلاة والسلام الى بداية نبتة الخوارج من صنيع هذا الرجل نسأل الله السلامة وهم كانوا من قاد الفتنة زمن الصحابة. وحملوا السلاح واراقوا الدماء وقتلوا اهل الاسلام. فكانت تلك بداية نبتتهم سوء واذى وتعد على مقام النبوة. يطعن الطاعن فيهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول اتق الله يا محمد وفي بعض الالفاظ قال انها قال ويحك اعدل. فقال النبي عليه الصلاة والسلام ويحك من يعدل ان لم اعدل فاذا كان العدل ليس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث بالوحي فعلى يدي من سيكون على وجه الارض؟ فهذا موقف اخر وايضا عفا النبي عليه الصلاة والسلام واعرض عن الرجل لان القضية ستكون لامر قدري اراده الله عز وجل احسن الله اليكم وكذلك يقال في اليهود اذ قالوا السام عليك ليس فيه صريح سب ولا دعاء الا بما لا بد منه من الموت الذي لا بد من لحاقه جميع البشر. وقيل بل المراد تسأمون دينكم والسأم والسآمة الملال وهذا دعاء وهذا دعاء على سآمة الدين ليس بصريح سب. ولهذا ترجم البخاري على هذا الحديث باب اذا عرض الذمي او غيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم. قال من اجل ذلك ان بعض العبارات التي يسأل عنها السائل فلماذا لم يعاقب النبي عليه الصلاة والسلام اصحابها؟ الجواب ان لها معنى محتملا ان لا تكون سبا واتاك بالموقف الاول لما قال انها قسمة ما اريد بها وجه الله. قال لعله كان يقصد مخالفة الرأي وهذا ليس محمولا على السب والانتقاص. وان وان اساء في العبارة جملة ثانية مقولة اليهود الساموا عليك الان قلتم قبل قليل المنافقون لاجل نفاقهم واظهارهم الاسلام ما كان يقيم فيهم حكم القتل. اما اليهود فقد قتل كعب ابن الاشرف قتل ابن ابي الحقير. طيب لماذا ما قتل اليهودي الذي قال السام عليكم وقد مر الحديث ليلة الجمعة الماضية فغضبت عائشة رضي الله عنها وقالت وعليك السام واللعنة. قال ما هي يا عائشة ليش ما عاقبه والسام يعني الموت؟ قال ايضا حتى هذا محتمل وكذلك يقال في اليهود. اذ قالوا السام عليك ليس فيه صريح سب ولا دعاء الا بما لا بد منه من الموت الذي لا بد من لحاقه جميع البشر. السام هو الموت فلو دعا عليك انسان بالموت هذا ليس سبا. نعم هو عداوة وكراهية وسوء ادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه ليس سبا قال ولهذا ترجم البخاري على هذا الحديث فقال باب اذا عرض الذمي وغيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ففهم الامام البخاري رحمه الله من هذا الحديث ان هذا ليس من صريح السب. بل هو تعريض به. قال وقيل بل المراد السام عليكم هو دعاء سآمة من الاسلام يعني يدعون على المسلمين ان يسأموا من دينهم. والسأم والسآمة الملال. فاذا حتى السلام عليكم ليست صبا صريحا فانها اما بمعنى الموت او بمعنى السآمة والملل وكلاهما ليس صبا سبا صريح وقد ترجم البخاري بالتعريض كما سمعتم الله اليكم قال بعض علمائنا وليس هذا بتعريض بالسب. وانما هو تعريض بالاذى قال القاضي ابو الفضل قد قدمنا ان الاذى والسب في حقه عليه السلام سواء وقال القاضي ابو محمد بن نصر مجيبا عن هذا الحديث ببعض ما تقدم ثم قال ولم ولم يذكر في هذا الحديث هل كان هذا اليهودي من من اهل العهد والذمة او الحرب ولا يترك موجب ولا يترك موجب الادلة للامر المحتمل. طيب. اذا قال حتى اليهودي هذا الذي قال السام عليكم لم يرد في الحديث هل كان ذميا او كان معاهدا او محاربا لما؟ لان كل صنف من هؤلاء من غير المسلمين له حكمه في الاسلام. فالمحارب يقاتل والذمي اذا ادى الجزية استأمن نفسه. وكذلك المعاهد يقضى بالعهد الذي بينه وبين اهل الاسلام قال فلم يذكر في الحديث لعل اليهودي كان ذميا يعني يدفع الجزية او كان معاهدا بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد او كان محاربا ومع وجود الاحتمالات لا يمكن القضاء بحكم لا يترك موجب الادلة للامر المحتمل. مع الاحتمالات لا يمكن الفصل بحكم واحد وينتقى من بين الاحتمالات مع تساويها والاولى في ذلك كله والاظهر من هذه الوجوب مقصد الاستئناف والمداراة على الدين لعلهم يؤمنون ولهذا ترجم البخاري على حديث القسمة والخوارج باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولان لا ينفر الناس عنه ولان لا اينفر الناس عنه ولما ذكرنا ولما ذكرنا معناه عن ما لك ابن انس وقررناه قبل. نعم. اذا قال الاولى في تلك الاجابات التي في مجلس الليلة ومجلس ليلة الاسبوع المنصرم اول الاجابات التي صدر بها المصنف. ان الاولى في كل تلك التي لم يقتل فيها نبينا صلى الله عليه وسلم بعض من سب او شتم او تعدى على مقام النبوة هو ان ذلك محمول على استئلاف قلوبهم وعلى اتاحة الفرصة لعل الله يهديهم. ويكسب فيهم من يدخل الى الاسلام وينقذه الله تعالى به من الكفر. فلذلك الامر فرصة متاحة. فالاولى من هذه الوجوه مقصد الاستئلاف والمداراة. لعلهم يؤمنون ولهذا قال ترجم البخاري على حديث القسمة والخوارج حديث ابي سعيد الخدري الذي سمعتم قبل قليل لما قالت المهاجرون والانصار بصناديد اهل نجد ويدعونها قال انما اتألفهم فاقبل رجل غائر العينين مشرف اللجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال حتى هذا الحديث ترجم عليه البخاري فقال باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولان لا ينفر الناس عنه. فكان العلماء يحملون تلك الاحاديث على مبدأ تأليف قلوب الناس في الاسلام. وصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عل الله ان يهدي قلوبهم. ويشرح صدورهم للاسلام. وهذا من سعة صدره صلى الله عليه وسلم وعظيم حلمه ورحمته وشفقته التي وصفه الله تعالى بها في القرآن الكريم. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم صلى الله عليه واله وسلم. والرجل الموصوف في الحديث بتلك الاوصاف البشعة ناتئ الجبين غائر العينين مشرف الوجنتين كالث اللحية محلوق الرأس هو المشهور في عدد من الروايات بذي الخويصرة التميمي واسمه حرقوص بن زهير. وقد كان على ذلك الوصف فصرف النبي صلى الله عليه وسلم النظر عنه ولم يتولى شأنه باكثر من الاخبار عنه بانه سيكون رأسا لطائفة تشذ في الامة فتكون خارجة عن الاسلام وتهتك الحرمات فتريق الدماء وتتجاوز حدود الشريعة. نسأل الله السلامة وقد صبر لهم عليه السلام على سحره وسمه وهو اعظم من سبه الى ان نصره الله تعالى عليهم اختلاف الحكم بالهدي النبوي لاختلاف المرحلة فكل مرحلة في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام كانت تتسم بصفات في البداية بداية الدعوة في مكة لما كانت الدعوة سرا ما كان يجهر بالدعوة فضلا عن المواجهة بالاذى او احتماله فكان لا يعلنها حتى امره الله فقال فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين. فجهر صلى الله عليه وسلم بامر الله وانذر الاقربين وعندها صارت مرحلة ثانية ثم صارت مرحلة المواجهة ثم الهجرة ثم بعد ما اتى المدينة كانت الموادعة مع اليهود وكان مال المنافقين تلك مراحل ولكل مرحلة احكامها فلما قوي الاسلام وعلت رايته صعد المنبر فقال من لكعب ابن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله يقول محمد بن مسلمة اتحب ان اقتله؟ يقول نعم فتمضي المهم يأتي يوم فتح مكة وقد اعز الله الاسلام ودخلت مكة في الاسلام وامن اهل مكة بمن بقي في بيته ومن دخل المسجد الحرام فيقال له عبدالله بن خطا متعلق باستار الكعبة فيقول اقتلوه فرق بين الاحكام لانها افترقت في في المراحل وحال الاسلام وقوته وكل ذلك من الحكمة في الشريعة. ومن عجيب تدبير الله عز وجل لامر دينه ونبيه عليه الصلاة والسلام. قال صبر لهم عليه الصلاة والسلام على سحره وعلى سمه يعني لما وضعوا السم له وهو اعظم من السب الى ان نصره الله تعالى عليهم واذن له في قتل من حينه منه. نعم وهو اعظم من سبه الى ان نصره الله تعالى عليهم واذن له في قتل من حينه منهم من حينه منهم يعني من اقدره عليهم ومكنه منهم صلى الله عليه وسلم وانزالهم من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب وكتب على من شاء منهم الجلاء واخرجهم من ديارهم وخرب بايديهم وايدي المؤمنين. ارأيتم؟ فصارت مرحلة قوة في الاسلام. يحاصرهم في حصونهم داخل المدينة ثم يحكم عليهم باشد الاحكام ان تسبى ذراريهم ونساؤهم وان تقتل مقتيلتهم او ان يجلوا من ديارهم فلا يخرجون ولا يحملون الا ما تحمله ايديهم ويتركون المال والمتاع وكل شيء عقابا ونكالا ثم اتوا خيبر فاجتمعوا فيها فذهب في السنة السابعة وحاصرهم ثم ارغمهم على النزول على حكمه صلى الله عليه وسلم. فاصطلحوا على شطر زرع خيبر لما كانت له القوة اختلفت الاحكام. انزله من صياصيهم وقذف الله الرعب في قلوبهم. وكتب على من شاء منهم الجلاء واخرجهم من ديارهم وخربوا بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين كما في غزوة بني النظير التي جاءت فيها مطلع سورة الحشر. وقبلهم كانت بنو قينوقاع في بدر. وبعدهم كانت بنو قريظة بعد الخندق. كل وتلك مراحل فلما اختلف الحال اختلفت الاحكام واذا بالشدة والحزم وعدم احتمال تلك الاساءات التي كان يصبر عليها صلى الله عليه وسلم اول الامر يتألف قلوبهم لعل الله يهديهم وكاشفهم بالسب فقال يا اخوة القردة والخنازير. مضى الحديث حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري انه لما فقال اليهودي او قالت اليهود السام عليكم قالت عائشة السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم لما قالوا السام عليكم فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عائشة عن ذلك وامرها بالرفق واخبرها ان ذلك مما لم يجبل عليه صلى الله عليه وسلم في فحش القوم في رواية غير البخاري وقد اخرجها الطبراني في المعجم وصححها الالباني انها قالت لما قالوا السام عليكم فقالت غاضبة رضي الله عنها عليكم السام وغضب الله ولعنته اخوة القردة والخنازير فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة عليك بالحلم. والحديث عند احمد في المسند فلما بلغت تلك المرحلة اصبحت تقول تلك العبارة. يقول كاشفهم بالسب فكانوا يواجهون بذلك في مرحلة غير التي كان يغض فيها الطرف عنهم ويصبر على اذاهم وحكم فيهم سيوف المسلمين واجلاهم من جوارهم واورثهم ارضهم وديارهم واموالهم. لتكون كلمة الله هي عليا وكلمة الذين كفروا السفلى فان قلت فقد جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها انه عليه السلام ما انتقم لنفسه في شيء قط يؤتى اليه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لها فاعلم ان هذا لا يقتضي انه لم ينتقم ممن سبه او اذاه او كذبه فان هذه من حرمات الله التي انتقم لها وانما يكون ما لا ينتقم وانما يكون ما لا ينتقم له فيما تعلق بسوء ادب او معاملة من القول والفعل بالنفس والمال مما لم يقصد مما لم يقصد فاعله فاعله به اذاه. لكن مما جبلت عليه الاعراب من الجفاء والجهل او جبل عليه بشروا من الغفلة هذا ايراد وجوابه في كلام المصنف رحمه الله ماذا تقول في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لها او وليس مقام النبي صلى الله عليه وسلم من حرمات الله؟ الجواب بلى فلماذا لم ينتقم ممن تعدى على تلك الحرمة لماذا لم يعمل عليه الصلاة والسلام بهذا الغضب الشرعي في تأديب هؤلاء وقتلهم هذا الايران قال هذا الحديث اليس هذا صحيحا؟ الجواب بلى. قال المصنف اعلم رعاك الله ان هذا لا يعني انه لم ينتقم ممن سبه او اذاه او كذبه فان هذا من حرمات الله التي انتقم لها وان ما يكون ما لا ينتقم له فيما تعلق بسوء ادب او معاملة قولا وفعلا مما لم يقصد به الاذى. هذا جواب مهم بعض المواقف في السيرة النبوية حصل فيها اذى لكن صاحبها لم يقصد الاذى كيف يحصل اذى ولا يقصد الاذى؟ قال كجاهل وحديث عهد بالاسلام واعرابي قادم من بادية فتحصد منه الاساءة غير المقصودة بها الاذى. وعندئذ كان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس حلما واوسعهم صفحا يأتي الاعرابي فيبول في المسجد اوليس المسجد من حرمات الله لكن ما عاقبه ولما ارتفعت اصوات الصحابة زجرا له وتنبيها قال مهما لا تزرموه وتركه فلما قضى بوله ناداه وبلطف علمه فقال ان هذه المساجد انما بنيت لذكر الله ولا يصلح فيها شيء من هذا القدر ثم امل بذنوب او بدلو من ماء فأريق على بوله وانتهى الموقف هذه المواقف اصحابها ما قصدوا الاساءة قال اذا لا يعني ان النبي عليه الصلاة والسلام كان لا ينتقم ممن سبه او اذاه لانه لا يغضب لحرمات الله بلى يغضب لحرمات لا وحرمته عليه الصلاة والسلام من اعظم الحرمات في الشريعة ومقامه عظيم جليل رفيع القدر عند الله في الاسلام لكن تلك المواقف محمولة على انه لم ينتقم لانه تعلق فيها سوء ادب او معاملة من قول او فعل بالنفس او مال مما لم يقصد فاعله به اذاه لكن مما جبلت عليه الاعراب من الجفاء والجهل او جبل عليه البشر من الغفلة. فلذلك كان يتجاوز تلك واقف وسيعطيك بعض الامثلة كجبذ الاعرابي بازاره حتى اثر في عنقه. وفي الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى دين وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية رداء مثل هذا يلبسه اللابس فوق كتفيه او منكبيه. رداء نجران يعني مصنوع في نجران. غليظ الحاشية يعني حاشيته من الداخل خشنة عليه رداء نجراني غليظ الحاشية. فادركه اعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة انت متخيل الاعرابي يواجه النبي عليه الصلاة والسلام في في طريق فيجذبه برداءه اليه قال جبذة شديدة. يقول انس نظرت الى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة السحب لانه غليظ الحاشية من الداخل فلما سحبه قال رأيت اثر شدة السحب هذا في صفحة عنق النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك هذا لفظ الصحيحين وفي رواية عند عند ابي داود في سننه قال الاعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث آآ قال مر لي من المال الذي عندك انه فانك لا تحملوا لي من ما لك ولا من مال ابيك يعني لا هو احسن التصرف ولا العبارة والادب واجتمع فيه سوء فعل وقول معا في ان واحد. وانس رضي الله عنه وباقي الصحابة موجودون قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم امر له بعطاء وفي رواية قال ثم جبده اليه جبذة رجع نبي الله صلى الله عليه وسلم في نحر الاعراب يعني من شدة سحبه اخذه اليه حتى بلغ نحر الاعرابي وفي حديث همام قال فجاذبه حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله عليكم لو واحد منكم حصل له هذا الموقف ماذا تكون ردة فعله كيف سيتعامل مع هذا الذي سيوصف بقلة الادب والاحترام وعدم احسان المعاملة لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان محمدا وكفى صلى الله عليه وسلم والله اذا اردت ان تصف القلب العظيم الرحيم الحليم فقل قلب محمد عليه الصلاة والسلام حسبه. يختصر لك كثيرا من الاوصاف واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم لكن النبي عليه الصلاة والسلام عظيم القلب رحيم بامته عليه الصلاة والسلام. يضحك الاعرابي هذا يسيء الادب ويغلظ في العبارة والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك في التعامل معه ويأمر له بعطاء. في بعض الروايات انه امر له بحمل بعيرين. وفي بعض الروايات في غير الصحيحين غضب الصحابة وهم حضور فحلفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام الا يتحرك منهم احد خشية ان يسيئوا الى الاعراب ثم يصبرهم ويأمر له فيحمل له على بعيريه ما طلب من الطعام والمال ولا اراد الا ان يذهب الرجل بحسن اكرام وضيافة ووفادة لماذا لم يعاقبه؟ وقد اساء في القول وفي الفعل الجواب هذا تصرفه جاهل وسوء فعل لا يصحبه سوء قصد. ولا اراد به الاذى ولا اراد به سب النبي عليه الصلاة والسلام ولا انتقاص مقام النبوة لكن كما قال المصنف مما جبلت عليه الاعراب من الجفاء والجهل وهذا احد امثلته التي سمعتم نعم احسن الله اليكم وكرفع صوت الاخر عنده وكجحد الاعرابي الصوت عنده يقصد لعله يقصد حديث ثابت ابن قيس ابن شماس الانصاري رضي الله عنه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه كان جهوري الصوت واذا تكلم ارتفع صوته حتى انه لما نزلت الاية الكريمة في سورة الحجرات ان الذين يغظون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم. بعد قوله يا ايها الذين لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم انتم لا تشعرون خشية رضي الله عنه ان تصيبه الاية فذكر انه احتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم اياما. السؤال هل كان رفع ثابت ابن قيس صوته بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام من سوء الادب وقلة الاحترام؟ الجواب لا كان هذا طبعا فيه ولم يكن يتقصد ذلك ورفع الصوت في المجالس المحترمة بين يدي اصحابها الوجهاء هو من سوء الادب ولا شك لكن صوت المرتفع طبيعة لا يقصد به سوء الادب. فهذا مثال اخر لبعض المواقف التي لا يكون فيها الفعل مقتدنا بقصد باساءة الى مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كجحد الاعرابي شراءه منه فرسه التي شهد فيها خزيمة. قصة الاعرابي هذه قصة لطيفة. وقد اخرجها الامام مسلم ايضا في صحيحه واخرجها ابن ابن خزيمة ايضا وابو داوود وعدد من اصحاب السنن ان ان النبي عليه الصلاة والسلام ابتاع فرسا من اعرابي اشتراه فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه. استتبعه يعني قال له اتبعني المال ما كان عنده وجده في السوق ساومه على الفرس اتفق معه عقد البيع بعني قال بعتك قال قبلت شرعا انعقد البيع بايجاب وقبول. بقي تقبيض الثمن. فقال للاعرابي اتبعني. يذهب به الى بيته صلى الله عليه وسلم وينقده الثمن الذي اتفقوا عليه فاستتبع الاعرابي فاسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وابطأ الاعرابي فطفق رجال يعترضون الاعرابي فيساومونه بالفرس يسألونه الشراء قال ولا يشعرون ان النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه ما علموا انه قد باعه الاعرابي فجلسوا يساومون على الفرس بكم تبيع؟ فكأنهم اعطوه سعرا اعلى. ولا يشعرون ان النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه فنادى الاعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه تقدمه بمسافة فجعل يناديه فقال ان كنت مبتعا هذا الفرس والا بعته يعني انت بتشتري ولا ما انت مشتري؟ قال ان كنت عن هذا الفرس والا بعته فعجب النبي عليه الصلاة والسلام فقام حين سمع نداء الاعرابي وقال اوليس قد ابتعته منك احنا اتفقنا تم البيع فقال الاعرابي لا والله ما بعتكه انكر فجحد الاعرابي البيعة. قال لا ما بعتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بلى قد ابتعته منك فطفق الاعرابي يقول هلم شهيدا اعطني شاهد اني بعتك فقال هلم شهيدا فقال خزيمة بن ثابت انا اشهد انك قد بايعته. فاقبل النبي عليه الصلاة والسلام على خزيمة قال بم تشهد؟ كنت انا الاعرابي وعقدنا الصفقة وانت ما كنت حاضرا كيف تشهد؟ قال بم تشهد؟ قال خزيمة بتصديقك يا رسول الله انا اشهد انك نبي الله احتاج من من يساومني في قضية اشهد انك صادق في صفقة بين. قال بتصديقك يا رسول الله؟ قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين. فكانت منقبة فريدة في تاريخ الاسلام لا يعرف في الامة واحد رجل يحكم له بشهادة اثنين الا خزيمة ابن ثابت بهذا الموقف العظيم الذي اكسبهما رضي الله عنه وارضاه. فموقف هذا الاعرابي هو في سياق ما جبلت عليه الاعراب من الجفاء والجهل لما انكر قال لا ما بعتك ثم قال هلم شهيدا اكان يقصد الاذى والاساءة برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا. كان يبحث عن مزيد ربح كان بدرهم او درهمين في صفقة بيع الفرس لا اكثر وسوء الموقف ناشئ من قلة العلم وقلة الايمان وما جبل عليه الاعراب من الجفاء والجهل الذي لا يحمل على قصد بالسب والشتم والاذى الذي يمكن ان يرد عليه السؤال فلما لم يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم الجواب ما سمعت ان الفعل ذاك لم يكن مقترنا باساءة قصد بل لما جبلت عليه الاعراب من الجفاء والجهل احسن الله اليكم ولما كان من تظاهر زوجيه عليه واشباه هذا مما يحسن الصفح عنه. اما تظاهر زوجيه عليه فيقصد الامهات المؤمنين عائشة بنت ابي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعن ابائهم. والحديث فيه قصة طويلة اخرجها اصحاب السنن ومنها رواية الامام مسلم من حديث عمر بن الخطاب وفي الحديث قصة لطيفة ومعنى عجيب وفيه كثير من الاحكام التي تضمنتها قصة تظاهر ازواج النبي عليه الصلاة والسلام عليه. والتي جاءت اليها الاشارة في سورة في التحريم وان تظاهر عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير. نزل الاية موافقة لعمر رضي الله عنه فكانت احدى موافقاته في القرآن نزل الوحي بالجملة التي ينطق بها عمر رضي الله عنه. وهاكم القصة. يقول عمر رضي الله عنه لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فاذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه. وذلك قبل ان يؤمرن بالحجاب اتحدث اجتماعي هز المدينة وشيعت شائعة ان النبي عليه الصلاة والسلام طلق نساءه كلهن والناس من الغم جالسين في المسجد يمكثون الحصى يعني خلاص طاشت الافكار وصاروا فقط يعني ينكتون بالحصى في ارض المسجد وهم يفكرون ما المخرج من هذا الحدث الكبير قال عمر فقلت لاعلمن ذلك اليوم. قال فدخلت على عائشة فقلت يا ابنة ابي بكر اقد بلغ من شأنك ان تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما لي وما لك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك تقصد عليك بابنتك حفصة يعني ليس لك علي طريق في ان تعظني وابنتك حفصة برة لي فان كنت ستعظ احدانا فاذهب اليها فعليك بعيبتك يعني عليك وعيبة الرجل اهله. قالت عليك بعيبتك. قال عمر فدخلت على حفصة بنت عمر. فقلت لها يا حفصة لقد بلغ من شأنك ان تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا انا لطلقك رسول الله صلى الله عليه قال فبكت اشد البكاء بكيت لانه اجتمع عليها هجر رسول الله عليه الصلاة والسلام وعتاب ابيها الشديد ووالله ما اشتد عمر الا من اجل رسول الله عليه الصلاة والسلام. فانظر كيف يخاطب ابنته فلذة كبده يقول بلغ بك الاذى ان تؤذي رسول الله هو اصلا ما يحبك وما ابقاكي معه الا اكراما لي. يقول ولولا انا لطلقك. قالت فبكت اشد البكاء قال فقلت لها اين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت هو في خزانته في المشربة والمشروب هو مثل الغرفة المرتفعة تكون كالمخزن الذي يجمع فيه بعض الطعام وزوائد حاجة اهل البيت قالت هو في خزانته في المشروب قال فدخلت فاذا انا براباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على اسقف المشربة يعني على عتبتها ومدخلها مدلل رجليه على نقير من خشب. وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المشرب وينحدر فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الان رباح جالس على هذا الجذع والنبي عليه الصلاة والسلام في الغرفة مرتفعة في المخزن الصغير هذا فوق وعمر اسفل قال يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فنظر رباح الى الغرفة ثم نظر الي يعني ينظر الى النبي عليه الصلاة والسلام فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح الى الغرفة ثم نظر الي فلم يقل شيئا قال ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني اظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن اني جئت من اجل حفصة. والله لان امرني بظرب عنقها لاظربن عنقها قال ورفعت صوتي فاهمأ الي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاومأ اليه رباح ان ارقه. يعني اصعد اليه فقد اذن له عليه الصلاة والسلام بالدخول قال فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فادنى عليه ازاره وليس عليه غيره. الازار ما يلبس في نصف الجسد الاسفل كالذي يلبسه المحرم حال الاحرام قال فجمع عليه ازاره وليس عليه غيره واذا الحصير قد اثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا انا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرضا في ناحية الغرفة القرض النبات الذي يستخدم في دباغة الجلود يعني كفين من شعير وكفين من هذا النبات في تلك الغرفة التي هي كالمستودع ومثلها قرضا في ناحية الغرفة. واذا افيقوا معلق جلد شاة لم يدبغ معلق. هذا الموجود في المستودع قال فابتدرت عيناي يعني نزلت دمعتاه فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله وما لي لا ابكي وهذا الحصير قد اثر في جنبك وهذه خزانتك لا ارى فيها الا ما ارى. وذاك قيصر وكسرى في الثمار والانهار. وانت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانته قال يا ابن الخطاب الا ترضى ان تكون لنا الاخرة لهم الدنيا؟ قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وانا ارى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فان كنت طلقتهن فان الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وابو بكر والمؤمنون معك قال وقلما تكلمت قال وقل ما تكلمت احمد الله بكلام. الا رجوت ان يكون الله يصدق قولي الذي اقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله لا اله الا اشهد ان لا اله الا الله محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر لا اله الا الله قال عمر رضي الله عنه في تتمة الحديث قال ودخلت عليه حين دخلت وانا ارى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فان كنت طلقتهن فان الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وانا وابو بكر والمؤمنون معك قال وقل ما تكلمت واحمد الله بكلام الا رجوت ان يكون الله يصدق قولي الذي اقول ونزلت هذه الاية عسى ربي ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن. وقوله وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين. والملائكة بعد ذلك ظهير. قال وكانت عائشة بنت ابي بكر وحفصة تظاهران على اجزاء سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت يا رسول الله اطلقتهن؟ قال لا قلت يا رسول الله اني دخلت المسجد والمسلمون ينكثون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه افانزل فاخبرهم انك لم تطلقهن؟ قال نعم ان شئت قال فلم ازل احدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك. وكان من احسن الناس ثغرا صلى الله عليه وسلم قال عمر ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت فنزلت اتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كانما يمشي على الارض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله انما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال ان الشهر يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت باعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الاية واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. قال فكنت انا الذي استنبطت ذلك الامر وانزل الله عز وجل اية التخير والحديث اخرجه مسلم. في شأن التظاهر زوجات رسول الله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين انه اعتزل نساءه من اجل ما كان يشربه من عسل عند زينب رضي الله عنها. تقول عائشة فتواصيت انا وحفصة ان ايتنا دخل عليها النبي الله عليه وسلم فلتقل اني اجد منك ريح مغافير. اكلت مغافير والمغافير صمغ حلو لكن له رائحة كريهة قال لاحداهما فقالت له ذلك فقال لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن اعود له فنزلت الاية. يا ايها النبي لما تحرم احل الله لك. وقيل السبب انه وطئ جاريته ماريا في بيت حفصة رضي الله عنها فعرفت فشرط عليها النبي صلى الله عليه وسلم الا تخبر عائشة فافشت حفصة سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل السبب مجموع الامرين واذ وسر النبي الى بعض ازواجه حديثا. الاية وقيل غير ذلك وهذا اصح ما قيل. فالسؤال هل كان صنيع حفصة وعائشة اساءة هذا المقصود لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا بل هو من قبيل ما جبلت عليه النساء من الغيرة والخروج عن حد الانصاف ورجاحة العقل الى الطيش الذي تصاب به النساء بدافع الغيرة لا غير ولذلك لم يحكم صلى الله عليه وسلم على شيء من تلك المواقف بحكم التأديب لانه لا يستحق ذلك الله اليكم وقد قال بعض علمائنا ان اذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام لا يجوز بفعل مباح ولا غيره واما غيره من الناس فيجوز بفعل مباح مما يجوز للانسان فعله. وان تأذى به غيره. واحتج بعموم قوله تعالى ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة. وبقوله عليه السلام وفي حديث فاطمة ان بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها الا واني لا احرم ما احل الله ولكن لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وابنة عدو الله عند رجل ابدا او يكون هذا مما اذاه به كافر وجاء بعد ذلك اسلامه كعفوه عن اليهودي الذي سحره وعن الاعرابي الذي اراد قتل وعن اليهودية التي سمته وقد قيل قتلها ومثل هذا مما يبلغه من اذى اهل الكتاب والمنافقين فصفح عنهم رجاء استئلافهم واستئلاف غيرهم بهم كما قررناه قبل وبالله التوفيق ختم المصنف رحمه الله بهذه الخاتمة ليقول ان بعض تلك المواقف كان النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن اصحابه بصلاح حالهم كالكافر الذي اراد قتله فاسلم بين يديه واليهودي الذي سحره. واليهودية التي سمته وقيل بل قتلها ايضا واما غضبه عليه الصلاة والسلام في قصة زواج او رغبة علي رضي الله عنه من زواجه بابنة ابي لهب فقال لا تجتمع ابنتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله عند رجل ابدا. قال وبذلك ما يبلغه من اذى اهل الكتاب والمنافقين فصفى عنهم رجاء استئلافهم واستئناف غيرهم على القاعدة التي قررها في اول الفصل وقد تم له الفصل وبالله التوفيق ونشرع ليلة الجمعة القادمة في فصل اخر سائلين الله التوفيق والسداد الا فاستكثروا من لي في ليلتكم بمثل ما استفتحتموها من كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وملء قلوبكم ما ينبض به شفاهكم حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتقربا الى الله بالصلاة على نبيه فانه احبه وصلى عليه سبحانه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فصلوا وسلموا عليه حبا وطاعة صلوا وسلموا عليه استنزالا لصلوات ربكم عليكم. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا