الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وله الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان نبينا وقدوتنا واسوتنا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صلي وسلم عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة الكرام فمن رحاب بيت الله الحرام ما زال ما زال هذا المجلس المبارك منعقدا كل ليلة من ليالي الجمعة نتدارس فيه كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله تعالى عليه. مجلس نلتمس فيه الخير والبركة في رحاب بيت الله الحرام نتدارس علما ونذكر ربنا ونصلي ونسلم على نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في ليلة ترجى بركاتها بكثرة الصلاة والسلام عليه. صلى عليك اله العرش ما نبضت فينا العروق. وما امتدت ايادينا عليه صلاة الله تبلغكم وذكروا تبلغوا اجر المصلين صلى الله عليه واله وسلم. وما يزال المجلس مواصلا لما سبق من المجالس توقيرا لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحماية جنابه الشريف وحرصا على تقرير هذا الاصل الشرعي العظيم. توقير مقام النبي عليه الصلاة والسلام من تطاول البشر عليه انتقاصا او سبا او استهزاء او سخرية. تقدم ليلة الجمعة الماضية ان المصنف رحمه الله جعل مراتب والتطاول والسب والسخرية والاستهزاء على مقام النبوة جعلها وجوها وصورا واصنافا اما الوجه الاول فهو صريح السب والشتم والعياذ بالله. وهو الكفر الصريح الذي لم تختلف عليه مذاهب الملة في الاسلام قط الوجه الثاني الذي ذكره المصنف وتقدم ليلة الجمعة الماضية من قصد اه من تنقص النبي عليه الصلاة والسلام غير قاصد للسب ولا الازراء او اعتقاده. الوجه الثالث ووقفنا عنده ان يقصد الى تكذيب ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام او نفي نبوته او نفي وجوده. كل ذلك ايضا نوع من الخروج عن ملة الاسلام. اجارنا الله واياكم. نواصل وفي هذا المجلس وجوها اخرى من التطاول على مقام النبوة وكيف انها وان تفاوتت في المراتب لكنها يجمعها شيء واحد انها جرم عظيم وجناية بشعة. يكون بها المرء مستعدا ان يخلع لباس الاسلام عياذا بالله. وان يخرج عن دائرة الملة بالكلية اذا كان المستقصد بالانتقاص والتطاول نبوي الامة عليه الصلاة والسلام. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولوالديه وللسامعين. قال المصنف رحمه الله فصل في بمن قال كلاما يحتمل السب وغيره وغيره. الوجه الرابع ان يأتي من الكلام بمجمل ويلفظ من القول مشكل يمكن حمله على النبي صلى الله عليه وسلم او غيره. او يتردد في المراد من سلامته من المكروه او شره فها هنا متردد فها هنا متردد النظر وحيرة العبر. ومظنة اختلاف المجتهدين وقفة استبراء المقلدين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. فمنهم من غلب حرمة النبي من غلب فمنهم من غلب حرمة النبي صلى الله عليه وسلم وحمى حمى عرظه. فجسر على القتل ومنهم من عظم حرمة القتل والدم ودرأ الحد بالشبهة لاحتمال القول. تأملوا اذا هذه الصورة الرابعة من صور التطاول ان يكون متكلم تلفظ بكلام مجمل. وبلفظ يمكن ان يحمل على النبي صلى الله عليه وسلم او غيره او يكون المراد مترددا بين ان يكون فيه سلامة من المكروه وغيره قال فها هنا متردد النظر ومظنة اختلافي عند العلماء فمنهم من غلب حرمة النبي صلى الله عليه وسلم وحماية عرضه الشريف فجسر على القول لهذا القائل ومنهم من نظر الى ان حرمة دم المسلم وقتله لا يقوى عليها الا جناية صريحة تستوجب القتل وان الكلام المحتمل شبهة تدرأ بها الحدود وسيأتيك باختلاف العلماء في مثل هذا مع امثلة لا من هذا الكلام ومن قبيل هذا القول الذي ربما يجري على بعض الالسنة ولا يتنبه قائله انه واقف على شفا طرف كان الفقهاء فيه يتفاوتون في مسألة الحكم بكفر قائله او قتله نسأل الله السلامة وقد اختلف ائمتنا في رجل اغضبه غريمه فقال له صلي على النبي محمد فقال له الطالب لا صلى الله عليه من صلى عليه هذه عبارة. قال رجل اغضبه غريمه كان بينه وبين شخص مخالفة وخصومة في حق وهو له بحقه فاراد في ثورة الغضب ان يهدأ ويسكن من نفس غريمه فقال له صلي على النبي. مثل ما يقولها الناس اليوم عند ارادة تسكين الغضب ان يقال للغضبان صل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. رجاء ان يكون هذا مدخلا تنطفئ به جمرة الغضب في نفس صاحبه. فلما قال له صل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال غريمه لا صلى الله عليه على من صلى عليه ظاهر العبارة انه يأبى بل ويرفض الصلاة على من صلى الله عليه ولا صلى الله الا على نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم. فقيل لسحنون. فقيل لسحنون هل هو كمن من شتم النبي صلى الله عليه وسلم او شتم الملائكة الذين يصلون عليه قال لا اذا كان على ما وصفت من الغضب لان انه لم يكن مظمرا الشتم وقال ابو اسحاق البرقي اصبغ ابن الفرج لا يقتل لانه انما شتم الناس. وهذا نحو قول سحنون. لانه لم يعذره بالغضب في شتم النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنه لما احتمل الكلام لكنه لما احتمل ولكنه لما احتمل الكلام عنده ولم تكن معه قرينة تدل على شتم النبي صلى الله عليه وسلم. او شتم الملائكة صلوات الله عليهم ولا مقدمة ولا مقدمة يحمل عليها كلامه بل القرينة تدل على ان مراده الناس على ان مراده الناس غير هؤلاء لاجل الاخر له صل على النبي محمد. فحمل قوله فحمل قوله فحمل. فحمل قوله وسبه لمن يصلي عليه الان لاجل امر الاخر له بهذا عند غضبه. اذا هو لما قال لا صلى الله على من صلى عليه يقصد الناس يعني هو من الذي صلى على النبي صلى الله عليه وسلم؟ الله صلى عليه والملائكة الكرام عليهم السلام صلوا عليه لكن قول الرجل لا صلى الله على من صلى على النبي يقصد صاحبه الذي كان قد شاحنه في الخصومة وقال له صل على النبي قال لا صلى الله على من صلى عليه كانه يقول لا صلى الله عليك انت. وهذا في ثورة الغضب. قال السحنون سئل هل هذا كمن شتم النبي او شتم الملائكة الذي ليصلون عليه؟ قال لا. اذا كان على ما وصفت من الغضب السؤال. هل جعل شتم النبي عليه الصلاة والسلام معفوا عنه بعذر الغضب الجواب لا لانه تقدم ان صريح شتم النبي صلى الله عليه وسلم لا عذر فيه لا بغضب ولا بغيره وفقهاء الامة مطبقون على هذا قال لانه لم يكن مظبرا الشتم هو اصلا ما نوى الشتم ولا اظمره ولا قصده. ثم العبارة محتملة ولهذا قال اصبغ ابن الفرج وابو اسحاق لا يقتل لانه انما شتم الناس فقوله لا صلى الله على من صلى عليه الان يعني من ممن حوله من الناس. فاذا كنت انت ستصلي على النبي عليه الصلاة والسلام فلا صلى الله عليه انت فهذا من سخيف القول وساقطه ولا شك ومن بذيء الكلام ولا شك لكنه هل يبلغ درجة فيما نحن فيه من للحديث عن شتم النبي صلى الله عليه وسلم قال وهذا نحو قول سحنون لانه لم يعذره بالغضب في شتم النبي صلى الله عليه وسلم هذا ليس عذرا لا لكنه لما احتمل الكلام عنده ولم تكن قرينة تدل على انه حقيقة شتم النبي صلى الله عليه وسلم او شتم الملائكة عليهم السلام. ولا هناك مقدمة يحمل عليها كلامه بل قرينة الحال وسياق الكلام في الموقف الذي هو فيه يدل على انه يقصد من حوله من اصحابه الذين كانوا يخاصمونه وصارت بين الشحناء لاجل قول الاخر له صلي على النبي. قال فحمل قوله وسبه لمن يصلي عليه الان ممن حوله لاجل امر الاخر له بهذا عند غضبه. قال هذا معنى قولي سحنون وهو مطابق لما نقل عن ابي اسحاق البرق واصبغ ابن الفرج رحم الله الجميع. نعم وذهب الحارث بن مسكين القاضي وغيره في مثل هذا الى القتل. هذه طريقة اخرى بعض الفقهاء يرى ان مثل هذا الكلام ولو كانت عبارة محتملة ولو كانت فيها اشارة من بعيد الى شيء يحمل اساءة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم فلا تهاون فيه. قال ذهب الحارث ابن مسكين القاضي الى القتل في مثل هذا ليش القتل على ما تقدم؟ اما ان يكون حدا او ردة والعياذ بالله. ردة اذا يقتل لانه قد كفر. حدا لانه ارتكب اية عظيمة حدها في شريعة الاسلام قتل من سب الانبياء والرسل عليهم السلام عامة ومن سب النبي صلى الله عليه وسلم الصبر وتوقف ابو الحسين القابسي في قتل رجل قال كل صاحب فندق قرنان. ولو كان نبيا مرسلا هذه عبارة نقل عند بعض اهل العلم والفقهاء توقف ابو الحسن القابسي في الحكم بقتل انسان قال كل صاحب فندق قرنان ولو كان نبيا مرسلا ايش يعني قرنان؟ وش يعني صاحب فندق؟ اما قوله قرنان يعني هذه عبارة سيئة وشتم فيها للرجل الذي لا لا غيرة له على اهله. كأن تقول ديوث اجاركم الله. قال كل صاحب فندق قرنان والمعنى بصاحب الفندق هو مصطلح الفندق الذي نتكلم به اليوم الذي عنده المساكن الفاخرة ويؤجرها المسافرين والنزلاء والغرباء واصحاب الفنادق المقصود بهم اصحاب الثراء والتجار واصحاب الغنى والاموال. فكأنه يقول كل تاجر غني عنده تجارة وكذا فهو فاقد الغيرة على اهله ديوث ولو كان نبيا مرسلا قال توقف ابو الحسن القامسي في قتل هذا الرجل الذي قال تلك العبارة ليش توقف؟ العبارة بذيئة وقبيحة وفاقدة للادب وكل شيء. لكن هل هي صريحة في شتمك الانبياء هو يقول ولو كان هي لو جئت تحللها لغة يمكن ان تجد لها مخرجا ولو كان نبيا يعني هذا حرف امتناع الامتناع يعني حتى لو كان نبيا لكن الانبياء لا يكونون كذلك اذا فلا يصدق عليهم هذا الوصف. قد تجد لها مخرجا لكن العبارة في في نوع ما نحن فيه المحتمل التي يمكن ان تحمل هذا المعنى وذاك. قال توقف ابو الحسن القابسي في قتل رجل قال هذه العبارة ولو كان نبيا نبيا مرسلا. نعم فامر بشده بالقيود والتضييق عليه حتى تستفهم البينة عن جملة الفاظه. وما يدل على مقصده. هل اراد اصحاب الان فمعلوم انه ليس فيهم نبي مرسل فيكون امره اخف قال ولكن ظاهر لفظه العموم لكل صاحب بفندق من المتقدمين والمتأخرين. وقد كان في من تقدم من الانبياء والرسل من اكتسب المال. قال ودم المسلم لا لا يقدم الا بامر بين وما ترد عليه وما ترد اليه وما ترد اليه وما ترد اليه التأويلات وما ترد اليه التأويلات لا بد من امعان النظر فيه هذا معنى كلامه. اذا هذا وجه توقف ابي الحسن القابسي رحمه الله في قتل هذا القائل قال مع انه لاحظ كيف كيف حكم بشدة في آآ تشديد القيود عليه والتضييق حتى يفصح عن مراده ومقصده من كلامه هل اراد اهل زمانه وعصره من التجار وملاك الفنادق فهؤلاء ليس فيهم نبي مرسل هل معنى هذا انه يعفى عن شتمه وقذفه لاهل البلد؟ الجواب لا. لكن هل سنعامله معاملة من سب وشتم النبي عليه الصلاة والسلام هذا هو الفرق في المسألة. قال لكن ظاهر لفظه العموم لكل صاحب فندق وقد كان في من تقدم من الانبياء والرسل من كان تاجرا وصاحب ثراء ومال قال ودم المسلم لا يقدم عليه الا بامر بين. يعني لابد ان تكون هناك قرينة صريحة وامارة ودلالة قوية تبيح سفك دم المسلم لانها جاءت في الشريعة بقيود عظيمة عظيمة وانه لا يجوز ان تنتهك حرمة دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وحكي عن ابي محمد ابن ابي زيد رحمه الله في من قال لعن الله العرب ولعن الله بني اسرائيل ولعن الله بني ادم وذكر انه لم يرد الانبياء وانما اردت الظالمين منهم ان عليه الادب بقدر اجتهاد السلطان. لاحظوا هذه كلها امثلة وقد نقلت الى الفقهاء في تلك الاعصار وفي تلك الاونة والازمان. لان لكل عصر وزمان فهاؤه واهل البذاءة في اللسان وهذا موجود في كل زمان ومكان. فنقل عن الى الائمة بعض تلك عبارات اه الامام ابو زيد ابو محمد ابن ابي زيد نقل له من قال لعن الله العرب ولعن الله بني اسرائيل ولعن الله بني ادم ما ابقى احدا الا ولعنه وان عم بني ادم فقد خص العرب وفي العرب نبي كريم محمد صلى الله عليه وسلم. ولعن بني اسرائيل وفي بني اسرائيل انبياء وكرام عليهم السلام. ثم لما سئل قال ذكر انه ما اراد الانبياء وانما اراد الظالمين من العرب وبني اسرائيل ومن بني ادم. قال لأ هذا يكون عذرا وقرينا تخرجه عن مقصد السب الصريح واللعن للانبياء والرسل قال لكن عليه الادب بقدر اجتهاد السلطان. يعني على الحاكم الذي يتولى النظر في القضية ان يؤدبه اشد التأديب ان يبالغ في تعزيره وايقاع العقوبة عليه بقدر ما يستطيع لانه يعني وصل وبلغ من قوله مرتبة ليس بينه وبين الكفر الا شعرة. نسأل الله السلامة وكذلك افتى فيمن قال لعن الله من حرم المسكر وقال لا اعلم وقال لم اعلم من حرمه وفي من لعن حديث لا يبع لا يبع حاظر اللباد ولعن ولعن من جاء به انه ان كان يعذر بالجهل وعدم معرفة السنن عليه الادب الوجيع وذلك ان هذا لم يقصد بظاهر حاله سب الله ولا سب رسوله. وانما لعن من حرمه من الناس على نحو على نحو على نحو فتوى سحنون واصحابه في المسألة المتقدمة. كذلك افتى ابو محمد ابن ابي زيد قيروان فيمن لعن في من قال لعن الله من حرم المسكر ومن الذي حرم المسكر حرمه الله عز وجل وحرمه نبيه صلى الله عليه وسلم لكن القائل يقصد به فقهاء عصره وانهم ربما يعني كانت بفتواهم وبعلمهم الذي نشروه في الناس ضيقوا عليه طريق الحرام الذي يسلكه. نسأل الله السلامة فقال من غضبه لعن الله من حرم المسكر وقال لم اعلم من حرمه لا يعلم لانه من سقط الناس ومن سفهاء المجتمع ومن حثالة البلد وليس له حظ من العلم ولا نصيب وقالها كلمة كانما اقصد نظاما من انظمة البلد وقانونا من قوانينه يرتبه بعض المسؤولين فجاء يجري على لسانه اللعن والسب والشتم ولا يقصد ان يبلغ بلعنه وسبه وشتمه مقام الانبياء والرسل. وكذلك قال فيمن لعن حديث لا يبيع حاضر اللباد. هذا حديث صحيح في صحيحين وغيرهما وفيه ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى ان يبيع حاضر لباد. والمقصود بالحاضر المقيم في البلد والمقصود بالبادئ المسافر الاتي من البادية. وقد كان اولئك اهل البادية والقادمون من خارج البلد يحملون امتعتهم وبضاعتهم من الخارج الى المدينة يبيعونها في سوق المدينة. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلقي ق الركبان والركبان جمع راكب وهو القادم من سفر بمتاعه وتجارته يبيعها في سوق المدينة. نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك لحكمة شرعية عظيمة. وهو عدم ايقاع الجهالة والغرر بالبائع القادم من الخارج. ما يعرف واق البلد ولا اسعار السلع. فحتى لا يقع في الغبن او يغر في بيعه ويغبن في ثمن سلعته. نهي ان يتلقى يعني ان يستقبله الناس من ابواب الطرقات قبل بلوغه السوق. والمقصود دعوه ينزل السوق الاسعار ثم يبيع بطيب خاطره بالثمن الذي يرضيه. لكن ان يتلقى قبل دخوله السوق فيغر وتؤخذ سلعته وبثمن بخس وينصرف ولا يبلغ علمه ما الذي عليه الناس في بيعهم وشرائهم هذا هو الممنوع. وايضا منعت الشريعة ان يبيع حاظر كل باد سئل آآ بعض الرواة عن ذلك قال هو نهى ان يكون له سمسارا. هذا ليس نهيا عن السمسرة اطلاقا وهي الوساطة بين البائع والمشتري ولكنها استبسرة التي تحمل الغبن للبائع. فلا يعرف السعر فيأتي السمسار يقول انا ابيع لك تلك السيارة او هذا الثوب او هذا الطعام واتيك فيه مثلا بمئة ريال. فيقبل وهو لا يعلم ان سعرها في السوق ضعف ذلك او اكثر فيقبل ويقع له الغبن فهذا وجه النهي. فجاء بعض العوام والجهلة والذين لا يدركون ما حكمة ذلك؟ فضاقت بؤسهم من تلك الاحكام. فقال هذا الجاهل قال لعن ما حديث لا يبيع حاضر لباد ولعن من جاء به. قال يعذر ان كان مثله يعذر بالجهل وعدم معرفة السنن ليس يعذر يعني ان يقال له كلامك هذا لا حرج عليك فيه لا يعذر من القتل لان هذا ليس سبا صريحا. قال وعليه الادب الوجيع يعني ادب حتى يتوجع من الالم جاهل يتعلم لانه ان كان يعرف ويقصد ذلك فهذا شأن اخر يدخل في الصور الاولى التي لم يختلف العلماء في الحكم بقتل صاحبها قال ذلك ان هذا لم يقصد بظاهر حاله سب الله. ولا سب رسوله عليه الصلاة والسلام وانما اه لعن من حرمه من الناس. يقصد فقهاء عصره. او العلماء في بلده وانهم بفتواهم تلك ضيقوا عليهما ما تميل اليه نفسه وما يوافق هواه في طرق التجارة والبيع والشراء والتكسب فكأنهم اغلقوا في وجهه بابا من ابواب وبالتجارة والتكسب فقال تلك العبارة التي تحمل اللعن والله المستعان احسن الله اليكم ومثل هذا ما يجري في كلام سفهاء الناس من قول بعضهم لبعض يا ابن الف خنزير وابن مائة كلب وشبه من فحش القول ولا شك انه يدخل في مثل هذا العدد من ابائه واجداده جماعة من الانبياء. ولعل بعض هذا لعدد من قطع الى ادم عليه السلام فينبغي الزجر عنه وتبيين ما ما جهل قائله منه وشدة الادب فيه. ولو علم انه قصد سب من في ابائه من الانبياء على علم لقتل. هذا الان نمط اخر ومثال ربما كان معاصرا ويجري كثيرا على سنة بعض المستهترين في العبارات والكلام والاقوال او في السب والشتم. قال مثل هذا ما يجري في كلام سفهاء الناس والذي يقوله القاضي عياض رحمه الله هنا قبل نحو من الف سنة لا يزال موجودا في بعض المجتمعات المسلمة اليوم. من قول بعض لبعض يا ابن في خنزير. يا ابن مائة كلب وشبهه من فحش القوم. اذا هذا باتفاق قول فاحش وسب وكلام يزري بصاحبه ويجعله في قائمة السفهاء. السؤال هذا الذي يقول لاخر يا ابن مئة كلب يبنى ستين خنزير يبنى الف كذا سبا وشتما ليس له الا اب واحد. فلما يبلغ ستين او مئة او الف اذا هو يقصد الاباء والاجداد. قال لا شك انه يدخل في مثل هذا العدد من ابائه واجداده جماعة من الانبياء. يعني لو جئت تعد شجرة نسبه وسلالته لن يبلغ الى مثلا نوح عليه السلام لم يبلغ هذا العدد الكبير. ولهذا قال ولعل بعض هذا العدد منقطع الى ادم. يعني لو جئت تحصي اجدادهما يبلغون الفا الى ادم عليه السلام وهذا التداخل في النسب قطعا سيفضي الى الدخول في بعض في بعض سلاسل النسب بذكر بعض الانبياء الكرام عليهم السلام. قال ينبغي الزجر عنه وتبيين ما جهل قائله منه وشدة الادب فيه ليش ما حكم بقتله؟ لانه ما قصد سب في الانبياء. هو قصد سب صاحبه الذي امامه لكنه فاحش قول وبذيء لسان. فاطلق العبارة وبالغ في السب فقال يا ابن الف كذا وستين كذا ومائة فهو ما قصد الا سب الذي امامه لكنه افرط في القول وبالغ. ولذلك قال ينبغي الزجر وتبيين ما جهله وشدة الادب فيه بين قوسين لو علم انه قصد بتلك العبارة ان يتناول بسبه وشتمه من في نسب هذا المشتوم من الانبياء لو قصد ذلك لقتل ما في كلام. اذا كان قد قصد بهذه العبارة انه يتناول بفحش كلام من يقصد من عصم الله عز وجل مقامه من الانبياء والرسل لقد خرج من ملة الاسلام وينطبق عليه حكم القتل في من سب او استهزأ بشأن الانبياء والرسل عليهم السلام احسن الله اليكم وقد يضيق القول في نحو هذا لو قال لرجل هاشمي لعن الله بني هاشم وقال اردت الظالمين منهم او قال لرجل من ذرية النبي عليه السلام قولا قبيحا في ابائه او من نسله او ولده على علم منه انه من ذرية النبي عليه السلام ولم يكن قرينة في المسألتين تقتضي تخصيص بعض ابائه واخراج النبي عليه السلام ممن سبه منهم. قد هذا القول في نحو من قال لرجل هاشمي لعن الله بني هاشم وقال اردت الظالمين منه او قال لرجل من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم يعني من اهل البيت. قال قولا قبيحا في ابائه او من نسله او ولده على علم انه من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم. ايش يعني يضيق القول؟ يعني لن تجد متسعا لان تحمل العبارة على محمل ينجو به صاحبه. ليش؟ لان الذي قال للاول يا ابن الف خنزير وابن ستين كلب هذا قلنا العبارة واسعة جدا ومع ذلك يؤدب ويزجر ويعلم لكن هذا الذي يأتي لرجل هاشمي يعني ينتهي نسبه الى بني هاشم ورسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم سيد بني هاشم. فاذا قال لعن الله بني هاشم فقد شملهم ويدخل فيهم قطعا رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم قال لا اردت الظالمين منهم. او قال لرجل من نسل النبي عليه الصلاة والسلام من ال البيت ممن ينتهي نسبه الى الحسن او الحسين رضي الله عنهما حفيدي وسبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له تلك العبارة لعنه او شمل بسبه وشتمه اباءه واجداده وقطعا ينتهي نسل هذا من ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام ينتهي نسبه الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. فاذا قد شمل بالسب والشتم فقد وصل بسبه وشتمه الى مقام النبوة. ولهذا قال يضيق القول في مثل هذه الحالات. يضيق عن ايجاد المخرج لقائله او المندوحة له عن ان يتناوله حكم القتل قال اذا لم تكن قرينة في المسألة تقتضي تخصيص بعض ابائه واخراج النبي عليه الصلاة والسلام من سبه له. فاذا لم تكن قرينه فقد ضيق على نفسه ولو رفع الى حاكم شرعي وقاظ يدرك حكم المسألة لربما ما وجد له مخرجا يعفيه من تبعة قوله وسيجري عليه ما قرره فقهاء امتي من الحكم بقتله لان سبه قد بلغ مقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم وقد رأيت لابي موسى عيسى ابن مناس في من قال لرجل لعنك الله الى ادم عليه السلام انه ان ثبت ذلك عليه قتل والله ما تدري ما الذي يحمل الناس على ان تجري السنتهم بمثل هذا القلم؟ قال رجل لاخر لعنك الله ادم عليه السلام يعني انت وابوك وجدك واجدادك الى ادم عليه السلام. يا اخي ما تدري ما مراده بهذا؟ يعني ما الذي يشبع به غضبه او حماقته او جهالته. هي ولا شك نوع من الاطباع الذميمة والاخلاق القبيحة. ولا يمكن ان اعتذر لمثل هؤلاء اصلح الله حالنا وحالهم. لا يمكن ان يعتذر عنهم بانها عادة تعود عليها اصحابها. او نشأوا عليها او شيء الفوه او توارثوه هذا ليس عذرا. الطبع بالتطبع والحلم بالتحلم التربية تصبح معوجة من الاخلاق والقيم والالفاظ والعبارات والالسنة. لكن نحن نتكلم عن مواقف وعبارات تبلغ القضاة والفقهاء والعلماء والحكام فها هم يرصدونها والامام القاضي عياض رحمه الله قبل نحو من الف سنة ينقل لك هذا وينقله عن سبقوه او عاصروه رحم الله الجميع. قال ان ثبت ذلك عليه قتل. من قال لصاحبه لعنك الله الى ادم عليه السلام لان كلامه هذا صريح في انه يتناول السلالة البشرية الى ادم عليه السلام. ومن ادم عليه السلام الى نوح عليه السلام عدد من الانبياء قطعا ومن بعد نوح عليه السلام ايضا كثير من الانبياء والرسل. فلا يخرج ادمي على وجه الارض ينتهي نسبه الى ادم ان يمر في سلالة نسبه ببعض الانبياء واقل ذلك ذرية نوح عليه السلام التي نجت من الطوفان فانها تمر بنسب ابيهم نوح عليه السلام. وهكذا سيمر في النسب الذي يلحقه السب والشتم بعدد من الانبياء والرسل ولذلك قال عن ابي موسى عيسى ابن مناس انه ان ثبت ذلك عليه قتل والمأخذ في ذلك ومناط القول بالقتل ما تقدم انه قد وقع السب والشتم على من حرمت الشريعة التطاول على مقامهم وهم الانبياء والرسل عليهم السلام والحكم بكفر المتطاول عليهم سبا وشتما نسأل الله السلامة وقد كان وقد كان اختلف شيوخنا في من قال لشاهد شهد عليه بشيء ثم قال له اتتهمني؟ فقال له الاخر انبياء يتهمون فكيف انت؟ فكان شيخنا ابو اسحاق ابن جعفر يرى قتله لبشاعة ظاهر اللفظ. وكان القاضي ابو محمد ابن يتوقف عن القتل لاحتمال اللفظ عنده ان يكون خبرا عملي عمن اتهم من الكفر عمن اتهمهم من الكفار وافتى فيها قرطبة ابو عبد الله ابن الحاج بنحو هذا. ما تقولون في هذا قال شاهد شهد عليه بشيء امام القاضي فقال اتتهمني فقال له الاخر يا رجل الانبياء يتهمون فكيف انت؟ ما رأيكم في هذه العبارة قال له خصمه وقد شهد عليه اتتهمني قال يا اخي الانبياء يتهمون فما بالك انت الانبياء يتهمون هل هذا ازراء بالانبياء عليهم السلام؟ هل هذا اثبات للتهمة في حقهم العبارة محتملة ولانها محتملة اختلف فيها الفقهاء. يقول المصنف وقد كان اختلف شيوخنا. فكان شيخنا ابو اسحاق بن جعفر يرى قتله لبشاعة ظاهر اللفظ ما ظاهره؟ كانه يقول يا اخي حتى الانبياء اصابتهم التهم فعادي اذا اصابتك انت التهمة فما المشكلة؟ هذا اللفظ في ظاهره بشع ويحمل معنى ظمنيا فيه اثبات التهمة على الانبياء عليهم السلام. فهذا وجه يجعل القول شنيعا ولذلك ذهب من ذهب الى القتل. قال وكان القاضي ابو محمد ابن منصور يتوقف عن القتل لاحتمال اللفظ عنده ان يكون خبرا عمن اتهمهم من الكفار اذا قوله الانبياء يتهمون كأنه يقول يا رجل الانبياء لم يسلموا من تهمة الاقوام لهم. وهذا صدق فانهما من الا رماه قومه بالافك والتهمة. واقل ذلك الاتهام بالكذب وبالسحر وبالجنون وبالكذب حتى رسول الله عليه الصلاة والسلام اتهم بهذا. والقرآن اثبته. فقد قالوا ساحر وكذاب وقالوا شاعر وقالوا مجنون والقرآن اثبت ذلك كله. فلو قال قائل كان نبينا صلى الله عليه وسلم متهما وسكت ايش معنى العبارة؟ تحمل معنى قبيحا ومعنى مقبولا. لما يقول فلان متهم. ايش يعني يعني هناك تهمة تلبسته فهو مدان بها. او تقول فلان متهم يعني هو مرمي بتهمة. اذا محتملة لهذا وذاك. قال كان القاضي ابو محمد ابن منصور يتوقف عن القتل لاحتمال اللفظ عنده ان يكون خبرا عمن اتهمهم من الكفار وافتى فيها قاضي قرطبة ابو عبدالله ابن الحاج بنحو هذا. اريد ان اقول يا كرام انظروا كيف ان فقهاء الاسلام بلغوا من شدة الحرص والحذر وحماية حمى الننبي صلى الله عليه وسلم وصيانة عرضه الشريف وجنابه الكريم ان يمس ولو بربع كلمة لا ولو بعبارة محتملة فحتى لما تكون العبارات ذات احتمالات مترددة ستجد فيهم من يتجه الى القول بان هذا حرام ان قائله قد وقع في المحظور. وينبغي تطبيق الحكم الشرعي عليه هذا انما صدر من عناية تامة وحراسة شريفة لمقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعم وشدد القاضي ابو محمد تصفيده واطال سجنه ثم استحلفه بعد على على تكذيب ما شهد به عليه. اذ دخل في شهادة بعض من شهد عليه وهن ثم اطلقه. نعم يقصد القاضي ابو محمد ابن منصور لما توقف عن القتل قال شدد عليه تصفيده يعني القيود التي قيده بها واطال سجنه. ثم استحلفه بعد على تكذيب ما شهد به عليه يستحلفوا ان الشهود كانوا كذبة وانما ذهب القاضي الى تحليفه على تكذيب الشهود لما رأى اختلافا في شهادة بعض الشهود ودخلها ضعف في الشهادة فوجدها مخرجا له ينجو به من الحكم بالقتل والا قد كان اوشك على ان يقع في ذلك في ذلك الاثم العظيم والجناية التي تستوجب القتل. قال ثم اطلقه بناء على نفي الشهادة وعدم اكتمالها. نعم قال قال وشاهدت شيخنا القاضي ابا عبدالله محمد بن عيسى ايام قضائه اتي برجل هاتر رجلا اسمه محمد هاتر يعني اه سببه وشاتمه واسترسل معه في تبادل الشتائم. نعم ثم قصد الى كلب فضربه برجله وقال له قم يا محمد فانكر الرجل ان يكون قال ذلك وشهد عليه لفيف من الناس فامر به الى السجن وتقصى عن حاله وهل يصحب وهل يصحب من يستراب بدينه من الناس ام لا فلما لم يجد ما يقوي الريبة باعتقاده ضربه بالسوط واطلقه. اثنان اختصموا وتهاتر في الكلام. فكل واحد صار يعني يبادر صاحبه بالسب بالباطل والشتم والكلام واحد الطرفين اسمه محمد فقام الاخر في طريقه ورأى كلبا اجلكم الله فضربه برجله وقال قم يا محمد يقصد بمحمد صاحبه ولا شك لكنه لما يأتي الى الكلب ويناديه باسم محمد وهو اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هذا منكرا عظيما وقولا بشعا فلما بلغ القاضي هذا الكلام انكر الرجل ان يقول ذلك. وشهد عليه لفيف من الناس انه قال الكلمة. فامر الى السجن ولكنه لم يطبق عليه الحد ولا القتل لانه يقينا ما قصد بقوله محمد الا صاحب ذلك ولم يقصد رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن ذلك ايضا ليس على فسحة من القول وسعة لان يطلقه. قال فامر به السجن وتقصى عن حاله ثم بحث هل يصحب من يستراب بدينه؟ لعله قد صحب بعض الزنادقة والمعربدين فاثر في دينه فبلغ درجة من المجون والفسق والخروج عن الدين ما قد يبلغ به حد الكفر بالقول حتى يتأكد من سلامة دينه لما لم يجد ما يقوي الريبة باعتقاده انه لا يزال مسلما ما خرج عن حد الاسلام ضربه بالسوط واطلقه ادبه اكتفاء بذلك. مر بكم سابقا ان آآ اثرا عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. لما مر برجل هو محمد بن زيد ابن الخطاب وهو احد بني عمومته لمثل ذلك سمع رجلا يسب رجلا اسمه محمد فقال فعل الله بك يا محمد فقال عمر لابن اخيه لا ارى رسول الله يسب بك والله لا تدعى محمدا وغير اسمه. وكان طريقة بعضهم في عدم الرضا بالتسمية باسم رسول الله عليه الصلاة والسلام الا يكون ذريعة الى ان يسب اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان كان الصحيح جواز التسمية ولا شك وهذا لا ينبغي ان يخالف فيه. جواز التسمية باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن اذا كان عليه الصلاة والسلام يكرم ويصان فكيف بعرضه الشريف؟ فكيف بجنابه المنيف عليه الصلاة والسلام هو ولا شك اولى بالصيانة. واعظم حرمة وينبغي على الامة توقير ذلك. وان تعرف تماما ان اقام رسول الله عليه الصلاة والسلام رفيع جدا عند ربه. ولما رفع الله قدره اوجب على الامة توقيره واحترامه وان تعرف فله ذلك المقام العظيم. ولعله مما هو ذو صلة بالكلام تساهل بعض الناس اليوم في مناداة المجهول اسمه بمحمد فاذا مر احد باحد لا يعرفه او برجل غريب او ببائع في محل او بمجهول في طريق وفي اي مكان فاراد استرعاء انتباهه ومناداته وهو لا يعرف اسمه قال يا محمد وغالب الظن ان الناس تستعين باسم محمد في المناداة للمجهول من باب انه الاسم المألوف عند الاذان والمسلمون عربا وعجما يعرفون ان هذا الاسم فيكون مقبولا ثم هو ايضا نوع من شعار الاسلام في الاعلام. لا يسمى بمحمد الا في امة الاسلام ومع ذلك فان طائفة من اهل العلم المعاصرين يرون اجتناب ذلك احتراما للاسم الكريم وان مناداة المجهول باسم محمد فيه نوع من قلة التوقير للاسم. وقلة الاحترام له. لانك اعمله مناداة للنكرة والمجهول ومن لا تعرف وكانك تريد به اقل شيء يحصل به النداء فتستعمله هذا وجه لقول من يتجه اليه من بعض اهل العلم المعاصرين. وانك لو ناديته بقولك يا عبد الله لكان اسلم واصدق دقة وابعد عن الاشكال فان الجميع عباد لله. فلو قلت يا عبد الله ناداك وانت لا تعرف اسمه سيجيبك او يلتفت الصوت المرتفع وانت قد سلمت من الاشكال ووقرت اسم رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولم يقال ان اسم عبد الله ايضا فيه فيه استعمال لاسم الله لانه مضاف الى العبد. وانت عندئذ استعملت العلم للعبد المضاف الى اسم الله جل جلاله وليس في ذلك امتهان لاسم الجلالة ولفظها لكنها ايضا من ذات الباب يا كرام يتكلم العلماء. صيانة هذا الاسم الكريم اسم رسول الله عليه الصلاة والسلام ليبقى في الامة هذا الزرع مسقيا في القلوب على الدوام وهو حب رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم. يسقى دوما بماء المحبة. حتى تكبر النبتة ويشتد العود في القلوب. فاذا اشتدت في القلوب الاعواد حبا رسول الله صلى الله عليه وسلم اثمرت طاعة واقتداء وعملا بالسنة وحرصا عليها ودعوة للناس اليها فمن احب النبي صلى الله عليه وسلم صدقا كان اصدق الناس في التمسك بسنته. والحرص على سيرته. وكان اكثرهم طاعة واكثرهم التزاما وحرصا على تطبيق السنن والهدي في شأنه كله. فمن هذا الباب يا كرام طفق فقهاء الامة رحمة الله على احيائهم وامواتهم. في تقرير هذا الاصل العظيم. ولماذا شنعوا القول واغلظوا العبارة واغلقوا الابواب بالاقفال دون التطاول على مقام النبوة ولو بلفظ الاسم محمد صلى الله عليه وسلم. لاجل ان يبقى هذا مقامه محفوظا في قلوب الامة وان تتوارث الامة جيلا بعد جيل. هذا المقام الكريم من التوقير العظيم لنبي الامة عليه الصلاة والسلام فهذا اعظم ما توقره الامة في تراثها وفكرها وثقافتها. الحرمات الشرعية لانها حرمات والحرمة ما سميت حرمة الا لانها عظيمة الاحترام. ولها مكانة محترمة في الشريعة. فاذا بقيت الامة بالرغم مما من الضعف والهوان والذل والمشاكل وكثير من اوضاعها المتردية. لكن طالما بقيت الامة لحرمات دينها فهي بخير. طالما بقيت مقام طالما بقيت المقامات المحترمة يعني مقام الالوهية محرما مصانا معظما. ومقام النبوة كذلك. ومقام شرائع الاسلام القرآن الصلاة الاذان الاقامة ومواسم الشرف كرمضان وذو الحجة هذه الامور اذا بقيت معظمة في الامة فاطمئنوا فان الامة لا تزال بخير ومهما يصيبها من الضعف والهوان والانحراف والشتات فانه ليس بالذي يستأصلها من جذورها. وبالعكس فمهما على على حال الامة وبدا عليها من النهضة والتطور العمراني والحضاري. ان كان على حساب خسارة القيم وفقدانها لتلك الحرمات واستسهالها في شأنها فانها والله الى ذبول وافول وزوال ليس بحلول يوم القيامة لا بل بعقاب عظيم من رب العالمين يستأصل امة لم تعرف حق الحرمات في الشريعة ولم عظمها والله عز وجل دعا الى ذلك في كتابه العظيم فقال ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. فالحرمات والشعائر مقاه حقها التعظيم. وما نحن فيه هو من هذا الباب. فمقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لانه حرمة من حرمات الملة والدين وركن عظيم من اركان التعظيم في الشريعة التي ينبغي ان تستقر في نفوس الامة وان تتربى على الاجيال والناشئة. ولا بأس عندئذ. بل يجب ان تتداعى الامة علماؤها وحكامها واباؤها وامهاتها وخطباؤها والناصحون فيها والعقلاء الى ضرورة التنادي بالحرص على هذا المبدأ العظيم والاخذ والتواصي عليه وبثه في الامة في اعلامها وتعليمها وفي مناهجها وتربيتها من اجل تأسيس هذه الاصول الشرعية التي لا تقبل المساومة ولا انصاف الحلول. هذا مبدأ ينبغي ان تنطلق الامة كلها من شرقها الى غربها. فيسير السائر في بلدان الامة واقطارها يرى اختلافها في الثقافات والانماط في الحياة. لكنها تتفق على تلك الاصول العظام. لانها مما لا يسوغ فيه الاختلاف ما تفاوت الاجتهاد ولا اختلاف الانظار ولا تفاوت المذاهب الفقهية التي تختلف في كثير من الفروع لان هذه اصول ولانه فلا تقبل التفاوت ولا الاختلاف ولا الاجتهاد. ومن ذلك مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقه من التوقير والاجلال والاحترام قد قال ربنا سبحانه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله الله اكبر الله اكبر مم اشهد ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله. محمد رسول الله قالوا ان محمدا رسول الله حي على ايها ان يجعل والله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله قد قال في كتابه الكريم مخاطبا نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا تؤمن بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. وهذا صريح كما تقدم مرارا في بيان المقصد من بعثته وارساله اله عليه الصلاة والسلام فان الله الذي ارسله قال انا ارسلناك وذكر علة ذلك بقوله لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. والضمير يعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعزيرا وتوقيرا ثم قال وتسبحوه بكرة واصيلا. فتعزير رسول الله عليه الصلاة والسلام تعني نصرته يعني الاحترام والاجلال الذي نحن في طرف من معانيه العظام ان يصان مقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهذه وظيفة كل من له صوت في الامة ورأي وعلم وكلمة وقلم. ان تتنادى الامة الى هذا الباب العظيم اعلاء قال لهذه الاركان الجليلة وصيانة لحرمات الشريعة وتوريثا للاجيال المسلمة في رعاية هذا المبدأ العظيم وتبقى هوية الامة محفوظة مهما تعالت عليها موجات التغيير وتلاطمت فيها امواج الشبهات فتبقى الاصول محفوظة والقواعد راسخة لتسلم للامة مراكبها في بحر الحياة وتنجو حتى تعبر الى الدار الاخرة. ايها المباركون تم الفصل الذي تكلم فيه رحمه الله عن هذا الوجه الرابع من وجوه التطاول على مقام النبوة وثمة مجلس نعرض فيه الوجهة الخامسة ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى تم الفصل وتم مجلس الليلة وبقي في ليلة الجمعة متسع وجمعتكم غدا لمزيد من الاستكثار من الصلاة والسلام على حبيب القلوب وانسها وبهجة الارواح وسعدها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فطوبى لعبد اكرمه الله فاجرى على لسانه ذكره سبحانه في هذه الليلة. وجعل فؤاده مرفرفا حبا وشوقا بالصلاة والسلام على نبي الامة صلى الله عليه واله وسلم وفاء ببعض حقه واداء لاقل الواجب له على امته صلاة وسلاما عليه صلى الله عليه وسلم. شاق الفؤاد الى جوارك فابتسم. وتعطر الحرف المتيم والكلم والكون سبح والربا مزدانة والبشر في الافاق حلق وارتسم بالله كيف اذا تكحل ناظر رؤياك يا نورا سرى بين الامم صلت عليك منابر ومآذن وخلائق الدنيا وهامات القمم. فيا رب وسلم وبارك على عبدك ورسولك المصطفى ونبيك المجتبى محمد بن عبدالله افضل صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه من خيرة امته حبا له وايمانا به وتصديقا برسالته واتباعا لهديه ودفاعا تشرفا عن جنابه حماية لحماه عليه الصلاة والسلام. اللهم احيينا على الاسلام والسنة وامتنا على الاسلام والسنة. واحشرنا في زمرة صاحب السنة عليه الصلاة والسلام وارزقنا شفاعته نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا عن من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا رب العالمين. اللهم انا نسألك علما نافعا واسعا وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم. اللهم انا نسألك من كل خير خزائنه بيدك. ونعوذ بك يا رب من شر شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته. اللهم فاغننا بحلالك عن حرامك. وبطاعتك عن معصيتك. وبفضلك عمن سواك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واهد ضالنا. وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسول لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه ما سهل الله له به طريقا الى الجنة