الرحمن الرحيم. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت ربنا من شيء بعده اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد. وكلنا لك عبد لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. واتم الصلاة وازكى السلام على امام هدى وسيدي الورى سيدنا وحبيب قلوبنا وقرة عيوننا وامامنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى ال بيت وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. وبعد اخوة الاسلام في كل مكان ها هي ذي ليلة الجمعة قد اقبلت والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم من خير ما يغتنمه المرء في ليلته هذه. وهو يذكر قول بقلبه واسوته رسول الله صلى الله عليه وسلم. اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فان ولا تكن معروضة علي. فانظر عبد الله كم تحب ان يعرض من صلاتك وسلامك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدونك هذه الليلة المباركة ويوم الجمعة اغتنموا فضلها واجرها وخيراتها وبركاته. تمضي الحياة وانت تطلب انسها والانس كل الانس بالصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم. وما زال هذا المجلس المبارك ايها الكرام في في هذه الليلة المباركة ونحن نتدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى يحصوا بي رحمة الله عليه وقد مر بنا وجوه اربعة فيما يقع فيه المتكلم قصدا او بغير قصد انتقاصا او طعنا او اساءة لمقام النبوة على صاحبها افضل الصلاة واتم السلام. ذكر المصنف رحمه الله في الوجه طبيعي الذي مضى معنا ليلة الجمعة الماضية ان يأتي المتكلم بمجمل من الكلام ويلفظ بمشكل من القول يمكن حمله على النبي صلى الله عليه وسلم او على غيره. او يكون مراده في الكلام مترددا بين ان ان يقصد به امرا لا اشكال فيه او ان يقصد شيئا يقع به المكروه او الشر. قال فمثل هذا الكلام هو محل تفاوت بين الفقهاء وتردد نظر بين العلماء وفتاوى المجتهدين وذكر امثلة لذلك وطرفا من كلام الائمة العلماء. اما مجلس الليلة فهو وجه خامس من وجوه الكلام المتضمن اساءة او نقصا او حطا من قدر النبوة لكن كما سيأتي في كلام المصنف هو كلام لا يقصد به المتكلم انتقاصا ولفظ من القول لا يذكر به عيبا ولا سبا صريحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فما هذا النوع وما حكمه وما قول اهل العلم فيه هو هذا الفصل الذي نتدارسه في مجلس الليلة ان شاء الله فاجعلوا نصب اعينكم مجلسا عامرا في بيت الله الحرام حافلا بذكر الله وكثرة الصلاة والسلام على حبيب الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الوهاب المنان والصلاة والسلام على رسوله خير الانام وعلى اله وصحبه الى يوم المحشر والمآل. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللسامعين. قال المصنف رحمه الله فصل في حكم من لم يقصد نقصا ولم يذكر عيبا ولا سبا بل قال قولا على مقصد الترفيع لنفسه او لغيره او على سبيل التمثيل وعدم التوقير لنبيه او على قصد الهزل تنذير هذا العنوان ليس من كلام المصنف رحمه الله وكما بين محقق الكتاب رحمه الله انه اتى به لتوظيف مضمون الفصل فجعل عنوانا. واما المصنف رحمه الله فاقتصر على ترجمته مبهمة فصل ثم شرع في الكلام بقوله الوجه الخامس نعم قال رحمه الله الوجه الخامس الا يقصد نقصا ولا يذكر عيبا ولا سبا. لكنه ينزع بذكر بعض اوصاف او يستشهد ببعض احواله صلى الله عليه وسلم. الجائزة عليه في الدنيا على طريق ضرب المثل والحجة لنفسه او لغيره او على التشبه به او عند او عند هضم او عند هضم هضيمة او عند هظيمة نالته او غضاضة لحقته ليس على طريق التأسي وطريق التحقيق. بل على مقصد الترفيع لنفسه او او لغيره. او على سبيل تمثيل وعدم التوقير لنبيه عليه السلام او على قصد الهزل والتنذير بالهزل او على قصد الهزل والتنذير بقوله يقول هذا النوع من الكلام الذي نتناوله في مجلس الليلة ليس سبا صريح اما السب الصريح والعياذ بالله فقد تقدم حكم قائله بالكفر وكلام اهل العلم في انه لا يستحق الا القتل عياذا بالله. وتقدم ايضا الوجوه الثانية والثالثة والرابعة هذا الوجه الان كلام ليس فيه سب صريح. ولا انتقاص صريح من مقام النبوة قالوا ولكنه يذكر شيئا مما ينسب صحيحا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن السياق سياق كلام يضرب فيه المثل ليقيم الحجة لنفسه او لغيره. عندما يتعرض المتكلم والقائل الى مقام فيه انتقاص او غباضة تناله او شيء يحط من قدره في هذا السياق يذكر شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل التشبه والتأسي والمقارنة فكأنه يقول ان النقص الذي ينالني وقع مثله لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني هذا مضمون كلامه وان لم يكن صريحا. بالمثال يتضح مقصد المصنف رحمه الله. نعم كقول القائل ان قيل في السوء فقد قيل في النبي ارأيت؟ يعني مثل ما يقول انسان لو قال احد فيا كلام سيء قد قيل كلام سيء في رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا المتكلم ايش يقصد ان كان يقصد ان النبي صلى الله عليه وسلم اوذي فصبر ولنا فيه اسوة فاهلا وسهلا لكن الكلام يحتمل شيئا اخر. يعني حتى رسول الله عليه الصلاة والسلام ايضا تكلم الناس فيه بكلام سوء من الناس الذين تكلموا فيه؟ الكفار والمنافقون والحاقدون واليهود وغيرهم. السؤال ذكر هذا الكلام مجملا لا ابين فيه المتحدث مراده مما قرر اهل العلم انه لا يليق ان يطلق بازاء رسول الله. صلى الله عليه وسلم سلم لاجل شيء واحد فقط ان نقوم حق القيام بما امر الله وتعزروه وتوقروه. امرنا الله بتوقير عليه الصلاة والسلام وبحبه واجلاله وتعظيمه يا رجل هذا نبي تعرف ايش يعني نبي؟ يعني هذا رجل اصطفاه الله من بين البشر واوحى اليه وجعله مخصوصا بكلامه وتبليغ رسالته. ولو ان انسانا بيننا في المجتمع حظي باحترام وتقدير او منصب او جاه لرأيت كيف الناس يتسارعون احتراما وتقديرا له كيف بانسان يصطفيه رب الارض والسماء؟ ويجعله للنبي الموحى اليه. هذا مقام عظيم. ويجب على الامة جميعا ان تحترمه عليه الصلاة والسلام. وان تحتفظ له بمقام التوقير. فالعبارات والاساليب والالفاظ والجمل التي تحمل اساءة صريحة او ضمنية تصريحا او تعريضا كل ذلك ممتنع. قال كقول القائل ان قيل في السوء قد قيل في النبي صلى الله عليه وسلم او يقول ان كذبت فقد كذب الانبياء طيب ايش تقصد وان كذبت فقد كذب الانبياء؟ يعني هل وقع الانبياء في الكذب فاتهمهم اقوامهم؟ ام هو فرية نسبت اليهم؟ فما شأنك انت تقيس نفسك بمقام الانبياء عليهم السلام. هذا شيء يختلف تماما فيما لو كان مقصد القائل لي اسوة في الانبياء عليهم السلام وقد اذاهم اقوامهم واتهموهم بالكذب فصبروا. هذا محمل لا بأس به لكن العبارة لا تساعد عليه. نعم كقول القائل ان قيل في السوء فقد قيل في النبي. اللهم صلي وان كذبت فقد كذب الانبياء. او ان اذنبت فقد اذنبوا او انا اسلم من السنة الناس ولم يسلم منهم انبياء الله ورسله او قد صبر او قد صبرت كما صبر اولو العزم او قبر ايوب او قد صبر نبي الله عن عداه وحلم على اكثر مما صبرت هذه امثلة. يقول ان كذبت فقد كذب الانبياء ان اذنبت فقد اذنبوا تقدم معنا مسألة ذنوب الانبياء وعصمتهم من الصغائر والصحيح الذي عليه المحققون في الامة ان ذلك في الجملة جائز بشروط او بضوابط الا يقر عليها احدهم. وان يكون اه في ذلك استدراك بالوحي. والا يكون ذلك كلا في ذنب عظيم ولا ما يخل بالنبوة او الوحي وتقدم ذلك كله فلا يقصد القائل بقوله انا اذا وقعت في الذنب فقد اذنب الانبياء. هل المقصود ازراء بالانبياء ونسبتهم الى الذنوب المعاصي والزلل والخطأ العبارة محتملة او هو المقصود ان لي فيه اسوة في الانبياء عليهم السلام وانا بشر لست معصوما والانبياء وهم ارفع قدرا واعلى مكانة يقع منهم الخطأ فيقع من مثلي من باب اولى. العبارة فيها احتمال والاولى تركها. او تعبير المتكلم بلفظ ومقال وجملة لا تحتمل اساءة تصريحا ولا تلميحا. او قول القائل انا اسلم من السنة الناس ولم يسلم منهم انبياء الله ورسله او يقول قد صبرت كما صبر اولي العزم لا يا حبيبي لن تبلغ مكانة اولي العزم ولم تصبر صبرهم. ولا احد في الامة يبلغ صبرهم. نعم نتأسى بصبرهم لكن يقول صبرت ايوب او يقول صبرت مثل صبر اولي العزم من الرسل. الله لما امر نبيه عليه الصلاة والسلام بالصبر على النبوة ومشقتها واتعابها وكل ما يلقاه الانبياء قال فاصبر كما صبر اولو العزم. وانت تأتي وتقول انا صبرت كما صبر اولو العزم من الرسل. او تقول صبرت كصبر ايوب او يقول صبر نبي الله عن عداه او حلم على اكثر مما صبرت انا عليه كل ذلك من الجمل التي تجتنب في الكلام. واحدنا يا احبة اذا اراد ان يتلفظ بعبارة يأتي فيها ذكر الانبياء عليهم السلام جملة او ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم خاصة فاما ان لما بوافر الادب والاحترام والتقدير او فليدع ذكر الانبياء الكرام عليهم السلام من لسانه. وليخض فيما شاء من الخوف ان سلم من المحاذير الشرعية. اما مقام النبوة والانبياء الكرام عليهم السلام فمقام احترام وتقدير واجلال. نعم وكقول المتنبي انا في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمود. المتنبي احد فحول شعراء العرب ومن لا تزال العرب تحفظ اشعاره وتنشدها وتتعلم منها دروبا من الوان الشعر وفصاحته وجزالة الفاظه انه ليس كل ما يقوله الشعراء وان كانوا في غاية البلاغة والفصاحة يكون مسلما وهذا مثال. يقول المتنبي انس في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمود. يضرب لنفسه مثلا بنبي الله صالح عليه السلام وهذا ايضا لا يليق اي بشر في الامة يضرب نفسه مثلا باحد الانبياء. يقول انا مثل فلان انا مثل موسى او عيسى او صالح او غيرهم من الانبياء عليهم السلام. ويقال ان هذا البيت هو الذي اه يعني باجله سمي المتنبي متنبيا لانه ادعى قوة وزعمها في فترة من فترات عمره فقيل له المتنبي قيل هذا بيت نسب اليه لما قال قبل هذا البيت ما مقامي بارض نخلة الا كمقام المسيح بين اليهود انا في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمودي. كانه يقول انا في امة يعني غريب كمثل ما كان صالح عليه السلام في قومه ثمود. ونسأل الله ان يتدارك هذه الامة يعني كأنه يقول انهم ما عرفوا مقامه وهو مثل في قومه وصالح عليه السلام في قومه نبي. ولا يمكن ان يقيس انسان في الامة مقامه بمقام الانبياء لان الله يقول الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. هذه مقامات اصطفاها الله. فلا يبلغها احد ويقيس نفسه ولو على سبيل المبالغة او المجازفة او توسعة العبارة كما يقع من الشعراء ونحوه من اشعال المتعجرفين في القول المتساهلين في الكلام. كقول المعري كنت كنت موسى وافته بنت شعيب غير ان ليس فيكما من فقير غير ان ليس فيكما من فقير على ان اخر البيت شديد عند عند تدبره وداخل في باب الازراء والتحقير بالنبي عليه السلام وتفضيل حال غيره عليه المعري ابو العلاء الشاعر المعروف احمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي بالمعري المتوفى في منتصف القرن الخامس في اربع مئة وتسعة واربعين للهجرة. احد اعلام الشعراء كذلك لكنه في افتقد زائغ نسأل الله السلامة. متشكك يميل الى الزهد الفلسفي. قيل انه قضى من عمره نحو من خمس واربعين سنة ما يأكل اللحم زهدا وتعبدا وتنسكا. وهو ايضا متقلب في فترات عمره. فتارة يكون موحدا وتارة يكون ملحدا. نسأل الله السلامة وشعره متفاوت فيه ابيات الزهد وفيه ابيات الحكمة وفيه الشطحات كمثل هذا البيت. يقول مادحا شخصا كنت موسى وافته بنت شعيب غير ان ليس فيكما من فقير يقول انت كنت مثل موسى عليه السلام لما ادرك بنت شعيب التي تزوجها قال غير ان ليس فيكما من فقير. يقول بين موسى وابنة شعيب وبينك انت الذي يخاطبه انه ليس انت ولا امرأتك ليس احد منكما فقيرا كما كان موسى عليه السلام وابنة شعيب غير ان ليس فيكما من فقير. يقول المصنف رحمه الله على ان اخر البيت شديد عند تدبره. الا قوله غير ان ليس ليس فيكما من فقير. ليش شديد؟ لان مضمونه تعيير موسى عليه السلام بالفقر لما يقول غير ان ليس فيكما من فقير. يعني اما موسى عليه السلام فكان فقيرا. موسى عليه السلام قال ان ربي اني لما انزلت الي من خير فقير وهذا اجل الفقر واشرفه الفقر بين يدي الله. خصوصا في مقام الطلب والدعاء والتضرع والالحاح. هذي اعلى ومقامات الغنى غنى النفس الافتقار الى الله. لكن عبث الشعراء كما يقول المصنف من اشعار المتعجرفين في القول. المتساهلين في كلام ولذلك قالوا اصدق الشعر او اعذب الشعر اكذبه. يعني كلما كان ابعد عن الحق كان اعذب في اللفظ ويتوسل بتوع الشعراء فيأتون بالعبارات الفضفاضة والمجازفات البليغة لاجل تحسين الشعر ليس الا لكنه لا يقوم على محك الصدق والانصاف واصابة الحق والصواب. فقوله هذا ايضا كما يقول المصنف من العجرفة يعني من التكبر والمجازفة التي لا احمد عقباها لما يقول هذا الكلام تساهلا واسترسالا. نعم. وكذلك قوله ايضا لولا انقطاع الوحي بعد محمد قلنا محمد من ابيه بديل ومثله في الفضل الا انه الا انه لم يأته برسالة جبريل. هذا ايضا للمتنبي يقول آآ في بيت يمدح رجلا من العلويين قال لولا انقطاع الوحي بعد محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم قلنا محمد عن ابيه بديل. يقصد الخليفة العلوي الذي يمدحه اسمه محمد. يقول لولا ان الوحي انقطع بمحمد رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لقلنا انت بديل عنه ثم يقول هو مثله في الفضل ايش يقصد يقصد الخليفة مثل من في الفضل. مثل رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذه مجازفة ولا يصوغ قبولها ولو قيلت مدحا او ثناء او اطراء. قال هو مثله في الفضل الا انه لم يأته برسالة جبريل يقول الفرق ان الوحي ما نزل عليه. والا هو مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفضل وحاشا. نسأل الله العفو والعافية هذه المبالغة اثبت له ابوة قال قلنا محمد عن ابيه بديل او من ابيه بديل والله يقول ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. ثم جازف اخرى فساواه به في الفضل. نسأل الله السلامة وهذا يفعله الشعراء والمتمدحون الذين يتملقون بمديحهم وانشاد شعرهم شيئا من عطيات الدنيا عند ذوي المناصب والجاه والسلطة يبتغون اعطيات واموالا وحظوة وشيئا من متاع الدنيا الزائل. فتقع السنتهم في تلك العبارات التي تحمل تبعات نسأل الله عز وجل السلامة منها. وهذا ايضا نموذج لهذا التوسع في العبارة التي لا تليق ان تقال ولا يصح اقرار قائلها عليها. نعم. فصدر البيت الثاني من هذا الفصل شديد لتشبيهه غير النبي عليه السلام في فضله بالنبي والعجز محتمل لوجهين. يقول صدر البيت الثاني يعني شطره الاول هو مثله في الفضل والعجز يعني شطر البيت الاخر الا انه لم يأته برسالة جبريل. نعم. والعجوز محتمل لوجهين احدهما ان هذه الفضيلة تنقصت نقصت الممدوح والاخر استغناؤه عنها وهذا اشد لما يقول هو مثله في الفضل. الا انه لم يأته جبريل وطيب وكون جبريل عليه السلام ما اتى على صاحبه الممدوح هذا بالوحي هذا يحتمل انها منقصة يعني انه لولا ان الوحي ما جاءه الا فقد بلغ النبوة هذا وجه ان يكون هذا النقص يعني شيئا فات الممدوح. والوجه الاخر الاستغناء يقول وهذا اشد كانه يقول هو في الفضل مثل محمد ولا يحتاج الى الوحي. غير انه لم يأته برسالة جبريل يعني هو مستغن عن الوحي. قال القاضي عياض رحمه الله وهذا اشد ولا فهو كما قال المصنف رحمه الله ونحو منه قول الاخر واذا ما رفعت راياته صفقت بين جناحي جبريل صفقت بين جناحي جبريل جبريل او جبريل وجهان جائزان في البيت يعني ايضا يقول هذا قول اخر مجازف قيل له للمعري وقيل قال واذا ما رفعت راياته صفقت بين جناحي جبريل. يقول يعني هذا الشخص الممتدح اذا رفعت راياته يعني في المسيرة والجهاد والجيوش اذا رفعت الرايات ظلت ترفرف بين جناحي جبريل عليه السلام. يعني في العظمة والابهة مجد الكاذب الذي يصفه هذا الشاعر المجاوز بحده في في الفاظه حدود الشرع المسموح بها في مثل هذا المقام وقولي الاخر من اهل العصر فر من الخلد واستجار بنا فصبر الله قلب رضوان. ايضا يمدح اخر يقول فر من الخلد واستجار بنا فصبر الله قلب رضوان يقصد برظوان عليه السلام الملك خازن الجنة فقال صبر الله قلب رضواني. يعني هو يريد ان يقول عن فراقه لمن يمدحه انه عز عليه كما لو حصل هذا بانه يعني ابتعد عن الجنة ففارقها فعسى الله ان يصبر قلب رضوان لانه سيعز عليه انه لا يراه عنده في الجنة هذا من سخيف القول وساقطه وذميمه الذي لا يحتاج اليه الشاعر. وبين يديه ان يسبح في العبارات والالفاظ والمعاني ان شاء لغة واسعة ومعانيها بحر لا ساحل له. لكن ان يأتي الى امور الشريعة والدين والانبياء والملائكة الكرام عليهم السلام. فيقع في تلك المجازفات ويقول بقوله من تلك العبارات التي لا تليق بمسلم يحفظ على نفسه دينه وعقيدته وكقول حسان المصيصي من شعراء الاندلس في محمد ابن عباد المعروف بالمعتمد ووزيره المعتمد في محمد بن عباد المعروف بالمعتمد ووزيره ابي بكر ابن زيدون. كان ابا بكر ابو بكر الرضا وحسان حسان وانت محمد كقول حسان المصيص بتخفيف الصاد او بتشديدها ويقال ايضا بفتح الميم وكسرها نسبة الى مصيصة على وزن سفينة من بلاد الاندلس. احد شعراء الاندلس يقول مادحا الخليفة المعتمد محمد بن عباد ووزيره ابو بكر بن زيدون الان الشاعر حسان المصيصي يمدح الخليفة محمد بن عباد المعروف بالمعتمد والذي اه مات في السجن سنة اربعمائة وثمانية وثمانين ووزيره ابو بكر ابن زيدون. فالخليفة محمد بن عباد ووزيره ابو بكر بن زيدون والشاعر حسان المصيصي فانظر كيف شبه الثلاثة بثلاثة كرام صفوة البشر. يقول كان ابا بكر ابو بكر اكرم الرضا كأن ابا بكر الوزير هذا بن زيدون هو ابو بكر الصديق. وحسان حسان يقصد نفسه انه انه كحسان شاعر رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال وانت محمد خلاص يعني كملها يقول انت محمد ووزيرك ابو بكر فكأنك رسول الله وكأن هذا ابو بكر الخليفة وكأنه يقصد نفسه حسان ابن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا ايضا من ساقط الكلام الذي يستغني عنه المسلم الخائف على دينه الخائف ايضا على مقام النبوة الا يتجاوزه بحاجب الاحترام وهيبة الوقار الا يكون مثل هذا الكلام. اراد المصنف رحمه الله وقد ضرب لك مثالا اثنين وثلاثة واربعة وفي تراث الشعراء شيء كثير. اراد فقط ان يبين لك ما الذي يقصده رحمه الله بهذا النوع من الكلام لما قال في اول الفصل الا يقصد نقصا ولا يذكر عيبا ولا سبا لكنه ينزع بذكر بعض اوصاف او يستشهد ببعض احواله الجائزة عليه في الدنيا على طريق ضرب المثل او على التشبه او عند هظيمة نالته او لحقته ليس على طريق التأسي والتحقيق بل على مقصد الترفيع لنفسه او لغيره او على سبيل التمثيل وعدم التوقير بالنبي صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله الى امثال هذا وانما كثرنا بشاهدها مع استثقالنا مع استثقالنا حكايتها لتعرف امثلتها لتعريف امثلتها ولتساهل كثير من الناس في ولوج هذا الباب الضنك. واستخفافهم فادح هذا العبء وقلة علمهم بعظيم ما فيه من الوزر وكلامهم منه بما ليس لهم به علم. وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم يقول انما اوردنا الشواهد على كثرتها مع استثقالنا. حكايتها. يعني هو لا يرى جواز انشاد هذه الابيات ولا ارادها لكنه في مقام التأليف يريد ان يعرف القارئ والسامع ماذا يقصد بكلامه رحمه الله؟ وانه لا يقول كلاما خيالا لكنه واقع في كلام بعض المجازفين والمتعجرفين والمتساهلين في العبارات. قال لاجل تساهل كثير من الناس في لولوج هذا الباب الضنك. يعني هو باب ضيق مثل خرم الابرة. لا ينبغي ان يدخله الناس بتلك العبارات الواسعة والالفاظ فجة قال واستخفافهم فادح هذا العبء وهو والله عبء ثقيل. ولا يستخف به الا جاهل او مجازف قال وقلة علمهم بعظيم ما فيه من الوزر. ومثل هذا يصدق عليه قول ربنا عز وجل وتحسبونه وهو عند الله عظيم. وان كانت الاية في سياق الافك وفرية اتهام عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي عائشة رضي الله عنها بما برأها الله تعالى منه ونزه مقام نبيه صلى الله عليه وسلم عنه. لكن الاية تدل صراحة على وجوب حفظ اللسان. وصون الانسان كلامه على عما لا يلقي له بالا فيخشى ان يلقى تبعته ويوم القيامة وفي الحديث الصحيح ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا. قال يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب كلمة. ولاحظ كيف قال لا يلقي لها بالا يعني هو ما قصد تلك الشناعة التي تحملها الكلمة. لكنها التبعة والمسؤولية والامانة الالسن. ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه. وقد امسك بلسانه وقال كف عليك هذا. قال يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك امك يا معاذ؟ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم ومثل ذلك يذكر به المرء نفسه. واخوانه ومن حوله ممن يحب لهم الخير. ان مجالس الحديث والعبارات الفضفاضة والاسترسان في الكلام الذي يخرج عن حدود المباح الى ما يخشاه الانسان باب عظيم والله ربما كان الرجل مصليا قارئا للقرآن صائما له حظ من الليل ذو خير وفضل واحسان. من الموصوفين ايضا الخير بين الناس لكنه لا يحسن امساك لسانه فيكون مزلة قدم. وهذا يذكر به المرء نفسه بما جاءت به ذريعة في بيان وجوب التحفظ للمرء من عبارات لسانه واقوال فمه وان والله لمسؤولون. وليس شيء احوج كطول حبس من لسان كما صح في المأثور. نعم الى امثال هذا وانما كثرنا بشاهدها مع استثقالنا حكايتها لتعريف امثلتها. ولتساهل كثير من الناس في ولوج هذا باب الضنك واستخفافهم فادح هذا العبء. وقلة علمهم بعظيم ما فيه من الوزر وكلامهم منه بما ليس لهم به علم هينا وهو عند الله عظيم. لا سيما الشعراء واشدهم فيه تصريحا ولسانه تسريحا. ابن هانئ الان اندلسي وابن سليمان المعري بل قد خرج كثير من كلامهما الى حد الاستخفاف والنقص وصريح الكفر. لما يقول لا سيما الشعراء ليس هذا اتهاما لجملة شعراء الاسلام. لكنهم في الحقيقة هم من اوسع الناس عبارة واكثرهم مظنة لوقوع الزلل والخلل والله عز وجل قد قال في كتابه الكريم والشعراء يتبعهم الغاوون. الم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا. وانتصروا من بعد ما ظلموا. قال لا سيما الشعراء واشدهم فيه تصريحا وللسانه تسريحا ابن هانئ الاندلسي وابن سليمان المعري. المعري تقدم اذكره قبل قليل. اما ابن هاني فهو ابو القاسم محمد بن هانئ الاندلسي. المتوفى سنة ثلاثمائة واثنين او ثلاث وستين اتينا من الهجرة. احد شعراء الدولة العبيدية الرافضة المسماة بالدولة الفاطمية. شاعر معروف تشيعه واحد شعراء خلفاء وامراء الدولة العبيدية. وكان يجازف في كلامه فيتجاوز قضية حط مقام الانبياء والرسل عليهم السلام. الى درجة وصف الخلفاء الممدوحين بصفات الربوبية والالوهية عياذا بالله هو القائل ذلك البيت المشهور يمدح احد خلفائه يقول ما شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فانت الواحد القهار قتل خنقا وعمره ست وثلاثون سنة. لكن شعره من اجزل شعر العرب وافصحه وقد اوتي فيه قوة بيان بل كان يلقب بمتنبي المغرب او متنبي الغرب لانه يضاهي المتنبي في قوة شعره وفصاحته وجزالة لفظه يقول المصنف رحمه الله واشدهم اشد الشعراء تصريحا في هذا العبث ودخول هذا الباب التساهل في باب الازراء بمقام النبوة. ابن هاني الاندلسي وابن سليمان المعري قال بل قد خرج كثير من كلامهما الى حد الاستخفاف والنقص وصريح الكفر. وصدق رحمه الله ففي ابياتهم كلام مما لا يليق بمثل هذا المجلس في مثل هذا المكان لكن دواوينهم وشعرهم المحفوظ والمروي يحمل كثيرا من تلك الفظائع التي تدل على ان جزالة الشعر هل عند صاحبها لم تكن عاصمة له عن الاسترسال في الخطأ اذا لم يضبط لسانه ووقع شعره وبيانه بضوابط الشرع في مثل هذه الابواب احسن الله اليكم وقد اجبنا عنه اولا وغرضنا الان الكلام في هذا الفصل الذي سقنا امثلته فان هذه كلها وان لم تتضمن سبا ولا اضافت الى الملائكة والانبياء نقصا ولا عيبا ولست اعني عجزي بيت عري ولا قصد قائلها ازراء وغضا فما فما وقر النبوة ولا عظم الرسالة ولا عزر حرمة الاصطفاء ولا عزر حبوة الكرامة حتى شبه من شبه في كرامة نالها او معرة قصد الانتفاء منها او مثل او ضرب مثل لتطييب مجلسه او اغلاء في وصف لتحسين كلامه بمن عظم الله قدره وشرف فقدره والزم توقيره وبره ونهى عن ونهى عن جهر القول له ورفع الصوت عنده. اذا هذه معان عظيمة يجب استصحابها عند كلام المتكلم وانشاد الشاعر ومدح المادح. مقام الانبياء عليهم السلام مقام عظم الله قدره وشرف مكان اصحابه والزم الامة التوقير والبر والاحترام. ونهى عن جهر القول بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض وادب الامة فقال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. لما كانوا يقولون يا محمد اخرج الينا ينادونه من وراء الحجرات عليه الصلاة والسلام. جاءت الاية ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون ولو انهم صبروا حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم. بالله عليكم يا امة الاسلام الشريعة التي ادبت اهلها الا يرفع احدهم صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يغض عنده الكلام. والا يناديه باسمه مجردا احتراما وتوقيرا. اليست اولى بتأديب بني الاسلام والزامهم مقام التوقير والاحترام للانبياء عليهم السلام في الا يقول قائلهم قبيح القول وساقط اللفظ في تلك المعاني للسابق ذكرها والوارد مثل امثلتها انيفا هذا اولى. يقول لكن هذه العبارات وان لم تتضمن سبا حتى لا يقول قائل لكنها ليس فيها صريح سب وانتقاص ليس فيها صريح سب وانتقاص لكن فيها صريح القحة وتجاوز حد الادب قد لا يقال بكفر قائلها كما سيذكر المصنف الان. نعم. لا يحكم بكفر قائله، لكن ان لم يحكم بكفره فهل هذا دليل او عذر؟ تسويغ تلك العبارات والالفاظ والاقاويل التي سمعت امثلتها؟ قال هذا قائلها لا قصد آآ ما وقر النبوة ولا وما الرسالة ولا عزر حرمة الاصطفاء ولا حظوة الكرامة حتى يشبه من يريد تشبيهه في كرامة ينالها بمقام الامن عليهم السلام يا اخي شبهه بما شئت الا مقام النبوة. فهذا لا يمكن ان يتجاوز به المادحون اغلاء في وصف لتحسين كلامه او ضرب مثل لتطييب مجلسه ويقصد بذلك نيل حظوة واعطية وكرامة ينالها من اولئك بجاههم او مالهم او حظوتهم وعطاياهم. اذا ما ابتغى بذلك الا شيئا دنيويا وغرضا زائلا من اغراض الدنيا. نعم. قال احق هذا ان درئ عنه القتل الادب والسجن وقوة تعزيره بحسب شنعة مقاله. ومقتضى قبح ما نطق به ومألوف عادته لمثله او ندوره وقرينة كلامه او ندمه على ما سبق منه. ولم يزل المتقدمون ينكرون مثل هذا ممن جاء به طيب ما حكم هؤلاء قال فحق هذا ان درئ عنه القتل يعني ان لم نحكم بكفره المستوجب للقتل فلا اقل من الادب والسجن وقوة تعزيره بناء على ماذا؟ قال بحسب شنعة مقاله مقتضى قبح ما نطق به ويضاف الى ذلك قرائن الحال. يعني هذا الذي قال مثل هذا الكلام. هل هو ممن يعتاد تلك المجازفات فيشتد به الادب او هي زلة قالها مرة وليست عادة له في كلامه. او ما حال من حوله واقرانه الذين يعني يصاحبهما يجاريهم في مثل ذلك الصنيع بناء عليه يتحدد مثل ذلك او اذا ابدى الندم والرجوع عما قال فمثل يعذر فرق بين زلة يقع فيها القائل وبين عادة تتكرر منه في اكثر من مقام فتدل على خطأ يراد تأديب صاحبه مما وقع فيه. نعم. ولم يزل ولم يزل المتقدمون ينكرون مثل هذا ممن جاء به. وقد انكر الرشيد على ابي نواس قوله فان يك باقي سحر فرعون بيكم فان عصا موسى بكف خصيبي. وقال له يا ابن اللخناء انت المستهزئ بعصا موسى عليه السلام وامره اخراجه عن عسكره من ليلته. نعم ابو نواس ايضا احد الشعراء اه الدولة العباسية قال ذات مرة يمدح هارون الرشيد الخليفة في مجلسه فاي كباقي سحر فرعون فيكم فان عصا موسى بكف خصيبي. يقول يعني ما يزال فيكم اثر من اثار النبوة سحر فرعون ان كان لا يزال باقيا فان عصا موسى التي تقلب السحر على الساحر ما زالت بكفك ايها الخليفة وهي كف خصيبة يمكن ان ترد عدوان المعتدي. يعني هو يريد ان يقول انت ايها الخليفة ايدك الله. قد نصرك الله عز وجل على اعدائك ومن ناوأك ومن يخالفك كما ايد الله عز وجل موسى عليه السلام فغلبه على سحرة فرعون. لكن شوف كيف عبر عن هذا المعنى بشكل قبيح يقول فان يك باقي سحر فرعون فيكم. ان كان سحر فرعون لا يزال موجودا بينكم يعني في في خلافتكم وفي في دولتكم فلا تخف حتى لو كان سحرة فرعون موجودون. فانت رجل في يدك عصا موسى. قال فان عصا موسى بكف خصيبي يقصد الخليفة الرشيد. هارون الرشيد رحمة الله عليه لم يكن من اولئك المتأخرين الخلفاء الذين يحبون المدح والاطراء فهي تنتشي نفوسهم بذلك الزور من القول هارون الرشيد رجل معروف رحمة الله عليه بصلاحه وحزمه وهو الذي قيل عنه انه كان ملازما للغزو والجهاد علمي وسيرته عطرة رحمة الله عليه. فغضب من ذلك القول فقال لابي نواس يا ابن اللخناء هذا سب وتقبيح يعني يا ابن المنتنة انت المستهزئ بعصا موسى عليه السلام وامر باخراجه من عسكره من ليلته تلك الا يجالسه في العسكري بعد قوله القبيح ذلك. هذا تأديب يوقفون به اولئك المستهترين عند حدودهم. ويقف المتعجرفون بكلامهم تطاول على مقام النبوة الا يتكرر منهم مثل هذا الصنيع احسن الله اليكم وذكر القطبي ان مما اخذ عليه ايضا وكفر فيه او قارب قوله في محمد الامين وتشبيهه اياه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال تنازع الاحمدان الشبه فاشتبها خلقا وخلقا كما قد اشتراكان. ايضا مما اخذ على ابي نواس بيت يقول مما كفر فيه او قارب الكفر. قوله في محمد الامين محمد بن الخليفة هارون الرشيد الملقب بالامين وهو الامين والمأمون ابني هارون الذين ورثوا الخلافة عن هارون. فقال يمدح محمدا الامين ابن هارون الرشيد. مشبها اياه بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال تنازع الاحمدان يقصد محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام ومحمدا الامين ابن من هارون الرشيد يقول تنازع الاحمدان الشبه فاشتبها خلقا وخلقا كما قد الشراكان. الشراكان شراكي النعل يعني الخطان الذين يكونان على ظهر النعل يدخل فيهما المرء رجله في النعل الحبلين او السيرين الذين يكونان على ظهر النعل. اليس خطاء هذا النعل الشراكان والسيران؟ متساويان ومنتصفان في في ظهر النعل اكرمكم الله. يقول ابدا محمدا الامين ومحمد رسول الله عليه الصلاة والسلام. نسخة طبق الاصل مثل ما استوى شراك النعل كما قد اشتراكان يعني في التساوي تماما. تنازع الاحمدان الشبه فاشتبه خلقا وخلقا. نحن نتشرف بان نتأسى برسول الله عليه الصلاة والسلام. واعظمنا حظا وشرفا وكرامة هو اكثرنا شبها برسول الله عليه الصلاة والسلام خلقا خلقا لكن ان تقول عن انسان اي انسان انه ينازع الشبه رسول الله عليه الصلاة والسلام ينازعه يعني هو يكافئه كالقرين مع القرين ويزاحمه في ذلك التشابه خلقا وخلقا فهذا كما قال المصنف مما اخذ عليه وكف في رفيه او قارب لشناعة ما قال في هذا البيت. نعم وقد انكروا عليه ايضا قوله كيف لا يدنيك من امل من رسول الله من نفره. كيف لا يدنيك من امر من رسول الله من نفر يعني كيف لا يكون لك امل من كان رسول الله من عشيرته السؤال ايهما من عشيرة الاخر؟ هو من عشيرة رسول الا عليه الصلاة والسلام ام رسول الله عليه الصلاة والسلام من عشيرته؟ هو شاعر ويقصد المعنى ولو اراد ان يقول لانك من عشيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام لقال لكنه فعلا هو اراد رفع قدر وحط اخر. يقول من رسول الله من عشيرته؟ يا رجل يتشرف الناس بالانتساب الى قبيلة فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام. وليس العكس ان يقال رسول الله عليه الصلاة والسلام من عشيرة من يحب من نعم لان حق الرسول عليه السلام وموجب تعظيم وموجب وموجب تعظيمه واناثة منزلته ان يضاف اليه ولا يضاف فالحكم في امثال هذا ما بسطناه في بسطناه فالحكم في امثال هذا ما بسطناه في طريق الفتيا على هذا المنهج جاءت جاءت فتيا امام مذهبنا ما لك بن انس رحمة الله عليه واصحابه. في النوادر من رواية ابن ابي مريم عنه في رجل عبد يعني عن الامام مالك. نعم. ففي النوادر من رواية ففي النوادر من رواية ابن ابي مريم عنه في رجل عير بالفقر. الان اسمعوا يا كرام اسمعوا كلام الائمة. علماء الامة كالامام ما لك رحمه الله وعمر ابن عبد العزيز وسحنون والقامصي وطائفة من فقهاء العلماء الائمة الكبار ينقل الان فتاواهم في عبارات شبيهة بما سمعتم قبلها نعم ففي ففي النوادر من رواية ابن ابي مريم عنه في رجل عير رجلا بالفقر فقال تعيرني فقري وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم هذا رجل عير اخر بالفقر قال انت كذا وكذا وانت فقير. فقال الرجل قال تعيرني بالفقر وقد رعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم العبارة كما ترى وتسمع ليست صريحة في الانتقاص من قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن الرجل المتكلم انا في مقام انتقاص لما عيره صاحبه بالفقر هو في مقام انتقاص وتعيير وسخرية واستهزاء في هذا المقام يذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام يشابه نفسه به. قال تعيرني بالفقر وقد رعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم العبارة ليست صريحا وانا وانت نعرف وماذا يريد ان يقول هو يريد ان يقول الفقر ليس عيبا والنبي عليه الصلاة والسلام عاش حياة الفقراء وهو اشرف من عاش حياة الفقر وقد رعى الغنم وليس عيبا بدليل ان الله عز وجل الذي كتب لنبيه اكرم حياة واشرفها قدر له ان يرعى الغنم. هذا المعنى صحيح سليم سديد لكن العبارة غير موفقة قد تعيرني بالفقر وقد رعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم. اسمع الان الى فتوى الامام ما لك ابن انس رحمه الله في هذه المسألة فقال مالك قد عرظ بذكر النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضعه ارى ان يؤدب فقال عرظ يقول هذا كلام فيه بذكر النبي عليه الصلاة والسلام في غير موضعه. قال ارى ان يؤدب. نعم. قال ولا ينبغي لاهل الذنوب اذا عوتبوا وان يقولوا قد اخطأت الانبياء قبلنا. نعم فرق كما قلت قبل هذه المرة. فرق بين ان تذكر مقام الانبياء عامة عليهم السلام ومقام نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة ان تذكره في مقام التأسي وان تذكره بانك لك اسوة فيهم. في مقام ضعف او كسر او اي مقام. ان تتأسى فيه لتلملم ضعفك وكسرك وافتقارك وموقف ضعفك لا بأس. لكن الا تذكر مقامهم بازاء مقامك الذي يحمل الانتقاص وما لا يليق بهم فيكون هذا تعريضا بهم عليهم السلام وقال عمر ابن عبد العزيز لرجل انظر لنا كاتبا يكون ابوه عربيا. فقال كاتب له قد كان ابو النبي كافرا قال جعلت هذا مثل فعز له وقال لا يكتب لي ابدا. ابو النبي عليه الصلاة والسلام مات على غير الاسلام فهو كافر. والكلام صحيح لكن ذكر الكلام سياقه لا يحمل الادب والتوقير. قال عمر بن عبدالعزيز ابحث لي عن كاتب يكون ابوه عربيا. لانه يريد فصاحة الكتابة والا يكون اعجميا تعلم فيقع في شيء من اللحن وما لا يحبه عمر رحمه الله. فقال كاتب له موجود عنده في المجلس يعني انت تريد شخص يكون ابوه عربي ترى كان ابو النبي عليه الصلاة والسلام كافرا ما معنى الحاجة الى مثل هذا الكلام اما ابو النبي عليه الصلاة والسلام فقد كان على غير الاسلام وهذا كلام حق. لكن ذكره في هذا السياق كما افهم وتفهم انت الان. فيه شيء لا يليق بان يذكر ولو على سبيل التعريض برسول الله عليه الصلاة والسلام. فقال عمر ابن عبدالعزيز جعلت هذا مثلا فعزى له وقال لا يكتب لي ابدا. كانوا يؤدبون الناس ولا يسمحون لهم بتجاوز تلك المقامات ولو كانت كلمة عابرة نعم. وقد كره سحنون ان يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم عند التعجب الا على طريق الثواب والاحتساب توقيرا له وتعظيما كما امرنا الله سبحانه. اما هذه فابعد. كره السحونون الامام المالكي والفقيه الله. كره الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند التعجب. يعني احيانا تكون في موقف فترى شيئا عجيبا مدهشا فالناس تقول اوه سبحان الله! وفيه ناس عند التعجب تقول اللهم صل وسلم على رسول الله. كره الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التعجب يقول لا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اعظم واجل. انما تقال في مقام التوقير والاحترام في مقام التعجب مما يمر بك في مواقف الحياة وعجائبها المدهشة. هناك سبحي الله عز وجل اذكر الله عز وجل قل ما شئت توقيرا له وتعظيما كما امرنا الله سبحانه. اريد ان تنظروا يا كرام الى فقه ائمة الاسلام اين بلغ وحسهم المرهف في مراعاة الادب مع مقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وسئل القابسي رجل قال لرجل قبيح كانه وجه نكير. ولرجل عبوس كأنه وجه مالك الغضبان. الامام القابسي ايضا وهو قاضي فقيه سئل عن رجل قال لاخر قبيح الوجه قال كانه وجه نكير. اقصد منكر ونكير ملكي القبر الذين يسأل العبد في قبره اذا قبر على التسليم بالاسم. قال كانه وجه نكير ما هو ما وجه نكير؟ ما رآه احد حتى يشبهه به. واخر قال لرجل عبوس رأى رجلا عبوسا قال كأنه وجه مالك الغضبان من مالك خازن النار الملك ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك. رأى رجلا عبوسا قال كأنه وجه مالك الغضبان. هذا شبهه بملك في مقام تقبيح وهذا شبهه بملك حال الغضب لانه رآه عبوسا فقال فقال اي شيء اراد بي هذا ونكير احد احد فتاني القبر وهما ملكان فما الذي اراد؟ اروع دخل عليه حين رآه من وجهه ام عاف النظر اليه لدمامة خلقه فان كان هذا فهو شديد لانه جرى مجرى التحقير التهوين فهو اشد عقوبة وليس فيه تصريح بالسب للملك. وانما السب واقع على المخاطب. وفي الادب بالسوط والسجن للسفهاء قال واما ذاكر واما ذاكر ما لك خازن النار فقد جفى الذي ذكره عندما انكر حاله من عبوس الاخر الا ان يكون الا ان يكون المعبس له يد فيرهبسته فيرهب بعبسته فيرهب بعبسته فيشبهه القائل بمالك خازن النار على طريق الذم لهذا في فعله ولزومه في ظلمه صفة مالك الملكي المطيع لربه في فعله فيقول كأن لله كأنه لله يغضب كأنه لله يغضب غضب ما لك فيكون اخف. وما كان ينبغي له التعرض لمثل هذا. ولو كان اثنى على العبوس بعبسته واحتج مالك كان اشد فيعاقب فيعاقب المعاقبة الشديدة وليس في هذا ذم للملك. ولو قصد ذمه لقتل. كل هذا التأويل للكلام وذكر المحامل والوجوه التي يحتملها الكلام الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر قال المصنف رحمه الله وليس في هذا ذم للملك. يعني لما قال لصاحبه كأنه وجه نكيد وهو يصف القبح وقال للاخر وهو يصف عبوسة الوجه كأنه وجه مالك الغضبان. قال هل هو روع دخل عليه حين رآه؟ ام هو دمامة خلقه لم ما عافى النظر اليه لانه جرى مجرى التحقير والتهوين لكنه ليس تصريحا بالسب. قال وفي الادب بالسوط والسجن كال للسفهاء. هذا كلام الائمة. قال ولو قصد ذمه لقتل. لو كان القصد بالكلام ذم الملكان الكريمين بهذا الكلام لكان فعلا صريحا بالانتقاص يستوجب القتل كما تقدم في ذلك. واما ذكر ما لك خازن النار قال فانه ايضا مما لا يصح فقد جفى ذلك عندما يذكر مقام الملك الكريم المطيع لربه فكانه او يقول هو يغضب لله كما يغضب مالك خازن النار فيكون اخف وما ينبغي له التعرض لمثل هذا. نعم وقال ابو الحسن ايضا في شاب معروف بالخير قال لرجل شيئا فقال له الرجل اسكت فانك امي. فقال الشاب اليس قد كان النبي صلى الله عليه وسلم اميا فشنع عليه مقالة وكفره الناس واشفق الشاب مما قال اليس كان النبي صلى الله عليه وسلم اميا؟ بلى. طيب فما فما التشنيع في كلامه لما قال له الرجل اسكت فانك امي. يعني لا تتكلم انت جاهل. فقال اليس قد كان النبي صلى الله عليه وسلم اميا؟ وجه الشناء ليست اللفظة بل سياق الكلام امية رسول الله عليه الصلاة والسلام اية ومعجزة. وامية غيره مذمة ومنقصة. فتقيس المعجزة الاية والدلالة بحال النقص والظعف والجهل نعم واشفق الشاب مما قال واظهر الندم عليه. فقال ابو الحسن اما اطلاق الكفر عليه فخطأ لكنه مخطئ في استشهاده بصفة النبي صلى الله عليه وسلم وكون النبي امي وكون النبي اميا اية له وكون هذا اميا نقيصة فيه وجهالة ومن جهالته احتجاجه بصفة النبي صلى الله عليه وسلم. لكنه اذا استغفر وتاب واعترف ولجأ الى الله فيترك. لان قوله لا لا ينتهي الى حد القتل وما طريقه الادب فطوع فاعله بالندم عليه يوجب الكف عنه ونزلت ايضا مسألة استفتى فيها بعض قضاة الاندلس شيخنا القاضي ابا محمد ابن منصور رحمه الله في رجل تنقصه اخر بشيء فقال له انما تريد نقصي بقولك وانا بشر وجميع البشر يلحقهم النقص حتى النبي صلى الله عليه وسلم هذا اخر استفتي فيها بعض قضاة الاندلس رجل تنقصه صاحبه بشيء في اثناء المخاصمة والكلام فقال انما تريد نقصي بقولك تريد ان تنتقصني وانا بشر وكل البشر يلحقهم النقص حتى النبي صلى الله عليه وسلم اي نقص ان كان يقصد نقص البشرية الفطر فهذا حق لكن كان يريد بالنقص نقصا مزريا وينسب فيه العيب والملامة والقبح فهذا لا يليق خصوصا في السياق هو تكلم بشيء يذمه وينتقص منه. قال انا بشر ومهما تنقصت مني فكل البشر يلحقهم النقص. حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال فافتاه فافتاه باطالة سجنه وايجاع ادبه. اذ لم يقصد السب وكان بعض فقهاء الاندلس افتى بقتله. يعني حتى من لم يفت بقتله لاحتمال العبارة اوصى وافتى باطالة السجن وايجاع الادب لانه لم يقصد سبا صريحا. تم الفصل بعون الله تعالى وفضله وتوفيقه ولا يزال في هذا السياق تتمة ذات صلة نأتي عليها في ليالي الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى فادمنوا صلاتكم وسلامكم على نبيكم صلى الله عليه وسلم حبا وتوقيرا وتمسكا بسنته. لا يذكرون محمدا في سيرة الا تعطر من شذاه المجلس صلوا عليه واله وصحابه ليفوح ريحان وينبت نرجس فيا رب صل وسلم وبارك على حبيب القلوب وانسها وبهجة الارواح وسعدها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه من خيرة امته واصدقها حبا له واتباعا لسنته واستمساكا بيهدي واحشرنا يا رب في زمرته. اللهم احيينا على سنته وامتنا على سنته. واكرمنا يوم القيامة بشفاعته نحن ووالدينا او ازواجنا وذرياتنا والمسلمين جميعا يا رب العالمين. ونسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء ان يا حي يا قيوم اللهم بارك لنا في شأننا كله واعنا على ذكرك يا ربي وشكرك وحسن عبادتك. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه ما سهل الله له به طريقا الى الجنة