بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لسانه. واشهد ان سيدنا ونبينا وقدوتنا واسوتنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة الكرام فما يزال هذا المجلس اله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي يحصبي المالكي رحمة الله تعالى عليه بليلة نستكثر من خيرها وبركتها باستكثارنا من صلاتنا وسلامنا على حبيبي قلوبنا وبهجة ارواحنا واسوتنا وقدوتنا وشفيعنا يوم والدين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نرجو استكثار الصلاة والسلام عليه في مجلس نتدارس فيه صفحات من حقوقه العظيمة على امته عليه الصلاة والسلام لك المدائح تسمو في مقاصدها لك المحبة في اسمى معانيها صلى عليك الهي كلما دمعت عين المحب وبات الشوق يبكيها. فيا رب صلي وسلم وبارك عليه اعظم صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام وما يزال هذا المجلس متابعا لما سبقه. في الحديث عن هذا القسم الرابع من الكتاب وهو ذكر عصمة الانبياء عليه السلام وجعله المصنف رحمه الله تعالى فيما سبق من مجالس مضت في حكم الكلام المتضمن انتقاصا او اساءة على مقام النبوة على صاحبها افضل الصلاة والسلام وتقدم ايها المباركون ان الكلام الذي يجري على لسان ابن ادم او على قلمه وهو يخضه فيما يتضمن اساءة او انتقاصا او تعديا على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذو اوجه متعددة. ولكل وجه حكمه في الشرع. فاما المتعمد للاساءة والمتنقص عياذا بالله فكافر باجماع الامة. وحكمه القتل في شريعة الاسلام حفاظا على مقام التوقير والاحترام والاجلال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وربما جرى الكلام المتضمن انتقاصا او سخرية او استهزاء على غير قصد التنقل وقد مضى حكمه ايضا. ومضى الكلام اخيرا في المجلس الماضي في من يذكر هذا الكلام حاكيا اياه عن غيره. وان فذلك لا يخرج عن وجوه اربعة ان يكون محرما ومكروها. او ان يكون واجبا ومستحبا بحسب السياق والمقام الذي يقتضي ذكر ذلك الكلام ونسبته الى من صدرت عنه تلك الاساءة الكفرية عياذا بالله. وانتهى مجلسنا ليلة الجمعة الماضية عند مبتدأ فصل نستأنفه الليلة ان شاء الله. وهو الكلام الذي يقوله المتكلم او يكتبه الكاتب فيما يتضمن اساءة او انتقاصا لكن صاحبه انما ذكره على طريق المذاكرة والتعلم. وبيان حكمه وتفقيه الامة كما هو شأن الكتاب الذي نتدارسه وكلام العلماء في ضرب الامثلة بالكلام الذي يتضمن كفرا واساءة فيجري ذكر بعض تلك الاقاويل نعيد حيث وقف بنا الحديث لاستئناف مجلس الليلة سائلين الله التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح لنا جميعا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين. نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللسامعين قال المصنف رحمه الله فصل في حكم ذكر ما يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم او يختلف في جوازه عليه على طريق المذاكرة والتعليم. الوجه السابع ان يذكر ما يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم او يختلف في جوازه عليه. وما يطرأ من الامور البشرية به ويمكن اظافتها اليه او يذكر بعظ ما امتحن به وصبر في ذات الله عليه وعلى شدته من مقاساة اعدائه واذاهم له ومعرفة ابتداء حاله وسيرته وما لقيه من بؤس زمنه ومر عليه من معاناة عيشته. كل ذلك على طريق الرواية مذاكرة العلم كل ذلك على طريق الرواية. ومذاكرة العلم فهل يجوز على سبيل المذاكرة ان يجلس قوم مجلسا يتذاكرون فيه مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيذكرون بعض الاوصاف التي الله تعالى بها مثل الفقر ورعي الغنم وكونه اميا عليه الصلاة والسلام. ويتيما الابوين صلى الله عليه وسلم. ارأيتم هذه الاوصاف الفقر واليتم والامية ورعي الغنم. هذه اوصاف حق وهي في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين اية ومعجزة وبين منقبة وتشريف حباه الله تعالى به فذكره به في القرآن. او ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه كمثل رعي الغنم في قوله ما من نبي الا وقد رعى الغنم. فالسؤال هنا ماذا لو ان متكلما ذكر ذلك الوصف في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره في مجلس مذاكرة وتعليم. الجواب ان ذلك لا يتضمن انتقاصا او اساءة. والكلام نفسه ذاته ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بعينه ايضا يمكن ان يذكره المتكلم متضمنا انتقاصا واساءة والعياذ بالله. فلكل قائل حقه من بحسب قصده الذي يقصده. قال المصنف رحمه الله لما يذكر ما يطرأ من الامور البشرية او يذكر بعض ما امتحن به عليه الصلاة والسلام. وما صبر به في ذات الله عليه وعلى مقاساة اعدائه واذاهم ومر عليه من معاناة عيشته ان يكون ذكر ذلك على طريق الرواية ومذاكرة العلم ومعرفة ما صحت به منه العصمة للانبياء عليهم السلام. نعم وكل ذلك على طريق الرواية ومذاكرة العلم ومعرفة ما صحت منه العصمة للانبياء وما يجوز عليهم فهذا فن عن هذه الفنون الستة اذ ليس فيه غمس ولا نقص ولا فنون الستة يقصد عن الوجوه الستة السابقة في ذكر انواع الكلام المتضمن اساءة او انتقاصا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذ ليس فيه غمس ولا نقص ولا ازراء ولا استخفاف لا في ظاهر اللفظ ولا في مقصد اللافظ لكن يجب ان يكون الكلام فيه مع مع اهل العلم وفهماء طلبة الدين ممن يفهم مقاصده ويحققون فوائده. ويجنب ذلك من عساه لا يفقه او يخشى به فتنته فقد كره بعض السلف تعليم النساء سورة يوسف عليه السلام لمن طوت عليه من تلك القصص لضعف معرفتهن ونقص عقولهن وادراكهن. قال بهذا القيد يجب ان يكون هذا الكلام مقتصرا على مجلس فيه من ليفهم من اهل العلم وطلبته لا من حيث الجهلة والعوام والغوغاء فلا يدركون معنى العبارة يقوم احدهم منصرفا من المجلس وقد وقع في نفسه شيء من المنقصة غير المقصودة لمقام رسول الله. صلى الله عليه وسلم فان ذلك مما يجب على المتحدث من اهل العلم اجتنابه. والحذر من ان يكون الكلام الحق واقعا في غير موقعه. فربما كان بعض الحق في موقع الكلام فتنة لمن لا يفهمه. ولا يدرك معناه وقد امر اهل العلم ان يكون في اخذهم للعلم وبذلهم وتعليمهم ان يكونوا على حكمة وبصيرة. وليس كل الناس يحدث كل العلم فبعض العقول لا تستوعب ذلك القدر الرفيع من العلم فربما جهلته او لم تقتنع به او ربما اورثها شبهة لا تستطيع الانفكاك عنها. فهذا المقصود من قول المصنف رحمه الله ان يكون الكلام مع اهل العلم وفهماء طلبة الدين من من يفهم المقاصد ويحقق الفوائد ويجتنب في ذلك الحديث من لا يفقه ذلك او تخشى به فتنته وقد قرر هذا اصلا عظيما قال وكره بعض السلف تعليم النساء سورة يوسف عليه السلام لمن طوت عليه من تلك القصص لضعف معرفتهن ونقص عقولهن وادراكهن. والكلام ليس على اطلاقه بعموم. فليس كل النساء يجنبن ذلك وليس ايضا كل ما في سورة يوسف عليه السلام يوجب مثل ذلك الاشكال عند من لا يفقهه فان السورة كلام الله سبحانه وتعالى يخاطب بها اهل الاسلام جميعا. وحق على كل مسلم ان يفقه كلام ربه. فمن ابتغى معرفة المعنى وقصد بيان وجه ينبغي ان ينال حظه منه فان كتاب الله عز وجل موصوف بالهدى والرحمة والشفاء والموعظة والنور والبركة وكل ذلك مظنة الا يجعله المسلم وراء ظهره والا يجتنب منه اي موضع ان اي سورة اي اية بل عليه ان ليبتغي منها الشفاء والنور والهدى والهداية والرحمة التي وصف الله تعالى بها كتابه الكريم. ولعل المصنف رحمه الله يقصد بعض المواضع في سورة يوسف عليه السلام التي هي مظنة الاشكال عند من لا يفقه ذلك المعنى. لكن شفاء العي سؤال وهذا اولى من ان يقال انه لا ينبغي ان يقرأ شيئا من القرآن او لا يطلب معناه خشية الافتتان به والله اعلم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فقد قال عليه السلام مخبرا عن نفسه باستئجاره لرعاية الغنم في ابتداء حاله وقال ما من نبي الا وقد رعى الغنم واخبرنا الله تعالى بذلك عن موسى عليه السلام ولا غضاضة فيه جملة واحدة ولا غضاضة فيه جملة واحدة لمن على وجهه بخلاف من قصد به الغضاضة والتحقير. بل كانت عادة بل كانت عادة بل كانت عادة جميع العرب. الان لو قلت لكم ان شخصا ما مر بنا او حضر مجلسنا فقال احدنا عنه ان هذا راعي غنم ماذا يفهم من العبارة ايفهم منها انتقاص وحط من قدره وغضاضة وازراء. ام يقصد به تعريف وتشريف وتكريم هذا الكلام الذي يقصده المصنف رحمه الله نبينا عليه الصلاة والسلام رعى الغنم وهو القائل بذلك بنفسه عليه الصلاة والسلام كما ثبت في الصحيحين من حديث جابر وعند البخاري ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنهم جميعا قال ما من نبي الا وقد رعى الغنم. قالوا حتى انت يا رسول الله؟ قال نعم. كنت ارعاها على قراريط لاهل مكة فهذا احد الامثلة فهل يوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكونه راعي غنم؟ قال رحمه الله تعالى مثل قوله مخبرا عن نفسه باستئجاره لرعاية الغنم في ابتداء حاله. يعني في اول حياته بمكة وبداية شبابه عليه الصلاة والسلام قبل البعثة والنبوة وكذلك اخبر الله عن موسى عليه السلام اما انه لما جاء الى شعيب والد الفتاتين فقال اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين على ان تأجرني ثماني حجج. فاجر كليم الله موسى عليه السلام نفسه برعاية الغنم في مقابل ان يخطب احدى الفتاتين. فان اتممت عشرا فمن عندك وما اريد ان اشق عليك. قال فيما هل ستجدني ان شاء الله من الصالحين وتم الامر واجر نفسه عليه السلام راعي غنم. فهذا موسى عليه السلام كما ثبت في القرآن وهذا محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت في الصحيحين. قال المصنف رحمه الله هذا لا غضاضة فيه جملة واحدة لمن ذكره على وجهه. ايش يعني؟ يعني لمن ذكر هذا الكلام في سياق واورده وهو يصف حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وانه كان قبل النبوة كذا وكذا. وخرج في تجارة ورعى مالا لخديجة رضي الله عنها ورعى الغنم قبل النبوة وحصل له كذا وفعل كذا فهو يذكر هذا في سياقه لا فيه لمن ذكره على وجهه بخلاف من قصد به الغضاضة والتحقير ان يذكره نبزا وان يذكره سخرية مغلفة وان يذكره في مقام يقصد به الطعنة ولو من الوراء ومن تحت السطور ومن بين الكلمات فاذا اشتمل على قصد من ذلك وقع في المحذور الذي هو هاوية الكفر والعياذ بالله فلو قال قائل كيف يكون الكلام محظورا والوصف صادق وهو راعى الغنم وغاية ما قال هذا المتكلم الذي ما اعجبكم كلامه انه قال انه كان راعي غنم الكلام ليس في العبارة بل حتى في مقصد متكلمها القائل بها. فاذا كان يقصد الغضاضة والاحتقار والانتقاص والازراء فهذا هو الخطر العظيم الذي اراد المصنف رحمه الله تعالى بيانه بخلاف من قصد به الغضاضة والتحقير. اما العرب فقد كانت راعى الغنم وكانت هذه سمة من سماتهم وشأنا من عامة شؤونهم. ولا يوكل رعي الغنم الى الضعفاء فقط ولا الى والخدم بل كان كل يرعى غنمه وما زالت الناس الى وقت قريب عند اهل كل بيت شيء من الغنم قليل او كثير يحتفظون به ويرعونه فترى الامة تحلبها وترى الاب يرعاها وكل ذلك جزء من حياتهم ونمط عاشوا عليه. فاذا كان هذا بهذا سياق فهو وصف حق والعبارة لا تتجاوز ان تصف شيئا من حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم قال رحمه الله واخبرنا الله تعالى بذلك عن موسى عليه السلام وهذا لا غضاضة فيه جملة واحدة لمن ذكره على وجهه خلاف من قصد به الغضاضة والتحقير. بل كانت عادة جميع العرب نعم في ذلك للانبياء حكمة بالغة. وتدريج لله تعالى لهم الى كرامته وتدريب برعايتها لسياسة اممهم من خليقته. بما سبق لهم من الكرامة في الازل ومتقدم العلم يعني ان هذا مما يذكر في حكمة رعي الانبياء للغنم عليهم السلام. وان هذا نوع من الارهاصات للنبوة التي يرعاهم الله جل جلاله بها. فانهم برعيهم الغنم. يكتسبون قدرا من الاناة والرفق والحلم ورعاية سياسة امر ما على جمع وهذا كله يورث اصحابه شيئا من الصفات المكتسبة التي يراد تحصيلها. فرعي الغنم يورث عند القادة كثيرا من المعاني التي يحتاجونها من بعد النظر ورعاية المصالح وتقدير الامور وسبق الترتيبات وكثير من الامور التي يحتاجها من يتولى قيادة ورئاسة وشيئا من المعاني التي تحتاج الى بعض تلك الصفات. قال فهذا من حكمة الله عز وجل التي جعل فيها للانبياء عليهم السلام. ومن تلك المعاني العظيمة الرحمة التي تمتلئ بها القلوب شفقة وحرصا ورغبة في الخير لما تحت ايديهم كما هو الشأن في برعي الغنم وهذا من جليل حكمة الله تعالى ورعايته للانبياء الكرام عليهم السلام احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك قد ذكر الله يتمه عليه السلام وعيلته وعيلته. وكذلك قد ذكر الله عليه السلام وعيلته على طريق المنة عليه يعني فقره فقر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر الله يتيما وفقيرا وكذلك قد ذكر الله يتمه عليه السلام وعيلته على طريق المنة عليه. والتعريف بكرامته له اين ذكر الله في القرآن يتمه وفقره عليه الصلاة والسلام في سورة الضحى الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. نعم على طريق المنة على طريق المنة عليه والتعريف بكرامته له. فذكر الذاكر لها على وجه تعريف حاله والخبر عن مبتدئه والتعجب من والتعجب من منح الله قبله وعظيم منته عنده ليس فيه غضاضة. بل فيه دلالة على نبوته وصحة دعوته. كيف يمكن ان يكون فيه غضاضة؟ والله يذكره في القرآن عنه صلى الله عليه وسلم. ابدا. ماذا ذكره الله في القرآن الا رفعة له عليه الصلاة والسلام. سورة الضحى سورة اللطائف والكرامات والحفاوة برسول عليه الصلاة والسلام من مبتدأها الى منتهاها. والله يصدر بذلك كله قسما جليلا والضحى والليل اذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى. ولا الاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. كلام في هذا السياق بالله عليكم ايمكن ان يفهم للحظة ان في طياته شيئا من الوصف والعبارة فيها انتقاص او حق قدر ولو بطريق خفي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاشا لكنه قال الم يجدك يتيما فاوى؟ هذا امتنان في غاية التعطف واللطف والكرام والعناية والحفاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني ان الذي اواك لما كنت يتيما واغناك لما كنت فقيرا وهداك سبحانه وتعالى في كل شأنك منذ مبدأ حياتك هو الذي قدر لك ان يكون لك في هذه المرحلة من النبوة والبعثة رفعة شأن ارضاء لك وان ان يجعل اخرتك خيرا من اولاك. هذا الكلام هو الذي يساق فيه وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل السورة بمكة ويكون هذا تثبيتا لفؤاد المصطفى عليه الصلاة والسلام. وتسلية لخاطره. ويكون ادخالا للسرور عليه وهو في الوقت ذاته قرع لمسامع الكفار الذين ناصبوه العداء والتكذيب. فكلام عظيم من رب عظيم ينزل بهذا السياق وفي ذلك الوقت من تاريخ البعثة لا يتضمن الا عظيم الاجلال ورفعة القدر لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا اتانا سخيف وحقير من حثالة البشر. منكوس العقل مطموس الفطرة نسأل الله السلامة التقط تلك الكلمة من ذلك السياق وقال ما قال يقصد بالفقر وليتمي منقصة لرسول الله صلى الله عليه فلسنا نملك الا ان نقول له تبا لعقدك وفهمك الذي يعجز ان يستوعب ذلك كله. ولا يرضى الا ان يفهم بالمقلوب فيورد الوصف العظيم ويفهمه على وجه التحقير. والعبارة الجليلة التي هي في مقام الاشادة والمنقبة فيجعلها سخرية او القصة فهذا الذي يقصده المصنف رحمه الله انه لو فعل ذلك فاعل فانما يبوء باثم فعله ولو كان الذي يورده صحيحا صادقا بل وثابتا في كتاب الله الكريم. فيعود الامر الى مقصد المتكلم من كلامه. فاذا قصد صريحا او تلويحا شيئا من الاساءة والمنقصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فويل له فذلك العظيم الذي تهوي فيه بعض عقود البشر وتزل فيه اقدامهم نسأل الله السلامة نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فذكر الذاكر لها على وجه تعريف حاله والخبر عن مبتدأه والتعجب من منح الله قبله وعظيم منته عنده ليس فيه غضاضة. بل فيه دلالة على نبوته وصحة دعوته. اذ اذ اظهره الله تعالى بعد هذا على صناديد العرب ومن نوأه ومن ناوأه ومن ناوأه من اشرافهم من عاداه ومن خالفه ومن حاربه واذاه طيلة فترة النبوة ومناوأه من اشرافهم شيئا فشيئا وتمم امره حتى قهرهم وتمكن من وتمكن من ملك مقاليدهم اباحة ممالك كثير من الامم غيرهم باظهار الله تعالى له وتأييده بنصره وبالمؤمنين. والف بين قلوبهم وامداد بالملائكة المسومين ولو كان عليه السلام ابن ملك او ذا اشياع متقدمين لحسب كثير من الجهال ان ذلك موجب ظهوره ومقتضى علوه. اذا كان يتمه عليه الصلاة والسلام اية لنبوته وكان فقره عليه الصلاة والسلام في مبتدأ امره قبل النبوة اية لنبوته. كيف هذا لان الله لما رفع شأنه واورثه علو الشأن ورفعة الامر والرياسة التي دانت له العرب على اختلاف قبائلهم لم يكن ذلك من قبل النبوة. بل كان بعدها ليكون ذلك دلالة على انه انما اتاه الله ذلك تأييدا من عنده لانه المبعوث من ربه سبحانه اما لو كان غنيا وثريا وجيها او من سلالة ملكية واسرة تتوارث الحكم لقيل ورث الملك من اباء واجداده واتته الزعامة محفوفة بين يديه لكن الله اراد له شيئا اخرا فهذا هذا من الحكمة التي تضمنتها تلك الاوصاف التي ارادها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. فيعيش اول امره لا يعرف بشيء من تلك المعاني من البذخ والابهة والجاهي والمال والثراء. ليكون تقليد الناس امورهم له وانقيادهم له بين يديه هو طواعية وايمان واذعان وتسليم. فرق فرق بين استجابة الناس للوحي اذعانهم وامتلاء قلوبهم بالايمان رضا وتسليما. وبين القياد للسلطة وللمال وللجاه شتان تنقاد النفوس لبعض ادوات السلطة والعظمة والجاه. لكنه انقياد قهري قسري جبان فان الناس بين طمع وخوف يحصل لها الانقياد. فاذا امنت بالله جل جلاله وانقادت لوحيه وامنت طواعيه فان ذلك يورث معنى اخر من التسليم والانقياد والايمان العظيم وهو الذي وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذكر الله ليتم في القرآن وذكر الفقر والامية وكل تلك الاوصاف التي ربما كانت في حق غيره من البشر صفة ضعف ونقص هي في حقه عليه الصلاة والسلام صفة كمال وعز واية نبوة فسبحان من جعل تلك الاوصاف في حقه عليه الصلاة والسلام خاصة على غير المعنى الذي تقع في حق غيره من سائر البشر. فقط لان نبي الله عليه الصلاة والسلام. والله ايده وحباه واجتباه وهداه وجعل كل تلك الدلائل في سياق نبوته يدي سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام نعم ولو كان عليه السلام ولو كان عليه السلام ابن ملك او ذا اشياع متقدمين لحسب كثير من الجهال ان ذلك موجب ظهوره ومقتضى علوه. ولهذا قال هرقل حين سأل ابا سفيان عنه هل في ابائه من ملك؟ فقال لا. ثم قال فلو كان في ابائه ملك لقلنا رجل يطلب ملك ابيه. واذ اليتم من صفته واحدى علاماته في الكتب المتقدمة واخبار الامم سالفة وكذا وقع ذكره عليه السلام في كتب ارمياء في كتاب وكذا وقع ذكره عليه السلام في كتاب ارميا بهذا وصفه ابن ذي يزن لعبد المطلب وبحيرا لابي طالب. هذا وصف اليتم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت في القرآن الكريم. الم يجدك يتيما فاوى؟ واطبق ارباب السير وعلماء التاريخ ان رسول الله محمد بن عبد بن عبدالمطلب صلى الله عليه واله وسلم نشأ يتيما ولد يتيم الاب ثم ما لبث ان تيتم بامه عليه الصلاة والسلام في طفولته فانتقل الى كفالة جده عبدالمطلب ثم كفالة عمه ابي طالب. هذا مما لا خلاف فيه بين اهل السير وتلقاه الناس هكذا في وصف نشأة حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال بل ذلك موروث ايضا في كتب من سبق واحدى علاماته في الكتب المتقدمة واخبار الامم السالفة. وهكذا وقع في كتاب ارميا وهكذا وصفه ابن ذي يزن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا وصفه به بحيرا رهيب لعمه ابي طالب لما التقى به في رحلته الشام. اما ارمي فالمقصود بكتابي ارميا سفر ارميا ثاني اسفار الانبياء في الكتاب المقدس التوراة وارمي اسم احد انبياء بني اسرائيل عليهم السلام. واسمه لم يرد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة عن رسوله الله صلى الله عليه واله وسلم قيل هو عزير المذكور في القرآن وقيل هو الخضر والصواب انه غيرهما عليه السلام. قال ابن عساكر ارمي ابن حلفي من سبق لاوي ابن يعقوب عليه السلام من انبياء بني اسرائيل المقصود بقصة ارميا او بالكتاب ارميا المذكور هنا انه احد اسفار التوراة التي تقرأ في الكتاب المقدس الى اليوم صفر هذا سفر ارميا من كتب بني اسرائيل ذكر فيه وصف النبي صلى الله عليه واله وسلم باليتيم. او ذكره باليسر وهو احد الانبياء المذكورة اسماؤهم في التوراة وليس له في القرآن ولا في السنة ذكر وهم اربعة او خمسة ارمياء واشعيا وحزقيان ودانيال وصموئيل. فهؤلاء مذكورون باسمائهم في اسفار التوراة انبياء لبني اسرائيل ليسوا في ذكر في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وله قصة تذكر في اسفارهم واخبارهم انه بعض بني اسرائيل موعظة وذكر بين يدي بعظ ملوكهم يذكرهم بالايمان بالله فجرى في بعظ ذلك ذكر النبوءة بمبعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اخر الزمان ووصفه باليتم. فهذا من التطابق الذي يأتي في الكتاب والسنة مع ما سبق في ذكر الامم السابقة وكتب الانبياء المتقدمين عليهم السلام. اما وصف ابن ذي يزن لعبد المطلب فيقصد به ايضا موقعا يذكره اصحاب التاريخ فيه لقاء عبدالمطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم باحد ملوك العرب وهو ابن ذي يزن وقد كان ايضا صاحب علم واطلاع فتأتيه الاخبار فذكر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لما ذكر له بعض وصفه انه يموت ابوه وامه ويكفله جده وعمه. اما قصة بحيرة الراهب فلما كان رسولنا عليه الصلاة والسلام في بداية شبابه مرافقا لعمه ابي طالب في احدى رحلاته الى الشام اتوا على تلك الصومعة قريبا من بحير فوجد بعض علامات النبوة التي تذكر في تلك الرواية من غمامة تظله وشيء يدل على علامات فاتى الى ابي طالب فسأله عنه هل هو ابنك؟ فقال بل هو ابني. قال ابو طالب هو ابني. فقال له الراهب ما هو بابنك؟ فاراد ابو اطالب انه في مقام ابنائه لكنه لما اصر على الجواب قال هو ابن اخي وقد مات فقال نعم ما هو بابنك وما ينبغي الغلام ان يكون ابوه حيا. فهذا التطابق الموجود عند الاحبار والانبياء وفي الكتب السابقة واخبار الامم السالفة تؤكد صدق الوصف انه عليه الصلاة والسلام يعيش او يولد اما يتيما ويعيش على اليتم. فذكر ذلك فيما سبق قبل نبوته بل قبل خلقه عليه الصلاة والسلام انما كان المقصود منه ذكر علامة من علامات النبوة وليس مجرد وصف بشري هي من ايات النبوة ان يكون يتيما عليه الصلاة والسلام. نعم احسن الله اليكم قال وكذلك اذا وصف بانه امي كما وصفه الله تعالى به. فهذه مدحة له وفضيلة ثابتة ثابتة فيه وقاعدة معجزته اذ معجزته العظمى من القرآن العظيم انما هي متعلقة بطريق المعارف والعلوم مع ما منح به صلى الله عليه وسلم وفضل به من ذلك. كما قدمناه في القسم الاول. نعم هذا ايضا وصف الامية. الذي يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل الاية. فامنوا بالله ورسوله ابي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته. واتبعوه لعلكم تهتدون. وقوله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت وما كنت اتتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك. اذا لارتاب المبطلون. الامية وهي الجهل بالقراءة الكتابة وعدم التعلم من قسى في حق كل البشر الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالامية في حقه وصف كمال واية نبوة. وهذا من عجيب من عجيب ما اراده الله وكتبه لنبيه عليه الصلاة والسلام كما تقدم في وصف الفقر والعيلة واليتم اذا كانت اوصاف ضعف وقلة وآآ اشفاق في حق البشر فهي في حق ربي الامة عليه الصلاة والسلام اوصافه عظمة. وايات نبوة ودلائل كمال. وهذا من العجائب فاذا كانت الامية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف حق فليس شيء يستحى من ذكره. او يخفى من شأن عليه الصلاة والسلام هل كان نبيكم ايها المسلمون اميا؟ الجواب نعم. وذلك من اعظم دلائل نبوته اسمع الى ما قال الله. قال وما كنت تتلو من قبله من كتاب. بعد قوله اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. قال بعدها وما كنت يتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون. لو كنت قبل البعثة وقبل الوحي تقرأ الكتب وتطلع على الاخبار السابقة وتجالس او تقرأ كثيرا لارتاب من يقع في قلبه شيء من الشك يريد الباطل قال بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وما يجحد باياتنا الا الظالمون. هذه اية عظيمة لا يقرأ ولا يكتب فبالله عليكم من اين جاء بخبر نوح وعاد وثمود ولوط وشعيب لا يقرأ ولا يكتب بل ولا يحسن الشعر فكيف يأتي بكلام اجل من الشعر وافصح واروع وابدع؟ قال الله وما علمناه الشعر ما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين. على ان الشعر والمعرفة به شيء عند العرب مثل شرب الماء. واحدهم اذا تكلم جرى الشعر وزنا وقافية على لسانه سليقة وفطرة. ونبينا صلى الله عليه وسلم ربما يبدل بعض الكلمات في البيت الذي ينشده فلا يحسن ان يوقعه على لفظ قائله ومنشده. اية من الله جل جلاله. وما علمناه وما ينبغي له لاجل ان يكون الاذعان التام واغلاق كل منفذ للريب والشك والريبة والتهمة في حق المؤمن والكافر والمنافق على حد سواء لان لا يجد الشيطان منفذا يلقي فيه في قلوب بعض البشر شيئا من الشك وعدم التصديق بنبوة والوحي الذي جاء به عليه الصلاة والسلام. ان هو الا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حيا. هذه الاية والمعجزة العظيمة كانت في وصف اميته عليه الصلاة والسلام. القرآن ماذا فيه من المعارف والعلوم؟ ماذا فيه من الاخبار السابقة ماذا فيه من التنبؤ بامور المستقبل؟ فاذا كان يأتي به نبي امي لم يقرأ ولم يكتب فمن اين له ذلك ليس الا ان يقول العقل العقل البشري الفطن الذي لا يخضع لشيء من التكذيب ولا الابطال يقول هذا كلام رب العالمين من اين سيأتي به وهو لا يعرف عنه ذلك شيء من المنافذ والقنوات التي يتلقى منها علوما ومعارف واخبارا من سبق لكنها الاية العظيمة من الله سبحانه قال المصنف اذا وصف بانه امي كما وصفه الله به فهي مدحة له. وفضيلة ثابتة فيه وقاعدة معجزته لان معجزته العظمى من القرآن هي فيما تعلق به من المعارف والعلوم وما فضل به من ذلك عليه الصلاة والسلام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هو وجود مثل ذلك في رجل لم يقرأ ولم يكتب ولم يدارس ولا لقن مقتضى العجب العبر ومعجزة البشر. وليس في ذلك نقيصة اذ المطلوب من اذ المطلوب من الكتابة والقراءة المعرفة. وانما ما هي الة لها وواسطة موصلة اليها غير مرادة في نفسها. فاذا حصلت الثمرة والمطلوب استغني عن الواسطة والسبب يعني انا وانت ليش نتعلم ولماذا ندرس؟ ولماذا ذهب بنا اباؤنا وامهاتنا؟ رحم الله احيائهم وامواتهم؟ لماذا ذهبوا بنا الى الكتاتيب والمدارس والحلقات لماذا؟ لاجل ان يفتح الله عقلك بالعلم وطريق العلم والفهم ونور العقل به هو التعلم القراءة والكتابة. فاذا المقصد من القراءة والكتابة ومفارقة الامية المقصد منها تنوير العقل بالعلم وهي فهم توسعة مدارك الادراك والوعي والمعرفة بالحياة وما حولك طيب ماذا لو حصل ذلك واضعاف اضعافه بغير قراءة ولا كتابة حصل المقصد بل حصل له عليه الصلاة والسلام اعظم العلم العلم بربه عز وجل بل كان ينبوع العلم والمعرفة للامة الى يوم القيامة عليه الصلاة والسلام. بما جاءهم به من نور العلم والوحي والهدى الذي بعثه الله تعالى به فانظروا كيف ظلت الامة الى اليوم اربعة عشر قرنا من الزمان تقتات على مائدة العلم الذي بعثه الله تعالى به فاي شيء يحتاج فيه الى القراءة والكتابة فاذا كانت الامية منقصة في حق غيره لانها امارة الجهل وانغلاق العقل لان الامية لم يطلع على شيء من ذلك واما هو عليه الصلاة والسلام فقد حصل مقاصد القراءة والكتابة باعلى مراتبها وبلغه الله عز وجل فما بعث به بشرا وهو النبوة والرسالة وخصه باعظمها وهو ختمها ومقامها الاوفى اللائق به عليه الصلاة والسلام لا احسن الله اليكم والام قال رحمه الله والامية في غيره نقيصة لانها سبب الجهالة وعنوان الغباوة. فسبحان من باين امره من امر غيره وجعل شرفه فيما فيه محطة من سواه فيما فيه محطة من سواه وجعل فيما فيه هلاك من عداه فانظروا الان كيف يقارن المصنف رحمه الله تعالى بين وصفين بين وصف ذي جهتين متناقضتين لاجل ما خص به مقام رسول الله عليه الصلاة والسلام من الخصوصية في المعاني. الان هذه الامية وصف واحد لكنها اصبحت ذا وجهين متناقضين تماما. فالامية في حقه عليه الصلاة والسلام اية ومعجزة ومنقبة ودلالة كمال وهي في حق غيره على النقيض تماما. الامية وصف جهل وتخلف وحط وانتقاص وضعف وقلة وقل ما شئت من من الاوصاف. الوصف واحد لكنه اصبح ذا وجهين متناقضين لتعلق احد الوجهين الا يقارن بغيره من البشر عليه الصلاة والسلام. وارادها الله عز وجل كذلك. هذا الامر المعنوي ذي الوجهين المتناقضين تماما وهو الامية. قال المصنف هناك امر حسي يشبهه في حمله لوجهين متناقضين تماما. قال ما فيه الهلاك وشق القلب وفتح الصدر ائتي باي انسان ليشق صدره وينتزع منه مضغة القلب من فؤاده فانها سبب هلاكه وموته ومفارقته للحياة. شق الصدر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي ثبتت به الاحاديث الصحيحة الكثيرة فيرا في غير ما مرة وغير موضع من سيرته عليه الصلاة والسلام حادثة شق الصدر كما يسميها اصحاب السير كانت ليست سبب هلاك كانت ارهاص نبوة. كانت بداية حياة شريفة كريمة ارتقى بها عليه الصلاة والسلام من عالم الحياة البشرية الى عالم النبوة والرسالة والاصطفاء الالهي. فهذا الحادث الواحد والوصف الواحد وهو شق واخراج القلب حمل وصفين متناقضين ان كانت الامية حققت مثل هذا المعنى فان شق الصدر حققه حسا لتدرك يقينا ان تلك الاوصاف في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم انما جاءت على وجه الكمال والعناية والمنقبة الكريمة له من ربه عز وجل. نعم والامية والامية في والامية في غيره نقيصة. لانها سبب جهالة وعنوان الغباوة فسبحان من باين امره من امر غيره وجعل شرفه فيما فيه محطة من سواه وجعل ذاته فيما فيه هلاك من عداه. هذا شق قلبه واخراج حشوته. كان تمام حياته وغاية قوة نفسه وثباته وهو فيمن سواه منتهى هلاكه وحتم موته وفنائه وهلم جرا. الى سائر ما روي له من اخباره وسيره وتقلله من الدنيا ومن الملبس والمطعم والمركب وتواضعه ومهنته ومهنته نفسه في اموره نفسه في اموره ومهنته نفسه في اموره وخدمة بيته زهدا ورغبة ورغبة عن الدنيا تسوية بين حقيرها وخطيرها لسرعة فناء امورها وتقلب احوالها كل هذا من فضائله ومآله اثره وشرفه كما ذكرنا كل تلك الاوصاف اوصاف حق ثابتة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاش متقللا من الدنيا في الطعام والشراب في الملبس والمركب عاش في مهنة نفسه يعني يقوم بامر نفسه فيخيط ثوبه ويرقع نعله ويحلب شاته عليه الصلاة والسلام. وفعل ذلك زهدا ورغبة عن الدنيا. لانها قد استوت في عينه حقير الدنيا وخطيرها. وجليلها وزهيدها. ما التفت منها الى شيء عليه الصلاة والسلام. كل ذلك كان فضيلة ثابتة في حقه صلى الله عليه وسلم. وشرفا ومنقبة تذكر في سيره ونتعلمها في شمائله عليه الصلاة والسلام. كل ذلك حق ولكن متى ما ساقها المتكلم المغرق بقصد الانتقاص او الازراء او الحط من قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام كانت تلك الهاوية التي سينال فيها اصحابها الوعيد العظيم الذي جاءت به النصوص الشرعية في من تعدى على مقام من اصطفاهم الله واختاره وبعثهم الى الامم مبشرين ومنذرين وجعلهم مبلغين عنه سبحانه وحيه وكلامه ودينه وشريعته الى البشرية التي خلقها الله تعالى لاجل عبادته قال رحمه الله فمن اورد شيئا منها مورده او قصد او قصد بها مقصده كان حسنا. ومن اورد ذلك على غير بوجهه وعلم منه بذلك سوء قصده لحق بالفصول التي قدمناها. يعني فيما تقدم من الوعيد على من شيئا من ابواب التعدي والانتقاص والسخرية او السب او الشتم او الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مثل قوله تعالى والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم. ومثل قوله سبحانه ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا وسائر النصوص الشرعية التي سبقت في هذه الفصول طول السابقة الله اليكم. قال وكذلك ما ورد من اخباره واخبار سائر الانبياء عليهم السلام واخبار سائر الانبياء عليهم السلام في الاحاديث مما في ظاهره اشكال يقتضي امورا لا تليق بهم بحال. وتحتاج الى تأويل ان وتردد احتمال فلا يجب ان يتحدث منها الا بالصحيح. ولا يروى منها الا المعلوم الثابت. ولهذا فان المصنف رحمه الله في مبادئ الحديث عن القسم الثالث من الكتاب في العصمة كان هناك مستطردا كما مر بكم في مجالس سبقت في ذكر كل ما نسب الى الانبياء عليهم السلام. مما يفهم على غير وجهه اللائق به. فاتى بالايات التي قد يفهم ظاهرها على غير مرادها وبالاحاديث والقصص التي تنسب الى الانبياء عليهم السلام. سواء منها ما روته الاحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما تحمله اخبار بني اسرائيل فيما ينسب الى بعض الانبياء عليهم السلام مما قد يكون في بعضه في ظاهره ما لا يليق نسبته الى الانبياء. وكان استطراده رحمه الله تعالى هناك من اجل تجلية الاشكال. وان تلك الاوصاف او المواقف التي تنسب اليهم عليهم السلام اما ان تكون حقا فيفهم المقصود منها. واما ان تكون ضعيفة في بين ايضا تفنيدها ورد ابطانها اما ان تحتمل وجوها فكان يعتني غاية العناية بايراد ذلك كله. لاجل ماذا؟ لاجل الا تعلق بالقلوب وبشبهة يخرج منها الشيطان بحظه منك عبدالله. وهو شيء من الانتقاص والازراء لا قدر الله لبعض انبياء الله ورسوله عليهم السلام هذا مقام خطير وموقف جعلته الشريعة خطا احمرا. لا ينبغي الاقتراب منه فضلا عن تجاوزه واذا كانت الناس اليوم في دنياهم تتبجح ببعض الامور التي تنصبها شيئا معظما جليلا لا يقبل المساس ولا النقاش فما عظمه الله جل جلاله اعظم من مما عظمه البشر جميعهم. وهذا مما عظم الله سبحانه مقام انبيائه ورسله حسبك يا ابن ادم انهم صفوة البشر الذين وقعت عليهم عناية الله اختارهم واصطفاهم واجتباهم فيأتي فيأتي بشر حقير لينتقصهم او يطعن فيهم فاين يقع هذا من اختيار الله اياهم ليس الا مناقضة صريحة. ومن هنا كان انتقاصهم كفرا. لانه معارضة حقيرة لمقصد عظيم فيحقر ما عظم الله ويتطاول على مقام جعله الله عز وجل رفيعا. فلذلك كان الحكم الشنيع بكفر الواقع فيه نسأل الله السلامة. فما كان من المواضع والقصص والمواقف والحكايات التي تنسب الى الانبياء عليهم السلام وفيها اشكال. اما من حيث الثبوت او من حيث فانه يجتنب ولا يليق بحال التصدي له والاشتغال به فيما يحتاج الى تأويل وتردد احتمال. قال المصنف يجب ان يتحدث منها الا بالصحيح. ولا يروى منها الا المعلوم الثابت. وما عدا ذلك فيكف المتكلم عنه ما زالت اهل العلم توصي باجتناب تلك المواضع من الكلام والاقاويل والقصص التي لا تورث عملا. ولا تزيد ايمانا ولا تحقق مقصدة ولا تجني معرفة فالاشتغال بها ان لم يكن فيه شيء من المنفعة اورث مضرة يحذر من الوقوع فيها نعم الله اليكم قال رحمه الله فرحم الله مالك فلقد كره التحدث بمثل ذلك من الاحاديث الموهمة للتشبيه والمشكلة المعنى وقال ما يدعو الناس الى التحدث بمثل هذا؟ فقيل له ان ابن عجلان يحدث بها فقال لم يكن من الفقهاء وليت الناس وافقوه على ترك الحديث بها وساعدوه على طيها. فان اكثرها ليس تحته عمل. قصد بابن عجلان رحمه الله الامام ابو عبد الله القرشي المدني محمد ابن عبد العجلان. وصفه الذهبي رحمه الله فقال كان فقيها مفتيا عابدا صدوقا الشأن ذا حلقة عظيمة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معدود في شيوخ الامام مالك رحمه الله تعالى. فلما انكر الامام ما لك رحمه الله فيما نقل القاضي عياض هنا انكر التحدث ببعض الاحاديث الموهمة وقال ما يدعو الناس الى التحدث مثل هذا قيل له ان ابن عجلان يحدث بها يعني انت توصي بتركها وهذا الامام الفقيه ابن عجلان يحدث فقال لم يكن من الفقهاء. يعني لم يكن متصدرا في مراتب الفقهاء الكبار من ائمة العلماء انذاك. قال وليت الناس وافقوه على ترك الحديث بها. لم يقصد بنفي الفقه نفي العلم انما قصد الحكمة التي يرثها الفقهاء في تقدير الكلام الذي ينبغي ان يقال في الوقت الذي يحسن ان يقال في الموضع به ان يقاد. فاذا فقد شيئا من ذلك الكلام كان خليا عن الحكمة التي يحسن بالمتكلم ترك الكلام فيها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد حكي عن جماعة من السلف بل عنهم على الجملة انهم كانوا يكرهون الكلام فيما ليس تحته عمل والنبي صلى الله عليه وسلم اوردها على قوم عرب يفهمون كلام العرب على وجهه وتصرفاتهم في حقيقته جازه واستعارته وبليغه وايجازه. فلم تكن في حقهم مشكلة ثم جاء فلم تكن في حقه مشكلة ثم فجاء من غلبت عليه العجمة وداخلته الامية فلا يكاد يفهم من مقاصد العرب الا نصها وصريحها. ولا يتحقق اشاراتها الى غرض الايجاز ووحيها وتبليغها وتلويحها دون تصريحها. فتفرقوا في تأويلها او حملها على ظاهرها شذر مذر فمنهم من امن به ومنهم من كفر. نعم. قال رحمه الله وهكذا جرت طريقة السلف وسنتهم رضي الله وعنهم وسلك بنا سبيلهم في الاعراض والكف وترك كل ما لا يترتب عليه عمل. فما حاجة المسلم الى طالبه ولو كان من جملة مسائل العلم فكم نبه العلماء الفضلاء على ان العلم الذي لا يورث عملا ولا ترتب عليه شيء من مسائل العلم التي تورث مثل ذلك فهي من فضول العلم. والاشتغال به ان لم يحقق منفعة يخشى ان ان يورث مضرة ثم تلك القصص والاخبار عن الانبياء الكرام عليهم السلام. قال المصنف اوردها النبي عليه الصلاة والسلام كقوم عرب يفهمون الكلام ويدركون الفرق بين الحقيقة والمجاز ويفهمون الاشارة والصريح من الكلام فلم يكن عندهم اشكال لكن لما جاء من جاء بعدهم ولم يبلغ درجة الصحب الكرام رضي الله عنهم في فقه العربية وسعة لسانهم وادراك مراميها من الكلام وقعت الاشكالات. فثارت العبارات وتبدلت الكلمات وصار هذا متداولا فكان ما كان وتفرقوا في تأويلها او حملها على ظاهرها كما قال المصنف شذر مذر يعني متفرقين يمينا وشمالا فمنهم من امن به ومنهم من كفر. والمقصود التفريق في تلك النصوص الشرعية بينما يمكن الاشتغال به بفائدة تتعلق به او عمل ينبني عليه. وبينما لا يتعلق به شيء من ذلك. ومنه ما قد يساء به الى مقام الانبياء عليهم السلام فالكف والاعراض عنه الواجب المتعين اولا ثم هو الاسلم لعقيدة المسلم وقلبه ثانيا احسن الله اليكم. قال فاما ما لا يصح من هذه الاحاديث فواجب الا يذكر منها شيء في حق الله سبحانه ولا في حق انبيائه ولا يتحدث بها ولا يتكلف الكلام على معانيها. والصواب والله اعلم طرحها. وترك الاشتغال بها الا ان تذكر على وجه التعريف بانها ضعيفة المقاد وهي الاسناد. كل حديث يحمل شيئا من المعاني المشكلة. التي تورث اشكالا وعدم فهم على وجهه المراد سواء فيما ينسب الى الله جل جلاله. وما يتعلق بحقه سبحانه من التعظيم لاجلال والتنزيه او ما يتعلق بحق الانبياء الكرام عليهم السلام. قال ما لا يصح من هذه الاحاديث واجب الا يذكر منها شيء والا يتكلف الجواب عنها. حديث ضعيف يكفي في الجواب عنه ان يقال انه ضعيف. فلا حاجة الى الاشتغال بتأويله والتكلف عن جوابه وايجاد مخرج سائغ يحمل الكلام عليه. لان الضعيف باختصار هو ما لم تثبت نسبته الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لاي سبب من اسباب الضعف المعروفة عند المحدثين. سواء ما تعلق منها بالسند والرواة او بالمتن ذاته كل ذلك مدخل يبتدأ منه اهل العلم في الجواب عن تلك الاشكالات وباب يغلق دون ايراد ما لا يجوز ايراده مما يورث الله اكبر لا اله الا لا اله الا الله اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد صليت على ابراهيم وعلى انك حميد نعم وقد انكر الاشياخ رحمهم الله على ابي بكر بن فورك تكلفه في مشكله الكلام على احاديث ضعيفة موضوعة لا افضلها او منقولة عن اهل الكتاب الذين يلبسون الحق بالباطل. كان يكفيه طرحها ويغنيه عن الكلام عليها التنبيه على فيها اذ المقصود بالكلام على مشكل اذ المقصود بالكلام على مشكل ما فيه الازالة المشكل ما فيه. اذ المقصود بالكلام على مشكل ما فيه ازالة اللبس بها واجتثاثها من اصلها وطرحها اكشف للبس واشفى للنفس اتم المصنف رحمه الله الفصل بهذا الايراد. وهو ان الامام ابا بكر محمد بن الحسن بن فورك اصبهاني الشافعي اورد في كتابه مشكل الحديث وغريبه وقد خص بهذا الكتاب جملة من الاحاديث التي يوهم ظاهرها اشكالا. فتعنى لجمعها ثم الاجابة عنها وكان في قدر غير يسير من الاحاديث التي اوردها ضعف ورفض لاهل العلم بسبب عدم قبولها. فاشتغل رحمه الله بالجواب عنها. قال المصنف انكر الاشياخ رحمهم الله على ابي بكر بن فورك تكلفه في كتابه للحديث تكلفه الكلام على تلك الاحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا اصل لها. او المنقولة عن بني اسرائيل في الاسرائيليين التي يلبسون فيها الحق بالباطل قال كان يكفيه طرحها ويغنيه عن الكلام عليها التنبيه على ضعفها. يكفي في الجواب ان تقول هذا ليس حديثا صحيحا. نقطة انتهى الكلام فما الحاجة الى الجواب؟ لم يثبت عندنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله فما حاجتنا الى الاشتغال بالجواب عنهم؟ قال اذ المقصود بالكلام على مشكلة ما فيه ازالة اللبس واجتثاثها من اصلها وطرحها اكشف للبس واشفى للنفس ختم المصنف رحمه الله الفصل بهذا النقل ومبتدأ الفصل القادم ليلة الجمعة القادمة ان شاء الله في الادب اللازم عند ذكر اخباره عليه الصلاة والسلام. تم المجلس وبقي في ليلتكم بقية مباركة في ليلة مباركة. حقها الاكثار من بركتها ومن اعظم مناجم البركة جمعتكم في ليلتكم هذه وصبيحتكم غدا حتى تغرب شمس الجمعة الاستكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. كثرة ذكره والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم دليل محبته وطريق الى نيل محبته. عبق اللسان بذكر احمد وانتشى قلبي. وحنت مقلتي لرؤاه ما حيلة المشتاق الا ذكره؟ فبذكره يعطى المحب مناه. فيا رب بلغنا بمولانا وحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلغنا صادق المحبة والاتباع والطاعة والالتزام بهديه وسنته. وبلغنا يا ربي الفوز بشفاعتي وورود حوضه نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين يا رب العالمين. اللهم انا نسألك علما نافعا واسعا وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم. اللهم بلغنا رمضان بفضلك وجودك واحسانك وبارك لنا فيما بقي من رجب وشعبان وبلغنا رمضان في صحة وعفو وعافية وحسن ايمان يا حي يا قيوم. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا قنا عذاب النار وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الاجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه ما سهل الله له به طريقا الى الجنة