بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة اخوة الكرام فهذه الليلة المباركة ليلة الجمعة ليلة خير واجر عظيم ورحمة من ربنا الكريم سبحانه وتعالى وانما تلتمس رحمات ربنا الكريم سبحانه في ظل طاعته. ومن اعظم وجوه الطاعة التي تلتمس منها والرحمات وصلوات ربنا الكريم جل جلاله. والصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقد قال طفى عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فيا فوز امرئ كان له طيب من صلاة ربه عليه بصلاته على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. اذا شئت ان تبني من تعدي منزلا وتبسط في ظل السرور ارائك. فصل وسلم كل يوم على الذي يصلي عليه ربه والملائكة فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد اتم صلاة وازكى سلام يا ذا الجلال والاكرام وما يزال مجلسكم هذا ايها الكرام من رحاب بيت الله الحرام تستمطر فيه البركات ورحمات الله بكثرة الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم ونحن نتدارس هذا السفر المبارك كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي يحصبي المالكي رحمة الله تعالى عليه. وقد وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية عند اخر الباب الاول من القسم الرابع من الكتاب. وهو الحديث عن حكم من سب رسول الله صلى الله عليه سلم او تعدى على مقام النبوة بما يستلزم الازدراء او الانتقاص او الشتم عياذا بالله تعالى وقد تقدم كلام المصنف رحمه الله منذ بداية هذا الباب على بيان اطباق كلام علماء الاسلام من المذاهب كافة على جرم وعظم جناية من اقترف هذا الاثم العظيم التعدي على مقام النبوة. وان قد تقررت قواعده. وتأصلت احكامه في بيان شدة عقوبة وجناية من وقع في ذلك الجرم العظيم وان مقام النبوة مقام عظيم محفوف بالكرامة والتقديس والاجلال والتوقير. وهذه واحدة من مقاصد بعثة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فانما ارسله الله ليحفظ له في امته مكانته من التوقير اجلال والاعتظام والتحريم. لهذا قال الله سبحانه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. لتؤمنوا بالله ورسوله قوله وتعزروه وتوقروه. فتعزير النبي صلى الله عليه وسلم نصرته. وتوقيره احترامه واجلاله تعظيمه بما يليق به وما خصه الله تعالى به من المقام الكريم والقدر الشريف عليه الصلاة والسلام. في ظل ذلك كله تأكدت احكام الشريعة على عظم جناية من اقترف ما يجني به على نفسه اساءة على مقام النبوة او ازدراء او انتقاصا او سبا او شتما فاطبقت كلمات علماء اهل الاسلام من المذاهب كافة وعلى تفاوت الفترات في الامة على كفر اع لذلك عياذا بالله واستحقاقه حكم القتل في الدنيا حدا او ردة لعظم ما اقترف وما اتاه من باب عظيم يمرق به من الاسلام ويخرج به عن احكام اهل الملة نسأل الله العافية. ولتمام بيان هذا الحكم فقد تقدم في الفصول سابقة كلام المصنف رحمه الله تعالى على اقسام واوجه وانواع الكلام الذي يخرج من فم الانسان يحمل اساءة او انتقاصا لمقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واوجز المصنف رحمه الله في الفصول السابقة ان الكلام الذي يحمل اساءة او انتقاصا او سبا او شتما ايا كان متكلمه. وايا كان القائل او كاتبه او من يحمله وينقله لا يخرج عن واحد من وجوه سبعة. تقدم الكلام عليها وموجزها حتى يتم منبه كلام المصنف في الفصل الذي نتدارسه الليلة ونختم به الباب الاول من القسم الاخير من الكتاب ان الوجوه السبعة التي تحمل فيها الكلام يحمل فيها الكلام اساءة هي كالتالي اولها تعمد السب والشتم والانتقاص عياذا بالله كما تلفظت به افواه المنافقين والكفرة في قديم الزمان وحديثه من المبغظين والشانئين والحاقدين واعداء الاسلام ومن يحمل في قلبه الكراهية للاسلام ونبي الاسلام عليه الصلاة والسلام. فهذا لا يختلف في كفر قائله وهو كافر في الاصل اذ لا يتلفظ بكفر فيه سب وشتم وانتقاص لا يتلفظ به مسلم. في مثقاله في في قلبه مثقال ذرة من ايمان. هذا الوجه الاول. اما الثاني فان يكون الكلام لا يحمل تعمد قصد واساءة او ازدراء ولا يعتقده صاحبه. اما لجهالة منه او ضجر او سكر اضطره لمثل ذلك الكلام فجرى على لسانه ما يحمل اساءة وانتقاصا او سبا او شتما او قلة مراقبة وضبط للسانه او عجرفة وتهور في كلامه فقد قرر العلماء كما نقل المصنف رحمه الله ايضا انه يلحق بحكم الوجه الاول بكفر قائله الحكم بقتله اذ لا يعذر في مثل هذا الكفر بجهالة ولا يلتمس له مخرج في سوء ما وقع. نسأل الله السلامة الوجه الثالث من الكلام الذي يحمل اساءة وانتقاصا لمقام النبوة ان يقصد المتكلم تكذيب رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ونفي نبوته او نفي وجوده او التشكيك في رسالته التي بعثه الله تعالى بها. كحال بعض الملاحدة ومن وقع في قلبه الشك والريب وغير هؤلاء ممن كان على مثل هذه الشاكلة. وقال المصنف رحمه الله ان ذلك ايضا يوجب الكفر ويستحق صاحبه القتلى. اما الوجه الرابع فهو الكلام المجمل. واللفظ المشكل المتردد بين على اساءة او حمله على معنى اخر. ويمكن ان يكون المقصود به رسول الله صلى الله عليه وسلم او غيره ويكون الكلام له احتمالان يتردد بينهما قائله ويمكن ان يحمل على احدهما. قال المصنف رحمه الله فهذا النوع ومحل نظر واختلاف تفاوت اراء المجتهدين فمنهم من غلب حرمة النبي صلى الله عليه وسلم فحكم بكفر ذلك القائل وقتله لان كلامه يحمل الاساءة. ومنهم من غلب حرمة الدم المعصوم. وجعل ذلك الاحتمال في الكلام شبهة يدرأ بها الحد فاكتفى بتعزيره اشد ما يكون من حبس وضرب وايلام واعلام له بان ذلك الكلام لا يعذر فيه صاحبه. الوجه الخامس عدم قصد النقص بالكلام او السب او الشتم لرسول لله عليه الصلاة والسلام لكنه يذكر في سياق الكلام اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام. على طريق ضرب المثل والحجة لنفسه او لغيره فيما يتعرض له القائل والمتكلم من انتقاص او غضاضة على قصد الترفيع لنفسه يقول ان اوذيت فقد اوذي النبي صلى الله عليه وسلم ان شئتم ان شتمت فقد شتم وان قيل لي كذا فقد قيل له كذا هذا الكلام لان فيه شيئا مما يحمل معنى رفعة المتكلم لنفسه على الذي يضرب به المثل والمقصود به في الكلام ها هنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فان اهل العلم ايضا قد بينوا شناعة ذلك وعدم الرضا به من قائله. اما الوجه السادس فهو الكلام الذي ينقل عن المتكلمين بسوء وسب وشتم. يعني ان ينقل كلام الشاتمين. والساخرين والحاقدين وهذا الكلام ينظر فيه الى قصد قائله. فان كان يقصد به مجرد تناقل الكلام ونشره وبثه هو اثم واثمه لا يخرج عن كراهة او تحريم كما قرر المصنف رحمه الله وان كان ناقل الكلام هذا يقصد وبه دفع الاساءة والذب عن مقام النبوة والدفاع عن حق رسول الله صلى الله عليه وسلم والسعي في احقاق الحق الباطل وكان ممن يتأتى له ذلك. لمنصبه في علم او جاه او سلطة فمثل هذا يتأكد عليه فعله وهو بين استحباب وايجاب. اما السابع الذي تم به الكلام ليلة الجمعة الماضية فهو الوجه الذي يذكر فيه الصحيح الثابت من اوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريق التعلم والمدارسة. كمثل ما صنع المصنف رحمه الله في الكتاب. وكمسل مجالس التي نعقدها لمدارسته فاذ يقرر في اوصاف رسول الله عليه الصلاة والسلام من الاوصاف الصحيحة الثابتة ما كان كمالا في حقه منقصة في حق غيره. فقد كان اميا عليه الصلاة والسلام. والامية في حق سائر الامة جهل ونقص وضعف وقلة وامنيته عليه الصلاة والسلام اية ومعجزة ودلالة حق وصدق في بعثته ورسالته كذلك الشأن في سائر اوصافه كونه رعى الغنم عليه الصلاة والسلام وولد يتيما وعاش يتيما والله عز وجل امتن عليه قال الم يجدك يتيما فاوى؟ ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. نعم عاش يتيما عليه الصلاة والسلام وكان الفقر الغالب عليه في ايام حياته وسيرته عليه الصلاة والسلام. لكن لم يكن الفقر منقصة في حقه. ولا اليتم ظعفا في سيرته عليه الصلاة والسلام بل كانت منة امتن الله عليه بها. ليكون تمام العناية الالهية به عليه الصلاة سلام مزيد اثبات انه عند ربه سبحانه وتعالى بالمقام الاوفى. فتلك الاوصاف التي تساق في مثل هذا السياق على الوجه السابع هي حق وذكرها وتقريرها ينبغي ان يقترن ببيان عظمتها في شأن رسول الله عليه الصلاة والسلام فاذا ذكر انه كان يرعى الغنم او اذا ذكر انه كان يتيما عليه الصلاة والسلام او اذا ذكر كونه عاش فقيرا عليه الصلاة والسلام. فلا ينبغي ان يذكر ذلك بما يشعر بالانتقاص او عدم التوقير بل يذكر ذلك محفوفا بالتعظيم والاجلال والتوقير. وهذا التنبيه هو الذي ختم المصنف رحمه الله هذا الباب في الفصل الذي نتدارسه الليلة كيف يذكر وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي ذلك الذكر لوصفه ذكر الادب. كيف يتكلم المتكلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف ينبغي ان يجري هذا الكلام على لسانه او يكتبه الكاتب بقلمه كيف يكون ذلك الكلام محفوظا فيه التوقير لرسول الله. عليه الصلاة والسلام. وما زلت اقول لتقريب الصورة وضرب المثال. لو كان الحديث عن شخص محترم عندك وعزيز على قلبك وذي سنة لا تقبل المساس بها ولا الانتقاص منها. لعلمت كيف تحمل نفسك على النهوض بحقه اتم ما يكون. سواء كان اباك او كان اخا لك او شيخا واستاذا ومعلما لك. اي شخص محترم في قلبك وله المكانة العظيمة لا ترضى له المساس بمكانته. ولا الاقتراب من ذلك. ولا ما يشعر بذلك. وكلما كان احدنا اعظم ادبا مع من يحترمه ويتأدب بحضرته كان ذلك الادب في مظهره اعظم في تعبيرات وجهه وفي الفاظ وفي كل ما يتصل به تعبيرا عن الادب والتوقير والاحترام الذي يحمله لمن يجله ويتأدب وبحضرته فكيف الادب بشأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الفصل الذي نتدارسه الليلة سائلين الله والسداد والعلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللسامعين قال رحمه الله فصل في الادب اللازم عند ذكر اخباره صلى الله عليه وسلم قال المصنف رحمه الله ومما يجب على المتكلم فيما يجوز على النبي عليه السلام وما لا يجوز. والذاكر من حالاته ما قدمناه في الفصل قبل هذا على طريق المذاكرة والتعليم ان يلتزم في كلامه عند ذكره عليه السلام وذكر تلك الاحوال الواجبة من توقيره وتعظيمه. ويراقب حال لسانه ولا يهمله وتظهر عليه علامات الادب عند ذكره فاذا ذكر ما قاساه من الشدائد ظهر عليه الاشفاق والارتماظ. والغيظ على عدوه ومودة الفداء للنبي صلى الله عليه وسلم لو قدر على ذلك والنصرة له لو امكنته. واذا اخذ في ابواب العصمة وتكلم على اعماله واقواله عليه السلام تحرى احسن اللفظ وادب العبارة على ما امكنه. واجتنب بشيع ذلك وهجرا من للعبارة ما يقبح كلفظة الجهل والكذب والمعصية. فاذا تكلم في الاقوال قال هل يجوز عليه الخلف في القول والاخوان اخباري بخلاف ما وقع سهوا او غلطا او نحوه من العبارات. ويتجنب لفظة الكذب جملة واحدة. يعني بدل ان يقول في سياق الدرس والخطبة والكلام في المجلس بدل ان يقول هل يجوز الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القاضي عياض حتى هذا ليس من الادب انت لا تنسب ذلك اليه لكن حتى العبارة ينبغي ان تتأدب في ايرادها اذا كان المقصود رسول الله عليه الصلاة والسلام يعني بدلا من ان تقول هل يجوز عليه الكذب تقول هل يجوز عليه الخلف في القول؟ والاخبار بخلف ما وقع سهوا او غلطا المؤدى واحد لكن العبارة احداهما تحمل الادب الجم والاخرى فيها ما لا يليق ان يقال في سياق الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا ادب يا كرام يقول عندما يكون الحديث عما يجوز او لا يجوز في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيما يذكره العلماء هل يجوز وقوع الخطأ؟ هل تقع لمعاصي من الانبياء عليهم السلام؟ عندما يتحدثون عن العصمة مثلا او يتكلمون عن شأن سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام خاصة. فلا تأتي في سياق الكلام بلفظة كذب ومعصية وفاحشة هذه يمكن ان تقولها في سياق الكلام عن اي احد في الامة الا ان يكون في مقام التوقير والاحترام لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمن الادب ان تجتنب تلك العبارة. وان تستبدلها بالطف منها واحسن. ولا تتعجب يا هذا ادب يتأدب به بنو الاسلام مع نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام. والفضلاء في الامة واهل المروءة والشيم عندما يتكلمون على اداب الحديث والكلام والتعامل والاحترام يذكرون جملا من الادب كيف الانسان مع والديه كيف يتأدب مع الرؤساء والعظماء والملوك كيف يتأدب مع اصحاب الجاه والسلطان؟ وهذا حق وهي من المروءات وهي ايضا من الادب ومن النبل في الانسان وما يدل على وفور عقله وكمال ادبه ان يكون متحليا بالادب ولكل في الامة منزلته ومرتبته ومقامه. فاذا كانت الناس مقامات ومراتب في الاحترام فينبغي ان يعطى لكل مرتبة من الاحترام والتوقير ما تستحقها. ولا احد في الامة في مقام الادب الاجلال والتوقير يبلغ مقام الانبياء عليهم السلام ونبينا صلى الله عليه وسلم اعظم الانبياء مكانة واجلهم قدرا عند ربه وعند خلقه سبحانه وتعالى. ولهذا فان اهل العلم مثلا كما كتب الجاحظ في في اخلاق الملوك وهو يتكلم كيف يتأدب الناس فساق كلاما عجيبا والكلام الذي قالوا ومن المروءات والادب والاحترام كان يقول اذا تحدث الملك وعند او يتحدث سماره ومحدثوه فينبغي الا يحرك احد منهم شفتيه مبتدأ. ولا يقطع حديثه بالاعتراف فيه. وان كان نادرا شهيا وان يكون غرضهم حسن الاستماع. واشغال الجوارح بحديثه. فاذا فرغ من الحديث فنظر الى بعضهم قد اذن له ان يحدثه بنظير ذلك الجنس من الحديث. وليس له ان يأخذ في غير جنس حديثه. وليس لمن حدث الملك ان يفسد الفاظه وكلامه بان يقول في حديثه فاسمع مني او افهم عني او يا هذا او الا ترى يقولون هذا ليس من الادب اذا كنت بحضرة السلطان والخليفة والحاكم الا تقول له اسمع مني وافهم عني يا هذا الا ترى ذلك؟ مع انها جمل ليس فيها قلة ادب ولا وقاحة ولا سوء احترام لكن لكل مقامه. اللائق به وما يستحقه من الادب وتلك المراتب الرفيعة لا يليق بها مثل هذا الكلام فان هذا وما اشبهه عي من قائله يعني ضعف كلام. ولكنة في لسانه فاذا هي وعيب فيه. قال عي من قائله وحشو في كلامه وخروج من بسط اللسان ودليل على الفدامة والغثاثة وليكن كلامه كلاما سهلا والفاظه عذبة متصلة وسقط كلامه قليلا. فاذا فرغ من الحديث فليس له ان يصل بحديث اخر وان كان شبيها بالحديث الاول حتى يرى ان الملك قد اقبل عليه بوجهه واصغى الى حديثه ارأيت هذا صنف من الادب يذكره اهل العلم في كيف يتأدب الانسان في الكلام او يتأدب في الاستماع قال مثلا ومن حق الملك كي اذا تحدث بحديث ان يصرف من حضره فكره وذهنه نحو حديثه فان كان يعرف الحديث الذي يحدث به الملك استمعه استماع من لم يدر في حاسة سمعه قط ولم يعرفه واظهر السرور بفائدة الملك والاستبشار بحديثه. فان في ذلك امرين احدهما ما يظهر من حسن ادبه والاخر انه يعطي الملك حقه بحسن الاستماع وان كان لم يعرفه. فالنفس الى فوائد الملوك والحديث عنهم اقرم واشهى منها الى فوائد السوقة ومن اشبههم. وانما مدار الامر والغاية التي اليها يجري الفهم الافهام الطلب ثم التثبت. وذكر تتمة الكلام بل انهم يذكرون في الادب مع العظماء والملوك والرؤساء ادب حتى في المشي والمسايرة والتعامل جملة يقول مثلا الا يبتدئه احد بمسايرة. يعني ان يسير بازائه او يمشي بجواره يقول من الادب الا يفعل ذلك. الا يتقدم فيسير بجواره. قال وان طلب ذلك منه من يستحق قل مسايرة فالذي يجزئه من ذلك ان يقف بحيث يراه. ويتصدى له. فان اومأ اليه سيراه. ومن عن الايماء علم ان امساكه ترك الاذن له في مسايرته. ومن حقه اذا سايره الا يمس ثوبه ثوب الملك ولا يدني دابته من دابته. ويتوخى ان يكون رأس دابته بازاء سرج الملك. غير انه لا يكلفه ان يلتفت اليه ولا ينبغي ان يبتدئه بكلام الى اخر ما يقولون في هذا السياق. هذا من المروءة يا كرام هذا من الشيم وحسن الادب الذي يتحلى به المرء فينبل في اعين الناس ويرتفع قدره ويوصف بحسن الخلق والادب والتعامل الان اذا كان كل ذلك يقال ادبا واحتراما ونبلا ومروءة مع الوجهاء والكبراء والعظماء فبالله عليكم ما الذي ينبغي ان يحمل عليه الادب في التعامل مع نبي الامة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي له علي وعليك وعلى كل مسلم ومسلمة في الامة حق الادب والاحترام والتقدير. وله علينا جميعا حق المحبة والاجلال عليه الصلاة والسلام. وله علينا حق الوفاء بعظيم ما ادى صلى الله عليه واله وسلم. من واجب الرسالة وبلاغ الامانة والقيام بما ارسله الله تعالى به حق القيام. هذا ما الذي يمكن ان تفي به العبارة في الادب في تعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا جئت تحكي موقعة في في احدى احداث سيرته عليه الصلاة والسلام. وجئت الى فيه كالذي حصل له مثلا في احد اصيب وشج وانكسرت ثنيته وسقط في الحفرة وتألم عليه الصلاة والسلام وسال الدم على وجهه الشريف. والله ان القلب الذي ينبض ادبا عندما تذكر تلك المواقف يعتريها القلوب المحترمة المعظمة يعتريها من الادب والاجلال والاحترام حتى في نظرة الصوت. وصياغة العبارة وحكاية الكلام لانك تتحدث عن من ملك قلبك حبا عليه الصلاة والسلام. فاذا ذكرت مواقف تحمل اساءة له تجري على لسانك او تكتب بقلمك وهي تحمل نبض فؤادك الذي يرتجف من عدم الرضا بما تقرأ وتقول وتسمع وتتكلم به لانك غير راض عنه حقا ولو كنت بين يديه صلى الله عليه وسلم والله ما وسعك الا ان تفديه بنفسك فما الذي ستفعله انت اليوم في هذا الزمان؟ انما تحكي موقفا من مواقف السيرة. هذا الذي يريده المصنف رحمه الله. عندما اذكروا كلام يتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام. فان بوسعك ان تزن ما فيه من الادب. والاحترام والتوقير كيف بلفظ المتكلم بعبارته التي يصوغها بمشاعره التي تظهر بين احرفه التي كتبها. وعباراته التي نطق نعم فللكلام مشاعر وللعبارات ادب والكاتب اذا كتب والمتكلم اذا تكلم يظهر في عباراته ونبرات صوته مقدار ذلك الادب وفرة او انتقاصا. والذي يريد المصنف رحمه الله تقريره في هذا الفصل لفت الانظار يا امة الاسلام كيف نكون امة محترمة؟ متأدبة مع نبيها عليه الصلاة والسلام لو كنت بين يديه جالسا في مجلسه او مصاحبا له في غزوة من غزواته او مرافقا له في مسير في سفره عليه الصلاة والسلام. كيف لو كنت احد اولئك الصحب الكرام رضي الله عنهم الذين تشرفوا بصحبته. انك لتحرص غاية الحرص والله على ان تكون في كل حركة سكنة وخطوة وقومة وقعدة في كل خطوة تفعلها تحرص على ان تكون على احسن احوالك امثل حالاتك لانك بين يدي انسان اصطفاه الله واجتباه. وبعثه واوجب عليك ان تؤمن به وان تحب وان تحترمه وان تكون طوع امره ونهيه عليه الصلاة والسلام لانه باختصار قائدنا الى الجنة عليه الصلاة والسلام احملوا الخير لامته ويحبها ويحرص عليها وقد ملأ الله قلبه رأفة وشفقة ورحمة على امته عليه الصلاة والسلام فان تتربى الامة على تلك المشاعر. وان تحمل وتتوارث هذا الحب والاحترام والتقدير. فهذه والله من اعظم اصول الاسلام وقيمه ومبادئه التي تغرس في النفوس غرسا. وان تتعاهد بالسقاية والرعاية حتى تتوارث الامة في اجيالها تلك المعاني العظام. فكلام المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل تحديدا تأكيد لهذا المعنى قل ان يلتزم في كلامه عند ذكره عليه الصلاة والسلام. وذكر تلك الاحوال ان يذكر الواجب من توقيره وتعظيمه. ويراقب حال ولا يهمله وتظهر عليه علامات الادب عند ذكره. فاذا ذكر ما قساه من الشدائد ظهر عليه الاشفاق والارتماء يعني الحزن والالم الذي يعتصره والغيظ على عدوه ومودة الفداء للنبي صلى الله عليه وسلم لو قدر عليه والنصرة له لو امكنته. وقل مثل ذلك في كل كلام يساق انت يا ابن الاسلام لا يخلو صلتك في الحديث برسول الله صلى الله عليه وسلم عن ان تكون متكلما او سامعا وفي كلتا الحالتين لك والله نصيب وافر من الادب الذي تتأدب به. سواء كنت متحدثا او وكنت مستمعا التأدب معنى عظيم يعيش عليه المسلم فيصلح حاله. وهو والله من استقامة القلب ان يرزق الانسان حسن الادب. والادب راتب ومن اعلى مراتبه في الشريعة التي جاءت باداب اهلها الادب مع الله والادب مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويمكن القول باختصار ان فاقد هذين الادبين العظيمين. الادب مع الله جل جلاله والادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو فاقد للادب في سائر حياته من باب اولى وكلما كان المرء اعظم ادبا في هذا المقام العظيم مع ربه سبحانه وتعالى ومع نبيه صلى الله عليه وسلم رزق من الادب في باقي انحاء الحياة بقدر ما يرزق من الادب في النوعين الاولين وهذا جزء مما يريد المصنف رحمه الله بيانه في هذا الفصل. نعم احسن الله اليكم. واذا تكلم اخذ في ابواب العصمة واذا اخذ في ابواب العصمة وتكلم على مجاري اعماله واقواله عليه الصلاة والسلام تحرى احسن اللفظ وادب العبارة على ما امكنه واجتنب بشيع ذلك وهجر من العبارة ما يقبح كلفظة الجهل والكذب والمعصية فاذا تكلم في الاقوال قال هل يجوز عليه الخلف في القول والاخباء والاخبار بخلاف ما وقع سهوا او غلطا او نحوه من العبارة ويتجنب لفظة الكذب جملة واحدة. واذا تكلم على العلم قال هل يجوز الا يعلم الا ما وهل يمكن الا يكون عنده علم من بعض الاشياء حتى يوحى اليه ولا يقول يجهل لقبح اللفظ وبشاعته المعنى واحد لكن الادب في اللفظ متفاوت. بدل ان يقول هل يجوز الجهل على رسول الله عليه الصلاة والسلام يستبدلها بلفظ اكثر ادبا. هل يجوز الا يعلم الا ما يوحى اليه؟ المؤدى واحد لكن في العبارة لا يمكن هل يمكن ان يكون عنده علم من بعض الاشياء الا بوحي بدل ان يقول هل يكونوا هل يصح ان ان يجهل او ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام جاهلا حتى يأتيه الوحي؟ الجهل مستقبح فلا ينبغي ايراده كما سبق قبل قليل في لفظة الكذب. فالكذب والجهل والمعصية والفاحشة. وتلك الاوصاف التي لا تليق في اطلاقها في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم تجتنب وفي اللغة عبارات يسعها في المعنى ما تؤدى به تلك الالفاظ واذا واذا اخذ في واذا تكلم على العلم قال هل يجوز الا يعلم الا ما علم؟ وهل يمكن الا يكون عنده علم من بعض الاشياء حتى يوحى اليه ولا يقول يجهل لقبح اللفظ وبشاعته. واذا تكلم في الافعال قال هل تجوز منه المخالفة في بعض الاوامر والنواهي ومواقعة بعض الصغائر فهو اولى فهو اولى وادب وهو وادب من قوله هل يجوز ان يعصي او يذنب او يفعل كذا وكذا من انواع المعاصي؟ فهذا من حق توقيره السلام وما يجب له من تعذير واعظام وقد رأيت بعض العلماء لم يتحفظ من هذا فقبح منه ولم استوصف عبارته فيه ولم استصوب ولم استصوب عبارته فيه ووجدت بعض الحائرين قوله لاجل ترك تحفظه في العبارة ما لم يقله. وشنع عليه بما يأبه بما يأبه بما يأباه ووجدت بعض الحائرين قوله لاجل ترك تحفظه في العبارة ما لم يقله. وشنع عليه بما يأباه ويكفر قائله يقول رحمه الله وقد رأيت بعض العلماء لم يتحفظ من هذا من اي شيء مما عليه المصنف رحمه الله يقول بعض اهل العلم وهم اهل علم لكنهم كانوا اذا تكلموا او صنفوا وكتبوا لا يراعون الادب في تلك المواقف الدقيقة التي اشار اليها رحمه الله. يعني اه لا يجد غضاضة في استخدام لفظة الجهل والكذب والمعصية وهو لا يحمل اساءة هو يتكلم في شأن رسول الله عليه الصلاة والسلام وما يجوز عليه وما لا يجوز وما يصح نسبته اليه وما لا يصح. فيورد تلك العبارات المستبشعة قال ولا يتحفظ فيها. يعني لا يجد غضاضة ولا يحفظ لسانه او قلمه من ايرادها. قال فقبح منه. يعني رأى اهل العلم ان ذلك قبيحا منه. قال ولم استصوب عبارته وفيه والقاضي عياض رحمه الله كان ايضا لا يوافق على ذلك. فانظر ماذا كانت النتيجة؟ قال وجدت بعض الحائرين وله لاجل ترك تحفظه في العبارة ما لم يقله. وشنع عليه بما يأباه ويكفر قائله. يقول اصبحت مظنة لاحتمال انه قصد كذا. ولماذا قال هذه العبارة؟ ولماذا يستخدم تلك الالفاظ؟ يقول فوجدت بعض في كلامه والمترددين في فهم عباراته فسر كلامه بما لا يريد هو وحمله ما لا يحتمل الكلام على ذلك سببا في ان يصل الى بشاعة من المعاني والاحكام المترتبة عليها بما كان المتكلم لا يريده لنفسه ويأباه بل يصل الى الحكم بكفر قائله لكنه ما قصده. ولا اراده وانما كانت المشكلة في عدم تاني استعمال الالفاظ والادب في العبارة التي لم يكن يتحفظ فيها. نعم قال رحمه الله واذا كان مثل هذا بين الناس مستعملا في ادابهم وحسن معاشرتهم وخطابهم. فاستعماله في حقه عليه السلام في استعماله في حقه عليه السلام اوجب والتزامه اكد ولا شك هذه قاعدة عظيمة ينبغي ان نقررها فان بعض الابناء البررة اذا جلسوا بين يدي ابائهم وامهاتهم رأيت عليهم من الادب والسمت التلطف في الجلسة والكلام والقيام والقعود والرد والجواب والله ما تغبطهم عليه. وتقول اوتي احدهم ادبا مجمل. فاذا رأيته قرت عينك بما تراه عليه من الادب. وتحمد له صنيعه فانه لا يتجاوز بين يدي والده كلاما لا فعلا ولا قياما او قعودا ولا دخولا ولا انصرافا الا بادب في اول شيء واخره. فتجد هذا الادب الذي في تلك المواقف نعمة من الله عز وجل. وانت ترى مثل ذلك للتلميذ بين يدي استاذه اذا رأيت عليه من الادب والاحترام في التعامل وقل مثل ذلك في كل مقام من مقامات الادب مع من يستحق الادب. اذا كن نتوارث ذلك ونتعلمه فنربي الابناء الاولاد بنين وبنات نربيهم على الادب في التعامل مع الاباء والامهات ونربي التلاميذ والطلاب على الادب مع الاساتذة والشيوخ والمعلمين. ونربي كل طبقة فينبغي عليها من الادب مع غيرها في المجتمع. فاحرى بنا واولى بنا ان نتواصى وان نتذاكر وان نورث في الامة لبعضنا البعض الادب مع الله ربنا الخالق سبحانه. ومع نبينا عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله لنا هدى ورحمة ومبشرا ونذيرا وسراجا منيرا. كيف نتأدب؟ بحضرته عندما يقرأ وتدرس سيرته وتذكر اوصافه عليه الصلاة والسلام كيف نكون على القدر اللائق من الادب؟ قال اذا كان مثل هذا من الناس مستعملا في ادابهم وحسن معاشرتهم وخطابهم فاستعماله يعني الادب في حقه عليه الصلاة والسلام اوجب والتزامه اكد لانه في من يستحق الادب من البشر في اعلى المراتب عليه الصلاة والسلام احسن الله اليكم قال رحمه الله فجودة العبارة تقبح الشيء او تحسنه وتحريرها وتهذيبها تعظم الامر او تهونه ولهذا قال عليه السلام ان من البيان لسحرا. هل حديث في الصحيحين والبيان يعني الكلام الذي يحمل ابانة ومعنى عما يريده المتكلم. يقول ان من البيان لسحرا. بعض البيان والكلام اشبه بالسحر في اي شيء. في عظيم على السامع قال كلاما لو قاله غيره بالمعنى نفسه وباختلاف العبارة ما فعل مثل فعل كلامه سبب سحر البيان وجمال العبارة واثرها ووقعها في النفوس. ان من البيان لسحرا ورب كلمة اودت صاحبها وما زالت العرب تبين في امثالها. رب كلمة قالت لصاحبها دعني وهكذا لبيان اثر العبارة والكلام وجاءت الشريعة فقررت هذا الاصل العظيم انه بكلمة يدخل المرء في الاسلام اذا نطق الشهادتين وبكلمة يخرج من الاسلام اذا نطق بالكفر عياذا بالله والكلمة تدخله الجنة والكلمة تدخله النار عياذا بالله قال عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب فرد الامر الى الكلام يا كرام وحديث اللسان والعبارة واللفظ الذي يقال وهذا يؤكد ان العبارة كما يقول المصنف جودة العبارة تقبح الشيء او تحسنه. وان تحرير العبارة وتهذيبها تعظم الامر او تهونه والفرق كله في صياغة الكلام واسلوبه الذي يعرض به المتكلم كلامه. نعم احسن الله اليكم. فاما ما قال رحمه الله فاما ما اورده على جهة النفي عنه والتنزيه له. فلا حرج في تسريح العبارة وتصريحها فيه كقوله لا يجوز عليه الكذب جملة ولا اتيان الكبائر بوجه ولا الجور في الحكم على حال ولكن مع يجب ظهور توقيره وتعظيمه وتعزيره عند ذكره مجردا. فكيف عند ذكر مثل هذا؟ يقول اذا كان الكلام في النفي فرق في الكلام بين ان يساق في اثبات اوصاف تتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم كأن تثبت الشدة التي لاقاها. ان تثبت اليتم الذي عاشه عليه الصلاة والسلام. ان تثبت الفقر الذي كان محيطا بحياته صلى الله عليه وسلم ان تثبت كل امر من الاوصاف والاحوال التي شملتها سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام عند ذكر الكلام في سياق الاثبات يجتنب ما لا يستحسن من الالفاظ والعبارات ويحرص على الاقتصار على العبارة واللفظ والكلام الموفور بالادب. لانه يقال في حق نبي الامة صلى الله عليه وسلم. اما اذا كان السياق سياق نفي فانت تنفي عنه النقص. تنفي عنه الجهل. تنفي عنه كل ما لا يليق فانت مضطر الى ذكر العبارة التي لا تليق لانها في سياق نفين. فتقول لم يكن جاهلا لم يكن كذا الم يكن كذا فانت تنفي وسياق النفي يستدعي ذكر اوصاف فيها مذمة وفيها انتقاص قال رحمه الله فاما ما اورده يعني المتكلم على جهة النفي عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنزيه له فلا حرج في تسريح العبارة يعني في التوسعة في العبارة وان يجريها على ما يتحفظ منه فيما لو كان الكلام اثباتا. قال كقوله لا يجوز عليه الكذب جملة. فاتيت بلفظة الكذب. وقبل قليل قلت لا يحسن ان تستخدم لفظة الكذب واستخدم مع انها بدلا عنها مثلا الاخبار بخلاف الواقع او الخلف في القول. فرق بين ان يكون اثباتا تقول هل يجوز عليه الخلف في القول وهناك لا تقول هل يجوز عليه الكذب؟ وقع الكلام المثبت اشد والنفي امره اوسع فلك ان تقول لا يجوز الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنك لا تقول هل يقال عنه انه كان يكذب؟ هذا لا يقال. والفرق هو في سياق الكلام واسلوبه. قال كقوله لا عليه الكذب جملة ولا اتيان الكبائر بوجه ولا الجور في الحكم على حال فذكرنا كذب وذكرنا كبائر وذكرنا الجور يعني الظلم لكن الكلام كله كان في سياق النفي. فلهذا صاغ ان تذكر تلك العبارات المستقبحة لانها في سياق نفيها وردها وابطالها فسياق النفي لا يحمل الا المستقبح لانه ينفى. ولا يذكر الا النقص من الكلام لانه يراد تفنيده وابطاله ودرءه عن مقام النبوة على صاحبها افضل الصلاة والسلام. قال ولكن مع هذا يجب ظهور توقيره وتعظيمه وتعزيره عند ذكره مجردا فكيف عند ذكر مثل هذا؟ ما يقول نحن نتكلم كيف تحمل الادب اذا تكلمت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ سواء حكيت حديثا من احاديثه النبوية او موقفا من مواقف سيرته عليه الصلاة والسلام او غزوة من غزواته او شملة من شمائله او واقعة من حياته الاسرية مع احدى زوجاته صلى الله عليه واله وسلم. فانك حيثما كان الموقع حديثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لا يجوز ولا ينبغي الا ان يقال في قالب من عظيم من الادب والاحترام والتوقير. فاذا كان الادب عند ذكره مجردا فكيف عند ذكر مثل هذا؟ يعني ذكري العبارات المستقبحة التي تساق مساق النفي. تقول لا يجوز عليه الكذب جملة. ولا يجوز عليه اتيان الكبائر. ولا يجوز يجوز عليه الوقوع في الجور والظلم فستنفي اوصافا مستقبحا. يقول مع ذلك ينبغي ان يكون الكلام مشعرا بعظيم والاحترام والتوقير والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. تأكيدا لما قرره المصنف رحمه الله تعالى كثيرا في هذا الكلام وهو الحديث عن الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وواجب الامة الذي ينبغي ان انفسها عليه احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقد كان السلف تظهر عليهم حالات شديدة عند مجرد ذكره كما قدمناه في القسم الثاني وقد كان بعضهم يلتزم مثل ذلك عند تلاوة اية من القرآن. حكى الله تعالى فيه مقال عداه. ومن كفر بايات وافترى عليه الكذب فكان يخفض بها صوته اعضاما لربه واجلالا له. واشفاقا من التشبه بمن كفر به يقول رحمه الله تعالى كان السلف تظهر عليهم حالات شديدة عند مجرد ذكره عليه الصلاة والسلام. يقصد ما حكاه في القسم الثاني وقدمه من في الادب الجم لسلف الامة مع نبي الامة صلى الله عليه وسلم وعندما نذكر ذلك في اخبار السلف ووقائع احوالهم رضوان الله عليهم فانما نذكر ذلك عن القرون المفظلة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية. في قوله خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. ونتحدث ايضا عن اقوام بلغوا من الايمان والصلاح والتقى اعظم مما وقع لغيرهم في الامة ممن جاء بعدهم الى يوم القيامة. في الجملة. وايضا عندما يحكى ذلك عن السلف فانما يحكى عن اعظم الامة فقها بقلوبها لدين الله. واعظمها بقلوبها حبا واحتراما وتعظيما واجلالا لكل ما عظمته الشريعة وحرمته ورفعت من شأنه وقدره. ونتكلم عن جيل كان اوفر الامة واسعدها حظا بالحب الصادق لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم وبمعرفة موجبات ذلك وما الذي يستلزمه من المواقف والعبارات والاحوال على سائر الانحاء. فاذا ذكرت تلك المواقف رأيت فيها الاسوة والقدوة هي صادرة عن قوم يحملون من العلم والفقه والايمان والدراية والقرب من عهد النبوة بل بعضهم ربما كان في جيل الصحابة رضي الله عنهم فتعرف مقدار ما كانوا يحملون من الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. بدءا من جيل الصحابة رضي الله عنهم جميعا. الذي يقول قائلهم وما كنت احد النظر وما كنت اطيق النظر اجلالا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول الاخر انهم كانوا انما يطرقون ابواب بيت رسول الله صلى الله عليه سلم بالاظافر ويقول الثالث ان احدهم كان اذا رأى رسول الله عليه الصلاة والسلام سر واستبشر وانس فقلبه فاذا كان بين اهله وعاد اليهم اشتاق لرؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى يأتي فينظر اليه ثم يحمل الهم كيف له برؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام في الجنة اذا رفع في مرتبة النبيين. عليه الصلاة والسلام وسائر المواقف التي تحكي الادب العظيم الذي توارثوه رضي الله عنهم حتى حكى عمرو بن العاص لما رجع وقد كان سفيرا لقريش في صلح الحديبية قال والله يا قوم لقد وفدت على الملوك والرؤساء ما رأيت احدا يعظم احدا كما يعظم اصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم. فالحب والتعظيم والاحترام والتقدير كان اوفر ما يكون في جيل الصحابة رضي الله عنهم ورث ذلك من بعدهم اقوام تعلموا الايمان من الصحابة. وتعلموا الدين والقرآن والسنة من الصحابة كما تعلموا منهم الادب والاحترام والمحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانوا بعد جيل الصحابة رضي الله عنهم اصدق جيل بحمل تلك المعاني وتمثلها. فاذا ضربت بهم المثل كانوا محل القدوة والاسوة. ويقول ما لك رحمه الله وهو يحكي شدة تأثره بشيخه ايوب السختياني. وكيف كان اذا ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام اعتراه من الرهبة والهيبة اجلال لذكره حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وغيرهم في مواقف عدة ساقها المصنف رحمه الله في ذلك القسم تأكيد على انهم كانت تظهر عليهم الحالات ويعتريهم من المواقف لمجرد ذكره. فكيف اذا كان ذكره عليه الصلاة والسلام مقرونا بذكر اوصاف مستقبحة يراد نفيها. ودرءها والذب بها عن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم افلا تحملهم تلك المواقف بسياقاتها ان يكونوا اشد تأثرا وان يكونوا في وتعبيرات وجوههم ونبض قلوبهم اصدق في التعبير عما تربوا عليه وجرى في عروقهم من الادب والاحترام والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ادب يا كرام. اما الدم البارد الذي يجري في عروق بعض بني الاسلام اذا ذكر الدين والقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم بمنقصة او تجاوز واساءة وانتقاص فيقال بدم بارد وعبارة سمجة اختلاف اراء ووجهات نظر وكلام لا ينبغي تمريره ولا الرضا ان يطرق السمع فظلا عن اقراره وعدم التأثر به. هذا موقف عظيم يتربى عليه بنو الاسلام تعصبا لدينهم وحمية لشريعتهم وتوقيرا وتعظيما لما عظمه الله. ومن لم يعظم ما عظم الله فلا فيه لان الله قال ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ومن لم يعظم ما عظم الله من شعائر الدين ومعالمه العظام فقد فقد تقوى قلبه. وان فعل ما فعل من الصالحات لان الله قد قال ذلك ومن يعظم شعائره الى الله فانها من تقوى القلوب. وشعائر الدين معالمه واركانه واعلامه البارزة. ومن اعلاها واشهرها كتاب وربنا ومقام نبينا صلى الله عليه وسلم واركان ديننا وشعائرنا العظام التي ينبغي ان تمتلئ القلوب لها واجلالا وتعظيما. كل ذلك في سياق موقف المسلم من تلك الامور العظام. التعظيم لما عظم الله. وبذلك التعظيم يجروا الى ان يربي المرء نفسه على الوقوف عند حدودها. ثم يبث في الامة هذا المعنى وتربى الناشئة والاجيال في الامة على ذلك الاحترام والتقدير ولما كان الكتاب متعلقا بحقوق نبي الامة ورسولها وهاديها وشفيعها صلى الله عليه وسلم ركز المصنف رحمه الله العبارة وقرر القول في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة والا فالاصل واحد والمعنى العظيم مشترك في كل شعائر الاسلام وحرمات الدين التي نصت الشريعة على وجوب تحريمها وتعظيمها واجلالها. قال رحمه الله قد كان بعض السلف يلتزم مثل ذلك يعني من ظهور الحالة الشديدة عند تلاوة اين من القرآن حكى الله تعالى فيها مقال عيداه ومن كفر باياته. وافترى عليه الكذب. فكان يخفض بها صوته واعظاما لربه واجلالا له واشفاقا من التشبه بمن كفر به. فاذا قرأ القارئ للقرآن وقالت اليهود يد الله فاذا كان مستشعرا للاية التي يقرأ وقلبه يتقطع من التعظيم الذي لا يكاد لسانه ينطق به لولا انها لفظة الاية الكريمة لوجدت عليه من الاشفاق وهو يقرأ اية من القرآن لكنه يستعظم الكلمة المستقبح في حق الله. فكيف يجريها على لسانه وقالت اليهود يد الله مغلولة. قال فاذا جاء الى ذكرها خفض بها صوته. عظاما لربه واجلالا له واشفاقا من بمن كفر به وربما قرأ قارئ لقد كفر الذين قالوا الله اكبر لا اله الا الله حي على الصلاة لا اله الا الله وربما قرأ قارئ اية من كتاب الله فيها ذلك الافتراء من الكذب والجرأة على مقام الربوبية والالوهية فاستعظم ذلك عليه فربما اعترته حالة من الهيبة والاجلال حتى كاد ان ينقطع عن القراءة كمثل ما قرأ بعضهم لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. فما زال يبكي حتى انقطع عن القراءة ما استطاع اكمال الاية ومن لم يفهم ذلك المغزى تعجب فقال اي محمل على الخشوع في الاية؟ وليس فيها الا كفر قائلها وشيء لا يحمل وصفا يحمل على الخشوع والخشية كالجنة والنار والوعد والوعيد. ومن لم يفقه ذلك المعنى عجز عن الوصول اليه. والمقصود في ختام هذا الفصل الذي تم به الباب الاول من القسم الرابع في الكتاب. تقرير هذا الاصل العظيم الادب الادب الذي تتأدب به امة الاسلام مع نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام. والعبارة التي تقال الذي يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يكون محفوفا بالاحترام والتقدير والتوقير لتحقيق قول ربنا سبحانه لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه صلى الله عليه واله وسلم. وبهذا تم الباب الاول من الكتاب ويبقى ثانيه وهو اخر ابواب الكتاب في قسمه الرابع والاخير. تم المجلس وبقي في الليلة بقية فيها متسع لمن اقبل بقلبه حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبلسانه صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسابق المحبين. ويلحق بركابهم يرجو ان يكون احدهم. فضلا عن ان يكون احد سابقيهم بالقرب منه صلى الله عليه وسلم يا من بحب المصطفى قد اولعوا زيدوا عليه من الصلاة واكثروا يكفيك فخرا يا محب محمد ان المحب مع حبيبي سيحشر فاستكثروا من صلاتكم وسلامكم عليه صلى الله عليه واله وسلم فانما هي الخير والبركة والرحمة اجمع ثم انه بختام مجلسنا الليلة بعون الله وتوفيقه نقف عن درس الخميس ثلاثة اسابيع مقبلة ان شاء الله تعالى لطارق لسفر نستأنف بعدها نسأل الله ان يوفقنا واياكم لهداه والعمل برضاه. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا شفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهد ضالنا. وتقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت تواب رحيم. اللهم احطننا بعنايتك واكلأنا برعايتك. واحفظنا والمسلمين جميعا بحفظك من شر الاشرار. وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. واجعل لنا الهي ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار نار وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين والمسلم دائما يعتز باسلامه وايمانه واتباعه للقرآن والسنة واعتزازه بسنة رسوله لله صلى الله عليه قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحيل ولا مستكبر. ان طلب العلم عمل صالح عظيم الأجر كثير الثواب. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه ما سهل الله له به طريقا الى الجنة