قال يا رسول الله ذكر انه ذو حاجة وذو عيال فاطلقته قال انه كذبك وسيعود فترصد له في الليلة الثانية مؤمنا بانه سيعود لماذا؟ لخبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ساعات وامسكه وقال لارفعنك الى رسول الله فاعتذر اليه بانه ذو حاجة وذو عيال فاطلقه ولما اصبح ابو هريرة واتى الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واخبره قال انه كذبك وسيعود في الليلة الثالثة فان قال قائل كيف يقول له الرسول في اول ليلة انه كذبك ثم يطلقه يطلقه نقول يطلقه لان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبره انه سيعود لم يقل له امسك او لا تعطي في الليلة الثالثة صمم ابو هريرة على ان يرفعه الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له سادلك على اية من كتاب الله اذا قرأتها لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك الشيطان حتى تصبح فلما اصبح واتى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واخبره بذلك قال اما انه صدقك وهو كذوب فاقر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي قاله الشيطان ننتقل من هذا المعنى الى امر مهم وهو انه يجب قبول الحق ممن قال به بقطع النظر عن القائل فهمتم القاعدة؟ لا يجرمنك بغض انسان ان ترد الحق عليك بقبول الحق مهما كان هنا اقر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الحق مع انه جرى على لسان الشيطان في القرآن الكريم قال الله تعالى عن المشركين واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها فادعوا شيئين مبررا لفعله وجدنا عليه ابائنا والله امرنا بها قال الله تبارك وتعالى قل ان الله لا يأمر بالفحشاء وسكت عن قولهم وجدنا عليه ابائنا اذا ابطل احد الشيئين وسكت عن الاخر فهو اقرار له وحينئذ يكون الله تعالى قد اقر المشركين على قولهم حين قالوا الحق وهم مشركون واتى حب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عالم من اليهود واليهود اخوان القردة والخنازير فقالوا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يا محمد انا نجد ان الله تعالى يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والثراء على اصبع وذكر بقية الحديث يعني فهل هذا صحيح فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحق مع انه يهودي لكنه قال حقا وقرأ صلى الله عليه وسلم وما قدره الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه فعليك بقبول الحق بقطع النظر عن من قاله وعليك برد الباطل بقطع النظر عمن قاله قال وقوله سبحانه قول بالجر معطوفة على قوله في اول الكلام ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص اي وفي قوله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هذه اربعة اسماء وخبر الاول فسره النبي صلى الله عليه وسلم بانه الذي ليس قبله شيء الاخر الذي ليس بعده شيء الظاهر الذي ليس فوقه شيء مأخوذة من الظهور على الشيء كما يقال صعد على ظهر الجبل ومنه سمي ظهر الحيوان ظهرا لانه اعلى جسم اذا الظاهر هو الذي ليس فوقه شيء فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولا قول لاحد بعده يعني لو قال قائل الظاهر باياته قلنا هذا تفسير خطأ لان النبي صلى الله عليه وسلم فسره بانه الذي ليس فوقه شيء. الباطن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي ليس دونه شيء يعني الذي له العلم والقدرة والسلطة على كل شيء لا يخفى عليه شيء ولا من بطن وان بطن طيب هذه اربعة اسماء جمعها الله تعالى في سورة في اية واحدة قال العلماء رحمهم الله في الاول والاخر الاحاطة الزمانية وفي الظاهر والباطن الاحاطة المكانية فهو فوق كل شيء ودون كل شيء يعني ليس دونه شيء الاول هذا الزمن الماظي والاخر الزمن المستقبل قال وهو بكل شيء عليم بكل شيء من الامور هو عليم به تبارك وتعالى في هذه الاية اثبات اربعة اسماء من اسماء الله وهي الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ان شئت فقل وفيها ايضا اثبات ان الله عليم وهو اسم من اسمائه وان شئت فقل هذا وليس باسمك وقوله سبحانه وتعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت توكل عليه ان يعتمد عليه وفوض اليه امره على الحي الذي لا يموت وهو الله سبحانه وتعالى وسبق الكلام على الحي واما قولها الذي لا يموت فهي صفة من صفات النفي تستلزم كمال حياته تبارك وتعالى وانه لا يمكن ان يلحقه الموت واقسام التوكل وما يتعلق فيها ليس هذا موضع بسطها لانها في كتاب في كتب التوحيد اذا نثبت من هذه الاية ليش صفات صفة الحياة وننفي صفة الموت وقوله تعالى وهو العليم الحكيم عندكم العادي وهو العليم الحكيم كيف الاثنين بعد بعد العظيم سبقت في هذا الكرسي الظاهر والله اعلم ان ان اصلح النسخ وهو الحكي وهو العليم الحكيم العليم يعني ذو العلم التام الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان كما قال موسى عليه الصلاة والسلام حين سأله فرعون ما بال القرون الاولى؟ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى لا يضل يعني لا يجهل لان الضلال يأتي بمعنى الجهل. ومنه قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ووجدك ضالا فهدى يعني غير عالم بالشرع فهذا وعلمك هنا نقول ان الله تعالى عليم بما سبق وعليم بما يأتي عليم بظواهر الامور وبواطنها ودقيقها وجليلها الحكيم مشتقة من الحكمة والحكم فان قلنا ان من الحكمة صار معنى الحكيم ذو الحكمة البالغة في اقواله وافعاله في اموره الكونية في اموره الشرعية حكيم ينزل الاشياء ايش منازلها هذا اذا قلنا انه من الحكمة فتأمل مخلوقات الله تعالى التي تعرف كيف تجدها مشتملة على غاية الحكمة وتأمل مشروعاته ايضا تجدها على غاية الحكمة وتأمل كيف ينزل الله تعالى الشرائع شيئا فشيئا حتى يقبلها الناس وتصطبغ بها بها قلوبهم كذلك ايضا بالنسبة الحكمة اه نعم للحكيم بمعنى الحكم الله تبارك وتعالى حاكم ولا يحكم عليه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وحكم الله تبارك وتعالى يكون كونيا ويكون شرعيا مثال الكون قول اخي يوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي الحكم هنا كوني واما الشرعي فان الله تعالى في سورة الممتحنة لما ذكر احكام النسا وما يتعلق بهن قال ذلكم حكم الله يحكم بينكم وهنا الحكم شرعي فاذا قال قائل ما هو يعني ما هو العلامة على انه حكم شرعي فالجواب انه يقال اذا الغالب ان الحكم الشرعي يكون مقرونا بكلمة بي واما الحكم الكوني فالغالب ان يكون مقترن بكلمة في فقول النبي صلى الله عليه وسلم انت تحكم بين عبادك فيما كانوا به يختلفون هذا حكم لا شرعي شرعي انا ذكرنا لكم من قبل الان الحكم الحكم الشرعي في الغالب يكون مقرونا بكلمة دين. وذاك مقرون بكلمة فيكم طيب حكم الله تبارك وتعالى الكون والشرع هل هو مقرون بالحكمة او لا الجواب مقرون بالحكمة لانه احنا قلنا الحكيم من هذا ومن هذا وعلى هذا فلا تسأل عن احكام الله الكونية ولا الشرعية واستسلم لحكم الله فلا يجوز لك ان تقول لماذا فرض الله كذا ولم يفرض كذا ولماذا فرض الله هذه الفريضة على هذا الوجه لا يجوز اللهم الا اذا كنت تريد ان تتطلع للحكمة استرشادا لا ايرادا لان بعض الناس قد يقول هذا استرشادا يحب ان يطلع على الحكمة لا ارادة ليرد الحكم ولما سئلت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الحائض ما بالها تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر في قضاء الصلاة فاستدلت بالحكم الشرعي لماذا؟ لان الحكم الشرعي دليل اذا اختلف دليل على ان هناك حكمة اقتضت الاختلاف سواء علمتها ام لا ولهذا قال الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا كمل ان يكون لهم الخيرة من امرهم ايها الاخوة لم يتم الشرح في هذا الشريط ويمكن اتمامه في الشريط الذي يليه